رواية وجوه الحب كاملة بقلم نور بشير عبر مدونة دليل الروايات
رواية وجوه الحب الفصل الثامن الثلاثون 38
( ٣٨ ) – مـشـاعـر مُـتـوهـجـة –
” يـوچـيـن ” وهو يمد يديه بترحاب شديد وحفاوة وإبتسامته الساحرة تُزين ثغره.
– أهـلـيـن إسـتـاذ مُـراد..؟!
شو ها الصدفة المهضومه هي..؟!
إكتير إكتير بتشكر صـولا لأنه عطتني ها الفرصة المنيحة مشان شوفك يا إِستاذ..؟!
” مُـراد ” وهو يمد يديه بفطور وإبتسامة باردة ترتسم على محياه حتى أنها لم تصل إلى عيناه.
– أهلًا بيك..
فرصة سعيدة..!
” يـوچـيـن ” وهو يوجه حديثه إلى ” أصـالـة ” بسعادة لا توصف.
– وينك صارلي من السنة الماضية ما شيفتك وكيفُه حبيب قلبي نـوح..؟!
” أصـالـة ” بمرح وإبتسامتها تتسع بحب وهي تريد حقن دماء الأخير فهي تلاحظ تقلص عضلات وجهه وبروز عروقه التي هي دليلًا قاطعًا على أنه في أوج لحظات غضبه وإشتعاله.
– إكتير إكتير إمنيح يا زلمي..؟!
وبيبعتلك السلام كمان..!
” يـوچـيـن ” بحب أخوي صادق وتودد شديد وهو يضحك على لهجتها المُقلده له.
– هههههه نيالك فيه أصـالـة ، هاااالزلمي إكتير قبضااااااي..؟!
عن چد إشتقتلكن إكتير وإشتقت للترويقة تبعنا سوا..!
” أصـالـة ” بحب وهي تعمد إلى إشعال نيران الأخير أكثر.
– يبقا في أقرب وقت لازم تنزل مصر وتعقد معانا كام يوم أنت متعرفش نـوح نفسه يشوفك قد إيه وبالمرة نتروق مع بعض ههههه..؟!
” يـوچـيـن ” بمرح وهو يوجه حديثه إلى ” مُـراد ” المُشتعل منذ أن ذكر إسم ذلك المجهول أمامه.
– تؤبري قلبي شو إشتقت لهضامتك هي ، عالأكيد راح إنزول مصر عن قريب وبقعُد معكن وقضي السفرة كلها عندكن وبالمرة بشوف مصر لأنو ولا مرة شيفته..!
كل ذلك و ” مُـراد ” في عالم آخر منذ أن ذكر إسم ذلك الأخير يشعر بنيران تشتعل بكل أنش به وغيرته تنهشه صدره دون رحمة أو شفقة. تتقاذف به الأفكار هُنا وهُناك أيعقل أن يكون ذلك الـ ” نـوح ” هو زوجها..؟!
أيعقل أن يكون ذلك الرجل هو من فضلته عليه منذ سنوات وخانته معه..؟!
أيعقل أنها تزوجت منه وتعيش حياتها وكأنه لم يكن بها يومًا..؟!
فإذا كان ذلك الرجل زوجها حقًا فلماذا لم يظهر بعد..؟! لماذا لم يعترض على سفرتهم معًا..؟! لماذا تركها لتعود إلى حياته مُجددًا..؟! فليس هُناك رجلًا على وجه الأرض يستطيع إحتمال فكرة أن زوجته ومحبوبته تتقابل ثانيًا مع طليقها أو زوجها السابق..؟! أي نوع من الرجال هذا..؟!
أيعقل أن يكون أحد ذويها وأنتقل للعيش معها..؟! فآتاه صوت من الداخل قائلًا له بتيقظ شديد.
– لاااااااااا لاااااا فهي والديها قد توفوا منذ كانت في الصف الثالث الإبتدائي وعاشت مع جدتها إلى أن توفاها اللّٰه وهي في العام الجامعي الأول ولم يتبقى لها أحد من عائلتها قط.
أيعقل أن يكون ذلك الـ ” نـوح ” هو من أحبته وتزوجت منه من بعده أم هو عشيقها السري الذي لم يصبح كذلك الآن فعلى ما يبدو أن الجميع قد علم بعشق كل منهم للآخر..؟! هل أثمر ذلك الحب عن وجود أطفال أم أنها لم تنجب بعد..؟! أفكار كثيره تتفاقم بداخل رأسه حتى كاد أن يشعر وكأن أحدهم يطرق بإداة حدة فوقها دون رحمة إلى أن إستيقظ من غفوته تلك التي إستمرت لثوان على صوت الأخير وهو يوجه حديثه بإبتسامة واسعة وألفة كبيرة.
