رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع 4 البارت الأربعون 40 يقلم اية يونس "لقدري رأي آخر"
رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع 4 الفصل الأربعون 40
كاد الشيطان أن يفقد عقله بعدما سمع كلام فاطمة ابنه عمه عما فعلته قدر ..
علي الفور اتجه الي أقرب قرية مجاورة لهم علّه يلحق بها قبل أن تتحدث مع والدها وقبل أن تهرب بعيداً عنه ...
وبمجرد خروجه هو الآخر من قريته المُسماه علي إسم جده الدسوقي ، بعدها بوقت قصير للغاية كانت سيارات الشرطة وسيارات آدم الكيلاني وسيارات حُراسه تدخل الي المكان والي القرية ... لاحظت فاطمة والتي كانت في الحقل آنذاك دخول سيارات كثيرة وأشخاص غريبة الي قريتهم ومكانهم ... اتجهت فاطمة بخوف الي المنزل لتُخبر آمر أخيها عما يحدث ...
وعلي الناحية الأخرى في سيارة آدم الكيلاني ...
_ هو دا المكان يا تميم ...؟
قالها آدم بغضب قاتم ووجه لا يبشر بالخير وقد كشر النمر عن أنيابه مرة أخري ...
تميم بإبتسامة خبيثة وهو يري غضب عمه وهذا ما يريده ..
_ أيوة يا عمي ... ومتقلقش انا ..
_ انا مش قلقان ... انا عارف كويس انا هعمل إيه ...
نظر له النمر نظرة اخافته ليتابع بهدوء قاتل ومخيف ...
_ لو كنت ناسي اني آدم الكيلاني افكرك يا تميم ... انا قبل ما اكون عمك ... انا آدم النمر ...
شعر تميم أن أنفاسه تذهب بعد نظره عمه تلك له وقد أحس في كلامه أنه يشك بأمره ...
فضّل تميم ألا يتحدث حتي يتأكد من شكوكه وحتي يري ما سيفعله مع قدر ... لأنه يعلم أنه إن وجدوها وعادت معهم ستخبر ابيها كل شيئ عن تميم ...
مجرد التفكير فيما سيحدث أربك تميم بشدة لأنه كان يظن أنه مهما حدث لن يشك احدًُ به .. الآن بعد كلام عمه هذا له وطريقته هذه معه ... تمني تميم ألا يجدوها ابداً لانه يعلم أنه ربما يصدقها آدم الكيلاني ويصبح هو في مأزق كبير ...
وعلي الناحية الأخري في المنزل الكبير ...
خرجت الجدة كبيرة المنزل بصحبه حفيدها آمر الدسوقي تستقبل القادمين وتري ماذا يريدون منهم ومن قريتهم ومن منزلهم ...
نظر آمر الذي كان ينظر في البداية بإستغراب وقلق لما يحدث وقد ظن أن الشرطة أتت الي هنا من أجل أنهم علموا بشأن تهريبه وعمله مع ابن عمه الشيطان في الممنوعات ولكنه صدم عندما رأي آدم الكيلاني ولمحه من إحدي نوافذ السيارت ...
آمر بسرعة وهو يتحدث مع فاطمة ...
_ ايهاب فين ...؟!
_ راح يلحق قدر من القرية اللي جنبينا ...
آمر بصدمة :
_ ينهار اسووود ومطييين ... دا ابوها لو شافه هيقتله دلوقتي ... لاززززم حد يقوله ميجيييش ويهررب ..
فاطمة وقد فهمت ما يحدث وفهمت أن هؤلاء قادمون من أجل قدر ...
_ متقلقش يا اخويا ... انا هخطف رجلي بسرعة ابلغهم أنهم ميجوش دلوقتي وأنهم يهربو بسرعة قبل ما يلاقوهم ...
أخرج آمر مفتاح ما من جيبه بسرعة قبل أن يراه أحد وأعطاه لفاطمة ...
_ قوليله ياخد عربيتي من عند الحچ نعيم السمكري وميورينااااش وشه هنا قبل ما أبلغه أن الدنيا أمان ... لازم يهرب بسرعة حتي لو هيسيب قدر معاكي ترجعي بيها المهم هو يهرب عشان ميموتش ...
اومأت فاطمة بقلق وخوف ...
_ انا هطلع من وسط كل الشرطة والعربيات دي ازاي يا اخوي ...؟
_ روحي من الطريق الزراعي الوراني من عند الترع وحودي علي المعدّية وهتوصلي بس المهم تجري دلوقتي عشان تلحقيهم .. يلااا ... وقبل ما تمشي جولي لعمي فارس ميطلعش من اوضته دلوقتي ...
_ بتتودودو (بتتكلمو) في اييه يا ولدي وسايبين الناس اللي جايه دي ...؟
_ مفيش يا ستي ...
قالها آمر وهو يشير إلي فاطمة لترحل بسرعة ...
بالفعل بهدوء تسللت فاطمة من وسطهم دون أن يلاحظها أحد من القادمين أو الواقفين ، نفذت ما قاله لها أخيها وأخبرت عمها فارس بسرعة ألا يخرج من غرفته الآن ... وبسرعة كبيرة خرجت من الباب الخلفي للمنزل الي الأرض الزراعية ومنها جرت بسرعة وسط الحقول دون أن يلاحظها أحد ...
بينما علي الناحية الأخري ...
وقفت السيارت أمام باب المنزل الكبير لينزل آدم الكيلاني وتميم من السيارة متجهين الي الواقفين أمامهم ...
آدم بهدوء وهو يسألهم ...
_ بنتي فين ...! انا عارف انها هنا ...
صدمت الجدة والجميع فلم تكن تعرف ان هذا والد قدر وان هؤلاء قادمون من أجلها ...
كادت الجدة أن ترد ولكن آمر أوقفها ليرد بصرامة ...
_ كل اللي هنا بناتنا احنا ... مفيش بنت حد غريب هنا ... لو بنت حضرتك تايهة روح دور عليها بعيد عن هنا عشان هي مش هنا ...
تميم بغضب ممثل ...
_ هنشوف دلوقتي ... فتشو يا ابني البيت دا ...
آمر بصوت عالي وقد وقف معه رجال المنزل ...
_ يفتشوووو ايييه عنددددك أنت وهووو في عندنا حريم لو اتكشفت علي حد ما هيكفينا هدر دم عيلتك كلها ...
آدم بغضب ...
_ انا عاااارف إن الو** اللي خاطف بنتي مخبيها هناا وانا مش ماشي من هنا غير وبنتي معاياا وجثته هو كمان معايا ...
آمر بصرامة تعكس شخصية رجل صعيدي ...
_ وانا بجولك معنديناش بنات غير بناتنا ونسوانا ... ومفيش حد هيخش البيت من رجالتكم لإن البيت ليه حُرمه ... قسماً عظماً لو رچل راچل فيكم خطت عتبه البيت لهيكون فيها موتكم كلكم ومش هيهمنا ...
ولإن تميم هذة المرة كان يشك بأمر عمه آدم الكيلاني أنه يعرف شيئاً عنه أو يشك به لذلك تمني فعلاً ألا يجدوها حتي لا تشي بأمره ويصدقها عمه ولكي تتم خطته ...
نظر إلي عمه بخبث ليردف ...
_ ارجع انت يا عمي وانا والشرطة هنتصرف عشان الصعايدة بالذات مبيرحموش ومينفعش يتاخدو عافية ...
آدم بغضب وهو يتجه ليدخل المنزل بنفسه غير آبه به ...
_ علي نفسهم الكلام دا ... لو بنتي مطلعتش من جوة هدخل انا اجيبها ولو فيها موتي ...
اتجه ليصعد سلالم المنزل الي حيث يقف آمر بالأعلي قليلاً ، ولكن آمر اعطي الإشارة للرجال من حوله ليخرج كل واحد منهم سلاحه وبندقيته في وجه النمر ...
آدم بغضب وهو يتحدث مع آمر ...
