رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات
رواية اولاد الجبالي الجزء (2) الفصل الثاني و الثلاثون 32
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
احيانا يكون هناك كلام ثقيل على النفس ، فلا يستطيع اللسان التحدث به رغم رغبته فى ذلك.
…………….
دارت عين زاد حول ذلك المكان الغريب التى استيقظت ووجدت نفسها به فصرخت بخوف …انا فين وايه اللى جابنى هنا وفين براء ؟
فزفر مكاوى بغيظ ..اهى فاقت وهتضيعلى الحجر اللى عمله فى دماغى ، عشان يضيع الصداع وهى هتصدعنى وتأرفنى .
فصك على أسنانه بغيظ مردفا ..بجولك ايه يا بلوة أنتِ ، تعرفى تحطى لسانك فى بوجك ولا أجى انا وأتصرف معاكى .
مش عايز أسمع صوتك ، أنتِ فاهمة .
زاد بإنفعال ..وانت مين وجايبنى ليه إهنه ، وعملت فيه ايه ؟
ثم بكت ووضعت يدها على بطنها تتحسس جنيها بخوف .
مكاوى . ..أنتِ هتلبسينى تهمة ولا ايه ، انا معملتش حاجة بس مستعد أعمل لو مسكتيش .
وجاية هنا ليه ، ده أمر الباشا مليش فيه وغير كده مش هتلاقى اى إجابة عندى مهما أتكلمتى .
وملكيش عندى غير أجبلك تطفحى بس .
فبكت زاد مرددة …انت فين يا براء ؟
……..
قامت إلهام من مقعدها لتودع محفوظ قبل إنتهاء الزيارة ولكن مازالت نظرة الحزن لم تفارق مقلتيها .
فسئلها محفوظ …بردك مش عايزة تجوليلى مالك يا إلهام ، ده انا خبرك اكتر من نفسى عاد .
فانفجرت إلهام فى البكاء مرددة …مش عايزة أشغل بالك يا واد عمى .
طأطأ محفوظ رأسه بخزى مردفا …عشان بس محبوس وخابرة انى مش هقدر أعمل حاچة دلوك .
بس على الأقل جوليلى يمكن أقدر أطيب خوطرك بكلمتين .
فابتسمت إلهام رغما عنها مردفة …ربى يخليك ليه وتطلع بألف سلامة .
محفوظ …يااارب ، بس انا مش هسيبك تمشى غير لما تجوليلى .
إلهام …هيكون ايه بس غير أمك يا محفوظ ، اللى كل يوم والتانى عتسجينى من العذاب ألوان .
وعتسمع بيه الچيران وكل يوم أحس إنى مش عيطلع عليه شمس من كتر العذاب والإهانة .
ثم كشفت عن جزء من صدرها ليفجع منصور من أثار الحرق عليه فردد بفزع …ايه ده ، ده حرق معقول !!
إلهام …ايوه ومش بس إكده ، عندى كتير فى چسمى يا محفوظ .
أمك عتكوينى بالنار ، عشان تبرد النار اللى فى جلبها ، عشان عتكرهنى يمكن من يوم ما اتولدت كمان .
………………..
وصل براء إلى فيلا عصام الدمنهوري ، فاستقبلته مرام بابتسامة واحتضنته بحب بينما هو وقف بجمود .
مرام ….وحشتنى اوى يا براء ، وخليك فاكر دى أول مرة وأخر مرة برده تسبنى ،انت فاهم !
براء بنفور ..ايه إحتكرتينى اياك .
فوضعت يدها على كتفه مرددة ..ايوه ، انت ليه وبس يا حبيبى .
ثم جاء عصام مرحبا …اهلا اهلا بالباشا .
حمد لله على السلامه.
براء ..الله يسلمك .
ثم أشار عصام الى مرام بقوله …خدى جوزك عشان يرتاح فوق يا مرام وانا هبعت ليكم الأكل فوق .
فابتسمت مرام مرددة ..اكيد بابى ، يلا بينا يا حبيبى ..
فانساق براء من ورائها وأخذ يردد ..ميتى بس أخلص من المصيبة دى .
