رواية وما معني الحب كاملة بقلم ايه السيد عبر مدونة دليل الروايات
رواية وما معني الحب الفصل السادس عشر 16
“إنتوا شباب منعدم الأخلاق…. فين أهاليكم؟!”
تجعدت ملامح معاذ يحاول فهم ما ترمي إليه فأردفت الطبيبة بنفس النبرة الغاضبه:
-أنتوا مش أول حد يجيلي بالحاله دي…. فين الدين؟! فين الأخلاق؟!
فهم معاذ مقصدها فحاول التبرير قائلًا:
-حضرتك فاهمه غلط إحنا متجوزين والله
ابتسمت ساخرة، نظرت لهدير وسألتها:
-قولتيلي بقا يا هدير العلاقه بينكم تمام؟!
أجابت هدير ببلاهه:
-الحقيقه يا دكتوره لأ إحنا العلاقه بينا متوتره الفتره دي
وفي ظل شدة أعصاب معاذ ومحاولته التبرير للطبيبه، قالت هدير جملتها فحاول هو كبح ضحكته وغمز لها أن تصمت لكن الطبيبه وجهت لها سؤال مجددًا قائله:
-يعني إيه متوتره؟!
أجابت هدير بتلقائيه:
-يعني بينا مشاكل وكنا بنتخانق كتير الفتره الي فاتت
ضحكت الطبيبه ساخره وقالت:
-هو حضرتك جايه لدكتوره نفسيه ولا حاجه! أنا مالي ومال المشاكل!
لم يستطع كبح ضحكته لأكثر من ذالك سند كوعه على مكتب الطبيبه ووضع يده على جبينه ثم انفجر ضاحكًا حتى أدمعت عيناه، تعجبت الطبيبه من ردة فعله فقالت بنزق:
-إنت بتضحك على إيه!!
رفع يده واعتذر قائلًا:
-أنا آسف والله…
مسح شعره بتوتر وأرظف:
– حضرتك فاهمه غلط هي مراتي بس احنا اتجوزنا في ظروف غريبه شويه
تنهدت الطبيبه ونفخت بضيق ثم قالت:
-مستحيل يا حبيبي مستحيل تكون مراتك
أشارت على هدير قائله:
– الي قدامي دي بنت
عقد معاذ حاجبيه وسألها:
-معلش يعني إيه بنت!؟
قالت الدكتوره بتوضيح:
-يعني بكر محدش لمسها
هب معاذ واقفًا ونظر للطبيبه مصدومًا وسألها مجددًا:
-حضرتك بتتكلمي بجد!؟
ردت الطبيبه بفظاظه:
-وأنا ههزر معاك ليه؟!
نظر لهدير بفرحه وقال:
-إنتِ بكر… يعني أنا معملتش حاجه… أنا بريء يا هدير
لوت الطبيبه شفتيها متعجبه مما يقوله، نظر إليها قائلًا:
-لو سمحتي ممكن تكتبيلي تقرير بالكلام ده
ارتدت الطبيبه نظارتها وأخذت ورقة من أمامها قائله:
-أكتبلك تقرير عادي
انشغلت الطبيبة لكتابة التقرير، ظل ينظر لهدير ويحدق بها بفرحه وهي ترمقه مبتسمة على فرحته….
_____________________________
دخل أحمد لغرفتها جلس مقابلها وهتف قائلًا:
-إنتِ هتفضلي مكتئبه كدا يا هدى!
مسحت دموعها التي لم تجف منذ انتشار ذالك الفديو، جلس أمامها وتنهد بأسى على هيئتها المزريه ثم قال:
-حرام عليكِ الي عملاه في نفسك وفيا ده
شهقت ببكاء وقالت بحزن:
-انا السبب في كل الفضيحه دي…. طول عمري مبعرفش أتحكم في لساني!
مد يده مسح الدموع التي تسيل على وجنتيها ونظر بعينيها قائلًا:
-الي حصل حصل يا هدى مش هتقعدي تعيطي على حاجه مرت بقالها أيام… هتفضلي حابسه نفسك كدا وبتعيطي لحد امته وايه الي هيتغير لما تعملي كدا؟!
أردف مجيبًا على حاله:
-ولا هيتغير اي حاجه!