_ شيل مسدسات العيد دي من هنا يا ابني قسما بالله لو فيها موتي ما هرجع خطوة ...
الجدة وهي توقف آدم هذة المرة بحرص وخوف ...
_ يا ابني صدجني والله بتك مش هنا ... لو مش مصدجني هات حُرمه تبعكم تدخل بنفسها تدور چوة بس مفيش راچل هيدخل چوة عشان عندينا حريم وانت عارف الأصول وعارف أنه عيب ...
نظر لها آدم بشك بعض الشئ ... ولكنه بعد التفكير قرر أن يُحضر إمرأة ، لتدخل وتبحث عن ابنته تفادياً للهجمات والطلقات النارية سواء من آمر ورجاله أو حتي رجال النمر والشرطة ..
وبالفعل حضرت امرأة شرطية لتدخل المنزل وتبحث بنفسها عن قدر والشيطان ..
وعلي الناحية الأخري في القرية المجاورة ...
كانت قدر تسير وهي تبكي لا تدري الي اين تذهب ولكنها تعلم أنها يجب ألا تبقي أكثر من ذلك معهم ... يكفي ما حدث لهم بسببها ويكفيها أيضاً ما حدث لها بسبب الشيطان ... بكت قدر وهي تسير وسط الحقول ووسط القرية تتذكر ذكرياتها معه بداية من إختطافها في غابات ألمانيا وحتي إحضارها الي هذة القرية وإجبارها علي القول أنها زوجته ... بكت قدر وهي تتذكر اللحظة التي اعترف فيها الشيطان لها أنه يحبها ... كانت زلة من لسانه ولكنها لم تكن تعلم أنه مجرد شخص لعوب لا يحب الا نفسه فقط ...
كانت قدر تسير وتسأل عن أقرب
"سنترال" موجود وبالفعل ارشدها بعض الأطفال الي هناك ...
دخلت قدر الي السنترال وطلبت منه الهاتف لأمر طارئ واسئذنته أنها لا تملك نقوداً ولكن الرجل الطيب تفهمها واعطاها هاتفه لتتحدث به ...
بالفعل كتبت قدر رقم والدها والذي كانت تحفظه عن ظهر قلب منذ الصغر تحسباً لأي موقف كهذا ...
"جاري الاتصال .." ومن ثم رنات متتالية علي الهاتف كانت قدر تنتظر بدموع وحزن وشوق أيضاً أن يرُد والدها عليها ...
وبالفعل رد آدم الكيلاني بإستغراب علي الرقم الغريب بالنسبة إليه ...
_ ألو مين ..!
_ ب ... بابا ...
فتح آدم علي الناحية الأخري عيونه بصدمة وسعادة كبيرة ...
_ قدددرررر .. انتي فيييين يا حبيبتي ...؟!!
انتبه تميم الي ما يحدث بصدمة وابتلع حلقه بخوف كبير ...
ابتسمت قدر علي الناحية الأخري بشوق وحنين كبير لوالدها ووالدتها ومنزلها الذي اشتاقت إليه كثيراً ...
_ انت وحشتني اووي يا بابا ... وحشتني اووي والله ...
بكت قدر بصوت عالي كالأطفال حتي أن الرجل الذي أعطاها الهاتف انتبه لها بإستغراب ...
_ في حاچه يا أبله ...؟
_ لا مفيش ...
سمع آدم علي الناحية الأخري صوت الرجل اللذي يتحدث اللكنة الصعيدية وسمع ابنته تتحدث معه ... هي ليست بالمنزل أو بالداخل إذاً ...
_ انتي فييين يا قدددررر .. قولي بسرررعة ...
_ انا في الصعيد يا بابا في قر...
_ الو .. الووو ... فييين يا بنتي ... انتي فييين ... الو .. الو ...
نظرت قدر بصدمة الي من امسك الهاتف للتو وكسره تماماً علي الأرض ...
الشيطان بغضب كبير وهو يمسك يدها ...
_ انتي بتعملللللي ايييه ... انتي يوووووومك اسووووود ...
الرجل بغضب وهو يخرج له بعدما كسر هاتف المحل ...
_ انت مين انو وازاااي تكسر تليفووووني كده ...!
أخرج الشيطان من جيبه بعض الآلاف من الجنيهات وهو ينظر لقدر بغضب كبير لم يبعد نظره عنها أو يده اللتي تقبض علي معصمها بغضب ...
_ الخط اللي الآنسه اتكلمت منه يلزمني ... كدا الحساب خالص ...؟
الرجل بسعادة وهو يعد النقود الكثيرة في يده ...
_ كدا تمام يا باشا ...
خرج الشيطان من المكان وهو يتوعد لها عندما يعودون أدراجهم الي المنزل ، بينما هي كانت تصرخ بأن يترك يدها وأن يبتعد عنها ... ولكن الشيطان لم يهتم لها ولا لنظرات الناس حولهم كان يجذبها خلفه بغضب كبير ...
قدر بغضب وهي تحاول إبعاده عنها ...
_ ابعددد عنييي ... ابعددد انت مش مكفيك اللي انت عملته فيا ... كفاية بقي اوي كدا وسبني ارجع لحياتي ومتقلقش قولتلك محدش هيعملك حاجة ولا حد هيأذي عيلتك في حاجة ...
نظر لها الشيطان بغضب ...
_ هو انتي فاكرة اني خطفك عشان خايف منه يا قدر ...!!
_ أيوة انت قولتلي بلسانك انك خايف تتسجن بسببي تاني ...
ابتسم لها الشيطان بسخرية ...
فهي لا تدري أنه خائف عليها هي وليس علي نفسه أو عائلته فلا أحد سيمس عائلته بشيئ ولا احد أيضاً سيمسه بشيئ .... هو خائف عليها هي تلك الغبية اللتي تريد أن تموت في سبيل اوهام خيالها
أجابها الشيطان إجابة مختصرة وهو يتجه ليعبر الطريق الي الناحية المجاورة ...
_ لما نروح هيبقي ليا كلام تاني معاكي ... انا اكتشفت بجد انك مش هتسمعي الكلام إلا لما أدبك بطريقتي ...
نظر لها بإبتسامة وسط غضبه وغمز لها بخبث لتنظر هي له بصدمة وخجل وقد فهمت مقصد هذا الشرير الخبيث ...
قدر بغضب وهي تسحب يدها تريد الإبتعاد عنه ...
_ انا مش عايزة ارجع معاك سيبني اروووح لأبويا ... سيبني أريحك مني زي ما كنت عايز ...
الشيطان وهو يمسك يدها عنوة ...
_ انا هرجعك لأبوكي بنفسي ...
قدر بصدمة ...
_ بجد ...؟!
_ بس في الوقت المناسب يا قدر ...
قالها بخبث وهو يضحك علي شكلها ...
ثواني ولاحظ ابنه عمه فاطمة تجري من بعيد وتشير بيدها إليه كأنها تحذره من شيئ ...
استغرب إيهاب كثيراً ما اللذي آتي بها الي هنا يا تري ...
بينما قدر كانت تحاول إبعاد يده عنها بغضب ...
اقتربت فاطمة منهم وهي تسرع بخوف كبير ...
_ لازم ... كح كح ... لازم تمشو دلوقتي يا ولد عمي .. لازم تهربووو بسرعة ابو قدر عندينا قدام البيت هو والشرطة كلها بيدورو عليك عشان يجتلوك وياخدوكي يا قدر ...
صُدم الشيطان وقدر مما قالته فاطمة ..
_ عرفو المكان ازاي دول ... مستحيييل ... اكيد حد قالهم ...
فكر الشيطان لثانيتين فقط ... ثواني وأظلمت عيناه وهو يردف بغضب ...
_ شههههد ...
بينما قدر ابتسمت بسعادة وهي تترك يد الشيطان بقوة كبيرة عكس طبيعتها ...
_ بابا ... بجد ... بابا جه ينقذني ...!!
فاطمة بسرعة وهي تخرج المفتاح من جيوبها وتعطيه للشيطان ....
