رواية قانون ايتن كاملة بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية قانون ايتن الفصل السابع عشر 17
صاحت آيتن بتذمر و انزعاج:
-لا والله ! أنت اللي بترفض كمان؟
رد عليها حمزة باستفزاز:
-علي أساس إنّك وافقتي؟
لتجيبه بحدة وغرور:
-أيوة طبعا أنا أرفض..لكن أنت مترفضش
قاطعهم هاني بنفاذ صبر:
-اهدى أنتِ وهي كده..في إيه؟ ناقر ونقير..!
صاح باندفاع:
-إيه اللي حضرتك بتقوله ده يا مستر هاني مينفعش اصلا
زفر هاني بضيق، ليتابع كلامه:
-هو أنتوا سيبتوني اخلص كلام..أنا قصدي تقعدوا في البيت عند عمتي..هي عندها زي نظام فيلا كده ثلاث أدوار بس منفصلين .. الدور الأول حمزة هيقعد فيه والدور التاني واللي عمتي عايشة فيه آيتن هتقعد معاها يعني مش قاعدين مع بعض أصلاً ويعتبر كل واحد فيكم في شقة لوحده لكن طبعا الأكل مع بعض..وأنا عملت كده عشان لسة الأوتيل مجهزش والسكن مش متوفر حاليا غير للموظفين اللي هناك بس وأنا لو مش واثق فيكم مش هخليكم تقعدوا في بيت عمتي
رمقها بتمعن، ليجيب برسمية:
-آه اذا كان كده ماشي.. عشان أنا ماقبلش اقعد مع بنت لوحدنا
أردفت بشيء من السخرية :
-لا محترم أوي
قطب حاجبيه، قائلا بثقة:
-مش باين عليّ؟
زفر هاني، قائلا بجدية :
-هتسافروا بالطيارة احسن عشان المسافة بعيدة شوية
– تمام
قال هاني برسمية:
-طيب وانا هبعتلكم على الفيزا بتاعتكم فلوس عشان تصرفوا منها كل ما تحتاجوا
_________________________________
في شقة حمزة
كان يتحدث في الهاتف مع سيف الذي اتصل فجأة:
-باشا مصر..حبيبي عامل إيه
ليردف باستغراب :
-رنيت عليك؟ لا مش فاكر بصراحة بس تقريبا مرنتش لا.. آه ماشي يا حبيبي ممكن بالغلط بقي
دلفت والدته في تلك اللحظة، لتسأله بفضول مزيف:
-سيف ده؟
أومأ بإيجاب :
-آه يا ماما
اختطفت منه الهاتف فجاة، لتتحدث مع سيف:
-ازيك يا سيف..عامل إيه يا حبيبي..ربنا يخليك..أومال مشوفتكش من زمان يعني..لا لازم تيجي بقي تتغدا عندنا فاضي انهاردة ؟ خلاص بكرة هستناك.. ماشي معاك حمزة
لم يستوعب ما فعتله أمه، وفي خلال ثوان أدرك من وراء ذلك، ليقف قائلا بضيق :
-إيه اللي حصل ده…!
ثم صاح بنبرة عالية، مناديا عليها:
-منة
تقدمت لتقف خلف خالتها، قائلة بتوتر:
-أيوة يا حمزة
نظر لها بتمعن، قائلا بغضب:
-أنتِ قولتي عايزة أكلم ماما عشان باقتك خلصانة صح؟
ابتلعت ريقها بصعوبة، لتغمض عينآها خوفا:
-آه
زفر حمزة بعصبية:
-ورنيتي علي سيف وقفلتي..عشان هو يرن و بعدين ماما تخطف الفون
التفتت تحدق فيه وهي تتمتم بدهشة:
-بسم الله ماشاء الله نبيه اوي يا حمزاوي..عرفت كل ده ازاي؟
ضرب الحائط بيديه، قائلا بعصبية شديدة:
-ينفع اللي حصل ده؟؟
تمسكت بخالتها خوفا من عصبيته:
-يا خالتو الحقيني
زفر بهدوء محاولا السيطرة علي غضبه:
-أنتوا إيه اللي عملتوه ده! وأنت يا ماما بتساعديها كمان.. ده بدل ما تعقليها وعيب يا منة..
تأففت منة، قائلة بمرح:
-متبقاش قفوش بقي يا ميزو..خليك فريش كده
أماني بنفاذ صبر:
-خلاص بقى أنت وهي اهدوا شوية
ليهتف بحدة:
-بكرة منة مش هتيجي عندنا..تمام
ضربت قدميها بالأرض بغضب طفولي:
-لا لا مستحيل
رمقها بتجاهل، قائلا بأمر:
-أنا مش هكرر كلامي مرتين..قولت منة مش هتيجي يعني مش هتيجي..سيف هيتغدا ويمشي غير كده مفيش حاجة هتحصل
زغرت لها خالتها، قائلة بإيجاب :
-خلاص اللي تشوفه يا حبيبي
__________________________________
في منزل خديجة
هاني بجدية:
-صحيح ماما كانت عايزاكي..أبقي روحيلها
ابتسمت بشحوب قائلة:
-حاضر مع أنها بتضايقني
داعب وجنتيها بحب، قائلا:
-معلش يا قلبي.. هي طريقتها كده مع الوقت هتحبك أوي
ضحكت خديجة من حركته تلك، قائلة بتذمر:
-و يا ترى بقي عمتك زي مامتك كده
نظر إلى القلق على وجهها، قائلا باطمئنان:
-لا عمتي دي الوحيدة اللي في العيلة اللي مختلفة
ثم غمز لها قائلا:
-وبعدين البركة فيكي بقي يا قلبي.. هنعمل أنا وأنتِ عيلة لوحدنا جديدة
ضحكت قائلة بحب:
-يا عمري أنت
_________________________________
الحب يقذف في قلوبنا بلا سابق إنذار..
متشابهين كنا أو مختلفين..
يعلق بنا.. ولا سبيل لنا لننجو منه
شد حمزة على ذراعها بقوة ألمتها، قائلا بعصبية:
-خفي شوية من سيف عشان سيف مش شبهك يا منة ولا هيتجوزك
سحبت يدها منه، لتجيبه بثقة مغالبة دموعها المحتجزة خلف رموشها السوداء الطويلة:
-هيحبني يا حمزة أنا واثقة في الاخر إنّي هوصل لقلبه
تحولت ملامحه إلى الهدوء، قائلا بوقار:
-بصي يا منة أنا هقولك نصيحة مني تفهميها كويس اوي
-إيه
ثم أردف بإقناع :
-الراجل مابيتخطفش..ومفيش واحدة توقعه..الراجل لما بيقع بيقع بمزاجه..بيكون وقتها حب فعلا
تمتمت مشيحة بوجهها عنه، قائلة بنبرة باكية :
-بس أنا بحبه يا حمزة
وكيف أمحوك من أوراق ذاكرتي ؛
وأنت بالقلب مثل النقش في الحجر..!
زفر بنفاذ صبر:
-حب ايه يا منة … انتي متعرفيهوش اصلا…أنتِ مستنية حاجة مش بتاعتك
مسحت دموعها بسرعة، والتفتت له ترسم ابتسامة:
-يمكن عشان قلبي مش مقتنع وحاسة انه في امل
الحب لا يعترف بالقوانين و المعتقدات و الاختيارات و التقاليد و التوقعات.. إنه حالة فردية لا يمكن التنبؤ بها ولا إنكارها ولا السيطرة عليها..
فالاختلاف دائما سببا اول للانجذاب كالشحنات المختلفة.. كمثل أحدهم يعشق الاهتمام والآخر يحتويه البرود او قد تغير من نفسك من أجل شخص بينما الاخر لا يتغير ساكنا..
إذاً لا توجد قاعدة او قانون ثابت للحب، كل حالة حب منفصلة عن الأخرى .. عندما نقع بالحب لا ندرك اي قوانين
_________________________________
في اليوم التالي
في شقة حمزة..
خرجت منة من المطبخ، لتتجه نحو سيف
-ازيك يا سيف..منورنا والله
رمقها بغضب، فكلامه لم يأثر بها، و أتت بدون علمه!
لتقول خالتها بابتسامة:
-تعالي يا منة نكمل تجهيز السفرة
بعد الانتهاء من تجهيز طاولة الطعام، جلسوا جميعا، لتبدأ اماني بفتح كلام مع سيف، قائلة بتساؤل:
-إيه رأيك بقى في الاكل يا سيف؟
ابتسم سيف، ليقول بنبرة لطيفة هادئة:
-تسلم ايدك يا طنط.. بجد تحفة ما شاء الله
لتقاطعه بابتسامة:
-لا ده منة
همست منة بضيق في اذنيها:
-هشششش.. منة إيه يا خالتو.. اوعي تقوليله منة اللي عاملة الاكل
ردت عليها بإقناع:
-وماله يا حبيبتي..لازم اتشرف بيكي قدامه عشان يعرف انك شاطرة يا موكوسة
قطبت منة حاجبيها بضيق:
-يا خالتو أنا مبعرفش اطبخ..عايزاني اصدمه فيا
ضحك حمزة ليهتف بصوت عال، متوقعا ما كأنت تقوله والدته :
-أيوة كملي يا ماما منة مالها
احتدت عيناها، وهي ترمقه بغيظ، لتوجه كلامها لسيف:
-أنا اللي عاملة السلطة يا سيف
ضحك سيف :
-تحفة تسلم ايدك
أردف حمزة بشيء من السخرية:
-نبارك يا جماعة لأختنا منة وندعمها.. الحمد لله اول مرة تعمل حاجة غير الأندومي وطلعت حلوة
ردت عليه باستفزاز:
-لعلمك بقى عمر بيساعدني في الأندومي كمان
ضحك سيف، قائلا بمرح:
-ست بيت اوي
قهقهت منة قائلة بمزاح :
-جماعة أنتوا مش شيف شاطر زيي ليه
ابتسم سيف قائلا بامتنان:
-عموما تسلم ايدك يا طنط والسلطة حلوة يا منة
همست برضي وحماس:
– ربنا يسترك والله أنت احلى
رمقها حمزة بغضب، ثم شاحت وجهها بعيدا عنه..
لتنقذ خالتها الموقف، قائلة لسيف بابتسامة :
-عقبال عزومتك أنت وعروستك كده يا سيف
-ربنا يخليكي يا طنط
لتردف بفضول:
-إيه بقي مش ناوي تتجوز ولا قاعد زي صاحبك كده
-والله لسة مش عارف
سألته منة بفضول:
-طب حمزة وعارفة ليه مأجل الارتباط وأنت بقي ليه مأجله ولا مستني الحب
ضحك سيف بسخرية :
-لا حب إيه بس..أنا مش في دماغي الحب عادي يعني
منة باستغراب:
-يعني مش مستني تلاقي نصك التاني..ازاي بقي
رد بعدم اقتناع :
-الحب ده في الافلام والروايات الرومانسية لكن الواقع غير..وكمان أنا حياتي ماشية من غيره عادي مش مستنيه يعني
حينما خلق الله الحب، لم يتسع له قلب الإنسان، كان الحب أكبر من أن يتحمله قلب هذا المخلوق الطيني المغرور، لم يكن بمقدوره تحمل كل هذا الجمال الخالص، لذلك فقد قسمه الله إلى نصفين، و وضعه في قلبين..
فممكن ان يعيش إنسان تعيسا، حتي يجد نصفه الثاني ..!
__________________________________
يوم السفر
دلفت والدتها إلى غرفتها وفي يدها مصحف صغير، وضعته في حقيبة آيتن، وهي تمسح علي شعرها..قائلة بنبرة حانية :
-خلي معاكي المصحف ده.. وحافظي على صلاتك أهم حاجة
قبلتها من جبينها:
-حاضر يا ماما متقلقيش عليا
ابتسمت قائلة بتمني:
-ربنا يرجعك ليا بالسلامة يا نور عيني، ويحفظك من كل شر
_________________________________
وقف حمزة أمام بنزينة
ثم نزل من سيارته، قائلا لآيتن:
-هنزل أفول العربية، وأجيب حاجات من الماركت
-طيب
سألها قبل أن يغلق باب السيارة :
-تشربي إيه ؟
آيتن بتفكير:
-هاتلي قهوة سادة
تركها وانصرف ليجلب الأشياء
بعد دقائق، دلف إلى السيارة، يعطيها المشروبان والأشياء الأخرى، قائلا بابتسامة :
-جبت اتنين كابيتشينو وكرواسون وشوكولاتات وحاجات تانية لزوم الطريق لحد المطار عشان بعيد شوية
– ميرسي يا حمزة
– عايزك تتصرفي براحتك.. اعتبريها عربيتك وشغلي الاغاني اللي بتحبيها..
رسمت على شفتيها ابتسامة عريضة وهي تضغط علي مشغل الموسيقى :
-طيب..هشغل أم كلثوم بقى أنت عارف بحبها قد إيه
“طول عمرى باخاف من الحب وسيرة الحب وظلم الحب لكل أصحابه
وأعرف حكايات مليانه آهات ودموع وأنين والعاشقين دابوا ما تابوا”
قال حمزة فجأة :
-براحتك يا باشا..مع أنّي مبسمعهاش كتير
قطبت حاجبيها قائلة بحيرة :
-ازاي بس ده صوتها ملائكي ياخدك كده لسابع سما
غمز لها ضاحكا:
-زي صوتك كده
أطلقت ضحكة عالية وهي تقول:
-لا طبعا إيه جاب لجاب بس
وكأنها تمتلك صوتا يأخذنه من ارض الحزن، إلى سماء الفرح .. و إذا نام بحضن صوتها سيصبح بخير
رد حمزة بعفوية:
-لا أنا اقصد صوتك بالنسبة لي كده
“طول عمرى بأقول لا أنا قد الشوق وليالى الشوق ولا قلبى قد عذابه”
__________________________________
في النادي
اقتربت من الطاولة المتواجد عليها سيف كعادته، لكن هذه المرة تجلس معه والدته، ليعرفها سيف عليها، قائلا :
-دي منة اخت عمر زميل لؤي في التمرين..وفي نفس الوقت بنت خالت صاحبي
رحبت بها قائلة بابتسامة:
-آه اهلا يا قمر ازيك
-تمام الحمد لله
لاحظت نظرات منة لسيف الواضحة؛ لتردف والدته قائلة بحزم:
-خلاص يا سيف بقي عايزاك تدي نفسك الفرصة وتتعامل مع بسنت كويس
هزّ أكتافه باستهتار:
-يا ماما بقي قولتلك مبحبش الجو ده
شعرت منة بالقلق لتسألها:
-بسنت مين
-دي واحدة جارتنا وأنا عايزة اخطبهاله بما أنه مش عايز يخطب بنفسه والبنت بتحبه كمان..ولما هتيجي هتحبيها أوي هعرفك عليها
زفر سيف متأففا:
-ماما أنا مش صغير عشان تدوريلي بنفسك
منة بتفكير:
-بس أنا من رأيي يا طنط أنّ حضرتك تديله المساحة يختار بنفسه
ردت عليها بتبرير:
-هو مش عارف مصلحته يا منة..ده غير ان قرايبي وجيراني بيسألوني عليه وأنا عايزة أفرح بيه أنا وابوه..أبقي غلطانة ولا لأ
أجابتها منة بتلقائية:
-آه طبعا غلطانة
-نعم؟
شعرت بالندم من تسرعها، لتبتسم بخفة تداري ارتباكها:
-أقصد هو اللي غلطان من ساسه لراسه ده واحد مش عارف مصلحته
-آهي بسنت جت
استدارت لترآها، فتاة جميلة في أوائل العشرينات من عمرها، بيضاء، عينآها رمادي، شعرها أسود حرير لمنتصف ظهرها
ابتسمت قائلة بدلال:
-هاي يا سيفو..ازيك..
لتضيف بلباقة:
– عاملة ايه يا طنط
ثم التفتت إلي منة، رمقتها بضيق، ليعرفهم سيف ببعض..
مصافحة منة بحرارة :
-أهلا يا حبيبتي
_________________________________
بعد مرور وقت من اقترابهم من المطار، شعرت آيتن بالجوع، فقررت ان تأكل شيئا فهي لم تستطع انتظاره ليصلوا إلى المطار
سحبت شطيرة من الوجبات التي اشتراها حمزة من كافيتريا علي الطريق
ثم أخذت قضمة من الشطيرة، وهي تقول بحرج:
-بقولك إيه أنا جعانة.. هاكل بقي.. وأنت ابقى كل لما نوصل أو كده كده هناكل في الطيارة
قطب حاجبيه بانزعاج:
-جوعتيني معاكي علي فكرة
هزت كتفيها قائلة بلامبالاة:
-طيب ما تاكل
-ازاي انا لسه على الطريق وقربت مش هعرف اركن هنا عشان طريق مختصر
رق صوتها قائلة بتأثر:
-خلاص أنا ممكن أساعدك تاكل
اتسعت ابتسامة حمزة..سائلا :
-بجد؟
أمسكت ساندويتش، لتقربه من فمه، قائلة بحنان:
-يلا كل
انتهت من مساعدتها لتناوله الشطيرة، قائلة بتساؤل:
-أجيبلك واحد تاني؟
هز رأسه بنفي قائلا بامتنان وسعادة:
-لا
وقبل ان تسحب يدها الصغيرة، امسكها برفق..بينما حاولت تملص يدها بهدوء لكنه رفض وضغط بيده ليضعها على ذقنه، ليقربها من فمه يقبلها برقة، ثم تركها
شعور غريب تملكها، لتنظر إلي يدها كل لحظة، متجنبة النظر إلى حمزة
دع روحك تجذبك بصمت إلى ما تحبه فإنها لن تضلك أبدا..
“جلال الدين الرومي”
__________________________________
في فيلا هاني
كانت تجلس مع حماتها “صفية” في حديقة الفيلا.. كانت صفية كعادتها جالسة كملكة متوجة علي مقعدها وهي تطالع إحدى مجلات الموضة
لتهتف فجأة بخبث:
-سمعت أنّك هتجيبي عربية يا ديچا
أومأت خديجة بإيجاب :
-آه يا طنط..لأن عربيتي القديمة للأسف بتعطل كتير فهبيعها وأكمل وأجيب واحدة جديدة
ردت بحدة:
-طب هاتيها من فلوسك بقي مش لسة معاكي ورثك من باباكي؟
ردت خديجة بثقة:
-أكيد هشتريها أنا طبعا.. أومال مين هيشتريهالي
ضحكت قائلة بتساؤل:
-يعني مش هاني؟
صاحت خديجة باندفاع:
-لا حضرتك هاني مش مجبر يعمل حاجة زي دي..ده خطيبي مش جوزي..ولو جوزي برضو مش مجبر يجيبلي عربية
قالت صفية بضيق:
-ليه ما أنتِ هتتجوزيه بفلوسه بكل حاجة
هتفت بنبرة ساخرة:
– ليه هو أنا مش مخطوبة لعلي بابا والأربعين حرامي
شهقت بغضب:
-إيه الطريقة اللوكال دي
قطبت حاجبيها باستفزاز:
-قصدك بلدي؟
زفرت، وهى تقول بتذمر:
-أووف..ياربي أنا مش فاهمة ازاي هاني ابني خطبك أنتِ
هتفت خديجة بغرور:
-القلب وما يريد بقى يا طنط صفية
صاحت حماتها بحدة:
-صافي قولت لك قبل كده مبحبش صفية دي
تجاهلت كلامها قائلة بابتسامة كبيرة :
-سوري يا طنط صفية..هستأذن أنا بقى
__________________________________
انبهرت بمدي روعة الغردقة وبحرها، ابتسمت بإشراق … وأحست بأن كل احمال الدنيا قد انزاحت عن ظهرها .. فهي في الغردقة الآن
هتفت آيتن مذهولة:
-لا الغردقة جميلة اوي بجد
قال ضاحكا :
-جميلة لأنك أنتِ فيها
قهقت آيتن بسعادة وامتنان..
ثم دلفا إلى المنزل، لترحب بهم عمة هاني، امرأة في العقد الخامس من عمرها
آيتن بابتسامة :
-ازيك يا طنط حورية
مدت يدها تسلم عليها :
-أهلا يا حبيبتي.. آيتن مش كده؟
هزت رأسها مؤكدة:
-بالضبط .. و ده حمزة
-أهلا وسهلا اتفضلوا
ثم نادت على مساعدتها :
-يا رحاب
اقتربت منهم، قائلة:
-نعم يا هانم
حورية بأمر:
-تعالي عشان توري آيتن اوضتها
هزت رأسها باحترام:
-حاضر اتفضلي
ثم دلفت رحاب إلى الدور الثاني لتتبعها آيتن
التفتت حورية إلى حمزة قائلة:
-وأنت بقي يا حمزة هتقعد في الدور الأول
_________________________________
كانت تتحدث مع منة عبر مكالمة فيديو، شعرت بأن ملامحها متغيرة، او هناك شيء ما ضايقها، لتسألها آيتن بشك:
-مالك قالبة وشك كده ليه؟
ضحكت منة قائلة بحزن:
-سيف شكله خلاص كده هيسيبني
رفعت حاجبيها بعدم فهم، قائلة بسخرية :
-هو كان ارتبط بيكي عشان يسيبك اصلا
ردت بتأثر:
-من يوم ما شوفته وهو ربطني فعلا..ربط قلبي بيه وخلاني أحبه..يا آيتن هتجنن بقي..مامته تلميحاتها كأنت واضحة أوي ومعناها ان سيف ممكن يخطب بسنت دي
آيتن بتفكير:
-ما يمكن كأنت بتقول كده عشان تشوف رد فعلك.. المهم سيف عايز إيه مش مامته
تنهدت بضيق:
-سيف بينفضلي وبيتجاهلني كالعادة
نظرت لها بدهشة:
-يعني كل الخطط اللي اتعملت دي راحت علي الفاضي..؟ طب والنادي ولما بتقعدوا مع بعض عشان تستنوا اخواتكم
صاحت بانفعال:
-بيفضل قاعد راسم الوش الجد و مش بيبصلي خالص وأنا اللي بفضل اتكلم وارغي وهو ولا في دماغه
آيتن بنبرة حانية:
-طب أهدي كده يا منة وان شاء الله خير
هتفت منة بغيظ:
-شكل كلام حمزة صح
-قالك إيه؟
ضحكت قائلة بندم:
-قالي قبل كده ان الراجل مبيتخطفش..و مفيش واحدة بتوقعه..و لما بيقع بيقع بمزاجه..وبيكون وقتها حب فعلا
ابتسمت آيتن :
-بجد قالك كده
ردت متنهدة بوجع:
-آه..بس تعرفي البت اللي اسمها بسنت دي زي القمر..حاجة كده فراولة خالص..بس ده ميمنعش أنّ أنا متغاظة منها
_________________________________
في اليوم التالي..
وصلوا إلى الفندق، لمعرفة وضع العمل، فدخلت في تلك اللحظة..فتاة في أواخر العشرينات من عمرها، طويلة، بشرتها خمرية..شعرها أشقر لمنتصف ظهرها، عيناها تميل إلى اللون الأخضر
هتفت بابتسامة :
-هاي .. أنا أفنان..الاسيستنت لمستر عصام المدير التنفيذي لفرع الأوتيل هنا
التفت إليها ليصاب بصدمة عندما رآها..بينما هي اندهشت بسعادة لرؤيته
قطعت آيتن ذاك الصمت بابتسامة:
-آه آهلا يا أفنان
اردفت بسعادة :
-مستر هاني قالي اكون معاكم في اي حاجة تطلبوها لحد ما الشغل يخلص وخصوصا ان مستر عصام في القآهرة لسة لحد ما الأوتيل يجهز ونبدأ شغل من تاني
قرر أنّ يغير مجرى الحديث، قائلا بحزم:
-تمام خلينا نشوف وضع الشغل
بعد مدة من الحديث عن العمل، قاطعتهم أفنان قائلة بمزاح:
-طبعا لازم نخرج انهاردة..أنتوا اكيد مش جايين عشان شغل بس
هتف حمزة بسخرية:
-لا جايين عشان شغل بس
افنان بحرج:
-لا طبعا مينفعش وكمان عشان هنقعد مع حد من المستثمرين اللي هيشغل فلوسه في الفندق هنا
______________________________________
في شقة سيف
تمتمت والدته بابتسامة :
-بس منة شكلها بتحبك او عينيها منك..ما تتجوزها يا سيفو عايزة أفرح بيك
زفر بضجر، وهو يقول مستديرا :
-ما تحضريلي حاجة حلوة اكلها يا ماما من ايدك
هتفت بجدية :
-بتكلم بجد.. البنت عسل اوي وطيبة..وشكلها عينيها منك مشوفتش اتضايقت ازاي لما اتكلمت عن بسنت
التفت لأمه، قائلا بحزم:
-مينفعش يا ماما..منة مش شبهي خالص ولا طبعها ولا تفكيرها زيي..هي آه طيبة وجميلة وكده بس أنا مفكرتش فيها كده الصراحة
ردت بنفي مصححة كلامه :
-الحب متخلقش للمتشابهين بس..اتخلق للمختلفين كمان عشان يكملوا بعض ويتعلموا من بعض..مش شرط دائما تكونوا شبه بعض.. مكنش حد أتجوز بقي
أجابها بعدم اقتناع :
-اللي أنتي بتقوليه ده معناه سد نقص وتعويض مش حب..لأنّ التشابه هو اللي بيقربنا لبعض أعتقد..ومعتقدش أنّ الجواز ده بينجح
ابتسمت بهدوء :
-مش شرط يا حبيبي..الطيبون للطيبات..مهما اختلفتوا هتفضل الروح واحدة ولازم يكون فيه اختلاف عشان يبقي فيه تضحيات .. وبعدين مفيش حد شبه حد بالضبط طبيعي تلاقي فيه حاجات بتميز حد فيهم عن التاني
الحب يعتمد علي نوعية الاختلاف.. كاختلاف التفاصيل مثل ان يحب أحدهم الاكل الحار والآخر لا ولكن في المبادئ والقيم والخطوط العريضة للشخصية لا أعتقد..
لأنه لا يوجد قاعدة ثابتة ولا اساس يبني عليه هذا الكلام.. فهناك المتشابهين وهناك المختلفين وهناك أصحاب البرود وأصحاب الاهتمام…
لكن ليس بالضرورة ان يكون الارتباط مقترن بطرف سلبي وآخر إيجابي..لذلك لا قاعدة ولا قانون ولا اساس لهذا
بل الادق ان نقول الحب يجمع الأرواح المتشابهة، وهذا يكفي..
نظرت نحوه بتساؤل:
-طيب وبسنت؟
قاطعها بحدة:
-أنتِ عايزة إيه من الاخر يا ماما
تنهدت محاولة إقناعه :
-عايزاك تختار واحدة منهم تخطبها.. يا منة يا بسنت..وكده كده في خطوبة مرتاحتوش خلاص مفيش مشكلة.
إنّما الحب كالألغاز ، إذا لم نتطابق سنتعانق لنشكل لوحة أجمل
ليزفر بتفكير قائلا بنفاذ صبر:
-طيب يبقي هختار….
كان عقلها يكاد ان يجن من حديثها معه وما قاله لها، لم يأت لها نوم من كثرة التفكير، فقررت الاتصال علي شذي، لتقول لها ما حدث:
-أيوة يا شذى..الحقيني
شذي بقلق:
-في إيه مالك؟
ردت بضيق:
-حمزة طلع بيفكر بطريقة كسرت كل اللي كنت مخططاه
-ازاي يعني؟
زفرت بتعب:
-طلع…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قانون ايتن ) اسم الرواية