Ads by Google X

رواية عشق مختلف الفصل التاسع 9 - بقلم هدير محمد

الصفحة الرئيسية

  رواية عشق مختلف كاملة بقلم هدير محمد عبر مدونة دليل الروايات


  رواية عشق مختلف الفصل التاسع 9

 

كان دانيل جالسا في حديقة قصره و يشرب كأسه و ينظر لظلام الليل الذي يعشقه… و يدندن كلمات اغنيته المفضلة…

– هيثم… طلعت مغفل اوي… قولتلك قبل كده لما قابلتك في فرنسا… بتاع البنات بيخسر دايما…

ضحك و اخد رشفة من كأس الخم*ر… رن هاتفه و عندما رأى اسم المتصل زادت ابتسامته

– ألو… عملت اللي قولتلك عليه ؟

• دخلت الشركة و اتعينت مدير تنفيذي… حسابات الشركة بالفروع كلها بقت تحت ايدي…

– براڤو يا سيف…

• و اتفقنا ؟

– متغيرش… اوعدك ان الشركة كلها هتبقى مِلكك انت و بس… اسم هيثم عاصم هيختفي يعني هيختفي !!

• اتمنى ده يحصل…

– متقلقش… المهم خُد بالك و متخليش حد يشُك فيك…

• تمام…

اغلق دانيل هاتفه و ابتسم بشَر…

وصلوا الى روسيا و ذهبوا عند الى محل الإقامة…

‘ ڤيو البيت تحفة…

” اختياري…

‘ اختيارك قمر زيك…

قالت ذلك بصوت منخفض لكنه لاحظ

” بتقولي حاجة ؟

‘ بقولك تعالى على المطبخ نشوف حاجة ناكلها…

” عندك حق انا جعان أوي

راحوا المطبخ و عملوا سندويتشات مربى بالفراولة… رنا كانت مركزة في السندوتش و هيثم ينظر إليها و يتابع كل حركاتها… ثم تذكر شيء ف تغيرت ملامح وجهه لضيق و قال

” كنتي بتقولي ايه ل بتاع التاكسي اللي وصلنا هنا ؟

‘ بقوله ايه يعني ؟

” كنتوا بتضحكوا… و انتي بتكلميه بلغته و انا مش فاهم

‘ طبيعي اضحك يا هيثم ولا اقوم اضر*به يعني ؟

” لا متضحكيش مع حد غريب…

‘ ايه يا هيثم ده اد ابويا…

” اوعي لما تقابلي دانيل تضحكي معاه…

‘ ليه مضحكش معاه ؟

قالتها ثم اقتربت منه و نظرت في عينيه وهي تبتسم…

” عشان ضحكتك بتسحِر الواحد زي ما سرحتيني بيها…

قال ذلك في سره… رنا انتظرت منه إجابه لكنه لم يجاوب

‘ هااا ليه مضحكش مع دانيل ؟

” عشان… يعني… انتي جاية توقعيه في شَر اعماله… مش توقعيه في حُبك…

‘ و فيها ايه لو وقعته في حبي ؟ المفروض ده يحصل عشان يثق فيا بسرعة…

” هو ده اللي كنت خايف منه…

‘ خايف من ايه ؟

” متاخديش في بالك… المهم انا همشي و ابقا اتصل عليكي

‘ تمشي فين ؟

” ما انا قولتلك… مينفعش تبقى قاعدين مع بعض في مكان واحد… انتي هنا اسمك چيسي ليونيد و عزباء و ده بيتك…

‘ يعني هقعد لوحدي ؟

” اه… بس متقلقيش هبقى متابعك و رجالتي محاوطين البيت بيحرسوكي…

‘ و انت هتقعد فين ؟

” هشوف اي شقة اقعد فيها…

‘ تمام…

قالت ذلك بحزن وهو لاحظ ذلك عليها… هو ايضا حزين ولا يريد ان يتركها بمفردها لكن مضطر… ذهب إلى الباب و قبل ان يخرج قال لها

” خلي بالك على نفسك… سلام…

‘ سلام

خرج و قفلت الباب… دخلت غرفة النوم… فتحت الشنط رتبت ملابسها داخل الدولاب… ثم استلقت على السرير… نظرت للسقف بتفكير ثم ابتسمت و تذكرت شيئًا جميلاً

من 3 ايام….

عاد هيثم الى قصر هو و رنا بعد ما انهوا مُهمتهم في بيت ذلك الجاسو*س و قضوا بقية اليوم في الشركة… دخل هيثم الى الحمام… سمعت رنا صوت المياة ف عرفت انه يستحم… دخلت غرفة الملابس و غيرت ملابسها… لبست بيجامة و فضلت مستنياه و بعد قليل خرج و هو يجفف شعره بالمنشفة…

‘ هيثم تعالى نقعد في البلكونة… الجو تحفة فيها و هيعجبك…

اومأ لها إيجابًا… امسكت يده و دخلوا… اجلسته على الاريكة و خرجت هي و بعد دقائق احضرت معها طبق قطع فواكه و عصير فراولة… جلست بجانبه ف قال

” ايه ده ؟

‘ مش شايف يعني ؟ قطعت شوية فواكه و عملتلك عصير

” بس انا مش جعان…

‘ هيثم بطل نكد… ربنا يحرقه دانيل و هو و الجاسو*س بتاعه ده نكدوا عليك… بقولك ايه بجد بطل نكد…

” مفيش حد بيقعد يضحك 24 ساعة… انا مصدع اوي و دماغي فيها مليون حاجة… فلو سمحتي سبيني شوية لوحدي…

قالها ثم ارخى رأسه للخلف و اغمض عينيه…

‘ هيثم…

قالتها و هي تحركه… فتح عينيه و قال

” رنا قولتلك عايز اتز*فت اقعد لوحدي…

‘ يعني مش هتاكل ؟

” لا…

ارخى رأسه للخلف مجددا و اغمض عينيه… حركته مجددا و قالت


‘ و انا مش هسيبك غير لما تاكل… انت من الصبح على حته الكريب اللي أكلناها… يلا قوم…

” يا رنا بجد انا مصدع و مش نا….

‘ كُل و اعملك اللي انت عايزه…

مجرد ما سمع منها ذلك… فتح عيناه و نظر لها بخُبث

‘ انت بتبصلي كده ليه ؟

” تعمليلي اي حاجة انا عايزها ؟

‘ اه… بس متكنش حاجة قـ.ـليلة الادب عشان انا عارفاك كويس يا نسوانجي… و كمان متكونش خارج الشروط بتاعتي…

” أكليني بإيدك…

‘ ايه !

” متفاجئة ليه… مظنش ان شروطك كان فيها حاجة تمنع انك تأكليني بإيدك… بس براحتك انتي حرة… لو مش عايزة تمام… و خليني قاعد كده متنكد بقية اليوم… حتى بكره هبقى متنكد… مش هضحك تاني و هفضل كده نكدي

‘ خلاص بطل صياح… حاضر هأكلك بإيدي…

مسكت رنا الشوكة و مررتها بجانب فمه و لكن لم يأكل و اخذ منها الشوكة و وضعها مكانها في الطبق

‘ مأكلتش ليه ؟

” بقولك اكليني بإيدك مش بالشوكة

‘ هتفرق يعني ؟

” اكيد طبعا… اقولك ايه انتي شكلك مش عايزة تأكليني بإيدك… خلاص فكك… ادخلي نامي

‘ خلاص يا هيثم… تمام هعمل اللي انت عايزه…

ابتسم هيثم و امسكت رنا قطعة الفاكهة و مررتها له و اكلها وهو ينظر لعيناها بتوهان و مبتسم…

كانت ريم واقفة في شَرفة غرفتها… رأتهم و هما جالسان بجانب بعض و هي تأكله بيدها… و نظرة هيثم لها… تضايقت و تذكرت حين كانت تريد تطعم هيثم بنفسها ف قال لها ” بتعملي ايه… هاتي كده… انا مش طفل عشان حد يأكلني ”

نزلت الدموع من عيناها… فكل ما تمنته ان يفعله معها الآن يفعله مع تلك !!

اخد هيثم قطعة تفاح و أكلها ل رنا بنفسه… ابتسمت له و قالت

‘ شكرا…

استمرت في تأكيله و هو لم ينزل عيناه من عليها… يسأل نفسه لماذا يشعر بشعور جميل عندما تكون قريبة منه… كأنها اول فتاة تكون معه… انتهى الطبق و اشربته العصير

” تسلميلي… معلش تعبتك

‘ لا عادي…


نظر الى عيناها التي احبها… ضمها الى صدره و اقفل عليها بيداه… تفاجئت رنا بذلك و قالت بتوتر

