Ads by Google X

رواية جعفر البلطجي الجزء (2) الفصل السادس عشر 16 - بقلم بيسو وليد

الصفحة الرئيسية

    رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية جعفر البلطجي الجزء (2) الفصل السادس عشر 16

  
تألمت ليان أكثر وأزداد توهج العلامة لينتبه جعفر لهم ويقترب منهم كي يرى ما يحدث، نظر كين إلى مارسيل وقال:أفعل شيئًا مارسيل
أزداد ألم ليان ليضمها جعفر إلى أحضانه قائلًا بنبرة حادة:إفعل شيئًا مارسيل لا تترك أبنتي تتألم هكذا
حرك مارسيل رأسه برفق وقبل أن يبدأ تألم كثيرًا وهو يضع يده على ذراع ليان ليقول:شيراز تسحب القوى الخاصة بـ ليان لـ إعجازها
كين بحدة:اللعنة ألم تُلقي تعويذة علينا حتى لا تستطيع فعل شيء
مارسيل بحدة:لقد كسرتها
كين بغضب:ألقي بـ أخرى الآن
ظهرت فيريولا فجأة وهي تقول بنبرة حادة:لقد أضعغتٌ قواها مارسيل كثيرًا وقضيتٌ على صمويل الآن حان دورك لـ إنقاذ الصغيرة من أيديهم
نظر مارسيل إلى ليان التي كانت تتوسط أحضان والدها وتنظر لهُ بدموع، حاوط وجهها الصغير ومسح دموعها برفق وقال بنبرة حنونة:لا تخافي لن يحدث شيء … سأفعل ما بوسعي حتى لا يؤذيكِ أحد .. أنا أعدُكِ
نظر إلى جعفر وقال:لا أستطيع العمل وجميعهم بالخارج إما أن تجعلهم يرحلون أو نذهب نحن إلى مكان آخر
جعفر:لا دعنا نذهب إلى مكان آخر أفضل بكثير
نهض مارسيل وحمل الصغيرة ونظر لهُ بعدما نهض وقال:يُمكنك اللحاق بي حتى لا يشعر أحد بشيء أو قُلّ لهم أي شيء كل ما أُريده منك هو اللحاق بي فحسب أتفقنا
حرك جعفر رأسه برفق ثم نظر إلى صغيرته وقال:لا تخافي حبيبتي كل شيء سيكون على ما يُرام لا تخافي
حركت رأسها برفق وقالت:لا تتأخر أبي
حرك جعفر رأسه برفق ثم أشار إلى مارسيل كي يذهب ثم نظر إلى كين وقال:ألحق بهِ كين ولا تترك ليان وحدها هي تطمئن أكثر عندما تكون بجانبها
حرك كين رأسه برفق وقال:لا تقلق سأنتبه إليها فقط سأنتظرك بالأسفل حتى تأتي معي
نظر كين إلى فيريولا وقال:هيا بنا فيريولا ولكن لا تخرجي أمام الجميع فـ جعفر وزوجته يعلمون كل شيء
حركت فيريولا رأسها برفق وقالت:لا تقلق سأنتظرك في الأسفل
ما إن أنهت حديثها حتى أختفت من أمامهما، نظر جعفر إلى كين وقال:هيا يجب علينا اللحاق بهِ
_____________________
“هيا مارسيل لديك الكثير من الوقت لـ كسر الرابط بينهما لقد علمتٌ بـ أن شيراز قد أستطاعت ربط نفسها بـ الصغيرة وهذا سبب آلألم فـ هذه ساحرة وتلك نصف خالدة ونصف مصاصة دماء
أردفت بها فيريولا بينما أجلس مارسيل ليان أمامه قائلًا:لـ حُسن حظنا أن هذا الرابط ليس قويًا كما نظن سيكون عليّ كسره بمنتهى السهولة
جذب كين جعفر بعيدًا عن مرماهم لينظر جعفر إليه نظرة ذات معنى ليقول كين:يجب أن نبقى بعيدًا عن مرماهم حتى لا نتأذى
جلس مارسيل أمام ليان ثم أغمض عينيه ليستطيع رؤية شيراز جيدًا تحت نظرات فيريولا التي كانت تُتابع بهدوء، بدأ مارسيل أقتحام دائرة شيراز رويدًا رويدًا ليقول:أحسنتي عملًا فيريولا
أبتسمت فيريولا ومسدّت على رأس ليان برفق لتقول بنبرة هادئة:لا تخافي سينتهي كل هذا … أنتِ قوية للغايه ولذلك يصعُب عليها إقتحام دائرتكِ … تماسكي قليلًا وسيعود كل شيء على ما يُرام
نظر جعفر إلى كين الذي كان ينظر في إتجاه معين وقال:إلى ماذا تنظر يا رجُل
نظر لهُ كين نظرة ذات معنى وقال:أرى رفيقًا آخر سيكون ضيفنا الليلة ولكن أنصحك بـ عدم الأختلاط بهِ
عقد جعفر حاجبيه وقال:لماذا أليس مصاص دماء مثلك
كين:بلى هذا مصاص الطاقة وليس مصاص الدماء
جعفر بـ أستنكار:مصاص ماذا … تبًا كين هل تُمازحني يا رجُل
حرك كين رأسه نافيًا وقال:بلى أنا أُحادثك بجدية … هذا نوع آخر يُسمى بـ مصاص الطاقة
جعفر بتساؤل:ومن هو مصاص الطاقة هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر لهُ كين وقال:مصاص الطاقة هو أحد أخطر نوع … أخطر من مصاص الدماء وهذا النوع مصاصًا لطاقتك يُشعرك بالخمول والعجز والإحباط الشديد تكون متحمسًا لفعل العديد والعديد من الأشياء وفجأه وبدون سابق إنذار لا تجد تلك الطاقة التي كانت تتملك جسدك لفعل تلك الأشياء منذُ قليل
