Ads by Google X

رواية بلا حب الفصل العاشر 10 - بقلم سوكه

الصفحة الرئيسية

 رواية بلا حب (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سوكه

رواية بلا حب الفصل العاشر 10



بارت١٠
عندما فتح عينيه على يد تربت على صدره، نظر في وجهها الجامد، كان منهك تماما، وعادت له حالة الصمت التي كانت في المستشفى
مدت له ذراعها ليقوم فاطاعها دون مقاو مة
بذلت جهدا شديدا حتى استطاعت ان تساعده على القيا م والعوده الى فراشه، ومنذ تلك اللحظة لم تسمع له صوتا، كف عن مناداتها او طلب اي شيء منها، واكتفى بما تقدمه له دون اعتراض او مناقشه، واستسلم تماما لها وهي تعطيه الدواء او الحقنة او تطعمه، لكنه كان يتجنب دائما النظر لوجهها
بدات تشعر بالراحة والهدوء يملا البيت، ولم تحاول استثارة غضبه باي شكل من الاشكال، لكن الهوا جس بدات تكبر في عقلها، فحالته تلك لم تكن مطمئنة ابدا، فكلما دخلت عليه الغرفة تجد الموبايل ملقى بعيدا، والتليفزيون مفتوح لكنه لا يشاهد ولا يسمع، وجهه في اتجاه اخر وراسه على الوسادة واصابعه تعبث باي شيء دون وعي
لكن ما ار عبها حقا عندما دخلت عليه لتجده يعبث بولا عة صغيرة امام عينيه ، يش علها ويطفئها مرات ومرات وهو شارد، استغلت انشغاله بالدواء وسحبت الو لاعة دون ان يشعر وخباتها في المطبخ
لكن ما جعلها ترسل رسالة لد.ميرفت وتطلب منها تحديد موعد اونلاين في اسرع وقت، عندما دخلت عليه فوجدته يمسك علبة دواء يفتحها باصابع يد واحده وعندما وجدها امامه سقطت العلبه من يده وتبعثر الدواء على الفراش والارض ومنذ تلك اللحظة ولم تبق اي دواء في الغرفة، وابعدت اي شيء يؤ ذيه عن متناول يده، فقد اصاب عقلها الذ عر من الهوا جس التي ملاته وادركت انها وحدها لن تستطيع مساعدته على تجاوز الاز مة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
اطمأنت انه نائم، وجلست في ابعد مكان عن غرفته، وفتحت اتصال اونلاين مع د. ميرفت فظهرت امامها عبر الكاميرا في المطبخ تجهز الطعام، وقالت لها: معلش بقى يا نوجة انت مش غريبة، ابني طلب مني كيكة قدرة قادر ولازم اعملهاله، حكم القوي
قطمت ضحكتها عندما رات وجه نجاة الجاد، وفهمت ان هناك امر كبير، فانتبهت للشاشة وقالت بقلق: نجاة، ايه! انت عاوزه جلسة ولا ايه!! هتقلقيني ليه دنا مصدقت قفلت ملفك
قالت : الموضوع مش خاص بيا، لكن بحد تاني، حالة مستعجلة جدا
قالت ميرفت: طيب احكي الموضوع من الاول، سمعاكي
ابتلعت نجاة ريقها وهي تحاول ان تناور في الحديث حتى تتجنب استجوابات د. ميرفت: باختصار، انا دلوقت مرافق لمريض عمل حاد ثة صعبة وملازم للفراش وقت طويل
قاطعتها د. ميرفت فجأة: ياااختااااي، حاد ثة!! يا بنتي انت هتجننيني، مش قلتلك لازم تبعدي عن جو المستشفيات ده خالص، يبنتي انت مثقفة ومتعلمة وقلتلك ان الوقت الصعب اللي مريتي بيه مع والدتك في المستشفيات وبعدها وفاتها عملك تروما، وهتاخدي وقت على ما تنسي وترجعي لطبيعتك
قالت نجاة بضيق: طب انا اعمل ايه دلوقت، اكمل كلامي ولا اسلم واقفل المكالمه!! 
قالت بيأس:مفيش فايدة فيكي، دماغك ناشفة ومبتسمعيش الكلام!! وطبعا لما دخلتي المستشفى رجعتلك ال panic attack!! 
قالت بزهق: يا دكتورة سيبك مني انا دلوقت وخلينا في الحالة