_ لو عايز تسيب قدر ترچع معايا وتهرب انت آمر بيقولك دا مفتاح عربيته خدها من عند الحچ نعيم السمكري .. هتلاقيه في الطريق ده ... ( أشارت إليه فاطمة ناحية الطريق )
نظر الشيطان الي قدر نظره عميقة في عيونها فكر قليلاً فيما هو مقبل عليه فهو لا يعلم ما سيحدث لها أو له إن سلك الطريق الخلفي للخروج من قري الصعيد ... حتي أنه لا يعلم الي اين يتجه إن خرج من هنا ولكنه يعلم أنه لن يعرضها الي كل هذة المصائب والصعوبات معه ... كما أنه خائف عليها إن قابله أحد الرجال المسلحين من الشرطة أو من رجال الآدم في الطريق فيطلقون عليه الرصاص ... خاف عليها الشيطان هذة المرة ولأول مرة يشعر بهذا الخوف تجاه أحد ....
فضّل الشيطان ألإختيار أن تعود هي مع فاطمة الي والدها ويسلك هو الطريق الصعب للهروب ... فهو لا يملك خياراً آخر .. هو كان فقط يريد أن يحميها من ابن عمها تميم لأنه يعلم أنه سيحاول قتلها من جديد حتي وإن أخبرت والدها بكل شيئ وصدقها لن يتركها تميم وشأنها وهذا ما هو متأكد منه مثلما حدث معه بالضبط في الماضي ...
نظر لها الشيطان نظرة وداع هذة المرة ولأنه يعلم أن الوداع لا يأتي مستأذناً دمعت عيونه رغماً عنه وهو ينظر بإبتسامة وداع .... بينما هي كانت تنتظر مع فاطمة إجابته بفارغ الشوق ... هل تعود معها ام لا ... لأنها تعلم أن إجابته تلك ستحدد ما بقلبه لها إن كانت مجرد اداه ووسيلة يحمي بها نفسه وعائلته ... أم أنه فعلا يعشقها من قلبه كما قال لها ...
الشيطان وهو ينظر لها بدموع لأول مرة تراها بعيونه ...
_ شكلك كدا يا قدر معدتيش هتبقي أسيرتي زي ما كنت بقولك ... هحررك من سجنك خلاص يا ... يا قدري ...
ابتعدت فاطمة عنهم قليلاً لتفسح لهم المجال للحديث ....
قدر وهي تنظر له في عيونه نظرة دامعة مخلوطة بشعور لا تفهمه هي حتي ...
_ انت حبتني بجد يا إيهاب ... مستحيل حركاتك دي تكون زي ما قولتلي وسيلة عشان تحمي نفسك وعيلتك بيها ... انت حبتني بجد ...! صح ...؟
نظر لها الشيطان بإبتسامة وسيمة للغاية نظرة عميقة بداخل زيتونات وغابات عيونها الخضراء ...
_ مش عيب واحدة في سنك تتكلم عن الحُب كدا إنتي لسه صغيرة يا قدر ... لسه وراكي مستقبل ...
ابتسم الشيطان بسخرية وحزن كبير ...
انا ورايا مشاوير كتير اوي عشان اوصلك أنا وحِش اوي صدقيني ومينفعش حد زيي يحب حد زيك ... انتي كتير عليا كتير اووي علي شيطان زيي أنه يحب ملاك بريئ زيك ... وعشان كدة لازم ترجعي ... ارجعي لأبوكي يا قدر ... بس ارجعي اقوي من اللي خطفتها وحاربي ابن عمك ... هو هيحاول يقتلك تاني علفكرة وهيحاول يثبت بكل الطرق البريئة والقذرة اني انا اللي عملت كل دا وعملتلك غسيل مخ وخليتك تصدقيني ... الحرب دي حربك دلوقتي انا هساعدك بس من بعيد ... وعشان دا يحصل انا لازم اهرب لوحدي عشان اعرف اساعدك ترجعي حقك وميحصلكيش زي اللي حصلي زمان ...
نظرت له قدر ببكاء وعيون دامعة ....
_ يعني ... يعني مش هشوفك تاني ...!
