رواية وجوه الحب كاملة بقلم نور بشير عبر مدونة دليل الروايات
رواية وجوه الحب الفصل الواحد و العشرون 21
( ٢١ ) – إحـتـيـال بـإسـم الـحـب –
كانت ” شـهـيـرة ” تجلس بغرفتها أعلىٰ فراشها تهاتف أحدهما سرًا وكأنها مُعتاده على فعلها يُساورها والقلق والخوف من حديث الأخير لها إلى أن نطقت بنبرة مهزوزة.
– الموضوع محتاج تفكير ميخلص بكلمتين كده..
الطرف الآخر صوت نعلمه جيدًا: يا بنت الحلال الموضوع أسهل مما تتصوري..
الحوار كله على بعضه إيميل فيه الموافقة على الصفقة بس بدل ما يتبعت للشركة اللي هنستورد منها الشحنة اللي متفقين عليها هنبعته للشركة التانية اللي تبعنا وفرق السعر والعملة هيبقا في جيبنا ولا من شاف ولا من دري..
” شـهـيـرة ” بقلق.
– بس مش لدرجة فرز رابع يا رؤف..؟!
” رؤف ” ببساطة.
– رابع من تالت مش هتفرق معاهم كتير يا شـوشـو لكن هتفرق معانا إحنا صدقيني..
فرق الفلوس ده كله هيبقا لصالحنا أنا وأنتي ومحدش هيلاحظ حاجة..
” شـهـيـرة ” بخوف وتفكير.
– مش عارفة يا رؤف أنا خايفة أوي..؟!
” رؤف ” محاولًا إقناعها بشر.
– بقاااا شـهـيـرة الأنـاضـولـي اللي عملت أكتر من كده بكتير تخاف من حتة صفقة صغيرة زيّ دي هيكون لينا من وراها سبوبة حلوة تعيشنا مرتاحين..؟!
” شـهـيـرة ” بتشتت وضياع.
– مش عارفة يا رؤف أنا خايفة لـمُـراد يعرف ساعتها كل اللي عملته السنين اللي فاتت دي كلها هيروح فشوُش..
” رؤف ” محاولًا معها للعدُل عن تفكيرها.
– أنتي كده كده خسرانة يا شـهـيـرة فأنا من رائي تخرجي من الليلة دي كسبانة قرشين أحسن ما تطلعي خسرانة كل حاجة..
” شـهـيـرة ” بإصرار وإنكار لحديثه.
– حاسب على كلامك يا رؤف أنا عُمري ما خسرت وأنت عارف كده كويس..!
أنا شـهـيـرة هـانـم الأنـاضـولـي حرم مُـراد نـجـم الـديـن ومن قبله كنت مرات مُـعـتـصـم نـجـم الـديـن الفكرة كلها أني مش عايزه أضيع كل اللي وصلتله ده بحركة غبية مش مدروسة كويس..
” رؤف ” بحماس.
– يا بنت الناس مفيش حاجة هتضيع بالعكس أنتي هتكسبي وهتكسبي كتير أوي من ورا الصفقة دي..
” شـهـيـرة ” بتفكير.
– أفرض مُـراد شك فينا أو عرف حاجة هيكون إيه العمل ساعتها..؟!
” رؤف ” ببساطة وسلاسة.
– محدش يعرف حاجة ولا حد هيشم خبر عن الحوار ده أصلًا أنا مرتب كل حاجة واللي هيشيل الليلة دي كلها ويحاسب عالمشاريب سي مـمـدوح أفندي اللي عاملي فيها أبو ضمير صاحي يعني الحوار كله هيبقا بعيد عننا..
” شـهـيـرة ” وهي تحاول التفكير معه بصوت عالِ.
– بس أنت عارف مُـراد بيثق جدًا في مـمـدوح وإستحالة هيصدق عليه حاجة زيّ كده..؟!
ده ببشتغل معاه من أيام مُـعـتـصـم ويعتبر دراعه اليمين في كل حاجة..؟!
” رؤف ” بشر.
– من قبل كده صدق حاجات كتير وأتصدم في ناس كان صعب يصدق عليهم اللي حصل والدُنيا مشيت بعديها زيّ الفل فمتقلقيش من الحوار ده لأن من ناحية هيصدق فهو هيصدق فعلًا لما يشوف بعنيه الإيميل مبعتوت بموافقته عن طريق جهاز مـمـدوح غير كده أنا هظبط كل حاجة عشان أطلعه واخد رشوة مقابل تسهيل الصفقة دي..
” شـهـيـرة ” بإعجاب شديد بتفكيره.
– يخرب عقلك يا رؤف وبكده تبقا طيرت عصفورين بحجر واحد..
من ناحية طلعنا بقرشين ينفعونا الأيام الجاية ومن ناحية تانية خلصنا من مـمـدوح أفندي صاحب القيم والأخلاق العاليا..
فتابعت بقلق واضح عندما خطرت تلك الفكرة على تفكيرها.
– بس أوعي مُـراد يتأذي بجد يا رؤف ساعتها أنا مش هستحمل..
” رؤف ” بسخرية.
– متخافيش يا أم قلب حنين ولا هيتأذي ولا هيجراله حاجة دي كلها على بعضها شحنة مُعلبات يعني الحوار مش قصَّة ولا حتى شبهة..
ثم أضاف بسخرية أكبر وهو يُحسها على قبول العرض والتفكير بمصلحتهم.
– خليكي ناصحة يا شـهـيـرة مُـراد كده كده خسران ووجودك جمبه الفترة الجاية هيخسرك كتير..
” شـهـيـرة ” بلمعة عشق بأعينها إلى ” مُـراد ” حبيبها الأوحد.
– أنا عُمري ما خسرت مع مُـراد يا رؤف..
مُـراد ده مكسب لأي واحدة ولو كان وجودي جمبه خسارة مكانش زماني عملت اللي عملته زمان ولا أنت نسيت إحنا عملناه إيه..؟!
” رؤف ” بتبرم وإمتعاض.
– لا يأختي منستش بس برضو مش عايزك تشطحي بخيالك لفوق وتنسي أن لولا اللي عملناه زمان كان زمانه دلوقتي عايش في حضن مراته وعنده منها أورطه عيال فلو حد فينا لازم يفتكر يا شـهـيـرة فهو أنتي..؟!
ثم أضاف بإصرار محاولًا بث سمومه بأذنيها.
– أنتي لازم تأمني نفسك عشان الحقيقة لو ظهرت في يوم من الأيام مش هيبقا حلتك اللضا وساعتها مُـراد مش هيسأل فيكي وهيرميكي لكلاب السكك زيّ ما رمىٰ مراته حب عُمره من سنين وهي حامل في إبنه..
” شـهـيـرة ” بخوف حقيقي يتملكها إلا أنها حاولت السيطرة عليه بجموحها وتجبرها.
– إستحالة مُـراد يعرف الحقيقة مهما حصل..
الموضوع ده عدىٰ عليه فوق الـ ٢٥ سـنـة وإستحالة يتكشف بعد العُمر ده كله وحقيقته تبان..
” رؤف ” بهدوء يتحلىٰ به على عكس ما يضمُره بقلبه لكل ما حدث.
– الحقيقة زيّ الريح مهما تقفلي قصادها كل البيبان بتشق طريقها وتوصل لمكانها الطبيعي في النهاية..
” شـهـيـرة ” بتجبر وجحود.
– متنساش يا رؤف أن مراته العيل مات من قبل ما يشوف النور يعني مفيش حقيقة واحدة في حياته تقدر تكون دليل إدانة لينا أو تثبت عكس كلامنا..
” رؤف ” بهدوء زائف ليحاول أن يصل بها إلى مُبتغاه.