قالت: مش لما اتطمن الاول على الحالة اللي بعالج فيها بقالي كتير، انت احبطيني بجد، يا بنتي انا قلتلك دورى على كل حاجة تخليكي سعيدة ومبسوطه، مش تروحي للتروما برجليكي، حياتك الجد دي هتجيبلك السكر بدري
قالت : طيب استاذنك اتصل بحضرتك وقت تاني يكون مناسب تسمعيني
قالت: انا عارفه اني مش هوصل معاكي لحل، اتفضلي احكيلي اللي عاوزه تقوليه
شرحت لها الحالة الجسدية والنفسية وانه لا يستطيع التحرك رغم انه كان لا يكف عن الحركة والتنقل، وتجاهلت ذكر اسمه، بل كانت تسميه الحالة، ثم ختمت قائلة: كل تصرفاته بتقول ان عنده اكتئاب حا د، وانا خايفة بصراحة يتطور او يجيله ميو ل انت حا رية
سالتها: الحالة دي راجل ولا ست
قالت: راجل
قالت: عمره قد ايه! 
قالت: ٣٠
صاحت الدكتورة بغيظ: اشق هدومي منك!! يعنى بطلع منك الكلام بالعافية واستحملت، لكن مش عاوزه تقوليلي انه جوزك اللي عمل الحادثة ليه، خايفة من ايه!! هب لغ عنه مثلا!! ولا بتغيري عليه مني وانا قد امك!! 
يااربي.. بقالي ١٥ سنه في الشغلانه مفيش حالة تعبتني زيك، يبنتي بطلي تترددي الف مرة قبل ما تطلعي اللي جواكي، هو انا هسجلك سيد يهات، دانا الدكتورة بتاعتك وغير كده قريبة امك، لو مش هتثقي فيا هتثقي في مين
قالت نجاة بقلق: يا دكتورة ميرفت اعملي معروف، خفي شوية الهزار بتاعك ده، انا عايشة في رع ب، كل شويه اسيب اللي في ايدي واروح ابص عليه، بيتهيئلي انه عمل في نفسه حا جة
انا عاوزه اعرف ازاى اخرجه من الحالة اللي هو فيها
قالت الدكتورة: هو الكلام كدة مش راكب اوي على بعضه، يعنى عريس جديد ومي ول انت حا رية!! فيه حاجة غريبة
انتي فيه بينكم مشاكل!! 
فتحت فمها: ها.. هو.. هو الموضوع ملخبط شوية وفيه مشاكل كتير
قالت الدكتورة باحباط :ااااه، وطبعا مش هعرف اخد منك معلو مة كاملة، ولا هتقدري تكلميني عن مشاكلك لحد ما تخلص او تخ لص هي عليكي، وهتلفي تلفي وتجيلي بعد ما نفسيتك تبقى حالة طو ارئ مستع صية، فانا هصبر لحد ما تجيلي لوحدك، بس مؤقتا كدة هديكي شوية نصايح تتعاملي بيها معاه
اولا كده، مينفعش تعامليه زي تلميذ عندك في الفصل وانت الميس بتاعته
عقدت نجاة حاجبيها وقالت بدهشة: انا!! 
قالت الدكتورة: اه، هو انا مش عارفاكي  يا ابلة نجاة!! 
يا ريت تفكي التكشيرة اللي في وشك دي وتعامليه على انه جوزك
رفعت حاجبها وقالت بحدة: فصدك ايه يا دكتورة
قالت ميرفت: يادي الن يلة، باينكم وا قعين مع بعض، طيب بلاش
عامليه زي ما كنتي بتعاملى امك الله يرحمها، لما كانت في عز مرضها كنتي بتضحكي في وشها وتحكيلها وتحكيلك وتحاولى تضحكيها وتبسطيها.. فاهمه؟؟ 
الرجالة عقلهم صغير اوي
تلفتت حولها ومشت الى باب المطبخ تنظر في الخارج ثم عادت لها وخفضت صوتها: الرجالة عقلهم صغير، الكلام الحلو بياكل عقلهم، خديه بالمسايسة، بلاش اوامر، زي خد الدوا، كل، هو مش عايش مع سجان، كفاية السجن اللي هو فيه
اعملى في البيت اي تجديد او فيه هو شخصيا، لبس جديد، حلقة شعر روشة، شوفي ايه الحاجات اللي تبسطه واعمليها، 
طولي معاه في الكلام، وخدي وادي وبلاش اسلوب التلغرافات ده اللي بيجنني منك
ضحكيه، قوليله نكت
رفعت حاجبيها بدهشه، فقالت ميرفت: لا نكت دي متنفعش معاكي، طيب احكيله حواديت زي شهرزاد، هو انت مش مدرسة ناجحة يا بنتي