– بااااييّ خبرني إكتير عن مـصـر وكان بدو نسافر لهُنيك لكن المعطر مات قبل سفرتنا ، بس اليوم بعد ما شفتكن صار بدي روح عـمـصـر من إچديد..!
” مُـراد ” بإبتسامة باردة وهو لازال يفكر في الأمر والغيرة تنهش صدرة بعنف.
– اللّٰه يرحمه..!
فشعر ” يـوچـيـن ” بصد في حديثه له مما جعله يشعر بالحرج فهتفت ” أصـالـة ” به بنبرة مُلطفه للأجواء من حولها.
– أنا جعااااانة جدًا مش هتفطرنا ولا إيه..؟!
” يـوچـيـن ” بإبتسامة واسعة ونبرة شديدة الترحيب.
– ولوووو أحلى ترويقة بالدنيّ لعيونك حبيبتي صـولا..؟!
ثم تابع وهو يوجه حديثه إلى” مُـراد ” ولكن بإبتسامة مُتحفظه.
– هلاااااا راح ناخد فطورنا وبعدها بترتاحوا إشوي وبالمسا راح نضهر كِلنا ونوقع عقود الصفقة تبعنا..!
” مُـراد ” بإقتضاب وإبتسامة يملؤها البلاده كنبرته تمامًا.
– معلش مش هقدر أفطر معاكم دلوقتي بس ممكن بالليل أنزل نوقع العقد ونتكلم في الشغل عشان هيكون عندنا سفر تاني يوم ويادوب أرتاح شوية..!
” يـوچـيـن ” وهو يشعر بغرابة من ردود أفعاله إلا أنه لازال يُصر على حضوره.
– ولو يا زلمي في حدن بيچي عاليونان وما بيضهر أبدًا..!
” مُـراد ” على نفس نبرته السابقة.
– معلش أنا جاي هنا في شغل وبس ومعتقدش أنه هيكون في وقت للفُسح..!
” يـوچـيـن ” بحيرة من هذا المنطق الذي يسير به الأخير.
– خلاص إذا بدك فينا ما نضهر برات الـ Hotel وبنسهر بالـ Restaurant نوقع العقد ونحكي بالصفقة ونتعشا سوا..!
ثم تابع بإبتسامة واسعة وهو يوجه حديثه إلى ” أصـالـة ” بحب كبير.
– شو رائيك صـولا بهالمُخطط..!
” أصـالـة ” بإبتسامة هادئة.
– أنا شايفة أن ده أفضل حل لأن إحنا فعلًا عندنا سفر بكرا ولازم نخلص كل الشغل اللي جايين عشانه الليلة..!
” يـوچـيـن ” بإبتسامة واسعة.
– يبقا إتفقنا إِستاذ مُـراد راح نتقابل المسا بالـ Restaurant..
فإبتسم له ” مُـراد ” ببلاده دون أن ينبث بنصف كلمة مما دفع ” أصـالـة ” إلى الحديث سريعًا لتلطيف الأجواء وهي توجه حديثها إلى ” يـوچـيـن ” بتودد.
– طب يلاااااا نفطر بقاااا ولا أنت ناوي تسبني من غير أكل لحد العشا هي دي أصول الضيافة برضو ههههههه..؟!
” يـوچـيـن ” بسعادة.
– ولوووو راح نتروق أحلى ترويقه هلاااااا ، فينا نروح من هون..؟! نطق بها وهو يؤشر بيديه على بوابة المطعم ومن ثم تابع موجهًا حديثه إلى ” مُـراد ” ببشاشة.
– هدا الـ Master key تبعك فيك ترتاح هلااااا وأنا راح أطلب فطورك ليچيك عغرفتك..!
فمد ” مُـراد ” يديه ساحبًا منه المُفتاح وتلك الإبتسامة لازالت ترتسم ببرود على محياه مُرددًا بذوق مُصتنع.
– ميرسي..!
فإبتسمت ” أصـالـة ” ببشاشة وتابعت بنبرة يشوبها اللطف.
– أسبقني أنت يا يـوجـي وأنا هكلم مستر مُـراد في حاجة كده وهحصلك..؟!
فإبتسم لها ” يـوچـيـن ” في وقار ورحل بعدما حيّيا الأخير الذي لم يشعر بذوقه معه قط إلا أنه حيياه من باب الذوق ولأنه ضيف لديه. وبمُجرد رحيله حتى إقتربت منه ” أصـالـة ” هامسه له بعصبية وعيناها غائمة بغضب.
– أنا ممكن أفسر قلت ذوقك معايا عشان بتعتبرني عدوة ليك بس مش معنىٰ أني سكتالك توصل معاك الدرجة أن تتواقح مع الناس وتهين كرامتهم لمُجرد بس أنهم يخصوني أو من طرفي..!
فتابعت بتحذير شديد وهي تؤشر بسبابتها له في غضب مكتوم حتى لا تلفت أنظار المرء إليهم.
– عيزاك تسمعني كويس أوي يا إبـن عـابـد وتحط الكلمتين دول حلقة في ودانك ؛ إحنا هنا جاين نشتغل وبس ، أي لعب عيال من اللي بتفكر فيه ده تشيله من دماغك خالص ، وياريت تحس بالمسؤلية وتقدر الموقف اللي محطوطين فيه وبلاش غيرتك تعمي عنيك لأنها باينه أوي..! قالتها وهي تنظر له بتحدي نظرات قوية لم يعتاد عليها معاها يومًا ولكن لا تخلو نظراتها من السعادة. فهي إستشعرت غيرته وأدركت للتو بأنها لاتزال تحتل مكانًا بقلبه وهذا كافيًا لها الآن. ورحلت بعدما رأت تلجمه وهو يقف لا يقوى على الحديث لايزال في صدمته من حديثها. فكانت خطواتها واثقة ، مُتهادية وكأنها تريد إشعال نيرانه وكأنها أيضًا تُحدث بخطواتها إيقاع موسيقي رنان بكعب حذائها المُدبب. تحت نظراته المُشتعلة التي تخترقها من الخلف. فهو يقف كالعاجز تمامًا ؛ شعوره أشبه بمن تم حقن دمائه للتو أو هو كذلك حقًا ؛ ولم يعد يقوىٰ على التحرك أو الحديث فالعالم قد إشتد ظلامه بعيناه ولم يعد يرىٰ سواها بأحضان ذلك البغيض من وجهة نظره ؛ فشددت بيديه على حقيبته ومن ثم سحبها وصعد إلى حيث غرفته المعنية. وما أن دلف وأغلق الباب من خلفه حتى زج بحقيبته بإهمال شديد ومن ثم مسح بيديه خصلاته بغضب وما كان منه إلا أنه بدء في تسديد لكمات قوية إلى الحائط وكأنه يفرغ عليها نوبة غضبه تزامنًا مع نبرته المُشتعلة بلهيب الغيرة.
– غبي ، غباااااااي..!
مكنش لازم أسيب مشاعري تسيطر عليا قدامها..!
غبااااااااي..!
فمن تمام حظها أنها جماد لا تشعر ولا تتألم فلو كانت هكذا لكان صراخها دوى أرجاء الـيـونـان بأكملها. ولم يشعر بحالة إلا وهو يلهث بشدة من أثر حركاته العنيفة ولكماته القوية للحائط مما أدى إلى إحمرار يديه بشكلًا ملحوظ ؛ فرفع كفه ينظر إليه بصدمة وهو لا يعلم ما الذي أصابه يشعر بالتخبط والضياع ؛ أما عن عيناه فكانت كالجمر تبوح بما لا يستطيع قلبه البوح به. فبعيدًا عن عبراته المتحجرة والتي تأبي الهطول إلا أنه يشعر بألم يعتصر صدره. لا يستطيع تحمل فكرة أن تكون لآخر غيره..! فالأفكار تتلاعب وتتقاذف به دون هوادة منذ أن إستمع إلى حديثها المُرَّ كالموت تمامًا مع ذلك البغيض.
فمن ذلك الـ ” نـوح ” الذي سأل عنه الأخير..؟!
فهو قد إدرك أنه زوجها فهم يقطنون بنفس المنزل ويعيشون معًا وهذا قد إستشفه من حديثهم سويًا بالأسفل.
عند هذه النقطة شعر وكأن هُناك أحد إعتصر قلبه على أثر تخيله لحقيقة الأمر.
