Ads by Google X

رواية ونس الفصل الثاني عشر 12 - بقلم سارة مجدي

الصفحة الرئيسية

  رواية ونس كاملة بقلم سارة مجدي عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية ونس الفصل الثاني عشر 12

 
حين خرجت من منزل أديم شهقت بصوت عالي فرئتيها يطالبان بالهواء .. لتكتشف أنها توقفت عن التنفس في نفس اللحظة التي صرخ فيها أديم معترفًاً بحبه لها .. ما هذا الذي يحدث الأن؟ .. وكيف حدث؟ .. أديم الصواف وقع في غرامها وهي التي يعرفها بخادمة لديه .. هل ما سمعته حقيقة أم إنها تتخيل .. مؤكد تحلم .. فما حدث لا يستطيع عقلها أدراكه أو تصديقه … وقفت أمام البنايه تنظر إليها والصدمه تتجلى على وجهها .. وكأنها قد شاهدت شبح مخيف لتوها .. نفثت الهواء بهدوء لعدة مرات حتى تعيد نشاط عقلها .. ثم رددت بصوت هامس .. أديم الصواف بيحبني .. وأبتسمت بسعادة وتحركت لتعود إلى البيت
………………..
ظلت واقفه خلف باب الغرفة تضع يدها فوق صدرها تحاول أن تهدئ من خفقات قلبها المتسارعة … أخيها ومثلها الأعلى يحب خادمة .. يتوسل بقائها وحبها .. ما سر هذة الفتاة؟ وما هو المميز فيها؟ حتى يقع في غرامها شخص مثل أخيها … تحركت لتقف أمام المرآة .. وكشفت قليلًا عن نحرها لتظهر أمام عيونها تلك العلمات التي لم تختفي .. تلك التي تركها خلفه المغتصب حتى تظل تذكرها بما فعله بها .. و إن حياتها أنتهت ولن يكون لها يومًا حياة تشبه حتى تلك الخادمة لن تجد من ينظر إليها كما ينظر أديم إلى تلك الفتاة … ولن تستمع لأعتراف مشابه لأعتراف أديم لونس … أنحدرت دموع الحسره والألم من عيونها .. جلست على السرير بحزن وصورة حاتم ونظراته لسالي ترتسم أمام عيونها .. وتلحقها نظرات أديم لونس ودفاعه عنها وأعترافه بحبها .. وصوت جهوري يزيد تلك الصوره قتامه في عيونها ( جسمك حلو أوي .. من زمان وأنا نفسي فيكي .. أنا هخدك دلوقتي .. وهتفضلي ليا العمر كله .. أثري هيفضل على جسمك لحد ما تبقي ليا من جديد)
لم تعد تحتمل لكنها كتمت صرخة قلبها بيدها حتى لا تغادر حنجرتها ثم دفنت وجهها في الوساده وظلت تنتحب حتى خارت قوتها وسقطت في نوم عميق
…………………
عاد حاتم إلى الفندق بعد ذلك اليوم الجميل في وسط البحر .. وحين دلفوا إلى الغرفة دلفت سالي إلى الحمام مباشرة وجلس هو على الأريكة يرتاح حتى تخرج ويأخذ هو الآخر دوره .. أمسك هاتفه وفتحه وبعد ثوانِ قليله وصله الكثير من الإشعارات … لكن هذا متوقع لكن كم الإتصالات التي قام بها أديم جعله يقلق وقبل أن يأخذ أي خطوة .. كان صوت الهاتف يعلو وأسم أديم يظهر أمامه ليجيبه سريعًا والقلق يرتسم على ملامحه .. وأكدت مخاوفه حين وصله صوت أديم الجاد والمرهق بشكل جعل قلبه يسقط أسفل قدميه من الخوف وهو يقول
-عايزك أنت وسالي تكونوا موجودين بكره الصبح في الشركة علشان في جمعيه عمومية
وأغلق الهاتف دون أن يضيف أي شيء .. لتزداد تقطيبة حاجبي حاتم .. لكنه فتح برنامج الرسائل وبدء يستمع لرسائل نرمين … ورسالة كاميليا .. في نفس اللحظة التي خرجت فيها سالي من الحمام وصوت أختها يصل لها وهي منهاره بشكل يؤلم القلب .. وصوت كاميليا المرتعش من الخوف
.. حين أتضحت الصوره أمامهم شهقت سالي بصوت عالي ليرفع عيونه إليها بقلق … لكنه تحرك سريعًا وأتصل بأستقبال الفندق حتى يحجز تذاكر الطيران .. فالأمر لن يحتمل العودة بالسيارة
وبدأت سالي في جمع الأغراض بعد أن أرتدت ملابسها … ألتفتت إليه حين أنهى حديثه ليقول موضحًا
-في طيارة كمان ساعتين
أومأت بنعم .. ليقترب منها يضمها إلى صدره يطمئنها ويحتوي خوفها الساكن في عيونها .. ثم أبعدها قليلًا ونظر في عيونها وقال
-أنتِ فهمتي الموقف صح؟
أومأت بنعم … ليسألها ببعض الخوف
-موقفك أيه يا سالي .. يعني هطاوعي شاهيناز هانم في أذية أديم ولا هتقفي جمب أخوكي؟
أنت موقفك أيه؟!