قام من جوارها وسحب يدها قائلًا:
-قومي يلا اغسلي وشك كدا وروقي عشان ننزل نتعشى بره وأروق عليكِ
مسحت دموعها بيدها الأخرى ونظرت له قائله:
-أقولك على حاجه!
حدجها بنظرات استفهام فقالت بابتسامه:
-الله يكون في عونك إنت مستحملني إزاي؟!
نظر لها بهُيام وقال:
-اعمل ايه بقا في قلبي الي بيحبك على أي وضع ده!
وفي حركة جريئة منها ضمته وقبلت إحدى وجنتيه قائله:
-إنت أحسن زوج في الدنيا
دفعها حيائها لتهرب من أمامه وهرولت لدخل الحمام، وضعت يدها على قلبها الذي ازدادت خفقاته وقالت:
-ينهاري إيه الي عملته ده!
نظرت لحالها بالمرآه وقالت:
-مش عارفه جبت الجراءه دي منين؟!
أما هو فلم يتحرك من مكانه لمس مكان قبلتها مبتسمًا وتنهد بارتياح فقد حان وقت السعادة لتدخل لقلبهما….
_____________________________
طرق سعد باب الغرفة للمرة التاسعه مناديًا عليها، ارتدى ثياب الخروج وطرق بابها مرة أخرى وهو يقول:
-يا ناهد قومي بقا عشان ناخد مروى ونروح لبابا
تمللت في نومها وتمتمت قائله:
-نص ساعه بس يا بابا
-مش سامع بتقولي ايه؟ افتح الباب وادخل؟!
لم ترد عليه فقد أرهقت حالها الأيام الماضية، ولم تتم طووال الليل من شدة قلقها لكن عينها قد غفت الأن وتغط في سبات عميق، طرق الباب وسألها مجددًا بنبره مرتفعه:
– يا ناهد… ناهد أدخل؟!
لم تجيب ففتح الباب بحذر ودخل وقف أمام السرير حدق بها وهي تنام على السرير بفوضاويه ابتسم على برائتها فواضح أنها غارقة في النوم جلس جوارها كان تتزمل جيدًا بالغطاء ولا يظهر منها غير قدمها وشعرها الأسود الناعم الذي يغطي وجهها ناداها:
-ناهد…. يا ناهد اتأخرنا
تمتمت بنعاس قائله:
-ايه يا بابا!!
ابتسم قائلًا:
-اتأخرنا قومي إنتِ سكرانه كدا ليه؟!
سحبت الغطاء على وجهها وأدارت ظهرها له لتنام على جانبها الأخر، تنهد وأردف بنفاذ صبر:
-يا ناهد بقالي ساعه بصحيكِ
نفخت بحنق وتمتمت:
-يا بابا معنديش امتحان
تبسم ضاحكًا وقال:
-بابا! وامتحان! دا إنتِ مش هنا خالص
ضرب كفًا بالأخر وظل يحدق بها للحظات أخذ ريمود التكيف وأغلقه وهو يقول:
-وريني بقا هتكملي نوم ازاي!
خرج من الغرفه، وأكملت هي نومها، صدع رنين جرس الباب ففتح نظرت له مروى قائله:
-السلام عليكم… ناهد جهزت
-عليكم السلام أنا جاهز لكن أختك مش راضيه تصحى من النوم
ضحكت مروى قائله:
-معلش هي نومها تقيل شويه… تسمحلي أدخل أصحيها
أفسح الطريق لها وهو يقول:
-أيوه طبعًا اتفضلي
__________________________
أعطاه سيف حبة الدواء في ميعادها وبعد أن بلعها هتف قائلًا:
-إنت من الصبح قاعد معايا يبني أرجع بيتك بقا عشان مروى
تنهد سيف قائلًا:
-لأ يا عمي أنا مش هسيبك لوحدك عشان لو احتاجت حاجه، ومروى كلمتها وهتيجي مع سعد وناهد
تنهد سيف بحيره وأردف:
-كمان الصراحه أنا خايف عليك
نظر له سيف وأردف:
-مش هتحكيلي بقا الحادثه دي حصلت ازاي؟!
ابتسم عوض وهو يقول:
-يا حضرة الظابط هاا..
