Ads by Google X

رواية وجوه الحب الفصل الثلاثون 30 - بقلم نور بشير

الصفحة الرئيسية

  رواية وجوه الحب كاملة بقلم نور بشير عبر مدونة دليل الروايات 


رواية وجوه الحب الفصل الثلاثون 30

  
( ٣٠ ) – خـداع الـحـب –
كان تقف بداخل المطعم تهاتف والدتها بتوتر كبير وغضب واضح على تقاسيمها دون أن يدري أحد ما يدور بينهم إلا أن ” سـلـيـم ” كان يتابعها ويتابع كل حركة ونفس يصدران عنها يتركيز كبير وتشفي إلى أن أغلقت مع والدتها الهاتف وبدت وكأنها مُنزعجة للغاية وهي تنظر إلى الشرفة بحزن حتى أنها لم تشعر بوقوف الأخير إلى جوارها إلا عندما هتف بها بقلق مُصتنع فهو يعلم حق درايه الحديث التي أستمعت إليه للتو وهو يستمتع للغاية بنيرانها ونيران والدتها التي تبدو بالنسبة له كالإنتشاء.
– مـريـوم أنتي كويسة..؟!
” مـريـم ” وكأنها قد فاقت من غفوتها المُتيقظة على حديثه لها.
– هاااااا..!
بتقول حاجة يا سـلـيـم..؟!
” سـلـيـم ” على نفس نبرته السابقة.
– بقولك أنتي كويسة..؟!
شايفك من ساعة ما جيتي وأنتي مش في المودد ودلوقتي كنتي بتتكلمي في التليفون ومن ساعة ما خلصتي المُكالمة وأنتي في دُنيا تانية..
شكلك سمعتي خبر ضايقك..؟!
” مـريـم ” بهدوء محاولة التغلب على أحزانها.
– أنا فعلًا سمعت خبر وحش جدًا شقلبلي موددي بس متاخدش في بالك أنت كل حاجة هتبقا تمام..!
” سـلـيـم ” بهدوء ولُطف فهو محاولًا أن يبدو ودودًا إليها.
– يعني إيه ماخدش في بالي..!
أنتي عيزاني أشوفك زعلانة وفي الحالة دي وأسيبك..؟!
ثم أضاف بلؤم حقيقي فهو يعلم حقيقة الموقف وما حدث معها.
– أوعي تقولي أن مشاكل البيت والشركة زادت وجدو تعب تاني..؟!
” مـريـم ” مسرعة محاولة تطمينه.
– لأااااا لأاااا..!
جدو بخير الحمداللّٰه متقلقش بس المُشكلة أن أونكل مُـراد هو اللي مش كويس..؟!
” سـلـيـم ” بلؤم وهو يستفسر عما حدث معه.
– تعب تاني ولا مشاكل الشغل لسه متحلتش..؟!
” مـريـم ” بحزن حقيقي.
– للأسف مشاكل الشغل كل يوم عماله بتزيد وكل مادا الوضع بيتعقد أكتر ومفيش حاجة بتتحل يا سـلـيـم..!
” سـلـيـم ” بخبث ودهاء.
– ليه يا حبيبي كل ده..؟!
هو مش المفروض الأزمة دي تتحل أول ما الشريك الجديد يستلم الشركة والمصنع زيّ ما فهمت من مُـراد بيه في آخر زيارة ليا عندكم لما جدو كان تعبان..!
” مـريـم ” بحزن أكبر.
– كلنا كُنا مفكرين كده بس للأسف كل حاجة بتبوظ مننا ومش عارفين إيه السبب..؟!
ثم تابعت بعدم تصديق وصدمة.
– أنت متعرفش أصلك مين هو الشريك الجديد لينا في الشركة والمصنع..؟!
” سـلـيـم ” بلؤم وهو يقطب بين حاجبيه بتصنع.
– طيب مين هو الشريك الجديد..؟!
حد من الموجودين عالساحة اليومين دول..؟!
” مـريـم ” بحزن شديد.
– الشريك الجديد واحدة ست إسمها أصـالـة ومامي قالتلي أنها طليقة أونكل مُـراد..
معندكش فكرة يا سـلـيـم أنا قلقانة قد إيه دلوقتي على أونكل مُـراد ومامي..؟!
أنت متعرفش أونكل مُـراد بيكره طليقته دي إزاي لدرجة أنه كان بيثور ويتعصب لو حد في البيت جاب سيرتها أو نطق إسمها بالغلط في مرة..؟!
” سـلـيـم ” بثبات وهو يحاول مُجارتها في الحديث ليعلم إذا كانت تعرف أي شئ عن ماضي والدته مع أبيه أم لا.