سألته بهدوء .. ليقول بتأكيد
-موقفي واضح وأنتِ عارفاه
-وأنا كمان .. موقفي زي موقفك .. مش هسمح لمامي أنها تسبب ضرر لأديم وبعدين أنا بثق فيك وفي عقلك وأفكارك وصدقني من النهاردة هتلاقي سالي مختلفة خالص عن إللي كنت تعرفها
ليقبل جبينها وهو يقول بصدق
-مش لازم توافقي على كل إللي أنا عايزه .. ممكن تعترضي وتختلفي معايا ونتناقش ونقنع بعض
وأقترب يقبل وجنتها برقه … وأكمل قائلًا
-وبعدين أنا عايز سالي بكل تفاصيلها .. سالي إللي بحبها من وأنا مراهق وإللى غرقت في عشقها وأنا شاب وإللي أدمنتها وأنا راجل في الثلاثينات
لتحاوط خصره بذراعيها وأراحت رأسها على صدره وهي تقول
-هو أنا إزاي كنت عاميه ومش شايفه حبك ليا .. ولا شايفه جمال قلبك وروحك
-علشان زي ما قولتي يا قلبي .. كنتِ عامية .. بس خلاص عيونك الحلوه فتحت وشافت حقيقة حبي
لتضمه بقوه وفعل هو بالمثل .. لكن عقله سرح في صديقه وأبن عمه .. وما سيحدث غدًا
………………………
ظلت جالسه في مكانها تفكر كيف فعلت ذلك؟ من هذا الشخص حتى تطلب منه أن يبحث لها عن مكان تسكن فيه؟أغمضت عيونها وهي تتذكر المحادثه التي حدثت منذ قليل
-السلام عليكم .. أنسه كاميليا .. خير
أجابها ببعض القلق .. وعقله يفكر هل ستعتذر عن العمل … هل سيعود للبحث من جديد ومقابلات العمل؟ لكنه إنتبه على صوتها وهي تقول
-أنا أسفه إني بتصل بيك دلوقتي بس في الحقيقة معرفش حد غيرك ومحتاجه منك خدمة
أعتدل في جلسته وهو يقول بأهتمام
-تحت أمرك .. خير
أخبرته بهدوء والتوتر والخجل واضحين في أرتعاشة صوتها
-أنا محتاجه شقه ضروري أسكن فيها … مش شرط تكون كبيرة .. بس تكون في مكان كويس وراقي .. علشان أنا هعيش فيها لوحدي .. ودي أول مره وهخاف حقيقي أعمل ده لوحدي
كان يشعر بالإندهاش من حديثها والصدمه وبدء الشك يثاوره .. لكن كلماتها الباكيه والتي صدمته بالفعل جعلت عينيه تجحظ وهو يكذب أذنيه
-أنا عارفه إنك بتفكر في مليون فكرة دلوقتي .. بس أنا هوضح ليك الموضوع .. أنا كاميليا حداد الصواف .. وأكيد أنت عارف مؤسسة الصواف .. يعني أنا لا نصابه ولا محتاله ومش محتاجه أصلا للشغل .. لكن في الحقيقه أنا عايزة أبني نفسي بنفسي .. خارج إطار إسم ولقب الصواف .. وخطوة البيت دي كنت هعملها بس قدام شويه .. لكن الظروف دلوقتي حكمت بكده
ظل صامت يستمع إلى كلماتها وهو لا يعلم ماذا عليه أن يفعل الأن .. هل يخبرها أنه على معرفه بأخيها طارق .. وأبناء عمومتها حاتم وأديم .. أم يصمت ويساعدها ويخبر أديم بالأمر ويرى ماذا سيقول
أرتاح قليلاً للفكرة الثانية .. فأجلى صوته وهو يقول بهدوء قدر أستطاعته
-تمام يا كاميليا .. بكره الصبح لما تيجي الشركة هكون معايا خبر كويس ليكي .. وأن شاء الله خير
صمت لثواني .. يصله صوت أنفاسها المتلاحقه .. ويعرف جيدًا أنها تلوم نفسها الأن … فقال حتى يبعد عنها ذلك الحرج
-وأنا سعيد جدًا إنك لجأتي ليا أنا في موضوع زي ده وان شاء الله مش هخذلك
شكرته ببعض الكلمات المبهمه … وأغلقت الهاتف … وها هي على نفس جلستها تفكر أن تتصل به تعتذر منه وتطلب منه ألا يهتم بالأمر .. وتعود من جديد لتنتفض على صوت صراخ أخيها الغاضب .. تعود لتقول لنفسها إن عليها الرحيل من هنا في أسرع وقت .. ولولا حساسيه موقفها مع أديم للجأت إليه .. أو لو كان حاتم موجود كان سيحميها من بطش أخيها الذي سيطالها دون شك .. غادرت مكانها لتتأكد أن الباب مغلق جيدًا .. ثم أعدت المنبه حتى يوقظها باكرًا .. عليها مغادرة البيت قبل أستيقاظهم .. تحركت نحو الخزانه وأخرجت الحقيبة الكبيرة وبدأت في جمع ملابسها وكل أغراضها … وكل ما تملك من مال وبعض المصوغات .. ووضعت الحقيبه جوار الباب .. وتمددت على السرير … حتى تنال بعض الراحه فما هو قادم ليس بهين .. ولكنها على الأقل ستبقى في إحدى الفنادق حتى تجد شقه مناسبه لها
……………………..
يجلس على الأريكة عقله سارح في كل ما حدث معه ويحدث .. والدته التي لا تترك فرصه إلا وتظهر له فيها كم هي تبغضه .. ولا يعلم السبب هل فقط لكونه تمرد على قوانينها .. أم هناك شيء أخر هو لا يعلمه .. وونس التي ظهرت في حياته لتجعل منها شيء مميز .. زينتها ببعض الزهور المميزة تجعله يشعر بالراحه والإطمئنان والسكينه التي كان يفتقدها بسبب حياة القصور .. صحيح لم يجمعهم الكثير من الوقت لكن مجرد النظر إلي وجهها وشعرها الغجري بكل تموجاته التي يحيط وجهها يجعلها في عينيه مميزه بشكل لا يصدقه قلبه … أخذ نفس عميق وهو يفكر هل يدخل إلى أخته .. هل يتحدث معها فيما شاهدته وسمعته أم يتركها الأن .. حتى تهدء ويستطيع مخاطبة قلبها وعقلها حتى تفهمه وتشعر به .. أنتهى على صوت هاتفه ليشعر بالإندهاش من ذلك الإتصال لكنه أجاب بهدوء .. ليصله صوت فيصل يقول
-أديني عنوانك يا أديم علشان عايزك في موضوع مهم وميحتملش التأجيل
رغم إندهاشه .. وعدم أستعداده لمقابله أي شخص الأن .. إلا أنه أملاه العنوان وأخبره أنه في أنتظاره ولم تمر سوا خمسه عشر دقيقه إلا ووجده يتصل من جديد ويطلب منه أن ينزل له رافضًا كل محاولات أديم في جعله يصعد إليه
خرج من البنايه ليجد فيصل يستند على سيارته بملابس رياضيه وحذاء رياضي خفيف .. مما يدل على أن هناك شيء مهم وأنه كان في منزله لكن هيئته المتوتره .. أقلقته بشده حين شعر بأقترابه منه رفع رأسه ينظر إليه بأبتسامة حقيقيه ليحتضنا بعضهما فلقد مرت أكثر من خمس سنوات لم يتلاقيا … أبتعد أديم وهو يقول
-لولا أني عارف إن أنت إللي مستنيني تحت مكنتش عرفتك
ومد يده يربت على عضلات ذراع فيصل وهو يقول بمرح
-طلعوا أمتى دول؟!
ليضحك فيصل وهو يجاريه في المزاح
-طلعوا أول أمبارح بليل .. لما حسوا إني ممكن أقابلك يا أبن الأكبار
ليضحك أديم بصوت عالي .. أن فيصل من الأشخاص المريحه في التعامل .. شخص واضح وطيب الأصل صديق حقيقي .. كان يتمنى أن يكونوا أقرب من ذلك .. لولا تحكمات شاهيناز هانم السلحدار.. بعد القليل من الحديث المتبادل عن الأحوال والأخبار .. قال فيصل بهدوء قدر أستطاعته
-في موضوع مهم لازم تعرفه .. بس أسمع الحكاية من الأول علشان تحكم صح
وبدأ في إخبارة من أول مره قابل فيها طارق وما حدث بينهم … ومقابلات العمل .. وتلك الفتاة التي تقدمت للعمل ثم أكتشف أنها إبنة عمه .. وأخبره بطلبها .. كان أديم يشعر بالصدمه من كل ما أخبره به فيصل .. لكنه وبطبعه هادئ في ردود فعله .. وظل صامت يفكر في كل ما عرفه حتى بعد أنتهاء فيصل من الحديث … أنها لم تلجئ إليه .. لم تتصل به .. أتصلت بشخص غريب عنها تماماً تعرفت عليه فقط بالأمس .. هل أخطئ لتلك الدرجه في حقها ؟ وماذا حدث في قصر الصواف حتى تفكر في تركه؟ هل السبب في ذلك أتصالها بنرمين وأخبارها بما حدث من شاهيناز؟ هل تطاولت عليها أمه أو طارق؟ ماذا عليه أن يفعل الأن ؟ وكان فيصل صامتًا تمامًا تارك لصديقه كل الوقت الذي يحتاجه في التفكير وأخذ القرار .. أخذ أديم نفس عميق ثم قال بهدوء
-تمام يا فيصل .. حاول تلاقي ليها حاجه مناسبه لو تقدر .. وأنا بس عندي بكره إجتماع مهم في المؤسسة وقرارات مهمه هتتاخد .. وبعدها هكلمك ونشوف هنعمل أيه؟
أومأ فيصل بنعم .. ليكمل أديم كلماته
-أنا عارف إني مش محتاج أوصيك عليها وأنها زي أختك موقفك دلوقتي وأنك منتظرتش للصبح علشان تعرفني أكبر دليل على حُسن نيتك وأخلاقك إللي مفيش منها
أبتسم فيصل وهو يقول بمرح
-متخافش مش هطلع الشرير في رواية أحدهم
ربت أديم على كتف صديقه وقال بصدق
-أنا بجد مش عارف أقولك أيه .. العيله كلها بتمر بوقت صعب وكويس أنها لجئت ليك أنت يعالم إيه إللي كان ممكن يحصل لو إللي لجئت ليه شخص غيرك.
-متقلقش عليها .. أنا هخلي بالي منها .. وهتبقى على إطلاع بكل جديد
أومأ أديم بنعم ودمدم ببعض كلمات الشكر ليغادر فيصل عائدًا إلى بيته .. وصعد أديم يشعر بثقل الحمل والهم فوق أكتافه .. ليجد نفسه يمسك بهاتفه ويرسل لها رساله لا يعلم لما فعل هذا ولكنه شعر من داخله بأن يقول تلك الكلمات فقالها
…………………..
تجلس فوق سريرها تمسك بتلك الأوراق ترتبها وتعيد قرأتها وتكتب بعض الملاحظات .. حين وصلها صوت رساله .. لتفتح هاتفها لتشعر بالإندهاش .. وأرتسمت على شفتيها أبتسامة عذبه ورقيقه .. فكلماته لمست قلبها وأحساس الأنثى بداخلها
(بكره يوم صعب أتمنى أشوفك قبل ما أنزل علشان أحس ببعض التفائل .. بحبك يا ونس .. ويارب تحبيني)
وضعت الهاتف جانبًا وتركت الأوراق من يدها وهي تفكر .. ماذا عليها أن تفعل الأن؟ تضحى بحلمها في قابل الحب؟ أم تتمسك بالحلم ولا وقت لديها كما كانت تقول دائماً للحب .. هي حقًا تشعر بالحيره ولأول مره في حياتها
……………………..
تجلس في غرفتها منذ ما حصل مع المحامي وكاميليا وطارق .. تشعر أنها قد فقدت كل شيء .. فقدت مكانتها .. فقدت نفسها .. حتى أنها تشعر بأنها قد فقدت كرامتها وأحترامها لنفسها .. وليس من الأن فقط لكن وقت موافقتها على كل ما حدث قديمًا
أغمضت عينيها وهي تتذكر ذلك اليوم الذي فقدت فيه كل شيء .. وبدء فيه التنازل عن بعض من حقوقها .. حتى أنتهى بها الحال خاليه الوفاض من كل شيء لا حب زوج ولا حتى أحترامه .. لا أولادها كما تمنت .. وأبن ليس أبنها وإبنتها تم أغتصابها والأخيره تشبهها كثيراً عديمة الشخصية
تجلس على السرير تنتظره ككل يوم .. يغادر من الشركة ولا يعود إلى البيت مباشرة … كانت تظنه يسهر مع بعض أصدقائه لكنها أكتشفت إنه على علاقه بعدة سيدات .. وكل يوم يذهب لإحداهن .. جدول .. يضع لهم جدول بمواعيد .. وكأنه السلطان الذي يملك من الجواري الكثير فيضع لهم جدول .. وكانت هي من ضمنهن في ذلك الجدول .. فهو لم يكن يقربها إلا في يوم محدد في الأسبوع .. رغم تقبيله لها كل يوم بشوق ولهفه حين عودته .. ويديه التي تجعل جسدها يتمنى قربه وحنانه .. لكنه كان يشعل فيها نيران الشهوه ويتركها تتلوى بألمها وينام
لكن اليوم وبعد أن عرفت كل شيء لن تسكت ولن تقبل أن تظل في هذا المستنقع التي تعيش فيه .. وصل أخيرًا وكما هي عادته .. يمسك الجاكيت بأطراف أصابعه وهو ملقى على كتفه .. رابطة عنقه محلوله والزرائر العلويه كلها مفكوكه … يرسم أبتسامه سعادة على وجهه صادقه بكل ما للكلمه من معنى .. لتقف تواجهه بغضب كبير واضح عليها لكنه تجاهلها ومر من جانبها بعد أن حاول تقبيلها لكنها إبتعدت قليلاً .. لم يتوقف عند تلك الحركة وأكمل سيره إلى السرير ألقى بنفسه فوقه وخلع حذائه وألقى بالجاكيت أرضًا وتمدد ذراعيه مفرودتان بمستوى كتفه .. وساقيه مفتوحان قليلاً .. في هيئه مسترخيه تماماً .. أقتربت منه وقالت بصوت غاضب
-كنت فين يا سراج؟
فتح عين واحده ينظر إليها ثم أغلقها من جديد وهو يقول
-من أمتى أنتِ بتسألي الأسئلة دي يا شاهيناز؟
لتقول بغضب أكبر وبصوت عالي
-من دلوقتي .. عايزه أعرف أنت كنت فين ومع مين؟
ظل صامت ينظر إليها ببرود ثم أخذ نفس عميق وهو يغادر السرير ووقف أمامها يديه في جيبي بنطاله وقال بهدوء يصل حد البرود
-كنت فين كنت في شقه (..) ومع مين .. كنت مع صديقه عزيزة عندها مشكلة وأنا كنت بحلها ليها
-صديقة
قالتها بتهكم .. وهي تقول بصوت أعلى
-صديقه ولا عشيقة يا سراج بيه
ليبتسم أبتسامه بارده وهو يؤكد كلماتها
-أيوه كنت مع عشيقة من عشيقاتي .. ولازم تفهمي أنهم كتير أوي .. وأنتِ كنت هتبقي واحده منهم لولا بس أني شوفت فيكي أنك أنتِ الأم المناسبة لولادي وكمان شوفت أنك أنتِ واجهه مناسبة ومشرفه في المجتمع .. يعني حسيت إنك تستاهلي أنك تكوني في النور قدام الناس
أقتربت منه تضرب صدره بقوه وهي تقول من بين دموعها
-أنت حقير وسافل .. أنت أحط إنسان أنا شوفته في حياتي
أبعدها عنه بقوه ورفع يده يصفعها .. لتسقط أرضًا بسبب فقدانها لإتزانها بسبب أنفعالها الزايد وأيضًا من قوة الصفعة .. لينحني يمسك بخصلات شعرها يرفع وجهها الباكي إليه وقال ببرود
-مفيش واحده ست تهين سراج الصواف .. لو عايزه تطلقي حالاً أرمي عليكي اليمين وأرميكي في الشارع وألف واحده غيرك يتمنوا مكانك .. لكن لو بقيتي هاديه وكويسه أوعدك إني أميزك عن كل عشيقاتي .. وهغرقك دهب وألمظات .. وهعمل ليكي حساب فى البنك ولو عايزه تعملي مشروع هعملك
ظلت صامته تنظر إليه والدموع تغرق وجهها … ليكمل هو كلماته
-أنتِ كده عرفتي الحكاية كلها .. ياريت بقى تلتزمي بيومك في الجدول .. علشان أنا بيتهد حيلي مع كل واحده فيكم
وتركها جالسه أرضًا تبكي بصمت .. تبكي ضعفها .. وتبكي طمعها في الحياة التي تعيشها الأن .. والمكانه الإجتماعيه التي أصبحت فيها وحبها له الذي كان يعذب قلبها منذ رأته لأول مره
وكان هذا اليوم البداية لكرامتها التي سحقها سراج تحت قدميه .. كل يوم يعود من عند إحدى عشيقاته .. ويخبرها بكل وقاحه أنه تعب معها كثيرًا وكم هي أمرأة شغوفه .. وكم جسدها مميز .. ويتركها وينام .. حتى أتى ذلك اليوم الذي دخل فيه إلى الغرفة وبين يديه طفل صغير .. يخبرها بكل برود أنه إبنه .. وأنه أصبح إبنها بالأوراق والقانون .. وأنه غير مقبول أن ترفض أو تعترض أخبرها بكل وقاحه
-أصلا متقدريش تعترضي أحنا بقالنا كام سنه متجوزين ومش عارفه تجبيلي حتى قرد
وترك الصغير بين ذراعيها والدموع تغرق وجهها كالعاده .. عادت من أفكارها .. لتجد نفسها تبكي .. لقد توقفت تلك الدموع منذ عرفت بحملها في سالي .. وقررت أن تعيش الدور المرسوم لها بالكامل .. هي شاهيناز هانم السلحدار .. زوجة سراج الصواف وأم أولاده .. هي سيدة قصر الصواف ..والمتحكمه الأولى والأخيرة فيه حتى بعد زواج أخويه حداد وخطاب .. لكن كلمتها كانت فوق كلمات زوجاتهم .. ولم يجرء أحد على الإعتراض .. خاصه وأن سراج كان يدعمها في كل ذلك
هل حان وقت استسلامها .. أم حانت لحظة الحقيقة
 

  • يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ونس ) اسم الرواية
google-playkhamsatmostaqltradent