رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جعفر البلطجي الجزء (2) الفصل الثاني و العشرون 22
تركها وخرج وهو يأخذ تيشيرته ويلحق بـ بشير، نظرت إلى أثره بذهول ثم قالت بحدة:لَما ترجعلي يا ابن عدنان انا هوريك يا عديم الدم يا بجح
نزل جعفر سريعًا على الدرج ووقف أمام بشير يمنع طريقه، توقف بشير ونظر إليه ثم أشاح بوجهه إلى الجهة الأخرى وحاول تمالك نفسه، نظر إليه جعفر وقال بنبرة باردة:على فوق يا روح أمك معندناش راجل بيتقمص ويسيب الأكل ويمشي
رمقه بشير بـ أستنكار وذهول لـ يقول جعفر وهو يجذبه مِنّ تلابيب قميصه قائلًا:يا اخويا يلا انتَ لسه هتبحلقلي
دلف جعفر مِنّ جديد وهو يجذب بشير خلفه، صفع الباب خلفه وعاد بهِ إلى طاولة الطعام وأجلسه بعنف على المقعد ثم ضرب بـ كفيه على طاولة الطعام والمقعد مُحاصرًا بشير قائلًا وهو ينظر إليه بحدة:هتطفح ولا أطفحك انا المُر بـ شاليموه!
خرجت بيلا ودفعته بعيدًا عنّ بشير ومِنّ ثم عانقته قائلة وهي ترمق جعفر بسخط:حقك عليا يا حبيبي هو إنسان همجي طول عمره وغشيم مش قاصده يزعلك
نظر إليها جعفر وهو يعقد ذراعيه أمام صدره ثم أبتسم وقال بنبرة باردة مستفزة:انا قاصد
شعرت بيلا بـ بشير يُحاول إبعادها لـ تتمسك بهِ قائلة:حقك عليا عشان خاطري
نظرت إلى جعفر وقالت بنبرة غاضبة:ما تهدى شوية يا جعفر في ايه
أقترب جعفر ودفعها بعيدًا عنّه ببرود ثم جذب مقعد وجلس أمامه وهو ينظر إليه بينما كانت بيلا تنظر إليه بـ ذهول وأستنكار، مدّ جعفر يده وأمسك بـ وجهه وجعله ينظر لهُ قائلًا ببرود:انتَ محتاج تتدردح يا بشير
رمقه بشير بهدوء بينما نظر جعفر إلى بيلا التي كانت تقف ويديها تتوسط خصرها وتُطالعه بضيق، رفع حاجبه الأيمن وقال بنبرة جادة:أُقفي عِدل يا بيلا
أجابته بيلا بـ أخرى متهكمة وقالت:ليه واقفة على رجلك وانا معرفش!
نظر جعفر أمامه وقال بنبرة تحذيرية:أظنّ انا مبعديش كلامي مرتين
أبتسمت بتهكم واضح وبدأت تسخر مِنّه وهي تقوم بـ تقليد تعبيرات وجهه، صدح صوته قائلًا بحدة وغضب:بيلا
أعتدل بيلا سريعًا في وقفتها وهي تنظر إليه لـ يرمقها هو نظرة حادة، أبتلعت غصتها وقالت بنبرة متوترة خائفة وهي تنظر إليه:انا هروح أشوف ليان عشان بتنادي عليا
ركضت فور أنتهاءها إلى غرفة صغيرتها صافعة الباب خلفها، بينما عاود جعفر ينظر إلى بشير والصمت دام بينهما لـ دقائق معدودة حتى قطعه جعفر وهو ينظر إليه قائلًا بنبرة هادئة:بشير … انا مش قصدي أجرح مشاعرك بس وضعك مش عاجبني … بدايةً مِنّ طيبتك الأوڤر وسذاجتك وسكوتك لحد اللي حصل مِنّ شوية
تحدث بشير وهو ينظر بعيدًا عنّ مرماه وقال:انا بـ طبيعتي حساس يا جعفر
مدّ جعفر يده وحرك رأسه مِنّ جديد كي ينظر إليه قائلًا:بس دي ملهاش علاقة … حاول تبقى بجح يا بشير
عقد بشير ما بين حاجبيه بـ أستنكار لـ يقول جعفر:المنظر اللي انتَ فيه دا مش هتعرف تعمّر مع العربجية اللي تحت دول واللي هو انا واحد مِنّهم
