رواية زواج بالاكراه كاملة بقلم ملك مصطفي عبر مدونة دليل الروايات
رواية زواج بالاكراه الفصل الحادي عشر 11
خيم الصمت فجأة ، جميعهم يتبادلون الأنظار و قد علت وجوههم الدهشة من هذا الطلب المفاجئ ، تعجب صقر بالفعل من الطلب لكنه رسم الجمود على وجهه و حمحم لينظف حلقه بعد أن رأى جميع الأنظار تحولت إليه ، كان سيقبل لكن جاء بباله فكرة انها ستسميه بأسم اتفقت عليه مع خطيبها السابق فعقد حاجبيه بضيق شديد و رمقها بحدة غير مبررة ولكنها لم تنتظر كثيراً فألتفت مرة أخرى للطفل لتداعب وجهه بحب..
مليكة بأبتسامة:
– هسميه فادي “ثم اكملت بمرح” عشان يبقى عندي فادي و فيروز
فيروز بتعجب:
– بس هو اسمه كريم
مليكة بحماس :
– عادي نغيره
ابتسمت فيروز و نظرت للطفل وجدته ينظر لمليكة و يبتسم ببلاهة ، هل سيحبها؟ هل سيظنها امه؟؟؟ هل سينسى امه الحقيقية التي وضعته و جلبته لتلك الحياة!!!! ابتلعت غصتها وهي تجيب داخلها ، على الاقل ليعيش حياة افضل منها بين أحضان والديه و الاثنين بقربه ، ابتسمت وهي تعيده لمليكة لتغادر صاعدة لغرفتها..
مليكة بأبتسامة وهي تلعب معه:
– انت بتضحكلي يا ديدو ، ها!!! بتضحكلي انا ، يا لهوي يا ناس على الجمال و الطعامة عايزة أكلك
كانت تنظر لها ريتال بإندهاش فتلك البلهاء ليست أختها التي كانت تتذمر من الأطفال ، و ما فادي ذاك!!!! ضحكت بداخلها ثم هزت رأسها بيأس لتقع اعينها على زوجها العزيز الذي ينظر لها فأرسلت له قبلة مضحكة مليئة بالشماتة ولكنها تفاجئت به يرسل لها قبلة هو الآخر ، هي تعلم انها قبلة بمعنى “ستري ما سيحدث لكي” لكن لماذا علت دقات ذلك الأبله قلبها!! لماذا توردت وجنتيها و تعالت حرارتها ، اشاحت بنظرها بعيدا ثم نظرت لأختها من جديد محاولة إلهاء نفسها..
كانت سيليا تجلس بجانب آسر الذي كان يضع حاسوبه على قدمه و يعمل بشدة ، كانت تراقب كل ما يفعله ولكنها لم تفهم حرف فزفرت بملل ثم نظرت ليامن وجدته يقلب هاتفه و يمسكه بكلتا يديه فعلمت انه يلعب لعبة ما فبدون ذرة تفكير نهضت و ذهبت تجلس بجانب يامن ، رفع آسر نظره بسرعة وهو يشعر بها تنهض من جانبه ظنها ستذهب للمرحاض ولكن تفاجئ بها تجلس بجانب يامن ، ما هذا التلامس الشديد بينهم!! قطب جبينه بضيق و نظر لفخذيها فوجدهم قريبين بشدة من قدم يامن و أيضا رأسها قريب للغاية من وجهه بل و اللعنة شعراتها تتساقط على كتفي يامن بأريحية..
سيليا ببراءة وهي تزم شفتيها بطفولة :
– ممكن العب دور
يامن بتركيز شديد:
– لا انتِ شكلك هبلة و هتخسريني الscore بتاعي
سيليا بترجي :
– لالا انا شاطرة اوي في اللعبة دي هتشوف ، طب رهان على اي حاجة تعوزها
يامن و هو ينظر لها و قد التمعت اعينه بلمعة خبيثة:
– اي حاجة ، اي حاجة!!!
