رواية وما معني الحب كاملة بقلم ايه السيد عبر مدونة دليل الروايات
رواية وما معني الحب الفصل الثاني 2
وقفت خلف الباب فمن قد يأتي لها بهذا الوقت الباكر! فتحت الباب ببطئ فوجدته مصطفى الذي نظر إليها قائلًا:
“ساعديني يا منى! أنا محتاجلك أوي”
فتحت عينها واستيقظت من نومها على صوت طرقات على باب شقتها، فقد كان حُلمًا فمنذ فتره وهي تراه في منامها يستغيث بها، كانت الشمس قد أشرقت معلنة عن يوم جديد، ارتدت حجابها وهمت لتفتح الباب تخشى أن يكون هو الذي يقف على باباها قالت بتوتر:
-م..مين؟
-أنا هدى
تنفست بارتياح وفتحت لتلك الواقفه بإبتسامه لتدخل هدى وتغلق الباب خلف ظهرها قائلة:
-صباح الخير يا قمر…
-صباح النور يا دودو…
-إنتِ لسه نايمه يلا البسي بسرعه هنتأخر …
تنهدت منى ومطت ذراعيها من أثر النوم وقالت: عندنا يوم طويل النهارده… كليه وشيفت بالليل!
-وعندي مفاجأه… أنا هبات معاكِ أسبوع نروح ونيجي سوا
ابتسمت منى: أحلى مفاجأه الحمد لله إن بباكِ وافق
-أي حاجه تخص منى بابا بيوافق عليها وهو مغمض أصلًا
-حببتي ربنا يطول عمره وميحرمكيش منه أبدًا
-طيب يلا البسي بسرعه عندنا عملي النهارده مش عاوزين ننطرد
بدأت تجهز ثيابها وتُعد أدواتها، وبعد ما يقرب من ربع ساعه كانت تقف أمام البرج ترتدي حقيبة على ظهرها وتهندم من ثيابها أوقفتها هدى قائله: شوفتي نسيت أربط الجزمه
ابتسمت هدى وهي تنحني بطريقة تعلمتها في الكليه وقالت: لازم أحافظ على body mechanics (وضعية الجسم للمحافظه على العمود الفقري مستقيم)
ابتسمت منى وقالت: براڤو عليكِ يا مس هدى…
أردفت: صحيح كنت عايزه أخد رأيك في حاجه…
انتهت هدى من ربط حذائها ووقفت قائله: إيه!
-فيه حفله في الكليه وعاوزيني أقرأ فيها قرآن وأنا محتاره أوافق ولا أرفض!
-توافقي طبعًا… دا إنتِ لو قرأتي هتتشهري وهتفشخر بيك في كل مكانِ، وأصلًا صوتك مميز جدًا…. لازم توافقي
-بصراحه بعد ما أخدت رأيك قدرت أعرف إيه الصح وقررت هعمل ايه
ابتسمت بغرور
-طبعًا لأني دايمًا رأيي صح فهتاخدي بيه
-ليه هو أنا هبله؟ أنا باخد رأيك عشان عارفه إنه غلط فأتجنبه وأعمل الصح، عايزاني أمشي وراكِ عشان ألبس في حيط ولا إيه!
ضحكت هدى ولكزتها في كتفها بخفه: أنا رأيي غلط!
بادلتها منى الضحكه وقالت: يا بنتي أرائك كلها بتجيبلنا مشاكل أصلًا
_____________
على جانب أخر كان مصطفى يقف في شرفته يتوارى خلف الستار حتى يراى ابتسامتها وهي تقف بجوار صديقتها، ابتسم قائلًا: قمر
رأته والدته فسارت على أطراف أصابعها تريد أن ترى ما الذي يرسم الإبتسامه على وجهه ويجعله سعيدًا لتلك الدرجه، فوجدته ينظر لمنى التي تتحدث مع هدى مبتسمه، ابتسمت والدته فكم تتمنى لإبنها زوجة مثل منى! وضعت يدها على كتفه فارتعب ونظر لها: اي يا ماما خضتيني
-بتبص على إيه يا واد؟
ازدرد ريقه بتوتر وسار ناحية الكمود يأخذ ساعته ليرتديها وهو يقول بتوتر:
-م..مببصش على حاجه و..واقف عادي!