حرك جعفر شفتيه يمينًا ويسارًا وهو يقول بحسرة:أحيه … دي شكلها أيام سودة
كين بعدم فهم:ماذا تقول يا رجٌل أنا لا أفهمُكَ
نظر لهُ جعفر وأبتسم ابتسامه واسعة وقال:سنرى جميعًا الجحيم بـ أعيننا لا تقلق … هذه مجرد البداية فحسب
___________________
كانت نورا تبحث عن حسن بالقرب من بناية جعفر وهي تنظر حولها، بينما أقترب هو منها بهدوء من الخلف قائلًا بمشاكسة:الجميل بيدور على مين وعمال يلّف حوالين نفسه كدا
ألتفتت نورا تنظر إليه لتبتسم قائلة:بدور على اللي ملففني وراه الحارة كلها
أبتسم حسن وحاوطها بذراعه قائلًا:يا اختي أعيش وألففك ورايا هو انا أطول ألفف البطيخة دي ورايا
رمقته نورا بضيق شديد ليبتسم هو ويطبع قُبلة على خدها قائلًا بـ لُطف:أحلى بطيخة في حياتي كلها والله
نورا بغضب:انتَ شايفني بطيخة يا حسن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر حسن إلى الجهة الأخرى قليلًا بينما كانت هي تُتابعه بغضب لينظر لها مرة أخرى قليلًا قبل أن يبتسم بخفة قائلًا:انتِ بتكلميني انا
سمع مُنصف من خلفه يقول بتهكم:جيت تكحلها عميتها يا منيل
ألتفت إليه حسن ينظر لهُ قائلًا:أسكت انتَ دلوقتي متولعهاش
أستند مُنصف على الجدار خلفه وهو يعقد ذراعيه أمام صدره قائلًا بـ أبتسامه:وانا أسمي حسن
رمقه حسن نظرة توعد وقال:أبقى فكرني أمسي عليك يا مُنصف عشان بقالي كتير أوي ممستش عليك وحاسس إنك واحشني
أقتربت أم حسن منهم وهي تُدافع عن أبنها قائلة:ايه في ايه هتاكلوا الواد وهو واقف مكانه كدا ليه
نظرت لها نورا وقالت بغضب:أبنك شايفني بطيخة يا أم حسن
نظرت لهُ أم حسن نظرة ذات معنى لينظر لها هو قائلًا:بتبُصيلي كدا ليه يعني أكدب
أم حسن:وهو حد يقول لـ مراته يا بطيخة برضوا يا حسن
حسن:انا
زفرت نورا بغضب ونظرت إلى الجهة الأخرى بضيق شديد لتنظر أم حسن إلى حسن نظرة عتاب قبل أن تُربت على كتفها برفق قائلة:معلش يا حبيبتي حقك عليا أبني عديم النظر ودبش انا عارفه أمسحيها فيا المرة دي
أنهت حديثها ونظرت إلى حسن بطرف عينها ثم ذهبت تحت أنظارهما، أبتسم مُنصف وقبل أن يذهب قال:شكلك بقى وِحــــــش
رمقه حسن بسخط وقال بضيق:يلا يا حريقة من هنا
ضحك مُنصف ثم تركه معها وذهب وهو يُحرك رأسه بقلة حيلة، خرج فتوح وفتحي في هذه اللحظة ليجلسا أمام المحل الخاص بهما تحت أنظار الجميع، رأهما لؤي الذي قال بينه وبين نفسه:فينك يا وَحش الحارة تيجي تكييد فيهم
أقترب من مُنصف وهو يرى محاولات حسن لمصالحة نورا ليقف بجواره قائلًا بـ أبتسامه:شايفك بقيت زي القرد يا مُنصف أومال كنت مستموت ليه على السرير
نظر لهُ مُنصف وقال بسخط:لو عندك كلمة حلوة قولها معندكش تتخرس
أبتسم لؤي وقال:حبيبي انتَ بتتعامل مع واحد لسانه استغفر الله العظيم يعني فـ عيب عليك لما تقولي لو عندك كلمة حلوة قولها متحسسنيش إني متجوزك وراميك
ضرب مُنصف بكفيه وهو يقول بقلة حيلة:لا إله إلا الله أهو انتَ اللي مشكك الناس فينا
رمقه لؤي بضيق وقال:انا هروح لمراتي يا عم بلا شك بلا مشكش
تركه لؤي وذهب إلى فاطمة وترك مُنصف ينظر إلى أثره بتهكم قائلًا:عيل واطي
_____________________
كانت بيلا تجلس بعدما أطمئن عليهم الجميع وذهبوا تُفكر في حديث جعفر لها وحديث والدتها مرارًا وتكرارًا دون توقف، صراع عنيف ناشئ بداخلها لا تعلم إلى من تستمع قلبها الذي يُخبرها طوال الوقت بالمسامحة والمغفرة وعدم ردّها مكسورة الخاطر وفوق كل ذلك هي والدتها، أم إلى عقلها الذي يرفض الفكرة أبيًا مسامحتها وفكرة واحدة يرسخها لها وهي أن من ترك مرة يترك ألف مرة دون التفكير أو الشعور ولو بقليل من الندم
زفرت بقوة ومسحت على وجهها ونظرت حولها وهي لا تعلم ماذا تفعل، نظرت إلى هاتفها قليلًا وهي في صراع عنيف لتضرب رأسها عبارات أخيها التي ترّن كل يوم أذنيها “انا عايزها ترجع وصدقيني مش هفتح في الماضي وهكمل عادي … هعتبرها كانت عند أي حد أو زعلانه مننا بس ترجع انا محتاجها يا بيلا وانتِ كمان كذلك … متحرميناش منها أرجوكي”
وذكرى أخرى لـ شقيقتها عندما أخبرتها قائلة باكية “لو بتحبيني يا بيلا لو كلمتك قوللها ترجع وسامحيها أرجوكي انا عيزاها جنبي انا مشبعتش منها لسه عشان خاطري متكسريش بخاطري يا بيلا”
زفرت بقوة وأعادت خصلاتها للخلف، وصلت لها رسالة على هاتفها من هنا لتنظر هي لها قليلًا قبل أن تضع الهاتف على أذنها منتظرة الطرف الآخر يُجيبُها، لحظات وقالت:أيوه يا هنا
أجابتها هنا قائلة:ايه يا بنتي طمنيني عليكي بقيتي أحسن دلوقتي
________________________
خرج جعفر من المنزل وهو يحملّ صغيرته النائمة على كتفه ليقول:حسنًا كين مثلما أتفقنا لا تدع خلفك دليلًا
أبتسم كين وقال:يا رجُل أنت تسخر منّي … لا تقلق سأفعل ما بوسعي حتى لا يتتبع أثرنا أحد
نظر لهُ جعفر بطرف عينه ثم أبتسم قائلًا:حسنًا … أنا أثق بكِ وبـ الجميع … فقط يُمكنك أن تجعل إيميلي أن تتواصل مع ليان مثلما تفعل إن كنت تود الإطمئنان عليها
حرك كين رأسه برفق وربت على كتفه قائلًا:أنتبه على الصغيرة جعفر وسأنتظرك أنا وجميع أفراد الأسرة قريبًا مثلما وعدتني
حرك جعفر رأسه برفق وابتسم قائلًا:حسنًا يُمكنم الذهاب الآن حتى لا يحدث شيء أنا لا أستطيع السيطرة عليه
ضحك كين بخفة وقال:حسنًا … سأذهب أنا الآن .. أعتني بالجميع أيها الأسد
أبتسم جعفر من جديد وربت على كتفه برفق وقال:حسنًا أيها الوحش … هيا إذهب
رمقه كين بسخط وقال بضيق:تبًا لك ولوقاحتك جعفر
نظر لهُ جعفر بـ أبتسامه مستفزة وقال:كم أسعدني ذلك يا قلب جعفر
صق كين على أسنانه بضيق شديد وقال بغيظ:أيها السمج اللعين سأسحق رأسك جعفر ولكن ليس الآن
ضحك جعفر بـ أستخفاف وقال:هيا هيا إلى الجحيم أيها الوحش إذهب إلى امرأتك إنها بحاجة إليك هيا
نظر كين إليه نظرة ذات معنى لـ يقترب منه بهدوء وترقب شديد ولكن أوقفه مارسيل الذي جذبه قائلًا:هيا كين علينا الذهاب إيميلي تُريدك الآن
نظر لهُ كين قليلًا ثم نظر إلى جعفر الذي كان يبتسم لهُ ليقول محذرًا إياه:لنا عودة يا رجُل … لا تظن نفسك ستهرُب منّي
حرك جعفر رأسه برفق وقال:حسنًا حسنًا هيا إذهب الآن حتى لا أجعلك تخرج عن السيطرة وينكشف أمرك أنت وساحرك هذا
أبتسم مارسيل وقال:سأقبلها هذه المرة جعفر ولكن لا أعدُك بمرورها في المرات القادمة
أبتسم جعفر وأشار لهما قائلًا:حسنًا هيا أُريد الأستحمام دعاني أصعد إلى منزلي الآن تبًا لثرثرتكما
تركهما جعفر بكل وقاحة وذهب إلى بنايته بينما كان ينظر كين لهُ قليلًا حتى دلف جعفر إلى بنايته وأغلق الباب خلفه، زفر كين ونظر إلى مارسيل وقال بـ أبتسامه:هيا بنا يا صديقي لقد أنتهت مهمتنا
______________________
دلف جعفر إلى منزله وأغلق الباب خلفه بهدوء ثم ذهب إلى غرفة ليان مباشرًا، أقترب من فراشها ووضعها عليه بهدوء ثم قام بتشغيل المُكيف لها وخرج، دلف إلى غرفته ورأى بيلا مستيقظة وتنظر إلى السماء التي كانت تُزينها النجوم عبر النافذة بشرود
أخذ ثيابًا نظيفة لهُ ثم أقترب منها وقال بنبرة هادئة:مالك سرحانة كدا ليه
نظرت لهُ بعدما أستفاقت وقالت:شكل السما حلو أوي فـ سَرحت فيها
جلس جعفر على طرف الفراش أمامها ونظر إلى السماء لـ يقول بـ أبتسامه:تصدقي ليكي حق … حلوة أوي
أبتسمت بيلا وقالت بتساؤل:ليان فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابها بهدوء وقال:نايمة في أوضتها … مارسيل خلّص كل حاجه تربطها بالولية الحيزبونة دي
نظرت لهُ بيلا وقالت بنبرة سعيدة:بجد … طب الحمد لله يعني كدا
قاطعها جعفر قائلًا:مش بشكل نهائي يا بيلا
صمتت بيلا ونظرت لهُ قائلة بهدوء:أزاي مش فاهمه
جعفر بهدوء:قطع الرابط اللي بيربطهم ببعض وقال تعويذة عشان متقرّبش منها تاني … لكن حوار إنه خِلص بشكل نهائي دا لسه
زفرت بيلا بضيق لتقول:أهو قضا أخف من قضا … أهم حاجه هي تبقى كويسه بس
نظرت لهُ وقالت بنبرة هادئة:قلبي أتخلع من مكانه لما ملقتهاش … حسيت إن الدُنيا ضلِمت في وشي ورجلي مش قادرة تشيلني … كان نفسي كل دا يطلع مقلب … مش حقيقي … بس لما لقيتك بتجري تدور حواليك وبعدها كين أتحرك وراك والرجالة بدأت تتحرك حسيت إني أتشليت … حسيت إن الدُنيا مش سعفاني محستش بنفسي غير وانا بعيط وأنادي عليها وكل واحدة تحضُن فيا شوية وتواسيني … انا عيشت أسوأ ساعتين في حياتي كلها يا جعفر وكنت حاسه بعدم الأمان … جوايا حتة أتخطفت … بريئة ومتعرفش يعني ايه غدّر ويعني ايه خطر ويعني ايه نفوس وحشة … حتة بريئة شايفة العالم اللي حواليها بريء زيها وفي لحظة تانية لما خدتها في حُضني حسيت إني بحلّم … الحتة اللي أتاخدت رجعت تاني مكانها
الطبيعي … أتطمنت فـ حُضنها مش العكس … عشان أتعودت عليه انا عارفه إني المفروض أعمل العكس بس هي اللي بتعمل كدا من غير ما تاخد بالها … جواها حنية وبراءة بيخلوني مش قادرة أقْسَى عليها … عارف انا لو شخطت فيها مثلًا عشان عارضتني أو عملت حاجه غلط وبَصتلي بس … بـ احس إني عملت جريمة كبيرة أوي وبتصعَب عليا أوي لما تدمع ومتكلمنيش … ليان حياتي كلها يا جعفر مقدرش أتَخيل حياتي من غيرها
حكَّ جعفر لحيته ثم نظر إلى السماء قليلًا قبل أن ينظر لها مجددًا ويقول:بصراحة … انتِ قولتي كل اللي جوايا … ليان حياتي كلها متلخصة فيها … بـ احس في حُضنها بـ حنان ودفا غير طبيعيين … بجد حُضنها غريب أوي بيخليني عايز أعيط من كُتر الحُبّ والدفا اللي بـ احس بيهم … بجد الإحساس دا بيسيطر عليا أوي في اللحظة دي بس ببقى مبسوط أوي بجد … انا فعلًا مكُنتش حاسس بـ نفسي وانا بَلف عليها زي المجنون … انا كُنت بَدَور على حُضني وبيتي … انا بجد مش عارف أتخيل حياتي من غيرها
أبتسمت بيلا بـ حُبّ ثم زفرت ونظرت إلى السماء مجددًا دون أن تتحدث، زفر جعفر ثم نهض قائلًا:هروُح أخد شاور عشان أنزل للشباب تاني
حركت رأسها برفق وتابعته حتى خرج من الغرفة واتجه إلى المرحاض، لحظات ونهضت أيضًا ثم خرجت خلفه ولكنها توجهت إلى غرفة صغيرتها، أقتربت منها بهدوء ثم جلست بجانبها وضمتها إلى أحضانها طابعة قُبلة على رأسها لـ تتفاجئ بها تقوم بـ لف ذراعيها الصغيرين حول عُنقها واضعة رأسها على صدرها مُكملة نومها بـ راحة شديدة
أبتسمت بيلا بحنان ومسدّت على رأسها وظهرها بحنان وهي تنظر إليها
_____________________
“لؤي … يا لؤي”

كانت فاطمة تقف في المطبخ وتُنادي على لؤي الذي كان لا يُجيبُها، تعجبت فاطمة وتركت ما بيدها وخرجت وهي تُمسك بـ المنشفة وتُجفف يديها وقبل أن تتحدث رأت لؤي جالسًا على الأريكة ورأسه موضوعة على ظهر الأريكة ونائمًا، وكلًا من نورسين وكامل نائمين بـ أحضانه لـ تبتسم وتنظر إلى التلفاز
أقتربت من الطاولة وأمسكت بـ جهاز التَحَكُم وأغلقت التلفاز ثم وضعته مجددًا وأقتربت من لؤي وبدأت بـ إيقاظه بخفوت قائلة:لؤي … لؤي … لؤي أصحى
أنتفض جسد لؤي وأستيقظ من نومته ينظر لها لـ تقول هي بنبرة خافتة:ايه اللي منيمك كدا نام جوه على السرير عشان جسمك ميوجعكش
فركَّ لؤي عينيه ثم نظر إلى صغيريه النائمين في أحضانه ثم نظر إلى فاطمة وقال:هي الساعة كام دلوقتي
أجابته بهدوء وقالت:أربعة ونص
أعتدل بـ جلسته وقال:خُدي كامل دخليه الأوضة
أقتربت فاطمة منه وحَمّلت صغيرها واتجهت بهِ إلى الغرفة وهي تُربت على ظهره برفق بينما حَمّل هو صغيرته ولحِق بها إلى الغرفة، وضع صغيرته على فراشها برفق ثم وضع الغطاء الخفيف عليها وخرج خلف فاطمة
توقفت فاطمة مكانها وألتفتت تنظر إليه قائلة:خُش يلا نام شويه شكلك نعسان أوي
حرك رأسه نافيًا وقال:لا انا هدخل أخد شاور وانزل عشان الشباب زمانهم متجمعين
تركها وذهب إلى الغرفة كي يأخذ ثيابه لـ تلحق بهِ فاطمة قائلة:مينفعش يا لؤي ريحلك شويه عشان انتَ يومك هيبقى طويل وهتتعب
حرك رأسه نافيًا ثم تركها وخرج قائلًا:لا مفيش الكلام دا
ألتفتت فاطمة ونظرت لهُ قليلًا قبل أن يدلف إلى المرحاض لتقول:صدقني يا لؤي هتتعب وهتطلع تقولي جسمي متكسر يا فاطمة ومش قادر
أغلق الباب خلفه ببرود دون أن يُجيبها لتزفر بهدوء وهي تُحرك رأسها بقلة حيلة
______________________
(الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله … الله أكبر الله أكبر ولله الحمد)
خرج جعفر من بِنايته وهو يرتدي الجلباب الأبيض وهو يُمسك بـ يد صغيرته وخلفه بيلا، نظر لهُ مُنصف وقال بـ أبتسامه وسخرية:ربنا يتقبل يا شيخ جعفر