سيليا بتردد من تلك النظرات:
– اه ، اي حاجة
مال على أذنها فوقف آسر فجأة و ذهب لهم بخطى واسعة ثم امسك معصمها برفق ظاهري ولكنه كان يضغط على لحمها فأنكمشت ملامحها بتألم..
آسر بأبتسامة جافة:
– تعالي يا سيليا عايز اقولك حاجة
ثم سحبها لخارج ذلك المجلس فتابعه يامن بأبتسامة خبيثة ثم عاد بنظره لتلك اللعبة ولكن فجأة اشتم عطر انثوي يتسلل أنفه فأغمض اعينه و استنشق اكبر قدر منه و كتم أنفاسه كي يحتفظ به داخله فرآها تجلس مكان سيليا بجانبه و ابتسمت له ابتسامة صغيرة كتحية ولكنه ابتسم لها ببلاهة..
آسيا بتساؤل:
– مش عايز تخرج ، انا اتخنقت من قعدة البيت
يامن بتهرب:
– بلاش نخرج الفترة دي ، احنا عرسان جداد الناس ممكن تتكلم علينا
اومأت بضيق وهي تشعر بعدم راحة من ذلك الجواب فشعرت بالشك تجاهه ولكنها فضلت الصمت..
…………………………………………………………………..
بالردهة..
ثبتها آسر أمامه وهو ينظر لها بضيق شديد فسحبت معصمها بغيظ و ظلت تفركه وهي ترمقه بنظرات قاتلة..
آسر بضيق:
– انتِ قومتي من جمبي ليه؟؟
سيليا بضيق هي الأخرى وهي تمسك معصمها:
– كنت زهقانة و انت قاعد بتشتغل وانا مش واخدة على حد هنا
آسر بسخرية:
– و يامن ايه؟؟
سيليا بلامبالاة:
– يامن لذيذ انا حبيته!
اغمض اعينه لثواني ثم ضغط على عضمة أنفه يحاول استنشاق اكبر قد من الهواء ، هو فقط يريد منها بعض الاحترام لذلك متضايق ليس أكثر! أليس كذلك؟؟
آسر بهدوء مصتنع:
– مينفعش جوزك يبقى قاعد جمبك و تسيبيه و تروحي تقعدي جمب راجل تاني ، اللي قاعدين يقولوا ايه؟؟؟
سيليا بإذبهلال:
– على فكرة يامن ابن عمتي زي ما انت ابن عمتي!
آسر بحدة وهو يمسك معصمها:
– بس انا جوزك
سيليا بتألم وهي تنظر له بغضب :
– سيب ايدي انت بتوجعني
آسر ببرود وهو يتركها:
– انا مش عايز اللي حصل ده يتكرر تاني
نظرت له بإحتقار ثم دلفت الي الداخل مرة أخرى و عندما دلف وجدها تجلس بجانب آسيا فزفر بهدوء و عاد لمقعده ليباشر عمله على الحاسوب..
…………………………………………………………………..
في منتصف اليوم..
بغرفة عبد التواب..
كانت فاطمة تجلس بالتراث الملحق بالغرفة و تحتسي قهوتها و أمامها عبد التواب يتابع أحفاده من الأعلى ..
فاطمة بهدوء وهي تنظر لما ينظر اليه :
– ليه مخليهم يقعدوا مع بعض غصب عنهم ، يعني حتى في دي هتتحكم
عبد التواب بأبتسامة وهو يراقبهم :
– احبسي اي راجل و ست في مكان واحد غصب عنهم هيحبوا بعض ، وانا عايزهم قبل ما يحبوا بعض كزوج و زوجة اخليهم يحبوا بعض لأنهم دم واحد ، لازم نستغل الوضع قبل ما كل واحد يرجع شغله
فاطمة بضحك:
– تقوم مقعدهم في الجنينة كلهم غصب اديك شايف منظرهم ، اللي ماسك موبايله و اللي مش طايق حياته واللي قاعد بيدعي علينا في سره
عبد التواب بقهقهة:
– خليهم يا ستي ، بس شايفة الولا يامن قاعد كل شوية يبص لآسيا ازاي ، دي اللي هتربيه انا متأكد
بالأسفل..
كانت آسيا تمسك هاتف يامن و تلعب به وهو يشاهدها فهي رأته وهو يلعب و أرادت تجربة اللعبة و لكن قاطعها اتصال فزفرت بحنق..
آسيا بضيق:
– مليش دعوة الجيم ده مش هيتحسب انا خسرت بسبب اللي بيتصل
يامن بضحك وهو يسحب جواله من يدها:
– وريني مين بيتصل
نظرت بجانب أعينها فرأت اسم “شيرين” ولكن ما جعلها تعقد حاجبيها هو انتفاضه من جانبها و الإبتعاد عنهم جميعا كي يستطيع التحدث..
بدور بتساؤل وهي تميل عليها:
– هو راح فين؟؟
آسيا وهي تراقبه وهو يقف بعيداً و يتحدث بالهاتف:
– راح يرد على الموبايل
عند يامن..
يامن بتوتر وهو ينظر حوله:
– انتِ مين قالك تتصلي يا زفتة انتِ
تلك المدعوة شيرين بنبرة رقيقة للغاية:
– مقدرتش استحمل لما عرفت انك نزلت القاهرة يا بيبي
يامن بضحك:
– لا يا شيخة ، واللي قالك اني نزلت القاهرة مقالكيش اني نزلت بمراتي
شيرين بضحكة رنانة تسببت في ابعاده الهاتف عن اذنه:
– مراتك!!!!! انت هتعملهم عليا يا يويو ده انا أصدق اي حاجة في الدنيا إلا اني أصدق انك اتجوزت
يامن بمرح وهو يحك أسفل رأسه:
– ولا انا مصدق والله بس دي الحقيقة للأسف
شيرين بلامبالاة:
– هنستناك النهاردة انا و الشلة في مكاننا المعتاد ، متتأخرش يا.. يا متجوز
ضحكت ضحكتها الرنانة ثم اغلقت معه فأبتسم هو ثم وضع الهاتف بجيبه و عاد مرة أخرى فرأى آسيا تنظر له وهي تضيق اعينها كمن ينظر لمتهم فأسترد ريقه ثم جلس بجانبها ببطئ..
آسيا بحمحمة :
-مين شيرين؟؟
يامن بتعجب مصتنع:
– شيرين مين؟؟
آسيا بسخرية:
– اللي كنت بتكركر معاها من الضحك على التليفون من شوية
يامن :
– بتكركر؟؟ انتِ متأكدة انك متربية برة
آسيا بهدوء:
– على فكرة انا معنديش مشكلة يبقى عندك صحاب بنات و تبقى بتخرج معاهم و تتكلموا ، بس عندي مشكلة لو كذبت عليا
يامن بأريحية:
– طب الحمدلله ، شيرين دي آآ دي صاحبتي من زمان انا بس كدبت عشان خوفت تطلعي من الناس الخنيقة دي
آسيا بلامبالاة:
– لا يا عم عادي هو انا مراتك بجد
يامن بوجه جرو بريئ:
– ممكن طلب!! “اكمل وهو يرى علامات الاستفهام مرتسمة فوق وجهها” ممكن تطلبي من جدي اننا نخرج النهاردة بس آآ متجيش معايا
آسيا بعدم فهم:
– يعني ايه؟؟
يامن:
– يعني تقوليله اننا عايزين نخرج بما اننا عرسان جداد و كدة ، بس ده كدة و كدة كدب يعني عشان يسيبني اخرج
آسيا بتساؤل:
– هو انت بتعمل حاجة غلط؟
يامن بتوتر :
– لا طبعا بس آآ هو بيرفضلي كل طلباتي ، لو انتي طلبتي منه هو هيوافق عادي
آسيا:
– طب ما تخرج من وراه
يامن:
– ما هو لازم يديني فلوس
آسيا بشمئزاز وهي تنظر له بإحتقار:
– مش مكسوف من نفسك وأنت شحط كدة و بتاخد مصروف شبه العيال
يامن:
– مش مكسوف يا ستي ، ها هتساعديني ولا لا
آسيا ببرود وهي تنظر أمامها:
– لا
يامن بتوسل:
– مش هتأخر بجد ، انا بس خارج مع صحابي بليل و جدي هيقعد يتكلم و يقولي هتسيب عروستك و الكلام اللي ملوش لازمة ده
آسيا:
– ولما انا اقوله اني هاجي معاك و يبص يلاقيني موجودة وانت مش موجود هيبقى منظرنا ايه
يامن بتفكير:
– اقعدي في الاوضة و اقفلي على نفسك لحد ما اجي
آسيا بسخرية:
– طب وانت راجع ان شاء الله لما يلاقوك داخل ايدك فاضية و يسألوك عني هتقولهم ايه
يامن :
– هنتصرف ساعتها
آسيا بنفاذ صبر وهي تقف:
– ماشي يا يامن بس على الله تصغرني و تعمل حركات عبيطة ولا تطلع بتستغفلني و رايح تعمل مصيبة
دلفت لتبحث عن عبد التواب فأخبرها المساعد انه في غرفته فصعدت بسرعة لتنهي ذلك الأمر..
طرقت الباب ففتحت فاطمة التي ابتسمت لها ابتسامة عريضة..
فاطمة بسعادة وهي تسحبها للداخل :
– ادخلي ادخلي يا بنت الغالي ، يا عبده دي آسيا
عبد التواب بأبتسامة وهو يشير لها من الشرفة:
– تعالي يا آسيا
اقتربت آسيا وهي ترسم ابتسامة سخيفة على وجهها فرأته يرفع كفه لها كي تقبله ولكنها ابتسمت بإصفرار وصافحته ثم جلست أمامه..
آسيا بهدوء:
– انا عايزة اخرج انا و يامن
عبد التواب بذهول :
– يامن!
آسيا بتحدي وهي ترفع حاجبها:
– اه مش جوزي؟
عبد التواب وهو ينظر بغضب ليامن بالأسفل:
– اكيد الحيوان ده هو اللي باعتك
آسيا بغضب خفيف:
– هو انا عيلة صغيرة حد يبعتني و يجيبني ، كل اللي في الموضوع عايزة اخرج انا وهو عشان آآ نقرب اكتر الجو في البيت مكهرب
نظر لها عبد التواب بشك ثم نظر ليامن الذي كان ينظر إليهم بحماس من الأسفل ..
عبد التواب وهو يعود بنظره لآسيا :
– خلي بالك يامن مش سهل ولا طيب ، يعني هو لو رايح يعمل مصيبة يبقى انتِ بتساعديه
آسيا بتساؤل وهي تسترد لعابها:
– مصيبة من اي نوع!!
عبد التواب بغضب ليداري توتره:
– اهو مصيبة و خلاص ما انتوا جيل مهبب
آسيا بإحراج:
– طب آآ عايزين فلوس عشان نخرج
ابتسم عبد التواب وهو يرى تورد وجنتيها من الإحراج ليست مثل ذلك الوقح الحقير الذي بالأسفل ، اخرج من جيبه رزمة مالية و وضعها بين كفيها..
عبد التواب:
– دول ليكي انتِ وهو ، انا عايز انتِ اللي تبقي مسئولة عن مصاريف البيت ، يامن متهور ممكن يصرف قد كدة مرتين تلاتة في خروجة لكن انتي رزينة عشان الحياة علمتك قيمة الجنيه اللي بتتعبي فيه
اومأت بهدوء ثم وقفت لتغادر ولكنه فوجئت به يجذبها من كفها ليحتضنها..
عبد التواب وهو يحتضنها بقوة :
– انا حسيت ان محمد اللي قدامي مقدرتش امسك نفسي ، لو عوزتي اي حاجة كلميني ، اي حاجة!