– بصي يا شـهـيـرة في جميع الأحوال مُـراد والعيلة كلها الفترة الجاية هيمروا بأصعب من كده بكتير؛ فلازم تأمني نفسك كويس على الأقل تلاقيلك ملمين تستندي عليهم أيامك الجاية..
ثم أضاف بفحيح أفعىٰ.
– خليكي فهيمه ولو معرفنيش تستفيدي بـِـ مُـراد استفيدي بفلوسه متبقيش هبلة..
وفي تلك الأثناء كان ” سـلـيـم ” يجلس بداخل مكتبه يستمع إلى حديثهم سويًا عبر هاتفه بعدما قام بربط مكالماتها لدىٰ جواله حتى يمكنه من الإحتفاظ بها أيضًا والسماع إليها لاحقًا كما يشاء. وعلى الرغم من سعادته بما أستمع إليه وبراءة والدته بأذنيه إلا أنه تآذىٰ للغاية بوجود بشر كمثلهم في عالمنا فنطق بغل وحقد دفين لهم.
– يا ولاد الكـ… ده أنتم طلعتوا عصابة..
وحيات أمي لنهايتك هتكون على إيدي يا شـهـيـرة الكلب..
يااااااه لسه في بشر بالسواد كله..؟!
ثم أضاف بأسوداد وعيناه تُغيم بغضب دفين.
– كده دورك جاي يا مُـراد بيه ونهايتك قربت بس الأول لازم أذقيك من نفس الكأس اللي ذقيت أمي منه..
على الجانب الآخر وافقت ” شـهـيـرة ” على حديثه عندما أقتنعت بوجهة نظره ومدىٰ صعوبة الأيام المُقبلة عليهم وأسرع هو بدوره قبل أن تُغير رأيها في تنفيذ مُخططه عندما وجد ” مـمـدوح ” مدير أعمال ” مُـراد ” وذراعه الأيمن خارج مكتبه فذهب على الفور إلى غرفة المراقبة وقام بفصل الكاميرات لدقائق ومن ثم تسلل خلسة إلى داخل غرفة مكتب ” مـمـدوح ” وأسرع بالجلوس على مكتبه وقام بكتابة بعض الأشياء سريعًا وهو ينظر هنا وهناك خشية أن يراه أحدهم فقام بإرسال إيميل إلى الشركة المُتفق معها سرًا وأسرع في إلغاء الإيميل من قبل الشركة الآخرىٰ دون أن يُلاحظ وجود ذلك الشرط الجزائي بقيمة مائتين وخمسون ألف دولار أمريكي. وما أن أنهىٰ عمله سريعًا حتى عاد يرتب سطح المكتب كما كان وعدل من وضعيه الكرسي الجلدي من أمامه وأنطلق خارج الغرفة بأكملها بعدما تأكد بأن لا أحد بالخارج يمكن أن يراه وسرعان ما أن تواصل مع عامل المراقبة والنظام ليُحثه على إعادة تشغيل أجهزة المراقبة ثانيًا.
وبعد مرور أسبوع..
كان الجميع يجلس بداخل غرفة الإجتماع بشركة ” نـجـم الـديـن ” لإستيراد وتصدير المواد الغذائية. فكان المشهد كالأتي:
” مُـراد ” يقف يترأس طاولة الإجتماعات ومن الجانب الأيسر يقف كل من ” عـاصـم ” و ذلك الـ ” رؤف ” و ” الـمـحـامـي ” وعلى الجانب الآخر يقف رجل الأمن وبحوزته ” مـمـدوح ” الذي يقف منكسًا رأسه وكأنه قد شُهد بالجُرم المشهود وعيناه حبيسة الدمع والقهرة تُقطر من كل أنش به إلى أن هتف ” مُـراد ” به بعدم تصديق وصدمة حقيقية.
– أنت يا مـمـدوح..!
أنت تعمل فيا أنا كده..!
ده أنت دراعي اليمين والشخص الوحيد اللي كنت بأتمنه على شغلي ومصالحي وكل ما أملك..
بعد السنين دي كلها الضربة تجيلي منك أنت..؟!
” مـمـدوح ” بقهرة حقيقية وما أدراك من قهرة الرجال.
– صدقني يا مُـراد بيه أنا معملتش حاجة من دي خالص ده أنا لحم كتافي من خيركم وخير الشركة دي وإستحالة أعض الإيد اللي أتمدت ليا مهما حصل..
ثم أضاف بأعين يُغلبها الدمع.
– حضرتك تعرفني ومعاشرني من سنين طويلة من أيام مُـعـتـصـم بيه اللّٰه يرحمه ومن أيام ما كان عـابـد بيه بصحته وبيدير الشغل بنفسه عُمري ما خُنت حد فيكم ولا أقليت معاه..
أنا لا يمكن أعمل حاجة زيّ في حياتي كلها مهما يحصل..
” عـاصـم ” بهدوء محاولًا تدارك الموقف حتى يستطيع أحد منهم التحكم بذمام الأمور فيكفي غضب ” مُـراد ” الآن وضياع كل شئ من بين أيديهم.
– مفيش حد غيرك بيدخل مكتبك يا مـمـدوح ومفيش ما بينا خونه وأديك شوفت الكاميرا بترصد ٢٤ ساعة في ٢٤ ساعة وغير أن مفيش حد الأيام دي دخل مكتبك نهائيًا غيرك..
” مـمـدوح ” بصدمة وهو يستمع إلى حديثه الذي وقع عليه وقوع الصاعقة.
– معنىٰ كلامك يا عـاصـم بيه أن أنا الخاين الوحيد اللي موجود وسطيكم مش كده..؟!
” الـمـحـامـي ” بتعاطف وهو يعلم أنه من المستحيل أن يفعل مثل تلك الفعلة الشنيعة تلك.
– محدش قال إنك خاين يا مـمـدوح إحنا عايزين نفهم إيه اللي حصل يمكن في حاجة غلط وأنت سهه عليك الأمر وبعت الإيميل بالغلط للشركة التانية كل شئ وارد..؟!
” رؤف ” بنبرة يملؤها التشفي الخفي إلا أنه حاول التعامل مع الموقف بكل عملية.
– واللّٰه يا مـمـدوح محدش بيدخل مكتبك زيّ ما أنت شايف في الكاميرات وكمان لو كان الموضوع عن طريق الخطأ زيّ ما الـمـتـر ما قال فالإيميلات اللي بينكم بتدل على غير كده خصوصًا أن في إيميل منهم كنت بتتفق معاهم من خلاله على حسابك والرشوة اللي هتتحول ليك بمجرد إستلام المبلغ وتوقيع العقد..
ثم أضاف وهو يوجه حديثه إلى ” الـمـحـامـي ” بهدوء مصتنع وثقة زائفة.
– ولا أنا غلطان يا مـتـر في كلامي ده..؟!
حضرتك برضو رجل قانون وليك نظرة مختلفة عنا..؟!
” الـمـحـامـي ” بحيرة لكنه على يقين من براءة ” مـمـدوح ” فهو عشرة عمره بأكمله ومن الصعب إقترافه لمثل هذا الجُرم.
– واللّٰه يا رؤف أنا مش عارف أقول إيه..؟!
بس اللي متأكد منه أن في حاجة غلط أكيد ومـمـدوح إستحالة يعمل حاجة زيّ كده لأن بحكم عشرتي معاه أنا أعرف أنه بيتقىٰ ربنا وبيخاف منه والأفعال دي متخرجش منه أبدًا..
” مـمـدوح ” بدفاع عن حاله موافقًا لحديث الأخير عنه.
– صدقوني يا جماعة أنا عُمري ما هقبل لقمة حرام على نفسي أو على بيتي وولادي..
ثم أضاف وهو يقترب من ” مُـراد ” بقهرة.
– صدقني يا مُـراد بيه لو أنا كنت خاين بجد أكيد كنت هاخد إحتياطي وهمسح الإيميلات كلها اللي بيني وبينهم ومش هسيب ورايا دليل إدانة واحد تقدروا تثبتوا بيه التهمة عليا وأكيد حضراتكم عارفين أن تهمة زيّ دي فيها خراب بيوت وتشريد عيلة بحالها..
وفأسرع وهو يقترب من المكتب في الخلف ساحبًا لكتاب اللّٰه من أعلىٰ سطحه ممسكًا به بإحكام وتهذب بعدما عاد محملًا به إلى ” مُـراد ” مرددًا بنبرة يكسوها القهر والمذله.
– والمصحف ده اللي أنزله ربنا أنا ما خُنت الشركة ولا خُنتك يا مُـراد بيه ولا حتى هسمح لنفسي في يوم أني أدخل لقمة حرام جوف ولادي..
” رؤف ” بسخرية.
– قالوا للحرامي أحلف..
فشعر ” مـمـدوح ” بإن الدماء تتدفق بقوة بأوردته فهم بلكمه إلا أن ” عـاصـم ” وقف ممثلًا حائًلا بينهم وتابع بقوة.
– مينفعش اللي بيحصل هنا ده..
إحنا في شركة مُحترمة مش عربخانه يا مُحترم أنت وهو..
” مـمـدوح ” بقهرة موجهًا حديثه إلى ذلك الـ ” رؤف ” بحرقة.
– يا أخي بلاش السواد اللي جواك ده أنا عارف أنك طول عُمرك بتكرهني بس لو معندكش كلمة حلوة تقولها يبقا تسكت أنت شايف الجو مش متحمل كلمة..؟!
” الـمـحـامـي ” بحكمة وإدراك لخطورة الموقف.
– يا جماعة مينفعش اللي بيحصل ده إحنا في كارثة حقيقية واللي بيحصل ده مش أسلوب لحل الموقف..؟!
” مُـراد ” بإسوداد وغضب أعمىٰ فهو يرىٰ العالم بأكمله يسوُده السواد أمام أعينه فتابع وهو يوجه حديثه إلى ” مـمـدوح ” بغل عجز عن إخراجه في تلك اللحظة.
– أنت تلم حاجتك وما أشوفش وشك في الشركة دي تاني ولا حتى في المصنع..
واعتبر نفسك مرفوض وأنا حقي هعرف أخده كويس أوي من واحد خاين ومرتشي زيّك وابقا قابلني لو لقيت شركة قبلت تشغلك بعد ما فضحتك تبقا بجلاجل في السوق كله..!
” مـمـدوح ” ببكاء وقهرة حقيقية.
– لو حضرتك شايفني مُجرم ومرتشي يبقا الأفضل أن حضرتك تبلغ عني وتحبسني وخلي القانون ياخد مجراه ويظهر برائتي أو يثبت تورطي قصاد منكم طلاما كدبتوا عشرة سنين طويلة ومصدقين كام رسالة لكن خراب البيوت ده ربنا ميرضاش بيه أبدًا..
” مُـراد ” بغضب أعمىٰ وفحيح أفعىٰ.
– حبسك مش هيفدني بحاجة ولا هيشفي غليلي..
لكن خراب بيتك وسمعتك اللي هتبقا زيّ الزفت في السوق وأنت مش لاقي اللقمة تأكلها لعيالك هيشفي غليلي..
عشان زيّ ما بيتي أتخرب بيتك أنت كمان أتخرب قصاده ما بيتك مش أحسن من بيتي..؟!
فأضاف بغضب أعمىٰ وهو يصرخ به بجنون.
– طلعووووووه بررررررره..
بررررررره..
” مـمـدوح ” بدموع قهرة ورجل الأمن يسحبه إلى الخارج بعنف.
– حسبي اللّٰه ونعم الوكيل..
حسبي اللّٰه ونعم الوكيل..