رمقه جعفر بطرف عينه نظرة ذات معنى وقال:لِم نفسك بدل ما أرجعك للسرير تاني … قال وانتَ ملاك بجناحين يعني عاملي مؤدب وانتَ سوابق
أبتسم حسن الذي كان يُحاوط كتف زوجته وقال:إضرب يا معلم مترحمش
ألتفت جعفر برأسه ينظر لهُ بـ أبتسامه ولم يتحدث، نظر حسن إلى نورا نظرة ذات معنى مُحذرًا إياها وقال:نور أوعي تعمليها وتولدي دلوقتي
نظر لهُ رمزي وقال:لا والله … على أساس إنه بمزاجها مثلًا
تحدث جعفر ساخرًا وهو ينظر أمامه قائلًا:مسستمه نفسها هي يا حسن على وقت مُعين … يعني ظابطة المنبه على بعد صلاة العيد الناس تسلم من هنا وهي ترقع بالصوت من هنا
ضحك كلًا من لؤي وسراج وهاشم ليقول مُنصف بسخط وهو ينظر أمامه قائلًا:ضحكت علينا المعاتيه جتك نيلة
نظر لهُ حسن وقال:وانتَ مالك حد وجهلك كلام
رمقه مُنصف بشر لـ يُحرك حسن رأسه بقلة حيلة وهو يقول:عالم غريبة والله يا جعفر يا اخويا
أبتسم جعفر ونظر إلى مُنصف ليقول:حاسبوا على الراجل لـ احسن يعمل حركة كدا ولا كدا تقضي عليه خالص
______________________
عادوا جميعهم إلى منازلهم من جديد بعد أن صلوا صلاة العيد ليبدأ كل واحدٍ بذبح الأضحية، توقف جعفر عن السير عندما نظر إلى صغيرته ورأى أشعة الشمس تتساقط أعمدتها عليها ليظهر لون شعرها بوضوح وتظهر جمال عينيها البُنية لـ يحملها فجأة على ذراعه وينظر لها قائلًا بـ أبتسامه:الجميلة تسمحلي بـ صورة معاها
أبتسمت ليان وحركت رأسها برفق لينظر جعفر إلى بيلا مُعطيًا هاتفه إليها قائلًا:صورينا يا بيلا
وقفت بيلا أمامه وهي تحمل الهاتف وتستعد لـ إلتقاط الصورة بـ أبتسامه، أبتسمت بـ حُبّ وأقتربت منه تُشهر الهاتف أمام وجهه قائلة:جميلة أوي الشمس متعامدة عليكوا مبينة صفاء عيونكوا
أبتسم جعفر وهو ينظر إلى الهاتف ليقول:جميلة أوي
سحب هاشم الهاتف منه ليبتعد قائلًا بـ أبتسامه ومرح:صورة مع اليور وايف بقى
أبتسم جعفر وضم بيلا إلى أحضانه ونظروا ثلاثتهم إلى الكاميرا لـ يلتقط هاشم الصورة ويقترب منهما قائلًا بـ أبتسامه وهو يُعطي الهاتف إلى جعفر:جامدة تسلم إيدي والله انا موهبة والله ربنا يخليني ليكوا
أبتسم جعفر وقال:جامدة أوي

وافقته بيلا الرأي قائلة:أوي بجد تسلم إيدك يا هاشم
أبتسم هاشم وعَدَل من ياقه جلبابه بتفاخر وغرور قائلًا:لا داعي للشكر يا جماعه انا كل اللي طالبُه التقدير لتلك الموهبة النادرة والجوهرة الثمينة اللي معاكوا وانتوا مش حاسين بيها بس نظرًا لـ جهلكوا انا هعديها المرة دي وكمان انا موجود في أي وقت اتصلوا بيا وانا مش هعبركوا
فتح عينيه ونظر حولها ليرى جعفر قد أخذ بيلا وذهبا لينظر حوله قائلًا بتوعد:يا ابن الواطي بتسيبني وتمشي يا تربية معفنة والله لـ اوريك هو عشان خدت غرضك مني أترمي في الزبالة فاكرني مليش حريم تجيبلي حقي ولا ايه
رفع جلبابه ولحق بهِ بخطوات سريعة قائلًا:خُد يالا متدبحش من غيري انا ليا نصيب فيها يا ابن النصابة مش هسيبهولك
_______________________
أقترب جعفر من العجلان لـ يضرب على جسد واحدٍ منهما بـ يديه برفق ثم وقف بالقرب من وجهه قائلًا:ايه الأخبار يا حسن
أجابه حسن وهو يضع الهاتف على أذنه قائلًا:بكلمه أهو
نظر جعفر إلى صغيرته وقال:هوِني عليه عشان زعلان إنه هيتدبح
نظرت ليان إلى العجل ثم نظرت إلى جعفر وحركت رأسها نافية بخوف ليقول مرة أخرى:ليه مش هيعملك حاجه
حركت رأسها نافية مرة أخرى ليبتعد هو قائلًا:خلاص متخافيش
نظرت نورسين إلى ليان وقالت بـ أبتسامه:تعالي نلعب يا ليان
نظر لها جعفر وقال:هنعيد نفس السيناريو تاني
تحدثت بيلا هذه المرة وقالت:خليها يا جعفر انا عيني عليها
نظر لها جعفر ثم نظر إلى صغيرته وأنزلها قائلًا:خلوا بالكوا من بعض ومتبعدوش خليكوا جنب ماما
أخذت نورسين ليان وذهبت بينما اعتدل جعفر في وقفته ثم اقترب منهم ووقف معهم يتحدثون، أقتربت ليان من بيلا وقالت:ماما
نظرت لها بيلا لتقول ليان بـ أبتسامه:ألعبي معايا انا ونورسين
نظرت لها بيلا وقالت بتعجب:ألعب معاكوا ايه!!!!!!!!!!!!!!!