ابتسمت آسيا بفتور ثم ابتعدت عنه و خرجت من الغرفة لتتبدل ملامح ابتسامتها تلك بنظرة اكثر تعقيداً ، كم تمقت تلك العائلة و تتمنى أن تأخذ ميراثها بأسرع وقت و ترحل لتعود لصديقتها و حياتها و على ذكر صديقتها أمسكت تلك الرزمة و أخرجت بِضع ورقات مالية ثم وضعتها في جيبها تخبئهم كي ترسلهم لصديقتها مساءاً..
عند يامن..
رآها تقترب منه و بدون أن يدرك أحد وضعت المال بيده فوضعه بسرعة بجيبه و قبل يدها فسحبت كفها بسرعة وهى تجحظ بأعينها…
آسيا بتوتر و إحراج وهي تجلس مرة أخرى:
– انا آآ خدت 1000 جنيه من الفلوس دي عشان هعمل بيهم حاجة
أخرج يامن المال من جيبه و قام بعدّه فرآها أخذت القليل فالجد قد أعطاها الكثير و الكثير ، قسّم المال بينهم ثم وضع بين يديها باقي نصفها لتعقد حاجبيها بعدم فهم..
يامن بمرح و همس:
– عشان احنا شركا في الجريمة دي يبقى كل واحد فينا ياخد النص
ضحكت وهي تهز رأسها بيأس ثم وضعت المال بجيبها ولكنها تأملته بإستغراب لماذا يعامل الجميع بلطف ، لماذا هو لطيف للغاية و طاهر القلب ، ابتسمت ان حظها وقع في ذلك الشاب فهي كانت لن تتحمل ان يزوجها جدها من شخص جاد للغاية و غير مرح إطلاقاً..
…………………………………………………………………..
في الواحدة بعد منتصف الليل..
كانت سيليا تجلس بالغرفة و تتحدث على الهاتف بمكالمة ڨيديو و يبدو عليها الضيق الشديد..
سيليا بضيق :
– انا مش فاهمة!!
صديقتها بدموع حاولت اخفائها لكن فشلت:
– يعني “روي” بيموت يا سيليا
سيليا بصدمة و هي تضع يدها المرتعشة فوق شفتيها:
– انتِ بتقولي ايه!!! بطلي هزارك السخيف ده انتِ عارفة اني مبستحملش كلمة عليه
صديقتها ببكاء وهي تمرر يدها بخصلات شعرها :
– مش بهزر ، انا والله مكنش قصدي انا كنت بمشيه في الشارع وقفني شاب يسألني على حاجة الكلام خدنا ببص لقيته بيعدي الشارع و آآ
سيليا بغضب و دموعها تنهمر:
– دي الأمانة اللي سيباها عندك!! انا غلطانة اني وثقت فيكي و أمنتك على حتة من روحي ، انتوا في انهي مستشفى؟
اغلقت معها بعد أن اخبرتها صديقتها بأنها سترسل إليها الموقع ثم ظلت تدور حول نفسها وهي تحاول استنشاق أكبر قدر من الهواء ، دلف آسر وهو يتحدث بالهاتف و كان يبحث عن شئ ما لكنه رآها بتلك الحالة فعقد حاجبيه بتعجب و كاد أن يتجاهلها و يخرج ولكنه رآها تجلس أرضا و تحتضن ركبتيها و تبدأ بالبكاء الشديد ، استرد ريقه بصعوبة فهو لأول مرة يتعرض لذلك الموقف ، هل يواسيها؟؟ أم يتركها و يغادر؟؟ استأذن من المتحدث بأن يغلق حالياً ثم ألقى بهاتفه فوق الفراش و جلس بجانبها أرضاً لم يعرف ماذا يقول ولكنه اكتفى بالتحديق بها..
سيليا بتقطع من بين شهقاتها:
– انا عايزة اروح المستشفى
آسر بقلق وهو يمسك وجهها:
– ليه انتِ تعبانة
بكت أكثر فوقف و اوقفها معه ثم هبط بها الدرج سريعاً ولم ينظر لأي أحد من العائلة الذين كانوا منتشرين بالأسفل..
محمود وهو يحاول اللحاق بهم:
– سيليا!!! يا سيليا في ايه؟؟
اوقفه عبد التواب و اشار له بأعينه بأن يتركهم وحدهم ، بالفعل توقف ولكن كان قلبه متوجس على ابنته فلذة كبده فكان آسر يمسك كفها و يسحبها خلفه وهي تخرج بملابس البيت فقط تضع الوشاح حول كتفيها..
في سيارة آسر..
سيليا ببكاء :
– انا عندي كلب اسمه “روي” ، كنت سيباه عند صاحبتي لما جينا نسافر و دلوقتي بتقولي انه عمل حادثة و بيموت ، انا بجد متعلقة بيه أوي و بحبه أوي
آسر بهدوء وهو يربت على فخذها:
– اهدي يا سيليا ادينا رايحين نشوف متقلقيش ، ان شاء الله كله هيبقى تمام
اومأت بسرعة متمسكة بالكلمة بأمل كبير ولكنها ابعدت يده وهي تنظر له بحنق و خجل طفولي فأبتسم ابتسامة جانبية ثم مسح أرنبة أنفه و نظر للطريق أمامه..
و بالفعل في أقل من عشر دقائق كانوا أمام الموقع المرسل إليهم فنظروا حولهم لم يجدوا اي مشفى فقط ذلك المقهى الكلاسيكي ، هبطت سيليا من السيارة وهي تلتف حول نفسها تنظر جيدا بجميع الأركان و تنظر لهاتفها لتتأكد من انها وصلت بالفعل..
آسر وهو يغلق السيارة جيدا بعد أن هبط منها:
– انتِ متأكدة ان اللوكيشن صح؟
سيليا بتعجب:
– ايوة!! بس آآ
استمعت لصوت نباح كلبها فنظرت حولها بسرعة لترى الكلب يقف أمام باب المقهى لتركض إليه و تحتضنه بقوة وهي تقبل كل أنش بوجهه..
سيليا بدموع و ابتسامة :
– انت كويس يا حبيبي ، ها طمني كويس؟؟
وقع وشاحها من عليها فإنحنى آسر و أخذه و كان سوف يضعه عليها ولكنه تفاجئ من خروج مجموعة كبيرة من عُمر سيليا تقريبا و يحملون كعكة كبيرة يوجد عليها صورتها..
سيليا بصدمة وهي تقف:
– ايه ده يا مجانين!!!!
قاطعها غنائهم فضحكت بقوة و ظلت تصفق بمرح و تغني معهم فسحبتها الفتيات للداخل وهن يغنون فدلف آسر معهم وهو يراقب تلك الزينة الموضوعة و تلك الكعكة ، ابتسم وهو يجلس في مقعد بعيد فقط يراقب تلك الأجواء بهدوء دون تعليق..
سيليا بدموع و ابتسامة :
– انا مش مصدقة بجد اللي عملتوه ده ، انا بحبكم اوي يا بنات
– مش البنات بس على فكرة!!
نظرت سيليا لمصدر الصوت و تفاجئت بصديقها المقرب يقف أمامها و يحمل هدية كبيرة و خلفه بقية أصدقائها الشباب ، صرخت سيليا بحماس و صافحته بحرارة كبيرة وهي تأخذ الهدية بحماس طفولي ولكنها سقطت بها فهي كانت ضخمة للغاية ، امسك معصمها ليوقفها مرة أخرى ولكنه تفاجئ بمن يدفع كفه بعيدا..
آسر من بين أسنانه وهو يمسك معصمها و يوقفها:
– مين ده
سيليا بأبتسامة وهى تشير إليه:
– ده حمزة البيست فريند بتاعي ، و ده آسر ابن عمتي يا حمزة
حمزة بأبتسامة صغيرة وهو يمد كفه:
– ازيك يا آسر؟
آسر وهو يتجاهله تماما:
– مش يلا الوقت اتأخر؟
سيليا بعبس طفولي:
– لا متأخرش انا لسة جاية
فتاة ما وهي تقترب و تضع معصمها حول رقبة سيليا:
– عارفة مين اللي اخد باله من “روي”
سيليا بتساؤل:
– هو انا مش سيباه معاكي؟
الفتاة بغمزة:
– لا حمزة هو اللي اخده
سيليا بأبتسامة تشع حباً :
– يا ميزو مش عارفة اقولك ايه بجد ، ربنا يخليك يا رب
حمزة بسعادة :
– مش هتفتحي الهدية
الفتاة بمرح:
– هي عارفة تشيلها الأول
ضحكوا جميعا عدا آسر الذي كان يقف و عروق رقبته تنفر منه ، انحنت سيليا لتحل تلك الربطة التي تتشكل على الصندوق على هيئة عقدة فظهر جزء من جسدها فأوقفها آسر بسرعة و وضع الوشاح حولها بضيق و غضب فأبعدته و انحنت مرة أخرى ولكن تلك المرة أحكمت يدها على الوشاح كي لا يظهر جسدها ، تفاجئت بماكينة الخياطة التي تحلم بها و حولها الكثير من الحلوى المحببة لها فصرخت بحماس وهي تضع يدها حول على وجنتيها بصدمة..
سيليا بصدمة كبيرة :
– ايه ده يا حمزة انت بتهزر !!! ، دي غالية اوي كلفت نفسك ليه بس
حمزة بأبتسامة:
– مفيش حاجة تغلى عليكي يا اجمل سيلو
سيليا بأبتسامة و دموعها تتجمع بأعينها :
-شكرا اوي بجد
زفر آسر متعمداً فنظرت له سيليا بغضب ثم ابتعدت من جانبه و ظلت واقفة مع أصدقائها الفتيات..
حمزة بتساؤل:
– مالك انت فيه حاجة مضيقاك؟
آسر ببرود:
– ملكش دعوة
حمزة بلامبالاة من همجيته تلك:
– هو انتوا اتصالحتوا؟؟ اصل سيلو كانت حكيالي على مشاكلكم العائلية دي
آسر بهمس غاضب وهو يمسك وجه ذلك الحمزة بعنف ضاغطاً على فكه:
– اولا اسمها سيليا ، ثانيا متدخلش في اللي ملكش فيه ، ثالثا بقى و ده أهم حاجة تبعد عن مراتي انا مبحبش ألمح دكر جمبها “ثم اكمل بسخرية وهو يرمقه أعلاه لأسفله” ولو اني اشك انك دكر
دفعه حمزة بعنف ثم أخبر سيليا بصوت مرتفع أنه راحل فكادت ان تلحق به ولكن أمسكها آسر من معصمها و دفعها بخفة مرة أخرى بناحية الفتيات لتزفر بغيظ فينظر لها ببراءة شديدة..
إحدى الفتيات بهمس وهي تنظر لآسر الجالس بعيداً:
– هو ده بقى ابن عمتك ، وقعتي واقفة يا بنت المحظوظة
سيليا بسخرية:
– ما انتِ متعرفيش حاجة هقولك ايه
الفتاة بمرح:
– والله لو بيصبحني بعلقة و يمسيني بعلقة كله يهون عشان اصحى على الوش الحلو ده
ضحك الفتيات بقوة عدا سيليا التي التفت لتنظر لآسر الذي كان يتصفح بهاتفه ، تأملته قليلا بدايةً من شعره الغزير و حاجبيه الكثيفان و أعينه الواسعة بلونها البني الصافي و أنفه الحاد و شفتيه آآ ، ابعدت اعينها بسرعة بعد أن رأته يرفع نظره إليها ليقاطع تأملها ، حكت خلف رقبتها بتوتر ثم شعرت بخطواته تقترب فظلت تلعب بأظافرها متجاهلة إياه تماماً حتى شعرت به ينحني من خلفها و يضع شفتيه فوق أذنها فأغمضت أعينها بقوة وهي تستشعر أنفاسه الدافئة التي تضرب جانب وجهها بقوة..
آسر بهمس:
– يلا بينا عشان عندي شغل بكرة بدري
اومأت وهي مخدرة تماماً و مازالت تغلق أعينها بقوة فأبتسم آسر بخبث و قبل وجنتها لتفتح أعينها بصدمة و قد تورد كامل وجهها..
آسر بهمس :
– كل سنة وانتِ طيبة
اعتدل بوقفته ثم أشار للجرو ليأتي مهرولاً فتحمله سيليا وهي مازالت تنظر بصدمة لللا شئ..
الفتيات:
– باي يا سيلو
سيليا بخفوت:
– باي ، الهدايا!!!
آسر بضحك:
– كل حاجة في العربية يا طماعة
ابتسمت ثم سارت بجانبه لتراه يفتح لها باب المقهى فشكرته ثم صعدت بالسيارة و لحق بها لينطلق بسرعة..
أسر ليكسر ذلك الصمت :
– مقولتيش ليه ان عيد ميلادك النهاردة
سيليا وهي تداعب الجرو النائم بين احضانها:
– عشان هو مش النهاردة ، ده لسة بعد يومين بس هما احتفلوا بيا عشان حمزة مسافر خلاص
آسر وهو يطرقع رقبته على ذكر ذلك الفتى:
– اه ، مين حمزة ده بقى
سيليا بإبتسامة:
– حمزة ده احسن اخ جابتهولي الأيام ، انت عارف ده كان جارنا لحد اعدادي بس بعد كدة مشى ، بس احنا فضلنا مع بعض في المدرسة و كمان الكلية ، لكن هو مسافر بقى خلاص ، رايح أمريكا هيعيش هناك مع أهله و يشتغل هناك
آسر بأبتسامة و راحة كبيرة لم يستطع اخفائهم رغم بكائها بجانبه تأثراً بمفارقة عشرة عمرها:
– معلش معلش ان شاء يبقى عندك صاحب جديد احسن منه
سيليا بتأثر وهي تمسح أعينها:
– ان شاء الله ، هو انت هتوافق يبقى عندي صحاب
آسر بهدوء:
– لو بنات اه ، لو ولاد قولي على نفسك يا رحمن يا رحيم
سيليا بإبتسامة متسائلة:
– هو انت بتغير؟؟
آسر بتوتر وهي يعتدل بجلسته:
– اغير ايه انتِ هبلة ، ده مبدأ عندي ان مراتي ميبقاش عندها صحاب ولاد
سيليا بغضب:
– و ده ليه ان شاء الله
آسر بغضب :
– حد قالك اني مركبهم!!!!!!!
سيليا بعدم فهم:
– هما ايه دول
آسر بضحك :
– خيبتي ، لعلمك الكلب ده مش هينام عندنا انا عندي حساسية من شعر الحيوانات
ضحكت بقوة حتى كادت ان تختنق فتوقف جانباً بسرعة و ظلت يربت على ظهرها وهي مسترسلة في ضحكاتها..
سيليا بتنفس عالي:
– انت بطولك و عرضك ده عندك حساسية من الشعر
آسر بضيق وهو ينطلق بالسيارة مرة أخرى :
– هو المرض بيفرق بين طويل و قصير
سيليا وقد خفت ضحكاتها قليلا :
– عندك حق ، خلاص هو هينام برة في الصالة
آسر بحنق:
– ما انا بنام في الصالة
سيليا بضيق:
– ما انا اكيد مستحيل انام في الصالة انا جسمي مش متعود على كدة هصحى جسمي مكسر
آسر بهدوء:
سيليا بغضب :
– انت اتجننت عايز تنام جمبي
آسر بسخرية:
– احنا متجوزين على فكرة لو ناسية ، و بعدين حد قالك اني هموت و انام جمبك ده لحد ما نعمله بيت بس تحت في الجنينة
زفرت بضيق و احتضنت جروها بقوة و كأنها تحتمي به من تلك الأفكار التي هجمت على عقلها فجأة بمجرد تخيله ينام بجانبها ، فهزت رأسها بقوة لعل تلك الأفكار تسقط أرضاً فأبتسم آسر و ضغط فوق البنزين بقوة أسرع كأنه طواق بشدة ليذهب لتلك الغرفة و ينام بجانبها غير آبه بضيقها الملحوظ..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية زواج بالاكراه ) اسم الرواية