فوضت أمري إليك يارب..
فوضت أمري إليك..
” عـاصـم ” بهدوء بعد رحيله.
– أنت أتسرعت يا مُـراد..
الراجل مقهور بجد وشكله فعلًا مظلوم..
متنساش أن عشرة عمرنا..
” رؤف ” بحمقه.
– ولا مظلوم ولا غيره يا عـاصـم بيه أنا فاهم الشغل ده كويس..
زيّ ما بيقولوا كده ده بيتمسكن عشان تحسوا بالذنب والموضوع ميكبرش..!
” الـمـحـامـي ” بحكمة وتعقل.
– يا أخي حرام عليك لو عندك كلمة حلوة قولها معندكش أسكت ده ربنا بيقول في كتابه العزيز بسم اللّٰه الرحمن الرحيم.
• يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ.
” مُـراد ” بغضب وصراخ.
– خلاص فضينااااا يا فـاضـل..
كان في وخلص خلاص..
دلوقتي الشركة ضاعت وكل حاجة ضاعت..
ثم أضاف بغضب أكبر وعدم تصديق لما يحدث معه.
– أنت عارف يعني إيه أدفع مبلغ زيّ ده في شحنة فرز رابع مش تالت بعد ما كان إسم منتجات ” نـجـم الـديـن ” نمرة واحد دلوقتي خلاص كله ضاااااع والإسم بقا في الوحل..!
أنت عارف يعني إيه الشركة يتباع نصها عشان ندفع الشرط الجزائي اللي علينا..؟!
عارف يعني إيه أصلًا شرط جزائي بـِـ ٢٥٠٠٠٠ دولار يعني ما يُعادل ٦ مليون جنية مصري..!
قولي أنا أكلت إيه عشان أشرب عليه كل ده..؟!
” فـاضـل ” بتعقل.
– أهدىٰ يا مُـراد بيه متنساش أنك تعبان والإنفعال غلط عليك..
ثم أضاف بنبرة حاول جعلها هادئة ليتحكم في إنفعالات الأخير.
” عـاصـم ” بتعقل.
– مفيش الكلام ده يا فـاضـل البضاعة هتتورد كمان ساعة في المخازن ولبسناها خلاص حتى لما هتتوزع على التجار مش هتجيب تمنها لأنها فرز رابع يعني لو لقت حد يشتريها أساسًا..
” مُـراد ” وهو يضع يديه بين راحته محاولًا التفكير لعله يجد حلًا لتلك الكارثة الواقع بها والعائلة بأكملها. فبعد ذلك اليوم هو لن يستطيع أن يضمن لهم حياة هانئة وعيشة مطرفة كالسابق أن لم يضطروا جميعًا لبيع ممتلكاتهم أو الحجز عليها في غصون أيام قليلة فتابع بغضب وضياع.
– كل حاجة ضاعت خلاص..
إمبراطورية نـجـم الـديـن بقت في الأرض..
ثم رفع رأسه وهو ينظر إلى اللاشئ بثقوب نظرات كادت أن تخرج منها نيران غضبه وتابع بهستيرية.
– أبويااااا..
أبويا مش لازم يعرف باللي حصل..!
أبويا لو عرف حاجة هيروح فيها..!
وما أن هم ” عـاصـم ” بالحديث حتى دلفت المساعدة الخاصة بمكتبه لتُبلغهم آخر مستجدات الأمر فهتف بها بقلق.
– إيه الأخبار يا أمـل..؟!
في أي جديد..؟!
” أمـل ” بآسف.
– للأسف يا مستر عـاصـم الأخبار كلها متسُرش..
لسه مكلمني حالًا ومبلغني أن نص الشركة والمصنع هينزلوا في مزاد مغلق كمان يومين..!
ولو حقهم مغطش التكلفة كاملة هيضطروا لبيع جزء من ممتلكات مُـراد بيه والعيلة..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية وجوه الحب ) اسم الرواية