Ads by Google X

رواية بلا حب الفصل الحادي عشر 11 - بقلم سوكه

الصفحة الرئيسية

 رواية بلا حب (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سوكه

رواية بلا حب الفصل الحادي عشر 11


بارت١١

أخذت الامر على عاتقها بالتحدي الذي اعتادته، فقد استثارت د. ميرفت قدراتها عندما قالت لها انها معلمة ناجحة وعليها ان تنجح معه كما تنجح في عملها، وبرغم انها لم تتعود على الابتسام، لكنها نجحت في فك التكشيرة كما قالت لها، فصارت ملامح وجهها منبسطة هادئة، ثم بدات بتجربة اقتراحات د. ميرفت
فدخلت عليه وهو يقلب في قنوات التليفزيون بملل لا يكاد يستقر على قناة يشاهدها وقالت باسلوبها المباشر: عندي فكرة كدة، تسمعها يمكن تعجبك؟ 
آلقى بالريموت جانبا وانتبه اليها : أسمع
قالت: تحب تقص شعرك
رفع حاجبيه بدهشة، ثم ابتسم وقال بصوت متحمس : فكرة كويسة، موافق
ثم استدرك: ده لو مكنتش هتعبك 
قالت : مفيش تعب ولا حاجة، فيه حلاق قريب في المنطقة جبت رقمه من على النت
اختفت ابتسامته: ليه!! هو مش انت اللي هتقصيه؟ 
تعجبت من تفكيره الذي يجعله يظن ذلك، وصمتت لحظة ترتب جملة لطيفة ترد بها عليه، حاولت قدر الامكان ان تكون شبيهة بما تسمعه من طلبتها، ثم قالت: هو شعرك مزعلك في حاجة عشان تخليني ابوظهولك
انا كنت هتصل بالحلاق يجيلك هنا يقصه
امسك بالريموت ثانية وادار وجهه للتليفزيون وبدا عليه عدم الرضا: لا مش عاوز، خليه طويل مش هتفرق، وكمان مينفعش ادخل حد غريب البيت وانت موجودة وانا في الحالة دي
انبسطت عضلات وجهها وقد اعجبها ما قال، والتفتت تخرج وهي تحاول التفكير في فكرة اخرى
فالتفت لها بحماس: لو انت اللي هتقصيه انا موافق
قالت بقلق: انا عمرى ما قصيت شعر، لا، لا، ممكن ابوظه وميعجبكش
اصر حسين على الامر وتمسك بالفكرة بعناد، ووافقت نجاة فقط لترضي الحاحه واسندته ليسير الى الصالة واجلسته على كرسي ولفت ملائه حول رقبته 
وادركت ان كلام د. ميرفت حقيقي جدا، فالرجال كالاطفال، فمجرد الفكرة غيرت من حالته النفسية وجعلته يبتسم ويمزح، واحيانا يضحك
لكن ذلك لم يخفف من توترها وهي تمسك بالماكينة الكهربائية وتمررها على شعره ببطء وحرص شديد وهي متوترة جدا
ثم اسلم لها قفاه وهي تمسك بالمشط والمقص تحاول ان تساوي اطراف الشعر، لكنه لا يكاد يستقر ويحرك راسه باستمرار وهي تصيح: ثبت راسك بقى، متتحركش
قال: بسرعه شوية رقبتني وجعتني
قالت بغيظ: هتوجعك ازاى بس وانت عمال تحركها 
قال بمرح: قفايا اشتكى 
التفت لها فجاة فتوترت: ايييه، بطل بقى المقص كان هيدخل في ودنك ويعورك
ضحك في وجهها: انت قلقانه ومتوترة كدة ليه، انت مش هتعملى عملية جراحية
نفخت بغيظ وعادت لها التكشيرة: مبحبش حاجة تبوظ في ايدي، لازم يطلع مظبوط 
قال باسما: عشان كدة انت مدرسة ناجحة في شغلك؟ 
قالت بتوتر وهي تنظر لشعره: اسكت بس شوية عشان متلخبطنيش ويبوظ مني
امسكت بالماكينة واخذت تقصره ببطء وحرص، فلم يتحمل البقاء هادئا على وضع واحد فتحرك راسه بشكل سريع ومفاجيء فأصابت المكنه جزء من شعره رغما عنها وقفت متجمدة تنظر لشعره : لا.. وحش.. مكنش المفروض ده يحصل
غضبت بشدة بعد ان شعرت انها خسرت التحدي، تركت ما بيدها على الطاولة وتركته ودخلت المطبخ حتى لا تتشاجر، وهو يتابعها بنظراته متعجبا، هي الغاضبة لاجل شعره وهو لم يهتم بالامر
ناداها برجاء، فعادت اليه وقالت: انا قلتلك من قبلها اني مبعرفش وممكن ابوظهولك
قال: وانا قلتلك ماشي قصيه، زعلتي ليه دلوقت
قالت بضيق : يعنى انت مش مضايق
قال بصوت هادئ وهو ينظر لوجهها: بعد كل اللي بتعمليه عشاني كل يوم، تفتكري ممكن ازعل او اتضايق عشان شوية شعر!! ، وبعدين ماهو هيطول تاني
رد فعله اعاد اليها الهدوء، فتنهدت بابتسامة صغيرة
فقال مازحا: ايه ده! الابتسامة دي من قلبك، صح؟؟ باينه خالص ولايقه عليكي، بس المرة الجاية كبريها شوية
كانت صامتة تسمعه وقد زال توترها وحل محله الاسترخاء، فقالت: طيب اعدل راسك، ومتتحركش حركات مفاجاة عشان احاول اصلح اللي عملته
ارخى لها راسه وهو يبتسم
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
كانت الفكرة التالية التي جربتها نجاة معه من ابداعها الشخصي، فقد ارسلت في طلب هدية له اونلاين
سمعت نجاة صوت جرس باب المبنى الذي يسكنه هو وعائلته، فارتدت نجاة عباءتها وطرحتها نزلت لعامل التوصيل وعادت له بعد قليل: وفي يدها صندوق كارتون انيق ملفوف بشرائط على شكل هدية قدمته له: ده عشانك
سألها بدهشة:ايه ده!! هدية!! 
اتسعت ابتسامته حتى غمرت وجهه البشاشة وهي تناوله مقص وتقول: اتفضل، قص الشريط
فتح العلبة ليفاجئ بما فيها ويصيح بدهشة: ايه ده!!! قطة!!!! 
ابتسمت بهدوء وقالت: لا ده قط
كانت المرة الاولى التي تسمع صوته يجلجل بالضحك منذ الحادث
حمل القط ووضعه على ساقه واخذ يداعبه ويمسح على شعره، ثم قربه منها فرجعت خطوتين للخلف، فقال بدهشة: انت بتخافي من القطط!! طيب جبتيه ليه!! 
قالت : ده عشانك، عشان يسليك انا يدوب هحطله الاكل في المطبخ واللتر بوكس وبس كده
سألها: عشاني انا!! 
سرح بعينيه بعيدا: انا فاكر زمان لما جبت كلب صغير من الشارع، ابويا الله يرحمه اداني علقة بالحزام، ورماه بره في الشارع، من ساعتها ونفسي اربي كلب
قالت: طيب، ممكن تتخيل انه كلب صغير
ضحك جدا على كلماتها، فسألته: هتسميه ايه؟ 
فكر لحظات ثم قال: شرفنطح
قالت بدهشة: ايه، ده اسم!! 
قال ضاحكا: ده اسم ممثل قديم كان بيطلع في افلام نجيب الريحاني، ماما كانت بتحب تتفرج عليه
حلو الاسم؟؟!!! 
 منحته ابتسامة كبيرة: دمه خفيف 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
منذ اول يوم سافرت فيه امه ولا يمضي يوم الا وتتصل بنجاة مرة او مرتين في اليوم لتطمئن عليه وتعرف منها أخباره، فهو يرفض ان يرد على اتصال امه، حتى بعد الحاح نجاة المستمر عليه، ومحاولاتها المستمرة للاصلاح بينهما، لكن حسين لازال يشعر بجرح كبير في اعماقه، قد لا تكون امه السبب فيه، لكنه ترك كسورا بداخله اقوى واشد من كسور جسمه
كانت امه تبكي كلما رفض تناول الموبايل من نجاة والرد عليها، لكن حسن يواسيها بأنه يحتاج لوقت اطول ليتغلب على ما حدث، فتعود للندم من جديد: انا غلطت لما سبته وسافرت، كان عقلي فين لما عملت كده
 ثم تبكي حتى تجف دموعها، فلا حيلة بيدها سوى البكاء
لكن تلك المرة اصرت نجاة على ان تجعله يرد على المكالمة، فخططت للامر كما تضع خطط الدروس لطلبتها، وانتظرت موعد المكالمة اليومي من حماتها، وبمجرد ان ردت عليها، أخذت تحدثها بكلمات تستثير مشاعرها حتى انفجرت في البكاء وصار صوتها ينتحب بشدة، فجرت نجاة الى غرفة حسين وهي تمثل الفزع والانزعاج: حسين، الحق، مامتك تعبانة قوي
ما جعل خطتها تنجح نجاحا ساحقا، هو سببين، الاول ان حسين قد اعتاد منها الجدية والاستقامة وعدم المراوغة فصدق على الفور والثاني انها فعلتها بذكاء وبراعة
فزع حسين ونسي كل شيء الا الكلمة الاخيرة، فصاح بخوف: ماما!! حصلها ايه
ناولته تليفونها فرد على الفور : ماما، ردي عليا، انت كويسه!! 
سمعت امه صوته اخيرا فلم تستطع ان تخرج من حلقها كلمه، بل انخرطت في بكاء عنيف سمع صوتها تبكي فازداد خوفه وصاح: يا ماما ردي عليا، انت كويسه!! 
فاتاه صوتها اخيرا متقطعا من البكاء: يا حبيبي.. يا حبيبي.. انت كويس؟؟؟ الحمد لله انى سمعت صوتك
ارتجف قلب نجاة بشدة وشعرت بحريق في حلقها وانفها، وكانما تريد دموعها ان تنهمر فلا تستطيع
تركته يحادث امه وخرجت من الغرفة وجلست وحدها تتذكر امها الراحلة وتتالم بعمق، تفتقدها بشدة، لم يعد لها في الحياة احد بعدها
لازالت تعاني مشاعر الوحدة والفقد كاشد ما تكون
سمعت صوته يناديها فلم ترد على الفور، بل ذهبت اولا للحمام لتغسل وجهها المحتقن حتى تهدئ من مشاعرها
بمجرد ان دخلت عليه سالها: ليه عملتي كده
سالته: عملت ايه!! 
قال : ليه خضتيني كده، ماما مش تعبانه ولا حاجة
قالت: لما تتخض عليها دلوقت وهي كويسه، وتكلمها وتصالحها وهي بخير، احسن ما تعيش عمرك كله ندمان انك مكلمتهاش ومصالحتهاش لو بعد الشر جرالها حاجة، انت ممكن تزعل من اي حد وكل حد، الا مامتك
سألها بتعاطف: نجاة، والدتك وحشتك
لم تستطع ان تتكلم، فقد خشيت ان تنهار امامه
تركته واسرعت الى المطبخ وهو يناديها مرات: نجاة، استني، انا اسف
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

  •تابع الفصل التالي "رواية بلا حب" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent