رواية حارة الباشا كاملة بقلم فيروز احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية حارة الباشا الفصل الثامن عشر 18
_ نو يا هلي .. روسيـــــل !!
قالتها ببسمة هادئة تقترب منهم بهدوء ، اما هو فنظر لها يرفع حاجبه بسخرية يهتف متساءلا :
_ روسيل و هتتطلعي ريانا في الاخر !! .. و بعدين هو مش انتي كنتي بتتكلمي انجليزي بس يا بت انتي هتستعبطينا !!
_ لا يا علي المرة دي روسيل بجد انا واثق من ده ، و طول الشهر اللي فات حاولنا نعلمها اللغة العربية بس طلعت مكسرة زي منتا شايف !
قالها اللواء ، ليتفحصها علي الباشا قليلا قبل ان يسأله بسخريه :
_ و يا تري الهانم هتعمل ايه معانا في مهمتنا .. هتطري القاعدة و لا ايه ؟؟
زمجرت هي بضيق و نظرت له غاضبه تهتف :
_ أنا هارف (عارف) معلومات سو ماتش هن (عن) مهتز (معتز)
نظر لها ساخرا يخبرها ببرود :
_ كنتي نفعتي بيها نفسك يا اختي .. اهو معتز خد منك الفلاشة اللي كانت عليها حجات تدينه و قتل ابوكي و طلعتي انتي من المولد بلا حمص
_ بس بروسيل هنقدر نوقعه يا باشا !
قالها اللواء لينظر له عمر الذي كان صامتا طوال تلك الفترة ، يهتف متعجبا :
_ ازاي سعادتك !!
_ ريانا معانا .. و روسيل هتاخد مكانها عند معتز !
ابتسم علي الباشا ساخرا قبل ان يضحك بشدة يهتف له :
_ انت فاكر ان معتز هيدخل عليه الكلام ده ؟؟ .. معتز عارف ريانا و روسيل كويس و اول ما هيشوفها هيعرفها .. ثم ان ريانا معانا ازاي !
_ معتز فاكر انه اتخلص من ريانا ، بينما هي في صفنا حاليا و احنا مخبينها من اعين معتز
اماء له علي الباشا بينما ينظر لروسيل من اعلي لاسفل هاتفا :
_ بردو سعادتك البت دي مش هتفيدنا في بيت معتز نهائي !
_ مش انت اللي هتقرر هتفيدنا و لا مش هتفيدنا يا باشا .. روسيل خلاص تم تجنيدها من ناحيتنا و من ناحية الجهاز الاستخبراتي الامريكي ، علشان هنمولهم بالمعلومات اللي تساعدهم في القضاء علي شبكة المافيا اللي هناك ! ..
_ طيب و احنا ايه دورنا دلوقتي يا فندم و دور روسيل في جهازنا هيكون ايه
قالها عمر متساءلا ، لينهض اللواء من مكانه يحضر خرائط خططتهم قبل ان يفردها فوق المكتب هاتفا لهم بينما يشير علي الاوراق :
_ احنا متاكدين ان معتز هو راس الشبكة دي .. جزء منها في مصر و جزء منها في امريكا .. احنا هنركز علي الجزء اللي في مصر لانه ليه اعمال كتير خارجه عن القانون من تجارة اعضاء و غسيل اموال و تجارة مخدرات و غيره
اشار اللواء علي موضع ما يخبرهم بهدوء :
_ دي حارة الباشا .. و ورا الحارة في مستوصف قديم كان تم تشميعه من فتره لانه اتبلغ عنه باعمال مشبوهه و تم تشميعه لحين انهاء القضيه .. لكن القضية خدت منحنيات تانيه ، و ابتدي يظهر بعض النشاطات الغريبة في المستوصف ده
_ نشاطات ايه يا فندم !