– يا للدرجة دي طليقة عمك كانت وحشة أوي كده لدرجة أنه مبيطقش يسمع إسمها..؟!
” مـريـم ” وهي تنجرف معه في الحديث متناسية لكل ما حدث فهي لا تعلم صلة القرابة بينه وبين تلك المرأة المُتحدثين عنها.
– يوووووووه فوق ما تتصور يا سـلـيـم..
أنا يمكن معرفش سبب واضح لإنفصالها عن أونكل مُـراد بس اللي مُتأكده منه أنها عملت حاجة كبيرة أوي عمي مقدرش يغفرها رغم أن عمتو حكت ليا في مرة قد إيه هما كانوا بيحبوا بعض ومحدش فيهم يقدر يعيش من غير التاني..
أنا فاكره أني ساعتها حاولت أعرف منها السبب بس هي رفضت تحكيلي تفاصيل وأنا بصراحة مهتمتش أعرف وبصراحة أكتر أنا مبسوطة باللي حصل جدًا لأن لولا اللي حصل مامي أكيد مكنتش هتبقا موجودة في حياة أونكل مُـراد وده اللي يهمني دلوقتي..
متتصورش يا سـلـيـم أنا ببقا مبسوطة إزاي وأنا شايفة مامي وأونكل مُـراد مع بعض..؟!
وإن جيت للحق لما بقعد مع نفسي وأفكر بقول أن أكيد أصـالـة دي كانت وحشة فعلًا عشان كده عمي مطاقش يعيش معاها وهي كمان مقدرتش تحافظ عليه..
أكيد هي متستاهلش حد زيّ أونكل مُـراد لأنها لو كانت تستاهله كان زمان جوازهم مُستمر لحد دلوقتي وقدرت تحافظ عليه زيّ ما مامي عملت..!
كل ذلك و ” سـلـيـم ” يقبض على يداه ويُشدَّد عليها بغضب كبير حتى أبيضت تمامًا دون أن تلاحظ عليه ” مـريـم ” ومن ثم تابع بحكمة لم يدري يومًا بأنه سوف يتحلىٰ بها في موقف مثل هذا محاولًا تجاهل غضبه من حديثها على والدته ومُجارتها بقدر المُستطاع حتى يحصل منها على ما يُريد بعدما أتخذ نفسًا عميقًا محاولًا ضبط أنفاسه وتنظيمها حتى لا تتأثر بنوبة غضبه المُختبئة خلف كل محاولاته العديدة تلك وأخذ يختخت لها بهدوء ساردًا عليها تلك القصَّة.
– عارفة يا مـريـم كان في حكاية لواحدة ست كانت قعدة في صالة الإنتظار جوه المطار مستنية ميعاد طيارتها ولما حست بالملل قامت تشتري كتاب تقرأ فيه عشان الوقت يعدي ومتحسش بيه وأشترت معاه كيس حلويات ورجعت قعدت في مكانها من تاني وبدءت تقرأ في الكتاب بتركيز كبير شديد جدًا حتى أنها محستش أن في بنت شابة قعدت جمبها..
وكل مادا تركيزها بيتشد للكتاب أكتر وشغفها ليّ بيزيد وكل ما تتعمق في أحداث الكتاب كانت بتمد إيديها في كيس الحلويات تاخد منه بسكوت من للوقت للتاني لحد ملاحظت أن في بنت قعدة جمبها وبتأكل معها من البسكوت من غير ما تستأذن منها..
الست أتعصبت أوي وقالت ما بينها وبين نفسها أنا لو مكُنتش مُتعلمة ومتربية كان هيكون ليا رد فعل قوي معاها عشان أعرفها الأدب والذوق..
وأستمر الوضع على كده في كل مرة تمد إيديها للكيس عشان تاخد منه بسكوت تلاقي البنت هي كمان بتمد إيديها جوه الكيس عشان تاخد منه زيّها وفي كل مرة كانوا بيبصوا لبعض بنظرات عجيبة محدش فيهم كان قادر يفسرها أو يفهمها لحد ما البنت بكل هدوء إبتسمت ومدت إيديها جوه الكيس طلعت منه آخر بسكوتة وقسمتها وعطت للست نص وأكلت هي النص التاني..
الست في وقتها شاطت وحست بالغيظ وقالت تاني بينها وبين نفسها دي بنت وقحة ومش مؤدبة ، دي أكلت معايا الكيس ومشكرتنيش حتىٰ..
