رواية بلا حب (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سوكه
رواية بلا حب الفصل السادس عشر 16
بارت١٦
كان حسن يجلس على السفرة يتناول العشاء مع سارة وآدم يجلس بجواره والصغير آسر يجلس على ساقه يطعمه بيده
سألته سارة بهدوء: صحيح، هو اخوك حسين هينزل المصنع معاك؟؟!
زفر بضيق وقال: سارة، بطلي تتكلمي مع فاطمة عشان الكلام معاها بيعمل مشاكل
تركت الطعام، واعتدلت بتحفز وكأنما تستعد لشجار طويل: مش عاوزني اتكلم معاها ليه!! ليها حق تخاف وتقلق، هو مش المصنع ده ورثك انت واخواتك وهي ليها فيه!!
قال: دي بت مهبوشة وبتوقع الدنيا في بعضها، ولو كلامها هيعمللي وجع دماغ هنزل دلوقت اربيها واعلمها متتكلمش تاني في اللي ميخصهاش
صاحت: لا بقى يخصها، ويخصني انا كمان ويخص ولادك، اخوك لو خرب المصنع كلنا هنضيع، وانت عارفه، مفيش حاجة بيدخل فيها الا لما تفشل
قال وغضبه يتصاعد: حسين له في المصنع قد ما ليا ومحدش له انه يتدخل في الموضوع ده
قالت بانفعال: وانا مش ممكن هسكت، دي فلوس ولادي ومستقبلهم
صرخ في وجهها صرخة افزعت الصغير فنزل من على ساقه وجرى بعيدا: ولادك ليهم اب شايلهم ومسئول عنهم وبيصرف عليهم وبيحافظ على مصالحهم، ولا انت فاكراني فيزا تحوشي بيها!!
قالت منذرة: دخول اخوك للمصنع هيضيعه، مصايبه كتير مش هتعرف تلاحق عليها
صاح: انا اللي بدير المصنع وانا اللي اقول مين يدخله ومين ميدخلوش، انا كبير العيلة دي والمسئول عن الكبير قبل الصغير
نظرت له بدهشة ورفعت حاجبها بتحدي: الله الله الله، دا كلام جديد على وداني، ده مش كلامك، ده كلام الست نجاة اللي انا دخلتها البيت ده باديا، هي اللي غيرتك كده!!!
قال بغضب: لو انت فاهمه ان جوزك كلمة توديه وكلمه تجيبه،!!! يبقي اسمعي بقى الكلام الجديد، ملكيش دعوة خالص باللي بعمله في المصنع ولا تدخلى بيني وبين اخويا، ولا فاكراني نسيتلك اللي عملتيه فيه!!! متختبريش صبري عليكي
مصاريفك في ايدك كل شهر واللي بتطلبيه بتلاقيه، يبقي تربي ولادك وتركزي في بيتك وبس
قالت: بقي كدة!! بكرة تشوف ان كلامي هيطلع صح، واخوك هيعمل مصيبة في المصنع وساعتها مش هتعرف تلم من وراه زي كل مره، بس خد بالك، لو ده حصل انا مش هقعدلك في البيت، هاخد ولادي واروح عند ماما
قال بغضب: دانت بتتلككي بقي!!
قالت بتحدي: ايوة بتلكك، وقاعدة بس لحد ما اشوف مصيبة اخوك بعنيا، وساعتها مش هتعرف ترد ولا تدافع عنه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بمجرد ان علمت د. ميرفت بوصول نجاة البلد حتى فاجاتها بزيارة، فتحت نجاة الباب ووقفت صامتة لحظات، ثم افسحت لها لتدخل وبمجرد ان جلست على الاريكة قالت نجاة: هعملك شاي
قالت ميرفت: تعالي تعالي، انا عارفه طريق المطبخ ولو عاوزه شاي هقوم اعمله بنفسي، اقعديلي هنا بقى بتعبك بأرقك باحباطاتك بهالاتك السودة دي، خلينا نشوف حل
ارتمت على الكرسي وقالت بزهق: دكتورة انا مش قادرة اسمع..
قاطعتها باصرار: لا هتسمعي، وهتتكلمي كمان، انت بتهربي مني ولا من نفسك!! مش عاوزة حد يعرف عنك حاجة!!! احنا صحيح بلدنا فيها صفات كتير خنيقة زي الفتي والحشرية والكلام الكتير في الفاضي، لكن احيانا ده بيكون له فايدة مع الناس اللي زيك، اللي ممكن يموتوا من الوحدة ولا يشتكوا لحد
قالت وهي تضم شفتيها بالم وتغلق عينيها: مين قالك اني وصلت
ردت: اختك طبعا، حتى اختك مش عاوزة تتكلمي معاها ولا تحكيلها!! خلتيها تتجنن منك وتتصل عليا عشان اشوف حل معاكي
لو مش هتحكي ودي لقريبة امك، يبقي خليها رسمي واحكي للدكتورة اللي بتعالجك، اتفضلي سامعاكي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
زفر حسين بضيق شديد ومسح وجهه بكفيه واخذ الاوراق والدفاتر وذهب الى مكتب حسن ووضع الاوراق على مكتبه ووقف منتظرا ان يخلو المكتب وينصرف العمال الذين يتحدثون مع حسن، وبالفعل صرفهم حسن بسرعة وهو يراقب حركات حسين المتوترة، وبمجرد ان انفرد به اغلق باب المكتب، فاندفع حسين يقول بقلق: انا مش قادر، فعلا مش قادر، انا حاولت صدقني، بس مش فاهم حاجة، حسابات المصنع واللي داخل واللي خارج وطلعنا كم قطعه في اليوم، وبند المصروفات والخامات
مش فاهم اي حاجة، انا بحاول اركز صدقني، بس بلاقي دماغي سرحت غصب عني، وده بيخليني اغلط قدام الموظفين والعمال، وكل ما ابصلهم احس انهم بيتكلموا عليا وبيتريقوا بينهم وبين بعض، وده بيوترني جدا
سرح حسن في وجه اخيه وحركاته العصبيه المتوترة وتذكر كلمات نجاة وهي تشرح له حالة حسين بدقة، لقد ادركت ما لم يدركه احد ممن يعرف حسين، هي الوحيدة التي فهمت ما به
انتبه على صوت حسين يصيح في وجهه: حسن انت سامعني!! انا بكلمك
نفض راسه وقال: طيب اهدا وهنشوف حل سوا، انا عارف انك بتحاول ومش مقصر، بس لازم تكمل، لازم تفهم المصنع شغال ازاي، وبعد فترة ممكن تمسك شغل الدعاية والاعلان للمصنع، ده الحل الوحيد عشان تقدر تثبت لنجاة انك اتغيرت وتقدر تشيل المسئولية، وساعتها هترجعلك وانت ناجح
سرح بحزن وقال باسى: مش هترجع، لو كانت عاوزه ترجع كانت على الاقل ردت على تليفوناتي
قال مواسيا: حسين مينفعش تبدي شغل وانت بتقنع نفسك انك فاشل وهتفشل فيه
قال بتوتر: مش دي الحقيقة!! مش ده راي الناس كلهم واولهم نجاة
قال بصدق: لا مش دي الحقيقة، انا مراقبك من ساعة ما نزلت المصنع، بتغلط ماشي، بس بتعمل شغل كتير صح وبتعمل مجهود كبير عشان تحسن، واخطائك يوم عن يوم بتقل، لازم تصبر وتكمل، صدقنى هتنجح
نظر في عينيه يبحث عن الصدق والامل والدعم، لازال اخوه يثق به، شعر بالراحة وبدا يهدأ، وقرر ان يكمل الطريق لنهايته لأجل خاطر أخيه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
صاحت د. ميرفت بغيظ: اعمل فيكي ايه!! هتمرضيني يا بنتي انا قلتلك تبتدي حياة جديدة بعيد عن الحاجات اللي بتوجعك، تفتحي بيت ويبقي لك زوج وعيال وتعيشي مع ناس، راجعالي بالوكسه!!! يعنى عشان تنسي ماساه قديمة تعملى ماساة جديده!!
اديني سبب منطقي واحد يخليكي تسيبي جوزك وشغلك وترجعي البلد
قالت: حسين اتغصب على جوازه مني، هو بس كان محتاجي الفترة اللي فاتت، لكن لا عمره حبني ولا هيحبني
قالت بغيظ: عرفتي منين!! هو اللي قالك!! انت حتى مدتيلوش فرصة يكلمك ولا اتكلمتي معاه، هتعرفي منين انه بيحبك ولا لا، وبعدين حب ايه اللي بتتكلمي عنه، فيه حاجات كتير جدا بتقوم البيوت غير الحب، لو الانسان ملقاش الحب في الجواز، هيلاقي حاجات تانية زي الرضا والاستقرار والشريك والونس والبيت والعيلة والولاد
تنهدت د. ميرفت وقالت: عارفة، انت كان عدلك لو امك الله يرحمها كانت عايشة، كانت تديكي قلمين وتسحبك من رقبتك وترجعك بيت جوزك
اه والله، اصل احنا الستات كدة ساعات يركبنا الهبل وتطلع الجنونة ونحتاج قلمين على وشنا يفوقونا
اطبقت نجاة شفتيها وضغطت اسنانها بغيظ، ثم انفجرت : عاوزاني ارجع لواحد سابني ليلة دخلتي وراح لحبيبته!! لواحد مقضيها فسح وخروج مع صاحبته!! انا فعلا عملت بنصيحتك وكان كل املى في الدنيا اني اتجوز واستقر زي اي بنت، احب جوزي خير، ورزق من ربنا، محبتوش يبقي ارضى بحياتي واحب بيتي وولادي يملوا عليا الدنيا، بس اكتشفت اني كنت ساذجة اني اربط احلامي بحد تاني وهو معندوش نفس الحلم ولا بيفكر زيي
اللي كان بينا مكنش جواز، كان عقد اننا نكمل ٣ شهور قدام الناس في بيت واحد وبعد كده كل واحد يروح لحاله
نظرت د. ميرفت لوجهها، ثم فاجأتها بقولها: عشان كده بترديهاله!!
صاحت نجاة مدافعة عن نفسها: انا!!!
قالت د. ميرفت: ايوة، كرامتك حرقتك اوي ونفسك تنتقمي فسبتيه زي ما سابك وبترديهاله
عقدة حياتك يا نجاة ان الايجو عندك عالي اوي، وده بسبب انك وانت صغيرة كنتى بتتعرضي لتنمر كتير، ومقارنات من الناس باستمرار بينك وبين اختك، وده ربى جواكي تحفز داخلي ورغبة في الانتقام من اي اساءة تتوجهلك
حظه الاسود بقى انه اتهور وغلط في حقك من قبل ما يعرفك، وانت جواكي مقاتل شرس عاوز يرد الاساءة باتنين وعشرة
نظرت لها باسى: ياااه، انا وحشة اوي كدة!!
قالت: عارفة يا نجاة، كلنا متدينين وعندنا اخلاق وتصرفاتنا ملائكية طالما ما وقعناش في اختبار حقيقي، لكن وقت الاختبار بننكشف قدام نفسنا وبتظهر قدام عنينا عقدنا وكلاكيعنا الداخلية، وساعتها محدش بيبقي متدين فعلا وعنده اخلاق الا اللي بينتصر على نفسه مش اللي بينتصر لنفسه
جوزك مش ملاك، غلط وبيغلط ولسه هيغلط، لكن متمسك بيكي وبيدور عليكي ومستعد يبتدي صفحة جديدة
ارجعيله يا نجاة، ارجعيله بدل ما اعمل فيكي اللي كان المفروض مامتك الله يرحمها كانت هتعمله لو كانت عايشة
اقولهالك بانهي لغة يا نجاة
الست ملهاش غير بيتها وجوزها يا نجاة
عاوزة اقفل ملفك في العيادة وارتاح يا نجاة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان حسين يحاول جاهدا كل يوم ان يتابع عمله في المنع رغم شعوره بالملل الشديد وعدم الرغبة، وكان يبذل جهدا خرافيا في التركيز مرة ينجح وعشرات المرات يفشل،
ينزل يوميا لمساعدة العمال في الورشة وحل المشكلات الفنية والتقنية، وبعد جهد جهيد بدأ الى حد ما يعتاد العمل ويفهم كيف يسير، كان يقف بجوار احدى الماكينات المعطلة ويتابع عملية التصليح مع متخصص الصيانة واحد العمال، واخذ يتململ وينفخ بزهق، ففتح الموبايل عندما كثرت تنبيهات اشعارات الواتس، فوجد رنا تحدثه، فزفر بضيق وكاد يغلق الواتساب، لكنها ارسلت رسالة هامة: حسين، عبد الرحمن عاوزك تيجي الاستوديو عشان يتكلم معاك ضروري في موضوع الشركة والفلوس
رد برسالة : مش فاضي، خلصوا انتوا وصفوا الشركة وخليه يبعتلي فلوسي
ارسلت رسالة: مش هينفع، لازم تيجي، الفيلم فشل في التوزيع وعبد الرحمن مش عارف يلم الفلوس
اهتز التليفون في يده وشعر بالدماء تغلي في عروقه وحاول عدة مرات ان يكتب رسالة لكنه فشل، وفي لحظات امتلا جسده بالغضب وصارت دماؤه تغلى، وقد فقد تركيزه تماما ولا يجد كلمات يرد بها عليها
اخذ يتحرك ذهابا وايابا وهو ينظر كل لحظة لرسائل الموبايل، ويمسح وجهه بكفيه ويمشي باصابعه في خصلات شعره
احتاج لمجهود خرافي ليسيطر على نبرة صوته وهو يرد على العامل وعقله شارد في الف اتجاه، ولم يستطع ان يرد على اي من اسئلته، فامره ان يستدعي حسن ليتابع الاصلاحات بنفسه
كاد ان يغادر الورشة لكن متخصص الصيانة ناداه للمساعدة، فرجع بخطوات غاضبة وحاول ان يسيطر على نفسه ويفهم ما يقوله مسئول الصيانة الذي املاه بعض التعليمات التي لم يستطع ان يفهم منها شيئا، الا كلمة واحدة: اول ما اقولك تدوس مفتاح التشغيل تدوس على المفتاح الاحمر
مضت لحظات طويلة على قدرته على الانتظار، واخذ يحاول تذكر ما قاله مسئول الصيانة فلم يجد في عقله سوى كلمة تدوس على المفتاح الاحمر
فتحركت يده بشكل تلقائي لتنفيذ الامر، ولم ينتبه الا على صوت صرخة مدوية وماس كهربائي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
•تابع الفصل التالي "رواية بلا حب" اضغط على اسم الرواية