Ads by Google X

رواية بلا حب الفصل الثاني عشر 12 - بقلم سوكه

الصفحة الرئيسية

 رواية بلا حب (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سوكه

رواية بلا حب الفصل الثاني عشر 12 - بقلم سوكه

بل_حب

بارت١٢

كانت تكا فح معه لتظل حالته المعنوية مستقرة، لكنها ادركت انها تحا رب شبحا مجهول، فما ان يهدأ حتى يعاود الانفعال من جديد، يمل باسرع مما تستطيع التفكير، ويخرج من حالة لحالة با نقل اب مفاجئ لا تستطيع تداركه
احيانا يشبه الاطفال في تصرفاته، واحيانا تجده يحمل الهم كشيخ في الستين
التعامل مع تقلباته المزاجية ارهقها بشدة، لكن ما كان يجعلها تصبر هو خبراتها السابقة مع طلبة تشبه تصرفاتهم تصرفاته الى حد كبير
شعرت بتقدير عميق له وهي ترى بعينيها محاولاته المستميته ليبعد عنها انفعالاته العنيفة وانفجارات غضبه، ويجا هد بصعوبة ليتحكم في نبرة صوته فلا يصرخ فيها وقت ضيقه، واذا ما فعل فهو يعتذر لها على الفور
وبمرور الوقت ادركت انه لا يستطيع السيطرة على نفسه، ولا اندفاع مشاعره، كان عكسها تماما، فكل ما بداخله يفقد السيطرة عليه ولا يمكنه ان يبقي شيئا داخل نفسه
عندما دخلت عليه الغرفة في المساء كانت حالته قد وصلت الى اقصى درجات الملل والضيق، وفرغت كل حيلها لتسليته او اشغاله بما يخفف عنه
كان يحرك ساقه السليمه بعصبية شديدة على الفراش، ويده لا تكاد تستقر ولا تكف عن العبث بأي شيء تصل اليه اصابعه، ورغم ان ذراعه اليمنى قد تحررت بعض الشيء واستطاع ان يفرد مرفقه ويثنيها، لكن ساعده وكفه لازال في الجبس
اخذ يتافف ويزفر بضيق، وكاد ان يصرخ فيها، لكنه منع نفسه بصعوبة ثم سحب الوسادة وغطى وجهه بها وصوت انفاسه العالي يصل اليها من تحتها
اخذت تسترجع كلمات د. ميرفت في عقلها لعلها تلهمها بفكرة جديدة تهدئه: هو مش عايش مع سجان، كفاية السجن اللي هو فيه
خرجت الكلمات على لسانها باندفاع ودون ان تفكر فيها : ايه رايك تيجي نخرج
وضعت كفها على فمها بعد ان ادركت غباء الفكرة في ذلك التوقيت، وتمنت ان تكون الوسادة حالت بينه وبين صوتها فلم يسمعها
لكنه ازاح الوسادة عن وجهه واعتدل قائلا: قلتي ايه
قالت بخوف وقد ارعبتها فكرة خروجه: مقولتش حاجة
صاح وعيناه تلمعان: لا، انت قلتي نخرج
هتفت برعب: لا لا مش قصدي كده،... 
فجأة تحول الى طفل عنيد خرج تماما عن السيطرة
مما استفز بداخلها شعور المدرس ذي السلطة الخائف على مصلحة تلاميذه، فرفضت بشدة، مما استفزه فبدا يثور ويغضب واشتعل الموقف حتى قالت بتلقائية: يا حسين انا خايفة عليك
كانت الجملة كفصل سكين التيار الكهربائي فصمت الاثنان 
هي تراجع ما قالته وندمت عليه، وتلوم نفسها بشدة، كيف تخرج الكلمات من فمها دون ان تراجعها وتفكر فيها
وهو مست كلماتها اوتار قلبه، وامتصت غضبه فرمش بعينيه وقال برجاء : ارجوكي، عشان خاطري، عاوز اخرج معاكي
كانت تنظر في وجهه مباشرة، واسكتتها نظرة الاحتياج والرجاء في عينيه، لكنها ترددت ما بين خوفها من الا تكون قادرة على المسئولية وما بين ان تكسر قلبه وتحطم امله
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
لا تدري كيف اجبرت عقلها على الخضوع لتلك الفكرة المجنونة، لكنها خرجت معه وهو يستند لكتفيها بذراعه الايمن وفي الايسر عكاز طبي يساعده على السير
اخذت تتلفت حولها باحراج وكأنما تخشى ان يراها احد، فقد كان الموقف غريبا عليها، ان يضع رجل ذراعه على كتفيها في الشارع حتى لو كان زوجها
استدعت سيارة اجرة عبر تطبيق الانترنت، والوجهة منتصف البلد حسب طلب حسين، فقد كان يريد للسيارة ان تتخذ طريق الكورنيش ليتنزه على النيل، وطوال الطريق وهو يخرج رأسه من نافذة السيارة مستمتع بالنزهة
وصلت السيارة لنهاية الرحلة، فطلبت نجاة من السائق ان يقوم برحلة اخرى ويعيدهما الى البيت، لكن حسين رفض، واصر بعناد ان يغادر السيارة
واضطرت ان ترضخ له وتساعده على الخروج من السيارة، واستند لكتفها وهو يسير على الكورنيش، وبرغم اضاءة الكورنيش الخافتة، كانت تشعر بالاحراج كلما قابلهم احد يسير على الكورنيش وتشعر ان نظراته عليهما 
اما هو فقد كان يشم الهواء بعمق ويبتسم، بل لم يكف عن الكلام، كان يثرثر في اي شيء يخطر على باله، يحكي لها ذكرياته: كل اصحابي بيحبوا يتفسحوا في المولات اللي في التجمع او المدن الجديدة، بس انا بحب وسط البلد جدا، انا اصلا متربي في الحسين والازهر كنا ساكنين هناك..... 
 قاطعته: طيب ممكن نقعد شوية، على النيل عشان متتعبش
قال بحماس: لا انا مش تعبان خالص، بالعكس انا.. انا جعان جدا، يالله نتعشى، هعزمك على مطعم جامد قريب من هنا، بلاش مطعم، نتعشى في باخرة عالنيل
كانت تحدق فيه بدهشة، فهي لا تجد فرصة لترد من سرعة كلامه، فتنهدت وبقيت صامتة تتأمله، فقال يتعجلها: ها، يلا بينا
كيف يمكنها ان تخبره ان وجودهما معا في اماكن عامة تمتلئ بالغرباء وهو على حالته تلك باطراف مغطاة بالجبس ولا يستطيع المشي الا بالاعتماد على كتفيها سيجعلهما محط انظار الجميع ولن تستطيع ان تبتلع لقمة واحدة ولو كان اشهى طعام، وزاد من قلقها ان يطلب طعام لا يستطيع التعامل معه ويده في الجبس، فهل ستضطر لاطعامه امام الناس!! 
قالت: طيب ممكن بس نقعد شوية هنا نتكلم
قال بعناد: لا، نروح نتعشى الاول وبعدها نرجع هنا
كانت ترتاح للهدوء وعدم الزحام والاضاءة الخافتة على الكورنيش فقالت: طيب ايه رايك نجيب الاكل دليفري وناكل عالكورنيش
زفر بضيق وسالها: ممكن تقوليلي ليه مش عاوزه تروحي المطعم
كانت تناور وتبحث عن سبب اخر لا يجرح مشاعره: يعنى، مش برتاح في الاماكن العامة، مبعرفش اكل، برتاح اكتر لما باكل في البيت او في حتة هادية
قال: الكلام ده حقيقي ولا فيه سبب تاني
قالت: تقول ايه بقى، فلاحة، بتوتر لما ببقى في اماكن زي دي وعين الناس عليا
قال بشك: بس انت شغالة في مدرسة انترناشونال، يعنى الاماكن اللي زي دي مش غريبة اوي عليكي
قالت: ومين قالك اني بحس بالراحة في المدرسة!! ساعات كتير بتمنى اني ارجع مدرستي اللي اتعينت فيها في بلدنا وقضيت فيها احلى سنين عمري
صمت امام منطقها، واراد ارضائها
سار الى جوارها حتى وصلا الى مقعد امام النيل، فجلس عليه وقال: خلاص اطلبي الاكل اللي تحبيه من على التطبيق
حرصت ان يكون العشاء شطائر لتسهل عليه التعامل مع الطعام، وبقي هو يثرثر لوقت طويل وهي فقط تسمع، حتى مرت بالقرب منهما مركب نزهات بها سماعات عالية تصدح باغنية شهيرة لنجاة الصغيرة، فتكلمت اخيرا وقالت له: ممكن بس دقيقة
تركته ووقفت على سور الكورنيش لتسمع الاغنية عن قرب، حتى ابتعدت المركب وخفت صوت الاغنية، لكنها التفت عندما سمعت صوت الاغنية ياتي من خلفها، كان صوت موبايل حسين الذي شغل البلاي ليست لاغاني نجاة على التطبيق، عادت تجلس الى جواره فوضع الموبايل بينهما، فأغمضت عينيها وهي تستمتع بالاغنية والنسيم يداعب وجهها وطرحتها
لم يستطع ان يبقى دقيقتين صامتا، فسالها: عشان كده اسمك نجاة؟؟ سموكي على اسم نجاة الصغيرة صح!! 
ابتسمت: ايه، هي باينة اوي كدة! 
اكملت: فعلا ماما الله يرحمها كانت بتحب اغاني نجاة، وسمتني على اسمها
سالها: وصوتك حلو بردو
حدقت فيه بدهشة وكانما لم تتوقع الجملة، بالفعل كانت امها دائما تقول لها ان صوتها جميل، وتطلب منها ان تغني لها، فقال باسما من تعبيرات وجهها: يبقي صح، صوتك حلو
قالت بخجل: لا مش... 
كعادته قبل ان تكمل سبقها: لا، مش هتعرفي تتهربي خالص، لو هتقوليلي احنا في الشارع وكده، هستنى لما نرجع البيت وبردو هتغني، تمام؟ 
اعتبر صمتها موافقة وتركها تستمتع بالاغاني، لكنه لم يكمل دقيقتين ثم قال: عارفة نفسي في ايه اول ما افك الجبس؟ 
نظرت له متسائلة فاكمل: نفسي ااجر لانش واخدك ونتفسح بيه في النيل
اغمضت عينيها ونفضت رأسها بسرعة: لا، لا مش هقدر
ضحك وقال: ليه!، بتخافي من الماية! 
تأملت ضحكته لحظات، ثم قالت: لا، بخاف من حاجات تانية
كان صوت نجاة في اذنيها قويا طغى على صوت ثرثرته، كانت تنظر لوجهه وعقلها يسرح بعيدا في كلمات الاغنية:
ياما شوفنا بعيون حلوين حكايات القلب المسكين
اولها ورد وياسمين وأخرها انجرح الياســـــــمين
لا العاشق مرتاح
ولا الخالي مرتاح
خلينا من السكة دي على البر مراكبية
عاليادي اليادي اليادي يا قلوب متداريّة
ياما جرح الورد ايادي حتى الجناينية
،،،،،،،،،،،،،،،،،

  •تابع الفصل التالي "رواية بلا حب" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent