Ads by Google X

رواية زواج بالاكراه الفصل السابع عشر 17 - بقلم ملك مصطفي

الصفحة الرئيسية

   رواية زواج بالاكراه كاملة بقلم ملك مصطفي عبر مدونة دليل الروايات 


رواية زواج بالاكراه الفصل السابع عشر 17

  
في مكتب عبد التواب..
كان يترأس المكتب و يجلس قبالته سيليا التي كانت كالجمرة المشتعلة و أمامها آسر الذي ينظر لها بغضب شديد مما فعلته ، كيف تجرؤ ان تطرد مساعدته الخاصة بل و تجرها خلفها بطريقة غير آدمية اطلاقاً ، زفر بهدوء ليتمالك اعصابه ثم نظر لجده الذي يراقبهم بتفكير..
عبد التواب بهدوء:
– يعني انتِ متأكدة انك عايزة تشتغلي ، على حد علمي انك كسولة جدا و مبتحبيش الشغل و محمود مدلعك!
سيليا بتحدي وهي ترى نظرات الصدمة بأعين آسر:
– اه هشتغل ، و البت الحرباية دي تمشي
عبد التواب بتساؤل:
– ايه اللي حصل لده كله!
سيليا بجنون و سخرية:
– ابدا كل يوم بصحى بلاقي الهانم في اوضة نومي و قاعدة مع جوزي بيتمرقعوا ، لا و البيه النهاردة حب يجدد بقى فراح قالع ، قاعد معاها سلبوتة
آسر مقاطع بحزم:
– لا مكنتش سلبوتة ، مسمحلكيش
سيليا بغضب وهي ترفع سبابتها بوجهه:
– لا كنت سلبوتة انا شوفتك بعينيا
آسر وهو ينظر للجد:
– متصدقهاش انا كنت قاعد بالشورت
سيليا بسرعة :
– اهو اعترف ، يعني نصه الفوقاني مكنش حاضر معانا ، ده انا صاحية على صوت ضحكهم ، ايه اللي بيدخلها اوضة نومي ، هي مش السكرتيرة دي مكانها المكتب ولا انا معلوماتي غلط
آسر بشمئزاز:
– دي سكرتيرة خاصة يا جاهلة ، يعني مسئولة عن كل شئ يخصني الشركة بأستايلي بفطاري بكله
سيليا بحدة وهي تقف و تلكزه في كتفه بعنف:
– ليه هو انت مشلول ولا لسة نغة
آسر بغضب وهو يقف قبالتها:
– انا سايبك تغلطي من الصبح والله امسكك اعلقك على الحيطة و متعرفيش تنزلي تاني
سيليا بسخرية وهي تضع كفيها بخصرها:
– لو راجل اعملها
بالفعل اقترب منها ثم امسكها من ثيابها و رفعها عن الأرض فصرخت بصدمة ، رفعت ركبتها بسرعة لتصدمه فيتآوه بقوة و يتركها لتسقط أرضاً ، فوقفت وهي تنفض ملابسها ثم عادت لمقعدها بكبرياء فلحقها وهو يتوعد لها..
عبد التواب ببرود:
– خلصتوا شغل الأطفال ده!!
سيليا بغضب :
– ده مش شغل أطفال ، انا بقولك مش عايزاها ، انا هبقى سكرتيرته
آسر بغيظ:
– تفهمي ايه انتِ ان شاء الله عشان تبقي سكرتيرتي ، انا كدة بيتي هيتخرب
سيليا بلامبالاة:
– خليه يتخرب
عبد بحزم وهو يضرب سطح المكتب بكفه:
– بس كفاية ، ماشي يا سيليا اعتبري البنت مش موجودة ، و كدة كدة جوزك راجع الشركة بكرة عايزك تروحي معاه ، و انت يا آسر عليك مهمة تعليمها كل حاجة عن الشغل
آسر بذهول وهو يقف:
– دي شركتي انا ، و من حقي اعين فيها اللي يعجبني!!
سيليا بشماتة وهي تتحدث بحزن مصتنع:
– كدة يا أسورة مش عايزني معاك في الشركة ، ده انا مراتك حبيبتك
عبد التواب بضحك حاول مداراته:
– خلاص انا قولت اللي عندي ، ولا هتكسر كلام جدك يا آسر!!!
آسر بحنق:
– حاضر يا جدي “ثم نظر لها بتوعد” سيليا هتشتغل معايا
سيليا بثقة وهي تقف:
– ايوة كدة ، البت اللي برة اطردوها ولعوا فيها اعملوا اللي تعملوه المهم مشوفهاش قدامي ، يلا عن اذنكم
آسر بحنق وهو يجلس بسرعة بعد أن خرجت تلك المعتوهة:
– انت بتهزر يا جدي!! بقى ارفد لي لي اللي اشتغلت معايا و كافحت و ساعدتني عشان اشغل سيليا!! اللي متعرفش تعملنا سندوتشين جبنة ، انت لو عايز توقعني مش هتعمل كدة
عبد التواب بأبتسامة:
– هو انا عايز اوقعك فعلا ، بس واقعة تحلف بيها عمرك كله يا ابن الجندي
آسر بغيظ و عدم فهم:
– يعني ايه!! انا مش عايزها معايا دي مجنونة و ممكن تفضحني هناك
عبد التواب بتسلية:
– اعمل فيها كل اللي انت عايزه بس وهي في الشركة و تحت عينك
آسر بدهشة وقد لمعت اعينه :
– اعمل فيها اللي انا عايزه!!
عبد التواب بضحك و قد قرأ أفكار حفيده:
– ايوة
آسر بأبتسامة خبيثة وهو يقف:
– تمام ، عن اذنك بقى اروح ارفد لي لي
ضحك عبد التواب وهو يتابع خروج حفيده المتحمس و وجهه يملئه الخبث فهو يعلم انه سيجعل سيليا تلعن اليوم الذي قررت فيه العمل معه ولكنه ليس بممانع فتلك الشرارات التي بينهم جعلته يتفائل..
…………………………………………………………………..
في غرفة بدور..
كان يجلس جميع الفتيات أرضاً و يلعبون لعبة ورقية شهيرة و الأجواء المرحة تسود الغرفة..
ريتال بحنق:
– والله البت آسيا دي غشاشة و بتخبي ورق في هدومها
آسيا بغيظ:
– ده انتِ اللي غشاشة و شوفتك و انتِ بتبصي في ورق سيليا
سيليا بصدمة وهي تحتضن اوراقها:
– اه يا حيوانة وانا عمالة اقول مبتسحبش الشايب اللي معايا ليه اتاريكي شايفة ورقي
مليكة بيأس:
– بوظتوا اللعبة و عرفنا الشايب مع مين ، اغبية
بدور بقهقهة:
– والله لو بلعب مع ولاد اختي مش هلاقي كمية الخناق دي
ريتال بحنق وهي تلقي أوراقها ارضاً:
– بس بس مش لاعبة ، انتِ عارفة يا مليكة ان محمد اتصل وانا و صقر ردينا عليه
مليكة بتعجب:
– محمد اتصل!! امتى ده؟
ريتال بتذكر:
– يوم ما صقر جه خدني “ثم اكملت بمرح وهي تقلده” قعد يصرخ و يقول مليكة دي ملكي انا ، اكيد الواد ده كان واقع على دماغه وهو صغير
مليكة بزفير:
– ربنا يسهله حاله
آسيا بتساؤل:
– هو مين ده اصلا؟
ريتال:
– ده اللي كان خطيب مليكة ، ياباي واحد سمج كدة مبكرهش في حياتي قده
مليكة بحنق:
– عيب يا ريتال
سيليا بتساؤل و فضول يشع من اعينها:
– هي كانت بتحبه؟
ريتال بلامبالاة لشقيقتها وهي تتربع و تتحدث بحماس:
– لالا مليكة مش بتحبه ، هشرحلكم وجهة نظرها المتخلفة ، هى بتخاف من الحب ، فشافته شخص مناسب يعني مش هيتعبها اوي ، بس ده فضل خاطبها 7 سنين مبتشوفهوش ، بجد كانت علاقة لا اتمناها لألد اعدائي
سيليا بضحك وهي تهمس:
– انتوا عارفين ان انا كمان كنت مخطوبة
بدور بصدمة :
– ايه؟؟
ريتال بذهول :
– ده بجد؟؟
مليكة بتعجب:
-انا اول مرة اعرف حاجة زي دي!