ثم ولجوا الاثنان إلى غرفتهم ، فستأذنته مرام لدخول المرحاض .
وجلس هو يستريح بعض الشيء على المقعد فى إنتظارها ، فوجد نفسه يشرد فى زاد ويتخيلها أمامه تبتسم له وتحدثه ..
براء محدش حبك فى الدنيا دى كدى ولا حد خاف عليك كدى .
وكنت عتمنى اليوم اللى تحس بيه وتحبنى ، بس للأسف يوم ما چه ويدوبك الفرحة عرفت طريق جلبى ، روحت منى تانى ، ليه كده يا براء ، تعمل فى الجلب اللى يحبك كده ؟
ثم وجدها تبكى وتبتعد مردفة ..انت بعدت عنى ، وهما كمان عيبعدونى عنيك ومش عتلاجينى تانى ، انا خلاااص انتهيت .
فهمس براء دون وعى …لا معتسبنيش يا زاد ، محدش يجدر واصل يخدك منى ، انتِ ليه انا وبس .
وصدجينى انا عحبك جوى ومحبتش غيرك ولا هحب غيرك .
وبينما هو شارد فى زاد ويهمس بأسمها .
كانت مرام فى المرحاض ، تتجهز له ليعيش معها ليلة ينسى بها العالم بأجمعه إلا هى .
وقد ارتدت بدلة رقص ثم أخذت تنتقى أغنية من هاتفها تصلح لذلك وكانت أغنية حكيم ( رقصونى )
عايزين نغني وندلع واللي كارهنا بقى يولع
اللي يابا يابا يولع يابا يابا
سيبه يولع يابا يابا سيبه يابا يابا
انسى اللي يعكر دمك ادي اجازة بقى لهمك
و سيبها يابا يابا على الله يابا يابا
انسى يابا يابا ويلا يابا يابا يلا يالا
رقصوني يابا فرحوني يابا ما ترقصوني فرحوني
دي الليلة دي أحلى ليلة الليلة دي ليلة مجنناني .
ثم نظرت لنفسها فى المرآة بإعجاب مرددة ..ايه الجمال ده ، ده كده هتنسيه اسمه كمان ، وهتخليه يكون خاتم فى صباعك كمان .
ايوه طبعا ما انا مرمر مش اى حد .
ثم خرجت ولكنه وقفت متجمدة فى مكانها عندما سمعته يهمس بإسم زاد .
فذمت شفتيها بغيظ وحدثت نفسها …هى حصلت كمان يقول اسمها وهو عندى ، ماشى يا براء ، انت كده حكمت عليها بالموت ، عشان مفيش وحدة تقدر تنافس مرام الدمنهوري .
ثم حاولت تهدئة نفسها بعض الشيء حينما تذكرت كلمات والدها ووصيته لها .
فخرجت له مبتسمة كأنها لم تسمع شيئا وقامت بتشغيل الأغنية .
ليتفاجىء براء بذلك فاتسعت عيناه من الصدمة ، وظنت هى من تعابير وجهه أنه لا يصدق السعادة التى هو بها وأنه لن يستطيع مقاومة هذا الجمال والدلال .
ولا تعلم أنه زادته هما فوق هم ،فكيف يراقصها ويداعبها وهو مهموم على زاده .
ولكنه لم يجد مفر من تكملة خطته للنهاية ، فابتسم بجمود ، وشجعها على الرقص أمامه كالبهلوان الذى يقفز فى الهواء .
بل وشبهها فى نفسه بـ ( القردة ميمونة ) .
لتتوقف بعدها لتعد لنفسها كأسا من النبيذ اما هو فـ عصير لأنها تعلم أنه لا يشرب الخمور .
لتجلس بعدها بجانبه تداعبه ليقترب منها ولكنه جعلها تشرب كثيرا حتى الثمالة لكى تنام دون أن يقترب منها .
ولكنها أثناء ذلك أفصحت عن تلك العملية المنتظرة دون وعى ، بسبب الخمر الذى أذهب بعقلها .
ليتهلل وجه براء فرحا ويحدث نفسه … أخيرا قربت أخلص منيكم عاد وأعاود لبيتى ومرتى وابنى اللى عتمناه من الدنيا .