‘ هيثم… انت بتعمل ايه ؟

” بحضنك ولا مش باين ؟

‘ بتحضني ليه ؟

” انا عايز كده…

‘ و الشروط اللي وافقت عليها ؟

” شروطك بتمنع ان يحصل بينا علاقة يعني جوازنا يبقى حقيقي… بس ده مجرد حضن…

‘ بس انا…

” شششش… تعرفي تسكتي ؟ بصي للسماء كده… بصي النجوم بتلمع ازاي…

رفعت رنا رأسها و نظرت للنجوم

‘ حلوة اوي…

تفاجئت عندما شفاهه لامست خدها و قَبلها… نظرت له بصدمة وهو ينظر داخل عيناها و يلمس على شعرها

” عيونك جميلة اوي…

فلتت رنا منه و قامت

‘ هيثم… لو سمحت متخالفش الشروط و خلي فيه مسافة بينا…

” صدقيني حاولت بس بفشل في كل مرة احاول فيها انفذ كلامك… مش قادر… في حاجة جوايا بتخليني مشدودلك بطريقة مش عادية… عايزك قريبة مني دايما

نظرت له بشدة من كلامه و احمر وجهها بخجل… اما ابتسم عندما رأى تلك الوجنتان احمرا… لم تستطع الرد عليه و دخلت للغرفة…

ابتسمت رنا و هي تتذكر كلامه… اغمضت عيناها و وضعت يدها على خَدها و تتذكر تلك القُبلة اللطيفة… فلم تكن صادرة من شهو*ة بس صدرت من قلبه… فتحت عيناها و ابتسمت اكثر… فجأة تحول وجهها للعبوس و قالت

‘ هو انا ليه محضنتهوش قبل ما يمشي ؟

تنهدت بضيق و امسكت هاتفها فتحته على صورته و ظلت تتأمل فيها و تتذكر ابتسامته لها…

كان هيثم نائما على السرير… تنهد بضجر و نظر الى الجانب السرير الفارغ… تخيلها نائمة عليه و هو يراقبها و يراقب حركاتها العشوائية في النوم مثل كل يوم… امسك هاتفه و كان سيتصل عليها و لكنه تردد

” الوقت اتأخر… ممكن نامت و تعبت من مشوار الطيارة…

لم يتصل بها و فتح صورتها… ظل يتأملها و ابتسامته لم تفارق وجهه… ثم عقد حاجبيه بضيق و اغلق هاتفه و شد الغطاء عليه و قال مُحدثًا نفسه

” مالك يا هيثم فيه ايه بالظبط مالك ؟ هو انا ليه مبهور بيها و اسرح في ملامحها كأنها اول بنت اعرفها في حياتي… ( ضحك و كمل ) بس مش عادية أبداً… يكفي طريقة كلامها اللي بتخليني احس اني في فيلم كرتون… منك لله يا دانيل كان زماني معاها دلوقتي و بسمع الحكايات اللي بتألفها… زي حكاية الناموسة مثلا…

تاني يوم…. في البا*ر… كان دانيل جالسًا و يشرب كأسه…

تقدمت منه فتاة ترتدي فستان قصير جدا لا يغطي إلا القليل… جلست بجانبه و قالت

* ايه يا وسيم… قاعد لوحدك ايه ؟

– وسيم ؟؟ ( ضحك و اكمل ) لا بجد ضحكتيني…

* انت بجد وسيم… انت دانيل أدريان صح ؟

– ايوة انا دانيل أدريان…

* طلعت اجمل من الصور…

– عارف عارف مش محتاج تقولي…

* و ده بقا غرور ولا ثقة بالنفس ؟

اخذ رشفة من الكأس و قال

– الاتنين…

* حلو الراجل الواثق من نفسه ده…

– من الاخر كده… انتي عايزة ايه ؟

* عرفتك من فترة كبيرة… راقبتك على وسائل التواصل الخاصة بيك… عجبتني و عجبني انك ناجح… خد بالك انا بحب الرجالة الطموحة… عشان كده انت دخلت دماغي ( لمست ايده ) عشان كده قولت لازم اقابلك…

– و بعدين ؟

جلست على رجله و لمست صدره بجرائة… اقتربت منه و نظرت الى شفاهه

* سيبلي نفسك و انا هبسطك…

– وريني هتبسطيني ازاي…


نظر الى شفتاها و اباسم بخبث و هي اقتربت منه اكتر و كانت شفتاها ستلتصق مع شفاهه… لكنه دفعها بقوة حتى وقعت امام الجميع… الجميع نظروا إليها و ضحكوا سخريةً منها و هي نظرت له بغضب… وقف و عدل قميصه و قال وهو ينظر إليها بحدة