آسيا بهدوء:
– فيها ايه يا جماعة ، براحة على البنت
بدور بتساؤل:
– هو آسر يعرف حاجة زي دي؟
سيليا بتعجب:
– لا!!
بدور بتوتر:
– بس هو لازم يعرف
ريتال بحيرة :
– اعتقد اه ، لازم يعرف!!
سيليا بغيظ:
– لا مش هيعرف حاجة عني ، هو ماله اساسا!! ده شخص مدة صلاحيته معايا شهر و بعد كدة كل واحد هيروح لحاله ، مش من حقه يعرف أي حاجة عن حياتي اللي فاتت ، و بعدين دي كانت خطوبة لمدة أسبوعين حاجة مضحكة يعني
آسيا بضحك :
– بعشق تعبيراتك
مليكة بتآوه خفيف وهي تقف:
– انا رايحة اشوف الولاد و صقر و جاية تاني
ريتال بمرح وهي تغمز :
– الله يسهله يا عم
مليكة بحنق وهي تلقي عليها الوسادة الخاصة بالأريكة:
– خليكي في حالك يا ظريفة
بدور بأبتسامة بعد أن خرجت مليكة:
– انا حاسة ان الدنيا بينهم بقت كويسة ، حد ملاحظ ده!!
ريتال :
– هو انتِ اخوكي ده يتطاق اساسا
بدور بضيق وهي تلكزها:
– بس يا بت
ريتال بتآوه من بين ضحكاتها:
– بهزر يا رمضان ايه مبتهزرش ، انا لاحظت فعلا اه ، ربنا يهني سعيد بسعيدة
بدور بأبتسامة خبيثة:
– وانتِ ايه اخبارك مع يونس
ريتال بتوتر لا تعلم مصدره وهي تمسك خصلتها الهاربة لتعيدها خلف اذنها:
– مفيش اخبار ، هيكون ايه الاخبار اللي بيني و بينه؟
سيليا بضحك من توترها الملحوظ:
– لا باين
آسيا بحماس:
– بقولك ايه يا سيليا انا فخورة بيكي اوي والله ، جدعة انا كنت مستنياكي تجيبي البنت دي من شعرها اصلا من زمان
سيليا بشغف وهي تتذكر ما فعلته بتلك الفتاة:
– احسن بجد تستاهل كل اللي عملته فيها ، تحمد ربنا اني ملطشتهاش على وشها التنحة دي ، مستر آسر هيهيهيييي
يامن وهو يطلق صفير عالي من خلفهم :
– العب
بدور بخضة :
– يخربيت هزارك يا يامن
سيليا بذعر:
– مش تخبط يا بني آدم
آسيا من بين اسنانها وهي تقف:
– فضحتنا ، يامن و يخبط!! دي جملة غريبة جدا ، ازاي يعني يراعي ان فيه بنات قاعدة مع بعضها و ممكن حد فيهم يكون قاعد براحته شويتين تلاتة
يامن بذهول:
– الله هو كان فيه حد واخد راحته ، يا ريتني جيت بدري شوية
أيان بعدم فهم وهو يدلف:
– بتقول ايه يا حيوان انت؟
اقترب أيان منهم ليتفاجئ بزوجته تقف كاشفة لرأسها و ابتسامتها تزين ثغرها وهي تنظر ليامن ، احتقنت دمائه فوقف أمام يامن بسرعة و امسكه من ملابسه ثم دفعه للخارج..
يامن بمرح وهو يمسك كف زوجته و يسحبها للخارج:
– انا كنت جاي اخد اللي يخصني يا عم ، سلام
سيليا بتوتر وهي ترى نظرات أيان القاتلة لبدور التي تنظر ببلاهة:
– طب همشي انا كمان عشان آسر مستنيني
بدور بحزن وهي تمسك كفها:
– ليه يا سوسو خليكي شوية
سيليا من بين اسنانها وهي تشير بأعينها لأيان:
– لا معلش يا بدور يا حبيبتي مرة تانية
بدور بعدم فهم:
– في ايه
سيليا بحنق من غبائها:
– عن اذنكم
غادرت سيليا فأغلق أيان خلفها الباب بهدوء ثم استدار لتلك التي تقف بمنتصف الردهة و تنظر ببلاهة فأحتقنت دمائه وهو يرى خصلاتها ، اقترب منها بخطى بطيئة وهو ينظر بأعينها فقط ولا ينبث بأي كلمة..
بدور بتساؤل:
– انت جعان؟؟
أيان بهدوء ثلجي:
– لا
بدور بعدم فهم:
– اومال شكلك عامل كدة ليه؟
أيان من بين اسنانه:
– فين حجابك؟؟
بدور بتعجب وهي تشير للأريكة:
– هناك على الكنبة ، انا مش فاهمة في ايه؟
أيان بغضب :
– في اني دخلت اوضة نومي لقيت راجل واقف و مراتي واقفة قصاده بشعرها
بدور بذهول:
– راجل مين!! مكنش فيه اي راجل هنا
أيان بصراخ:
– و يامن ده ايه!!
بدور بخضة:
– بس يامن مش راجل!!! قصدي يعني مش غريب
أيان بحدة:
– لا غريب طبعا ، و بعدين ما انتِ دايما بتلبسي الطرحة قدامه
بدور بحنق من اسلوبه:
– ايوة بس هو دخل فجأة انا ملحقتش اقوم اخد الطرحة و بعدين انت دخلت وراه وهو مشي على طول
أيان بضيق:
– دي آخر مرة يا بدور اشوفك كاشفة راسك قدام حد
ثم تركها و دلف للمرحاض لتنظر في اثره بذهول و عندما استمعت لإغلاق الباب قفزت بمكانها و ظلت ترقص بحماس ، فهو يغار!! بل يشتعل!! الآن وجدت الطريقة التي ستجعله يدور حولها كالنحلة..
…………………………………………………………………..
في غرفة صقر..
دلفت مليكة بهدوء فلم ترى اي أثر لصقر فعقدت حاجبيها بتعجب و ذهبت للمرحاض ثم طرقت الباب فلم تجد إجابة ، اضطرت لفتح الباب ولكنها وجدت المرحاض فارغاً لذا سارت بخطى واسعة لغرفة النوم و أيضا لم تجد احد ، نادته بصوت عالي يملئه القلق لتتفاجئ به يخبرها بملئ صوته انه بالشرفة فتركض اليه بحماس..
مليكة بلهاث خفيف وهي تدلف:
– فينك يا عم كنت بدور عليك
صقر بهدوء وهو يلقي عقب سيجارته أرضا :
– انا هنا هروح فين
مليكة بمرح وهي تقف بجانبه و تسند مرفقيها فوق سور الشرفة :
– قولت يمكن هربت ولا حاجة
صقر بأبتسامة جانبية وهو يستدير لها بكامل جسده:
– انا مبهربش يا دكتورة
مليكة بأبتسامة وهي تنظر للخضرة حولها :
– هنشوف!! ، بس الجو حلو اوي النهاردة ما تيجي نخرج
صقر بجدية :
– بعدين مش دلوقتي
مليكة بلامبالاة:
– اوكيه ، انا هرجع اسكندرية امتى ، انا عايزة افتح عيادتي!
صقر ببرود وهو يقف مثلها و يسند مرفقيه فوق سور الشرفة:

– انقلي كل حياتك هنا ، انا شغلي كله هنا و مش هقدر اروح هناك
مليكة بذهول وهي تستدير له بكامل جسدها :
– يعني ايه الكلام ده!!
صقر بصوت أجش:
– زي ما سمعتي ، انا كل حياتي و شغلي و أهلي هنا
مليكة وقد صوتها بالاحتقان:
– وانا شغلي و كياني هناك
صقر بجمود وهو يستدير لها لينظر بأعينها:
– ابدأي من الصفر ، هشتريلك عيادة و تبدأي فيها
مليكة بحدة :
– لا طبعا مش موافقة ، ابدأ انت من الصفر هناك و اطلب تعيينك في اسكندرية!! لكن تقضي على طموحي و شغلي و كياني اللي بنيته عشان شغلك ميتأثرش ده مش هسمح بيه ابداً
صقر بغضب :
– وانا مش هضحي بشغلي عشانك
مليكة بقوة و عناد:
– وانا كمان مش هضحي بشغلي عشانك ، انا عندي ناس مسئولين مني ، انت تعرف كام واحد بيته هيتخرب لو انا سيبت شغلي هناك ، طب سيبك من كل ده!! العيادة دي ذكرى والدي ليا ، هو خد قرض عشان يشتريهالي ، قرض انا لسة لحد اللحظة دي بسدده ، عايزني اهد كل ده و اجي هنا ، لا انسى
صقر بجمود:
– انا قولت اللي عندي ، انا مش هنقل شغلي و مش هخليكي تروحي اسكندرية ، ايه عايزة ترجعي لحبيب القلب وحشك اوي
سقطت على وجنته صفعة مدوية جعلت وجهه يستدير فأظلمت عيناه وهو يعيد النظر بوجهها من جديد ، كان يضغط على فكه كي يتحكم في اعصابه ولا ينقض عليها و يحولها لفتات الآن ولكن ما زاد الطين بلة هو اقترابها منه و رفعها لسبابتها و وضعها فوق صدره..
مليكة بجمود وهي تتحدث من بين اسنانها:
– انا مسمحلكش تقول حرف عليا او تتهمني بتهمة حقيرة زي دي ، انا غير زبالة انت عرفتها في حياتك لأن على حد علمي ماضيك كان مشرف بردو زي يامن ، مراتك استريحت منك فعلا
كادت ان تغادر ولكن فجأة جذبها من خصلاتها و وضعها أمامه ، كان يمسكها بحذر كي لا يؤلمها ولكن مع محاولتها للافلات ضغط عليها بشدة..
مليكة بدموع غاضبة وهي تمسك يديه الممسكة بشعرها:
– انت اتجننت ، سيب شعري!!
صقر بسوداوية:
– لآخر مرة يا دكتورة تجيبي سيرة مراتي!! و لآخر مرة تتكلمي عن الماضي بتاعي اللي ميخصكيش في شئ ، لأنك زيك زي الكنبة اللي جوا دي ، آخرك معايا شهر و هطلقك و ترجعي مطرح ما كنتي ، و لحد ما الشهر ده يعدي انا مش عايز اي كلام بينا ، انتِ فاهمة
كانت تنظر له بإحتقار و دموعها تنهمر بصمت فتآوهت وهو يهز رأسها فأومأت بسرعة ليتركها و يغادر فسقطت أرضاً و احتضنت ركبتيها و ظلت تبكي بصمت حتى قررت النهوض و لملمت ملابسها ثم خرجت من الغرفة و سارت بإتجاه الغرفة الموجودة بآخر الممر..

طرقت الباب عدة المرات حتى فتحت لها فيروز الذي نظرت لها و لحقيبتها بعدم فهم ولكنها افسحت لها الطريق بعد أن رأت تورم اعينها..
فيروز بتساؤل وهي تغلق الباب:
– في ايه؟ و مال عينك انتِ معيطة!! و ايه الشنطة دي؟
مليكة بصوت مبحوح :
– ممكن افضل هنا كام يوم لحد ما احس اني قادرة ارجع الاوضة التانية تاني
فيروز بذهول مما تسمعه:
– حصل ايه؟؟
مليكة بأبتسامة مرتجفة:
– محصلش حاجة انا بس عايزة أقرب منك فقولت اجي اقعد معاكي في الاوضة
فيروز بسخرية:
– هو بعيدا عن ان اوضتي في نفس الدور بتاعك و بعيدا بردو عن انك كل يوم بتنطيلي هنا و تاكلي دماغي ، بس ماشي هعمل نفسي عبيطة و هصدق كلامك و كمان هوافق تباتي هنا
مليكة بهدوء:
– شكرا ، انا مش عايزة اي حد يعرف ، ولا ماما ولا عبد التواب ولا اي حد ، لأني مش قادرة اتكلم و اشرح
فيروز بأبتسامة صغيرة وهي تربت فوق فخذها:
– متقلقيش محدش هيعرف حاجة
ابتسمت لها مليكة ثم ذهبت للفراش لتستلقي عليه وهي تشعر بأنها تريد أن تصرخ بقوة الآن ، منذ أن وُلدت ولم يمسسها والدها او والدتها و يأتي ذلك الحقير و يعنفها بتلك الطريقة ، دمعت اعينها وهي تبتلع مرارة غصتها فهى تشعر بالإهانة ولكنها ستصمد يجب أن تصمد فهى قوية ، استلقت على جانبها و رفعت ركبتيها لتنام بوضعية الجنين فأقتربت منها فيروز و وضعت عليها الوشاح وهي تتمتم ببعض الأشياء..