ابتسمت والدته قائله: طيب يلا الفطار جاهز
-لا أنا مليش نفس دلوقتي… افطري إنتِ أنا هفطر في الشغل… سلام
-سلام
وبعد أن غادر تنفست بارتياح ووقفت تهمس: يارب اجعلها من حظه ونصيبه
_________________
مر أسبوع ابتعد مصطفى عن مروى أصبح كلامهما قليلًا فلم يحدثها غير مرتين ولا تتجاوز مدة المكالمه دقيقتين، وهي قد شعرت بتغيره المفاجئ فظنته يتهرب من الزواج منها فركنته جانبًا وتعرفت على شابٍ أخر من نفس كليتها أصبحت تحدثه يوميًا تحكي له تفاصيل يومها وتخرج معه لتسلية وقتها ولتملئ به فراغها العاطفي…
أما مصطفى فقد أخذ بيد مشاعره التي طفت على سطح قلبه؛ لتحيا من جديد، شعر أنه قد وجد طريقه واستعاد ضالته، بدأ يراقب منى عند خروجها وولوجها للمنزل، يتواري حتى يرى ضحكتها أو كلامها الذي يهز كيانه ويحي قلبه.
أما منى فمازالت تقاوم مشاعرها من ناحيته وتحاول طعنها بخنجر النسيان علها تقتلها وترتاح من عذابها لكنها لم تستطع!
__________________
في مساء اليوم
في بيت هدى وبالتحديد في غرفتها تجلس لحالها، أوصدت باب الغرفة من الداخل تستتر عن الأعين كي تُحدث هذا الشاب الذي بدأ بينهما علاقة تعارف على الفيس بوك قبل عدة أشهر وتوطدت العلاقه بينهما وتطورت إلى أن أخذت مسمى صداقه!!
تتحدث عبر الهاتف بهمس
-أيوه يا أحمد… مش هعرف أكلمك دلوقتي الجماعه صاحين!
ليأتيها صوته الرجولي
-طيب كلميني رسايل على الواتس… عايز أطمن عليكِ
-طيب ماشي…. سلام مؤقت
أغلقت المكالمه وهي تبتسم، دخلت على تطبيق الواتساب لتبحث عن رقمه الذي سجلته منى2 لكن قبل أن تبحث أرسل لها
-طمنيني عليكِ يا حبيبتي؟
ردت
-الحمد لله بخير … مش قولنا بلاش حبيبتي والكلام دا!
أرسلت إيموشن غاضب وبادلها بأيموشن يضحك
أرسل إليها: دا حب بريء… حب أصدقاء…
أرسل رسالة أخرى
-مش هنتقابل بقا!
-لا مش هينفع الموضوع دا إنساه… إحنا هتفضل أصحاب سوشيال وأخرنا كلام الفون
-أيوه يبقا إنتِ مش حلوه بقا! عشان كدا خايفه
-أيوه مش حلوه… يهمك شكلي في إيه أصلًا… إحنا أصحاب وبس
-طيب خلاص متزعليش أوي كدا… إنتِ عارفه غلاوتك عندي مقدرش على زعلك
ابتسمت لشاشة الهاتف لكن بدأ الشك يتوغل داخل قلبها تخاف مما هو قادم، تخاف أن يكون خطأ وستندم عليه فيما بعد، وها قد بدأ تأنيب الضمير اليومي!
________
على جانب أخر يجلس أحمد في غرفته يستند على مكتبه، يمعن النظر لشاشة الابتوب ليحدثها كعادته اليوميه فقد أضحت جزءًا أساسي من يومه ولا يمكنه الإستغناء عنه، ركن جهاز الابتوب جانبًا حين ارتفعت رنات هاتفه من صديقه المقرب فرد قائلًا:
-عامل ايه يا درش
-الحمد لله يا هندسه اي فاضي شويه؟
-ليه هنشرب قهوه في حته بعيده
غنى مصطفى
-تعزمني على نكته جديده
ابتسم أحمد قائلًا: خلي الخروجه لبكره وهعزمك على نكته وأحلى غدا يا سيدي
-طيب يا عمر… خلينا نتعشى بره بقا بالليل أحسن
-عمر! يبني إنت الوحيد الي بتناديني عمر كلهم بيقولي أحمد…
-بحب أكون مختلف عن الناس.. وبعدين أنا ماشي مع البطاقه
-ماشي يا عم مصطفى مش هخلص منك… نتقابل بكره
-اتفقنا
أحمد مدير الشركة التجارية التي يعمل بها مصطفى محاسبًا، ورث الشركه عن والده، فهو صديق مصطفى منذ الصغر وكانا جيران قبل أن ينتقل والد أحمد من شقته إلى ڤيلا خاصه به في منطقه مجاوره
“شاب متوسط القامه، يمتلك شارب ولحيه تزين وجهه، ويمتلك جسد رياضي، يحب ممارسة الرياضه لبناء عضلاته وتحسين مظهر جسده، مكتوب بالبطاقه عمر لكن يناديه الجميع ب أحمد”
انتهى مع حديثه مع مصطفى وظل يتحدث مع هدى حتى الثالثه فجرًا يخرجا من موضوع لأخر، وأثناء حديثه معها كانت هدى تفتح صورة الواتساب الخاصه به من حين لأخر وتدقق النظر في ملامحه إعجابًا به وبجسده الرياضي، ألا تعلم ما هي ما لعنة تلك النظرات!؟
_________________
في اليوم التالي
استيقظت منى من نومها على صوت المنبه، أغلقته وجلست على طرف السرير مسحت على وجهها بيديها من أثر النوم قائله: بسم الله الحمد لله الذي أحياني..