بتحببي الطلبة فيكي ازاى وتخليهم يسمعوكي!!! 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
وقفت نجاة امام المرآة وهي تتذكر كلام دكتوره ميرفت : اهم حاجة تضحكي في وشه، مريض الا كتئا ب محتاج يحس بان حواليه ناس بتحبه وبتهتم بيه، محتاج لمعاملة فيها مودة، مش لازم يحس انه تقيل والناس شايلاه بالعافية
كانت تحاول ان تبتسم بصعوبة، لكن الابتسامة تتحول لشكل غريب، بل كان الامر صعبا جدا على عكس ما كانت تتوقع
 اخذت تشد عضلات خديها باصابعها، ثم تدلك خديها ربما اصابهما الخدر، ثم تدلك ما بين حاجبيها لتفك التكشيرة كما قالت الطبيبة وكانها تتعلم الابتسام من جديد
حملت صينية الطعام وذهبت الى غرفته، ووقفت امام الباب قليلا تحاول ان تستجمع شجاعتها، ثم اخذت نفس عميق ودخلت الغرفة
لم ينظر اليها الا عندما قالت بصوت واضح: صباح الخير، ازيك النهاردة
لم يرد، لكنه نظر لوجهها بدهشة، كانت تبتسم ابتسامة غريبة
ادركت انها تفعل شيء غير مقنع بالمرة، لكنها استمرت بالمحاولة وتنحنحت بارتباك وقالت الكلمات التي دربت نفسها عليها في المطبخ عدة مرات: انا.. انا.. عملتلك كيكة يارب تعجبك، اسمها... اسمها ايه، افتكرت. اسمها قدرة قادر
رفع حاجبيه بدهشة، فقالت بارتباك شديد وبداخلها شعور بغيض بانها صارت مهرج فاشل:دي اسمها كده، انا جبت طريقتها من على النت، تحب تدوقها
استمرت تحاول جاهدة طوال النهار، تدخل المطبخ تتدرب على الابتسام وتحفظ بعض كلمات المجاملة، ثم تحاول القائها امامه
حتى نطق اخيرا وقال بصوت هادئ: مفيش داعي تضغطي على نفسك اكتر من كدة وتحاولي تضحكي في وشي بدافع الشفقة
انا مقدر فعلا وقفتك جمبي في المرض، بس الشفقة اسوا حاجة ممكن تقدميها لانسان
وقفت تحدق فيه لحظات، وادركت ان اي كلمة غير صادقة او ابتسامة مفتعلة ستزيد الامر سوء 
قررت ان تتكلم معه بصدق، فجلست على طرف الفراش وقالت بجدية: ممكن تسمعني؟ 
هز راسه فقالت بصدق: انا مبعرفش اضحك، ولا اعيط، مش فاكره اخر مرة ضحكت او عيطت فيها كان من كام سنة، واحد من طلبة ثانوي اللي بدرسلهم كان مسميني الوش الخشب، عشان كده لما بحاول ابتسم بحس ان شكلى وحش 
كان يسمعها ولا يجد كلمات يقولها، فلم يقاطعها
فاكملت: هافترض معاك ان اللي بعمله ده بدافع الشفقة، وده مش حقيقي
هاتلي انسان واحد في الدنيا مش محتاج الشفقة في وقت من اوقات حياته، او لما بيمر بازمه شديدة
ساعات الشفقة بتنقذ حياة ناس وتنجيهم من الموت، المهم الازمة تعدي ويقوموا منها
انت الحمد لله، ازمتك فترة قصيرة في حياتك وهتعدي بسرعه، وبكرة تقوم بالسلامة وتقف على رجليك تاني، وساعتها هتنساني وهتنسى كل اللي كنت فيه، هتنسى حتى الشفقة من الناس، ومش هتبقى محتاج لحد
متفكرش في اللي حواليك مشاعرهم ايه ولا بيبصولك ازاي، فكر بس ازاي تخرج من ازمتك وتستفيد من مساعدتهم ليك بانك تقف على رجليك تاني
لانك بعد ما تخف هتقابل ناس تانيه محتاجين مساعدتك ليهم
اخذ نفس عميق، ثم ابتسم وقال: تعرفي ان كلامك ده احسن مليون مرة من انك تجبري نفسك على ابتسامة مش من قلبك
......................................

  •تابع الفصل التالي "رواية بلا حب" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent