رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات
رواية اولاد الجبالي الجزء (2) الفصل السادس و العشرون 26
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
كم تمنيت أن تتحسن أحوالي وأنا السبب في أحوالي كم تمنيت أن يرتاح بالي وأنا الذي أشغل بالي يا حسرتي على كل دقيقة أمضيتها أقتل نفسي بيدي.
***************
لازمت ملك الفراش لفترة بسبب حرصها على حملها فى بدايته ولكنها شعرت ببعض الملل لذا قررت أن تهبط إلى بانة وزهيرة فى حديقة القصر لتقضى معهم بعض الوقت .
فاتجهت إلى الدرج لتنزل إليهم ، ولكن فجأة إنزلقت قدمها من عليه دون أن تشعر فسقطت منه حتى نهاية الدرج على ظهرها فتعالت صرخاتها المدوية وخصوصا عندما شعرت بسائل يتدفق منها بغزارة ، فضمت يدها على بطنها صارخة ….ابنى لااا، متسبنيش أرجوك .
ففجعت كل من فى القصر من صراخها ، فهرلوا إليها مسرعين .
وكانت عزة فى مقدمتهم ، فصرخت ملك يا حبيبتى ، كيف وجعتى أكده ، لا حول ولا قوة الا بالله.
فطالعتها ملك بإندهاش عندما رأت تعابير الخوف والقلق على ملامحها .
ثم أتت زهيرة وبانة التى شهقت عندما رأتها على هذا النحو وصرخت …ملك حبيبتى ، ثم إنحنت إليها وقبلت رأسها …يا عينى عليكى يا ملك ، سلامتك يا حبيبتى .
أما زهيرة فبكت …حبيبتى ألف سلامة عليكى ، ويلا يا عزة أنتِ وملك سندوها وطلعوها أوضتها ترتاح ، لغاية ما اتصل باسم يچى يطمن عليها .
فحاولت كلا من عزة وبانة مساعدتها على النهوض شيئا فشيئا بصعوبة بالغة ، ولكن عندما رأوا بركة الدم التى فى أسفلها فزعوا ، فوضعت عزة يدها على فمها وبكت مردفة…يا عينى عليكى وعلى وجع جلبك.
فصرخت ملك …ابنى رااااح منى ، وانا السبب ، انا اللى كتلته .
انا السبب .
فحاولت بانة تهدئتها …أهدى يا حبيبتى ، وان شاء الله خير ، يمكن لساه موجود وعايزة بس تنامى شوى على ضهرك عشان يثبت .
فبكت ملك …لا انا حاسه إنه خلاص يا بانة .
زهيرة…وحتى لو مفيش نصيب المرة دى ، الايام چاية كتير جوى وبكرة ربنا يكرمك تانى وتالت يا بتى ، المهم أنتِ وصحتك الاول ، متزعليش نفسك كل شىء نصيب .
عزة …ايوه ، ان شاء الله ربنا عيكرمك تانى قريب يا ملك .
بس على كده مينفعش تطلعى اوضتك دلوك ، ولازم نروح المستشفى يعملوا اللازم عشان الدم ده يقف عشان خطر عليكى .
زهيرة بقلق …نكلم باسم فورا ، يبعت الإسعاف .
فحدثته زهيرة ، لتصيبه الصدمة مردفا بفجع …ملك .
انا چى حالا ، ليذهب هو بنفسه إلى سيارة الإسعاف وجلس بجانب السائق وظل طوال الطريق يرجوه أن يسرع فى طريقه ليصل بأقصى سرعة .
حتى وصل القصر وركض للداخل وتبعه المسعف ، ليجدها مفترشة الأرض وبجانبها زهيرة وعزة بانة وكلاهم يبكون .
فسقط قلبه خوفا وفزعا مرددا …ملك حبيبتى ، حصل كيف ده ؟
فلم يجد منها سوى البكاء فاحتضنها ، فرأت عزة فى عينيه مقدار حبه لملك ، فتمنت أن تنال منه لو نظرة واحدة حنونة مثل هذا .
ملك بقهر …إبننا راح يا باسم ، وانا السبب انا اللى مختش بالى ووجعت من السلم .
أطلق باسم تنهيدة حارة مؤلمة ولكنه طمئنها بقوله …بس بس انا ميهمنيش غيرك يا حبيبتى ، المهم أنتِ بخير .
فلم تستطيع عزة أن تتحمل كلماته وحبه الصريح لها ، فانسحبت دون أن يشعر بها أحد ..
ثم تم نقلها إلى سيارة الإسعاف ، ومن ثم إلى المستشفى .
وبالكشف عليها وجد أن فعلا انها فقدت الجنين ، فدخلت ملك فى حالة إنهيار ولكن لم يتركها باسم .
باسم …بس إهدى يا حبيبتى ، والحمد لله على كل حال .
ملناش خير فيه ، بس ان شاء الله ربنا هيعوضنا غيره بإذن الله.
ملك بإنكسار….يارب يارب .
ثم فجأة شعرت ملك بالوهن الشديد وتلون سرير المستشفى بالون الأحمر بسبب كثرة تدفق الدم .
حتى غابت ملك عن الوعى ، فصرخ باسم ….ملك ، ملك .
فتدخل طبيب زميل له متخصص نسا ….النزيف كده مش طبيعى أبدا ، ومحتاجة تدخل أوضة العمليات حالا عشان نحاول نوقف النزيف ده بأى طريقة ، لأن حياتها كده معرضة للخطر .
وكمان لازم كيس دم ضرورى ، هى فصيلتها ايه ؟
باسم ..إعمل كل اللى شايفه يا دكتور ، المهم هى تكون كويسة .
وفصيلتها B
الطبيب ..تمام متوفر ، هنقللها حالا ، ثم أشار إلى الممرضة لتجهيز غرفة العمليات سريعا .
وبالفعل ولجت ملك إلى غرفة العمليات وانتظرها باسم أمام الغرفة حيث أنه لم يتحمل أن يراها بهذا النحو واكتفى بالدعاء والتهلل إلى الله .
يارب احفظها وعافيها ، يارب انا بحبها جوى ومقدرش تروح منى ، هموت يارب لو راحت منى ، احفظها يارب .
وظل هكذا لفترة ليست بالقصيرة يدعوا الله بقلب منكسر حتى خرج الطبيب ، فتعلقت عين باسم به ، فأسرع إليه .
باسم …طمنى على مرتى يا دكتور .
الطبيب …الحمد لله قدرنا نوقف النزيف وحاليا هى بتفوق من البنج ، بس للأسف اضطرينا نشيل الرحم لأن مكنش قدامنا وسيلة تانية عشان نوقف النزيف غير ده بعد ما استنفذنا كل الطرق لكن للأسف كان النزيف مستمر فخوفنا على حياتها ، وعشان كده اضطريت اشيله.
انا عارف أن الخبر هيكون صعب عليها جدا ، بس انا شايف فى عينيك حب كبير ليها وهتوقف جمبها .
وإن شاء الله تعدى المرحلة دى على خير وترضى بقضاء الله ، لأن الأطفال مش كل حاجة فى الدنيا بالعكس كمان ممكن تتكفلوا بطفل يكون ليكم سند وأحن من طفل يكون من صلبكم .
فتنهد باسم بوجع ودمعت عيناه بمرارة ، فربت الطبيب على كتفه وحاول أن يواسيه بقوله …عارف صعب ، بس ده قدر ولازم نسلم بيه ونرضى عشان ربنا يجازينا على صبرنا .
فهمس باسم …الحمد لله على كل حال.
ثم ولج إليها باسم بقلب منكسر وعين تحكى الحزن أكثر من اللسان ، ولكنه ابتسم رغما عنه وقبلها من جبينها مرددا …الف حمدالله على سلامتك يا جلبى ، أجر وعافية بإذن الله.
فبكت ملك …سامحنى يا باسم ، كان نفسى أچبلك عيل يفرحك جلبك .
فابتلع باسم غصة مريرة فى حلقه مردفا ..أمر الله يا حبيبتى ، ملناش فيه ودى إرادته يعنى اكيد خير الحمد لله وأنتِ مؤمنة اكتر منى وخابرة.
ملك بحزن يعصف بقلبها …ايوه خابرة بس غصب عنى ، الحمد لله ، وبدعى ربنا يعوضنا قريب .
فطالعها باسم بحزن ، وكاد أن يقول لها الحقيقة ولكنه لم يستطع فيكفى ما بها الأن .
فاكتفى بإيماءة رأسه ، وحمد الله على قدره .
………..
بلغت سيارة محمود شوارع القاهرة ، فاتسعت عين نهلة على اخرهما وهى تنظر يمينا ويسارا على كل ما يقابلها وتارة تبتسم وتارة يظهر على وجهها الغضب .
ومحمود يتابع حركات وجهها ويبتسم لإبتسامتها ويندهش لغضبها فسئلها …الجميل ساعة يبتسم فينور الدنيا وساعة يكشر فيزعل قلبى ، فليه كده يا حبيبتى ؟
ابتسمت نهلة لسماع كلمة حبيبتى التى تسمعها منه كأنها لحن جميل ممتع ولا تريده أن ينتهى .
نهلة …انا مش مصدقة اللى شيفاه حوليه ده يا باسم ، الأنوار فى كل حتى والكبارى والجسور والعمارات العالية والشوارع المترصفة والعربيات أشكال وانواع وكل ده حلو جوى كيف ما كنت عشوفه فى التلفزيون .
لكن لما عينى عتشوف بنات لبسين حجات ملزقة ومن غير طرحة فوق رأسهم باختشى واقول أستغفر الله ، ليه بس جلة الحيا دى .
فضحك محمود …هو أنتِ لسه شوفتى حاجة ، ده كمان فيه لابسين طرح من فوق ومن تحت لأ .
فوضعت نهلة يدها على فمها مرددة …يا عيب الشوم .
لتصل السيارة بعد ذلك أمام تلك البناية التى بها شقتها ، فنزلوا واتجهوا إليها وكانت شقتهم فى الدور العاشر .
فتوجه بهم محمود إلى المصعد .
فولجت نهلة لداخله مردفة …هو احنا دخلنا چوه التلاجة دى ليه ؟
فقهقه محمود ..تلاجة ، اهو التلاجة دى هتوصلك الشقة .
وما أن صعد المصعد حتى صرخت نهلة وتمسكت فى ملابس ابيها مرددة …بسم الله الرحمن الرحيم.
نزلنوا نزلونى ، أن جلبى اتخطف ، هموت هموت .
فضحك محمود وتمنى لو أن يحضتنها ليهدىء من روعها ولكن ليس الأن فهو لن يستعجل بالحرام حتى يمن الله بها عليه بالحلال .
وعندما وصل المصعد وخرجت منه نهلة تشهدت وحمد الله….الحمد لله بس معدتش أركبه تانى البتاع ده ، وهطلع على السلم أحسن .
ثم ولجوا للشقة فرسمت نهلة ابتسامة على شفتيها أذابت قلب محمود وتمنى اليوم الذى يغلق عليهم باب واحد وتكون حلاله .
محمود …ها عجبتك الشقة يا نهلة .
نهلة بفرحة غامرة …جوى جوى , انا حاسة كأنى فى الجنة .
ربنا يدمها نعمة ويديمك انت فى حياتنا .
محمود …انا وعدتك انى هعمل كل حاجة تسعدك ، بس معلش عايزك فى الفترة الجاية تصبرى شوية لإنى عارف انها هتكون مش سهلة .
وهكرر تانى انا مش عايزك تتعلمى وتكلمى زينا عشان أنتِ مش عجبانى كده ، لا بالعكس أنتِ عجبانى اوى كده وبحب كلامك اللى طالع بالفطرة ومن القلب ، ومفيش فى قلبك غل ولا حقد إنما حب لكل الناس .
ومش بس كده انا عايزك لما تتعلمى متنسيش كلامك دلوقتى عشان عايزك تشجينى بيه لما نكون لوحدنا .
فضحكت نهلة …وه _ حيرتنى معاك يا محمود .
فأطال محمود النظر إليها وود لو خلى العالم كله الا منها وهو ليعلمها هو كيف يكون الحب الذى حفظه فى قلبه طيل كل تلك الفترة .
نهلة …بس اوعاك تكون المدرسة چايبة معها عصاية الا وربنا أهرب ومش عتشوفنى تانى .
فضحك محمود …لا متخافيش يا قلبى ، هى بنت رقيقة اوى وهتكون معاك وحدة وحدة ، بس أنتِ فتحى دماغى ومتغلبهاش وان شاءالله تكونى تلميذة شطورة .
عشان لو قالت عنك كويسة هجبلك شيكولاتة معايا .
فقفزت نهلة من الفرحة …..اشتيكلاتة ، لا كده هسمع الكلام واكتب الواچب كمان .
فضحك محمود حتى دمعت عينيه .
…………
قضى براء ايام عصيبة قبل زواجه من مرام ، حتى أنه ترك الشقة ، لانه ما عاد يستطيع العيش بدون زاد ،فكلما دخلها شعر بالأختناق وكاد يجن كلما يتذكرها عندما كانت تتحدث معه أو تضحك أو حين تطعمه بيديها ويتذكر نظراتها إليه وكأنه حلم تحقق لها على أرض الواقع ولكنه بعد ذلك كله خذلها وضربها ضربة قاتلة فى قلبها .
ويا ليتها كانت الأولى بل هى الثانية ، فأى قلب أنتِ يا زاد حتى تتحملى كل هذا .
لذا ترك الشقة ونزل فى فندق إلى أن يتم زواجه من مرام .
ثم وجد مرام قد بعثت له برسالة ، مفادها (
سلبريز براء …تعرف ان بابى حجز لنا على طيارة لفرنسا عشان نقضى شهر العسل يا حبيبى .
انا فرحانة اوى ، لأن عندى بابا عظيم زى بابى وكمان هتجوز راجل عظيم زيك وواثقة انك هتكون حنين وكويس معايا اكتر من بابى كمان .
صح يا براء )
فزفر براء بضيق …والله أنتِ خنيقة أنتِ وأبوكى ده .
المهم هى غلطة ولازم أتحمل نتيجتها .
واهى جوازة والسلام .
ثم بعث لها …اكيد طبعا يا مرام .
ثم وجدت مرام والدها يدخل عليها الغرفة مبتسما …بتعملى ايه يا حبيبة بابا .
فتعلقت مرام برقبته …بعمل اللى أمرتني بيه يا باشا .
عشان الكل بيمشى بأمرك وكلنا تحت إشارة منك .
إبتسن عصام بإمتنان مردفا …تعرفى يا مرام ، انا لو خلفت ولد حاسس إنه مكنش هيقدر يكون زيك وبذكائك وبيساعدنى كده ويشور عليه فى كل كبيرة وصغيرة .
فضحكت مرام …يعنى كان عندى حق لما وقعت ابن الجبالى اللى جى من أدغال الصعيد ومخه على قده وقال ايه بمخه الصغير ده بيدعبس هو وصاحبه ورانا وفاكر أنه ممكن يوصل لحاجة ، كان غيره أشطر .
واى واحد بس فكر أو حاول قبل كده قدرت أوقفه عند حده ، بجمالى طبعا .
عصام …بس المرة دى فيها جواز يا مرام ، فخلى بالك .
مرام …مهو براء مكنش ههينفع معاه غير كده ، لإنه صعيدى وعنده أخلاق .
فضحك عصام ….ماشى مفيش أحسن من الحلال ، واهو يشوفله يومين قبل ما يكون كارت محروق ونرميه رمية الكلاب.
فضحكت مرام …حبيبى انت يا بابى.
عصام …وهتعملى ايه فى البودرة ، هتعحطيها إزاى فى الشنطة وأنتِ مسافرة لفرنسا .
مرام ….بسيطة هفرغ الميكب بتاعى وإزازة البرفيوم كمان وهصنع إزاز مخصوص أحط جوه البودرة وحوله هيكون البرفيوم .
وعشان طبعا سيادة المقدم معانا ، محدش هيفكر طبعا يدقق فى الشنطة وهتعدى.
فضحك عصام …بنت أبوكى صح يا مرام .
بس عايزك تقعدى كده ، وتحكيلى عرفتيه إزاى من الأول .
فجلست بنت الشيطان تقص له ما حدث ..
مرام …عرفت طبعا من عيونا اللى القسم ، إن إتنين ظباط عاملين نفسهم شطرين قال .
جم القاهرة مخصوص عشان يوصلوا للرأس الكبيرة اللى بتهرب الكيف خارج مصر .
فالفضول بقا انت عارف بنتك ، كان لازم أطقس وأعرف بنفسى دول مين وشكلهم ايه .
وساعتها عرفت ان واحد فيهم اسمه براء ومجوز وحدة على شكل غفير كده ، واحد تانى بيحب وهيمان بس وحدة حلوة .
فنشنت طبعا على المجوز لأن اكيد عنده نقص وفعلا .
رقبت حركاته لغاية ما دخل المول وعملت عليه الفيلم الهندى ووقعت الحلق بتاعى عن قصد وكنت عارفة هو هيعمل ايه لما لقيت فعلا فى عينيه إعجاب بيه .
وتاكدت أنه هيجى فعلا تانى عشان يقابلنى .
عصام …يا بنت اللعيبة ،كملى وبعدين .
مرام …وبس جه فعلا المول ، وقابلته وبعدنا نكلم وعملت فيها اسماعيل يس كل شوية اضحكه وأفرد وشه العكر لغاية ما وقع وحتى نسى يدينى الحلق .
ولما مشى افتكر وكلمنى ، وقولت يقابلنى فى النايب كلب .
عشان أكمل الخطة .
ولما جه طبعا رفض يشرب خمرة ، عامل نفسه شريف اوى وهو بيسرمح من ورا مراته .
فجبتله العصير ، ووصيت وحدة من أصحابى وهو مش واخد باله ، تدوب فيه برشامة تخليه مصهلل بس فى نفس الوقت مش فى وعيه .
وبس كده ، حصل وشلناه وجرى على بيته وخدته تحت دراعى ووفتح بنفسه الباب .
عصام بضحك …اه يا قادرة ، على بيته وأنتِ عارفة أنه مجوز .
رفعت مرام شفتيه بسخرية …مهى كانت لازم تغور ، عشان تغور فى ستين داهية عشان أتجوزه واخليه يشتغل معانا من غير ما يحس وابقى سلملى على الشهدا اللى معاك .
فوقف عصام مرددا بفخر ….ده أنتِ غلبتى إبليس يا مرمر .
فضحك مرام وتابعت …بس يا بابى ، وشافتنى بقا العقربة مراته ، وتقول شافت عفريت منها لله ، لقتها اتفجعت كده وبقت ترتجف وتشال وتتحط ، مش عارفه ليه ؟
أول مرة يعنى واحد مجوز يجيب وحدة الشقة يسلى نفسه .
عصام …لا ملهاش حق .
مرام …مش كده يا بابى .
عصام …كده يا عيون بابى ، وبعدين .
مرام …قعدت تزعق وتشتمنى ، تصدق يا بابى تشتمنى انا .
عصام …لا معش ولا كان ، وليها درس منى مش هتنساه .
مرام …ايوه يا بابى ، لازم تتربى فعلا عشان مش متربية ( دريتى ومن) فعلا ، امرأة سيئة .
وبعدين اتهبلت وقعدت تعيط ، مش عارفه ليه ، وعلى ايه الوحدة تعيط على راجل أصلا ، كلهم لا مؤخذة يا بابى ولا يسووا حاجة الا انت طبعا يا سيد الكل .
فوضع عصام يده على صدره يحيها .
مرام …وقعدت تقوله دى جزاة حبى ليك ، تخدعنى وتخونى مع الاشكال الزبالة دى .
ووالله ما انا قعدالك فيها يا براء وعايزة ورقة طلاقى توصلى .
وبس دخلت لمت هدومها ، وانا عشان بس قلبى طيب .
ساعدتها عشان تخلص ، صراحة عشان كنت عايزة أنام ، عشان صدعت من صريخها.
عصام …طول عمرك قلبك أبيض وتحبى تساعدى الناس مع انهم ميستهلوش ، بس معلش عند ربنا .
مرام …ايوه على الله .
بس يا بابى وخرجت ، روحت رامية براء على السرير ، راح اتخمد ونام على طول ، وانا خففت هدومى ونمت جمبه عشان أرتاح ، بس متخافش يا بابى ملمسنيش ، امال بنتك أشرف من الشرف ويستحيل أغلط ده انا بنت عصام الدمنهورى .
فقام عصام وقبلها مردفا …عارف طبعا يا بنتى ، هو فيه زيك دلوقتى ، انا متأكد من اخلاقك .
مرام …بس وعدى الليل وطلع النهار وقام الباشا لقانى جنبه ، قام مخضوض ، مش عارفه ليه ؟
رجالة أخر زمن ، حد يقوم من النوم يشوف وحدة قمر زييى ويعمل كده .
عصام …لا طبعا يا حبيبتى .
مرام ….حبيبى يا بابى .
وبعدين بقا أشتغلت المسكنه ودمعت وقولتله انت عملت فيا ايه يا دون ، مش حرام عليك تعمل فى بنات الناس كده ، انت معندكش أخوات بنات ،وأعمل ايه فى المصيبة دى دلوقتى ؟؟
عصام ….حسبى الله ونعم الوكيل فى ولاد الحرام دول ، يعملوا العملة وينكروها .
بس انا مش هسكت لازم يصلح غلطته .
مرام ….طبعا يا بابى ، وفعلا أتأثر وقال هيجى يتقدملى ويصلح غلطته .
فضحك عصام ….حلو اوى ، عشان كده كفئته ، بسافرية فرنسا .
( حوار أبلسه وربنا 😂)
……………
عاد باسم إلى القصر بصحبة ملك فى اليوم التالى بعد أن تعافت نوعا ما ولكن مازال الألم النفسى يسيطر عليها .
فساعدها باسم إلى الدخول الى غرفتها ثم أراحها فى فراشها .
ليجدها قد أغمضت عينيها ، وكأنها تهرب من عينيه بالنوم .
فجلس بجانبها يتأملها وحدث نفسه …حبيبتى يا ملك ، انا محبتش غيرك وأنتِ فعلا اهم عندى من أى حاجة تانية ، وصدقينى انا زعلان على زعلك أنتِ ، لكن أنتِ باللنسبالى حبيبتى وأختى وبنتى.
وعندما تأكد من نومها ، تذكر عزة فهو منذ ايام لم يدخل لها أو يطمئن على حالها .
انا فعلا مقصر جوى مع عزة وسايبها أكده من غير حتى سؤال ولا كلام وهى متستهلش أكده .
فقام وقبل جبين ملك بلطف ، ثم خطى خطواته للخارج وأغلق الباب ، وذهب إلى غرفة عزة .
فطرق الباب ، فأجابته ….مين ؟
_انا باسم يا عزة ، فتلون وجهها بلون الفرحة حيث توردت وجنتيها الذابلتين لمجرد سماع إسمه ونبض قلبها بحبه .
فأسرعت للمرآة تهندم من هيئتها ، ثم سمحت له بالدخول ..
فولج باسم يخفض طرفه من الحرج بسبب إهماله لها .
وحدثها بصوت منخفض …كيفك يا عزة ؟
عزة بصوت ينشد بالحب ….انا بخير طول ما انت بخير يا باسم .
كيفك انت وكيف ملك دلوك ؟ يارب تكون بخير
وربنا يعوض عليكم قريب بإذن الله.
فاضطرب باسم ورجع بظهره ليرتمى بنفسه على المقعد الذى ورائه ووضع يده على رأسه .
فشعرت عزة بالقلق عليه ومن هيئته تلك الحزينة ، فأقتربت منه وربتت على كتفه بحنو …معلش متزعلش ، ان شاء الله قريب ربنا هيكرمكم بطفل تانى .
فرفع باسم بصره إليها ورأى فيها الحزن عليه ، فحدثها بإنكسار … للأسف مش هيكون لينا طفل يا عزة ، لأن الدكتور استئصل الرحم ومش خابر أصارح ملك ازاى بالمصيبة دى ؟
فضربت ملك على صدرها مردفة ..يا جلبى .
يااااااه مفيش اصعب من أكده للست ، ربى يهون علينا .
ثم وجدت نفسها تبكى مرددة …لا حول ولا قوة الا بالله.
تعجب باسم من بكاؤها لأنها بالمفترض غريمتها وتعلم أن قلبه معها هى وليس لها .
فوقف مندهشا …عتبكى على ملك يا عزة !.
فابتسمت بوجع مرددة …مستغرب ليه باسم ، هو انا مش إنسانة عزعل لما ألاقى غيرى فى ضيقة حتى لو كان عدوى .
وبالعكس ملك مش عدوتى لإنى خابرة أن القلب ده بتاع ربنا .
وهى مذنبهاش حاجة وصعبانة عليه جوى .
خصوصا إنى جربت موت الضنا ، ومع انى مشلتش الرحم فأنا بردك كيفها هفضل طول عمرى مليش عيل يكون سند ليه .
أوجعه باسم كلماتها حيث فهم منها المقصود ، ولكنه يعلم أنه ليس بيده فهو يحب ملك أما هى فمجرد زوجة على الورق فقط .
فطالعها بحزن مرددا …..عزة ، انا شكلى أكده ظلمتك بالجواز منى وإكده صوح هتتحرمى من العيال واإكده مينفعش .
وعشان أكده يا بنت الناس لازم تشوفى حياتك بعيد عنى ، وتچوزى راچل يعرف قيمتك وتخلفى منه عيال .
فصرخت عزة ….عتجول ايه يا باسم ؟
ومعقول لتانى مرة براء يقع فى الفخ وهيحصله ايه المرة دى ؟؟
يارب تكون الحلقة عجبتكم
ومش محتاجة كل مرة اذكركم بالتفاعل 😊😊
وللحكاية بقية
نختم بدعاء جميل ❤️
اللَّهُمَّ اكْفِنا بحلالِك عن حرامِك، وأغْنِنا بفَضْلِك عمَّن سِواك).[٢٨]
شيماء سعيد 🤍 ام فاطمة
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اولاد الجبالي ) اسم الرواية