ليان:أي حاجه عندك لعبة حلوة
أبتسمت بيلا وأعتدلت بجلستها ونظرت لهما قائلة:عندي لعبة حلوة أوي مش حلوة بس
تحمست الفتاتين بينما بدأت بيلا تشرح لهما اللُعبة وهما تُنصتان إليها بتركيز، تألمت نورا بخفة وهي تضع يدها على بطنها المنتفخة لتنظر لها شيرين قائلة بقلق:في ايه يا نورا انتِ كويسه
وعلى ذِكّر إسمها ألتفت حسن ينظر لها لـ يكسوا القلق معالم وجهه لـ يقترب منها سريعًا، مسح على خصلاتها وقال بقلق:في ايه يا نورا انتِ كويسه يا حبيبتي
نظرت لهُ نورا وقالت بـ أبتسامه خفيفة:متخافش مفيش حاجه دا الباشا حب يصبح عليا مش أكتر
وضع يده على بطنها لـ يشعر بـ حركة طفله لـ تعلو أبتسامه حنونة ثغره ثم نظر لها وقال:شكله شقي وهيغلبنا معاه
أبتسمت نورا لـ يطبع هو قُبلة على جبينها بحنان وقال بـ أبتسامه:مستعجل على اللحمة أكتر منك يا نورا
ضحكت نورا بخفة وقالت:متبررلهوش كدا كدا شقي
أم حسن بـ أبتسامه:بلاش نظلمُه لـ احسن الواد يطلع ملاك بريء في الأخر وانتوا اللي تبقوا ظلمة
أجابها حسن مُبتسمًا وقال:مش مُهم المُهم إنه ييجي على خير ونورا تقوم بالسلامة
أم حسن بـ أبتسامه:إن شاء الله هتقوم وهيكونوا كويسين وزي الفلّ كمان هي بس تشدّ حيلها شويه كمان
نظر حسن إلى نورا بـ أبتسامه ثم ضمها بحنان ومسدّ على رأسها برفق، صدح رنين هاتف جعفر الذي نظر لهُ لحظات ثم تركهم وأبتعد كي يُجيب على المتصل، طبع قُبلة على رأسها وقال:إلى أين تشردين أيتها الجميلة
أبتسمت تسنيم ونظرت لهُ وقالت:حاسه إني بقيت أسرح كتير صح
حرك رأسه برفق وقال بـ أبتسامه:جدًا … هو جاي معاكي بـ سرحان
تسنيم بجهل:مش عارفه انا مبقتش فاهمه أي حاجه
رمزي بتساؤل:انتِ فطرتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حركت رأسها نافية وقالت:لا بصراحة
رمزي:انا أكتر حاجه حاببها فيكي صراحتك دي
أبتسمت لـ يُربت على كتفها برفق ويقول:قوليلي عايزه تاكلي ايه عشان أجيبهولك لحد ما نشوف الجزار ناوي على ايه
أقترب منها جعفر وهو يقول مُبتسمًا أبتسامه سعيدة:حمدلله على السلامة يا ست الكل
عانقها قائلًا بنبرة سعيدة:انا والله ما مصدق ايه المفاجئة الحلوة دي
أبتعد عنها لـ تبتسم هناء قائلة:انتَ أكتر واحد عارف انا قررت أجي ليه مع إني عارفه إنها مش هتعدي على خير
نظر لها جعفر وقال بجدية:وايه يعني انا شخصيًا مش عايزها تعدي على خير … بُصي يا خالتي الموضوع دا فيه حاجه غلط انا حاسسها بقالي فترة ومش جايه معايا بس تأكدي إن فيه بلوى تانيه مستخبيه محدش عارفها أصل معلش هو هيعمل كدا مثلًا من تلقاء نفسه أكيد لا منين وهو كان من أربع سنين لما عم فارس بهدل الدُنيا وقالك تعالي بيت أخوكي وانا هعمل وأسوي وكان محموق أوي وكان حالف إنك ما ترجعي بغض النظر عن اللي حصل بيني وبينه بس انا شاكك إن فيه حاجه تانيه أكبر من كدا بكتير ولسه منعرفهاش وانتِ عارفه إني لما بقول الكلمة بتطلع صح
زفرت هناء وقالت بقلة حيلة:صدقني يا جعفر معرفش … انا مش عارفه ليه بيعمل معايا كدا وليه باصصلي في مالي … أديه شايف خيبتي في جوزي اللي بانت متأخر وولادي اللي حرمني منهم وانا مش عايزه أبان ضعيفه قدامه يا جعفر انتَ أكتر واحد عارف كدا حُط نفسك مكاني … هترضى تستغنى عن ورثك وحقك بعد السنين دي كلها
أجابها بجدية وقال:لا طبعًا دا حقي يا خالتي انتِ بتقولي ايه دا انا أقطع إيد أي حد يفكر مجرد التفكير في دماغه إنه ياخده منّي بالقوة
هناء:أديك جاوبت يبقى ليا حق ولا لا
زفر جعفر وقال:ليكي حق بس انتِ للأسف أم … يعني قصاد حقك وفلوسك ولادك … أكرم وكايلا مش شايلين منك في حاجه بالعكس محتاجينك جدًا بس بيلا اللي كانت منشفة دماغها شوية وكانت واخده على خاطرها أوي
زفرت هناء وقالت بحزن:أهو انا مش شايله غير همها … انتَ عارف إني أقرب واحدة ليها … هي حقها تزعل بصراحة مش هقولك لا بس غصب عنّي كل حاجه خارجه عن إرادتي
ربت جعفر على كتفها برفق وقال بـ أبتسامه:أكيد لما تشوفك هتنسى أي حاجه حصلت وهتترمي في حضنك … هي محتاجاكي بس بتعاند
أدمعت عينين هناء وقالت بـ أبتسامه:والله يا جعفر انا اللي محتاجاهم أكتر ….. وعايزه أشوف حفيدتي مُتحمسة أوي إني أشوفها
أبتسم جعفر وأخذها معه وعاد من جديد إليهم وهو يقول:تعالي انا مش معَرف حد منهم إنك جايه
عاد إليهم من جديد ولكن هذه المرة وهناء معه، دلف إلى الحارة وهو يُطمئنها قائلًا:متتوتريش والله هيستقبلوكي أحلى أستقبال
أقترب منهم ثم وقف وأشار إلى بيلا التي كانت تُعطيهما ظهرها وتُلاعب ليان ونورسين ثم إلى كايلا التي كانت تتحدث مع هاشم وتُحاول إقناعه بشيءٍ ما ثم أخيرًا إلى أكرم الذي كان واقفًا يستند على عكازه ويتحدث مع سلمى التي كانت تجلس على المقعد أمامه