– لسه متولدتش الست اللي توقع دانيل أدريان… فلو مفكرة ان بالحركات الر*خيصة دي اني هقع في حُبك مثلا تبقي هبلة و مبتفكريش و دماغك ده مش شغال و ملهوش لازمة زيك…

وقفت وهي تنظر له بغضب شديد… اخذت حقيبتها و ذهبت هاربة من سخرية الجميع منها…

( طبعا يا جماعة البنت دي مش رنا… هيثم مش هيخليها يعني تقعد على رجله… ابننا هيثم راجل و بيغير طبعا ولا ايه 😠 )

كانت رنا جالسة في الطاولة التي خلفه مباشرةً… و رأت ما حدث للتو… ضغطت على الساعة اللمس التي ترتديها

” بتضحكي ليها ؟

‘ ياريتك كنت موجود… انا همو*ت من الضحك يا هيثم الحقني…

” ايه اللي حصل ؟

‘ جات بنت بسم الله ما شاء الله قمر كده… و قعدت تغر*يه و الحركات دي… وقعها على الأرض و مسح بكرامتها الأرض قدام الكل… اللهم لا شماتة بس هي تستاهل لانها مشافتش نص ساعة تربية…

ضحك هيثم و قال

” انا شوفت ده بس مفهمتش… قولتلك علميني شوية روسي…

‘ شوفت ازاي… انت مش في البيت ؟

” لا انا واقف قدام البا*ر… هسيبك تدخلي المكان ده لوحدك و دانيل فيه و انا اقعد في البيت ؟؟

‘ خايف عليا ؟

” أكيد طبعا…

قالها بإنفعال و عفوية… ثم لاحظ الذي قاله لها… احس بالحرج و قال

” يعني في الأول و الآخر انتي بنت… و دي دولة جديدة و اول مرة تدخلي اماكن زي دي وسط ناس اول مرة تشوفيهم… ف مينفعش اسيبك لوحدك…

‘ بس قبل ما اخرج قولتلي رجالتك هنا معايا… كان ممكن تقعد في البيت و انا اتصل عليك و اقولك نجحت او لا…

” انتي هتحققي معايا !! رنا افصلي و يلا نفذي اللي قولتله عشان شايف دانيل قايم دلوقتي…

‘ ماشي…

قفلت الساعة… و رأت دانيل انهى كأسه و أشار لرجاله بأن يأتوا ورائه… قامت رنا من الطاولة… ازاحت شعرها للخلف و اظهرت ملامح المرأة القوية التي بداخلها

‘ نبدأ اللعب الحقيقي يا دانيل أدريان… والله لدفعك تمن كل حاجة عملتها و ضايقت هيثم…

وسط زحام الناس في البا*ر… تحرك دانيل ليخرج و رنا ورائه… وقف فجأة ليرد على هاتفه… ف اصطدمت بكتفه… انزعجت و قالت

‘ مش تاخد بالك ؟ ولا انت اعمى و مبتشوفش ولا ايه حكايتك بالظبط ؟

– اعمى !!

قالها دانيل متفاجىء من كلامها معه بهذه الطريقة… اعطى هاتفه لاحد من رجاله… وقف امامها و قال وهو يشير لنفسه بغرور

– شكلك متعرفيش انا ابقا مين !! اصل مش هتجيلك الجراءة تكلميني كده غير لما تكوني مش عارفة انا ابقا مين…

‘ هتبقى مين يعني ؟

– معقول متعرفنيش ؟

‘ لا… هتكون مين يعني… ظابط مثلا ؟

ضحك ثم قلبت ملامحه لحده و قال

– أنا دانيل أدريان… أكبر و اهم رجل أعمال في روسيا كلها…

‘ ايوة يعني اعملك ايه ؟

– اعتذري…

‘ مش بعتذر طالما مش مذنبة… المذنبين بس هم اللي يعتذروا اما انا مغلطتش عشان اعتذر…

إلتفت لكي تكمل طريقها… غضب دانيل ف كلامها هذا مس غروره و جر*حه… لحقها و امسك بيدها و قال

– عفوًا… مسمعتش اعتذارك كويس ؟

نظرت ليده الممسكة ليدها…


‘ ابعد ايدك دي بدل ما اقع*طها !