كيف لها أن تفعل به كل هذا..؟!
كيف لها أن تُحطم قلبه على مدار كل هذه السنوات الطويلة..؟!
أيعقل أنها لم تحبه قط بل كان بالنسبة لها مُجرد ( درج ) تصعد من خلاله فحسب أم أنه كان مُجرد صفحة وقامت بطويها مع الماضي..؟!
كيف له أن يتصرف في مثل هذا الموقف فقلبه يرفض خداعها ، وعقله يأبى تصديقه..!
فعاد ليمسح بيديه وجهه من جديد ومن ثم إقترب من الشرفة مستندًا بيديه على حافتها محاولًا السيطرة على هوج مشاعره والأهم من ذلك التحكم في المعركة الدائرة بداخله ؛ وما كاد أن يشتم بعض نسمات الهواء الطربة لينعش بها رئتيه حتى شعر بإهتزاز هاتفه بداخل جارب سترته ، فقام بإخراجه على الفور فوجد رسالة قد تم إرسالها له عبر بريده الإلكتروني ولكن ما لفت إنتباه حقًا قبل معرفة محتواها أنها قد أرسلت إليه من بريد مجهول الهوية مما شكل علامة إستفهام كبرىٰ بداخله ؛ فقام بفتحها سريعًا وهو يقضب بين حاجبيه بغرابة واضحة على تقاسيمه ولكن سرعان ما تغيرت معالمه شيئًا فشيئًا وهو يقرأ بعيناه محتوىٰ الرسالة التي مُفادها الأتي:
• قولتلك قبل كده توب الشرف غالي بس أنت مصدقتنيش ،
بس هستنىٰ إيه من واحد عاش عُمره كله يصدق ودانه ويكدب عنيه..!
= كفاية بقا يا إبـن عـابـد وصدق قلبك ولو لمرة واحدة يا أخي..!
– فـاعـل خـيـر –
كانت عيناه مُنصدمة وعقله مُشوش كعادته ، فالأفكار تعصف به كـريـاح أمـشـيـر الباردة دون رحمة أو شفقة منها على حالته. فأخذ يتساءل في قراره نفسه.
من المُرسل..؟! ولماذا هو بالتحديد..؟!
ولماذا إقترنت تلك الرسائل بعودة أصـالـة..؟!
أيعقل أن تكون هي المُرسل..؟!
عند تلك النقطة بالتحديد إستمع إلى نبرتها في أذنيه وهي تهتف إليه منذ قليل بـِـ ( إبـن عـابـد ) ؛ فتلك الجُملة قد إستمعها منها وتلقاها في هاتين الرسالتين..!
إلا أنه عاد ليُفكر بشيئًا أكثر منطقية متغاضيًا عن آلام رأسه وجسده المُبرحه. فإذا كانت هي المُرسل فلماذا ترسل له..؟! وما هي الفائدة من إرسال مثل تلك الرسائل الآن فقصَّتهم قد مر عليها سنوات طويلة أبيضت لها الرأس ، وشاب فيها من كان صغيرًا ، ولن ولم يجدي نفعًا ما تفعله الآن..!
شعر للحظة بأن الأرض تدور من حوله وقدماه لم تقوىٰ على حمله ، فرفع يداه مخبئًا بها وجهه عندما شعر بتشوش رؤيته إلا أنه صدم لرؤية الدماء التي أغرقت كفه وقميصه الأبيض. فنظر إليها بذهول وهو يترك العنان لجسده ليُعلن إستسلامه ومن ثم سقط فاقدًا للوعي ليرتاح ولو لقليلًا من الزمن فهو يشعر بنفس حسرة محمود درويش عندما قال :
• ” لم يَفُتني القطار وحدهُ ، بل فاتتني المحطَّة ،وضلَّني الطّريق ،وخانَني رِفاق السَّفر .”
وبالأسفل كانت ” أصـالـة ” تجلس مع صديقها على أحدىٰ طاولات المطعم يحتسون القهوة بعدما تناولوا فطورهم سويًا. فشعر ” يـوچـيـن ” بتوترها فتودد إليها بنبرة رحيمة.
– شو فيكي حبيبت قلبي ، شايفتك مخربته وكأن في شئ مو منيح صاير معكي على بكير..!
” أصـالـة ” بإبتسامة مهزوزه والقلق يسيطر عليها.
– أنا كويسة الحمدللّٰه ؛ بس قلقانه جدًا على سـلـيـم مش بيرد عليا وعايزه أطمن عليه..!