أبتسمت هناء وأدمعت عينيها وهي تنظر إلى كل واحدٍ منهم بشوق ولهفة، عنّفت نفسها على ما أضاعته من عُمرٍ وهي بعيدة كل البُعد عنهم، سقطت دموعها لـ يُربت جعفر على ذراعها برفق ثم أشار إلى كايلا جاذبًا أنتباهها
نظرت لهُ وتوقفت عن الحديث فجأه وجحظت عينيها بعدم تصديق وصدمه وهي ترى والدتها تقف أمامها وتنظر إليها باكية، لم تنتظر كثيرًا وركضت إليها وارتمت بـ أحضانها وهي تُعانقها بقوة ولا تُصدق، بينما عانقتها هناء وهي تبكي لا تُصدق بـ أنها تحتضن أبنتها
نظرا كلًا من أكرم وبيلا إليها والتي في الحقيقة صُدمت ولم تتوقع حدوث ذلك، بينما كان أكرم يشعر بـ أنه يحلُم، أبتعدت كايلا عنها وهي تنظر إليها قائلة بعدم تصديق:لا انا مش قادرة أصدق … دا بجد
حركت هناء رأسها برفق وقالت بدموع وتأثر:بجد يا حبيبتي … انا مقدرتش أمنع نفسي عنكوا أكتر من كدا … خصوصًا أنكوا محتاجينلي وانا محتاجاكوا
عانقتها كايلا بقوة وهي تقول بنبرة سعيدة:انا مبسوطة أوي … انتِ كُنتي وحشاني أوي والله
ربتت هناء على ظهرها بحنان وقالت:أنتوا اللي وحشتوني أوي يا حبيبتي … انتِ كويسه
أبتعدت عنها كايلا ونظرت لها وأبتسمت قائلة:بقيت كويسه أول ما شوفتك
أبتسمت هناء بدموع ثم نظرت إلى أكرم الذي أقترب منها وعانقها بقوة دون أن يتحدث، ضمته هي بدورها مُربتة على ظهره برفق قائلة:وحشتني أوي يا أكرم … وحشتني ووحشني صوتك أوي
شدد أكرم من عناقه لها وقال:انا دلوقتي حاسس إني عايش بجد … انتِ وجودك بيغير فيا حاجات كتير أوي انا فعلًا من غيرك مش أكرم اللي انا والكل عارفينه
ربتت على ظهره وقالت بـ أبتسامه ودموع:ولا انا يا حبيبي صدقني … انا بستقوى بيكوا أنتوا حياتي كلها … مقدرتش أبعد عنكوا أكتر من كدا حاسه إن ناقصني كتير أوي
أبتسم أكرم وقال:انا خدت عهد على نفسي إني مش هتكلم في اللي فات … اللي فات كارت أحمر واتحرق خلاص خلينا نبُص لـ المستقبل شويه وننسى اللي فات بكل اللي فيه يا ماما
نظرت لهُ بعدما أبتعد عنها قليلًا وقالت بـ أبتسامه:انتَ صح … خلينا نبُص شويه لـ المستقبل
طبع قُبلة على جبينها وقال بـ أبتسامه:وحشتيني أوي
أبتسمت هناء وقالت:وانتوا كمان وحشتوني أوي
أبتعد أكرم ونظر إلى بيلا التي كانت تقف مكانها تُتابع بهدوء لـ ينظر الجميع إليها ينتظرون ردّاً منها، أختبأت ليان خلفها وهي تنظر إليها بينما كانت بيلا تنظر إلى هناء بهدوء
أقترب جعفر منها بهدوء ثم وقف أمامها ونظر لها قليلًا ثم قال:بيلا
نظرت لهُ لـ يقول هو:محتاجاكي … متحرميهاش من أبسط حقوقها
نظرت لهُ قليلًا لـ يُربت على يدها برفق قائلًا:يلا يا حبيبتي … أنتوا الاتنين محتاجين بعض … متضيعيش اللحظة دي يا بيلا عشان خاطر الزعل … صدقيني هتندمي
نظر إلى ليان ثم أمسك بـ يدها ونظر إلى بيلا مجددًا التي تحركت أخيرًا بهدوء تقترب منها، وقفت بيلا أمامها تنظر لها بينما كانت هناء تنظر لها بـ أبتسامه ودموع وهي تمنع نفسها من البكاء بشتى الطرق
القليل من تبادل النظرات لم تستطع بيلا منع نفسها أكثر من ذلك لـ ترتمي بـ أحضانها بعدما سقطت دموعها مُعانقة إياها بقوة لـ تضمها هناء مُربتة على ظهرها بحنان لتسقط دموعها أيضًا معها
تحدثت هناء بنبرة باكية وقالت:متعيطيش يا بيلا … حقك عليا يا حبيبتي متزعليش منّي
حركت بيلا رأسها نافية وهي تقول بنبرة باكية:انا اللي مش عايزاكي تزعلي منّي يا ماما
مسدّت على رأسها برفق وقالت:انا مش زعلانه منك يا حبيبتي … انا عارفه إنك زعلانه منّي بس والله يا بنتي غصب عنّي
مسحت بيلا دموعها ونظرت إلى والدتها وقالت:انا مش زعلانه منك … انا أكتشفت دلوقتي إني محتاجاكي جنبي أوي وجودك هيفرّق معانا أوي
هناء بدموع:وعد مش هبعد عنكوا تاني مهما حصل … انا فعلًا مليش غيركوا
نظرت لها بيلا وأبتسمت قائلة:ولا احنا لينا غيرك
أبتسمت هناء ومسحت دموعها وكذلك بيلا التي مسحت دموعها كذلك ثم نظرت إلى صغيرتها التي كانت تتمسك بهِ لـ يقترب منها بهدوء حتى وقف بجانبها
نظرت هناء إلى ليان التي كانت تختبئ خلف جعفر وشعرت بالعديد والعديد من المشاعر التي أجتاحتها فجأه وهي ترى حفيدتها الأولى أمامها
مالت بيلا بجذعها وحملتها على ذراعها ثم نظرت لها وقالت بنبرة حنونة:تيتا جايه تشوفك ينفع متسلميش عليها
نظرت لها ليان لـ تُرتب بيلا خصلاتها قائلة:تيتا هناء جت عشان تشوف ليان وتلعب معاها شويه
ليان:بس انا مشوفتهاش يا ماما قبل كدا
شعرت هناء بالتوتر لـ تُنقذ بيلا الموقف وتقول:لا شوفتيها بس كُنتي صغيرة عن كدا … مش هتسلمي عليها برضوا
نظرت الصغيرة إلى جدتها التي كانت تنظر لها ثم مدّت يدها الصغيرة إليها لـ تبتسم هناء وتأخذها من بيلا تضمها إلى أحضانها بـ حُبّ وهي في قمة سعادتها، قبّلتها هناء بـ حُبّ وسعادة
نظرت بيلا إلى جعفر الذي نظر لها وأبتسم بخفة، رحبّوا بها جميعًا بـ أبتسامه وسعادة وعلّت الفرحة المكان فجأة لـ يرى جعفر الوجه الآخر لـ بيلا الذي كان دومًا يراه في وجود هناء وكم أسعده هذا حقًا
_________________________
أستقام جعفر في وقفته ثم نظر إلى بيلا نظرة خبيثة وبدأ يقترب منها بهدوء دون أن تنتبه إليه، بينما كانت هي مندمجة وبشدة في الحديث مع شيرين وفاطمة، وقف هاشم ينظر إليهما لـ يقول بنبرة عالية:أجري يا بيلا
ألتفتت بيلا تنظر إليه لـ ترى جعفر يقترب منها وعلى ثغره أبتسامه خبيثة، نظرت إلى يديه ثم نهضت وركضت مبتعدة لـ يلحق بها قائلًا:أُقفي يا بيلا
ركضت بيلا سريعًا إلى البِنْاية الخاصة بهم وأغلقت الباب خلفها وعادت إلى الخلف وهي تلهث وتنظر لهُ قائلة:إحنا متفقناش على كدا على فكرة انتَ غدار
أبتسم جعفر وقال:ما انا عارف إني غدار ايه الجديد يعني
نظر حوله حتى رأى طفلته تلعب مع نورسين أقترب منها تحت نظرات بيلا التي كانت تُتابعه بترقب حتى علِمت ما ينوي على فعله، صاحت بيلا قائلة:خلّي بالك يا ليان جعفر هيغرقك بالد*م
نظرت الصغيرة إلى والدتها ثم إلى والدها الذي كان يقترب منها مُبتسمًا وجلبابه ملطخًا بالد*ماء ويضع يديه خلف ظهره، نظرت إلى نورسين التي ركضت وتركتها لتقول بضيق:انتِ باردة يا نورسين
أقترب جعفر منها سريعًا لتركض الصغيرة منه، نظر لها جعفر ثم أبتسم وركض خلفها، فتحت بيلا الباب وخرجت، ركضت إلى صغيرتها حملتها ثم عادت إلى مكانها سريعًا وأغلقت الباب كما كان، وقف جعفر ينظر لهما لـ تقول بيلا بـ أبتسامه منتصرة:خدعتك مرتين يا بلطجي
نظر لها جعفر قليلًا ثم أبتسم أبتسامه جانبية خبيثة ومدّ يده للداخل وفتح الباب بكل برود لـ تنظر هي لهُ بصدمة، فتح الباب ودلف بكل هدوء تحت نظراتها المصدومة، أستفاقت من صدمتها وصعدت إلى أعلى ركضًا وهي تحمل صغيرتها ليقول جعفر بضيق وعدم رضا:ليه ما انتِ كنتي حلوة
زفر بهدوء ثم خرج، أقترب من أصدقائه ومال بجذعه واضعها يديه في الد*ماء مجددًا ثم أستقام في وقفته واتجه إلى محلّ فتحي تحت نظرات أصدقائه الذين كانوا يُتابعونه بترقب
وقف أمام الباب الزجاجي ووضع يديه عليه لتُطبع على الباب الزجاجي ملوثًا إياه، ثم كتب بعض الكلمات أسفلها وعندما أنتهى أبتعد ينظر إلى ما فعله بـ أبتسامه واسعة ورضا بينما جحظت أعين الآخرين بذهول لـ يقول لؤي بـ أبتسامه سعيدة:يا ابن الكيادة يا جعفر
أعجبته الفكرة ولذلك وضع يديه في الد*ماء واقترب منه وكتب العديد من الكلمات أيضًا ثم أنهى بـ كتابة أسمه في الأسفل، أبتسم جعفر واقترب منه قائلًا:نسيت ترسمله قلب جنبها
أنهى حديثه وهو يُمرر كفه على كف لؤي ثم رسم قلب بجانب أسمه، ضحك سراج قائلًا:خرابتين وأتلموا على بعض
مُنصف بـ أبتسامه سعيدة:انا فخور بيكوا يا حبايبي والله أول يوم عيد لـ فتحي أشتباه جلطة
ألتفت لؤي ينظر لهُ قائلًا بـ أبتسامه:وآخره الجلطة نفسها
أنهى حديثه بـ غمزة لـ يبتسم جعفر قائلًا:أخويا ابو دماغ سِم
______________________
أقترب فتحي من محلّه بينما كان لؤي يُتابعه بـ أبتسامه خبيثة ثم زجر جعفر الذي نظر إليه وأشار بعينيه تجاه فتحي لينظر إليه جعفر ويبتسم بخبث شديد وهو يُتابعه
أقترب فتحي من المحلّ الخاص بهِ وقبل أن يفتحه ويدلف توقف مكانه بصدمة وهو ينظر إلى باب المحلّ بصدمة كبيرة، سمع صوت ضحكات خلفه لـ يلتفت ينظر إليهم ليراهم يُولون ظهورهم إليه ويكتمون ضحكاتهم بشتى الطرق
نظر إلى محلّه للحظات ثم إليهم وقال بنبرة غاضبة:ايه دا
نظروا لهُ وهم يتصنعون الجدية لـ يقول لؤي ببرود:ايه
فتحي بحدة:ايه دا
لؤي بـ أستفزاز:ايه
فتحي بغضب:هو ايه اللي ايه سؤالي واضح ايه دا
نظر لؤي إلى الباب ليقول بصدمة مصطنعة:يالهوي
نظر إلى جعفر وقال:ايه دا يا جعفر
عقد فتحي ذراعيه أمام صدره ونظر لهم بغضب شديد لينظر جعفر إلى باب المحلّ وقال بتأثر وحزن مصطنع:يعيني ايه اللي عمل فيه كدا بس
فتحي بغضب:انتَ هتستهبل ولا ايه مش بتاعتك الراس دي برضوا ولا بتاعت أمي
جعفر ببرود:بتاعت أمك
فتحي بغضب شديد:بقولك ايه متجننيش عليك روح نضفلي القرف اللي عملته دا … مش ناقصه قرف هي على الصبح … عالم زبالة صحيح
رمقه جعفر نظرة ذات معنى قبل أن يعتدل في وقفته ويقترب منه بهدوء تحت نظرات الجميع المترقبة، وقف جعفر أمامه وقال:انتَ بتقولي انا كدا
أبتسم فتحي وقال بتهكم واضح:وهو البعيد مبيسمعش ولا ايه
أبتسم جعفر وأخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء ونظر لهُ للحظات قبل أن يجذبه بعنف مُسقطًا إياه على الدماء التي تُلوث الأرض والتي لوثت ثيابه، أقترب جعفر منه ببرود ووضع يديه في الد*ماء ثم مسحها على وجهه قائلًا ببرود شديد:لا بسمع يا روح أمك بس بستعبط
google-playkhamsatmostaqltradent