رواية وختامهم مسك كاملة بقلم نور زيزو عبر مدونة دليل الروايات
رواية وختامهم مسك الفصل الثاني عشر 12
بعنــــــوان ” محـــاولــة ســلام ”
خرجت “مسك” من غرفتها مع أذان المغرب وتحرك ذراعيها فى حركات دائرية بتكاسل لتُدهش عندما رأت “تيام” جالسًا على السفرة ويتناول طعامه، تطلع “تيام” بها وبدأت كدمات وجهها تشفي قليلًا عن الأمس، ترتدي بيجامة وردية اللون بنصف كم وبنطلون فضفاض من القطن الصافي، جلست على السفرة صامتة وبدأت تتناول لقمتها لكن صُدمت عندما مسك “تيام” فك وجهها يدير رأسها له فتحدثت بغضب:-
-فى أيه؟
نظر إلى وجهها رغم غضبها وعبوسها لكن يتأمل جرحها بقلق ، ترك وجهها وعاد لتناول طعامه فى هدوء وقال ببرود:-
-أيده كانت تقيلة أوى، تسلم أيده
رفعت حاجبها إليه بغيظ شديد من أستفزازه لها ثم قالت:-
-دمك مش خفيف على فكرة
ضحك “تيام” بعفوية عليها ويديه تقطع شريحة اللحم بالسكين، نظرت إلى بسمته بأندهاش ليشعر بنظراتها المُسلطة عليه ورفع رأسه إليها، تحاشت “مسك” النظر إليه بهدوء ثم قالت:-
-شكرًا
تعجب من كلمتها المفاجئة وترك السكين من يده بهدوء ثم تنحنح وقال بأستغراب:-
-على أيه؟
-عشان انقذت حياتي
قالتها بأمتنان شديد مُدركة أن لولا وجوده ووصوله لها لأصبحت الآن فى مكان أخر، قرب “تيام” رأسه إليها وأتكئ بذراعيه على السفرة وبسبابته نقر على وجنته يطالب بقبلة منها مع شُكرها، نظرت إلى وجنته ولحيته مُطولًا ثم قالت:-
-تعرف بفكر فى أيه؟
ضحك وهو يعود بظهره للخلف من جديد وقال بسخرية:-
-تضربني كف!!
تبسمت بعفوية على إدراكه لما تريده وتفكر فيه، نظر إلى بسمتها بإعجاب رغم وجهها الملأ بالجروح لكنها ما زالت الفتاة التى أصابت حياته بالكثير من الفضول والإعجاب، خجلت “مسك” من نظرته وهى تأكل طعامها فأبتلعت لقمتها بتوتر شديد وقالت بعبوس:-
-أيه!! قوم أنزل
مط شفتيه بأستغراب شديد لكلمتها وقال مُندهشًا من هذه الزوجة:-
-أنا مش فاهمك، أول مرة أشوف واحدة تقول لجوزها ينزل للبنات والسهر
تبسمت بسخرية على كلمته ثم قالت:-
-لتكون فاكر أن ممكن أغير ولا أمنعك، أنا كان ليا شرط أنك متتدخلش فى حياتي وفى المقابل أنا كمان مش هدخل فى حياتك أعتبرني مش موجودة
تنهد “تيام” بضيق من كلماتها وهى تخبره بأنها لا تكترث له ولا لأفعاله، وقف ليغادر من أمامها غاضبًا ليس منها بل من عقله الأحمق فهو أيضًا يرغب بالذهاب لكن عقله لم يتركه يفعل ذلك، كلما أقترب من فتاة رأي وجه “مسك” وحدها… أخبرته بأنها لا تعري أهتمام له فى حين أن عقله لا يهتم سوى بها ولا يعرف ماذا يحدث معه بسببها؟..