_ ابتدي بعض الدكاتره و الممرضيين يترددو علي المكان ، و اوهمو الناس بان المستوصف رجع يشتغل .. و بدأ تحصل عمليات خطف للبنات ، يتاخد منهم بعض الاعضاء و بعدين يتواجدو في شقق مفروشه في محيط المنطقة .. في البداية الاهالي افتكرو ان بناتهم بيهربو مع شباب لحد ما اتخطفت بنتي !
اتسعت عينا كل من عمر و علي الباشا بصدمة ليومئ لهم اللواء هاتفا برسمية :
_ كنا بنراقب المستوصف ده قبل خطف نادين بنتي ، لكن بعد خطفها قدرنا نوصل للي كان بيحصل للبنات ، و قدرنا نوصل كمان لان اللي بينفذ العمليا دي دكتورين كبار تابعين لشبكة المافيا
احضر صورتين و وضع كل منهما امامهم برفق قبل ان يهتف بغموض :
_ دكتور نصار .. و دكتورة لينا !!
_ ثانية بعد اذنك .. مش دي لينا مرات فارس !!! .. اقصد ارملته ! .. هي تبع المافيا ؟؟؟
قالها عمر بصدمة شديدة غير مصدق ليخبره اللواء بضيق :
_ للاسف هي مراته .. هي اللي ساعدتهم انهم يوصلو لجثته بعد اخر عمليه كان فريقكم فيها ،، و طبعا هما وصلو لفارس و ……
_ و قتلوه !!!
قاطعه علي الباشا بغضب و عيناه تسود بحنق و غضب شديد جدا .. اماء له اللواء قبل ان يهتف بهدوء :
_ دلوقتي احنا عندنا هدفين !
وضع علامة فوق صورة معتز هاتفا :
_ نجيب راس الحية !
ثم وضع علامة فوق صورة لينا و نصار هاتفا :
_ و نجيب حق صاحبكم و بنتي !
جلس فوق مكتبه بينما يخبرهم بهدوء :
_ بس ده مش هيحصل في الوقت الحالي ! .. لازم نجهز فريق قوي جدا للمهمة دي لانها مش هتكون سهلة و دي اول حاجه هنعملها … هسيبلك حرية اختيار فريقك براحتك تماما يا باشا بناءا علي منافسات هتحصل بينهم .. لكن روسيل وجودها في الفريق عامل اساسي لانك هتحتاجها بالاضافة لعنصر سري هينضم للفريق بعد التدريبات دي
_ و التدريبات دي هتكون مدتها قد ايه يا فندم و هتكون لياقة بدنية بس و لا تدريبات ذهنية كمان !
قالها علي الباشا مستفسرا بهدوء ليخبره اللواء بثقة :
_ اللي انت عايزه تقدر تعملو ، هتختار فريقك بنفسك و تدربه علي اعلي مستوي من جميع النواحي ، و معاك بالظبط شهر واحد بس !
_ بس شهر قليل سعادتك !!
قالها عمر بضيق ، لينظر له اللواء هاتفا :
_ خلاص حاولو تختارو الفريق اللي يساعدكم في انهاء فتره التدريب في شهر و كده كده هيكون قبل التدريب مؤهل جسديا اصلا
_ تمام يا فندم .. اللي حضرتك تشوفه
_ حلو كده تقدرو تنصرفو و تبدأو تختارو الفريق بتاعكم لان خلال يومن هتكونو في المعسكرات الصحراوية علشان تبدأو التدريب !
_ تمام يا فندم !
قالها عمر و علي الباشا سويا و هما يحيوه تحية عسكرية قبل ان ينصرفا من امامه ،، بقت روسيل تقف مكانها لا تعلم ماذا تفعل فهتف بها اللواء متعجبا :
_ انتي واقفه كده ليه .. روحي وراهم يلا !!
قالها لتركض منصرفه خلفهما اما هو فارتاح في جلسته يخرج هاتفه يجري اتصالا ما !!
########################
في الكوخ الخشبي ،، كان فارس خارج الكوخ يتدرب بتمرينات الضغط حين استمع لصوت هاتفه السري الخاص بمهمته يرن .. استقام من علي الارض يمسك هاتفه ليجيب سريعا :
_ صباح الخير يا فندم !
_ صباح الخير يا فارس .. ايه الاخبار عندك !
_ كلو تمام يا فندم بس نادين صعبانه عليا جدا ، حضرتك دي اتبدلت و خست جدا و مش عارفه تتاقلم هنا و لا تاكل و لا تشرب .. انا شايف بعد اذن سعادتك اننا نرجعها كفاية عليها كده !
_ مينفعش يا فارس هنا خطر عليها جدا .. معلش هتتعب شوية لكن سلامتها اهم بالنسبالي
زفر فارس بضيق حزنا عليها يهتف له بطاعة :
_ تمام اللي تؤمر بيه سعادتك
_ اعمل حسابك هترجع بعد شهر علشان نبدأ مهمتنا .. علي الباشا و عمر هيجهزو الفريق خلال شهر و بعدها انت هترجع لانك هتبقي بالنسبة لنصار و لينا عنصر المفاجئة !
تهجمت ملامح فارس حين استمع لاسم لينا ،، ما زال لا يصدق انه احب و تزوج بفتاة حاولت قتله .. يخشي علي ابنه منها و لكنه يعلم ان علي الباشا يطمئن علي ابنه كل فترة لذالك هو مطمئن قليلا .. تنهد بشدة قبل ان يجيب اللواء :
_ تمام يا فندم .. اللي سيادتك تؤمر بيه
_ تمام يا فارس وصل سلامي لنادين و طمنها انها هترجع البيت قريب ،، مع السلامه
قالها ليغلق الهاتف ، بينما بقي فارس يمسك الهاتف بيده يضرب عليه برفق و هو يتنهد غاضبا و حزينا .. انفتح باب الكوخ و خرجت منه نادين التي اصفر وجهها و قل حجمه بسبب خسارتها للوزن بسبب قلة الطعام فهي تتقذذ من الطعام هنا و نادرا ما تتناوله !
نظرت له هي بشحوب و ارهاق تهمس برجاء :
_ فارس انت كنت بتكلم بابي صح .. مقالش انه عايز يكلمني و لا عايزني ارجع البيت ؟ .. انا تعبت اوي بجد و عايزة اروح
استقام من علي الارض يربت علي كتفها بحزن من حالها يهمس لها برفق :
_ قالي انه هايرجعك قريب و باعتلك السلام !
زجت يده عن كتفها بحنق هامسه بالم و بكاء :
_ كل مرة يقول كده ، و انا مش قادره اعيش هنا ساعه كمان تاني خلاص هتجنن بجد !
امسك برسغها سريعا قبل ان ترحل و ادارها ناحيته .. رفع وجهها نحوه برفق شديد و مسح دمعاتها بحنان يخبرها برفق و حب :
_ حقك عليا .. بس بجد مينفعش ترجعي في الوقت ده احنا خايفين عليكي و منقدرش نعرضك للخطر تاني .. علشان خاطري بطلي عياط هترجعي البيت قريب !
انفجرت تبكي بشدة باسي و حزن علي حالها ليضمها اليه برفق يشعر بالم قلبه علي حالها .. هو يحبها اجل طوال هذا الشهر كان مهتما بها و بتفاصيلها و شعر بانه متيم بها
ضمها برفق يربت علي كتفها هاتفا برفق :
_ كفاية عياط بقي يا حبيبتي ،، شوفتي خسيتي ازاي من كتر العياط و الزعل ، كفايه عياط
ابتعدت عنه تمسح وجهها بطفولية تهتف متساءله برقة :
_ هو انت ليه بتقولي علي طول يا حبيبتي مش انت متجوز و عندك ابن !
_ ايوة بس انا بحبك !
قالها بصدق لتتسع عيناها صدمه تساله :
_ ازاي ده ؟؟ و مراتك و ابنك !
