رواية جانا الهوى كاملة بقلم ايماء محمد عبر مدونة دليل الروايات
أمل وصلت المستشفى عند ناهد وقعدت جنبها بصمت لانها كانت نايمة فماحبتش تزعجها ، بتفكر في أحداث الليلة اللي فاتت والنهارده وبتحاول تحلل اللي بيحصلهم وليه بيحصلهم؟
هل هى فعلا غلطت بتفكيرها انها تمشي وتروح بيت أبوها ؟ بس هي خافت تكون عبء زيادة عليه لكن مش بتتخلى عنه أبدا ، ياا لو كريم يفهمها ! يااا لو يقدر يدخل عقلها ويهكره ويفهمه زي ما بيفهم الكمبيوتر ، هيرتاحوا كتير جدا ، هي يمكن أو مش يمكن هي أكيد قراراتها ساذجة ومتسرعة وبتاخدها بدون تفكير بس اللي مفيش شك فيه انها مش بس بتحبه هي بتعشقه وأي تصرف بتعمله بيكون نابع من حبها له ، حتى لو فكرت تبعد فبتكون شايفة ان بعدها الصح ، يمكن تكون غبية أو قراراتها غبية بس ده ما يمنعش كونها بتحبه بجنون .
افتكرت دخولها مكتبه تعرف أخبار الفحص ايه ؟ أول ما بصلها كانت ملامحه جامدة ولأول مرة تحس انها داخلة عند مديرها في الشغل مش جوزها ولا حبيبها ، حتى قبل ما يكون في بينهم أي علاقة كانت بتحس بإحساس مختلف عن اللحظة دي .
بصلها بجمود ورجع للاب قصاده : نعم، محتاجة حاجة ؟
ماعرفتش تقول ايه لانها ما توقعتش الجمود ده ، قربت بتردد و وقفت قصاد مكتبه : كنت عايزة أعرف امتى الشركة هتتفتح أبواها ؟
رفع عينيه بصلها باقتضاب : ليه ؟
كشرت وردت بضيق : ممكن تجاوبني ؟
ساب اللي في ايده والتفتلها وكرر سؤاله بحنق : ليه عايزة تعرفي هنفتح امتى ؟ يفرق معاكي في ايه ؟
استغربت واستنكرت لهجته اللي بيكلمها بيها واتكلمت كزوجة مش موظفة عنده : كريم اتكلم معايا بأسلوب أفضل من ده ، أنا مش حابة ده .
ابتسم بسخرية : مش حاباه ؟ امممم للأسف مفيش غيره حاليا ، انتي هنا موظفة وبس واتعاملي معايا على الأساس ده وحتى كزوجة برضه ماعنديش غير الأسلوب ده حاليا .
بتلقائية قطعت المكتب وقربت منه ولسه هتمد ايدها فوقف بحدة وبعد عنها : ما تنسيش ان احنا في المكتب ولسه ماخلصناش من الفيديو الأولاني فلو سمحتي جوا المكتب انتي الباشمهندسة أمل وبس فهرجع تاني وأسألك أول سؤال سألتهولك لما دخلتي نعم ؟ عايزة ايه ؟
حست بوجع ونغصة في قلبها ، معقول هي زعلته منها للدرجة دي ؟ معقول من النهارده هيعاملها زي أي موظفة عنده ؟ انتبهت لما كرر سؤاله بنفاد صبر: أنا مش فاضي عايزة ايه يا أمل ؟
بصتله بعينين مليانين دموع: عايزة أروح عند نونا المستشفى وعلشان كده بسأل هتخلصوا امتى ؟
أخد نفس طويل بتعب وإرهاق ومسك جهاز اللاسلكي كلم حد من رجالة الأمن : ابعتلي حد ياخد باشمهندسة أمل ويخرجها برا الشركة ويوصلها لحد المستشفى عند والدتي وبسرعة .
قفل وبصلها باقتضاب : عايزة حاجة تاني ؟
جت تقرب خطوة بس لف وشه بعيد عنها فاتراجعت وخرجت بسرعة تستنى في مكتبها .
انتبهت من أفكارها على صوت ناهد بتكلمها : عملتوا ايه ؟ جيتي امتى وما صحيتينيش ليه ؟
قامت ومسكت ايدها بابتسامة : طمنيني عنك الأول انتي بخير ؟
هزت راسها بتأكيد وقعدت أمل قصادها تحكيلها كل اللي حصل وناهد بتسمعها باهتمام .
سيف خرج من عند شذى على آخره وسبيدو قرب منه : زي ما قلت هنخليها هنا لحد ما نعرف ناويين على ايه معاها .
سيف بصله بدون رد فقلب نظراته بينهم : تمام ، طالما مفيش رد من أي حد فيكم هفترض انكم موافقين كلكم ، علشان بس محدش يقول أخدت القرار لوحدي بدون ما أرجعلكم ، شذى هتفضل هنا وانتم حاولوا تعرفوا مين عملها الفيديو ده وليه بيساعدها ؟
كريم بصلهم وقال : موبيل شذى فتشته معلهوش اي حاجة تقريبا كانت بتستعمل غيره اما الأجهزة اللي لقيناها في مكتبي ومكتب مؤمن هتتبعها لانها مش بتتباع أصلا في مصر ، هشوف هقدر أوصل لحد ولا ؟
مؤمن بتساؤل : يزيد هيقولنا نتيجة تفريغ كاميرات المراقبة امتى؟
مروان سأله بحيرة : أي كاميرات مراقبة ؟ مش قلتوا جوا المكتب مفيش كاميرات ؟
كريم جاوبه : جوا مفيش لكن برا فيه .
مروان بصله لوهلة بحيرة بعدها علق : هيفيدك بايه تعرف مين دخل المكتب ؟ أكيد مكتبك بيدخله ناس كتير ، معقول هتتهم كل اللي سبق ودخل مكتبك ؟
رد بتوضيح : كل اللي دخل مكتبي في وقت غير وقته أو في وقت محدش موجود فيه ، يعني أكيد وأنا جوا مش هيعمل ده .
مروان حرك راسه برفض ومؤمن كمل : ماقدمناش حلول كتيرة نختار منها فدي فرصة أيوة بعيدة المدى وشبه انها معدومة بس يمكن ( التفت لسيف وسأله) انت ساكت كده ليه يا سيف ؟
رفع راسه بصله بضيق: أنا محتاج أروح ، كفاية كده عليا برا، مروان لو فاضي توصلني ولا آخد تاكسي ؟
مروان جاوبه بسرعة : ولو مش فاضي أفضالك يا سيدي .
ابتسم وسبيدو علق بهزار : بالله عليك يا شيخ ما تقفل موبايلك ، خلينا نقدر نوصلك وإلا هنبعتلك مؤمن
مؤمن رفع ايديه الاتنين باعتراض: لا انسوني أنا خالص أصلا كانوا هيضربوني عنده لما قلتلهم صحوه .
كلهم ضحكوا وسيف علق بتحذير : المرة الجاية هتتضرب فعليا ، أنا مش عايز أشوف وش حد فيكم نهائيا اليومين دول .
مروان بصله بتعاطف : انت مش المفروض هتسافر ؟ ولا
قاطعه بسرعة : مفيش ولا دي ، بكرا آخر النهار مسافر بإذن الله ، المهم هشوفكم بعدين يلا سلام – مشي خطوتين بس وقف وبصلهم – عربية شذى صح اوعى تكون قدام الفندق لحد دلوقتي ؟
سبيدو ابتسم : عيب عليك ودي حاجة تفوتني برضه ، بعت حد معرفة جابها وموجودة عندي ، لا تقلق .
ابتسم وشكره واستأذن منهم يروح بيته لعروسته و مروان مشي معاه يوصله للبيت .
أهل همس وصلوا ، وهي رحبت بيهم وكانت فرحانة بيهم ، سلوى استقبلتهم وحاولت تبرر غياب ابنها بس فاتن علقت بود: حبيبتي كلنا مقدرين الوضع اللي هو فيه مش محتاجة تبرري كل ده وبعدين عارفين ان سيف مش هيسيب همس ويخرج إلا للشديد القوي .
ضحكوا وفضلوا يهزروا شوية مع بعض ، أنس بص لهمس وقال بمرح : إلا انتي حلوة كده ليه النهارده؟
همس ابتسمت بحرج وحاولت تهزر : يا سلام يعني قبل كده كنت وحشة ولا ايه ؟
أنس كشر لانه مااتوقعش تحرجه كده أو تقلب السؤال عليه وأبوه ضحك : أيوة قبل ما تقول حاجة لازم تكون مستعد لأي رد .
أنس بصله بحيرة : لا ما أقصدش ( بص لهمس وحاول يفهمها ) مش حكاية وحشة قبل كده يا هموس بس النهارده بزيادة وبعدين حتى هنود لما اتجوزت بابا احلوت ، بتحلو ليه بقى ؟
هند علقت بابتسامة : علشان انت يا أنوس عينيك حلوة وبتشوف كل حاجة حلوة .
بصلها باستغراب : يعني أنا اللي عينيا حلوة مش انتم اللي حلوين ؟ شوف ازاي ؟
هند كشرت بقلة حيلة : يا واد اسكت بقى .
ضحكوا عليهم وبدر علق : مش هتسلكي معاه أبدا .
أنس ضحك وغير الموضوع : المهم عمو سيف هيجي امتى ؟
همس بهدوء : قرب إن شاء الله .
بدر سأل ابنه : إلا انت بتسأل عنه ليه كل شوية كده ؟
جاوبه ببساطة : يعني واحشني أكيد
بدر بعدم تصديق : واحشك بس؟ ما انت لسه شايفه امبارح طول الفرح
أنس حط ايده على شعره بحرج : يعني وأخليه ياخد معايا ماتش سباحة الأولاني ما اتحسبش .
همس شهقت باستنكار : ايه ؟ ماتش سباحة ؟ وأنا اللي كنت فاكراه بجد واحشك ؟
رد بسرعة : هو فعلا واحشني بس
قاطعته بغيظ: ما بسش يا مصلحجي.
قرب وقعد جنبها وقال بتوضيح: عيب عليكي يا هموس ده أنا بحبك ، وبحب عمو سيف بس ده ما يمنعش اني بحب السباحة برضه فيها ايه ؟ ما ينفعش أحب كذا حاجة مع بعض ؟
عواطف دخلت هي والبنات يضايفوا أهل همس وفاتن لاحظت ان همس مارضيتش تاخد أي حاجة .
سلوى لاحظت نظرات فاتن لبنتها فوضحت : هي رافضة تاكل من غير سيف .
فاتن بصتلها بتعجب : أنا برضه استغربت ليه ما أخدتش عصير مع انها بتحبه ؟ طيب براحتها .
سلوى بصتلها باستغراب لانها توقعت انها هتضغط على بنتها تاكل أي حاجة وفاتن لاحظت انها باصالها باستغراب فسألتها : خير يا أم سيف ؟ باصالي كده ليه ؟
ابتسمت و وضحت : يعني تخيلت هتقنعيها تاكل أي حاجة أنا بصراحة بقنعها من بدري وهي رافضة لدرجة اني أكلتها غصب عنها قطعة جاتوه بالعافية
فاتن ابتسمت و وضحت : والله هي براحتها تستنى جوزها أو لا لكن أنا بحب الزوجين يكون بينهم علاقة خاصة كده ، يعني ياكلوا مع بعض ، يقضوا وقتهم مع بعض ، بحب يعني ما يستغنوش عن بعض ، هو يكون شايل هم انها مش هتاكل من غيره فيجيلها أو يكون عارف انها مش هتعرف تنام من غيره فيكون حريص انه ما يتأخرش ، كده يعني ، يهتموا ببعض فدي قناعتهم الخاصة براحتهم فيها .
همس صفقت بحماس : الله عليكي يا فتون بتقولي حكم .
فاتن كشرت وبصتلها : يا بت اعقلي بقى .
سمعوا صوت عربية فهمس قامت بسرعة : سيف وصل .
سلوى وقفتها بابتسامة: همس دي عربية عز مش سيف .
بصتلها بأمل: بس سيف ما أخدش عربيته أصلا يا ماما ، ممكن يكونوا مع بعض
راحت فتحت الباب بحماس اختفى أول ما شافت حماها لوحده وسيف مش معاه .
عز قرب منها بابتسامة : عروستنا الحلوة اللي نورت بيتنا .
رحبت بيه بحرج واتكسفت تسأل عن سيف بس هو جاوبها بدون ما تسأل : سيف أعتقد مؤمن هيوصله لانهم خرجوا من الشركة مع بعض ، فزمانه على وصول ما تقلقيش .
دخل ورحب بخاطر وبدر وقعد معاهم واندمجوا مع بعض، أما أنس فاستأذن أبوه يروح عند حمام السباحة ولما سلوى حست انه متردد شجعته وبعتت معاه واحدة من البنات تراقبه وعينها عليه .
سلوى طلبت من همس تاخد مامتها وأختها ويطلعوا أوضتها لو حابين يتكلموا براحتهم وبالفعل أخدتهم وطلعوا وأول ما قفلت الباب همس بصتلهم بفضول: عملتوا ايه بقى من غيري امبارح ؟ ماما اوعي تكوني عيطتي زي يوم فرح هند
فاتن بصتلها باستغراب : وهو انتي زي هند ؟
هند ضحكت و همس كشرت وردت باستنكار: ليه بقى إن شاء الله لاقياني قدام جامع يعني ؟
ردت بتهكم : لا يا اختي بس أختك كانت ايدي ورجلي في البيت مش زيك كل شوية ( قلدتها ) أنا ما اتخلقتش للمطبخ ، أنا ما بحبش شغل البيت ، أنا أنا أنا
همس باستفزاز: واديني الحمدلله اتجوزت سيف اهو ومش هيدخلني المطبخ .
فاتن مسكت دراعه بتنبيه : بت انتي اه سيف مش هيدخلك المطبخ بس هيحتاج من وقت للتاني يدوق حاجة من ايديكي وإلا مش هيكونلك لازمة عنده الست لازم تحسس جوزها بالفرق بين حياته وهو عازب وحياته وهو متجوز .
همس ردت ببساطة : ما أنا هنام في حضنه ده مش فرق ؟
أمها ضربت راسها بايديها بحسرة: يا خيبتك في بنتك يا فاتن .
همس كشرت : خيبتك ليه ؟ هو أنا لازم أكون ست بيت يعني علشان يحبني ؟
مسكتها وشدتها قصادها وقالت بجدية: همس ياحبيبتي ده مطلوب وده مطلوب ، اه هو ربنا كارمه بس ده ما يمنعش انه هيفرح بحاجة بسيطة تعمليها وابقي جربي بنفسك، و بعدين يا همس لازم تفهمي ان الحياة مش حب وحضن ولعب بس ، يعني دلوقتي في شوق ولهفة ومشاعر جديدة بتعيشوها انتم الاتنين بس خلي بالك رتم الحياة سريع وشوية ودراستك هتبدأ وهو هيكون ما بين الجامعة والشركة يعني هيكون مطحون فأكيد مش هيرجع يدلع ويطبطب ، يعني حياتك دلوقتي غير بعد شهرين كمان غير بعد سنتين وده لازم تكوني متوقعاه علشان ما تتصدميش بالواقع ، أيوة دلوقتي حضنه حلو وهزاره أحلى ودقات قلبك كل ما بيدخل مكان ، الحاجات دي هتقل وقلبك هيهدا وهيكون الطبيعي انه قدامك ده كمان في ناس ما بتصدق جوزها ينزل الشغل أو يخرج مع اصحابه علشان ترتاح شوية .
همس هزت دماغها برفض وثقة : لا لا يا ماما ، عمري أبدا أبدا ما هوصل للمرحلة دي اني أتمنى خروجه أو أرتاح لما ينزل لا يا ماما .
ردت بتهكم : يارب بس ما تتصدميش لما توصليلها ، المهم طمنيني عليكي أخبارك ايه ؟ وكل أموركم تمام ولا ايه ؟
ابتسمت بحماس: كل حاجة تمام
فاتن بغيظ: أفهم ايه أنا من تمام؟ أخدتي عليه بسهولة؟
بصتلها بتعجب: وهو أنا لسه هاخد عليه؟ ما أنا واخدة عليه أصلا يا ماما
فاتن بصت لهند بنفاد صبر: دي هتفرسني ياهند
هند ضحكت وقالت لهمس بهدوء: القصد يعني ياهمس اتحرجتي من وجودكم سوا كدا يعني
همس بابتسامة: كنت متوترة في الأول أول ما دخلنا يعني هنا بس بعدها سيف ( سكتت شوية وكملت بابتسامة حالمية ) أنا مش عارفة ازاي سيف قدر يخليني أبقى فرحانة كدا ، سيف لمس قلبي يا جدعان ، حاسة اني بقيت …- ماعرفتش تقول ايه فحاولت تعبر بشكل مختلف فقالت باندفاع – هو بقى حتة من روحي نفسها ، كل حاجة بقت جميلة بس مش غريبة اني أتكسف منه وأستخبى فيه ؟
هند جاوبتها بتفهم : لا مش غريبة لانه بيكمل روحك يا همس ، هو أمانك ودنيتك .
أمها كملت : الزوج يا همس بيكون أقرب حد للبنت ، أقرب من أخوها وأبوها وأختها ، هو الوحيد اللي ربنا قال ان مفيش عورة بينهم ، مفيش قيود بينهم ، مفيش أي حواجز هو بيكون قطعة من روحها زي ما قلتي وهي بتكون قلبه اللي بينبض جواه ولو دايما افتكرنا ده هنفضل نحب بعض لآخر العمر .
اتنهدت بإحباط : خليتوني أشتاقله أكتر ما هو واحشني أصلا .
هند ابتسمت: هيجي وبإذن الله مش هتبعدوا عن بعض تاني .
أمنت على كلامها وبعدها ابتسمت بحماس: الصبح صحينا كده شوية بيطمن عليا فقلتله اني أسعد واحدة وكده واني كنت مبسوطة فبيقولي أرضيتي حاسة السمع ارضي بقى حاسة اللمس لانها أهم فـ
فاتن قاطعتها بسرعة : همس همس حبيبتي ( بصتلها باستغراب فكملت) هقولك زي ما قلت لأختك أول ما اتجوزت بدر ، اللي يحصل بينك وبين جوزك يفضل بينك وبين جوزك .
همس استغربت : ماشي بس أنا بحكيلك انتي وهند مش حد غريب يعني .
أمها ابتسمت ومسكت ايدها : ولا أنا ولا هند ، خصوصياتكم جوا أوضة نومكم دي ليكم انتم الاتنين وبس ، ما ينفعش تقوليها لحد أبدا ، عايزة تاخدي رأينا في حاجة ماشي ، عايزة تسألي ماشي لكن تحكي فرحتك وسعادتك وتفاصيل حوارك مع جوزك أو تفاصيل علاقتكم لا وألف لا يا همس اوعي .
همس بصت لهند باستفسار: علشان كده عمرك ما حكيتيلي عن بدر أبدا أبدا ؟
فاتن جاوبتها: وليه تحكيلك عن بدر ؟ بدر يخصها هي وبس ، حركاته ، كلامه ، ضحكه ، هزاره كلهم يخصوها هي وبس .
همس بصت لأمها بمرح: انتي شريرة أوي ( بصت لأختها وقالت بمشاكسة) وانتي سوسة بتسمعي كلامها بالظبط .
هند ضحكت : مش حكاية سوسة بس ده الصح حتى بدر برضه مش بيحب حد يعرف أي تفاصيل عنه غير الظاهر فقط ، كل واحد لازم يكونله خصوصياته مع نصه التاني – وقفت وكملت- هروح أطمن على أنس وانتم كملوا كلامكم وحصلوني .
تابعوها لحد ما خرجت بعدها فاتن كملت : الكلية هترجع وانتي إياك تحكي عن جوزك لصحباتك وتقولي سيف عمل ولا سيف قال ولا جاب ولا راح واوعي تنسي انه دكتور ليهم ولازم يكونله احترامه مش يتخيلوه بيضحك ولا بيهزر ولا بيحب ، تحفظي مظهره ومكانته واحترسي تخلي واحدة تتمناه ليها زي ما عملتي مع خلود ( همس كشرت بس أمها كملت) مش خلود دي كانت صاحبتك بس طمعت فيه لنفسها ؟ ليه ؟ علشان شافت تصرفاته معاكي وسمعت منك أكتر واتمنته ليها هي فخلي بالك ، أما بقى علاقتكم الزوجية ممنوع منعا تاما تتكلمي فيها مع أي حد غير مع سيف نفسه فقط ، حتى أختك ممنوع ، كل راجل مختلف عن التاني وكل واحدة بتتقبل جوزها بعيوبه وبمميزاته بس لما تسمع من دي جوزها ايه وغصب عنها تقارن
ممكن تكره جوزها وتكوني انتي سبب خراب بيتها فخلي بالك يا همس مش هتكلم معاكي تاني في الأمور دي ، سيف ليكي انتي وبس وكل اللي يحصل جوا الأوضة دي يفضل جوا الأوضة دي وخلي بالك من أمه وأخته بلاش تحسسيهم انه بيحبك انتي أكتر أو بيهتم بيكي وبمشاعرك أكتر حتى لو ده صح ، حافظي على علاقته بأمه وأخته ، انتي شوفتي امبارح ازاي رقص مع أمه وكأنها حبيبته مش أمه فده معناه انهم قريبين من بعض اوعي تبعديهم عن بعض ، فهمتي يا همس ؟
هزت دماغها بابتسامة صافية : فهمت يا ماما .
فاتن حضنتها بابتسامة : ربنا يسعدك يا قلبي معاه
ملك وصلت بيتها ودخلت أوضتها وبتحاول تفسر صمت نادر بعد ما سألت سؤالها ، ليه ماجاوبهاش على طول وقالها لا يمكن يتخلى عنها مهما يكون التمن ؟ ليه ماقالش ان محدش هيقدر يفرق بينهم ؟ ولا ممكن أهله يقدروا يفرقوا بينهم ؟
دموعها نزلت واتفاجئت بيهم فمسحتهم بعنف ، هل الزمن اداها الحب ده علشان أول ما تتعلق بيه وحياتها تقف عليه ياخده منها بعنف ؟ هل نصيبها تعيش وحيدة عمرها كله ؟ هل هيجي اليوم وتعيش مبسوطة في حضن نادر ؟ هل هيجي يوم وتكون زي أختها أو أخوها ليها بيت خاص وأسرة خاصة وحياة خاصة ؟ ولا دي مجرد أمنيات وهتفضل أمنيات ؟
موبايلها رن فبصتله بفتور لكن لمحت اسمه فمسكته بسرعة بس اترددت ترد عليه ، هيقولها ايه ؟ هيعتذر ؟ طيب المرة اللي فاتت وأنقذه منها الحالة الطارئة اللي وصلت واستدعوه ولولا سمعت استدعاءه بنفسها من خلال مكبر الصوت كانت افترضت انه بيهرب ، بس مش يمكن هيجاوب دلوقتي على سؤالها ؟ مش يمكن هيريح قلبها وعقلها ؟
ردت عليه بصوت مخنوق من العياط : أيوة يا نادر .
لاحظ صوتها فقال بقلق: في ايه مالك ؟ انتي بتعيطي ؟
أخدت نفس طويل وردت بضيق : هعيط ليه ؟ بس كنت تعبانة وهنام شوية .
قال بعدم تصديق: هتنامي حتى لو قلتلك تعالي نتغدى مع بعض ؟ أنا ما فطرتش لحد دلوقتي حتى ، تعالي ناكل أي حاجة في أي حتة ونتكلم شوية ، محتاج بعد يوم طويل ومتعب زي ده أكون معاكي .
ردت بيأس : ولحد امتى هتكون معايا ؟
حس بيها وبخوفها وبحزنها فهمس بحب: لحد آخر لحظة في عمري يا ملك ، لحد آخر نفس ، محدش هيبعدنا عن بعض ومحدش هيقدر يشيل حبك من قلبي فاطمني وطمني قلبك .
قلبها كان بينبض بعنف مع كل كلمة بينطقها وكل حرف ، غمضت عينيها وسمحت لدموعها اللي خانقاها ينزلوا وهو فضل ماسك الموبايل بيعصره بايده واتمنى لو هي قدامه فقال برجاء : ملك عايز أشوفك أرجوكي انزلي ، أنا هاجي عندك وأول ما أوصل هكلمك .
قفل بدون ما يستنى إجابة وهي فضلت مكانها بتدعي بقلبها انه يكون صادق ويقدر ينفذ كلامه ده .
سيف قاعد مع مروان في العربية في جو صامت ، شوية ومروان ما اتحملش الصمت ده وشرود سيف فحاول يتكلم : إلا بقولك
سيف بصله بهدوء: قول
كان عايز يسأل عن هالة بس ماعرفش يقول ايه فحاول يبدأ أي كلام في الأول : انت هتسافر بكرا فعلا ؟
استغرب سؤاله: هو انت مش لسه سائلني السؤال ده من شوية ولا أي رغي والسلام ؟
ابتسم ورد بصراحة : أي رغي والسلام فعلا .
سيف بص لبره بحنق: دماغي مش متحملة أي رغي والسلام دلوقتي .
مروان سكت ورجع سأله: متضايق ؟
بصله باستغراب : متضايق من ايه بالظبط ؟ من الوضع اللي احنا فيه ؟ ولا من شذى ؟ ولا من أبويا اللي سمح لعصام يدخل حياتنا ؟ ولا من نفسي اني سافرت كل الفترة اللي فاتت دي ؟ ولا اني اضطريت يوم صباحيتي أسيب عروستي لوحدها وأنزل ؟ ولا من ايه ولا ايه ولا ايه ؟ حاول تحدد يا مروان لان حاليا في جوايا نار مش عارف أطفيها ولا أسيطر عليها هي بتكبر شوية شوية وبس وكل ما بفتكر انها اتطفت شوية ألاقي هوا صغيرين بيشعللوها من تاني – بصله وقال بحزن- فحدد متضايق من ايه بالظبط ؟
مروان اتفاجئ بكمية الوجع اللي حسه من إجابة سيف وماعرفش يقوله ايه بس لازم يخفف عنه فقال بهدوء: ارتباطك بهمس ماخففش كل الوجع ده يا سيف ؟
بصله بغضب مكبوت : ارتباطي بهمس ؟ مروان أنا من يوم ما خطبت همس بشكل رسمي واحنا بنقع من حفرة للتانية ، محاولة قتلي وتزييف موتي ، محاولة قتل همس بعدها ، ودلوقتي الفيديو ، والشركة ، فين همس دلوقتي ؟ فين أنا ؟ أنا حرفيا ما بلحقش أفوق أو آخد نفسي أنا أو هي ، حاسس ان البنت دي أنا دمرت حياتها بحبي ليها ، جريتها من عالم بسيط كانت مبسوطة وفرحانة بيه لدنيا أو لا لغابة متوحشة البقاء فيها للأقوى وعلشان تعيش لازم تفضل تحارب طول الوقت .
مروان بصله بذهول : سيف بلاش تدخل للسكة دي في تفكيرك ، همس أعتقد لو الزمن رجع بيها من تاني بكل اللي حصل ده هتمشي نفس الخطوات دي تاني واسألها هتلاقيها بتختار حبك ألف مرة ومرة وأراهنك على ده ، الحب ما بيجيش رخيص أبدا وما بيجيش بسهولة وما بتحافظش عليه ببساطة لازم تتعب ولازم تراعيه ولازم تهتم بيه ولازم تحارب علشانه وأعتقد
التمن ده بندفعه بسرور كمان وبيتنسي بحضن أو بضمة أو ده اللي بحب أفكر فيه ، أو انت قولي هل ليلة في حضن مراتك ما تساويش كل تعب السنة اللي فاتت دي ولا ما تستاهلش ؟ انت جاوبني .
سيف بصله وكانت الإجابة بسيطة وواضحة وضوح الشمس هو مستعد يدفع عمره كله قصاد ليلة أو الكام ساعة اللي قضاهم في حضنها ، مستعد يحارب عمره كله طالما هيرجع بيته يلاقيها ويضمها لقلبه .
مروان شاف ملامحه وابتسامة خفيفة ظهرت واختفت ، اكتفى بدي إجابة واترسمت قدامه صورة لهالة ، بيتمنى لو يجي دوره ويعيش الحب اللي يستاهله .
كريم راح المستشفى ومؤمن راح يجيب مراته وابنه الأول من بيت أبوها .
كريم اتردد قبل ما يدخل عندهم بس بعدها خبط خبطة خفيفة واستنى أمل فتحت الباب ، اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة فيها كلام كتير بعدها هو قطعها بسؤاله : نونا صاحية ؟
فتحت الباب أكتر : اه اتفضل .
دخل وبنظرة ناهد فهمت انهم زعلانين من بعض ، قعد جنب والدته ومسك ايدها بابتسامة : طمنيني عليكي يا ست الكل عاملة ايه ؟ أحسن دلوقتي ؟
ابتسمت وحطت ايدها على خده ومشت ايدها على خطوط وشه المرهق : أنا أحسن بس انت محتاج تنام يا كريم ، محتاج ترتاح يا حبيبي ، ان لبدنك عليك حقا .
مسك ايدها من على خده باسها وابتسم : أنا كويس اهو مالي ، وبالليل هنام ما تقلقيش المهم دلوقتي انتي طمنيني عليكي بجد
طمنته وبصت لأمل اللي قعدت بعيد في ركن وبصتله بشك: انتم زعلانين ليه من بعض ؟ مش بحب أتدخل بينكم بس برضه مش بحب أشوفكم كده
كريم بص ناحية مراته وبعدها بص لناهد وقال باقتضاب: أمي كلنا مضغوطين وأعصابنا مشدودة لكن مش موضوع زعل .
أمل بصتله بحزن وتابعت كلامهم بصمت
ناهد هزت جبهته بصباعها وقالت بهزار : حُسِبت عليك كذبة يا كريم يا مرشدي ، أنا بعرف زعلكم وخصامكم من نظرة عيونكم يا حبيبي ، اه بعمل نفسي مش واخدة بالي وبسيبكم براحتكم بس
ابتسم وقاطعها : ما بسش اعملي برضه مش واخدة بالك المرة دي كمان .
بصتله بتأثر : اوعو تكونوا بتلوموا بعض على اللي حصل ، أو على الفيديو ، كريم محدش فيكم غلطان ولا حد
قاطعها بجدية: أمي أمي حبيبتي اهدي ، احنا اه الفيديو مضايقنا وحارق دمنا بس لا مش مزعلنا من بعض ، أو مش ده السبب علشان ما أبقاش بكدب عليكي ، الفيديو مالهوش علاقة .
ناهد بصتله بتأثر وبصت لأمل ومن نظرات الاتنين فهمت ان كريم اللي زعلان من أمل .
أمل وقفت بابتسامة مصطنعة: أنا ما صليتش العصر هروح أصلي في مصلى السيدات اللي برا .
انسحبت وسابتهم يتكلموا براحتهم أما ناهد فاستنتها تخرج بعدها بصت لابنها بلوم : انت زعلان منها ليه ؟ عملتلك ايه المسكينة دي ؟
بصلها باستنكار : مسكينة ليه ها؟ انتي ليه دايما بتاخدي صفها حتى لو غلطانة ؟ أمي ! حبي مرات ابنك اه واعتبريها بنتك بس أرجوكي بلاش تيجي عليا أنا .
جه يقوم بس مسكت دراعه و بعدها مسكت وشه بايديها الاتنين بحنان : انت ابني الوحيد يا كريم ، ماخلفتش غيرك وربنا ما أنعمش عليا غير بيك ، وسعادتك فوق الكون كله ، أنا مستعدة أضحي بالدنيا وما فيها قصاد سعادتك انت وبس .
بصلها بحزن : يبقى ما تيجيش عليا وتضغطي عليا أرجوكي ، وخصوصا لما نختلف أنا وأمل بلاش تيجي في صفها ، وكمان مش عايزك في صفي ، خليكي حيادية .
ابتسمت وربتت على خده : هسألك سؤال تجاوبني عليه بمنتهى الصراحة .
بصلها بترقب لسؤالها فسألته بجدية: انت بتكون مبسوط أو مرتاح وانت زعلان مع أمل ؟
استغرب سؤالها وجاوب بدون تفكير : أكيد لا طبعا .
هزت دماغها بتفهم وسألته تاني : طيب بتكون حاسس بايه ؟ اوصفلي إحساسك .
اتنهد بحزن: بحس ان الدنيا كلها ضاقت عليا بالرغم من وسعها وبحس اني لا عارف أروح لمكان ولا أروح لحد لوحدي تماما – كمل بوجع – وكأن الكون كله بقى هي وبس ( بصلها باستغراب ) على الرغم من ان واحنا مش زعلانين بتكون عادي ، عادي أسيبها ، عادي أنشغل بشغلي وخروجي واصحابي ومشاكلهم وممكن أهملها هي تماما كمان لكن لما بنزعل كل ده بيختفي وما بشوفش غيرها هي بس وده اللي بيجنني .
ابتسمت وقالت بعتاب : طيب وازاي عايزني أقف أتفرج عليك ؟
رفع عينيه ليها بعد فهم فوضحت : حبيبي وانتم متصالحين قلبك بيكون مطمئن ومرتاح انك وقت ما هتروح بيتك وتدخل أوضتك هي هتقابلك بحضن مفتوح وهترمي هموم وتعب يومك كله في حضنها وده بيكفيك ، ابنك ومراتك في حضنك بتكتفي بيهم بالدنيا بحالها فعلشان كده بتهتم بشغلك واصحابك ومشاكلهم وكل العالم اللي حواليك ، لكن لما بتزعلوا كل ده مش بيكونله معنى؛ لانك من جواك عارف و واثق ان الحضن اللي هترمي نفسك فيه آخر اليوم مش موجود فهمومك ومشاكلك ومشاغلك هتاخدها معاك ، مفيش وصلة الراحة اللي بتدعمك وبتديلك طاقة تكمل وتبدأ يوم جديد ، هي دي ببساطة أمل فأنا يا حبيبي لما باخد صفها الصراحة مش باخد صفها أنا باخد صف ابني حبيبي ، علشان نظرة السعادة والراحة ما تختفيش من عينيه وأشوف الحزن والهم فوق كتافه ، طالما الموضوع بسيط ومحدش فيكم غلط في التاني غلط لا يغتفر يبقى الموضوع بسيط وكل اللي بعمله اني بديلك وجهة نظر تانية وانت علشان من جواك مش حابب الزعل ده يستمر بتصالحها وهي بتقدر ده وبتحطك جوا عينيها أكتر .
كريم بصلها ومقتنع بكلامها ويمكن يكون مبسوط بيه بس حاليا مش عايز ولا مستعد يصالحها فقال بهدوء: أمي ماشي كلامك حلو بس بلاش تتدخلي المرة دي أو تهديني ناحيتها .
استغربت : طيب ليه عايز تفضل زعلان ؟ فهمني ومش هتدخل حاضر .
اتنهد وقام بعيد عنها وفضل واقف قصاد الشباك لفترة وهي ماحبتش تضغط عليه يتكلم لحد ما هو اتكلم لوحده بحزن : أمل بتهرب من أي مشكلة وأي حاجة تقابلنا ، رد فعلها الأول هو الهروب وده مابقيتش متحمله منها ، اه كنت زمان بتقبله وبسيبها براحتها وبصالحها كمان لكن دلوقتي ( بص لأمه وقال بصراحة) دلوقتي عندنا ابن فلو مش هتفكر فيا أنا تفكر فيه هو ، تعمل حسابه هو ، أمي اي مشكلة ، حرفيا أي مشكلة بتقابلنا أول حاجة بتخطر على بالها تروح بيت أبوها وكل مرة بمنعها أو بسيبها تهدا أو بصالحها بس المرة دي مختلفة وما تسألينيش مختلفة ازاي بس من جوايا مصدوم فيها لاني مااتوقعتش أبدا انها تفكر كده ( بصلها باستنكار) أمي احنا بنواجه كارثة حرفيا ومحتاجين كل مساعدة ممكنة من كل حد حوالينا ولو هي مش هتدعمني في كارثة زي دي كزوجة تدعمني كفرد في الشركة ليها وضعها وليها مكانتها وليها أهميتها ، لكن هي عملت ايه ؟ عيطت وهروح بيت أبويا ، فهنا مع احترامي ليكي يا أمي ومع حبي ليها وعشقي مش بس حبي مش هقدر أسامحها
فلو أمل مش هتكون الزوجة اللي أكون واثق تماما اني لو وقعت هتشيلني وهتدعمني وهتكون جنبي بكيانها كله فأنا للأسف بقولك اني اخترت غلط .
ناهد شهقت بصدمة : انت بتقول ايه ؟ كريم ؟
بصلها بألم: بقول اني فقدت الثقة فيها ، هعمل ايه بزوجة بتحبني وأنا مبسوط وماعنديش مشاكل ؟ لكن وقت الأزمة بتنط من المركب وتهرب ؟ لو جرالي حاجة أو تعبت أو لأي سبب لا قدر الله خسرنا الشركة أو خسرت صحتي هل أمل هتدعمني ؟ ولا هتقولي أنا في بيت أبويا لحد ما تعدي أزمتك زي ما قالتها المرة دي ؟
قرب من أمه المصدومة من تفكيره وقعد قصادها والمرة دي هو اللي مسك وشها وكمل بصدق : أنا بحب أمل وحياتي من غيرها مالهاش معنى بس لو هي مش هتكون شريكة حياتي في الصعبة وفي الأزمات يبقى مالهاش لازمة المكانة اللي حاططها فيها، فأرجوكي يا أمي أرجوكي المرة دي ما تتدخليش بينا وخليكي حيادية وخلينا نشوف أزمتنا دي هتوصلنا لفين ؟ ( ابتسم وكمل ) عاصفة جديدة يا هنعديها زي كل مرة يا هنعيد ترتيب الحسابات.
باس خدها وقال بابتسامة: كل اللي مطلوب منك تفضلي بخير وجنبي وصدقيني ده بيقويني فوق ما تتخيلي .
حضنته وهو غمض عينيه في حضنها اللي مهما كبر لا يمكن يستغنى عنه .
أمل برا سامعة كل كلمة لانها راحت لقت المصلى مقفول فرجعت على طول وسمعت كل كلامهم ، مصدومة ان تفكير كريم وصل للدرجة دي ، دموعها نازلة مسحتهم وهي عقلها متوقف عن التفكير ، ازاي بيفكر انها ممكن تتخلى عنه أو تسيبه ؟ هي بس فكرت كده علشان خافت حد يستغل وجودها ضده لكن عمرها أبدا ما هتتخلى عنه أو تبعد عنه أو تسيبه ، معنى كلامه انه ممكن يسيبها ! ازاي بجد بيفكر يسيبها ؟ وهل ممكن الزمن يفرقهم وكل واحد يروح في طريق ؟ أنفاسها اتوترت ولقت نفسها بتنهج ودموعها بتنزل أكتر لانها لا يمكن تقدر تعيش ولو يوم واحد بس وهي مش مرات كريم أو مش في حياته .
بعدت عن الأوضة وقعدت على أقرب مقعد لقته تعيط بهدوء وتفكر ازاي هتعدي العاصفة دي بأقل الخساير ؟
مؤمن وصل عند نور ودخل عندها سلم على ابنه وباسه هو وابن كريم ، كانوا قاعدين مع بعض الاتنين بيلعبوا بهدوء .
قعد جنب نور فبصتله : روحت لنونا ؟
نفى بهزة من راسه وهو بيناول إياد لعبة بعيدة عنه ، بعدها بصلها : كريم عندها وأمل هناك فقلت خليه يروحلها الأول ويتكلم هو وأمل ، حاسسهم شادين شوية .
نور علقت بحزن : أمل كانت عايزة تمشي لبيت أهلها .
بصلها بضيق: أمل دايما ده أول تفكير بيجي في بالها انها تمشي وللأسف ده غلط .
نور اعترضت : بس عمي حسن طردنا وأعتقد قرار زي ده كان واجب ناخده .
بصلها باهتمام ومسك ايديها : نور عمي حسن ما طردكمش أبدا و
قاطعته وهي بتشد ايدها بغضب : اتصل ببابا يجي ياخدني من بيته .
مسك ايدها شدها وقال بلوم : ما تشديش ايدك بالشكل ده تاني من ايدي
كشرت ولفت وشها بعيد فضغط على ايدها بتعجب : بكلمك ؟
بصتله بإصرار: مؤمن أنا اتطردت من بيتك ومن الشركة وروحت النهارده علشان خاطر نونا بس .
بصلها باستغراب : قصدك ايه ؟ انتي مش هتروحي معايا دلوقتي ؟
بصت لابنها وقالت بتردد: مش هقدر أنا آسفة .
مسك وشها رفعه بصدمة: نور
بصت لعينيه برجاء : مؤمن بلاش تضغط عليا أرجوك ، طيب خليك انت معايا هنا مكاننا مش هناك ، انت وكريم هتفضلوا طول العمر أخوات بس مش لازم بيت واحد ، خلينا ننفصل بحياتنا .
مؤمن باستنكار: نور لو حسيت للحظة واحدة ان وجودنا مش مرغوب فيه مش هستنى تقولي ده أبدا ، وقرار زي ده حتى لو فكرت في يوم من الأيام آخده أكيد مش هيكون في توقيت زي ده أبدا .
بصت حواليها وردت بحنق : مؤمن ده كان بيتنا ، ده اللي احنا فيه هنا ليه سيبته ؟ ليه أجبرتنا نروح هناك ، أنا متهيألي من حقي يكون ليا بيت خاص بيا .