” يـوچـيـن ” بتودد.
– فيكي تحكي مع نـوح وهو بيحاكيه يحاكيكي..!
” أصـالـة ” وهي تهم بمهاتفه ” نـوح ” بعد إستحسانها لفكرته.
– عندك حق أنا هكلم نـوح أشوفه..!
وبالفعل قامت ” أصـالـة ” بمهاتفه ” نـوح ” الذي أخبرها بإن صغيرها بالمطعم يعمل على قدم وساق لإقتراب موعد الإفتتاح وأخبرها أيضًا بأن لديه عشاء عمل مساءًا ومن المتوقع تأخره ؛ لذلك لا داعي للقلق فهو موجود وسيتدبر الأمر في غيابها ؛ فأغلقت معه الخط بعدما إستطاع تطمينها ومن ثم تمتمت له بحب ونبرة صادقة.
– الحمدللّٰه نـوح قالي أنه في عنده شغل وطمني عليه..!
ثم أضافت بعدما سحبت نفسًا عميقًا.
– حقيقي مش عارفة من غير وجود نـوح كُنت عملت إيه في حياتي..؟!
” يـوچـيـن ” بصدق.
– ليكي صـولا بدي ياكي تنسي كل اللي صار وهلا وبها اللحظة تستمتعي باللي وصلتي إله وتتركي حالك للدني تعمل فيكي شو ما بدا لأن نحنا ما بنملك شئ فيها.
” أصـالـة ” بقلق حقيقي.
– في حاجات بتبقا جوانا صعب نتخطاها يا يـوجـي حتى لو بينا عكس اللي حاسين بيه ، متتصورش قد إيه الفترة دي صعبه أوي عليا وخوفي على سـلـيـم عامل فيا إيه..؟!
” يـوچـيـن ” بحب.
– سـلـيـم طول عمره حدك وبيسمع لحكيك وأنا مو شايف أي غلط بتصرفاته هالفترة ، إبنك صار زلمي منو طفل صغير وبيلبق إله أنه يعيش حياته متل ما بدو صـولا..!
نحنا كمان كِنا شباب وما في شئ ما عملناه ؛ بتتذكري كيف تركت بايّي هون وحده وركضت لعند أميّ وأنا في متل عُمر سـلـيـمـو..!
وقتها كِنت شايف أن حياتي هونيك وأني راح عوض كل اللي فاتني وأنا بلبنان حد أميّ وما إهتميت بحديث بايّي.
” أصـالـة ” وهي تُذكره بما مضىٰ.
– بس أنت وضعك كان مُختلف يا يـوجـي..!
أنت مامتك وباباك كانوا متجوزين وعايشين حياة طبيعية مع بعض ولما الحياة وصلت بيهم لنقطة معينة قرروا أنهم يبعدوا بإحترام وقرارك في العيش مع مامتك في الوقت ده كان قرار طبيعي جدًا لأنك إتحرمت منها لسنين ؛ ولو فاكر أنت وقتها تعبت قد إيه لما روحت لقيت مامتك أتجوزت وخلفت وكملت حياتها من بعد باباك..!
– كان فيا صدق حكيك هاد إذ كانت ها الـ experience مأثرت فيني وعحياتي ؛ لكن ها التجربة تركت فيني أشيا كتير إذا ما إكتسبته وقتها ما كِنت بقدر كفي حياتي بلاها..!
إبنك Fighter منو أناني ولازم تفتخري فيه صـولا..!
سـلـيـمـو مو بيحارب كرمال مصاري أو شئ مو منيح ، إبنك بيحارب كرمال كرامته وكرامة أِمه حبيبت قلبي..!
ثم أضاف بنبرة رحيمة ، مُشجعه.
– إتركيه صـولا وصدقيني حتى إذا صارت الأمور عكس ما بده ؛ وقتها راح يكون إتعلم الدرس وأخد الـ experience اللي عمقاسه عن جد..!
فأكمل بنبرة رحيمة ويداه تتسلل إلى يداها الموضوعة أعلى الطاولة ضاغطًا عليها برفق وإبتسامته الساحرة تُزين ثغرة مما دفعها للتبسم بوجهه بصدق.
– سـلـيـمـو منو ولد صـولا ، سـلـيـمـو رچال وقد حاله وراح بيسير اللي بدك يااااه صدقيني..!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية وجوه الحب ) اسم الرواية