وبعد فترة قصيره ارتدت ثيابها لتخرج من البيت وحملت هاتفها تتصل بهدى لتقابلها،صفعت باب الشقه خلفها وخرجت وهي تتحدثت عبر الهاتف
-ايه دا إنتِ لسه نايمه!
ليأتيها صوت هدى الخامل: لا مش هعرف أجي النهارده… عايزه أنام
-قومي يا هدى بطلي كسل
-لا بجد مش قادره منمتش طول الليل
منى بخوف: ليه مالك؟ إنتِ كويسه؟
-متقلقيش أنا كويسه وهاجي بكره… بس محتاجه أريح النهارده
-ماشي يا حببتي خلي بالك من نفسك… وأنا هخلص جامعه وأعدي أتغدى عندكم النهارده
-ماشي يا منون هستناكِ بقا متتأخريش
أغلقت الهاتف وسارت وحدها قاصدةً جامعتها..
___________
على جانب أخر كان يقف خلف الستار يرتدي ثيابه استعدادًا للخروج، يتابع خروجها فمن خلال مراقبته لها إسبوعًا كاملًا، يعلم جيدًا أنه قد حان ميعاد محاضرتها، رأها تخرج من البيت تسير بهدوء، فخرج من غرفته مهرولًا أوقفه صوت والدته عند باب الشقه
– ايه يا مصطفى رايح فين؟ مش النهارده أجازتك!
-أيوه أجازتي… ساعه بس وراجع مش هتأخر عشان عندي ميعاد بالليل …
-رايح فين؟
فتح باب الشقه وهو يلقي لها قبلة في الهواء قائلًا: هبقا أرن عليكِ يا قمر عشان مستعجل
صفع الباب خلفه كانت والدته في ريب من حالته تتعجب من تقلب أحواله، خافت أن يقابل مروى كعادته، ابتسمت بسخريه وهي تقول: والله يبني أنا معدت فهماك… طالع عنيد لأبوك الله يرحمه!
_________________
كانت تمشي بهدوء حين أوقفها صوته الرجولي
-منى!
التفتت لصوته الذي أذاب كل الحواجز بل حطم الحصون التي وضعتها على قلبها فمن غيره يملك المفتاح لباب قلبها! نظرت له نظرات عتاب على الغياب، أمازال يتذكر إسمها؟ كان يركب سيارته التي اشتراها مؤخرًا، وتليق به تلك النظارة السوداء، ظلت تحدق به وطال سكوتها قطع الصمت قائلًا
-إزيك يا منى؟
ازدردت ريقها بتوتر: الحمد لله… إزيك؟
-بخير طول ما إنتِ بخير
ابتسمت بحياء فأردف: ممكن أوصلك؟
-لا شكرًا أنا هتمشى… لسه بدري
– عارف إن لسه بدري بس محتاج أتكلم معاكِ
أومأت برأسها وركبت بجواره، لم تدرك ما فعلت إلا عندما وجدت نفسها بداخل سيارته! أين كبريائها وكرامتها؟ وأين تلك الوعود التي قطعتها على حالها عازمة أن تنفذها؟ أنا حقًا لا أراها!
-طمنيني عليكِ
– أنا كويسه الحمد لله
-ماما قالتلي إنك شغاله في مستشفى خاصه!
-أيوه باخد شيفتات بالليل
-بس كدا إرهاق عليكِ!
-اتعودت
صمتا للحظات وقطع الصمت قائلًا: أنا عارف إني قصرت معاكِ… بس دا كان اختيارك
لم تجد ما تقوله أبعد خمس سنوات يحاول معاتبتها عما اقترفته عمدًا! ألم يفهم ذالك الأبله ما قصدته أنذاك؟
طال صمتها فأردف: إنتِ الي بعدتي، واختارتِ نبقا أغراب
نظرت من نافذة السياره لا تريد أن ترد عليه، تريد أن تختفي الآن من أمامه كما أنها لا تريد رؤيته، حمدت الله أن الطريق ليس بالطويل وأن المسافة قصيره وها قد وصلت جامعتها وسترتجل من سيارته
-وصلت… شكرًا هنزل هنا
أوقف السياره وأغلق الباب من ناحيتها، حاولت أن تفتح الباب لكن قد أوصده قبل لحظات…
-مردتيش على كلامي
أردفت وهي تنظر للباب
-كلام إيه؟… أنا اتأخرت… لو سمحت افتح الباب!
فتح الباب وهمت بالنزول ولكن أوقفها صوته: وحشتيني
نظرت إليه بصدمه، دق قلبها بعنف، توترت من كلمته لا تدري أهذا حُلم كسابقه أم ماذا يحدث معها الآن! ازدردت ريقها بتوتر وارتجلت من السياره، انحني بجسده ناحيتها قليلًا لتسمعه وقال: هنتقابل كتير الفتره الجايه…
ابتسم وأردف: خلي بالك من نفسك
ابتسم قبل أن ينطلق بسيارته ويتركها بصدمتها لا تدري ماذا حدث وما معنى ما قاله!
_____________________
وفي المساء
وقفت مروى تتحدث عبر هاتفها تهندم ثيابها أمام المرآه، ذالك الفستان القصير الذي يبين ويظهر مفاتن جسدها يعلو رأسها نصف حجاب يغطي نصف شعرها، والكم قصير يبين ساعديها… وهذا الخلخال الذي ترتديه فوق كعبها ليزين عرقوبها
-الو أيوه يا حبيبي… أنا جاهزه هتقابلني فين؟… إنت تحت البيت! طيب يلا نازلالك حالًا بس ابعد شويه عشان محدش يشوفك..
خرجت من غرفتها
-ماما أنا خارجه هزاكر مع أميره صاحبتي متقلقيش عليا
– ماشي يحببتي خلي بالك من نفسك ومتتأخريش
همت لتخرج من البيت فأوقفتها ناهد
-خدي هنا رايحه فين بالشكل دا!
-ناهد فكك مني متركزيش معايا
-مروى! للأسف بابا وماما واثقين فيكِ فاكرين بنتهم مبتغلطش ميعرفوش هيا بتعمل ايه من ورا ضهرهم…
مروى بغضب: بعمل ايه! قولتلك ملكيش دعوه بيا وبحياتي يا ناهد… انا حره
ناهد : يا بنتي أنا خايفه عليكِ… إفهمي بقا
مروى بسخريه: أنا فاهمه كل حاجه فكك مني… بطلي غل بقا… دا الغيره هتحرقك
– غل وغيره! ماشي يا مروى أنا معدتش هنصحك… اعملي الي تعمليه
ابتسمت مروى بسخريه قبل أن تخرج من البيت لتقابل صديقها..
_____________________
يجلس مع صديقه في مطعم
– والله يا مصطفى مش عارف أنا كدا بغلط في حق نفسي وحقها ولا إيه! أنا محبتهاش لكن اتعودت على وجودها في حياتي…. إحنا مجرد أصحاب لكن حاسس إن رجلينا بتتسحب لتحت
-طيب طلما بتقول محترمه اتقدملها
-يا عم لا أنا مش جاهز أخد الخطوه دي… وبعدين أنا لو هتجوز هاخد واحده بكلمها!
-على الأقل إنت متأكد إن إنت بس الي بتكلمها… بدل ما تاخد واحده بتكلم غيرك
-ما أنا مش متأكد… الي تكلم واحد تكلم عشره!…. المهم سيبك مني احكيلي إنت كنت عاوزني في إيه؟
حكى له عن مروى ومنى، فأردف أحمد
-إنت محتار بين إيه! منى طبعًا هي دي الزوجه الي تأمنها على بيتك وعيالك
-بس حاسس إني كدا هكون بظلم مروى!
– يعني عشان مش عايز تظلم مروى تقوم تظلم نفسك وتتدبس التدبيسه دي! يبني البت دي شمال واضح من كلامها!