بصلها بذهول : ما انتي عندك بيت خاص بيكي يا نور ، الملحق بتاعك لوحدك ومحدش بيشاركنا فيه ومش صغير ولا وحش ولا
قاطعته بضيق: ماقلتش انه صغير أو وحش وممكن أعيش معاك في أوضة وصالة ما يهمنيش بس يا مؤمن احنا على طول معاهم وفي بيتهم مش فيه وبعدين ده برضه بتاعهم .
اعترض : هي من امتى اللهجة دي ؟ بيتهم وبتاعهم و كل ده طلع امتى ؟ احنا عايشين ومبسوطين كل ده جه امتى ؟
بصتله بغيظ : جه لما لقيت أبويا جاي ياخدني بعد اتصال حسن المرشدي له وآسفة يا مؤمن مش هقدر أرجع معاك ، بص أنا كنت ضد أمل لما قالت المفروض نمشي وعارضتها وحتى قلتلك انت الكلام ده وفضلت في حضنك لكن اني ألاقي بابا جاي ياخدني من بيته ( جه يعترض بس ماسابتلهوش فرصة وقالت بعناد ) لانه بيته يا مؤمن مش هنضحك على بعض ودي شركته ، بعدين هو ما اتصلش ليه بأبو أمل ليه اتصل بأبويا أنا بس ؟
ماردش عليها بس هي كملت بابتسامة متهكمة: عارف ليه ؟ لانه لو اتصل بأبو أمل كان هياخدها ويمشي بجد وهيبقى زعل بجد سواء من أهل أمل أو من كريم نفسه ضد أبوه لكن أنا عادي ، خالد صاحبه وهيقدره وخصوصا لما يكلمه من ناحية الشغل والشركة والمجموعة ومؤمن عادي ابني اللي بيربيه ولو فتح بوقه بكلمة هقوله الكلمتين المعتادين انت زيك زي كريم ومش بتكلم في السكة دي فماتاخدش الكلام للسكة دي ويقفلوا عليك أي حوار ، أنا آسفة يا مؤمن مش هقدر أرجع معاك .
مؤمن بيسمعها وللأسف الكلام لقى صدى عنده لانه وجعه جدا اتصال حسن بأبو مراته ، هو اه حاول يتجاهل ده بس مراته مش هتتجاهله وزي ما هي قالت ده بيته ودي أقل حقوقه .
بصلها بصمت وبحزن وبعدها بص قدامه لابنه وهي قربت منه حضنت دراعه وسندت راسها على كتفه بحب : يعلم ربنا أنا محتاجة لحضنك قد ايه يا مؤمن ( بصلها فكملت بعناد) بس مش هقدر أروح معاك هناك فأرجوك خليك معايا النهارده هنا .
أخد نفس طويل ورد بحزن : أخليني معاكي هنا ؟ وبعدين ؟ ولامتى ؟ نور مش هينفع .
همست بنبرة مغرية : طيب وأعمل ايه لو جوزي واحشني ؟
اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة مليانة شوق وحب ورغبة وهي كملت بهمس : طول الوقت في فرح سيف وأنا عيني عليك ومستنية ليلتنا لما نروح البيت ونعيش ذكرى ليلة فرحنا من تاني ، كنت بحلم بليلة … بس للأسف كل ده حصل بس لسه مستنية نعيش ذكرى الليلة دي .
أخد نفس طويل لان ده نفس تفكيره ونفس اللي بيتمناه ، حط دراعه حواليها ضمها وبيحاول يفكر في أي فكرة بس عقله مش مطاوعه .
مرة واحدة وقف : أمك فين ؟
استغربت : أمي خرجت مع بابا ومعرفش راحوا فين ؟
كشر وسأل : طيب مين هنا ؟ انتي لوحدك ؟
وقفت قصاده : طيب فهمني بتفكر في ايه ؟
مسك ايدها بإصرار: جاوبيني ، ملك فين طيب ؟
جاوبته : فوق في أوضتها بس تقريبا هتخرج .
مؤمن بصلها : مش لازم تخرج (نادى بصوته ) ملك يا ملك
استغربت وحاولت تفهم منه بس ملك خرجت وبصتلهم من فوق بتعجب: خير في ايه يا مؤمن بتنادي ليه كده ؟
بصلها: هاخد نور ورايا مشوار مهم خليكي مع الولاد لو سمحتي .
ملك لسه هتعترض : بس أنا
قاطعها بابتسامة: علشان خاطري يا ملك معلش لو مش ضروري مش هطلب منك ، اوك؟ متشكر ليكي جدا ومش هنسالك الجميل ده سلام .
لسه هترد أو هتعترض بس راح شد نور من ايدها وسط استغرابها هي وملك وأخدها وخرج .
ملك واقفة مذهولة مش مستوعبة انه سابها بالفعل لوحدها مع الولدين الاتنين .
نزلت وهي مصدومة و وقفت مرة واحدة افتكرت نادر اللي هيجيلها ، موبايلها في جيبها طلعته تتصل بأختها بس لقت الموبايل بيرن جنبها ، نفخت بضيق وكانت هتتصل بمؤمن بس اتراجعت وقعدت مكانها بتبصلهم الاتنين وهما بيلعبوا بهدوء وبيضحكوا ، أخدت نفس طويل وقررت تفضل معاهم ؛ مش شرط كل ما نادر يكلمها تسيب الدنيا كلها وتخرج ، أختها احتاجتها وهي هتساعدها .
سيف وصل عند همس اللي أول ما سمعت صوت عربية تانية وقفت بسرعة وقالت بلهفة : المرة دي أكيد ده سيف .
سلوى علقت علشان ما تحبطش تاني لو مش هو : أو ممكن تكون آية يا همس
همس بالفعل كشرت وسلوى اتعاطفت معاها فقالت بابتسامة : طيب روحي شوفي يارب يكون سيف .
ابتسمت تاني وخرجت تشوف مين وأول ما شافت سيف بيخرج من العربية و بدون تفكير جريت عليه اتعلقت في رقبته ، هو كمان أول ما شافها راح عليها وشالها باشتياق.
همست بحب: وحشتني وحشتني وحشتني .
ضمها لقلبه وهمس بلهفة : وانتي كمان فوق ما تتخيلي .
مروان اتحرج وحمحم فسيف نزل همس بالراحة بس ما سابهاش وفضلت في حضنه وبصله .
مروان ابتسم : هشوفك بعدين عايز أي حاجة مني ؟
سيف ابتسم : لا متشكر يا مروان ما أتحرمش منك .
ابتسم : مبروك ليكم انتم الاتنين ربنا يسعدكم .
أمنوا على كلامه واتحرك فهمس قالت بمغزى : هالة بتسلم عليك .
بعد ما كان هيركب عربيته بصلها بلهفة : بجد ؟ هي قالتلك ؟ انتي كلمتيها ولا هي كلمتك ؟ ولا
قاطعه سيف بمرح : ايه هو ده؟ ماكانتش جملة من باب الذوق ، اتكل على الله يا ابني .
مروان بص لهمس و مستني إجابة منها فضحكت وعلقت : كلمتها وسألتني شوفتك ولا لا بس كده وقالت لو شوفتك أبقى أسلملها عليك و اتحدتني اني مش هقولك فافتكرت دلوقتي وبعتلك سلامها ، بس كده جاوبتك ؟
ابتسم ابتسامة واسعة : جاوبتيني وربنا يخليكي يارب واوعي تبقي ندلة زي جوزك الندل ده اللي لسه موصله وبدل ما يشكرني بيقولي اتكل على الله .
همس افتكرت وقالت لسيف بهمس: سيف الشوكولاتة
بصلها بعدم فهم فوضحت: قوله عرفنا انه أكل من الشوكولاتة بتاعتي
ضحك وبص لمروان : انت أكلت من شوكولاتة همس ليه ياعم ؟
مروان بصله بذهول: انتم لاحظتوا؟
همس ردت بتذمر: طبعا دي ناقص منها اتنين
سيف أكد بمرح: يعني كمان مش واحدة لا اتنين
مروان رد ببرود: واحدة ليا وواحدة لهالة بلاش ظلم
همس شهقت بذهول وسيف رد بضحك: انت بتثبتها بالشوكولاتة بتاعة مراتي كمان؟
همس كملت بتذمر : قولوا للي أكل الحرام
سيف ضحك جامد ومروان بصلها باستنكار: كل ده علشان شوكولاتة ؟! ما تحاسبوني بالمرة ياعالم بخيلة
ضحكوا كلهم وسيف رد باستفزاز: طيب يلا اتكل على الله ده ايه الرخامة دي ؟
همس اتحرجت وبصت بعيد ومروان شاور بإيده ورد قبل مايركب عربيته : ماشي يا عم سلام .
سيف وقفه : مروان
بصله باستفهام فابتسم وكمل بامتنان : متشكر يا عم
مروان ابتسم وركب عربيته ومشي والاتنين تابعوه لحد ما اختفى بعدها سيف بص لهمس وضمها بقوة : وحشتيني بجد وفوق ما تتخيلي ، اوف كان يوم طويل ورخم .
حطت ايديها الاتنين حوالين رقبته بابتسامة: ما تتخيلش فعلا اليوم ده كان ممل ازاي ؟ أنا أصلا مستغربة ازاي كنت عايشة قبلك ؟
ابتسم ولف ايديه حوالين وسطها: تقريبا ماكناش عايشين يا همس ، كانت أيام شبه بعض وبس المهم وحشتيني بجد
ضحكت بمرح : أعمل ايه يعني ؟
بص حواليه ماكانش في حد فباسها بخفة اتحولت لعنف بسرعة فبعد عنها وقال باشتياق: تعالي نطلع أوضتنا هنا مش هينفع .
أخدت نفس طويل قبل ما تقدر ترد عليه : بابا وماما والكل جوا.
كشر وبص حواليه : مفيش عربيات راكنة انتي بتشتغليني يا بت ؟
ضحكت : لا الكل جوا .
بصلها بعدم تصديق : انتي نصابة
جريت وهو وراها مسكها بسرعة وشالها على كتفه وهي بتعترض بصوت واطي : سيف الكل جوا بجد .
دخل وقفل الباب وراه ويادوب خطوة و اتفاجئ فعلا بالكل موجود ، لوهلة فضل جامد مكانه لحد ما هي اتحركت بخجل: سيف نزلني .
انتبه هنا ونزلها ببطء وحمحم ودخلهم بملامح عادية و كأن شيئا لم يكن وسلم عليهم وسط ابتساماتهم وخجل همس ، رحب بيهم كلهم وبعدها قعد وهمس قعدت على دراع الكرسي بتاعه جنبه .
خاطر أول حد سأله باهتمام : ايه الأخبار في الشركة ؟ في جديد ؟ وصلتوا لحد معين ؟
سيف بصله بأسف : لا للأسف لسه ، مالقيناش أصلا أي أجهزة في شركتنا بس في شركة كريم المهم دلوقتي أنا جعان ( بص لأمه وسألها ) فين الأكل ؟ مفيش سفرة ليه جاهزة ؟
ردت بابتسامة : انت قلت انك جاي نحضر السفرة ؟ لحظة وهتجهز .
همس سألت خاطر بمرح: عملت ايه من غيري يابابا امبارح ؟
ابتسم ورد بمداعبة: نمت طبعا
بصتله بذهول وكلهم ضحكوا وسيف رد: ايه ده هي مش بتنيمك ولا ايه ياعمي؟
خاطر بابتسامة: بهزر طبعا ومش مصدق انها مش هتروح معانا
همس بسعادة: ربنا يخليك ليا يابابا
بدر بمرح: خدها معاك ياعمي لو عايز سيف مش هيمانع
سيف باستنكار: سيف مين اللي مش هيمانع؟ وياخد مين ؟ خلاص كان زمان وجبر
همس بمرح: بطلوا خناق عليا ياجماعة مش كدا الله
فاتن بتهكم: مايعرفوش اللي فيها
همس رفعت حاجبها بغيظ: انتي مش أمي – بصت لسيف واشتكتله بتذمر- بقولها اوعي تكوني عيطتي عليا زي هند لقيتها بتقولي هو انتي زي هند؟ ينفع كدا؟
رد بابتسامة : لا ياحبيبتي طبعا ماينفعش بس سيبيها بكرا تعرف قيمتك وبعدين كفاية ان أنا ما أقدرش أستغنى عنك
همس ضمت رقبته بمرح: يخليك ليا ياناصفني
فاتن بتهكم: ماتبقاش تيجي تشتكي
سلوى بابتسامة: ربنا مايجيب شكوى أبدا
ردت بابتسامة: يارب
سيف بص حواليه وبص لبدر : الواد أنس فين ؟
بدر ابتسم : عند البسين أكيد .
همس جاوبته : مستنيك تتسابق معاه .
ضحك و وقف : أنا رايح أشوفه طيب هو له عندي مسابقة مش عارف امتى بس مش ناسيها .
اتحرك و بعدها وقف بص لهمس : ما تيجي معايا
وقفت بسرعة بسعادة ومسكت ايده وهو بصلهم بابتسامة : هجيب أنس وآجي نتغدي كلنا مع بعض .
خاطر اعترض : احنا هنتكل على الله وانتم اتغدوا براحتكم مع بعض .
سيف بص لحماه : مش هرد عليك يا حمايا العزيز وهسيب لأبويا الطلعة دي ( بص لأبوه وقاله ) اتكلم انت ها؟
عز ابتسم : روح هات أنس تكون السفرة جهزت وسيبه عليا .
سيف أخد همس وراحوا ناحية البسين وهي ماسكة في ايده فقالتله : سيف ؟
بصلها فاتكلمت بحرج : أنا من شويتين مامتك كانت عايزاني آكل ورفضت
استغرب : طيب وفيها ايه عادي
بصتله و وقفت فوقف قصادها وحكتله اللي حصل
رفع وشها ورد بعتاب : انتي ازاي أصلا ما فطرتيش من الصبح يا همس ؟ وليه فضلتي كل ده بدون أكل ؟
بصتله وجاوبت ببساطة : ازاي آكل أول مرة هنا من غيرك ؟
ضمها لقلبه باعتذار: حقك عليا أصلا اني اضطريت أسيبك وأنزل بالشكل ده ، وأكيد ما ينفعش تكسفي ايدها وكان المفروض فطرتي على الأقل يا همس مش تفضلي لحد دلوقتي بدون أكل .
دفنت نفسها في صدره أكتر بشغف: مش عايزة آكل من غيرك ولا أقعد من غيرك ومعرفش يا سيف بس الدنيا كلها مالهاش طعم من غيرك يا حبيبي .
ضمها أكتر وقال بعشق : ربنا ما يحرمني منك أبدا يا حبيبي ، خلينا نجيب أنس وندخل ناكل .
راح لأنس وهزر معاه شوية وقاله انه مش ناسي اتفاقهم وان أول ما يرجع من السفر بإذن الله هيعوضه عن كل المرات اللي فاتت .
دخلوا يتغدوا كلهم مع بعض وخاطر كان مصمم يمشي بس الكل رفض فاتغدوا مع بعض كلهم في جو مرح
سيف بيحط الأكل في طبق همس ومهتم انها تاكل والكل متابعهم بابتسامة ودعوات صامتة ان ربنا يسعدهم
هند أكلت قليل وشبعت فسلوى علقت باستنكار : كدا غلط ياحبيبتي لازم تاكلي علشان البيبي يكون كويس وماتتعبيش
ردت بابتسامة: باكل على فترات ياطنط بس شكل البيبي هيطلع متعب من أولها
بدر بمرح: شكله هيطلع لخالته
همس بصتله بتذمر: ومالها خالته بقى دلوقتي؟
سيف بضحك: يعني البنت كافية خيرها شرها وبتاكل في صمت أنا مش مسئول بقى لو ردت مش هتسد قدامها
فاتن بتهكم: مش عارفة طالعة لمضة لمين دي أختها نسمة ونادر في حاله
همس بمشاكسة: هو حد عامل للبيت حس غيري؟ ماتنكريش يافتون واعترفي
كلهم ضحكوا وخاطر رد بابتسامة: في دي عندك حق البيت بقى هادي جدا
رفعت حاجبها باستنكار: قصدك اني دوشة؟
سيف بمرح: لا قصده انه بقى كئيب ياروحي
هزت راسها باستحسان: صح عندك حق
فضلوا يهزروا مع بعض وبعد الغدا قعدوا شوية ونادر اتصل بسيف يطمئن عليهم وكلم همس بمرح: عايز أقولك من امبارح وأنا حزين انك مشيتي
همس فتحت الاسبيكر وقالتله: كرر كدا يانادر وسمعهم
نادر بضحك: بقول من امبارح وأنا حاسس براحة نفسية
همس بصت للشاشة بعيون واسعة وكلهم ضحكوا فقالت بتذمر: والله غير كلامه كان لسه بيقول انه حزين
سيف اتدخل في المكالمة بتحذير : مالكش دعوة بمراتي ياعم بلاش تضايقها
نادر بهزار: أنا بشاكسها وبعدين ماهي أختي وممكن آجي آخدها دلوقتي
سيف ببرود: لا ياحبيبي مفيش الكلام ده محدش هيقدر ياخدها
همس ابتسمت بسعادة وقالت باستفزاز لنادر: ياخدني ايه ياسيف ؟ ده أنا لما صدقت خلصت منه دكتور كآبة ده
ضحكوا على كلامها ونادر رد بعتاب مرح: بقى كدا بتبيعيني ؟
ردت بتأكيد: طبعا
نادر بابتسامة: ربنا يسعدكم يارب ياهموس
أمنوا على دعائه وبعدها قفل معاهم وشوية و خاطر وقف علشان يمشي بعيلته .
سيف وهمس خرجوا معاهم يوصلوهم ووقفوا مع خاطر يتكلموا
سيف بمغزى: ايه ياعمي مش عايز تطمن على بنتك زي ما بعض الناس التقليدية بتعمل ؟
همس سألت بتعجب: يطمن عليا ليه ما أنا كويسة
ابتسملها بود: استني انتي ياحبيبتي عمي فاهمني كويس
خاطر رد بهدوء: ماعملتهاش في هند ومش هعملها في همس لان أنا بناتي مش محتاجين لحاجة تثبت عفتهم ياسيف
بصله بإعجاب برده واتأكد ان شك خاطر كان لحظة غباء وفاق منه ، ابتسم وقال: عندك حق دي حاجة أنا واثق منها من أول يوم عرفت فيه همس
همس قلبت نظراتها بينهم بحيرة وحست انهم بيتكلموا بألغاز بس سكتت
فاتن نادت على خاطر اللي اتحرك ، وسيف وهمس وصلوهم لحد عربيتهم اللي كانت مش ظاهره ورا عربية عز وبعدها راقبوهم لحد ما خرجوا خالص ، سيف بص لهمس : نطلع أوضتنا بقى ؟ حاسس اني بعيد عنها من سنة
ابتسمت و وافقت بهدوء ، دخلوا جوا كان أبوه وأمه قاعدين فاتحرج يطلع بس عز وقف : أنا طالع أرتاح شوية اليوم كان صعب النهارده، سيف انت هتخرج انت وهمس ولا هتريح شوية ؟
سيف بص لهمس وبصله : مش عارف بس محتاج أنام ولو ساعتين حتى الأول مش شايف أصلا قدامي .
سلوى ابتسمت بتعاطف : طيب اطلع ارتاح حتى همس من بدري وهي تحت أكيد محدش فيكم أخد راحته في النوم امبارح اطلعوا ارتاحوا يا حبايبي .
أخدها وطلع وفضلوا ساكتين لحد ما دخلوا أوضتهم وهنا همس رمت نفسها بسرعة على السرير بتعب : يااا حاسة اني ما نمتش من سنتين مثلا .
كان مراقبها بابتسامة وهي اتعدلت وبصتله بفضول: بتبصلي كده ليه ؟ أنا فعلا بقالي كتير جدا ما نمتش براحتي ، التعب وبعدها الفرح يعني بقالي شوية حلوين مش بنام .
علق بخبث : وقدامك شوية حلوين برضه مش هتنامي .
كشرت : ليه إن شاء الله ؟
كان هيرد بس اتراجع؛ هي بالفعل مش بتلقط التلميحات دي فمالهوش لازمة يقنعها أو يجادل قصادها ، راح ناحية الدريسينج روم وقال: هغير هدومي وآخد شاور سريع .
قامت بسرعة وراه زي العيلة الصغيرة ووقفت على الباب وسألته : هتطول وانت بتاخد شاور ؟
بصلها بهدوء : انتي عايزاني أطول ؟
ردت بسرعة : أكيد لا.
ابتسم : طيب غيري هدومك دي عقبال ما أخرج .
سألته بحيرة: ألبس ايه ؟
بصلها باستغراب : انتي بتسأليني أنا ؟
كشرت : امال أجيب حد أسأله ؟ مش هلبس ليك انت ؟ يبقى أسألك انت
حط الموبايل قدامه وفضى جيوبه : ابقي حطي موبايلي في الشاحن بدل ما ألاقي مؤمن ولا كريم فوق راسي تاني بيصحوني ( بصلها قبل ما يدخل بابتسامة ) أما بالنسبة لتلبسي ايه ؟ فاجئيني يا همس وبعدين أي حاجة هتلبسيها هتعجبني احنا لسه بنتعرف على بعض بشكل جديد ، فأي حاجة حلوة وكل حاجة حلوة – كمل بخبث- ومن غير حاجة برضه حلوة .
شهقت بذهول وهو ضحك وسابها ودخل فجريت تختار هتلبس ايه ومن كتر الحاجات اللي قدامها حست ان مفيش حاجة عارفة تلبسها ، في حاجات مكشوفة أوي مش مستعدة ليها دلوقتي وفي خنيق ماعجبهاش أصلا واستغربت ازاي أمها وحماتها جابوها ، أخيرا استقرت على قميص زهري ، لبسته وسرحت شعرها وفردته ومسحت الميكاب ولبست روب طويل فوقه لانها عايزة تفاجئه لما يخرج ، وهي بتربط حزام الروب خرج وكشر أول ما شافها وعلق بتهكم: اه كنت مستني مفاجأة بس مش للدرجة دي أبدا ، دي صدمة يا حبيبتي مش مفاجأة .
ضحكت وقبل ما يقرب منها لفت مكانه : هدخل الحمام وانت البس هدومك .
ماعلقش وبص للباب المقفول وأخد نفس طويل : اصبر عليها ، اصبر وما تتهورش .
شاف موبايله قدامه فقال بغيظ بصوت عالي : يا بت مش قلتلك حطيه في الشاحن ؟
ردت من جوا : نسيت معلش ، حط موبايلي أنا كمان هتلاقيه على السرير .
حط موبايله ودور على موبايلها وشاف الخلفية اللي غيرتها لصورة ليهم هما الاتنين ، كانت الصورة اللي أخدوها قدام الكلية وهو ساند على عربيته وأخد منها الموبايل وصورها هو ، ابتسم للذكرى اللي حاسس انها من سنين كتيرة.
لبس بنطلون مريح وقفل الدولاب بس بعدها فتحه وطلع تيشيرت لبسه وابتسم لان هي هتلبس التيشيرت بتاعه بعدين .
حط البرفان اللي بيعجبها وخرج صلى وقعد مكانه يستناها ، همس خرجت من الحمام بصت في المرايا وحطت مكياج رقيق، ودخلت الدريسينج روم قلعت الروب ولبست الإسدال وخرجت كان قاعد مكانه فوقفت جنبه بحماس : هصلي أنا كمان .
قام من مكانه : صلي براحتك يا حبيبتي .
طلع اللاب بتاعه من شنطته وفتحه يشوف الايميل اللي كريم قال انه بعته ، فتح الايميل كان المقطع الخاص بيه هو وهمس فقط ، اتفرج عليه للآخر وبعدها بيفكر في شذى وهيعملوا فيها ايه ؟ لازم عقاب مناسب ليها بس ايه العقاب يا ترى ؟
قاطع أفكاره همس : بتعمل ايه ؟
بصلها : خلصتي ؟
قلعت الإسدال بتردد فأخد نفس طويل وعينيه عليها بشغف وقال بعاطفة: فين الروب ؟ مش واحدة واحدة عليا ؟ على فكرة ممكن قلبي يقف في حركة من دول ها ؟
ابتسمت بخجل : بعد الشر عليك .
قام وقف وراح عندها مسك ايدها ولفها حوالين نفسها وهي لفت بس بعدها استخبت في حضنه فضحك : انتي بتستخبي مني فيا ؟
همست بخفوت: أكيد ههرب منك ليك برضه .
ضمها بايديه الاتنين بحب : افضلي على طول اهربي لحضني يا همس .
رفعت وشها بصتله بتساؤل: وهيفضل مفتوح ليا ؟
ابتسم بعشق : عندك شك يا همس ؟ المهم وحشتيني لدرجة ما تتخيليهاش .
رفعت وشها له لان شفايفها كمان اشتاقوا للمساته .
قرب من وشها ومسكه وهنا لمعت في ايده الدبلة وافتكر شذى وكلامها وده خلاه جمد .
همس فتحت عينيها وشافته شارد واستغربت وضعه لانه بعد عنها و قلع بهدوء من ايده الدبلة فعينيها وسعت بصدمة؛ ازاي يقلع رمز حبهم الاتنين ؟ ازاي قدر يقلعها ؟
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية جانا الهوى) اضغط على أسم الرواية