قالت ذلك بحده و هي تنظر لعينيه بدون ذرة خوف… سحبت يدها من يده ثم أشارت له بإصبعها بتحذير و قالت

‘ لو لم*ستني تاني… هقتــــ.ـــلك… سواء انت رجل أعمال و رئيس وزراء هقتـــ.ـــلك لو ايدك دي فكرت تمسك ايدي تاني… و هقدر اعملها و مش بخاف ولا بتأثر بإسم الناس و بفلوسهم

ابتسم دانيل و اعجبته جراءتها تلك…

– اسمك ايه ؟

اقتربت منه و قالت بحده و هي تنظر لعيناه

‘ انا اللي احدد ده تعرفه ولا لا…

– اقدر بإتصال واحد اجيب تاريخك كله مش اسمك بس…

‘ طالما تقدر يبقى متسألش يا دانيل أدريان !!

تفاجىء انها قالت اسمه بدون اي لقب… ازاحت شعرها للخلف و إلتفت ذهبت و كعب حذائها يضر*ب الأرض بقوة… اذهل دانيل من طريقة كلامها و جراءتها… رغم انها اثارت غضبه و جر*حت غروره لكنه اعجب بشخصيتها…

ذهب ورائها و عندما خرج من البا*ر… و لكن اختفت…جن جنونه و قال لرجل الامن

– مشوفتش بنت طولها متوسط لابسة فستان اسود و شعرها طويل… هي خرجت من هنا دلوقتي

* لا يا مستر دانيل مشوفتهاش…

غضب دانيل و قال هو يركب سيارته…

– هلاقيكي… هتروحي مني فين يعني !

كانت رنا في الحمام… فاتحة الحنفية على الآخر و هيثم ساند ضهره على الباب ينظر اليها بعدم فهم…

” مالك في ايه يا رنا ؟

‘ دانيل مسك ايدي و كان شارب خمـــ.ـــــرة و ريحة بقت ايدي تقر*ف…

” انتي بقالك نص ساعة فاتحة الحنفية و غسلتي ايدك بكل الصابون الموجود… معقولة الريحة لسه ممشيتش ؟

‘ اه… هات علبة الصابون السايل اللي وراك دي

” خدي اهو…( اعطاها علبة الصابون و اكمل ) اي نعم مكنتش فاهم حاجة منكم انتوا الاتنين بس انتي كنتي بتردحيله

‘ بالروسي لو سحت… اسمه ردح بالروسي…

” بس كان ردح روسي قوي… مش عارف ازاي قلبتي نبرة صوتك كده ده انا اثناء ما بسمع خوفت منك قولت مالها دي ولا تكون وحدة غيرها…

‘ لا انا… اصل انا بوشين

ضحك هيثم و قال

” و دانيل عمل ايه ؟

‘ تلاقيه قاعد بيشيط دلوقتي… اصل انا هز*قته… ( نشفت يدها و اكملت ) تعالى نقعد في البلكونة و احكيلك بقا…

” تعالي…

كان دانيل مستلقيًا على سريره و يشرب سيجا*رة… و يفكر بتلك البنت التي لم تخرج من رأسه أبداً…

– يا ترى انتي مين ؟ عايز اعرف انتي مين بأي طريقة… عايز اشوفك تاني… أول مرة اكون عايز قابل حد كده… بس جرائتك و عدم خوفك مني… خلوني عايز اجيلك و اتكلم معاكي…

تاني يوم…. في شركة دانيل الساعة 11 صباحًا….

خرج دانيل من عربيته ال BMW و هو يرتدي نظارته السوداء و بدلة سوداء و قميص اسود… اعطى المفتاح للامن لكي يركن السيارة… دخل شركته بهيبته و كالعادة الموظفات تتسابق في الملابس المكشوفة أمامه و تبتسم له أملًا ان يعيرهم اهتمام و لكن لم يفعل مثل كل مرة…

ركب الاسانسير و وصل للطابق المطلوب… خرج من الاسانسير و يمشي لمكتب السكرتيرة… لكن وقف فجأة عندما رأى فتاة تلبس بليزر بيج و تعطيه ظهرها و تتحدث مع السكرتيرة… شعر انها يعرفها… خلع نظارته لكي يدقق في ذلك… ذلك الشعر الطويل و ذلك الصوت ليس غريبًا عليه…

انتبهت السكرتيرة لوجود دانيل في مكتبها و وقفت احترامًا له و قالت

* صباح الخير مستر دانيل… آسفة ملاحظتش وجود حضرتك…

اومأ لها إيجابا و عيناه على تلك الفتاة…

– مين دي ؟

* حضرتك دي وحدة جاية تديني ال CV بتاعها عشان تقدم لوظيفة هنا…

– نادي عليها كده…

* چيسي…

إلتفتت چيسي إليهم… تفاجىء دانيل فهي نفس الفتاة اللي قابلها في البا*ر أمس… لم تظهر چيسي أي ريأكشينات تفاجىء لان كل هذا مخطط له…

* مستر دانيل أدريان… صاحب الشركة…

‘ صاحب الشركة !!

