رواية وختامهم مسك كاملة بقلم نور زيزو عبر مدونة دليل الروايات
رواية وختامهم مسك الفصل الثالث عشر 13
بعنــــــوان ” معــاهــدة ســلام ”
فتحت “مسك” عينيها فى منتصف نومها لتخرج منها صرخة قوية عندما رأته فى غرفة نومها وضع يديه على فمها بقوة يمنع صرختها وعينيه ترمقها، أبعد “تيام” يده عن فمها بضيق شديد ثم قال بحزم:-
-أنا موافق
أومأت إليه بنعم بفزعها فغادر “تيام” الغرفة غاضبًا بعد ان أخبرها بموافقته على التحالف مع “زين” ….
خرجت “مسك” من المرحاض صباحًا على صوت رنين هاتفها كان رقم مجهولًا فأجابته عليه بنبرة خافتة تقول:-
-ألو
-دكتورة مسك غريب القاضي؟
سألها المُتحدث عن هويتها فجلست على حافة الفراش بجدية تستمع إليه وقالت بنفس النبرة الهادئة:-
-أيوة، مين معايا؟
أخبرها أنه يتصل من البنك فى القاهرة بعد أن تأكد من وفاة “غزل” وأخبرها بأن “غزل” أستأجرت خزينة فى البنك وتركها إلى “مسك” فى حالة وفاتها ويجب أن تحضر لتفتح الخزينة، أندهشت “مسك” مما تسمعه ووافقت على الحضور فى الغد إلى القاهرة…
أرتدت بنطلون جينز وقميص أبيض بكم وفوقه سترة نسائية بقط باللون الكحلي وصففت شعرها على الظهر بحرية وكعب أبيض عالى، أخذت هاتفها فى يدها وخرجت لتراه يقف أمام المرآة غاضبًا ويشتعل كالبركان لا يتحمل الهواء الذي يتنفسه، أقتربت “طاهرة” منها بخوف من هذه الطاقة المُرعبة التى تبث من “تيام” وقالت:-
-ما بلاها الخروجة دى، دا شارب فى ساعتين 6 فناجين قهوة ومفطرش وعمال يزعق
تبسمت “مسك” بلطف علي غضبه كأن طفل صغير يطلق العنان إلى غضبه ولا يمكنه التحكم به، سارت “مسك” نحوه وهى تضع هاتفها فى جيبها برفق، وقفت أمامه تتكأ بظهرها على الحائط المجاور للمرآة وتطلعت به بهدوء ثم قالت:-
-خد نفس عميق يا تيام أنت مش رايح حرب، دا مجرد أجتماع صغير أعتبره شغل
لم ينظر إليها ويديه تعقد رابطة عنقه بغيظ شديد، تنحنحت “مسك” بخفوت وأعتدلت فى وقفتها أمامه ثم مسكته من أكتافه وأدارته إليها، نظر إلى وجهها بغيظ شديد، تضع مساحيق التجميل وتجملت على أكمل وجه، تنفس بأختناق وقال:-
-أنا مش عارف سمعت كلامك أزاى؟ أحسن لك تبعدي عن وشي النهار دا
رأت الغضب فى وجهه وتصرفاته التي لا تشبهه كأنه يتذكر الماضي الذي لا تعرف عنه شيء سوى مقارنة الجميع له بـ “زين” أرتدي ملابسه على أكمل وجه حتى لا يراه أحد أقل من “زين” لتشعر “مسك” بتقيده كأنه معتقل فى هذه الأمور التى لا تشبهه نهائيًا، رفعت يدها ترخي رابطة عنقه التى أوشكت على خنقه وفتحت أول زر من قميصه الذي يقيد عنقه وظهرت قلادة عنقه ثم قالت بعفوية:-
-أنت مش محتاج تنتصر عليه خليك على طبيعتك لأنك تيام مش زين
نظر إليها بأندهاش من تصرفها ولطفها معه فسأل بتوتر:-
-معقول أنتِ مسك، اللى بتعاملنى بلطف
تبسمت وهى تتذكر كيف أعتذار لها نيابة عن العالم بأسره عندما تلقت خبر وفاة “غزل” أخبرها أنه أسف عما أحزنها رغم أنه لم يكن سببًا فى هذا لتقول:-
-أنا!