الشيطان وهو ينظر لها بعشق ...
_ هتشوفيني يا قدر ... هتشوفيني احسن من الأول .. وقتها بس ممكن فعلا أحس أني استاهلك ... انا مقدرش اقولك دلوقتي علي اللي في قلبي ... عشان اقدر اقوله لازم أخلص كل اللي عليا وأكون انسان جديد ... أكون إيهاب مش الشيطان اللي انتي عرفتيه ...
ابتسم لها بعشق ليتابع بضحك ...
_ بس عايز لما ارجع تكوني كبرتي شوية واتخرجتي وعقلتي ... عشان انتي مراهقة قاصر دلوقتي وانا مش عايز اكون بيدوفيلي ...
ضحكت قدر عليه وهي تنظر له بحُب كبير ينبض بقلبها ...
_ توعدني اني هشوفك تاني ... توعدني انك هترجعلي ...
ابتسم لها الشيطان بحُب ، رغماً عنه اقترب منها قليلاً ، ليردف في أذنيها بهمسة جريئة ...
_ أوعدك انك مش هتبقي قدر حد غيري ... انا ... انا بحبك يا قدري ...
قالها الشيطان لتفتح قدر عيونها بصدمة وقلبها لا يتوقف عن الدق كالطبول معلناً سعادته بإعتراف الشيطان أخيراً بُحبها ولكن هذة المرة بصدق ...
قدر من وسط دموعها وصدمتها هذة ...
_ انا كمان ب...
_ شششش ... مش عايز اسمعها دلوقتي ... انا عارف أنها أول مرة ليكي انك تقوليها ... متقوليهاش دلوقتي ... لما ارجعلك هبقي عايز اسمعها اووي كمان وأشوف إذا كنتي فعلاً لسه بتحبيني ولا لأ ...
قالها الشيطان وهو يضع يده علي فمها بإبتسامة وسيمة ...
استغربت قدر كثيراً منه أنه لا يريد أن يسمع منها اعترافها له ..
ولكن الشيطان كان يريد أن يمهلها وقتها قبل أن تبوح بتلك الكلمة له ... فربما يكون حبها هي له نتيجة إعجاب فقط وليس حباً فهي في الثامنة عشرة من العمر وما زالت في سن المراهقة وهذا السن لا يستطيع تحديد مشاعره بالضبط ....
كما أنه وعدها أن يعود لها بشكل جديد بعد أن ينهي كل شيئ ... فماذا سيحدث يا تري ...!
نظر لها الشيطان نظرة وداع أخيرة مليئة بكل المشاعر اللتي جعلت قلبه يخفق لها فقط ...
_ مع السلامة يا قدري ...
نظرت له هي الأخري بحزن شديد للحظة الفراق تلك واللتي لم تكن قدر تعلم أنها ستأتي بسرعة هكذا ...
_ ارجعلي يا إيهاب ... انت وعدتني ...
قالتها قدر وهي تبكي ... ثواني واتجهت ناحية فاطمة بعدما ودعته بعيونها وقلبها قبل يديها ...
كادت تحتضنه ولكنها خجلت كثيراً وتذكرت أنها في الشارع ولا يصح ذلك بالطبع ...
نظر لها بإبتسامة عاشقة وهو ينوي ألا يتركها ابداً فهي قدره الجميل ولكن اولاً عليه أن يستحق هذا القدر ... عليه أن ينهي ويغير بعض الاشياء ...
رحلت قدر مع فاطمة عائدة في الطريق الي والدها وهي تبكي بقلب متألم لفراقه ولكنها تعلم أن هذا هو الصحيح وأنهم فعلو الشيئ الصحيح ...
وكذلك الشيطان اللذي اتجه ليهرب بعدما حصل علي السيارة وهرب بعيدا عن القرية في طريق خلفي واتجه بعدها ليهرب بعيداً عن الصعيد كلها فهو يعلم أنهم سيبحثون عنه في كل أنحاء المكان ...
هل سيعود الشيطان الي قدر كما وعدها يا تري ...؟!
ام للقدر رأي آخر ...؟؟
جماعة انا مش قادرة امسك لساني عايزة احرق الأحداث الجاية بس بحاول اسكت ومحرقش الأحداث الجاية ولا اقولكم أن قدر هترجع الجامعة وفي حد جديد هيدخل حياتها ولا عايزة اتكلم واحرق الأحداث الجاية وأقول إن الشيطان هيبقي مز ابن مز ابن مزززز وهيبقي اكبر من آدم الكيلاني ذات نفسه بس بالحلال ولا عايزة احرق الأحداث الجاية خالص والله صدقوني 😞

وعلي الناحية الأخري في القاهرة ...
كان كمن سُكب عليه دلو ماء بارد وهو يسمع من والدته أن مي صديقه قدر قد قتلت ووجدو جثتها ...
سيف بصدمة ...
_ انتي بتقوووولي ايييه يا ماما ... مي ... مي صاحبة قدرررر ...!؟
قالها سيف بصدمة وهو يتمني أن تكون مي أخري هي اللتي قتلت ...
انتبهت روان والتي كانت تتحدث مع هيثم أخيها وتخبره ما أخبرها به آدم وما حدث ...
كانت سمر هي الأخري مصدومة بقوة وهي تنظر ل سيف بشفقة كبيرة وهي الأخري تتمني ان تكون مي أخري اللتي يتحدثون عنها ...
روان بحزن ودموع هي الأخري ...
_ للأسف هي صاحبتها اللي كانت بتجيلها هنا ... ماتت مقتولة ربنا يرحمها يا رب ...
نظرت سمر ل سيف وهي تبكي بحزن علي تلك المسكينة بالرغم من أنها لم ترها سوي مرة واحدة ولكنها شعرت بأنها طيبة ولا تستحق ما حدث لها ...
أما سيف انكسر قلبه تماماً فقد كان معجباً بها ... انكسر قلبه وقام من مكانه وهو يخفي دموعه وبكائه وتمزق قلبه عليها واتجه الي غرفته يخفي أحزانه معه وهو يبكي بشدة دون صوت ...
فهي لا تستحق ذلك لا تستحق ما حدث لها وهي حيّه من تنمر علي شكل جسدها السمين ولا تستحق هذة الميته الشنيعة بأن تموت في هذة السن الصغيرة ومقتولة أيضاً ...!!
بكي سيف في غرفته بقوة وقد تحطم وتهشم قلبه عليها فقد كان يريد الإعتراف لها أنه معجب بها .... يا ليته اعترف لها منذ زمن .. يا ليته حتي عرفها منذ زمن ليُحبها ويعشقها أكثر حتي من تلك اللحظة ...
استأذنت سمر لتقوم وتصعد الي غرفتها ...
صعدت سمر وهي تبكي هي الأخري علي تلك المسكينة ... اتجهت سمر الي غرفتها ولكن قبل أن تدخلها غيرت وجهتها واتجهت الي غرفة سيف ...
طرقت الباب بحذر ودموع ...
لم يفتح سيف الباب ولذلك خمنت سمر أنه يريد البقاء بمفرده قليلاً ...
اتجهت الي غرفتها ولكنها سمعت ارتطام قوي بالأرض يأتي من غرفة سيف ...
سمر وهي تجري تجاه غرفته وتطرق الباب بقوة ...
_ سيف ... سيف انت سامعني ... في إيه افتح الباب ...؟!
لم يرد أحد عليها ولذلك لم تتردد سمر في أن تفتح هي الباب بنفسها ...
فتحت الباب لتجده واقعاً أرضاً ومغمي عليه وعلي وجهه يبدو تعب كبير ...
نادت سمر بخوف علي روان ووالدها هيثم ....
صعدت روان بسرعة وهي تصرخ بخوف علي سيف لأنها تعلم أنه مريض بالسكري وأن أي شيئ يؤثر به وقد يدخله في غيبوبة سُكر ...
فماذا سيحدث يا تري ...!؟
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: "رواية عشقت مجنونة الجزء الرابع 4" اضغط على أسم الرواية