قالتها چيسي ثم ضحكت بسخرية

‘ مكنتش اعرف ان المغرور ده هو صاحب الشركة…

* چيسي انتي بتقولي ايه !!

– سيبنا لوحدنا…

قالها دانيل و هو ينظر لها بحدة… خرجت السكرتيرة… تقدم منها دانيل و قال

– جاية تقدمي في شركة مش عارفة مين صاحبها ؟

‘ اه…

– ده اللي هو ازاي ؟

‘ قدمت ال CV بتاعي هنا من اسبوع و اخدت معاد ان فيه انترڤيو النهاردة… و جيت النهاردة اتعرف بصاحب الشركة اللي هو انت…

– انت !! انتي مش واخدة بالك انك بتكلميني زي ما بتكلمي ابن اختك الصغير

‘ للأسف معنديش اخوات عشان يكون ليا ابن اخت… بس لو عندي اخوات اكيد ابن اختي مش هكلمه كده لانه هيبقى ذوق شوية…

– قصدك اني قــ.ـــليل الذوق !!

‘ مقولتش كده… لو عايزة اقول كده هقولها مباشرةً مش احطها في 3 جُمل لاني مش بخاف من حد ولا بخاف من سُلطة و نفوذ اي شخص

– مفكرة ان بعد اللي عملتيه امبارح ممكن اقبلك تشتغلي هنا ؟ تبقي عبيطة و ساذجة

‘ بس انا مطلبتش من حضرتك توظفني… زي ما قولتلك انا لسه عارفة انك صاحب الشركة دي… و انا مغلطتش امبارح على فكرة و مش محتاجة ابررلك… ( ادخلت الورق داخل حافظ الوق و اكملت ) على العموم فرصة سعيدة… انا هاخد ال CV بتاعي و اقدم في اي شركة تانية… روسيا كبيرة و مليانة شركات…

– هاتي ال CV ده و تعالي ورايا

‘ ليه ؟

– مش من حقك تسألي…

‘ ولا من حقك تؤمرني…

تفاجىء منها و كيف لها رد سريع على كل كلامه… قرر ان يدفن غروره قليلا

– ممكن تيجي دقيقة اشوف ال CV بتاعك عشان اقرر تستاهلي تتوظفي هنا ولا لا… و فكك من خلاف امبارح

‘ تمام…

ذهب و هي مشيت ورائه… دخلت مكتبه الكبير… أشار لها بالجلوس ف جلست و وضعت رجل على رجل بكِبر… خلع دانيل جاكت بدلته و وضعه على الكرسي و جلس امامها… نظر لها بحدة و امسك ال CV الخاص بها و بدأ في قرائته…

جذبه اسم الجامعة التي تخرجت منها… فهذه الجامعة لا يدخلها غير أبناء الناس المهمة و هذا يعني انها مرتاحة ماديًا… لفت انتباهه في ال CV مكتوب في صفحة ما انها تتقن 25 لغة مختلفة !!

لم يصدق ذلك لان سنها لا يتعدى ال 24 سنة ف كيف تستطيع التحدث بكل هذه اللغات و متى تعلمتهم…

قرر يختبرها و بدأ في قول جُمل عشوائية ضيغتها صعبة و هي ترجمتها بكل سلاسة على حسب اللغة التي طلبها منها

و ظل يسألها الكثير من الأسئلة و هي تجاوب عليه بكل ثقة و بدون خوف و هي تتحدث اعينها في اتجاه واحد لا يوجد توتر ولا خوف كما دربها هيثم

– تم توظيفك…

قالها دانيل ف ردت عليه

‘ ليه ؟

– محتاجك في الشركة…

‘ اتعينت ايه ؟

– سكرتيرة ليا…

‘ مرة وحدة كده !! ده على كده اتعينت و اخدت ترقية في نفس اللحظة…

– اعتبريها زي ما تعتبريها… هااا قولتي ايه ؟

‘ مش موافقة…

– المرتب 30 ألف روبل ( روبل دي عُملة روسيا ) هااا قولتي ايه ؟

‘ مستر دانيل أدريان… قولت لحضرتك امبارح و كمان من شوية اني مش بتأثر بالفلوس لاني مس محتاجة… عايزة اشتغل بس و أوجه مهاراتي في حاجة مفيدة… ف مش هيهمني المرتب…

– ليه رفضتي ؟

‘ عشان لو وافقت هيفضل في تاتش زي سِلك كهرباء كده بسبب اللي حصل في البا*ر…

– خلاص انسي… سوء تفاهم عادي

‘ اممم… تمام موافقة

ابتسم دانيل و مَد يده و قال

– اهلا بيكي في الشركة…

سلمت عليه و ردت

‘ اهلا بحضرتك…

– تبدأي شغل من بكره عشان النهاردة مفيش شغل لان بوظف ناس جديدة

‘ تمام…

” سكرتيرة مرة وحدة !!