_______________________
تحدث “جابر” بثقة قائلًا:-
-أنا مندهش … تيام عمره مقعد يومين على بعض من غير نزواته ودلوقت بقاله أسبوع مدخلش فى علاقة مع واحدة
تأفف “زين” بغضب من الحديث عن “تيام” ثم قال بتهكم ساخرًا من هذا الرجل:-
-ليكون حب جديد!!
تبسم “جابر” بعفوية ثم جلس على الأريكة المقابلة لـ “زين” وقال بجدية:-
-مع أنك بتقولها بسخرية واضحة لكن مش بعيد، أنت مشوفتش قلقه وخوفه علي مسك أمبارح، بلاش مشوفتش أنه بدأ يهتم بالشغل… اه مبطلش شرب ولسه بيعرف بنات لكن محدش بيتغير مرة واحدة
رفع “زين” نظره إلى “جابر” بنظرة غضب ممزوجة بالقلق من بدء “تيام” فى التغيير ثم قال:-
-عايز تقول أيه؟
تنحنح “جابر” بهدوء ثم قال:-
-عايز أقول أن رغم تهوره وجوازه من دكتورة مسك المفاجئ لكن التهور دا جه لصالحه، قوتها وشجاعتها هم اللى هيغيروه تغيير جذري
صمت “زين” مُستشاطًا غيظًا فتبسم “جابر” بعفوية على هذا العبوس وخرج من المكتب تاركًا “زين” خلفه…
________________________
أستيقظت “مسك” صباحًا على صوت هاتفها الذي يدق كثيرًا، رأت رقم “ورد” فأجابتها بتعب وصوت مبحوح:-
-ألو!!
أغلقت معها بعد أن طلبت “ورد” منها النزول، نزلت “مسك” للأسفل وبحثت عن “ورد” على الممشي الخشبي الممتد داخل البحر والمياه والأسماك أسفلها، كانت ترتدي بنطلون جينز وتي شيرت أزرق وفوقه سترة بيضاء قطنية طويلة ومفتوحة تصل لركبتها، شعرها يتطاير مع نسمات الهواء القوية حتى رأت “ورد” تجلس هناك، جلست “مسك” جوارها بكسل شديد وخمول فى جسدها ثم قالت:-
-مصحيني على الصبح عشان أتفرج على البحر
ألتفت “ورد” وهي جالسة على حافة الممشي مُرتدية فستان أخضر طويل بقط وتطوي قدميها بعفوية ثم قالت بحماس:-
-لا عشان محتاجة تساعدينى
نظرت “مسك” إليها بأستغراب شديد وتساءلات كثيرة ضربت عقلها مُنتظرة بقية الحديث، تنحنحت “ورد” بتوتر خوفًا من هذه الفتاة التى لكمتها تسبق لسانها ثم جمعت شجاعتها وقالت:-
-أنا فكرت فى كلامك طول الأيام اللى فاتت وأقتنعت أن فى حد ثالث عايز يوقع بينهم، موصلتش لوجه الأستفادة له من كل دا، لكن فى حد ثالث
أومأت “مسك” لها بنعم ثم قالت بفضول أكثر:-
-كويس وبعدين؟
-إحنا لازم نخليهم يتصالحوا ويبطلوا خناق وضرب فى بعض، إحنا لازم نفوقهم عشان المجهول الشبح دا ميأذهمش أكثر من كدة
قالتها “ورد” بحماس شديد وعينيها تراقب ملامح وجه “مسك” الباردة بقلق ولا تصدر أى رد فعل حتى قاطعتها “مسك” بجدية صارمة:-
-كويس خطوة كويسة، بس مين إحنا؟
أشارت “ورد” بعينيها على “مسك” لتقهقه “مسك” ضاحكة بعفوية ممزوجة بالسخرية وقالت بحدة:-
-أنا وأنتِ .. أنتِ ليه بتتعاملي معايا على أنى فرد من العائلة المجنونة دى، طب أنتِ وخايفة على خطيبك لكن أنا مالي ما يكش يموتوا بعض
قوست “ورد” شفتيها للأسفل بخذلان وحزن ثم قالت بجدية:-
-لا بقي أنتِ فرد من العائلة دى وأكثر مني كمان، أنتِ مرات تيام الضبع رسمي وقانوني لكن أنا مجرد خطيبة لزين يعنى لا قدر الله لو حصل حاجة وسابنى هيبقي ماليش أى علاقة بيهم نهائي..
وقفت “مسك” غاضبة من هذه الفتاة وحديثها ثم قالت:-
-طلعينى برا الموضوع دا
هرعت “ورد” خلفها بإصرار قوي حاسمة أمرها على موافقة “مسك” بالأكراه من أجل هذه العائلة وفض النزاع والحرب التى نشبت نيرانها بين هذان الرجلان مُنذ زمن، تحدثت بجراءة:-
-أسمعى بس أنتِ الوحيدة اللى بتقدري تقفي قصاد تيام وتتحديه، صدقينى لو جابر نفسه هيعرف يجبره على الصلح دا كنت طلبت منه لكن تيام مالهوش كبير لكن أنتِ غير يا مسك، أنا سلاحي فى السلام دا هو قوتك وجراءتك عشان أنجح فى السلام بينهم … بعدين دا تيام جوزك
لم تتوقف “مسك” عن السير بل ظلت تكمل سيرها هاربة من إصرار “ورد” بغيظ يحتل عقلها ثم قالت:-
-لا يعنى لا يا ورد، أنا ماليش دعوة بكل دا وبعدين أنا مالي أنا كدة أو كدة ماشية وسايبه أتعب نفسي معاه ليه؟ وبعدين أنا ما بجتمعش معاه فى مكان واحد ألا بتقوم الحرب بينا
مسكت “ورد” يدها توقفها عن الرحيل ثم نظرت إلى عينيها بترجي وقالت بلطف:-
-أرجوكي يا مسك، أنا مقدرش أشوف حد بيمكر لزين ولا بيفكر فى أذيته وأنا معرفش الى بيعمل كدة هدفه أيه أو عايز منهم أيه؟ وأعتبرها تمن حياتك اللى تيام وزين انقذوها
تأففت “مسك” بضيق شديد وعينيها ترمق وجه “ورد” بغلاظة وأختناق من إصرار “ورد” التى عزمت أمرها على موافقة “مسك” بالقوة، كادت أن تتحدث حتى قاطعها صوت “سراج” من الخلف يقول:-
-دكتورة مسك
ألتفت “مسك” له بأندهاش من ظهوره هنا وقالت بتردد:-
-سراج!!
أخبرها بانه جاء لأخذها إلى والدها فتوقف عقل “مسك” عن التفكير و”بكر” الذي قتل أختها هنا وإذا ذهبت سيذهب خلفها حتمًا ولن يتغير شيء فى رحيلها، ما زالت لم تنتقم من قاتل أختها فقالت بغضب:-
-لا أنا مش همشي معاك
تنحنح “سراج” وأخذ خطوة نحوها وعينيه تحدق بقدميه ثم رفع نظره إلى “مسك” بهدوء وقال:-
-أنا معايا أمر مرجعش ألا بحضرتك حتى لو بالقوة، بلاش تجبرني أضطر لأستخدام القوة
أقتربت “مسك” خطوتها الأخيرة منه ورفعت حاجبها بغضب سافر من كلمته التى جرحت كبريائها ودهست على كرامتها ثم قالت بتهديد:-
-تقدر!! لو تقدر يلا خليهم يأخدوني غصب أو أقولك على طريقة أفضل خليهم يجبوني من شعري
رمقها “سراج” بقلق من مواجهتها فى القوة ثم قال بلطف:-
-أرجوكي يا دكتورة مسك، حضرتك أكيد مترضيتش لينا بالأذية، دا أمر
-بابا اللى أديك الأمر دا، هو أتبري مني وأنا المرة دى اللى بقولك أنى مش هرجع معاك
قالتها بجدية صارمة، أشار “سراج” إلى رجاله بأن يأخذوها بالقوة وهو لا يملك خيار أخر، أقترب رجلين منها لتلكم وجه أحدهما، توقف الجميع عما يفعلوا عندما رأوا هذا المشهد وبدأوا يتشاهدون..
كان “تيام” جالسًا مع عميل يتحدث معه عن رحلة ترفيهية سُتقام فى القرية تحت أشرافه حتى رأي رجال الأمان يركضون بذعر فشعر بأنقبض قلبه وأن هذا الركوض خلفه “مسك” حتمًا، ركض معهم إلى الميناء ومكان صفوف السفن والمراكب ليري رجال قربها ويحاولون أخذها بالقوة، هرع نحوهما وأبعد الرجل عنها ثم وقف بالمنتصف وهى خلفه عندما رأى وجه “سراج” وتذكره فورًا هو نفس الشخص الذي نقل لها خبر وفأة “غزل” فقال بحزم:-
-فى أيه؟
-دكتورة مسك!!
قالها “سراج” بجدية لتصرخ به بانفعال شديد وهى تقف خلف “تيام” ثم قالت:-
-مش هجي معاك، أنا مش عايزة أرجع.. أنا هفضل هنا مع جوزى
فهم “تيام” الأمر من حديثها وقال بجدية غاضبًا من هؤلاء الذين جاءوا لأخذها بالقوة:-
-أنت عايز تأخذ مراتي ليه متجوزة من أمك
جز “سراج” على أسنانه بغضب سافر من طريقة حديث “تيام” الصارمة وقال بهدوء كاتمًا غضبه:-
-دا أمر
ضرب “تيام” كتفه بسخرية وقال بتحدٍ:-
-على نفسك، يكش تكون فاكر أنك هتيجي ساحبلي وراك رجال وهتأخدها كدة عادى، نصيحة مني خذ الـ … الرجال خلينى محترم للأخر وأخلع من هنا بدل ما أخذكم برابطة المعلم كدة على قسم وبتهمة خطف أنثي.. يلا يا بابا يلا يا حبيبي ورينى طولك كدة وأنت ماشي
نظر “سراج” إلي “مسك” التى تبسمت إليه بأنتصار شديد ووقوف “تيام” فى مواجهته ثم خرج من القرية واتصل بـ “غريب” يخبره بما حدث، ألتف “تيام” إليها ورأي بسمتها فقال ببرود:-
-ما تبطلي دراعك اللى سابق لسانك كدة، أنتِ بقيت ماركة مسجلة هنا فى البلطجة… عيب أنتِ انثي مع انك…
نظر إليها من الرأس لأخمص القدم بسخرية من ملابسها ثم قال:-
-مع أنك متعرفيش حاجة عن الأنوثة ومسترجلة فى نفسك كدة أكثر مني
ضربت قدمه بركلتها غيظًا من كلماته الحادة، تألم “تيام” من ركلتها القوية فقالت:-
-عشان تتعلم تسترجل شوية وأنت بتتكلم معايا وأحمد ربنا أني أستخدمت رجلي مش أيدي
تبسمت “ورد” مما تراه وتحدي “مسك” له لتدرك بأنها أحسنت أختيار شريكتها فى هذه المهمة ولن تتوقف حتى تقنع “مسك” فى مساعدتها، غادرت “مسك” من أمامه مُستشاطة غضبًا من كلمته لتهرع “ورد” ركضًا وراءها….
_______________________
أستيقظ “بكر” صباحًا يمطي جسده بتكاسل فشعر بشيء أسفل يده، نظر ليجد رصاصة نارية، فزع من فراشه من وجود رصاصة على وسادته وينظر لها بخوف شديد حتى قاطع هذا الخوف أتصال وارد على هاتفه من رقم مجهول، وضع الهاتف على أذنه وقال بقلق:-
-ألو
أتاه صوت “تيام” القوي يقول بجدية وتهديد:-
-عجبتك هديتي؟
نظر “بكر” إلى الرصاصة التى فى يده بصدمة وتنهد بأختناق سافر ثم سأل بحدة:-
-أنت اللى دخلت اوضتي
قهقه “تيام” بسخرية من غباءه وقال بتهكم شديد:-
-ههههه وهو مين اللى هيعرف يدخل أوضتك غيري… المرة دي أنا سبتهالك تشوفها المرة الجاية اللى هتقرب فيها لمسك مش هتعرف تشوفها عشان هتكون فى رأسك أو قلبك أيهما أقرب
جز “بكر” على أسنانه وقال بمكر:-
-أنت قد اللى بتعمله دا؟
أومأ “تيام” إليه بثقة وقال ببرود قاتل أكثر من رصاصته:-
-لو مكنتش قده مكنتش عملته.. جرب تقرب لمسك حتى لو صدفة وهتشوف اللى أنا قده أيه
أنهي “تيام” الأتصال بعد أن ترك تهديد واضح إلى “بكر” يحذره من الأقتراب من “مسك” زوجته، أستشاط “بكر” غيظًا من فعلته وألقي بالرصاصة بعيدًا…..
________________________
تحدث “متولي” مع فتاة خارج مكتب “زينة” وقال بحزم:-
-يعنى أيه مش عارفة؟ أمال أنا دفعتلك ليه؟
رفعت الفتاة عينيها بضيق إليه وقالت بغضب من فشلها:-
-أعمل أيه بقولك مبصش فيا بصة واحدة وقالها لي صراحةً كدة أنا متجوز
ألتف “متولي” بحذر ينظر حوله غيظًا ثم قال بضيق شديد:-
-يعنى تيام جه على أيدك وتاب
رفعت “ليلة” أكتافها بلا مبالاة وقالت ببرود:-
-لا وأنت الصادق دا على أيد مراته، البنات كلهم بيقولوا أن مفيش واحدة بقيت بتطلع معه الأوضة وبقي ينزل يشرب كأسين ويمشي لوحده
مسكها “متولي” من ذراعها بقسوة يجذبها إليه ويده تضغط عليها وقال بحزم:-
-بقولك أيه يا ليلة، الهري اللى بتهري فيه دا ميخصنيش، متقنعنيش أن تيام بيه على سن ورمح تاب وفجأة مبقاش عايز ستات، أنا مش طالب منك المستحيل .. أنا عايز شوية صور له
تأففت “ليلة” بغيظ شديد من جحود هذا الرجل الخبيث ثم دفعت يده بعيدًا عنها وقالت بضيق:-
-ماشي هحاول تاني
أومأ إليها بنعم وتركها لكي تغادر قبل أن يراها أحد معه ودلف إلى مكتب “زينة”، كانت تباشر عملها فى صمت وتركيز شديد حتى ولج “متولي” رفعت عينيها به وقالت:-
-إن شاء الله ما تكونش بتخطط لحاجة تانية من ورايا
تبسم بمكر شديد وقال بعفوية:-
-مقدرش يا ست الناس، أنا بس عايز مصلحتك ومش عاجبنى أنك تفضلي تحت وناس تانية هى اللى بتعلي فوق
-أنا عاجبنى مكاني كدة وإياك يا متولي تعمل حاجة كدة ولا كدة ولا تفكر تلعب بديلك من ورايا تاني ورحمة أمي لأقطعهولك بأيدي
قالتها بلهجة قوية وعنف ليؤمأ إليها بنعم، عادت بنظرها إلى التابلت الموجود أمامها وقالت بتمتمة:-
-أنا شوفت على أيدك ضحك ووشوش التماسيح وعرفت أن مش بس الدموع اللى في منها دموع تماسيح
تنحنح بحرج من كلماتها لتقول:-
-عارف لو فكرت تقرب من ورد تاني هعمل فيك أيه؟ هشيل رأسك من على أكتافك يا متولي
أومأ إليها بنعم بخوف من غضبها وتهديدها عندما وضع يديه على رقبته وقال بتوتر:-
-أبدًا والله ما هقرب من أنسة ورد تاني نهائي
هزت رأسها بنعم وأشارت له بأن يغادر بينما أكملت هى عملها….
________________________
خرجت “مسك” من غرفتها بتوتر شديد وأرتباك يسيطر على كل أطرافها تبحث عنه بنظرها فسألت “طاهرة” بتوتر:-
-مشوفتيش تيام
أشارت لها على الشرفة وهو يجلس هناك، نظرت “مسك” عليه وقالت بلطف:-
-أعملي نسكافيه
ذهبت إليه ووقفت قربه بحرج لا تعلم ماذا تفعل هنا ثم قالت:-
-ممكن أقعد، عايزة أتكلم معاك
رفع حاجبه إليها بأندهاش وأشار بسبابته على صدره ثم قال بلهجة صادمة وحازمة:-
-مين أنا؟ أتفضلي مش عادتك
جلست على المقعد المجاور له بتوتر وتتحاشي النظر إليه بحرج تحاول أن تجمع كلماتها فى جملة مُفيدة تتفوه بها، تابعها “تيام” بنظراته مُنتظر أن تتحدث كما قالت لكنها لم تتفوه بكلمة واحدة وتفرك أصابعها معًا بتوتر وقدميها تهتز بقوة ليقول بجدية:-
-أيه المُربك أوى كدة، الموضوع محتاج كل التوتر دا
رفعت نظرها إليه بهدوء ثم قالت:-
-أنا ! … بص بصراحة كدة أنا جاية أتكلم معاك فى موضوع شخصي هو يخصك لوحدك وميخصنيش ولا العلاقة بينا تسمح أني أتخطي الحدود وأتكلم فيه بس مضطرة
أومأ رأسه بنعم مُتسائلًا بنظراته التى ترمقها بأهتمام بعد كلماتها عن هذا الحديث وقال:-
-اللى هو؟، أتكلمي من غير مقدمات
-زين
قالتها بأرتباك شديد بعد أن رفعت نظرها به، وقف من مقعده بغضب سافر بعد ذكر أسم “زين” وقال بغضب مكبوح لا يرغب بأطلقه بها:-
-متتكلميش ومين اللى سمح لك أنك تتخطي الحدود دى ها
وقفت هى الأخري وسارت خلفه حتى وقفت أمامه تحدق بوجهه وقالت بجدية دون خوف من رد فعله:-
-للأسف مكنتش أحب أتخطي الحدود دى لكن هم اللى دخلوني فى الموضوع وبقيت طرف فيه غصب عني
عقد حاجبيه مُستغربًا كلمتها وقالت بتساؤل:-
-هم!! هم مين؟
أبتلعت لعابها بتوتر ثم قالت بحزم:-
-اللى بيحاولوا يوقعوا بينكم… مسألتش نفسك مين اللى بيحاول يقتلك ولبسها لزين وبعدها عمل اللى عمله فى ورد ولبسها فيك عشان توقعوا فى بعض، مين اللى ممكن يخطفنى أنا وورد وإحنا مالناش عداوة مع حد… ماشي يمكن أنا ليا عداوة مع بكر لكن ورد البنت البريئة الطيبة مين ممكن يعاديها، اللى عمل كدة حد عايز يفرقكم أكتر خطف خطيبته ومراتك وأنت شوفت بنفسك اللى كان هيحصل
حك “تيام” جبينه بغضب شديد من كلماتها ثم قال بتهكم:-
-بكر
-بكر عايز يأذينى أنا، لا عايز يأذيك ولا يأذي ورد ولا يعرف زين… أنا بس، تيام ركز اللى هجموا عليك يومها كانوا عايزين يقتلوك أنت ومحدش أهتم لوجودي، اللي عمل كدة مستحيل يكون بكر.. أه هو اللى حاول يتهجم عليا فى السفاري لكن وقتها أنا كنت لوحدي كان قاصدني أنا لأن أنا عدوته لكن باقي اللى بيحصل مش بكر، مين اللى هجم علينا هنا وقدر يطلع الجناح الملكي، أنت بنفسك قولت لزين أنهم من طرف اللى عمل فى ورد كدة يعنى أنت من جواك واثق أنه مش زين ، فى حد قاصد فعلًا يفرقك عن زين وبيخلق عداوة بينكم
قهقه ضاحكًا على حديثها الجاد ثم قال بسخرية:-
-دا على أساس أن إحنا عاشقين بعض فى الضلمة فالشبح الغامض دا جاي يفرقنا.. ما العداوة موجودة
أقتربت “مسك” نحوه بهدوء شديد وعينيها ترمق عينيه بجدية مباشرة ثم قالت:-
-وهو بيستغل دا وعاملكم لعبة فى أيده، مش شايف أنكم محتاجين تتحدوا عشان تعرفوا مين دا ولا هتستنوا لما تخسروا أكثر، معتقدش أن فى أكثر من اللي ورد خسرته هتستني لما تخسر حياتك ولا أن أنا أحصل ورد ما هو مش كل مرة هتسلم أنا مش الرجل الحديدي اللى مفيش حد بيهزمه
أخذ وجهها بين يديه بقلق شديد من ذكر هذه الفكرة، مجرد فكرة أصابتها أرعبته وحدق بعينيها بقلق وقال بجدية:-
-متقوليش كدة، أنا مش هسمح بدا أبدًا
أبتلعت لعابها بأرتباك شديد وخمدت ثورة غضبها لتشتعل ثورة أرتباكها وقشعريرة جسدها عندما لمسها ورأت الخوف والقلق فى عينيه، ظلت تتطلع بعينيه بحيرة وقشعريرة جسدها تزيد من توترها فقالت بخفوت:-
-تيام أرجوك فكر فى كلامي، علي الأقل عشان حياتك المهددة بالخطر
ظل ينظر بعينيها الرمادتين وصدق نبرتها ونظراتها لكنه لا يثق بـ “زين” ولا يرغب فى الأقتراب منه بل لن يتحمل البقاء معه فى مكان واحد، مجرد ذكر اسمه يفقده أعصابه وهى تريد أن تصحح العلاقة بينهما، تحدث بنبرة خافتة ثم قال:-
-أنا مقدرش أتحمله محتاج أشرب لحد ما أتصطل عشان بس أتحمل سماع أسمه
أبعدته عنها بغضب شديد من كلماته عن السُكر ثم قالت:-
-حتى فى عز اللى بنتكلم فيه كل اللى همك الشرب، أنت مستحمل نفسك كدة أزاى
جز على أسنانه بغضب سافر وقد تحولت نيرانه الدافئة إلى نيران غضب منها تأكل بصدره فقال بإقتضاب:-
-زى ما أنتِ متحملة رجولتك كدة
رفعت يدها أمام وجهه كي تصفعه لكنها توقفت وجزت على شفتها بأسنانها وقالت بغيظ قاتل:-
-أنا غلطانة أنى جيت أتكلم مع واحد زيك وأعتبرتك راجل
ألتفت لكي تغادر من أمامه لكنها صدمت عندما عانقها “تيام” من الخلف بقوة وذراعيه تحيط بجسدها وذراعيها، يحكم تحركاتها ووضع رأسه على أكتافها فصرخت به بأنفعال شديد:-
-أنت ناوي على موتك على أيدي!!
أغمض عينيه بأستسلام لدفئها ووجودها بين ذراعيها.. هذا العناق الذي جعله يلعن جميع النساء ويرفض دخول أى امرأة أخرى إلي ذراعيه بعدها ليقول بنبرة هامسة قرب أذنيها:-
-بلاش أشرب لحد ما أتصطل ممكن حضن واحد منك وأتحمله لساعة واحدة
أتسعت عينيها على مصراعيها وأنتفض قلبها من محله من حديثه، أيرغب أن تعطيه حضنًا كل ساعة لكي يتحمل “زين”، أبتلعت لعابها بتوتر شديد من تشبيهه لحضنها بالشراب الذي يُسكره حتى يفقد وعيه، أدارها “تيام” بيده ليحدق بعينيها وذراعه الأخر يحيط بظهرها، رفع يده إلى وجنتها لتبعد “مسك” رأسها للخلف بتوتر وأحمرت وجنتها خجلًا من قربه هكذا، تبسم بلطف ويده تلمس وجنتها بحنان يستكشف نعومة بشرتها وقال بنبرة خافتة:-
-حضن واحد يا مسك وأستحمله عشانك… أعتبره حضن أخوي يا ستى
دفعته بعيدًا عنها بقوة تعود لوعيها قبل أن تلين بين ذراعيه ونظرات عينيه العسليتين يُربكوها أكثر فقالت بغيظ شديد:-
-حضن!! وشوية شوية تطلب حاجات تانية.. أنت حر مش عايز تصالحه ما تصالحهوش لكن إياك تقرب مني تاني وياريت تحافظ على مسافة متر بينا
غادرت من أمامه غاضبة من تصرفه ودلفت إلى غرفتها وأغلقت الباب بسرعة، وقفت خلف الباب خائفة ومُرتبكة من هذا العناق ووضعت يديها على وجنتيها بتوتر تشعر بحرارة جسدها المرتفعة من حمرة وجنتيها خجلًا والغضب يفتتها من الداخل بسبب قربه وتجرأه على لمسها…
جاءت “طاهرة” بكوب النسكافيه من أجلها ليأخذه “تيام” ويشربه هو مٌبتسمًا على قوتها ورفضها له، كان يعلم بأنها سترفض عناقه لذا شرطه عليها كأنه وضع شرطًا مستحيلًا لها حتى يستحيل له قبول معاهدة السلام بينه وبين “زين” ….
______________________
دلفت “ورد” خلفه إلى المكتب غاضبًا من رفضه وتقول بتذمر:-
-وبعدين معاك يا زين؟ هو أنا بقولك حبه أنا بقولك أتصالح معه وتقعدوا تفكروا سوا
ركل “زين” مقعد مكتبه بقدمه بغضب شديد من حديثها وعرضها للسلام مع “تيام” وقال:-
-لا يا ورد، لا تيام لا … دا مش لا بس دا مستحيل على جثتي
أقتربت “ورد” منه بهدوء وقالت بفزع على كلماته:-
-ألف بعد الشر عليك يا حبيبي، أنا خايفة عليك يا زين، إحنا منعرفش الخطوة الجاية أيه؟
تأفف “زين” بنبرة غليظة ثم قال بجدية:-
-قولتلك لا يعنى لا يا ورد، أنا مش عاجز ولا ضعيف عشان أقبل بمساعدة منه
أخذت يده فى يدها بلطف وقالت بنبرة ناعمة تتسلل إلى قلبه:-
صمت “زين” وعينيه ترمقها بوجه عابس غاضب فتبسمت “ورد” إليه بلطف ليتأفف بضيق ويسحب يده من يدها غيظًا….
_______________________
فتحت “مسك” عينيها فى منتصف نومها لتخرج منها صرخة قوية عندما رأته فى غرفة نومها.. وضع يديه على فمها بقوة يمنع صرختها وعينيه ترمقها…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية وختامهم مسك ) اسم الرواية