_ مراتي انا هطلقها اول لما ارجع من هنا لانها اذيتني اوووي ،، اما علي ده فهو احلي حاجه في عمري كله ، اول ما هتشوفيه هتحبيه .. صدقيني يا نادين انا قعدت معاكي شهر و حسيت اني عارفك من سنين انا بجد بحبك
قالها لتخجل هي بشدة و هي تنظر له بحب يبدو ان حبهما متبادل ، استشعر نظراتها و فهم خجلها فاراد الا يخجلها مجددا و سحبها من يدها يدخل بها للكوخ هاتفا :
_ تعالي نشوف حاجه نفطر بيها انتي خسيتي اووووي و انا مش عاجبني وزنك ده !
_ منا بقرف من اكل هنا لايكون في دودة و لا صرصار
_ انتي صدقتي ! .. انا كنت بضحك عليكي !
قالها ساخرا و هو يضحك ليسحبها ناحية المطبخ .. اجلسها فوق الطاولة و بدأ بتحضير افطار لها ،، وضعه امامها علي الطاولة بينما يقبل شعرها بحب هاتفا :
_ كلي متخافيش الاكل ده لسه واصل الصبح بطريقة سرية لهنا .. متخافيش و كلي حلو علشان تعوضي الوزن اللي خسرتيه
اماءت له و بدأت بتناول افطارها بجوع و هو يقف يراقبها ببسمة حانية مربعا ذراعيه و واقفا بظهره ضد رخامة المطبخ .. يشعر بالحب الشديد ناحيتها و لا يعرف مبرر ذالك يود ان يقبلها بنهم و يحتضنها بشدة و لكن لا يستطيع ان يخون ثقة اللواء اللذي وضعها به !
#########################
في خيمة بدوية صغيرة متواجدة في الصحراء ضمن بعض الخيم القليلة للسكان البدو الذين يعيشون في الصحراء ..
دخل يوسف الي خيمتهم الصغيرة و هو يرتدي الزي البدو من جلباب ابيض و عمة بسيطة ،،، وجدها ما زالت نائمة فاقترب منها برفق يقبل جبينها بحنان و الم يجلس بجوارها هامسا برجاء :
_ رينا اصحي بقي .. علشان خاطري اصحي انتي بقالك شهر سيباني لوحدي .. قوم اصحي بقي علشان خاطري يا حبيبتي !
قبل فمها برجاء علها تشعر به و تستيقظ و لكنها كما هي منذ شهر كامل ذاهبة ادراج غيبوبة مفاجئة لا يعلم ما سببها و لكن يبدو انه سبب نفسي فما عايشته لم يكن قليلا ابدا
اغمض عيناه يتذكر تلك الليلة التي حملها و سار بها داخل الصحراء يحاول اسعافها و لم يستطع حتي سقطت من بين يديه ..
حينها لم يدري بنفسه و هو يغرق في الظلام بعد تلك الرصاصة التي أتته من رجال معتز للقضاء عليه و التخلص منه ..
فتح عينه يزحف بجسده ناحيتها و هو يهمس باسمها بارهاق :
_ ريانا .. ريانا هنقذك يا حبييتي مش هسيبك و الله !!
و لكنه كاد يفقد وعيه من شدة الاعياء و الرصاصة التي اتته في ظهره .. و قبل ان يغلق عيناه ابصر ذالك الظابط اللذي يركض ناحيتهما و معه بعض رجال البدو تبدو علي نظراتهم القلق الشديد ..
فهتف بهمس شديد يخبرهم برجاء :
_ ريانا .. الحقوها هي الاول .. ريانا عندها جرحين واحد في دراعها و واحد في رجلها .. الحقوها هي اهم !
قالها ليسقط بعدها فاقدا لوعيه غير مدركا لما حدث بعد ذالك !! ..
استيقظ بعد عدة ساعات ليجد نفسه في احد الخيام البدوية ،، تذكر ريانا فاسرع ينهض ليؤلمه ظهره و الجرح بشدة ،، دخل عليه رجل بدوي يهتف له بلهجة بدوية :
_ كيفك يا خيي ،، ما تجوم هالحين انتظر لحتي يهدأ جرحك !!
نظر له يوسف بقلق يهتف برعب علي ريانا :
_ انا فين ؟؟ .. و ريانا فيين ؟؟ هي كويسه صح ؟؟ ريانا كويسه ؟؟
_ تقصد الشابة يلي كانت معك .. ما تجلج (تقلق) ابدا ، انقذناها و هي بتجاورك في الخيمة جارنا !
حاول يوسف النهوض بالم و هو يخبر الرجل البدوي بشكر و امتنان :
_ بجد شكرا جدا علي اللي عملتوه معانا ، انا هردلكم جميلكم ده لما ربنا يقدرني !
_ ما تجول هيك يا خيي .. اذا ماشالتكم الارض نشيلكم نحنا فوق روؤسنا ..
ابتسم له يوسف بامتنان و هو يسترخي في فرشته علي الارض يحاول ان يهدأ قلبه و يطمئنه ان ريانا بخير ، و لكن لم يستطع فهتف يخبر الرجل البدوي :
_ معلش يا شيخنا عاوز اشوف ريانا و اطمن عليها
_ هي مرتك صح ؟؟
_ يعني حاجه زي كده
_ طيب اسند علي يا خيي و انا أخذك لعندها
اماء له يوسف و حاول الاعتدال و النهوض مرتكزا علي الشيخ البدوي ، لياخذه الاخر الي الخيمة المجاوره ليري ريانا التي كانت متسطحه علي الفرشة في الارضيه و قد بدلت الفتيات لها ثيابها بزي بدوي بسيط و داويين جروحها .. فنظر لها بشوق و الم قبل ان ينحني يقبل جبينها برفق متساءلا :
_ هي كويسه ؟؟ هي مفاقتش ليه ؟؟
_ ما بنعرف يا خيي و الله .. نحنا عالجنا جروحها و داويْناها .. لكنّها مافاقت لهالحين ، ما بنعرف ليش !
انحني عليها قليلا يقبل جبينها برفق يهتف برجاء :
_ ان شاء الله هتفوق .. هي مش هتوجعني عليها و لا هتسيبني انا واثق !!
و منذ ذالك الحين و هو ينتظر افاقتها و لكنها لم تستفق ،، و من خبرته كطبيب صيدلي يعلم انها لم تمت .. انما هي في غيبوبة طويلة الامد لا يعلم متي تستيقظ منها فقد كانت الاحداث كثيرة و صعبة جدا عليها و لم تتحملها فربما انهارت بشدة ..
يجلس طوال اليوم بجوارها يحدثها فقط يفعل بعض الافعال البسيطة اليومية مع البدويين ليستطيع ملاقاة ما يتناوله و يسد جوعه به .. ثم يعود ليجلس بجوارها مجددا
جلس بجوارها يمسح علي جبينها و شعرها برفق يهمس لها برجاء لم ينقطع :
_ رينا اصحي بقي يا حبيبتي .. قومي شوفي يوسف بتاع المافيا الزمن عمل فيه ايه و شكله بقي ايه الوقتي .. مش هتصدقي اني لابس جلبية و عمة بدوي !!
قالها يضحك برفق قبل ان ينحني يلثم جبينها برفق هامسا بكل حب :
_ عارف انك هتفوقي و مش هتسيبيني لوحدي ،، هستناكي تفوقي و لو اخر يوم في عمري يا رينا ، انا بحبك لا بعشقك .. عديت الحب بمراحل يا قلبي
قالها بينما يضمها اليه بحب شديد و يقبل رقبتها برفق يتمني استيقاظها و عودتها له من جديد !
#########################
خرج عمر و علي الباشا من عند اللواء ابراهيم ، بقيا يقفان ينظر كل منهم للاخر بصمت و تفكير قبل ان يقطع عمر دقائق الصمت هاتفا بضيق :
_ انا مش مطمن للي بيحصل ، و مش عايز أأمن للبت دي تاني .. كفاية المرة الاولانية !
_ ايوة مش هنقع في نفس الغلطة مرتين و خصوصا اننا منعرفش ريانا فين !
قالها علي بتفكير ، لينظر له عمر قبل ان تتسع عيناه بصدمة يهتف :
_ بس ثانية يا باشا ،، روسيل دي كده مراتك !!
_ مراتي ازاي يعني ، انا مش عارف انا كنت متجوز انهي واحده فيهم بالظبط !
_ العقد الرسمي المتوثق في الشهر العقاري باسم روسيل ، يعني فعليا روسيل مراتك
زفر علي الباشا بغضب قبل ان يهتف له بضيق :
_ ده بردو مش معناه اني أأمن لها !!
_ مش عارف بجد انا كمان مش مستريح للموضوع ده .. لو طلعت بتنصب علينا تاني هتبقي القاضية بالنسبالنا !
_ لكن اللوا إبراهيم مأكد ان الموضوع في ايده و هو عارف مكان ريانا .. انا بردو مش مطمن للموضوع !
قالها علي الباشا بتفكير لينظر له عمر متساءلا بضيق :
_ طيب بالنسبه لاهل بيتك .. هتعمل معاهم ايه مش هينفع تسيبهم طول مدة العملية دي في الحارة ، لان زي ما معتز وصل لمريم و هي جوا البيت ، هيقدر يوصل لبقيت اهلك !
نظر له علي الباشا مفكرا بشدة قبل ان يهتف له :
_ فعلا .. مش هسيبهم في الحارة ، انا هنقلهم علي الفيلا بتاعتي اللي في التجمع ، كنت جايبها بعد كام سنة شغل لكن ابويا الله يرحمه مرضيش يسيب الحارة و الوكالة و خلاني اقفل الفيلا دي و اقعد معاهم بمراتي في الحارة … و لما ابويا مات امي مرضتش تطلع من بيت ابويا و ريحته .. جه الوقت اللي نستخدم فيه الفيلا دي حتي لو بشكل مؤقت
تنهد عمر بشدة قبل ان يومئ له يهتف بضيق :
_ تمام يا باشا اللي انت عايزه .. يلا ننزل صالة التدريب نشوف الرجاله اللي هنختارهم للفريق ، و بليل بلغ اهلك بالعملية و اتحرك بيهم بليل في الضلمة يكون احسن !
اماء له علي الباشا موافقا علي حديثه ، قبل ان ينصرف معه الي صالة التدريب ، و لم يلحظ اي منهما روسيل اللتي وقفت منزوية تستمع لحديثهما بعد ان تبعتهما منذ خرجا من عند اللواء ابراهيم !!
#########################
في منزل علي الباشا .. كانت مريم ما تزال تحبس نفسها في غرفتها ،، منذ شهر و هي لا تري عمر و لا تلمح طيفه حتي .. لا تستطيع تقبل انه تخلي عنها بسبب حديث والدتها الفظ معه …
هي تحبه بشدة لا تري نفسها مع غيره و لا تريد الزواج من سيد ،، تريد عمر فقط فهي تحبه بل تعشقه كبرت علي حبه و حنانه ، تريد عمر فقط !
منذ شهر و هي ذات حال مكتئب تذهب لكليتها بالاجبار من عبدالرحمن ، ثم تعود فتغلق علي نفسها غرفتها و تظل تبكي بشدة لا تريد اي شيئ فقط حزينة
طرق عبدالرحمن الباب و فتحه ثم دلف للداخل ، اقترب من فراشها و جلس بجوارها ربت علي شعرها و هو يهمس بحنان :
_ مريومة .. ممكن تقومي نتكلم شويه !
نظرت لشقيقها و اعتدلت في الفراش تمسح دموعها بالم تهتف له ببكاء :
_ نعم يا عبدو !
_ ايه اللي انتي عاملاه في نفسك ده يا مريومة ، مش عارفة اننا توأم و انا قلبي بيجوعني لما انتي بتبقي زعلانه !!
نظرت له بحزن شديد و انفجرت تبكي بشدة هاتفه له بحزن شديد :
_ مش قادرة يا عبدو .. مش قادرة ،، مش عايزة اتجوز حد غيره انا بحبه اوي ،، مش عايزة اتجوز سيد ده !!!
قالتها بينما تبكي بشدة ، ليضمها عبدالرحمن بين يديه بحزن و هو يربت علي كتفها بحنان هاتفا لها برفق :
_ شششش بس يا مريومتي مين قالك اني هسيبك تتجوزي ابن امه ده .. ده علي جثتي يا حبيبتي !
نظرت له ببكاء تهتف له بدموع و حزن :
_ بس ماما قالت انها مش هتخليني اتجوز عمر علشان خاطر شغلهم و ان ده خطر عليا ،، و هي معاها حق .. بس انا مقدرش استغني عنه بجد
ربت عبدالرحمن علي كتفها برفق بينما يخبرها بحنان :
_ كفاية عياط يا مريم ،، شغلهم خطر اااه بس هما بيحبوه ،، عمر و ابيه مخلصين للبلد دي و بيحبوها و بيحبو شغلهم جدا و عندهم استعداد يخسرو كتير مقابل ان البلد تبقي في امان يا مريم .. و انا هكمل من بعدهم انا كمان لما ربنا يكرمني .. ده معناه بقي اننا نقول خطر و نخاف و نقعد حطين ايدينا علي خدنا !!!! .. مش منطقي !!!
جففت مريم دموعها برفق هاتفه بتساؤل :
_ قصدك ايه يا عبدو .. ما بردو شغلكو خطر
_ ايوة خطر بس احنا بنحبه و ده واجب وطني علينا يا مريم .. انتي لازم تبقي فخورة بينا و بعمر و تقفي جمبه و تساعديه مش تفضلي تعيطي كده علشان ماما قالت كلمتين ملهمش لازمه
نظرت له تتمني تصديقه ليكمل يخبرها بهدوء :
_ و خليكي واثقه ان محدش يقدر يجوزك و انتي مش موافقه ، امال احنا لازمتنا ايه يا حبيبتي ،، انتي هتتجوزي اللي انتي تشاوري عليه و ترضي بيه و بس متخافيش
قالها بينما يقبل جبينها بحنان لتبتسم مريم له برفق تلقي بنفسها في احضانه قبل ان تهتف برجاء :
_ عايزة اشوفه يا عبدو .. لازم أتكلم معاه !!
_ هحاول يا مريومة هحاول !!
_____________________________________
اطمئن عبدالرحمن علي توأمته قبل ان يخرج من الغرفة ، قابل فاطمة التي ابتسمت له بهدوء ، فاقترب منها هامسا :
_ ممكن اطلب منك طلب ؟؟
_ اتفضل يا عبدو طبعا !
_ ممكن تكلمي أبيه تخليه يعزم عمر علي العشا النهارده ، مريم محتاجه تشوفه و تطمن عليه و مش هينفع اقول كده لأبيه !!
ابتسمت فاطمة ضاحكه تخبره برفق :
_ حاضر يا عبدو هقوله ، سيب الموضوع ده عليا !
_ تسلمي يارب
قالها بامتنان لتغادر هي من امامه تتجه لهاتفها لتحدث زوجها تخبره بامر دعوته لعمر علي العشاء
#########################
في المساء المتأخر عاد علي الباشا الي منزله مع عمر اللذي اتي علي مضض فبعد اخر مره له في هذا المنزل و هو يشعر بالغضب لا يريد ان يأتي اليه مجددا
فشهر كامل مر و هو حزين لا يستطيع تخيل ان مريم حبيبته لن تكون ملكه بل ملكا لشخص اخر … الفكره وحدها تجعله يجن بشدة ، لا يستطيع تخيل الامر .. و لكنه لن يتركها لامها لتفعل هذا بحبهما الصغير .. بل سيدافع عنها بكل ما يستطيع حتي تصبح في منزله و زوجة له !
دخل مع علي الباشا الي منزله يلقي السلام علي الجميع .. قابلته وداد بغضب تهتف بضيق :
_ ايه اللي جاب الجدع ده هنا !!
_ فيه ايه ياما صاحبي و عزمته علي العشا !!
نظرت لهم بجانب عيناها بدون حديث ثم انصرفت الي حجرتها .. خرجت مريم من غرفتها ترتدي فستانا رقيقا و هي تشعر بالحماس و السعادة لمقابلة عمر .. وقفت امامه تنظر له باشتياق شديد ، و هو الاخر ينظر لها بحب و شوق شديدين .. قبل ان يقترب منها بهدوء هامسا باشتياق :
_ ازيك يا مريم .. وحشتيني !!
ابتسمت مريم بسعادة هامسة له بالمثل :
_ انا كويسه يا عمر انت ازيك ؟؟
_ انتي مالك خاسة كده ليه ؟ .. هو الباشا مش بيأكلك و لا ايه ؟؟
توردت وجنتيها بخجل ، ليقترب منه الباشا يضع يده علي كتفه هاتفا بغضب :
_ مالك و مال اختي ياض ، قولتلها ايه خليتها تحمر كده
نظر له عمر يهتف ببرود و هو يغيظه :
_ ملكش دعوه !
_ بقي كده !! .. طيب يلا من هنا مفيش عشا ليك !
قالها علي الباشا و هو يزجه ليرحل .. ليبتسم عمر بسماجه و هو ينظر لمريم بحب شديد :
_ تؤ انا قتيل البيت ده مش هخرج منه غير لما اقري الفاتحه !
_ علي روحك ان شاء الله ،، الفاتحه دي هخليها تقراها علي روحك
قالها علي الباشا بغضب لتضحك مريم بشدة علي حديثهما قبل ان تتجه راكضه ناحية المطبخ لتساعد فاطمة و سناء في مد مائدة الطعام و هي تشعر بالسعادة من حديثها مع عمر و لو لبضع ثواني !!
وقفت في المطبخ تسخن الحساء ، لتشعر بشيئ القي في الباحه الخلفيه للمنزل المطل عليها المطبخ .. اضاءة الاضاءه الخارجية للمطبخ الموجوده في تلك الباحة لتري ماذا القي في تلك الساعة المتأخره ..
اتسعت عيناها بصدمة و هي تري جثة لفتاة ما مقتولة و ملقاه امام ناظريها ،، صرخت بفزع شديد و هي تنادي علي الباشا هاتفه بصراخ افزع كل من في المنزل :
_ يااااا أبيييييه .. يا عمررررر الحقوووني !!!!
اسرع ناحيتها كل من في المنزل ، و ما ان دخل عمر و علي الباشا حتي اشارت لهم مريم علي جثه الفتاة هاتفة برعب و خوف :
_ سمعت صوت حاجة بتتحدف و اما فتحت النور لاقيييت .. لاااقيت دي !!
ابصر علي و عمر الفتاة قبل ان تتسع عيناهما بصدمة شديدة و كل منهم ينظر للجثة بعدم تصديق هاتفين معا في صوت واحد :
_ ليــــنا !!
و لكن كان علي الباشا الاسرع في تلقي الصدمة و هتف لعمر بينما عيناه تتسع برعب و خوف شديد يصرخ بصدم :
_ علي !! .. علي ابن فااارس فين ؟؟ .. لا يمكن يكون الي انا بفكر فيه !!!!!!!!!!!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حارة الباشا ) اسم الرواية