أبتعدت عنه خطوة للخلف ثم تبسمت بلطف وقالت:-
-خلينا نمشي
أومأ إليها بنعم وذهبوا الأثنين إلى المصعد، وقفت جواره وتشعر بأنفاسه المختلطة لم تستقر أو تنتظم وضرباته قلبه تشعر بها من مكانها بسبب غضبه، تنحنحت “مسك” بهدوء ثم مدت يدها إليه، نظر “تيام” إلى يدها مُطولًا فقالت بلطف:-
-دا أقصي حاجة ممكن أساعدك بها
تذكر طلبه لعناق منها لكنها رفضت رفض قاطع، تشبث بيدها بأحكام وعينيه تراقب شاشة المصعد منتظر وصله إلى الطابق التاني حيث مكتب الإدارة…
______________________
كانت “ورد” جالسة جواره على الأريكة وتراقب توتره بل غضبه القوي من لقاء “تيام” ويرتشف قهوته بجدية فأخذت يده فى يدها بلطف، رفع “زين” نظره عن فنجان قهوته عندما لمست يده بدفئها وتطلع بيديهما ثم بوجهها لتقول “ورد” بلطف:-
-اهدأ يا زين الموضوع بسيط
ضحك بسخرية من رؤيتها البسيطة لهذا اللقاء وهو كلقاء الجبابرة كلا منهما يحمل بداخله قنبلة مؤقتة يتمنى تفجيرها فى الأخر، رفعت “ورد” يدها إلى وجنته تلمس بسمته الساخرة بأناملها ثم قالت:-
-أنا معاك هنا، أنت قولت هتعمل دا عشاني ممكن بقي تخفف من توترك وغضبك متحسسنيش أنك بتأذي نفسك عشاني
تحدث “زين” بنبرة قوية قائلًا:-
-أنا عشانك مش أتحالف مع تيام دا أنا ممكن أتحالف مع العدوان الثلاثي
ضحكت “ورد” على داعبته وقالت ببسمة بريئة:-
-ههههه عشان كدة أنا بحبك معندكش أى أنتماء لأي حاجة غيري
تبسم بخفة إليها لكن سرعان ما تلاشت بسمته عندما فتح الباب ودلفت “مسك” تمسك يده وتسحبه معها كانها تقود الطريق له بسبب إجباره على القدوم، ظل “زين” جالسًا مكانه ولم يقف بل وضع قدم على الأخري بغرور شديد، جز “تيام” على أسنانه بغيظ من هذا الرجل وقال:-
-أنا ماشي
تشبثت “مسك” بيده بقوة وقالت بتعجل تمنعه:-
-أستن يا تيام أرجوك، خلاص جينا
أشار على “زين” بغيظ وقال بانفعال ووجهه يحدق بعيني “مسك”:-
-مش شايفة التناكة اللى هو فيها
أشارت له بلطف وتغمض عينيها بأن يهدأ ثم جلس الأثنين علي الأريكة الأخرى، ظل “زين” يرمق بـ “تيام” بنظرات شر وغضب و”تيام” لا يقل غضبًا عنه، تنحنحت “مسك” بلطف ثم قالت:-
-أيه يا جماعة دا مش أسلوب نقاش، ممكن تهدوا شوية الصواريخ اللى طالعة من عينيكم دى
ربتت “ورد” على ذراع “زين” ليتأفف بضيق شديد وقال:-
-سمعنى اللى عندك
-أنا معنديش حاجة، أنا جاي أسمعك
قالها “تيام” بغطرسة قوية ووضع قدم على الأخري، هز “زين” رأسه بالنفي وقال:-
-أنا معنديش حاجة أقولها
وقف “تيام” من مكانه غاضبًا ثم قال بأنفعال:-
-شوفتي معندهوش حاجة يقولها، يلا نمشي
أخذت “مسك” يده وأشارت له بأن يجلس من جديد وقالت بنبرة لطيفة فالقوة ستزديده قسوة وغضب الآن:-
-أنا عندي، ممكن تقعد
جلس “تيام” بحيرة شديد جوارها ويتأفف بقوة مُتحاشي النظر إلى “زين” فبدأت “مسك” تخبرهم بقصتها وحادثة أختطافها، نظر “تيام” إليها بصدمة ألجمته مما يسمعه عنها وما مرت به فى حياتها، نظرت “مسك” إليه ببسمة خافتة بعد أن رأت صدمته فى عينيها التى تحدق بها وشفقة تحتلهما، قالت بنبرة جادة:-
-أنا مرت بكل أنواع العذاب اللى ممكن تتخيلوا على أيد فرد من عائلتي، اه هى مرات بابا لكنها بمجرد جوازها منه هى بقيت فرد من عائلتي… ومع ذلك لما لاقيتها قصادي فى المستشفي مريضة مقدرتش أقف أتفرج أو أتردد لحظة فى إنقاذ حياتها ودخلت بيها العمليات مع أن كان عندي فرصة أرفض وأتجاهلها لكني معملتش… معتقدش أنكم مرتوا مع بعض بجزء من اللى مرت بيه عشان يمنعكم تحطوا أيديكم فى أيد بعض
نظر “زين” إلي “تيام” ونظرات متبادلًا بينهما لتتابع “مسك” بنبرة هادئة:-
-زين أنا عارفة أن أنت وكل شخص هنا عارفين سبب جوازي من تيام وعارفين أنى ماشية لكن أنتوا اللى باقيين، العلاقة اللى بينكم تفرض عليكم تفهموا دا وتقدروا وجودكم مع بعض، الرابط اللى بينكم وأنكم من عائلة واحدة كفيل أن يخلي كل واحد فيكم يمد ايده للتاني، تيام ..
نظر “تيام” إليها بصمت فتابعت حديثها إليه:-
-أنا مش دايمة فى حياتك ومش معقول هتفضل حياتك كلها لوحدك.. الواحد من غير ناس وأهل زى الجندي اللى وسط الحرب من غير درع ولا سلاح، وأنت يا زين أسمحلي أقولكم أنكم أغبياء لأن أيد واحدة مبتصفقش لو كان تيام بيملك او هيملك المال أكبر منك فأنت محتاجه بماله وهو كمان محتاجك بخبرتك اللى مش عنده، أنتوا ليه مختارين الفراق وكل واحد يكون لوحده مع أنكم لو أتحدتوا مفيش قوة فى الكون هتقدر عليكم
تحدث “زين” بنبرة غليظة قوية:-
-أخرتها أيه المحاضرة دي
ضربته “ورد” على قدمه بيدها غاضبة من رده لتبتسم “مسك” بلطف ثم قالت:-
-أنت محتاج تيام عشان تأخد حق ورد ألا لو كنت قررت تسيب اللى عمل كدة فيها، وتيام محتاجك عشان حياته فى خطر ومهدد بالقتل من نفس الشخص، أنتوا الأثنين فى مركب واحدة وللأسف محدش هيقدر ينزل منها غير لما توصل لبر الأمان وزى ما بيقولوا المصالح بتتصالح
نظر الأثنين إلى بعضهم، أخذ “زين” نفس عميق فقرصته “ورد” فى ظهره خلسًا ليتألم بضيق شديد من أجباره لأجلها وقال:-
-ماشي موافق
تبسمت “مسك” بعفوية ثم نظرت إلى وجه “تيام” الذي يستشيط غيظًا فتنهدت بيأس من عدم أستسلام هذا المتكبر وتخليه عن غروره فأخذت يده فى يدها ومدتها إلى “تيام” بالقوة ليصافحه “زين” وقال بجدية:-
-عشان خاطر ورد بس
وقف “تيام” غاضبًا بعد أن سحب يده منها بالقوة وقال مُتمتمًا:-
-حوش أنا اللى هموت وأصالح.. تكونش فاكر نفسك مراتي
وقفت “مسك” من مكانها ببسمة مُشرقة ثم قالت:-
-لا طبعًا أنا مراتك
تأفف “تيام” بغيظ فى وجهها وذهب تجاه الباب كى يغادر الغرفة، أسرعت “مسك” خلفه بعد أن غمزت إلى “ورد” وهرعت وراءه تناديه قائلة:-
-تيام
لم يلتف ولا يكترث لها حتى وصل للمصعد وضغط على زر المصعد ثم نزع رابطة عنقه بقوة وإختناق لا يصدق أنه صافح “زين” الذي فضله الجميع عليه دومًا، لطالما رمقه الجميع بنظرات الخيبة والخذلان بينما وقفوا يصفقون بحرارة إلى “زين” على أنفاسه حتى، دخل للمصعد كالبركان الذي على وشك الأنفجار وسيحرق الجميع بنيرانه ودرجة غليانه، ولجت “مسك” للمصعد قبل أن يغلق بابه وتطلعت بوجهه الأحمر من غضبه وانعقاد حاجبيه بحدة وعينيها تحتلها نظرات قتالية فلو كانت النظرات تقتل لكانت نظرات “تيام”كالطلاقات النارية التى تطلق بلا توقف، أنفاسه التى ينتفض معها صدره مُحترق من السخط القاتل الذي بداخله الآن، يجز على أسنانه بقوة غيظًا كأنه لا يتحمل ما يحدث وهذا الإجبار وصريرهم يصل إلى أذني”مسك” يقشعر جسدها، مسكت “مسك” ذراعه برفق وسحبته بلطف على غير المعتاد منها،نظر إليها بضيق وقال:-
-أبعدي عني دلوقت يا مسك أنا مش طايق روحي وكله بسببك أنـ……
توقف عن الحديث بصدمة ألجمته بقوة أوقفت قلبه عن النبض وأخمدت نيران الغضب ومشاعر الكره بداخله فى وهلة واحدة أقل من سرعة البرق عندما سحبته “مسك” إليها برفق وبطيء شديد تعانقه قاتلة هذا الغضب بعناقها الذي طلبه، أبتلع لعابه بتوتر شديد من إخماد نيران بركانه وأطفأه من لمستها، ربتت “مسك” على ظهره بلطف كأمًا تطمئن طفلها وتمتص غضبه بحنانها، قالت بهمس فى أذنيه ويديها تحيط بعنقه:-
-حضن أخوي يا تيام… ليك دقيقة واحدة بس
تنفس بأريحية ورفع ذراعيه المجمدين إلى الأعلي يطوقها بسعادة قبل أن تنتهي هذه الدقيقة وتبتعد عنه، أغمض عينيه يشم رائحتها ويهدأ من روعته، ظلت تربت علي ظهره بيدها بلطف على شجاعته وتذكرت كيف كان شعورها حينما تقابلت مع زوجة أبيها فى مرضها بعد كم العذاب الذي ذاقته معها وبسببها، كم الغضب الذي أحتلها كان سيقتلها حينها لذا تعلم جيدًا ماهية شعور “تيام” بهذه اللحظة…، أبتعدت عنه بلطف تخرج نفسها من بين ذراعيه ثم قالت بلطف:-
-أحسنت، أنت قوي يا تيام
تطلع بعينيها الباسمتين أكثر من شفتيها وقال بهدوء:-
-ليه محكتيليش على حكايتك
تبسمت وهى تنظر للأمام بعفوية وتضع يديها فى جيوب سترتها مُتعافية تمامًا من الماضي ثم قالت:-
-لأن العلاقة بينا متسمحش أني أحكيلك أسراري بس مجرد ما حكيته لورد وطلع مبقاش سر
أندهاش من علاقتها بـ “ورد” ومط شفتيه مُتعجبًا ثم قال:-
-ورد!! أنا ملاحظ أن مسك بشخصيتها القتالية سمحت لورد تقرب منها وبقيتوا أصدقاء كمان
أومأت إليه بنعم ثم أستدارت إليه بحزم وبوجه حاد عاقدة حاجبيها وحدت من عينيها قالت:-
-اه.. تيام متصغرنيش قصادها وتتخانق مع زين، مش عايزها تتصل بيا فى القاهرة تشتكي ليا منك
أندهش من كلمتها وخبر رحيلها فأستدار إليها أيضًا وأخرج يديه من جيوبه وقال بصدمة ألجمته:-
-أنتِ هتروحي القاهرة؟
أومأت إليه بنعم وأخبرته بأتصال البنك بها وأضطرارها للرحيل من اجل أختها المتوفية والفضول يقتلها لمعرفة ما تركته “غزل” لها فقال بجدية:-
-أنا هجي معاكي
أندهشت من قراره المفاجئ وقالت بحزم رافضًا وجوده:-
-لا طبعًا، أنا هروح لوحدي و…
بتر حديثها بلهجة قوية حادة عندما قال:-
-مفيش أعتراض، أنا هجي معاكي كمان عشان أوصلك أنتِ ناسية أن عربيتك بتتصلح
تأففت بضيق شديد من قراره الذي يشبه الأمر الذي يلقيه عليها لا مجال للمعارضة…
_________________________
“القــــــــــــاهـــــــرة”
وصل “غريب” إلى منزله السري وترجل من سيارته مع “سراج” ثم دلف إلى الداخل وعينيه لا تفارق الغرفة الأمامية، دلف وكانت غرفة نوم تشبه العناية المركزية بالمستشفي والأجهزة الطبية بكل مكان، هناك على الفراش تنم “غزل” جسدًا يصارع الموت تحت الأجهزة الطبية، رمقها بعيني ضعيفة وقال:-
-أتأكدت ان محدش بيدور وراها
أجابه “سراج” بنبرة جادة واثقًا مما يتفوه به:-
-أه، بعد ما الحارس قالي أن فى واحد جه المستشفي وبص عليها ومشي ، كنت عارف أنه جاي يتأكد أنها عايشة عشان كدة خليت حضرتك تعمل الخطة دا لسلامة باشمهندسة غزل وعشان تكون تحت رعايتنا أكثر ومحدش يأذيها هناك
جلس “غريب” قربها يتأمل وجه ابنته الشاحب من المرض وجسدها البارد ثم قال:-
-ومسك! لما شوفتها كانت كويسة بعد خبر موت أختها
أومأ “سراج” له بنعم وقال:-
-اللى بيحصل معاها هناك خلاها تكتم حزنها جواها عشان تقدر تعيشي، أنا بعتقد أنها هتسعى وراء بكر ودا اللى يقلق فعلًا وخصوصًا أنها معتمدة على جوزها تيام الضبع، أشك أنها مساكة فيه لأنه هيقدر يساعدها فى الأنتقام دا
أخذ “غريب” يد “غزل” فى يديه بقلق وقال بحيرة وخوف يمزق قلبه على أطفاله:-
-عينك متفارقهاش يا سراج، الأنتقام بيحرق صاحبه ومسك عنيدة وبتتحامي فى قوتها
أومأ “سراج” إليه بنعم ثم خرج من الغرفة تاركًا “غريب” مع ابنته العالقة بين الحياة والموت فى آن واحدٍ…..
__________________________
وصلت “مسك” على البنك فى القاهرة مع “تيام” ، دلفوا معًا إلى مكتب المدير وطلب الخزينة إليها تنحنحت بتوتر مما بداخلها، خائفة مما تركته “غزل” إليها فنظرت إلى “تيام” ليؤمأ إليها بنعم، فتحت الخزينة ووجدت بها فلاشة صغيرة فقط، أخذتها ونظرت إلى “تيام” بحيرة ثم خرجوا معًا من البنك، أتجهت إلى منزل والدتها وقالت قبل أن تترجل من سيارته بأمتنان لمساعدته:-
-عطلتك معايا
أجابها “تيام” بجدية ونبرة باردة دون أن ينظر إليها:-
-دا حقيقي خدتي يومي كله
جزت على أسنانها غيظًا منه ثم قالت بحزم:-
-أمشي يا تيام قبل ما أفقد أعصابي عليك
ترجلت من سيارته غاضبة فترجل خلفها مُسرعاً يناديها قائلًا:-
-مسك
ألتف “مسك” إليه ترمقه بنظرها الحادة لتراه فتح ذراعيه إليها وقال بحماس:-
-طب مش هتودعينى
رفعت حاجبها إليه بغضب سافر ونظرة تهديدية له بألا يفعل فتنحنح بحرج من نظرتها وهو يعلم بأن هذا العناق لن يأخذه إلا إذا قدمته هى وليس برغبته هو، قال بخفوت شديد مُتذمرًا:-
-أتلمت أهو! أطلعي
صعدت للأعلي ودقت باب الشقة لتفتح “بثينة” إليها فعانقتها برحب شديد وأشتياق إلى ابنتها وقالت:-
-مسك، حبيبتي … تعالي أدخلي.. طمنيني عليكي
تبسمت “مسك” إليها بعفوية ثم جلست معها على الأريكة وتركت حقيبتها ثم قالت:-
-أنا كويسة، أنتِ عاملة أيه؟
هزت “بثينة” رأسها بتعب وحزن خيم على حياتها بعد خبر وفاة “غزل” ثم قالت بتعب:-
-عايشة أهو، المهم أنتِ يا حبيبتي قوليلي عاملة أيه؟
-الحمد لله يا ماما أنا كويسة
قالتها بلطف لتجهش “بثينة” فى البكاء من نظرها إلى “مسك” التى تشبه “غزل” فى كل شيء وملامحها تذكرها بفراق ابنتها ، ضمتها “مسك” بعيني باكية هى الأخري على فراق أختها وبدأت تربت على ظهرها بحنان وقالت:-
-أهدئي يا ماما لو أعرف أن مجيتي هتتعبك كدة مكنتش جيت
جففت “بثينة” دموعها بلطف وقالت ببسمة ضعيفة:-
-لا يا حبيبتى متقوليش كدة، أنتِ ردتي فيا الروح.. قومي ، قومي غيري هدومك وأنا هحضرلك الأكل تلاقيك على لحم بطنك
أومأت “مسك” لها بنعم ثم دلفت للغرفة وأخذت حمام دافئ وأرتدت بيجامة بيتي عبارة عن شورت أسود وتي شيرت أبيض بكتف واحد والأخري عاري، خرجت ووجدت “بثينة” تضع على السفرة طاجن من المكرونة البشاميل والدجاج المقلي، رن جرس الباب فقالت “بثينة” وهى تلف حجابها:-
-أقعدي كُلي وأنا هفتح
جلست “مسك” تتناول طعامها بأريحية حتى سمعت صوته لتستدير بفزع من وجوده وقالت:-
-تيام
نظر نحوها وصُدم من زوجته التى تبدل حالها وترتدي ملابس مُريحة هكذا، أخبرها بأنها تشبه الرجال ولا تعرف شيء عن الأنوثة لكنها أكثر أنثي جميلة فاتنة رأها فى حياته، تبسم بإعجاب شديد وهو يقدم الشيكولاتة إلى والدتها وقال بعيني لا تفارق وجه “مسك”:-
-أنا تيام جوز مسك
رحبت “بثينة” به بعد أن قرأت خبر زواجهما على مواقع التواصل الاجتماعي، جلس على المقعد المجاور لـ “مسك” على السفرة ويبتسم إلى “بثينة” بعفوية وقال:-
-لا متقلقيش مسك فى عيني
قالها ولف ذراعيه حول أكتافها لتضرب “مسك” قدمه بقدمها بقوة وقالت بهمس يكاد يسمعه:-
-متستغلش الموقف
تبسم إليها بأنتصار وقبل جبينها أمام والدتها لتبتسم “بثينة” عليه بلطف بينما “مسك” كانت تشتعل من الغضب بداخلها وعلى وشك قتله فى الحال، جلس يتحدث مع والدتها كثيرًا وهى تخبره الكثير عن “مسك” وجلبت له ألبوم الصور الخاص بطفولتها وبدأت تخبره عن كل صورة متي كانت والمناسبة لإلتقاطها، وقفت “مسك” خلفهما بغيظ شديد من حديث والدتها معه وتقبله لهذا الشيء كأنه كان فى أنتظار اللحظة التى يقيدها بها ويفعل ما يريده، جلبت صينية بها كعك ومشروب غازي، نظرت “بثينة” إلى الصينية وكان بها زوجين من كل شيء فقالت بخفوت:-
-أنا هأكل يا مسك
رمقته “مسك” بغيظ شديد ثم قالت بأزدراء:-
-ما هو دا ليا أنا وأنتِ يا ماما
أقتربت “بثينة” بحرج شديد من تصرف أبنتها وقالت بهمس:-
-وجوزك يا مسك عيب
-هيمشي.. أصله يا ماما عنده شغل كثير فى الغردقة ولازم يسافر ولا أيه
قالتها بنبرة قوية فتبسم “تيام” بعفوية وقال بطريقة أستفزازية يغيظها أكثر:-
-أنا فعلًا عندي شغل كتير يا حماتي بس أنا مبعرفش أسوق بليل حضرتك عارفة بحوداث الليل
هزت “بثينة” رأسها بالنفي وقالت بقلق:-
-لا يا بنى بعد الشر عنك، خليك للصبح وأوضة مسك جوا تسعي من الحبايب ألف
رفع حاجبه إلى “مسك” بغزل شديد وعينيه تتفحصها من الرأس لأخمص القدم وقال بإعجاب:-
-بجد! لازم أشوفها .. .تعالي يا مسك فرجيني أوضتك
كادت أن تقذفه بكوبها وعينيها تقتله محله فقالت “بثينة” بلطف:-
-قومي يا مسك
وقفت من محلها وهي تبتسم بسمة مزيفة إلى والدتها ثم دلفت للداخل ليدخل “تيام” معها، دلف للغرفة يتفحصها بإعجاب لكن سرعان ما توقف عن التجول عندما مسكته “مسك” من قميصه من الخلف بقوة وسحبته إليه مُستشاطة غضبًا وقالت:-
-أنت هتستعبط يا تيام، أتفضل أمشي من هنا حالًا وأدينى أستخدمت لساني بدل أيدي
أقترب منها بإعجاب شديد بهذه الفتاة ثم قال هائمًا بها وغضبها يُزيدها جمالًا:-
-ما إحنا بنعرف نبقي مزز وحلويات أهو
أبتلعت لعابها بخجل شديد من كلماته وعينيها ترمق عينيه بأرتباك، قتل غضبها بربكة قوية من كلماته وغزله بها وتنحنحت بخجل منه ومن ملابسها، تبسم “تيام” على ربكتها وأقترب أكثر لتعود خطوة للخلف ببطيء شديد وقالت بتلعثم من ربكتها:-
-أتلم يا تيام.. بدل ما ألمك أنا
أقترب أكثر وزادت بسمته ونظراته من رؤيته لربكتها وأحمرار وجنتيها أكثر من خجلها، هتف بنبرة هامسة مُعجبًا بها وضربات قلبه تتسارع بهذه اللحظة:-
-جربي تلمينى كدة… نفسي أتلم على أيدك
أنتفضت مع أنفاسها بتوتر من قربه أكثر منها فعادت خطوة أخيرة للخلف وعينيها لا تفارق نظراته الدافئة وإعجابه كأنه يمارس سحره عليها كما يفعل مع أى فتاة لتدرك سبب أنبهار الفتيات به وركضهم خلفه، هذا الرجل الخبيث يعرف كيف يذيب القلب ويهوي العقل حتى يفقد وعيه كليًا، سقطت على الفراش مع خطوتها الأخيرة ليسقط “تيام” فوقها وظل ينظر بعينيها فتمتمت بخفوت شديد:-
-تيام
رفع يده يلمس خصلات شعرها بأنامله بلطف شديد وعينيه لا تفارق عينيها بنظراته الجريئة وقال:-
-عيون تيام وعقله كله ليكي
أبتلعت لعابها بتوتر شديد منه لكنها تمالك نفسها ودفعته بقوة بعيدًا عنها ووقفت غاضبة من تصرفه وقالت:-
-عيب تنضرب وحماتك تدخل تحوش عنك، والله يا تيام لو ما أتلمت وبطلت طريقتك الرخيصة دى لتكون نهايتك على أيدي
تأفف بضيق شديد من فشله فى السيطرة على هذه الفتاة، لم تقاوم فتاة من قبل نظراته ونبرته المُثيرة، تابعها وهى تأخذ الملابس من خزانة ملابسها وغادرت الغرفة غاضبة منه وقبل أن تغلق الباب قالت بغيظ منه:-
-اتفضل أتخمد
أغلقت الباب فتنهد بضيق شديد ومدد جسده على الفراش، دلفت للمرحاض تبدل ملابسها لتنظر فى المرآة على وجهها الأحمر من الخجل ووضعت يدها على وجنتها تتحسس حرارتها ثم قالت:-
-أعقلي يا مسك…
بدلت ملابسها إلى بيجامة أخري ببنطلون أخضر وتي شيرت أبيض فضفاض وطويل ثم خرجت وجلست أمام التلفاز على الأريكة تتهرب من الدخول إلى الغرفة نفسها معه، جلس “تيام” ينتظرها حتى تعود وقد مرت أكثر من ساعة لكنها لم تعود، فتح باب الغرفة وخرج ليسمع صوت التلفاز فأتجه نحوه ودهش عندما رأها تنام على الأريكة بجسدها الصغير بدلًا من نومها معه فى غرفة واحدة، تبسم بلطف عليها ثم أغلق التلفاز وحملها على ذراعيه ودلف بها إلى الغرفة، وضعها بالفراش ثم مدد جسده جوارها وظل يراقبها فى نومها وملامحها ويشعر بأنفاسها، رفع يده إلى وجهها يلمس وجنتها بحنان لكنه توقف بخوف من أن تستيقظ إذا شعرت به وترحل غاضبة، وضع يديه أسفل رأسه حادقًا بها ويتذكر عناقهما السابق وبقوتها كانت تدعمه وتمده بالقوة، أخمدت نيران غضبه بعناقٍ واحدٍ منها ، أغمض عينيه مُستسلمًا للنوم جوارها بعد أن أخذ يدها فى يديه مُتشبثًا بها …..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية وختامهم مسك ) اسم الرواية