لتنام بعد ذلك مرام بعد أن ثقلت رأسها بالخمر .
فابتسم براء مردفا …نامى نامت عليكى حيطة .
ثم استغل فرصة نومها وأتصل على محمود يخبره بمعاد العملية الجديدة .
محمود …تمام ، زى الفل ، عشان ترجع لعشك بقا يا ريس .
براء …ياريت وحشتنى أوى زاد يا محمود ، ونفسى فعلا تعرف انى عملت كده عشان الشغل مش أكتر ،وان جوازى منها على الورق بس وملمستهاش مع انها حلالى بس مقدرتش أعمل كده لإنى فعلا بحب زاد .
محمود …ياااه يا صاحبى ، ده انت واقع لشوشتك أوى ، مع إنك يعنى اتجوزت وبيقولوا الحب بعد الجواز بيقل .
براء …لا بالعكس عيكبر يا محمود طالما الأساس صح وحب حقيقى وتفاهم بين الاتنين وكل واحد بيحب يراضى التانى على قد ما يقدر ، وأهم حاجة محدش فيهم يكون أنانى ويكون عايز هو اللى يتراضى بس والطرف التانى ملزم يعمله كل اللى بيحبه .
ده غلط وبيعمل فجوة بين الزوجين وأكيد مفيش حياة من غير مشاكل لكن العاقل هو اللى يعرف يدوايها فى ساعتها لأن التركمات بتعمل إنفجار مع الوقت .
فصفر محمود مردفا …مية فل وعشرة عليك .
منك نستفيد يا صاحبى ، وخصوصا انى داخل على جواز .
براء… ، ربنا يتمم بخير .
وبينما براء ومحمود يتحدثان بطلاقة دون اعتبار أن للحيطان عيون كان عصام يمر من أمام الغرفة فلفت نظره صوت براء ، فاقتغرب من الباب ليسمع ما يقول وحينها صُدم مما سمعه وكادت أن تخرج عينيه من مقلتيها عندما علم من حديث براء ،
أنه مدسوس بينهم من أجل معرفة مخطاطتهم والإيقاع بهم ، كما كانت نيتهم هما أيضا .
عصام محدثا نفسه …يعنى ايه كده ؟
احنا الإتنين بنلعب على بعض يا سيادة المقدم ، بس ماشى لما نشوف مين هيكسب فى الأخر .
ومش عصام اللى بتلعب بيه وخصوصا انى معايا الولد اللى هيقش قصدى مراتك يا سيادة المقدم .
يعنى عايزها هتمشى العملية من سكات ،مش عايزها خلاص نموتها هى والعملية كمان .
ثم ضحك بتهكم ساخرا …وقال إيه المجنونة مرام بتحبه وهو طلع بيلعب بيها وبينيمها كمان زى العيال .
لما أصحى الهانم وأقولها المصيبة دى ، نشوف هتصرف إزاى وخصوصا لما تعرف أنه بيلعب بيها وبيكرهها .
دى شكله هتكون ليلة بجد ومرام هتلعبك على الشناكل يا براء .
وانت اللى جبته لنفسك ، ودخلت بيت الأسد برجليك .
ورينى بقا هتعمل ايه ؟
ثم ذهب إلى غرفته وافترش سريره ولكنه لم يغمض له جفن من كثرة التفكير فيما يجب عليه فعله
وظل هكذا حتى أشرق الصباح .
واستيقظت مرام ، لترى براء خالدا للنوم بجانبها ، فاخذت تتأمله بحب محدثة نفسها …مش عارفه إزاى حبيتك كل الحب ده يا براء .
وانا اللى قولت عمرى ما هعرف حاجة إسمها حب لأن الحب ضعف وانا يستحيل أكون ضعيفة .
بس للأسف انا فعلا بقيت ضعيفة قدامك وضعيفة لدرجة الخوف إنك تبعد عنى ، خايفة أوى بجد .
ومستعدة أعمل أى حاجة فى إنك تكون جانبى العمر كله .
ثم طبعت قبلة على وجنته واتجهت إلى المرحاض للإستحمام ثم خرجت لتبدل ملابسها .
وألقت على براء نظرة أخرى مطولة عاشقة قبل أن تغادر للخارج .
وخطت خطواتها نحو غرفة والدها لتحدثه فى أمور عملهم .
لتجده ينتظرها بفارغ الصبر ، وعندما لمحها أمامه أمسك بمعصمها وأدخلها بقسوة وأغلق الباب وطالعها بتوتر مردفا …مرام ، إسمعينى كويس وشوفى هنعمل ايه فى المصيبة دى .
مرام بإندهاش …بابا فيه ايه ومالك متوتر كده على الصبح !
عصام …فيه أن جوزك اللى ميتة فى دباديبه ده .
طلع بيلعب بيكى وبيلعب بينا كلنا ، زى ما إحنا لعبنا بيه فى البداية .
أحست مرام بدوار وامسكت برأسها وتراجعت بظهرها حتى جلست على المقعد مرددة بهمس …بيلعب بينا إزاى ؟
عصام …مدسوس من الداخلية عن قصد مش صدفة زى ما رتبتى حضرتك .
عشان يعرف مننا معلومات العملية الجديدة ويتقبض علينا متلبسين وبكده نقضى اللى فاضل من عمرنا فى السجن .
فصرخت مرام ….لااااا لاااا لا يمكن .
ده انا كنت أخنقه بإيدى ، مش مرام اللى ينضحك عليها .
طالعها عصام بشك …متأكدة يا مرام ، عشان صراحة خايف منك عشان حبتيه تضعفى ومتقدريش تاخدى منه حق ولا باطل .
فلمعت عين مرام بالدموع …اه حبيته ، لكن أنه يكون ييشتغلنا ده حاجة تانية وساعتها هحط قلبى تحت رجليه وأموته قبل ما أموته هو نفسه .
فابتسم عصام …كده صح تكونى مرام بت أبوكى ، اللى نظرتى فيكى عمرها ما تخيب ابدا .
ودلوقتى هنعمل ايه فى العملية اللى حضرته هيكون مبلغ الداخلية بوقت التنفيذ ، ومتقوليش أننا نلغيها لأن كده بنضيع علينا صفقة العمر .
وكمان مش مضمون لو عملناها لوحدنا إنها تعدى بالساهل ، امال إحنا أخترناه ليه !
ثم جلس عصام على المقعد وأمسك برأسه مردفا بعدم تركيز ….انا خلاص قربت أتجنن من التفكير وتقريبا منمتش من إمبارح ومش عارف أوصل لحل ..
فوقفت مرام وعينيها تنذر بالشر وتقدمت من أبيها وربنا على كتفه بحنو مرددة …ولا تتعب نفسك فى التفكير خالص ونام وارتاح وحط فى بطنك بطيخة صيفى كمان يا بابى .
فرفع عصام عينيه بتساؤال مردفا …معقول إزاى ؟
لو عندك حل الحقينى بيه بسرعة وطمنينى .
فابتسمت مرام ابتسامة شيطانية مردفة….الحل فى فيلا المريوطية ، مراته اللى بيحبها اللى متسواش فى سوق الحريم نكلة.
بس نعمل إيه حظوظ بقا وعلى رأى المثل .
قال رايح فين يا حظ قال رايح لواحشتهم والحلوين يا حظ قال كفاية عليهم حلاوتهم.
ابتسم عصام …فهمينى ازاى ؟
مرام …يعنى هنساوم سيادة المقدم بالمدام ، لو عايزها سليمة يمشى الموضوع من سكات ولا من شاف ولا مين درى .
اما بقا لو مش عايزها فهو حر ، نقتلهم الإتنين سوا ، ونشوف حل تانى للشحنة..
فابتسم عصام مردفا بفحيح الافعى …..هو ده .
خلاص روحيله وخلينا نتجتمع فى المكتب تحت ونتكلم على رواقة ونكشف ورقنا بالمفتشر كده ونشوف مايته .
فتنفست مرام بقوة وكأنها تستعد لمعركة قاسية تستعيد بها كرامتها المهدرة ثم أغمضت عينيها بألم عندما شعرت بألم فى قلبها بعد أن أدركت أن الفراق بينها وبين براء أصبح حقيقة مؤكدة قريبا .
وهى التى تمنت أن يظل بجانبها العمر كله .
ولكن للأسف لم تستطع شراء حبه بالمال أو الجمال ، لأن الحب شعور يقذفه الله فى القلب دون تدخل منا .
…….
ولج جابر إلى بانة فوجدها تدور حول نفسها فى الغرفة وعلى وجهها القلق .
فأقترب منها ولمس يديها بحنو مردفا …عتعملى ايه ، عتلعبى ولدك من دلوك ولا ايه ؟
مينفعش أكده واعر عليكوا انتوا التنين .
اجعدى يا حبيبتى وارتاحى ولما تجومى بالسلامة ويكبر هبابة أبجى لفى بيه براحتك .
فزفرت بانة بضيق …هملنى لحالى دلوك يا جابر عشان مطيجاش نفسى ولا حديتك الماسخ ده ، عشان هتهزر وانا دماغى هتفرتك وعموت من القلق ومش خابرة أعمل ايه ؟
توتر جابر وسئلها بقلق …فيه ايه عاد يا بانة حوصل ، خلاكى متزربنة أكده جوى .؟
بانة بقلق …..زاد مرت اخوى من عشية خرچت ومرچعتش لغاية دلوك ومش خابرة راحت فين ولا حتى عنديها حد تروحله .
جابر ..كيف ده ؟
مش يمكن سافرت لچوزها .
بانة …لا عشان متعركين مع بعض ، معرفش ليه ؟
جابر …يمكن اتصالحوا عاد ورجعت الماية لمچرايها وسافرت .
بانة …لا أن جلبى عيوجعنى ، عشان دى خرچت من غير ما تشاور حد ولا معاها شنطة وكانت عتجرى كمان .
وجولت يمكن متزربنة وهتشم شوية هوا وترچع مچتش .
وعمالة أتصل بيها على موبيلها مجفول وعتجنن خايفة يكون چرالها حاچة .
وخايفة أكلم امى تنشغل عليها ولا حتى براء عجوله ايه بس .
مراتك طفشت ولا راحت وين ؟
جابر بإندهاش …كيف يعنى اللى عتجوليه ده ، لزمن طبعا الكل يعرف وأولهم براء ، عشان هو أكتر واحد هيعرف يتصرف .
لكن نسكت أكده واحنا منعرفش هى فين ولا چرالها ايه ، وكل ما نتأخر كل ما فرصة أننا نلاجيها تقل .
وكان مفروض جولتى أول ما مشيت كمان ،مش تستنى ده كله .
فزفرت بانة بضيق .. أعمل ايه كنت فاكرة عتفك عن نفسها شوى وخلاص .
بس مفيش فايدة أمرى لله هتصل ببراء .
وبالفعل اتصلت به فاستجاب لها مرردا بنعاس بعد أن أيقظه الرنين …إصباح الخير على أغلى بانة وام عتريس .
كيفك يا حبيبتى ؟
بانة …بخير يا خوى ، وكيفك انت ؟
براء …نحمد الله .
ثم حمحمت بانة ، فشعر بانة أنها تريد قول شىء فتحدث …فيه حاجة يا بانة عايزة تقوليها ، اوعى يكون جابر زعلك بس إزاى ده أنتِ اللى تزعلى بلد .
فاجهشت بانة بالدموع ، فانفطر قلب براء مرددا بتوتر …فيه ايه لده كله ، طيب أهدى أكده وجوليلى حوصل ايه ؟
بانة …زاد يا براء ، مرجعتش من عشية الجصر ، ياريت تجول أنها عنديك عشان تريح بالى ، عنديك صوح ؟
فانتفض براء من فراشه ووقف ووضع يده على رأسه بتوتر مردفا …كيف ده ، يعنى ايه مرجعتش وراحت فين ولا جالت ايه جبل ما تخرج ؟
وهى مش عندى لا .
بانة …يا مرى ، امال راحت فين ؟
وهى خرجت من غير ما تشاور حد وكانت عتجرى وكأن فيه حاچة ومرجعتش وكل ما أتصل بيها ألاجى تليفونها مجفول .
فصرخ براء ..يعنى ايه ، الأرض انشجت وبلعتها .
انا مش هسكت أجفلى دلوك ولما أوصل لحاچة هكلمك .
ثم أغلق الخط ليحدث محمود بما حدث فيجيبه محمود …لا حول ولا قوة الا بالله ، تفتكر تكون راحت فين ؟
براء …مش خابر يا محمود هتجنن وخايف تكون من كتر الحزن عملت فى نفسها حاچة .
محمود …لا متقولش كده ، دى إنسانة تعرف ربنا .
انت كلم حد من عندكوا يفحص الكاميرات قدام القصر ويشوف هى مشت ازاى أو ركبت ايه ؟
براء ..تمام .
هكلم باسم ، وكمان مش هقدر أستمر هنا ، لازم أنزل الصعيد أدور فى كل شبر فيه عنها ، دى زاد يا محمود .
محمود بحرج …انا مقدر طبعا إلى انت فيه ، بس متنساش أن فيه قدامك واجب لازم تأديه وموضوع إنك تنزل الصعيد تانى
فى الوقت اللى مستنين معاد العملية صعب .
براء بإنفعال …يعنى أهمل مراتى وابنى عشان الشغل ،لا كده كتير يا محمود ومراتى وابنى عندى من اهم حاجة واظن لو نهلة هى اللى حصلها ده ،مكنتش تقدر تقول كده .
محمود بحرج …مش قصدى يا براء صدقنى وانا أول واحد كنت هنزل وأشوف الموضوع بنفسى .
براء …لا انا أولى الناس .
سلام يا محمود دلوك .
ثم تحرك براء سريعا ليبدأ ملابسه ، ليخرج بعدها من الغرفة مرورا بالدرج الذى هبطه بسرعة الرياح ، ليندهش كلا من مرام وعصام برؤيته هكذا وخصوصا مع تعابير وجه المتغيرة .
حتى تقدم براء من الباب سريعا دون أن يعطيهم اى اهتمام مما أثار غيظ مرام أكثر وأقسمت أن تذيقه من العذاب ألوان .
ليستوقفه عصام بقوله …براء بيه ، على فين العزم كده على الصبح ، حتى من غير سلام ولا كلام وكغانك مش شايفنا .
فالتفت براء وفى عينيه ينبعث الكره لهما ونظر إليه بتحدى مردفا بثبات …معلش نسيت استأذن قبل ما أمشى .
على العموم اعتبرنى سلمت ، فيه حاجة تانى عشان مستعجل .
فصاحت مرام بغيظ …برااااء ، فيه ايه مالك ، ومستعجل ليه ؟
براء …يعنى موضوع خاص فى البلد وانا نازل حالا .
فابتسمت مرام بمكر وبادلها النظرة والدها .
لتفجر مرام القنبلة …إذ كان الموضوع خاص بالهانم مراتك ..
فوفر على نفسك المشوار يا سيادة المقدم .
وتعال جوه خلينا نتفاهم بالذوق .
فصاح براء ….أنتِ بتقولى ايه ؟
انتِ عندك فكرة أن مراتى مختفية من انبارح .
فهزت مرام رأسها بإيجاب ، نعم ..
فأسرع إليها براء وأمسك بعنقها مردفا بإنفعال …انطقى قولى هى فين والا مش هرحمك أقسم بالله..
ليصعق عصام ويمسك يده ويحاول دفعه مردفا بعصبية وقلق …انت إتجننت عايز تقتل بنتى انا ، عشان واحدة قذرة زى مراتك متسواش حاجة .
أرفع إيدك من على بنتى والا بإشارة واحدة أقولهم حالا يخلصوا عليها ..
فرمقه براء بنظرة نارية ثم رفع يده من على عنق مرام ، لتتحسس هى عنقها بألم وتلقى عليها نظرة توعد لما فعله .
مردفة بهمس ..هتدفع تمن اللى عملته ده غالى اوى يا براء.
يا ترى مرام هتقدر تنفذ تهديدها أو لا ؟؟
وللحكاية بقية
والحلقة اللى بعدها الأخيرة بإذن الله
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهم آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
شيماء سعيد 🤍 ام فاطمة
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اولاد الجبالي ) اسم الرواية