ورجعت تاني الست تقرأ كتابها وهي حاسة بالغضب لحد ما سمعت النداء لطيارتها قامت وجمعت حاجاتها ومشت من غير ما تبص وراها وتشوف البنت دي ولو لمرة واحدة..
وبمجرد ما وصلت لكرسيها جوه الطيارة وقعدت قررت تشيل كتابها في الشنطة بعد ما خلصت قرأته وهنا أكتشفت الصدمة لما شافت كيس الحلويات بتاعها جوه الشنطة زيّ ما هو وبدءت تفكر وتكلم نفسها من صدمتها معقول يكون كيس الحلويات كان للبنت دي وأنا اللي كنت بشاركها فيه مش العكس..
وقتها أدركت أنها هي اللي كانت وقحة ومش مؤدبة وأنها كمان مشكرتش البنت ووصفت نفسها بالحرامية..
فأضاف بهدوء وثبات إنفعالي قد نجح في الوصول إليه بصعوبة كبيرة.
– وبالتالي إحنا في حياتنا بنمر كتير أوي بمواقف مُشابهه للموقف ده وبيجي علينا وقت نكتشف فيه إن الحقيقة غير اللي كُنا فاكرينها..
مع الوقت بنحس إن اللي بيحصل معانا ده الصورة الوحيدة الصحيحة اللي راكبة عليه لكن بنكتشف متأخر أوي أن كل اللي حصل ده مكانش هو الحقيقة أو الصح..
عشان كده مش عايزك تنجرفي في مشاعرك ومادام عمك والعيلة كلها بيكرهوها يبقا أنتي كمان تكرهيها..
يمكن لو كان في حد سمع ليها أو حتى حس بيها كان قدر يقدر موقفها خصوصًا أنك متعرفيش اللي حصل ليها كان إيه وإيه اللي مرت بيه..؟!
” مـريـم ” بمُكابره.
– أونكل مُـراد عُمره ما هيكره حد من غير سبب خصوصًا لو كان الحد ده روحه فيه زيّ ما عرفت..
ومادام أونكل مُـراد بيكرهها فأنا كمان بكرهها..
ثم تابعت بكراهية وعدائية شديدة لها.
– أنا ميهمنيش اللي حصل إطلاقًا..
أنا كل اللي يهمني أن مامي وأونكل مُـراد مع بعض وعلاقتهم متتأثرش بظهورها في حياتنا تاني وبالنسبة ليا الباقي مش مهم..؟!
” سـلـيـم ” بنبرة ذات مغزىٰ وهو يُضيق عيناه بإستشفاف لما يدور بداخلها.
– حتىٰ لو كان في شخص اتظلم بسبب العلاقة دي..؟!
” مـريـم ” بتملك شديد تجاه ” مُـراد ” وهي تهتف به قائلة بقوة.
– معتقدش أن في حد اتظلم لأن أونكل مُـراد مش الشخص اللي يظلم وعُمره ما كان ظالم ولو في حد غلطان فأكيد هي مش هو..!
والدليل على كلامي ده أنها راجعة بعد السنين دي كلها عشان تاخد منه كل حاجة وأكيد زمانها بترسم دلوقتي في دماغها إزاي تاخد أونكل مُـراد من مامي ودي حاجة أنا مش هسمح بيها أبدًا..
ثم أضافت بكراهية شديدة وواضحة على كل أنش بها.
– حقيقي أنا بكره أوي الست دي من غير ما أشوفها ولا أعرف حتىٰ هي عملت إيه..؟! ولو هتمنىٰ حاجة لأونكل مُـراد فأنا هتمنىٰ أنه يفضل مع مامي لآخر العُمر لأنها هي الوحيدة اللي تستاهله بجد وهتقدر تحافظ عليه..؟!
فجز ” سـلـيـم ” على أنيابه بغضب عند إستماعه إلى حديثها الفظ عن والدته مما أدىٰ إلى إبراز عروقه على جانبي جبهته ولكنه حاول بقدر المُستطاع التحكم بإنفعالاته وتعبيراته.
– وأنتي عرفتي منين أنها بترسم على رجوع عمك ليها وأنتي متعرفيهاش ولا حتىٰ تعرفي عنها حاجة مش يمكن تكون راجعة تساعد بس..؟!
” مـريـم ” بتعنت وإستنكار.
– إستحالة تكون دي نيتها مامي دايمًا تقولي أنها بتاعت مصلحتها وعُمرها ما تساعد حد إلا إذا كانت شايفة أن في من وراه مصلحة ليها وإلا مكنتش جت دلوقتي عشان تساعد أونكل مُـراد..؟!
فأكملت حديثها بغضب وغيظ واضح وهي تتخيلها أمامها بتلك اللحظة.
– بس أنا عُمري ما هسمح ليها أنها تاخد أونكل مُـراد من مامي مهما حصل وهكون واقفة قصادها في كل ثانية ومش هديها الفرصة تنتصر على مامي أبدًا..
أنت مش مُتخيل يا سـلـيـم مامي زمان حالتها عاملة إزاي دلوقتي..؟!
أكيد الموضوع صعب عليها عشان اللي حصل صعب على أي ست تستحمله..!
” سـلـيـم ” بعدما تأكد بأنها لا تفرق شيئًا عن والدتها وأنها تحمل حتمًا لنفس جيناتها الوراثية القذرة. فهو كان يظنها غير ذلك ولهذا قد فتح لها قلبه لكنها حقًا صدمته بنواياها وما تضمُره بقلبها تجاه والدته المجهولة بالنسبة لها مما جعله متشفيًا فهو يعلم بأنها ستنهار لا محالة عندما تعلم بحقيقة والدتها ولعل إنهيارها ذلك سيكون دواءًا له على أثر حديثها المُرَّ التي أغدقت والدته به. فهتف بها بهدوء على عكس الأعاصير الكامنة بداخله.
– عندك حق يا حبيبتي ربنا يكون في عون طنط وعونك..!
” مـريـم ” بإبتسامة مُحبة تتسع على أثر وصفة لها بمحبوبته لكنها عمدت إلى تجاهلها والتركيز على باقي حديثه وهي تتابع بدلال وخجل يلبقان لها جيدًا.
– ويكون في عوني ليه..؟! هو أنت ناوي تخليلي شريكة فيك في يوم من الأيام ده أنا أقتلك فيها..؟!
” سـلـيـم ” بإبتسامة لعوب ونبرة ذات مغزىٰ.
– وأنا أقدر برضو أحب على حبيبتي..؟!
أنا قصدي يكون في عونك لأنك أكتر حد حاسس بطنط وتقدري تهوني عليها..!
ثم أحاط بيديه خصرها جاذبًا إياها إليه بلؤم كبير مما جعلها ترتطم في صدره بقوة مُحببه إليها وختخت لها بنبرة عذبة، مُتقنه جيدًا.
– أنتي عارفة يا مـريـم أنا عُمري ما تخيلت أن حياتي حلوة أوي كده غير لما دخلتيها..!
” مـريـم ” بصدمة من فعلته وهي تحاول الفكاك منه والتملص من بين يديه. وتابعت بنبرة خجله، مُتضطربه لكنها عاشقة حد النُخاع.
– سـلـيـم أنت بتعمل إيه..؟! أبعد بليز..!
سـلـيـم ممكن حد يدخل علينا من العُمال ويشوفنا وساعتها هيبقا شكلنا وحش أوي..!
” سـلـيـم ” محاولًا تجاهل نبضات قلبه المُتسرعة على أثر قربه الشديد منها وتابع متجاهلًا وهو يسير في خطته كما خطط لها من قبل.
– محدش له عندنا حاجة إحنا دلوقتي في حكم المخطوبين وكلها أيام وماما وأختي يرجعوا وهتبقي خطيبتي رسمي وبعديها بأيام هتكوني مراتي وفي بيتي وفي حضني ووقتها شوفي مين هيقدر يحوشني عنك..؟!
” مـريـم ” وهي تموت خجلًا بين يديه ولا تزال تحاول التملُص من بين أحضانه.
– يا سـلـيـم أرجوك متكسفنيش بليز..!
” سـلـيـم ” بتلذذ شديد من محاولاتها المُتكررة والمُستميته للتخلص والإبتعاد عنه.
– مش هسيبك غير لما تقولي بتحبيني ولا لأ وإلا هنفضل كده للصبح..؟!
” مـريـم ” بعدما فشلت جميع محاولاتها للتخلص من أحضانه الدافئة التي ترغب في المكوث بداخلها طيلة العُمر ولكنها تحاول إلا تنظر بداخل أعينه أكثر من ذلك.
– سـلـيـم بتكسف بليز..
” سـلـيـم ” بإصرار وتلذذ من هيئتها وهي بين أحضانه.
– مش هسيبك غير لما تجاوبي عليا..؟!
ثم سكت لبرهة وتابع بعد ذلك بحماس وشغف أكبر للإستماع إليها.
– هااااا هتجاوبي ولا هنفضل كده وقفين لحد ما العُمال والناس اللي في الشارع يجوا يتفرجوا علينا..؟!