قاطعه سيف قائلًا بابتسامه:
-يعني أنا بقولك يا عمي وإنت لسه بتقولي يا حضرة الظابط بلاش ألقاب بقا قولي يا سيف أو يا واد يا سيف أنا دلوقتي في مقام ابنك
ابتسم عوض بوهن وقال:
-إنت فعلًا ابني يا سيف إنت وسعد
أردف بألم:
– ربنا أخد مني واحد ورزقني باتنين
ربت سيف على يده قائلًا:
-الله يرحمه
تنهد سيف قائلًا:
-ربنا يقومك بالسلامه وميحرمناش منك يا عمي
أردف سيف بابتسامه:
-مش هتحكيلي بقا الحادثه حصلت ازاي؟
ضحك عوض قائلًا:
-إنت لحوح أوي يا سيف أنا حكيتلك لحد دلوقتي عشر مرات
ضحك سيف قائلًا:
-مش مهم قولي كمان مره يمكن نخرج بتفصيله زياده
تنهد عوض بألم وقال:
-اسمع يا سيدي أنا خرجت عادي من عند أخواتي وفي نص الطريق وأنا سايق…..
قاطعها دخول جابر للغرفه بدون استئذان هتف قائلًا بغرور:
-حمد الله على السلامه يا دكتور عوض
هب سيف واقفًا وهتف بنبرة حاده:
-إنت إزاي تدخل من غير استئذان؟!
-والله أنا أدخل في أي وقت محدش بيستأذن في ملكه
هز سيف يده مستفهمًا وهو يقول:
-يعني إيه ملكك؟!
جلس جابر على الأريكه ووضع رجلًا فوق الأخرى بغرور قائلًا:
-يعني أنا اشتريت المستشفى دي…. ومن دلوقتي يا تدفعوا تكاليف المستشفى يا تشوفولكم مستشفى تانيه
تجعدت ملامح عوض وحاول الإعتدال من رقدته وهو يقول بنبره حاده:
-إنت بتخرف بتقول إيه؟!
أخرج ورقة من جيبه وأعطاها لسيف قائلًا:
-أخوك رأفت هو الي بايعهالي
وضع عوض يده على قلبه وارتفع معدل تنفسه وهو يقول:
-عملها رأفت!!! حسبي الله ونعم الوكيل
قام جابر من مكانه ونظر لسيف قائلًا:
-ياريت تعدي على الحسابات عشان احنا مش فاتحينها تكيه
نظر له سيف بأعين غاضبه وقال:
-مسيرك هتقع تحت إيدي وساعتها مش هرحمك
ابتسم جابر بسخريه وخرج من الغرفه وقف أمام الغرفه يُحدث حاله قائلًا بخبث:
-هنشوف مين هيقع تحت إيد مين يا سيف باشا!
وقف للحظات ينظر لأرجاء المستشفى ثم غادر تاركًا المستشفى بأكملها…
أقبل سيف نحو عوض مهرولًا، كاد يبكي على تعبه في بناء المستشفى الذي قد أضحى هباءًا، نظر سيف لعوض وربت على كتفه قائلًا بثقه:
-أنا واثق إن حضرتك بذلت مجهود وتعبت عشان تبني المستشفى دي وواثق كمان إن ربنا مش هيضيع تعبك اصبر يا عمي
أدمعت عيني عوض وقال:
-شوفت أخويا عمل فيا ايه! مضاني على ورق على أساس أرض بنبيعها وأخد مني المستشفى
وضع يده على جبينه وذرف دموع الندم وهو يهتف:
-لا حول ولا قوة إلا بالله
نظر لسيف قائلًا:
-لازم نسيب المستشفى
____________________________
ساعدت نبيله والدة ناهد على الإعتدال في الجلوس وحملت كاسة المياه لتسقيها بيديها وبعد أن ارتشفت الماء، قالت أم ناهد بوهن:
-كتر خيرك يا أم سعد… ربنا يباركلك في أولادك إنتوا رزقنا والله
ابتسمت نبيله وربتت على كتفها قائله:
-انتوا الي رزقنا والله ربنا يقومكم بالسلامه ويطمنا عليكم
ربتت أم ناهد على يد نبيله قائله:
-أنا كدا اتطمنت على ناهد ومروى لو حصلي حاجه ربنا رزقهم بأم طيبه تحن عليهم من بعدي
ردت نبيله:
-ربنا ميحرمهمش منك يا حببتي ولا يحرمك منهم
ازدردت أم ناهد ريقها بألم وأردفت:
-والعربيه بتتقلب بينا مفكرتش إلا في البنات كنت خايفه عليهم وعماله أفكر هيعيشوا ازاي من بعدنا
عقبت نبيله في سرعه:
-ربنا يخليكوا ليهم وتيشيلوا عيالهم وعيال عيالهم كمان
ابتسمت أم ناهد وقالت:
-كان نفسي أوي أعملهم فرح كبير
ابتسمت نبيله قائله:
-يستي فرحة العريس عروسته… ربنا يسعدهم ولما تقوموا بالسلامه نعمل حفله كبيره نعلن فيها جوازهم إن شاء الله
قاطعها طرقات على باب الغرفه أذنت نبيله بالدخول فدخل سيف ونظر لوالدته قائلًا بتلعثم:
-إجهزوا عشان رايحين مستشفى تانيه
سألته أم ناهد بملامح استفهام قائله:
-ليه؟!