‘ شوفت بقا… شكلي جننته…

” انتي تجنني اي حد… مش عارف ازاي كنتي تايهة عني من زمان… كويس اني لقيتك و لحد الآن كل حاجة ماشية تمام… ده بفضلك انتي طبعا…

‘ هتخليني اتغر في نفسي على كده…

” اتغري براحتك… ده حقك طبعا…

‘ طب كمل الطبق بتاعك…

” لا انا ماشي دلوقتي…

‘ ليه ؟

” يعني خلاص انتي اتعينتي عنده… فهو هيعرف عنوانك و يراقبك…

‘ يلهوي…

” لا متقلقيش رجالتي تحت و قاعدين اهم… اقصد لازم اخف زياراتي دي عشان محدش يشوفني و يعرفني…

‘ اه فهمت…

” عن اذنك…

قام و رنا راحت توصله… بصتله و من جواها حزينة و قالت في سرها

‘ انا بفرح بالكام ساعة اللي بتيجي تقعدهم عندي… كمان دول هيقلوا… منك لله يا دانيل

” احم… سلام يا رنا…

‘ هيثم…

إلتفتلها قامت حضنته… تفاجىء هيثم و لكنه سَعِد كثيرا… إلتفت يديه عليها و حضنها… ظل يشتم رائحتها الجميلة و يربت على شعرها بلطف… احست رنا ان عناقها هذا اخذ وقت اكثر من اللازم ف ابتعدت عنه بحرج و قالت

‘ هتتصل عليا ؟

” أكيد… و هفهمك اللي هتعمليه الخطوة الجاية

‘ تمام… سلام يا هيثم

ابتسم لها و ارتدى قباعته و خرج…

– ادخل…

قالها قاسم عندما طُرق باب مكتبه… دخلت سلمى… مجرد ما رآها ارتسمت الابتسامة على شفتيه و قال

– سلمى ! تعالي اتفضلي… اقعدي

قعدت سلمى ف قال

– تشربي ايه ؟

* لا شكرا يا قاسم… بجد مش عايزة لسه شاربة قصب

– شكلك لسه راجعة من الجامعة…

* اه لسه راجعة… قولت انك عايز تقابلني و اجيلك الشركة و جيت اهو…

– اه… عايزك اكلمك في موضوع مهم و ياريت تساعديني

* اتفضل…

– فاكرة اليوم اللي رجع فيه هيثم و رنا على القصر و كانوا متخانقين مع بعض

* اه فاكرة

– ريم السبب في كده

* ازاي ؟

– ريم كانت ماسكة بند*قية و رايحة تقـــ.ـــتل رنا… بس انا منعتها و هيثم لحد الآن ميعرفش و انا اقنتعه اني لسه معرفش مين اللي حاول يعمل كده

* ريم !! ازاي تعمل كده ؟ هي وصلت للقــ.ـــتل !!

– للأسف وصلت لكده… ريم دلوقتي ممكن تعمل اي حاجة عشان تبعد رنا عن هيثم… ده معناه انها ممكن تتواصل مع دانيل و تقوله إن چيسي ليونيد هي رنا مرات هيثم… ساعتها رنا تتأذي و ده اللي عيزاه ريم

* ريم اتجننت فعلا… و احتمال كبير تعمل كده بعد ما سمعت ده منك…

– المهم انا عايزك ريم تقرابيها… جوه القصر و بره القصر… خلي عينك عليها و اي حاجة غريبة تلاحظيها عليها ياريت تبلغيني عشان اعرف اتصرف

* حاضر يا قاسم… صح… سيف عامل ايه في شغله هنا ؟

– انا متفاجىء الصراحة بوجوده هنا بس جدع و بيشتغل بجد… يعني اهو شايل معايا شوية

* خلي بالك عليه… عن اذنك…

– سلمى…

إلتفتت له و قالت

* اها ؟

– انتي خايفة تقعدي معايا ؟

* ايه مناسبة الكلام ده ؟

– يعني انا شايف علاقتنا القوية بتاعت زمان بقت حاليًا سطحية جدا…

* يعني ؟

– لسه مصدقة الصورة ؟ لسه مصدقة إني خو*نتك ؟

بصت سلمى للأرض تبعد عيناها من النظر في عيناه التي تعاتبها

– انا عمري ما فكرت ابص لوحدة غيرك… يعني لما كنا مخطوبين زمان كنتي عارفة ان ليا ناس كتير بتكر*هني… مع ذلك صدقتي الصورة و بعدتي عني… و لما لقيتك مش حابة ترجعي سيبتك براحتك… مش عشان انتي مقتنعة ان انا خا*ين… لا عشان مضغطش عليكي… قولت يمكن انا مش مناسب ليكي ف حصل ده عشان اعرف كده… ف احترمت رغبتك انتي و بعدت زي ما انتي عايزة… لكن انا لحد اللحظة دي مش عايز ابعد…

* ده حوار و اتقفل من سنتين يا قاسم… ملهوش لزوم الكلام ده…

– بس انا لسه بحبك… و لو كنتي فعلا مش فارقة معايا زي ما قولتي ليا بلسانك كده كنت هشوف غيرك… انتي قدرتي تتأقلمي على بُعدي و بتتعاملي معايا عادي كأن مكنش فيه اي حاجة تربطنا بعض… بس انا مش قادر اعمل زيك كده… مش قادر امثل اني بطلت احبك…

نظرت له داخل عيناه التي تتكلم بصدق… لم تستطع التبرير و ذهبت فورا… وضع قاسم يديه في جيوبه و تنهد بتعب

– كل حاجة رجعت زي ما كانت و احسن كمان من الأول ما عدا علاقتك بيا… كان نفسي تصدقيني…

اخذ قاسم بعض الملفات لكي يريها ل سيف… دخل مكتبه دون ان يطرق الباب… لم يجد سيف بالمكتب… وضع الملفات على الطاولة و خرج

دخل قاسم الحمام لكي يغسل وجهه… فتح الحنفية و غسل وجهه… نظر لوجهه من المرآة… لاحظ من الانعكاس شخص داخل الحمام… فجأة خرج سيف و تقدم منه و فتح الحنفية و غسل يديه… لاحظ قاسم ان في جيبه هاتفه… لماذا لم يتركه في المكتب ؟

– في ملفات في المكتب اقرأها كويس و اللي مش فاهمه قولي

• حاضر يا قاسم…

سيف جفف يديه و خرج… قاسم شعر بأن هناك شىء غريب في سيف… فهذه ليست أول مرة يجده في الحمام في هذا التوقيت… هل نداء الطبيعية يأتي في نفس الساعة لنفس الشخص على مدار اسبوع ؟

شَك قاسم في أمره… جفف يديه و وجهه و خرج…

طرق باب مكتب سيف و سمح له بالدخول

• اوعى تقولي في ملفات تاني !!

– لا مش كده… الملفات اللي مفروض ارجعها انا تقريبا في 3 ملفات دخلوا مع بتوعك بالغلط…

• فين ؟

– تعالى ندور

اخرج سيف الملفات و بدأ بالبحث

– الغلاف بتاعهم لونه ازرق

• بدور اهو…

– مفيش برضو ؟

• لا… كل الملفات اللي هنا غلافها لونها اخضر

– خلاص تمام هروح اشوفهم ممكن نسيتهم عند السكرتيرة… معلش ازعجتك

• ولا يهمك يا قاسم…

خرج قاسم من مكتبه… دخل مكتبه و اغلق الباب عليه… امسك هاتفه… و حاول ان يفتحه و يلغي القفل و لكن لم يستطيع… خرج لكي يرجع له الهاتف قبل ان يلاحظ غيابه… و لسه هيطرق على الباب رن هاتف سيف… لم يكن هناك اسم مسجل به لكن قاسم يعرف ذلك الرقم جيدا…

• هيكون التليفون راح فين ؟ لازم الاقيه بسرعة

– بتدور على ده ؟

جاءه الصوت من خلفه… إلتفت له سيف و رآه يمسك بهاتفه… أسرع سيف و اخذ منه الهاتف

• كويس انك لقيته… شكرا يا قاسم

– هو هيثم وحش للدرجة دي عشان تخو*نه ؟

• بتقول ايه مش فاهم ؟

– انت طلعت بتتعاون مع دانيل أدريان ضد هيثم !!

لسه هيتكلم و أكال قاسم عليه بضر*به اوقعته أرضًا !!

google-playkhamsatmostaqltradent