” مـريـم ” بخجل وهي تُشيح بنظرها بعيدًا عنه بإستيحاء تخشىٰ أن تنظر بداخل أعينه حتى لا تذوب بين يديه كقطعة السكر الذائبة تمامًا. ونطقت بعد محاولات كثيرة لخروج نبرتها بصعوبة بالغة إلا أنها نجحت بالأخير.
– بحبك..!
سيبني بقااااا من فضلك..!
” سـلـيـم ” وإبتسامته ترتسم بلذة إنتصار وهو يُشدَّد من إحتضانه لها.
– لأاااااا قوليها وأنتي بصه في عيوني عايزه أشوفها في عيونك..
هيكون ليها طعم ومعني مختلف..!
” مـريـم ” بخجل وهي تكاد تبكي بين يديه من فرط خجلها.
– سـلـيـم..!
” سـلـيـم ” لا رد لكنه ممسكًا بها بحرس شديد حتى لا تنفلت من بين يديه منتظرًا لها لتُلبي حديثه في ثبات إنفعالي كبير قد نجح في إتقانه بصعوبة بالغة فهي مُهلكه حقًا وتكاد تؤدي بيه في فخها دون أن يشعر.
” مـريـم ” وهي تلكمه بخفة أعلى صدره حيث موضع قلبه بدلال ونعومة ونبرة عذبة مُحببة.
– بحبك يا سـلـيـم..!
هااااا أرتحت كده..؟!
” سـلـيـم ” وإبتسامته في إتساع ونبرته قد لانت كثيرًا عن ذي قبل.
– متتصوريش قد إيه..؟!
ومتتصوريش كمان هرتاح أكتر لو بوستيني هنا عشان عندي وااااوااا..! قالها ويؤشر بسبابته على وجنته اليسرىٰ بفكاهة ومرح.
فزجت به ” مـريـم ” بعيدًا وهي تركض مُسرعة إلى الخارج بمرح.
– ده بقااااا بعينك بجد يا سـلـيـم..!
” سـلـيـم ” وهو يقهقه عاليًا.
– تعالي بس هقولك على حاجة..؟!
” مـريـم ” وهي تستدير إليه بتذمر طفولي.
– عايز إيه..؟!
أنا ورايا شغل مش عايزه عطلة هااااا بلاش دلع وكمل شغلك أنت كمان يلاااا..!
” سـلـيـم ” بإبتسامة واسعة.
– وماله نشتغل حبه ونتدلع حبه..! أنهىٰ حديثه بغمزة من عيناه اليسرىٰ ومن ثم تابع بجدية وهدوء.
– أنا عندي عشا عمل مهم أوي كمان ٣ أيام في الـ Four Season وعايزك معايا لأن كل شخص جاي مع الـ Partner بتاعه ووجودك هيكون مهم جدًا معايا في اليوم ده..؟!
” مـريـم ” وهي تتصنع التفكير بطريقة طفولية.
– أمممممم هفكر..!
– شوفي مين اللي بيدلع دلوقتي ومش عايزني أشتغل..؟!
” مـريـم ” بمرح هي الآخرىٰ بدورها.
– خلاص موافقة أصلك صعبت عليا وهيبقا شكلك وحش أوي وأنت قاعد وسطهم من غير الـ Partner بتاعك اللي هو أنا طبعًا..!
ثم تابعت وهي تركض إلى الخارج عندما إستمعت إلى أحد العُمال يهتف بإسمها.
– عن إذنك بقا هروح أشوف اللي ورايا..! قالتها وهي تركض مُسرعة إلى الخارج لتُشرف على عملها.
فنظر في أثرها ” سـلـيـم ” وهي تخرج إلى العُمال وتغيب عن أنظاره وبغيابها بدءت إبتسامته في الإختفاء رويدًا رويدًا حتى أظلمت عيناه تمامًا وأبرزت عروقه بشدة حتى كادت أن تخترق جلده وتخرج من موضعها من شدة غضبه وتابع بفحيح أفعىٰ ونبرة متوعده.
– يا ولااااااد الـ ( …… ).
وحيات شرف أمي اللي كلكم نهشتوا فيها لهدفعكم التمن غالي أوي..
ثم أضاف بغل كاد أن يؤدي بقلبه إلى الجحيم.
– أما أنتي يا ست مـريـم بكرا تشوفي أمك على حقيقتها وساعتها مش بس دموعك اللي هتبكي لأااااا..
وقتها قلبك اللي هيبكي بدل الدموع دم ومش هرحمك وهنتحاسب على كل كلمة غلطي بيها في حق أمي دلوقتي..

google-playkhamsatmostaqltradent