ارتبك فلا يريد أن يحكي لها ما يحدث يكفيها حالتها، حاول تأليف قصه فقال:
-الدكتور عوض بيقول هيروح مستشفى دكتور صاحبه متخصص في حالتكم
طالعته أم ناهد بريب فالسبب ليس مقنع غلى الإطلاق، هرب سيف من أمامها قبل أن تسأل عن المزيد…
____________________________
خرجا من عند الطبيبة كان يقرأ التقرير كل دقيقه حتى يتأكد كونه ليس حلمًا، أما هدير فكانت في عالم أخر تقف جواره بوجه مكفهر، تخاف أن يتركها، تفكر لو تركها وعادت لبيت أهلها كيف ستعيش بدون أختها هدى، هدى! وكأنها تذكرتها الآن لم تُحدثها منذ أخر مقابله بينهما يوم الزفاف، عزمت أن تحدثها فور عودتها للبيت، قاطع شرودها قائلًا:
-مالك؟! حاسك مش مبسوطه
ردت عليه بنبره حزينه ووجه متجهم:
-لأ مبسوطه
نظر لها بحيره وقال:
-بقا دا شكل واحده مبسوطه؟!
زفرت الهواء بنزق وقالت:
-إحنا عاوزين نشوف دكتوره تانيه عشان نتأكد
أمعن النظر ملامحها وسألها:
-إنتِ قلقانه تكون الدكتوره دي غلطانه!
أومأت هدير رأسها مؤيده، تجهم وجهه ووقف يفكر بكلامها، تنهدت بحيره وأفرغت ما بجعلتها لتسألته بتلعثم:
-هو… هو إنت هتطلقني لما تتأكد من برائتك؟
زم شفتيه وضربها بخفه على جبهتها قائلًا:
-إيه الي بتقوله دا؟!
أدرك حالتها فهي تخاف أن يطلقها بعد أن ظهرت برائته لكنه قد عاهد والدها ألا يتركها وأن يُكمل حياته معها، هتف قائلًا بتوضيح:
-أنا وعدت بباكِ إني أكمل حياتي معاكِ وأنا مبرجعش في وعدي
ازدردت ريقها بتوتر وسألته:
-يعني إنت هتكمل معايا بس عشان خاطر بابا
هو يعلم ما تريد الوصول إليه لكنه لن يريح قلبها، سيتركها حتى تستوي على ناره الهادئة، ابتسم بمكر وقال:
-أكيد لأ مش عشان خاطر بباكِ لوحده
ابتسمت فقد ظنت أنه سيقول لها كلمات من الغزل لكنه أخاب ظنها حين قال:
-عشان خاطر باباكِ ومامتك
رمقته بطرف عينيها تركها تشتعل غضبًا وسار هو نحو سيارته ليفتحها ركبت جواره ونظرت من نافذة السياره ولم تنبس بحرف أخر، أما هو فابتسم بانتصار لإشعال غضبها، نظر لها وأردف قائلًا:
-مش عارف أقول لمين الأول… أنا شايف إني أبدأ بماما
أومأت رأسها فقط فهي ليست متحمسه لأي شيء وتشعر بغصة في حلقها كأنها تريد البكاء الآن…
__________________________________
كان تغط في نومها كشفت الغطاء عنها حين شعرت بحرارة الجو فقد أغلق عليها التكيف، دخلت أختها الغرفه وأغلقت الباب خلفها، نظرت لحالتها وهي تنام بعرض السرير وتأخذ الوسادة بين أحضانها ضحكت مروى قائله:
-إيه يبنتي إلي عملاه ده
جلست جوارها وخبطتها على ذراعها بخفه وهي تناديها، فتمتمت ناهد:
– يبنتي بقا طفي النور
صاحت مروى:
-قومي بقا يا ناهد عشان نروح لبابا وماما
فركت عينيها بنعاس ومطت ذراعها وقدميها من أثر النوم، وكانت ستنام مجددًا فانهالت عليها مروى بالضرب وهي تقول:
-يا بت قومي الراجل بقاله ساعه مستني بره!
وأخيرًا قامت ناهد فتحت عينيها وجلست على طرف السرير قائله:
-إنتِ هنا من إمته؟!
نظرت لها مبتسمه:
-قومي يا عروسه بقالي ساعه بصحيكِ، سعد بيقول إن إنتِ نايمه من امبارح مالك؟!
-أنا منمتش بسهوله امبارح
غمزت مروى بعينيها قائله:
-أكيد سعد مسابكيش تنامي طبعًا
رمقتها ناهد بطرف عينيها باستنكار وأجابت:
-لا أنا مشوفتش سعد من امبارح أصلا… أنا إلي قلقانه على ماما وبابا وكمان مكان جديد عليا
قالت مروى بتوضيح:
-سيف مع بابا من الصبح وطنط نبيله مع ماما
اومأت ناهد برأيها وقالت:
-لما عرفت اتطمنت ونمت
صفقت مروى بيدها بلطف قائله:
-طيب يلا سيبك من القصه دي وقومي عشان منتأخرش
هبت ناهد واقفه أخذت غطاء السرير ولفت حالها به لتخرج من الغرفه للحمام فضحكت مروى على هيئتها وقالت:
-عارفه وانتي ملفوفه في الملايه كدا بتفكريني ببتوع الآداب
ارتسم الإستفهام على ملامح ناهد وسألت:
-كلية الآداب؟!
قهقهت مروى قائله:
-لأ بوليس الآداب
قذفتها ناهد بوسادة بجوارها وخرجت من الغرفه وهي تنظر يمينًا ويسارًا عليه تتمنى ألا يراها.
وبعد فترة كانت ارتدت ثيابها وخرجت تبحث عنه ليذهبا، سبقتهما مروى للأسفل، نظر سعد لناهد التي ابتسمت له بحياء، رمقها بإعجاب وهمس:
-مكنتش أعرف إن نومك تقيل كدا!
اتسعت ابتسامتها قائله:
-والله أبدًا أنا بس كنت مرهقه شويه
رفع سبابته وعقدزجبينه قائلًا بتعجب:
-متخيله! أنا قعدت ساعه كامله أصحيكِ
ابتسمت، رفع حاجبيه وابتسم مردفًا:
-عالفكره احنا لسه بينا كلام كتير
ابتسمت بمكر وأشارت بإبهامها للخلف قائله:
-إحنا بينا تصفية حساب عشان الضحك إلي ضحكته عليا النهارده
تذكر ذالك المشهد وضحك مجددًا وهو يقول:
-بصراحه كان شكلك مضحك جدًا
ضحكت على ضحكته ثم قالت:
-طيب ايه مش يلا مروى زمانها واقفه تحت من بدري…
هز رأسه يمينًا وابتسم قائلًا:
-يلا بينا…
____________________________
ارتجلا من السياره كانت منى تلوك قطعة الشكولاه في فمها هتفت قائله:
-أنا هتخن من كتر أكل الشيكولاته
نظرت له متسائله:
-صحيح هو أنا لو تخنت هتحبني برده
نظر لها بهيام وأسبل عينيه قائلًا:
-أنا بحبك في كل حالاتك أصلا إنتِ واخده قلبي معاكِ
ابتسمت قائله:
-أنا كمان بحبك أوي
غمز لها بعينيه قائلًا:
-متيجي نروح
كبحت ضحكتها وهزت سبابتها يمينًا ويسارًا قائله:
-أنا أصلًا هبات عند ماما رقيه النهارده
ضحك قائلًا:
-دا إنتِ بتحلمي
مد يده فأعطته يدها ليفبض عليها ب كفه ودخلا للمستشفى، رأى مصطفى سيف الذي كان مشغولًا بالحديث على الهاتف، ناداه مبتسمًا:
-يا عريس
أنزل سيف الهاتف عن أذنه بعد.أن أنهى المكالمه وأقبل إليهم قائلًا:
-الدكتور عوض نقلناه مستشفى****
عقد مصطفى حاجبيه وسأله:
-ليه؟ هي مش دي المستشفى بتاعته!؟
تنهد سيف بأسى قائلًا:
-جابر اشتراها من أخو الدكتور عوض وطرده من المستشفى
هتفت منى بدهشه:
-دكتور جابر!!! إزاي… طيب أنا ممكن أتكلم معاه دا دكتور محترم وأكيد هيقبل يتنازل
ابتسم سيف على بلاهتها وقال:
– لا يا منى دا راجل مش محترم ولا يعرف معنى الاحترام أصلًا…
لم تقتنع منى وقررت أن تتحدث مع جابر علها تقنعه بالتراجع…
_______________________________
انتظرتهما مروى أسفل البنايه فاقترب منها رياض الذي رمقها بمكر قائلًا بسخرية:
-مبروك الچواز
نظرت مروى حولها بتوجس واستجمعت قوتها قائله:
-إنت عايز إيه؟
نظر لها بأعين حادة من شدة الغضب وأردف:
-عايز أجولك”أقولك” إن أنا مبسبش حاچه تخصني في يد حد تاني
دب الرعب في قلبها فلا تفهم مقصده أيعقل أنه ينوي لها على شر! أم ينوي لسيف على مكر! أردف وهو يجز على أسنانه قائلًا:
-سلام يا بت عمي لينا لقاء قريب
وقبل أن يبتعد عنها ظهر سعد وناهد، أشارت ناهد على رياض بخوف وهرولت لأختها تتفقدها قائله:
-كان عايز منك إيه!؟ عملك حاجه!
سألت دمعه على إحدى وجنتيها عندنا تخيلت أن يفعل هذا الفظ مكروه لسيف وهزت رأسها يمينًا ويسارًا قائله بقلق:
-معملش بس شكله ناوي يعمل!
دنى منهما سعد حين سمع كلامها وقال:
-متقلقيش يا مروى ميقدرش يعملك حاجه
اومأت مروى رأسها لأسفل كأنها تؤيد ما يقول لكن بداخلها قد سال فيضان الخوف ليغطي كامل مشاعرها….
__________________________
وبعد دقائق وصل الجميع إلى المستشفى الجديده، كانت الوجوه متجهمه، حين لاحظ سيف شرودها أقبل نحوها ووقف جوارها قائلًا بهمس:
-وحشتيني
ابتسمت ببرود، وحدقت به مطوله لا تتخيل حياتها بدونه، تخشى من غدر القدر وتخاف أن يصيبه مكروه، كان يحاول مداعبتها حتى تخرج من تلك الحاله التي تعتريها يظن أنها حزينه بسبب ما حدث للمستشفى الخاصه بوالدها والتي أفنى عمره ليبنيها، وهي أيضًا تشعر بألم في قلبها كأن هناك فقيد قد أخذه الموت وتركهم في مصيبته، أدمعت عيناها، تنهد بأسى فهو يشعر بها وبوخزة قلبها حاول أن يطمئنها قائلًا:
-متقلقيش كل حاجه هتتظبط يا حببتي
حاوطها بيده وضمها لصدره، وكأنها كانت تريد ذالك الحضن ليكون حصنها ضمته حتى يدفئ زمهرير قلبها المرتعش رعبًا من تلك الأحداث التي تصفعها واحدة تلو الأخرى، كانت منى ترمقهم بإعجاب سرعان ما تبدل لإشفاق على حالة ناهد ومروى، تذكرت كيف ساعدها عوض عند مرضها وخطر لها فكره، نظرت مروى لسيف قائله:
-أنا هنزل أجيب مايه من السوبر ماركت
نظر بعينيها مباشرة وقال:
-خليكِ وأنا أجيبلك
أشاحت بصرها عنه وقالت:
-لأ خليك أنا بصراحه عايزه أنزل
سمعتها منى فاتجهت نحوها قائله:
-ممكن أجي معاكِ؟
أجابت مروى:
-ياريت تعالي
استأذنت مصطفى أن تذهب معها فسمح لها، سارت بجوار مروى وبعد.أن ابتعدت عنهم قليلًا مسكت يدها قائله:
-أنا عايزاكِ معايا في مشوار
تنهدت وأرفت:
-عايزه تروحي فين؟
قالت منى: هنروح لدكتور جابر تستنيني بس خمس دقائق بره المستشفى
هتفت مروى قائله:
– طيب نقولهم أننا رايحين؟!
هزت منى رأسها باعتراض وقالت:
-لأ لو قولت لمصطفى مش هيسيبني أروح
أومأت مروى برأسها قائله:
-خلاص ماشي هاجي معاكِ
لم يستغرق الطريق خمس دقائق، تركت مروى تقف أمام المستشفى وأقبلت نحو مكتبه لتتحدث معه عله يسمع منها، لولا رؤيتها لمنار التي تسير نحو تلك الغرفة المحظوره التي دائمًا ما كانوا يحذرونهم من الإقتراب منها، تبعتها وهي تسير على أطراف قدميها دخلت الغرفه التي كانت تشبه غرفة العمليات لكن تحتوى على ثلاجة موتى، واضح أنها غرفة للتشريح ظلت تحدق بالغرفه للحظات تبحث عن منار التي اختفت وكأن الغرفة قد ابتلعتها، دققت النظر حتى وجدت بها غرفة أخرى بابها بركن مختفي، وقد دلفت إليها منار قبل لحظات، وقفت منى أمام تلك الغرفه ترمي سمعها لتسمع مع من تتحدث منار
-لو متجوزتنيش يا جابر أنا هوديك في داهيه… هقول على كل حاجه من أول تجارة المخدرات ل تجارة الأعضاء وحادثة منى إلى إنت الي مرتبها وهقول على خطتك لقتل عوض ومراته هقول كمان على مروى بنت الدكتور عوض….
هب واقفًا ونظر لها بأعين تشتغل غضبًا، ثم همس موضحًا بخبث:
-بالنسبه لمنى أنا مرتبتش الحادثه إنتِ الي عملتي كدا عشان بتحقدي عليها
أردف بخبث:
وبتتبلي عليا عشان عاوزه قرشين… العبي بعيد يا حلوه
نظر بأعين حادة من الغضب وقال بصوت يشبه فحيح الأفاعي:
-أنا ممكن أدفنك مكانك حالًا فبلاش تلعبي معايا يا منار
صاحت منار بغضب:
-إنت شيطان في صورة إنسان
قبض رقبتها وكاد بخنقها لكنه حاول السيطره على غضبه فدفعها أرضًا وصاح قائلًا:
-هقتلك لو فكرتِ تفتحي بوقك
جحظت عيني منى عند سماعها لكلامه، كادت تنسحب من المكان لكن تعرقلت يدها بعدة العمليات فوقعت العده أرضًا محدثة ضجيجًا، نظر جابر لمنار قائلًا:
-فيه حد بره!!
تركها تستجمع أنفاسها وهرول ليرى من يصتنت عليهما…
________________
انتظرتها مروى كثيرًا، نظرت في ساعة هاتفها فقد مر نص ساعة على دخولها للمستشفى، وكان هناك عيون تراقبها وتتابعها بخبث وتنوي لها على الشر، اقتربت منها سيارة سوداء ودفعها أحدهم من الخارج وسحبها الأخر من الداخل وهي تصرخ لتهرب منهم لكن بلا فائده وضع أحدهم يده على فمها ليكم صراخها فظلت تهمهم بقلة حيله……
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية وما معني الحب ) اسم الرواية