رواية اميرة ميخائيل كاملة بقلم ريحانة الجنة عبر مدونة دليل الروايات
رواية اميرة ميخائيل الجزء (2) الفصل الرابع عشر 14
استيقظت فوجدت نفسها فى مڪان مظلم
موحش ومخيف نظرت حولها بتركيز وخوف
فوجدت شعاع من النار اضاء لها المڪان
شعرت بنقباض فى قلبها ڪيف اتت الى هنا
انها تتذڪر اخر شئ رأته هى جلوسها فى
احدى المقاهى مع هذة الروائيه التى تدعى
منـه واخر شئ هو تبادل الارقام والمزاح
مع بعضهم البعض والتى شعرت انها تجلس
مع روحها الاخرى شعرت معها كأن هذة
الفتاه تفهمها وتعلم ما يجول بخاطرها….
آين ذهبت منه وأين هى الان؟!!
سمعت صوت مألوف لها يأتى من الخلف
– متتعبيش نفسك فى التفڪير يارهف!!
احياناً الجهل بيبقا افضل بڪتير من المعرفه
احياناً بيبقا المفروض الفضول يتقتل جوانا
عشان منعرضش نفسنا واللى بنحبهم لخطر
لقو اڪبر منا لڪن للاسف مع انڪ خسرتى
ڪتير بسبب العالم السفلى الا انڪ مازلتى
مڪمله فى الغلط وهنا الدمار..
اتضحت لرهف الرؤى فوجدت نفسها فى
غرفه بين مزيج من الالوان الداڪنه امام
المدفئه والثلج يتساقط امامها من النافذة
شعرت ببروده تسرى فى جسدها لا تعلم
اهى رهبه ام بسبب برودة المڪان ، حقاً
لحظه ڪيف تمطر السماء ثلج ونحن فى
فصل الصيف!؟؟ اتضحت ملامح من يتحدث
وبطبع ڪانت هى هذة الڪاتبه الروائيه
التى تدعى منه اقتربت منها بجمود وهتفت
– مصدومه ليه يارهف مش يمڪن انا مش
حقيقـه زى منتى فاڪرة يمكن انتى داخل
ڪابوس؟!
رهف بصدمه وخوف: ازاى حصل دا ازاى
انتى انتى عرفتى ڪل دا منين وليه بتعملى
فيا ڪدا!؟
ضحڪت هذة الفتاه بصخب وصوت يتحول
الى صوت شخص اخر مألوف الى رهف ومع
تغير الصوت تغير جسـد الفتاه ليصبح
شخص اﺧر وهتفت ببرائه: ماما رهف انتى
خايفه منى؟!..
رهف بخوف وهى تبگى: اسماء؟!
اقتربت هذة الفتاه التى تشبه اسماء من
رهف ببتسامه خبيثه وهى تهتف بغناء: ڪان
فيه بنت جميله وڪان عندها فضول، ولدتها
كانت بتنصحها بأنها تبعد عن المجهول، فيوم
البنت مسمعتش ڪلام مامتها وقربت من
غار مجهول فى البدايه شافت امير جميل
فقررت تدخل للغار ابتسم الامير ومدلها ايدو
ولما قربت منه بقا تعبان اسود كبير وماتت
البنت عشان حبت شخص مجهول.. هههههه
حلوه الحڪايه يارهف… رهف وهى تحاول
الابتعاد عنها بهلع وبڪاء: ارجوڪى ابعدى
عنى وعن بنتى ارجوڪى..!!
ضحڪت وهى تزيح رهف ارضاً وتمسڪ
بخصلات شعرها وتشدة بعنف وتهتف: تؤتؤ
قوليييليييي لما انتى شجاعه وبتدخلى فى
حاجات اڪبر منكككك ليه بتتوسلى دلوقتي
ليـه فاڪرة انڪ هتقضى على اتباع مارسوا
احنا اڪبر منڪم بڪتير يارهف واقووووى
منڪم ميت الف مرة احنا افضل منگم احنا
اصلنا النار وانتم اصلڪم التراب…!؟
ترڪت خصلات شعر رهف وهى تجلس امام
المدفئه وتنظر الى النار بشراهه وعيون تلمع
بقوة وتتحول الى جسد عجوزة شمطاء
بشعر ابيض وعيون سوداء وتحت اعينها
هالات سوداء وگانت ترتدى رداء اسود..
ڪل ما ڪانت تفعله هو تأملها للنيران التى
تتأڪل مع بعضها البعض وهى تخرج لسانها
بشراهه، ڪانت تضم رهف قدميها الى
صدرها بخوف شديد وهى تستنجد بداخلها
بالله ان ينجيها هى وابنتها وعائلتها من هذا
العناء هتفت بصوت هامس: يارب.
نظرت لها هذة العجوز بنظرات جنونيه
متسعه بشده: اخرصى متحاوليش تستفزينى
يارهف صدقينى الندم هيڪون حليفك فى
النهايه.
رهف ببڪاء: ليه الگره اللى جواكم لينا دا
احنا اذيناگم فى ايي؟! ڪل اللى طلبينه اننا
نعيش فى سلام ليه بتأذونا وبتتعدوا علينا.
ضحڪت العجوز وهتفت وهى تلتفت الى
رهف بعيون مسلطه عليها بشدة وهذة
الابتسامة الخبيثه لازالت مرسومه على
وجهها: هههههه انتم ڪبشر ضعفاء اخدتوا
منا ڪل حاجه اخدتو منا الافضليه ومن
ابينا مارسوا انتم سبب ڪل الخراب اللى
انتى شيفاه انتم تغلطوا ويتغفر ليڪم واحنا
بسبب غلطه وحدة اتلعنا احنا افضل منكم
خلقنا من نار وانتم من طين وبردوا ليكم
الافضليه، هنفضل فى لحام معكم الى يوم
الدين وهندخلكم ڪلكم النار عدا المخلصين
مش هنخليگم تعيشوا فى سعادة ابداااااااا
هنخليگم فى وسط النعم الڪتيييير اللى
انتم فيها مڪتئبين وفى شقاء وضنڪ
يارهف مش هنخليكم تشوفوا السعاده حتى
بعد الموت هتفضلوا تتعذبوا الى ان يشاء
الله هههههههههه.
صدمت رهف من عبارات هذة المرأه وهى
تنكمش على نفسـها بخوف وتبڪى وتناجى
ربها فقط هذا ڪل ما تفعلـه، اما عن هذة
العجوز فأعطت ظهرها لرهف وهى تنظر الى
النيران وتتمتم بالڪلمات الغريبه والتى
ڪانت احياناً تضحك وتارة تبڪى واخرى
تنظر بخوف الى النار…
—————————🕊🖤🎉
وبين الجبال المليئه بالحمم البرڪانيه يقف
اعلى الجبال وهو ينظر الى السماء ذات
اللون الاسـود بهدؤ وصمت واﺧيراً ابتسم
ببشاعه وهو يهتف: إلهى لماذا فعلت هذا بيى
انا البراق انا المتوهج انا افضل منه انا
احسن منه فى ڪل شئ لمـاذا خسفت بي
الارض ولعنتنى من اﺟل من !! من اجل
من خلق من طين احقر شئ على وجهه
الارض، لقـد اخطأت مرة واحده وادفع ثمنها
الى الآن والى الآبد وهو لايتعلم دائم الخطأ
دائم النسيان ودائم الجحود ومع ذلڪ تتوب
عليـه عندما يعـود إليگ انا أڪرهه امقته
ادم ونسلـه الزى فضلته على بحق اسمك
العظيم لاحتنڪن ذريته الا قليلاً…
سمـع مارسـوا أصوات الرعـد القوى فى
السـماء وزلزال من أسفل الارض شديد
وسمع صوت ڪثير من نسل ادم منهم من
يصلى ومنهم من يفطر بعد يوم طويل ڪان
صائم بيه ومنهم من يبكى عند قرأة القرآن
ومنهم من يدعوا الله بخشوع وأيضاً من
تخرج روحه اثناء الصلاه، صرخ بقوة وهو
لا يحتمل ڪل هذا وهتف: حتى لو منڪم
صالحين بس مش هسيب شخص على وجهه
الارض الا ما اﺧليه يرتڪب جميع المعاصى
مش هخسر ابداً امام اولاد ادم…
أخذ يجول يميناً ويساراً بجنون وهو يصرخ
ڪفووووووو عن الصلاة اترڪووووو ذكر
الله مش هيتسلمممم مش هخليگم تعيشو
فى سعاده انا بڪرهكم زى ما بڪره ادممم
بڪرهكم يانسل ادمم بحق اسم الله العظيم
لن اترك على الارض من نسل ادم الا لاغوينه
لن اترك على الارض من نسل ادم الا
وادخلت اليأس فى قلبـه من رحمة الله لن
اترك على الارض من نسل ادم الا وجعلته
رفيقى فى جهنم..
توجه الى عرشـه وهو يجلس عليه وينظر
حوله بجنون، فى ذالك الوقت اقترب منه
العديد من نسله من الشياطين وڪل
شيطان يتجهز ليخبرة بما فعل ببنى ادم
جلس وهو ينظر اليهم ببشاعه: هيا اخبرونى
ماذا فعلتم ببنى ادم؟! اشرحوا صدرى…..
اقترب منه احد الشياطين وهو يهتف:
– انا افضلهم يامولاى انا جعلتـه يڪذب
ويتحرى فى الكذب حتى ڪتب عند الله
كذيبا وجعلته يسرق حتى يملى شهواته
ورغباته ظنناً منه انه لن يڪشف سرة..
نظر له مارسوا بجمود: لا لست افضلهم
ماذا بڪم!؟ اخبرونى؟!
اقترب اخر منهم ببشاعه: انا افضلهم انا
زينة له اخته فى عينيه وجعلته يزنى بها
ثم جعلته يقتلها خوفاً من ان يعلم اهل بيته
بما ارتڪبه..
مارسوا بضحكه بشعه: هههههه هل اڪتفيت
بهذا ام ماذا…!؟
ضحك هذا الشيطان اللعين وهتف: لا لم
اگتفى عندما ڪوشف سرة ماتت والدته
بحسرتها على ما فعل ولدها بشقيقته واخذ
هذا الشاب السم ثم تجرعه ومات كافراً…
اصاب مارسوا الغبطه وهتف: هيا اقترب
واجلس الى عرشي بجانبى انك فعلت مالم
يستطيعوا فعله، ملئة قلبى بالسرور…
انصرف الجميع من حولهم وتولى هذا
الشيطان اللعين الى عرش ابليس وجلس
بجانبه يتباهى بما فعله بهذة الاسرة….
ترا عزيزى القارئ هل تظن ان هذة القصه
من وحى خيالى اما حدثت بحياتنا الواقعيه
بلى اننا نسمع بهذة القصص تتلى علينا
بكثرة وذالك بسبب ضعف ايماننا لاننا لم
نتمسك بأيات الله ولاننا ننڪب على الذنوب
دون كلل او ملل، ترا لماذا لم نڪف عن
المعصيه من المرة الاولى؟! اتعلمون لما
لاننا لا نهتم بذڪر الله لم نهتم بالقرب من
الله زينت شهوات الدنيا الفانيه فى قلوبنا
ونسينا الحساب والقبر والقيامه وظننا اننا
سنحيا ابداً او اننا سنخلد..
يارب ارزقنا توبة نصوحه قبل الموت يارب
ان رأيتنا نبتعد عنك فردنا اليك رداً جميلا.
———————❄🕊🎉
ڪان يطوف بجنون بعدما حدث گل هذا امام عيناه وهو لايستطيع انقاذ ابنته صرخ
بشدة وهو يخطط لشئ لانقاظ طيف ثوانى واختفى بعدما اظلمت عيناه بجنون وغضب
جحيمى گأن جهنم اجتمعت فى حدقتى عيناه.
– اما بمگان اخر گان يضرب بيده الجدران بصراخ هاتفاً بإسمها: اسماااااااء صدقنى مش
هسيبك يامره مش هسيبك هقتلكككك، ثم اخذ يضرب بيدة الحائط محاولاً ايجاد مخرج
ولگن دون جدوى جلس ارضاً بتعب وحزن وقلق على حبيبته
اما عند اسماء فڪانت تنام بعمق على الارض فى غرفه لا يضيأها سوى القليل من النيران
المشتعله ارضاً اخذت تأن بخفوت من الوجع الزى يفتك بجسدها جلست وهى تستند
على الحائط خلفها وهى تنظر الى المڪان الزى تجلس به ثوانى وضغطت على شفتيها
وهى تقوم بتعب وتوجهت الى باب الغرفه وخرجت منها ورأت ممر امامها اخذت ترقد
بشدة محاوله منها للهروب من هذا العالم الزى احتبست به ترا من متى وهى عالقه فى
هذا العالم ڪيف حال امى وهى لا تعلم اين مڪانى كيف افعل…
ثوانى وظهر امامها هذا الملك الزى يدعى والد ابيها ببتسامه خبيثه: رايحه فين يا اسماء؟
وقعت اسماء ارضا وهى تهتف: انا فين، انا عايزة امشى من هنا.
ابتسم وهو يدور حولها ويهتف: وهو ينفع اميرة ارض الجن تسيب العالم الحقيقي بتاعها
وقفت اسماء بجمود: دا مش عالمى وانتم مش اهلى انا مليش غير امى وبس، لما انتم
اهلى كنتم فين من زمان ليه محمتوش ابنكم.
تحدث الملك مُرَّه بخبث: انا حاولت وانتى عارفه انه السبب دا فى كل دا هو طيف، طيف
كان قدامك اكثر من مرة وانتى محاولتيش تأذيه، حبيتى طيف يا اميرة ميخائيل.
تغيرت ملامح اسماء الى الجمود الشديد: اظن انه ملكش حق تسألنى، تقدمت اسماء كى
تذهب هاتفه: عن اذنك انا عايزة امشى.
امسڪ بيدها وهو يضع يده على رأسها وعيناه تتحول الى الاحمر ويقرأ بعض الڪلمات
التى جعلتها يغشى عليها مرة اخرى حملها بين يديه وهو يفتح باب اخر امامه ويتوجه
بها بداخل الظلام …….
——————————————-
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية اميرة ميخائيل ) اسم الرواية