…………………………………………………………………..
بمكتب عبد التواب..
دلفت آسيا بتردد بعد أن طرقت الباب و سمعت عبد التواب يطلب من الطارق الدلوف ، استنشقت أكبر قد من الهواء ثم اقتربت فوجدته ينظر له بتفاجئ مما اركبها بشدة..
آسيا بتوتر:
– ممكن اقعد
عبد التواب بأبتسامة:
– طبعا يا حبيبتي اتفضلي ، عاملة ايه
آسيا بأبتسامة صغيرة وقد هدأت قليلا:
– الحمدلله
عبد التواب بتساؤل:
– مالك متوترة كدة ليه؟؟
آسيا بإحراج:
– انا كنت عايزة اطلب طلبين ، لا تلاتة
عبد التواب بمرح:
– مش هخرجك انتِ و يامن
آسيا بأبتسامة واسعة:
– لالا ، انا هطلب حاجات تانية
عبد التواب بأبتسامة مشاكسة:
– لو كدة فأنا تحت أمرك يا ستي ، اطلبي
آسيا بشغف وهي تسند ذراعها فوق طاولة المكتب و تقرب رأسها منه قليلا:
– انا ليا واحدة صاحبتي كانت عايشة معايا هناك ، دي صاحبة عمري ، أهلها ميعرفوش عنها حاجة و كانت بتشتغل معايا و ساكنين سوا بس لما انا مشيت صاحب البيت طردها و كمان صاحب الشغل بسببي ، انا بعتلها كل الفلوس اللي معايا و مبقاش معايا حاجة تاني اديهالها
عبد التواب بتفهم:
– عايزة كام طب عشان احولهملها
آسيا بسرعة:
– لالا انا مش عايزة فلوس ، انا عيزاها تيجي تعيش معانا هنا ، دي اختي ، و هبقى مطمنة اكتر لو هي جمبي ، ممكن نحجزلها تذكرة و تيجي هنا تعيش معانا ، والله هي كويسة اوي
عبد التواب بتردد:
– بس آآ
آسيا بحماس وهي تقف و تلتف حول المكتب لتقف قبالته:
– عشان خاطري يا جدو ، بجد والله انا مليش غيرها ، دي هي اللي فضلت جمبي بعد موت بابا ، وانا السبب في انها تخسر شغلها ، وانا مش عايزة ابعتلها فلوس تاني لأنها بتصرف كتير ، عيزاها قدام عيني
عبد التواب بحيرة :
– انا مش عارف اقولك ايه ، احنا ممكن نحجزلها في فندق او نشترلها بيت
آسيا بترجي وهي تجثو فوق ركبتيها و تمسك كفيه:
– عشان خاطري ، والله بجد هي كويسة ، مش هتحس بيها في البيت
عبد التواب بأبتسامة وهو يربت فوق وجنتها:
– ماشي يا حبيبتي عشان خاطرك ، عشان تعرفي ان خاطرك غالي عندي
آسيا بعدم تصديق وهي تقفز بين احضانه:
– شكرا ، شكرا اوي بجد انا مش عارفة اقولك ايه
عبد التواب بسعادة وهو يربت فوق ظهرها:
– متقوليش حاجة ، احلمي بس وانا أحقق
آسيا بأبتسامة وهي تبتعد ببطئ :
– نيجي بقى للطلبين التانيين ، هو يامن مبيشتغلش ليه؟
عبد التواب بمرح :
– عشان فاشل
آسيا بهدوء وهي تعود لمقعدها:
– يامن مش فاشل ، يامن كسول ، او متدلع زي ما بتقوله ، و كمان حضرتك السبب في كدة
عبد التواب بذهول:
– انا؟؟
آسيا بجدية :
– ايوة ، يامن عنده 27 سنة متخيل!! و عمره ما نزل شغل ، ازاي بجد؟؟ و صح هينزل شغل ليه و حضرتك موفرله كل حاجة ، مفيش طلب بيطلبه الا و بيتنفذ ، مفيش حلم بيحلمه الا و بيتحقق ، لو فلوسه خلصت يطلب عادي مفيش مشكلة ، كدة غلط!! ، يونس اصغر منه و بقى دكتور في الجامعة ، انا عايزاه ينزل يشتغل
عبد التواب بإنصات شديد لحديثها:
– بس هو مش بيرضى ينزل
آسيا بحزم:
– يبقى ينزل غصب عنه ، العربية تتسحب منه ، الڨيزا تقف ، يتمنع من الخروج و السهر ، لازم يبقى راجل يعتمد عليه
عبد التواب بفخر شديد :
– انتِ دلوقتي بتأكديلي ان اختياري ليكي ليامن كان صح
آسيا بتوتر لما يرمي:
– انا بعمل كدة عشان اساعد يامن يقف على رجله ، مش عشان حاجة تاني
عبد التواب بأبتسامة لعوبة:
– وانا عارف ده ، كويس
آسيا:
– وانا كمان عايزة اشتعل
يامن فجأة وهو يدلف دون أن يطرق الباب:
– هو انا كل شوية هجيبك من حتة يا ولية انتِ
آسيا بضحك وهي تشير له:
– تعالى اقعد ، جدو عايزك
يامن بأبتسامة مستفهمة وهو يجلس قبالتها:
– استر يا رب ، خير ، قعدتكم سوا دي مش مريحاني
آسيا بهدوء:
– انا و انت نازلين شغل من بكرة
يامن بذهول وهو يقف:
– نعم يختي!!
…………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي..
بغرفة آسيا..
كانت تغط بسبات عميق ولكن فجأة انسكب على رأسها ماء بارد جعلها تنتفض من فوق الفراش وهي تشهق بقوة..
آسر بأبتسامة صفراء:
– صباح الخير يا حبيبتي
سيليا بغضب وهي تبعد شعرها الذي التصق بوجهها:
– انت اتهبلت ولا ايه ، ايه شغل الجنان ده!!
آسر بلامبالاة وهو يذهب للخزانة و يخرج لها ملابس رياضية:
– يلا عشان معاد الشغل قرب وانا بحب اجري شوية تحت
سيليا بزفير قوي:
– ما تجري ولا تتنيل انا مالي
آسر بأبتسامة ثلجية وهو يضع الملابس بين احضانها:
– السكرتيرة بتاعتي بتجري معايا ، خمس دقايق و تبقي جاهزة و الا هتبقي مرفودة و هرجع لي لي
غضبت بشدة و كادت ان تسبه و تلعنه ولكنها فضلت الصمت فعضت شفتيها بقوة و سارت بخطى غاضبة للخارج لتذهب للمرحاض ، و بالفعل بعد نصف ساعة خرجت وهي ترتدي بنطال قطني رياضي و فوقه تيشرت نصف كم فضفاض لتقف أمامه وهي تنظر له بشمئزاز و النعاس يظهر عليها بقوة..
آسر بإستفزاز وهو يقف:
– لمي شعرك عشان متعرقيش
سيليا بحنق:
– ملكش دعوة
جذبها آسر من معصمها بخفة ثم سار بها للمرآة المعلقة بمنتصف الردهة ، نظرت لهيئتها الناعسة بحزن ثم نظرت لأنعكاسه بالمرآة بحقد دفين ، رأته يمسك فرشتها الخاصة و يبدأ بتصفيف شعرها ، ابتسمت داخلها وهي تشعر بشعور يدغدغها ولكنها استفاقت على شده لشعرها بقليل من القوة كي يستطيع ربطه..
سيليا بحنق وهي تبعد يده و تكمل ربط شعرها :
– وسع كدة
آسر بهدوء:
– يلا ورايا
القى بوجهها منشفته الخاصة و زجاجة المياه خاصته لتتلقفهم بغيظ و تسير خلفه وهي تلعنه بداخلها و تلعن العمل و تلعن كل شئ حولها..
آسر بأبتسامة مشاكسة:
– يلا
سيليا بعدم فهم:
– يلا ايه؟؟
آسر وهو يشير للحديقة امامهم:
– اجري!!
سيليا بغضب:
– وانا مالي انا!! هو مش انت اللي عايز تجري
اقترب آسر منها بخطوة واحدة لتنتفض بخضة وهي تنظر له بعدم فهم فمال على اذنها حتى أصبحت وجنته تلتصق بوجنتها..
آسر بهمس:
– انا شايف انك محتاجة تجري ، عشان جسمك يتظبط شوية!
سيليا بصراخ حاد وهي تدفعه بعيداً:
– نــــــــعـــــــم!!!
آسر بلامبالاة وهو يستعد للركض :
– خلاص لو شايفة انك مش هتقدري تجري خليكي عشان صحتك
اشتعلت بغضب ثم القت الزجاجة و المنشفة أرضا و وقفت بجانبه بإستعداد فأبتسم بخبث و هو يطلق صفير الانطلاق ليبدأوا بالركض سوياً ، استطاع ان يرى احمرار وجهها بسبب الإرهاق فأبطئ نفسه قليلا كي تستطيع الركض اسرع منه و تشعر بإنتصار و بالفعل رآها تبذل جهدها حتى اجتازته بالفعل وعندما شعر بإنقطاع نفسها فتوقف متصنعاً الإرهاق و انحنى ليمسك ركبتيه و يلهث بتصنع..
سيليا بحماس و لهاث قوي :
– ايه تعبت ولا ايه!! اومال عاملي فيها اللي مفيش منك اتنين ليه
آسر بإرهاق مصتنع وهو يضع ذراعه على كتفها :
– تعبت تعبت طلعيني عشان نلبس
سيليا بحنق وهي تضع كفها على ظهره كي تستطيع السير به:
-صبرني يا رب
…………………………………………………………………..
بعد مرور ساعتين ..
بشركة آسر..
دلفت سيليا وهو صوت حذائها يضرب الأرضية بقوة فألتفت الجميع لها عدا آسر الذي علم بصاحبة ذلك الحذاء ، لا يعلم لما لم يستطع الاستدارة و مشاهدتها ، فهي طلبت منه أن يغادر من المنزل قبلها وهي ستلحقه و بالفعل تركها لتأتي وحدها ، ابتلع غصته وهو يستدير بهدوء فتفاجئ بها ترتدي بنطال أسود من القماش و فوقه قميص ناصع البياض و تضع نهايته داخل البنطال و تحمل على معصمها سترتها السوداء ، رفعت نظارتها الشمسية لتظهر له زينة اعينها الخفيفة التي ابرزت جمال اعينها بشدة فتأملها وهي تسير نحوه و كم ضايقه احمر الشفاه الصارخ ذاك..
سيليا بأبتسامة وهي تقف بجانب آسر و تنظر للموظفين الذين اجتمعوا حولهم:
– صباح الخير انا السكرتيرة الجديدة لمستر آسر و اسمي سيليا و ممكن تنادوني “سو” عادي
شخص ما بذهول وهو يقترب من الخلف:
– سيليا؟؟
الشخص بسعادة وهو يقف قبالتها:
– يا بنت اللزينة وحشتيني ، عاملة ايه
سيليا بتوتر من آسر الذي ينظر لهم بسوداوية:
– الحمدلله وانت
آسر بصوت أجش وهو يقف قبالة سيليا حتى حجبها عن اعينه :
– مين حضرتك
الشخص ببلاهة وهو يميل رأسه قليلا ليرى تلك التي اختبئت خلف ظهر آسر:
– انا طارق ، خطيبها ، قصدي كنت خاطبها!!
ضربت وجنتيها بخفة و ما زاد الطينة بلة هو استدارت آسر لها ببطئ شديد و نظره لها بطريقة اخافتها بشدة فأبتسمت له ببلاهة و شفتيها ترتعش..
سيليا بأبتسامة مرتعشة :
– كان بقى ، فعل ماضي خلاص!!
آسر من بين اسنانه:
– ده انا اللي هخليكي ماضي دلوقتي!!
يتبع….

google-playkhamsatmostaqltradent