-إنت شايف كدا؟
-إذا كانت هدى بنت محترمه دا أنا مره قولتلها يا حببتي كانت هتعملي بلوك… ومع ذالك خايف من علاقتنا… عاوز تورط إنت نفسك!
-عندك حق! أنا هحاول أصلح كل حاجه… بس إدعيلي
أردف أحمد يرفع يده داعيًا بابتسامه: روح يا شيخ إلهي تتجوز منى قادر يا كريم
ابتسم مصطفى وقال: روح إلهي يجعل هدى من حظك ونصيبك يا أحمد يابن عمي صلاح
ابتسم الإثنان وظلا يتحدثان حول أحول الشركه والعمل
_____________________
عندما أنهت منى محاضرتها ذهبت إلى بيت هدى لتقضي معها باقي اليوم، كان هذا من أسعد أيام حياتها فكلما تذكرت كلامه اندفع الأدرينالين داخل شراينها وارتفعت ضربات قلبها تدق لتدفع الدم المحمل بالسعاده ليدخل لكل خليه في جسدها.
هدى: حقيقي يا منى إنتِ زي أختي وأكتر
أردفت منى: لا إنتِ مش زي أختي… إنتِ أختي فعلًا إنتِ وهدير ربنا يخليكو ليا
هدير: ربنا ميحرمنيش منك يا منون أنا بحبك أوي أصلًا أكتر من البت هدى كمان!
“هدير في الصف الثاني الثانوي تشبه هدى كثير لكنها طويله عنها بضعة سنتمترات”
هدى: بقولكم إيه تعالو نلعب شويه بدل الملل ده
ردت والدتهم(مديحه): تلعبي يا هدى… يا بت إنتِ الي زيك اتجوزوا وفتحوا بيوت و….
قاطعتها هدى: وخلفوا وعيالهم دخلوا مدارس…. خلاص يا ماما حفظت الإسطوانه دي وقولتلك مية مره لسه بدري قدامي سنتين أخلص كليه وسنتين ماجستير وبعديهم الدكتوراه وسنه أكون فيها نفسي و….
قاطعتها منى: دي على ما تيجي تتجوز هتكون سنانها وقعت يا طنط
هدى بابتسامه بارده: يا خفه
هدير: بصي يا ماما أنا بقا مش ناويه أضيع عمري في التعليم.. وعايزه أفرحك بيا أنا هخلص ثانوي وأتجوز علطول… هي البنت ليها ايه غير بيتها وجوزها وشوية حاجات كدا فوق بعض
الأم: شايفه عيالي يا منى!
ضحكت منى
منى: ربنا يعينك يا طنط
نظرت منى للساعه بيدها وقالت:
-أما هقوم أمشي بقا
هدى: إيه يا بنتي احنا لسه هنلعب
أردفت بابتسامه
-العبي إنتِ وهدير وطنط
الأم: اقعدي يا منى باتي مع إخواتك
-معلش يا طنط مبعرفش أنام إلا في سريري
سلمت عليها منى وقبلتها من خديها قائله: وأنا بحبكم أوي… أكيد هاجي لحد ما تزهقوا وتقولولي معدتيش تيجي
هدير: عمرنا ما نزهق منك طبعًا… دا بيتك أصلًا
أصرتا هدى وهدير أن يوصلاها، سارا بجوار بعضهن يتبادلن الحديث وقفت منى قائلة:
-خلاص بقا والله لترجعوا إنتوا أنا مش هتوه يعني دا كلها شارع!
هدير: يبنتي أدينا بنتمشى
منى: لا والله ارجعوا إنتو بقا
هدى: ماشي يلا خلي بالك من نفسك
سلمت منى عليهما ولوحت لهما بيدها وهي تبتعد عنهن وهمت لتقطع الطريق فرأها مصطفى وهو يسير مع صديقه أحمد أشار لأحمد عليها ووقف يتحدث معه قائلًا: الي جايه هناك دي منى
-ما شاء الله، شكلها محترمه ورقيقه أوي ربنا يجعلها من نصيبك والله
كانت تقطع الطريق حين أتت سياره مسرعه ووقفت فجأه فتصاعدت صوت فرامل السياره بعد أن صدمت منى التي صرخت قبل أن يرتطم جسدها بالأرض، ركضتا إليها هدى وهدير، وارتجل الشاب مسرعًا من سيارته وتبعته مروى التي كانت تجلس بجواره وهي تهتف بغضب: الله يخربيتك يا حمدي خبطت البنت..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية وما معني الحب ) اسم الرواية