رواية بلا حب (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سوكه
رواية بلا حب الفصل الرابع عشر 14
يوم بعد يوم كان كلامها يقل، وكفت تماما عن الغناء، وكان يحاول معها كل يوم ليخرجا للتنزه، فتتهرب منه بكل الحجج، احيانا يقبل واحيانا يثور عندما يصل به الضيق اقصاه، فتخرج معه مضطرة، لكنها تظل صامتة
كلما سالها: مالك
تنظر لوجهه طويلا، ثم تقول بعد صمت: مفيش
كرامتها لن تسمح لها أن تصارحه بما تشعر به والنار التي تشب في قلبها كلما سمعت صوت رنة الاشعارات في موبايله!!
فتحت موبايله وهو نائم بعد ان ازعجتها اصوات الاشعارات المتكررة!!
لم تفكر يوما انها يمكن ان تقتحم خصوصية احد او تتلصص على موبايله وتقرا رسائله
بدا في اول الامر كشيء طبيعي وعادي فحسين لا يضع كلمة سر على شاشة موبايله، ويتركه ملقى باهمال في اي مكان، ودائما ما ينساه في غرفة المعيشة بعد ان اصبح يتجول في البيت بمساعدة عكازه
لم يكن الموبايل يسبب ازعاجا من قبل، لكن منذ فترة قريبة للغاية وبدا يرن كثيرا وحسين يرد احيانا ردود مقتضبه، واحيانا يغلق الموبايل ويلقيه بعيدا
ودائما ما يتجاهل صوت الاشعارات
كان نائما وقد نسى تليفونه في غرفة المعيشة كعادته، وهي تسهر لبعد منتصف الليل تقرا قرآن، لكن صوت الاشعارات الكثيرة ازعجها بشدة فأمسكت بالموبايل تريد اغلاقه، لكن لفت نظرها رسالة ظهرت على الشاشة من الواتساب: وحشتني اوي والرسالة باسم رنا
اشتعلت نيران الفضول والغيرة، ففتحت رسائل الواتساب واخذت تتابع رسائل رنا، وفهمت
منها انها كانت مسافرة الى المانيا وعادت منذ وقت قريب وتشتاق اليه بجنون وتريد ان تراه
رسائل كثيرة لكنه لم يرد عليها
رد يا حسين، كده يا حسين بتعمل سيين ومبتردش!! انا هتجنن عشان اشوفك
ادركت نجاة ان حسين لم يرد على الواتساب لانه لا يستطيع الخروج لمقابلتها، فتحت حساب رنا واخذت تتفرج على صورها، جميلة جدا وانيقة جدا وغنية جدا وملابسها تظهر مفاتن جسدها، فتاة تشعل النار في جسد اي شاب
اغلقت الموبايل والقته بعيدا، واخذت تمسح وجهها بكفيها وتستغفر
لم تعد اعصابها تتحمل كل هذا الضغط، لكنها لم تصارحه بشيء وبقيت صامتة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ارتدت عباءة وطرحة انيقة وحملت حافظات الطعام وقالت لحسين الذي كان يجلس في غرفة المعيشة يقلب في قنوات التليفزيون كعادته دون ان يستقر على قناة معينة: حسين، هنزل لمامتك الحلويات اللي عملتهالها، وهقعد معاها شوية
قال بزهق: هو لازم يعنى!
قالت: بقالها كام يوم تعبانة عشانا وبتطلعلنا اكل وحلويات، كتر خيرها
قال: طيب متتاخريش عشان نتعشى سوا
قالت: لسه بدري على معاد العشا
قال مازحا بعناد: لا.. لو هتتاخرى عليا يبقي تقعدي معايا نتعشى احسن
ابتسمت: طيب خلاص مش هتاخر
ودعها بنظرات حانية، وقلبه يخفق بشوق، لا يطيق البيت من دونها، حتى لو كانت صامتة او نائمة، يكفيه النظر اليها يكفيه صوت انفاسها فيه، يكفيه ذلك الانس الذي يغمره بوجودها وكلماتها وصوتها الجميل، بل وصمتها الهادئ
في الايام الاخيرة تراود عقله فكرة تكبر وتستقر يوما بعد يوم
ماذا لو لم تعد نجاة له في المستشفى، لو لم ترافقه في ازمته تلك، لو لم تتخل عن عملها وطلبتها وكل ما يشغلها وتحبس نفسها معه بين اربع جدران
كيف سيكون مصيره وقتها، وهل كان ليصل الى تلك المرحلة التى هو فيها الان
نجاة هي التي حافظت على حياته وانقذته من الاكتئاب والرغبة في الموت
نجاة حمته من ايذاء نفسه وساعدته على الشفاء
نجاة هي السبب الحقيقي لنجاته
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان عليها ان تتخذ تلك الخطوة مهما كانت نتائجها، تتوقع انها ستفتح عليها ابواب الكراهية من الجميع، لكنها تعلم جيدا ان الامانة والمسئولية تحتم عليها ان تفعل ذلك حتى لا تسال امام الله عن تقصيرها
طلبت من حماتها ان تدبر لها لقاء للحديث مع حسن في موضوع هام يخص حسين، بصفته كبير العيلة والمسئول عن مصلحة حسين والمهتم لأموره، واوصتها الا تخبر حسين او اي احد اخر بالامر
اثارت القلق في قلب حماتها، لكنها فعلت
اتفقت مع حسين ان يمر عليها بعد العودة من عمله وقبل ان يصعد لشقته، واتت نجاة بالاتفاق مع حماتها
جلست امامهما متردده وهي تفكر، هل هو قرار صائب ان تفتح الموضوع امام حماتها!!
لم يكن لديها خيار آخر، فاخلاقها لن تسمح لها بالتحدث الى اخي زوجها الا في وجود زوجها او على الاقل حماتها، ولا بد ان تتحمل العواقب
تنحنحت بإحراج: الموضوع صعب وحساس وممكن يضايقكم، بس لازم حد يبقي قلبه على حسين ويساعده
وجهت الكلام لحسن وهي قلقة من رد فعل حماتها: حضرتك اكيد عارف ان تصرفات حسين الغريبة ماثرة جدا على حياته وبتخليه يتعرض لمواقف تاذيه
اندفعت حماتها تدافع بعد ان شعرت بالخطر على ابنها: يا بنتي حسين طيب وحنين وبيحب كل اللي حواليه وبيحبك اوي، يمكن متهور وبيتصرف ساعات غلط، بس بكره يعقل ويهدا، وانت معاه اكيد هيتغير
صمتت قليلا تفكر
كلمات حماتها اكدت لها ان الحديث سينتهي نهاية لا تريدها ولا ترغب في الوصول اليها، لكن لا مفر من ان تكمل، فوجهت الكلام لحسين الذي كان يبدو عليه الفهم: حضرتك فاهم قصدي؟!
اندفعت حماتها: يا بنتي...
اسكتها حسين: استني لحظه يا امي، سيبيها تكمل
امسكت الام لسانها بصعوبة، واكملت نجاة : حضرتك اكيد ملاحظ انه متهور جدا في تصرفاته، بيعمل اي حاجة ويرجع يندم عليها وكانه عملها وهو مش حاسس او عقله في وقتها مكنش شايف الامور صح، بياخد قرارات بسرعة جدا وبيرجع يغيرها بنفس السرعة، بينسي حاجات كتير وبيضيع حاجاته المهمه، ومبيفتكرش ابدا اللي وراه، ممكن يقعد ساعة يقول انا عاوز اعمل كذا وكذا وبعد لحظة ينسي اصلا هو كان بيتكلم في ايه
ببقي بكلمه في حاجة وفجاة يفصل مني تماما ومبيفتكرش الا كلمة واحده قلتها في الحوار، وده بيوقعه في مواقف هو مبيحبهاش
مبيبتديش حاجة ويخلصها ابدا، بيزهق بسرعه جدا وعاوز تغيير باستمرار ودي حاجة متعبة جدا لاي حد بيتعامل معاه
بيبقى هادي وكويس جدا وفجاة بيقلب زي العاصفة ومن غير سبب منطقي، مش مؤذي لكن انفعالاته عنيفة جدا ومندفع لما بيغضب، زي ما تقول كده مبيشوفش قدامه، وبيفقد القدرة تماما على التركيز لدرجة انه ممكن ياذي نفسه
حسين مش قادر يسيطر على مشاعره ولا يتحكم في تصرفاته ولا يركز في المهم ولا عارف يشوف مصالحه وده بيخليه يفشل في اي شغلانه يعملها
حسين خسر حاجات كتير جدا في حياته ولو متعالجش هيخسر اكتر من كده بكتير، في شغله وفي حياته
وممكن لا قدر الله يجيله اكتئاب او.. يعمل في نفسه حاجة
حسين لازم يتابع مع دكتور نفسي
اندفعت حماتها بغضب: دكتور نفساني ليه!! انت شايفاه مجنون، ابني زي الفل، طايش شوية زي بقية الشباب، هياخدله يومين ويهدا ويعقل، لو انت مش قادرة تصبري عليه..
صاح حسن: ارجوكي يا امي، من فضلك اهدي، نجاة كلامها صح، حسين فعلا محتاج يظبط نفسه وحياته، محتاج يتحمل المسئوليه وينجح في شغل، كلنا شايفين المشكلة اللي عنده وهو الوحيد اللي مش شايفها
قالت نجاة: ده اللي خلاني اكلم حضرتك، لاني لو كلمته هيرفض كلامي ومش هيصدق وهيتقلب الموضوع لخناقة ومعرفش رد فعله ممكن يوصل لفين
وقفت الام وقالت بغضب: بقى اسمعي يا بنت الناس، انا بحبك وبقدرك وشايلالك جميلة انك شيلتي ابني في عنيكي ووقفتي جمبه في ازمته وعملتي الواجب وزيادة
لكن لو تعبتي ومش قادرة تكملي معاه، ده حقك، ومحدش يزعل من الحق ولا يلومك وكل شيء قسمة ونصيب
لكن تقولى كده دوغري وبصراحة ومتلبسيهاش لابني ولا تحوليه لمجنون عشان محدش يعتب عليكي لما تسيبيه
قوليها بصراحة ونطلع بالمعروف احسن
نظرت لحماتها، وفكرت طويلا ان تقول كلمة تدافع بها عن نفسها، لكنها ادركت ان كلمات حماتها توفر عليها الموقف الصعب، فقالت وهي تقوم لتخرج: انا قلت اللي يرضي ضميري
نظر حسن في وجهها واستنتج ما تفكر فيه، فقال بفهم: متقلقيش عليه، انا هتابع الموضوع ده بنفسي
قالت امه بعد ان رحلت: انت ازاي تسكتلها، وموضوع ايه اللي هتتابعه، انت لازم تقول لحسين يشوف مراته مالها
قال حسن منهيا الحوار قبل ان يعود لشقته: مفيش داعي يا امي، نجاة ضيفة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اطمئنت نجاة لكلماته وادركت انها طرقت الباب الصحيح وان حسن هو من سيرعى اخاه
صعدت لشقتها فقابلتها فاطمة على السلم نازلة، نظرت لوجهها ووضعت كفها فوق فمها وضحكت ضحكة خبيثة مكتومة، ثم نزلت تجري
زفرت نجاة بضيق واخذت تستغفر، تعلم ما كانت تفعله فاطمة عند حسين، وتتوقع جدا ما سيفعله حسين وانها ستكون ليلة طويلة ومرهقة
دخلت وجلست على الاريكة بصمت، واخذ هو يدور في الغرفة بمساعدة عكازه ويصرخ فيها ويتشاجر ويتكلم بسرعة: يعنى طول الوقت ده وانت فاكراني مجنون!! دكتور نفساني ليه، هو انا مش طبيعي!! واشمعنى حسن اللي بتقوليله، مقولتيليش ليه اللي في قلبك!! عشان هو العاقل وانا المجنون!! طيب ايه رايك بقى اني مش هروح لدكاترة وهثبتلك انى مش الشخص الوحش اللي في دماغك
ظل على تلك الحالة الى منتصف الليل، وهي لم تنطق بكلمة واحدة وتحملت بصعوبة مرور الوقت، حتى تعب ودخل غرفته ونام من الانهاك
وبقيت هي في مكانها تكتم آلامها حتى عادت لها الازمة من جديد، لكنها تداركتها مبكرا بالدواء، لقد صارت تتوقعها في اي وقت، اصبحت تاتيها بشكل متقارب شبه يومي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كانت تساعده في ارتداء ملابس الخروج، ويديها تعملان بسرعة ومهارة، وهو ينظر لها برجاء، وقال: بردو مش عاوزه تيجي معايا وانا بفك الجبس؟!
كانت تطبق اسنانها بقوه لدرجة ان آلمها فكيها، وتتجنب النظر لعينيه، وتركز نظراتها على لبسه وما تفعله، فقال بانفعال عاطفي: يا نجاة ردي عليا، انا مبطلتش اعتذرلك من يومها، مع ان انا اللي زعلان جدا من اللي عملتيه، وكنت مستنيكي تصالحيني
قالت وهي تتجنب النظر لوجهه: وانا قلتلك خلاص حصل خير، ومش هتكلم تاني مع اخوك او مامتك او اي حد في اي حاجة تخصك
صاح بغيظ: بلاش حصل خير دي مبحبهاش، بحسك بتراضيني وخلاص
قالت تتعجله: طيب طيب، روح دلوقت لمعاد الدكتور عشان متتاخرش
قال: تعالى معايا، مش هنزل من غيرك
تنهدت وجلست على الكرسي لتتمالك نفسها: المرة دي اخوك هو اللي لازم يروح معاك، هتبقي فرصة كويسه انك تصفي معاه كل المواقف اللي بينكم، وتحسسه انه اخوك الكبير اللي متقدرش تستغنى عنه، صدقني هيفرق جدا معاه
غصب نفسه على الخروج بدونها، وذهب مع اخيه للطبيب
اخيرا تحرر من الجبس وعاد للحركة
طوال طريق العودة لم يكف لسانه عن الثرثرة مع اخيه الذي كان يسمع ولا يجد فرصة للرد:عارف يا حسن، انا حاسس اني طاير
الفترة اللي فاتت دي كانت صعبة جدا عليا، كنت مسجون فعلا، والنهاردة يوم الافراج، لولا نجاة كانت معايا مش عارف كنت هستحمل ازاى الفترة اللي فاتت، انا مش عارف اعمل معاها ايه، عاوز اخليها سعيدة اوي
التفت لاخيه وساله ولم ينتظر رده: اجيبلها ايه، اعمل معاها ايه، اشتريلها دهب؟ سلسلة ولا خاتم؟ على فكرة با حسن، انا موافق اشتغل معاك في المصنع، وهنزل من بكرة، خلاص انا بقيت رب اسرة وعندي زوجه ولازم اصرف عليها من شغلي، وبكرة اجيب عيال احلى من عيالك
بكرة؟؟ انا وعدتها انى هأجر لانش واتفسح معاها في النيل، وممكن نطلع يومين في شقتنا في الساحل نلحق اخر الصيف، او نخليها شهر عسل، ايوة صح، المفروض نعمل شهر عسل اعوضها فيه عن كل اللي شافته معايا
كان يتحدث بلا توقف وعقله يعمل بكل طاقته يتخيل عندما يعود للبيت كيف ستستقبله نجاة، الآن فقط يستطيع ان يلمسها، يحضنها، يقبلها، يحملها بين ذراعيه ويدور بها كالافلام، لم يعد يحول بينه وبينها شيء
كان حسن يستمع له وعقله في وادي آخر، بداخله سؤال يلح عليه، هل سيلحق حسين وينقذ ما يمكن انقاذه ام ان الاوان قد فات وخسرها بالفعل
استمر حسين في الحديث بلا انقطاع وراس حسن يرسم الخطط والسيناريوهات لما يمكن ان يفعله مع اخيه الذي ستنهار آماله بأسرع مما يتخيل، فزوجة أخيه من النوع الذي اذا عقد العزم على شيء فما من شيء على الارض يمكن ان يقف امام قرارها
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
انزلت حقائبها ووضعتهم في السيارة الاجرة، كانت تلك هي المرة الثانية التي تفعلها، لكنها الاصعب، فمع كل خطوة تخطوها خارج البيت يتمزق جزء من روحها ويدمي قلبها
وقفت لحظات تتطلع لفوق، لنافذة وشرفة الشقة التي عاشت فيها اياما وتركت فيها جزء منها، ثم ركبت التاكسي ورحلت، اصابتها الازمه في السيارة فاخذت جرعة مضاعفة من الدواء لتتحمل الالم
نظرت فاطمة لامها التي تراقب السيارة الاجرة وهي ترحل من خلف ستارة النافذة: خلاص، مشيت ست الحسن، المركب اللي تودي
التفتت لها الام والدموع في عينيها : يا بت انت سودة كده ليه من جوة، هو احنا شوفنا منها الا كل خير
قالت ساخرة: ياشيخة، دي كانت بوز فقر
تجاهلت كلماتها وبكت: يا عيني عليك يا ابني، هيتصدم لما يعرف انها مشيت
قالت ساخرة: ما هو كمان بوز فقر، اهو ده اللي مبيعيشلوش ست
اخيرا عاد حسين للبيت وفتحت امه باب الشقة لتستقبله، لكنه سلم عليها بعجلة وتركها وصعد السلم الى شقته وهي تناديه من خلفه: حسين، استنى، اسمعنى
دخل من بعده حسن فاخبرته بما كانت تريد ان تقوله لحسين، فصعد السلم خلف اخيه ولحق به في شقته، وهو يدور في كل الغرف يبحث عنها ويناديها
وبمجرد ان دخل حسن حتى اغلق الباب من الداخل بالمفتاح، واخفى المفتاح وليس هناك احد سواهما في الشقة
نظر له حسين: نجاة مش موجودة!!! راحت فين؟!!
قال بهدوء: اقعد واسمعني
صاح : اسمع ايه، انت عارف حاجة ومش عاوز تقول
قال باسف: نجاة مشيت يا حسين
قال بعدم تصديق: مين دي اللي مشيت، ده بيتها وانا جوزها
اتجه لغرفة النوم ليبحث عنها مرة اخرى، لكنه راى علبة حمراء قطيفة على السفرة، فوقف لحظة وفتحها وقال بغير تصديق: دي الشبكة!! قلعت الشبكة!!!
ليه!!! عملت كده ليه
اخيرا صدق انها رحلت بالفعل، فاخذ يصرخ : ليه، زعلت ليه، انا غلطت في ايه
كان حسن يعلم جيدا انه في تلك اللحظة لا يراه ولا يسمعه، ومهما تكلم فحسين في حالة غير طبيعية ولن يصل له اي كلمة، فوقف صامتا حتى يفرغ شحنة غضبه العارم ويهدا
لكن حسين اندفع نحو باب الشقة: انا هدور عليها، لازم الاقيها
توترت اعصاب حسن بشدة وحال بينه وبين الباب: فدفعه حسين جانبا: سيبني اخرج
وجد الباب مغلق والمفتاح غير موجود فصرخ: المفتاح، فين المفتاح، هات المفتاح يا حسن
صاح وقد وصلت اعصابه على حافة الاشتعال: اقعد واهدا واسمعني
صرخ وهو يدفع اخاه: مش عاوز اسمع هات المفتاح عاوز اخرج، متحبسنيش
كان حسن يعلم جيدا ان اخاه لو خرج الان من البيت وهو على حالته تلك فسيفقده للابد
امسك به ودفعه الى الاريكه وحسين يقاوم بعنف لدرجة انه ضرب اخيه عدة مرات، لكن حسن استمر يدفعه وبرك فوقه بركبته وهو يصرخ: فوق، فوق من اللي انت فيه مش هسيبك تقتل نفسك وتقتلنا معاك، المرة اللي فاتت قمت من الموت بمعجزة، اللي حصل قبل كدة مش هيتكرر طول ما انا عايش
فتح حسين عينيه ونظر في وجه اخيه ثم انفجر في بكاء عنيف واحتضنه اخوه بقوة واخذ يربت على ظهره
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
سورى على النكد في الاخر
الرواية عاوزه كده
•تابع الفصل التالي "رواية بلا حب" اضغط على اسم الرواية