بشير:حاولت ومعرفتش
رمقه جعفر نظرة ذات معنى ثم قال:عرفت ايه يا عم بس دا يوم ما زفت الطين دا ثبتك وخد تليفونك والساعة وكان ناوي ياخد العربية معملتش حاجه فضلت واقف زي الأهبل سايبه يقلبك لولا إني شوفته
بشير بـ جهل وتساؤل:أعمل ايه يعني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رمقه جعفر نظرة ذات معنى ثم قال:بعدين … إفطر الأول
تركه ونهض بينما نظر إليه بشير بهدوء ثم نظر إلى الطعام أمامه، بينما دلف جعفر إلى غرفة صغيرته في تلك اللحظة أختبأت بيلا بـ أحضان صغيرتها بينما نظر هو لهما ثم أغلق الباب خلفه وأبتسم بتهكم واضح، أقترب مِنّ الفراش قائلًا بـ أستنكار:لا والله
كان ينظر إليهما بينما كانت بيلا تختبئ بـ أحضان ليان التي كانت تضمها بـ ذراعيها الصغيران، نظرت إليه كلًا مِنّهما لـ تقول بيلا بحذر:ايه جاي تضربني ولا تجُرني مِنّ شعري ولا تكونش هتطفي سجاير في جسمي ما انتَ محدش بقى قادر عليك
رمقها جعفر قليلًا قبل أن يتقدم مِنّها قائلًا:بتتحامي في بنتك ها .. فكراني مش هقربلك
رمقته بيلا بترقب وقالت بتحذير:انا في حماية ليان ولو فكرت تعملي حاجه هي هتدافع عنّي ومش هتسمحلك
أبتسم جعفر أبتسامه جانبية ساخرة وقال:لا والله
جذبها مِنّ قدمها لـ تصرخ هي ولكن أسرع جعفر ووضع يده على فمها وهو ينظر إليها قائلًا بتحذير وأبتسامه:لا يا بيلي مش معايا انا الكلام دا وانتِ عارفه
نظر إلى ليان ثم نظر إليها وقال:بتتحامي فيها صح .. لا وايه البجاحة إنك بتتحامي فيها مِنّي
كانت ستقوم بـ جذبه مِنّ وجهه وتقوم بـ خربشته ولكنه سبقها وأبتعد قبل أن تصل إليه ثم قام بـ تكبيل يديها معًا بـ يده الأخرى وقال بـ أبتسامه:طلعتي ساذجة زي أخوكي … ما شاء الله فيكوا سذاجة مِنّ بعض
أقتربت ليان مِنّه وقالت بنبرة رقيقة وأبتسامه طفولية بريئة:بابا … أيُمكنك أن تترك والدتي مِنّ أجلي
أبتسم جعفر ثم نظر إليها وقال بـ الإنجليزية:لا حبيبتي … والدتكِ تحتاج إلى تهذيب لقد بدت شقية في الآونة الأخيرة وأصبح لسانها سليط معي وأفعالها طائشة
رمق بيلا التي كانت تنظر إليه نظرات متوعدة وقال بـ أستفزاز وأبتسامه:أُمك متربتش يا حبيبتي
______________________
كان بشير يجلس وهو يستند بـ مرفقه على سطح الطاولة ويده على خده وهو ينظر إلى الطعام بهدوء ينتظرهم، صدح جرس المنزل لـ ينهض هو ويتجه إلى الباب بهدوء، فتحه لـ يرى هاشم أمامه
تحدث بشير قائلًا:أتفضل
دلف هاشم بينما أغلق بشير الباب خلفه ولحق بهِ وهو ينظر إليه بهدوء، توقف هاشم والتفت إلى بشير ينظر إليه قائلًا بتساؤل:جعفر موجود؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقبل أن يُجيبه سَمِعَ جعفر يُجيبه قائلًا:موجود يا نن عين أخوك
ألتفت إليه هاشم وهو ينظر إليه وقال بهدوء:عايزك
أتجه إلى الشرفة دوّن أن يتحدث بـ كلمة أخرى بينما نظر إليه جعفر ولَحِقَ بهِ فورًا تاركًا بيلا التي خرجت للتو مع بشير الذي كان ينظر إليها بهدوء
تحدث جعفر وهو يستند بـ ذراعه على سور الشرفة وينظر إلى هاشم أخيه قائلًا:وبعدين … حصل أمتى الكلام دا
أجابه هاشم بهدوء وهو ينظر بعيدًا وقال:إمبارح بليل
زفر جعفر وضغط على قبضة يده بهدوء وهو ينظر في نقطة فارغة بينما كان هاشم ينظر بعيدًا وهو شارد، مرّ القليل مِنّ الوقت حتى قطع جعفر هذا الصمت قائلًا:انا هتصرف يا هاشم
نظر إليه هاشم وعقد ما بين حاجبيه وقال بتساؤل:هتتصرف أزاي … عندك حلّ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابه جعفر بنبرة هادئة وقال:هحاول أتصرف … مش هسكت
حرك هاشم رأسه برفق ثم نظر إلى الداخل وقال:هو بشير ماله
أجابه جعفر وهو ينظر بعيدًا وقال:متشغلش بالك بيه … المهم دلوقتي تتحرك في الموضوع إياه اللي كلمتك عليه
حرك هاشم رأسه برفق وقال:متقلقش … هو سراج هيكون معايا صح
حرك جعفر رأسه برفق وقال:لحد ما كل حاجه تخلص
أقتربت بيلا مِنّ بشير بهدوء ثم نظرت إليه وقالت:بشير
ألتفت بشير ينظر إليها لـ تجلس هي بجانبه بهدوء وهي تضغط على يديها بتوتر بينما كان هو ينظر إليها بهدوء دوّن أن يتحدث
زفرت بيلا ونظرت لهُ قائلة:انا مش عايزاك تزعل مِنّ جعفر … دا هزار ميقصدش حاجه … هو أينعم هزاره رخم شويتين بس هو مش قاصد إهانة خالص
نظر بشير بعيدًا عنّ مرماها بينما زفرت هي ونظرت إليه وهي تشعر بـ الغضب الشديد مِنّ جعفر ومِنّ تهوراته وحديثه البغيظ الذي يُلقيه بـ وجه مَنّ أمامه غير عابئًا بـ مشاعره
______________________
“آاااه براحة يا شيرين … براحة يا حبيبتي انا دماغي فيها دق لوحدها وقنابل بتتفجر مش ناقص ربطة ستي دي”
أردف بها مُنصف وهو يضع يده على رأسه ويتألم بينما جلست هي أمامه ونظرت إليه قليلًا وقالت:مِنّ إمبارح وانتَ على الوضع دا
أجابها مُنصف وهو يضع يده على رأسه ويُغمض عينيه قائلًا بنبرة متألمة:لا يا شيرين دا ضغط وتشنجات وشويه ومش هتلاقوني أصلًا
عنفته شيرين قائلة بنبرة حانقة:بعد الشر يا مُنصف انتَ بقيت فقري زي جعفر كدا ليه
نظر إليها مُنصف وقال:عارفه جعفر لو سِمعك هيعمل مِنّك لحمة مفرومة ويبيع الكيلو بـ مية جنيه .. آاااه يا دماغي
شيرين:طب وبعدين محاليل وعلقت مُسكنات وخدت ناقص ايه مخدتهوش
مُنصف:مُمكن عشان مشربتش سجاير مثلًا
نظرت لهُ شيرين نظرة حانقة ثم صرخت بـ وجههِ كـ المجنونة جعلته يفزع مِنّها قائلة:سجاير ايه يا مُنصف .. سجاير ايه انتَ هتموتني ناقصة عُمر
نظر إليها مُنصف بـ تفاجئ ثم قال:ايــــه يا شيرين براحة انا بقول مُمكن
شيرين بغضب:مُنصف أسكت بدل ما تقول على نفسك يا رحمان يا رحيم
مُنصف بتهدئة:خلاص يا شيرين خلاص يا حبيبتي أهدي
جلست مِنّ جديد وهي تزفر بغضب بينما كان هو ينظر إليها مترقبًا، مسحت على وجهها ونظرت إلى الجهة الأخرى بينما أستغل هو هذه الفرصة ومدّ يده وأخذ عُلبة السجائر مِنّ أعلى الطاولة لـ تشعر بهِ شيرين وتلتفت بـ رأسها تنظر إليه
أخذها مُنصف سريعًا وخبئها خلف ظهره لـ يراها تنهض وتقترب مِنّه وتَمُدّ يدها نحوه قائلة:السجاير يا مُنصف
نظر إليها مُنصف وأبتسم قائلًا:سجاير ايه
رمقته بحدة وقالت:السجاير يا مُنصف ومش هكررها تاني
أدعى مُنصف الجهل وقال بنبرة مستفزة:عايزه تشربي سجاير يا شوشو … ما تقولي مِنّ الأول
صاحت بهِ شيرين بغضب قائلة:السجاير يا مُنصف متستعبطش
أخرجها مُنصف مِنّ خلف ظهره بضيق وهو ينظر إلى شيرين لـ تنتشلها مِنّهُ بعنف وهي تنظر إليه نظرات حذرة ثم أشهرت سبّابتها أمام وجهه وقالت:عارف لو إيدك أتمدت عليها يا مُنصف .. هقطعهالك
أبتسم مُنصف لـ يراها تخرج مِنّ الغرفة، نهض خلفها وخرج وهو مُبتسم، وقبل أن تُخبئها رأت مُنصف ينتشلها مِنّ يدها ويخرج، تفاجئت شيرين ونظرت إلى أثره لـ تراه يُخرج سيجارة ويضعها بـ فمهِ
صاحت بهِ شيرين بغضب وهي تلحق بهِ قائلة:مُنصف أرميها أحسنلك
أشعل مُنصف السيجارة لـ يتفاجئ بـ التي تجذبه مِنّ الخلف بـ عنف وهي تهتف بغضب قائلة:مُنصف متستهبلش أرميها
نظر إليها مُنصف لـ لحظات ثم زفر الهواء مِنّ فمهِ في وجهها ببرود لـ تتركه هي وتسعل ثم ضربته بضيق في ذراعهِ وهي تقول بضيق:انتَ رخم
وضعها في فمهِ مرةً أخرى ثم زفر الهواء قائلًا:دا المُسكن بتاعي
نظرت إليه بضيق وقالت:قصدك المرض … على فكرة بقى يا فلحوس السجاير حرام
مُنصف:كلهم بيشربوها عادي
عقدت ذراعيها أمام صدرها ونظرت إليه قائلة:لا مش عادي دي حرام وربنا اللي قال كدا عشان دي بتدمر أجهزة الجسم وبتأثر على كل حاجه في الإنسان والمفروض إننا نحافظ على صحتنا مش نرميها في التهلُكة ونقول أصل الناس بتعمل كدا دا مش صح يا مُنصف انتَ بتدمر نفسك بـ البطيء وانتَ مش دريان
نظر إليها بعدما زفر الهواء مِنّ فمهِ وقال:بس انا مش هعرف أبطلها يا شيرين … مش هعرف مهما عملت
شيرين:بـ العكس يا مُنصف تقدر … تقدر طالما دي حاجه في مصلحتك هتقدر غصب عنّك … حُط في دماغك كل ما تيجي تشربها إنك بتدمر جهاز مِنّ أجهزة جسمك … بتدمر أجهزة وبترمي نفسك في التهلُكة … انتَ لو تعرف الدخان دا بيعمل ايه في الرقة بتاعتك هترميها وهتحس إنك مش طايقها … فكر شوية … دور واعرف جسمك بيحصله ايه وانتَ مش حاسس
أقتربت مِنّهُ قليلًا ثم وضعت راحتيها على كلا ذراعيه ونظرت إليه قائلة:انا بعمل كل دا يا مُنصف عشان خايفة عليك … زعيقي وعصبيتي معاك انا عارفه إنها مزعلاك بس دا مِنّ خوفي عليك … انا مش مستعدة أضيعك مِنّ إيدي عشان خاطر سجارة ملعونة ملهاش أي تلاتة لازمة … متفتكرش إنك لَما تشرب سجاير زي أي حد ما بيشرب سواء جعفر أو لؤي أو سراج إنه كدا كويس وعشان يبان إنه جامد لا خالص … انا عايزاك تحاول يا مُنصف المحاولة مش هتخسرك حاجه صدقني … حاول مرة واتنين وتلاتة ومليون صدقني هتعرف وهتبطلها وهتكره ريحتها اللي انتَ مبتشمهاش أساسًا … صدقني انا خايفة عليك وعايزاك كويس على طول … أرجوك حاول انا عارفه إنها مش هتيجي مِنّ أول مرة وهيكون صعب إنك تبطلها بس حاول وانا معاك هشجعك وهعمل كل حاجه تبعدك عنّها … هتحاول صح
أردفت بـ الأخيرة وهي تنظر إليه بترقب ورجاء بينما كان هو ينظر إليها حتى عِندما أنتهت ظل يُحدق بها قليلًا وكلماتها تتردد في أذنيه
دقائق مِنّ الصمت دامت لـ تتعجب شيرين مِنّ صمته، تحدثت بترقب وهي تنظر إليه قائلة:مُنصف انتَ معايا
ولـ الحق كان مُنصف شاردًا لا ينتبه إليها، رَمَشَ عِدة مرات ثم أبتلع غصته وقال بنبرة هادئة:أيوه معاكي
تحدثت شيرين بنبرة متسائلة والأمل يكسو عينيها قائلة:هتحاول صح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليها لـ لحظات ثم نظر إلى السيجارة التي كان يُمسك بها، وعاد ينظر إليها مجددًا ثم أبتلع غصته مِنّ جديد وقال بنبرة هادئة:هحاول
أعتلت أبتسامة مُشرقة ثغرها وأزداد بريق الأمل داخلها لـ تُعانقه قائلة بنبرة سعيدة:انا بجد مبسوطة أوي إنك هتحاول ومش عايزاك تقلق مِنّ حاجه طول ما انا جنبك وهساعدك لحد ما تبطلها خالص
أبتسم مُنصف ثم حاوطها بـ ذراعه الأيسر وقال:أهم حاجه تكوني جنبي وتساعديني وانا أكيد هحاول بس محتاج وقت
أبتعدت شيرين سنتيمترات ونظرت إليه قائلة بحماس:انا عندي فكرة حلوة أوي وهتساعدك كمان
نظر إليها مُنصف وأبتسم قائلًا:أبهريني يا فنانة
أتسعت أبتسامتها وقالت:هتنبهر وهترفعلي القُبعة كمان المُهم ركز معايا
______________________
“چنچون … يا چنچون انتِ فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أردف بها نور وهو يبحث عنّ جنة بعدما عاد مِنّ الخارج لـ يسمعها تُجيبه مِنّ المطبخ قائلة:تعالى يا نور انا هنا
نظر إليها نور وأبتسم بـ أتساع وذهب إليها تحت نظراتها التي كانت تُتابعه مُبتسمة، عانقها نور وهو يقول مُبتسمًا:وحشتيني
أبتسمت جنة وقالت:بس كدا
أتسعت أبتسامة نور وقال:لا مش بس كدا … انا أترقيت النهاردة
أعتلت السعادة وجهها وقالت بفرحة كبيرة:بجدّ يا نور
سَعِدَ لـ سعادتها تلك والتي ظهرت بـ وضوح على معالم وجهها وقال:جدّ الجدّ كمان بقيت مُدير قسم الحسابات
ضحكت ثم عانقته مُجددًا وقالت بنبرة سعيدة:انا مش قادرة أصدق بجد ألف مبروك يا حبيبي دا خبر جميل أوي انتَ متعرفش انتَ فرحتني أزاي
أبتسم نور وعانقها بـ حنان وقال:كان لازم انتِ تكوني أول واحدة تعرف الخبر الحلو دا وتشاركني إنجاز جديد وتشاركني برضوا فرحتي … انا مش قادر أقولك انا مبسوط أزاي
مسدّت على ظهره بـ حنان وقالت مُبتسمة:وانا بحب أشوفك ناجح على طول يا حبيبي
طبع قْبّلة على خدها وقال:وانا كمان بحب أشوفك ناجحة والكل يحترمك ويقدّرك … وبـ المناسبة دي انا عايزك تنزلي الشُغل تاني
تحدثت جنة وهي تقول رافضة:لا يا نور انا مش عايزه أنزل تاني
أبتعدت عنّه قليلًا ثم نظرت إليه وقالت:انا كنت بفكر أقدم أستقالتي
تحدث نور بـ أستنكار وقال:تقدمي أستقالتك؟؟؟؟!!!!!!!
حركت رأسها برفق وقالت:أيوه … مش عايزه أكمل
نور بتساؤل:ليه يا جنة … شُعلك حلو أوي ألف مين يتمني يكون زيك ومُرتبك كويس أوي ليه تخسريه كدا
نظرت إليه جنة وقالت:عشان انا مش عايزه أكمل يا نور … أديك شايف انا كل يوم حالتي بتدمر عنّ اليوم اللي قبله وانا معرفش إذا كنت هعيش لـ بُكرا ولا لا
عنّفها نور بغضب وهو يقول:ايه اللي بتقوليه دا يا جنة انتِ أكيد أتجننتي … يعني ايه على فكرة انتِ كويسة وكل دا سببه معروف وانا وانتِ والكل عارفين كدا كويس ولو عايزين نخلص مِنّ كل دا هنخلص مِنّهُ عادي جدًا الموضوع مش مستاهل مِنّك كُل دا .. انا لو سمعت الكلام دا تاني يا جنة بجد هتندمي عشان انا الكلام دا بيحرق دمي وبيجنني وانتِ عارفة كدا كويس وانا حذرتك قبل كدا
أدمعت عينيها ونظرت إلى الجهة الأخرى وهي تُحاول أن تتمالك نفسها وأن لا تبكي، بينما زفر هو بقوة ومسح على خصلاته وهو لا يستطيع السيطرة على غضبه فقط مجرد التفكير يُشعل جنونه ماذا إن حدث بـ الفعل بـ التأكيد سيفقد صوابه
نظر إليها قليلًا ثم أقترب مِنّها ومسح دموعها العالقة على جفنيها وقال بنبرة هادئة وندم:حقك عليا … انا أتعصبت جامد المرة دي
لَم تستطع تمالُك نفسها تلك المرة وبكت، ضمها نور إلى أحضانه وربت على ظهرها بـ حنان، سَمِعَها تبكي لـ يزفر مِنّ جديد ويقول:متزعليش مِنّي يا جنة انا أسف بجد … حقك عليا
أنهى حديثه وهو يطبع قْبّلة على رأسها مُربتًا على ظهرها بـ رفق، تحدث مِنّ جديد وقال:انا أتعصبت بجد يا جنة عشان انتِ عارفة انا بحبك قد ايه وبكره فِكرة البُعد دي … أزاي هتخيل حياتي مِنّ غيرك دا انا عايش عشانك .. يعني هصحى كل يوم مش هلاقي فطار جنة ولا وهي بتصحيني بصريخ عشان أقوم … ولا هقوم في نُص الليل على أصوات غريبة وأبُص ألاقيها جنة ومتحولة وترعبني كـ العادة رغم إني المفروض أتعود على دا … مين هيهتم بيا ومين هياخد بالو مِنّي ويطبطب عليا وقت حُزني ويهون عليا ويقولي كل حاجه هتعدي يا نور وانا جنبك وهفضل سنداك … مين هيتجنن في نُص الليل ويقولي يلا ننزل نتمشى في الهدوء دا … مين أول ما يشم ريحة الدم يبُصلي ويقولي عشان خاطري المرة دي يا نور … مين هيعمل مقالب فيا ومين أول ما ارجع هلاقيه واقف على الرخامة ومشغل الأغاني وبيرقص بطريقة عبيطة ويضحكني حتى لو انا مهموم … مين هَجري عليه وأترمي في حضنه واعيط واشتكيله مِنّ قسوة الدُنيا يا جنة … قوليلي كل دا هيحصل أزاي مِنّ غيرك انتِ كل حياتي يا جنة وانتِ عارفه إني بحبك ومبقدرش أبعد عنّك … قصة حُبنا لازم تكمل يا جنة مينفعش تنتهي هنا انا مِنّ غيرك ولا حاجه صدقيني
سقطت دموعها حزنًا عليه وعلى إيصالها لهُ لـ تلك الحالة المحزنة، ربتت على ظهره بـ رفق وسمعته يقول:عشان خاطري يا جنة انا بحبك ومش عايزك تبعدي عنّي انا بعمل أي حاجه عشانك وبعافر عشان أخليكي أحسن … عشان خاطري حاولي معايا وبلاش تفقدي الأمل بـ المنظر دا عشاني وعشانك وعشان كل اللي بيحبوكي .. جعفر وهاشم ومها هيحصلهم ايه لو حصلك حاجه … متفكريش مِنّ جهة واحدة فكري مِنّ كل الجهات يا جنة … فكري فينا كلنا
شددت جنة مِنّ عِناقها إليه وأغمضت عينيها في مُحاولة مِنّها لـ كبح دموعها والتماسك، هو لهُ سحرًا خاصًا يستطيع أن يجعلها تتراجع عنّ قرارها في لحظة واحدة
وفي لحظة مِنّ المفترض أن تُصبح رومانسية بينهما ولطيفة أستطاع نور قطعها وهو يقول:الأكل بيتحرق يا جنة
أنتفض جسدها بفزع وبدون سابق إنذار دفعته بعيدًا والتفتت سريعًا تنظر إلى الطعام وبـ الفعل كاد يحترق ولكنّ أستطاعت اللحاق بهِ قبل أن يحترق
أخفضت حرارة النيران العالية وقامت بـ تقليب الطعام وتأكدت بـ أنه لَم يحترق بـ الفعل لـ تزفر بـ راحة، ألتفتت تنظر إليه لـ تراه جالسًا على الأرض ويستند بـ راحتيه على سطح الأرض وينظر إليها
تفاجئت بهِ وسريعًا ضحكت بملئ فاهها وهي تراه هكذا، بينما كان هو ينظر إليها بهدوء قائلًا:المرة المية ستة وستين اللي تزوقيني فيها بـ المنظر دا وأقع نفس الواقعة دي … هي قوتك مبتجيش غير عليا ولا ايه يا جنة؟!!!
ضحكت أكثر قائلة:انتَ بتضحكني مِنّ قلبي يا نور والله لَما أزوقك وتُقع بـ المنظر دا
نهض نور وهو يقول:أعملي حسابك المرة الجاية كسر في العمود الفقري وبعدها مش هيبقى في نور أصلًا
توقفت عنّ الضحك تدريجيًا عندما أستمعت إلى كلماته تلك ونظرت إليه، بينما كان هو يقف أمامها وينظر إليها بهدوء وترقب، نظرات ترقب وحذر مِنّ كِلا الطرفين حتى قطع هذا الصمت نور بقوله:مالك بتبُصيلي كدا ليه
تحدثت بنبرة هادئة وهي تنظر إليه قائلة:ليه بتقول كدا
نور بعدم أهتمام:عادي ما هو دا الطبيعي والوارد يحصل
حركت رأسها نافية وهي تقول:لا مش هيحصل … انا ببقى عامله حسابي وواخدة بالي … انا مُستحيل أأذيك يا نور
أقترب مِنّها نور وهو يقول بنبرة هادئة بعدما فَهِم ما يدور بـ رأسها:لا يا جنة مش اللي في دماغك … انا بهزر
وقف أمامها ونظر إليها قليلًا ثم قال:بقولك ايه فُكك مِنّ الجَو دا كله وتعالي ناكل أصل انا جعان أوي وبصراحة ريحة الأكل شداني ومش هستنى دقيقة واحدة فـ يلا بسرعة وعلى السريع كدا أغرفي عشان مَكولكيش انتِ
أنهى حديثه وخرج قائلًا بنبرة عالية بعض الشيء:قدامك خمس دقايق يا جنة
نظرت إلى أثره بذهول وعدم أستيعاب ولكنها أستفاقت على نبرة صوته العالية لـ تنظر حولها ثم تبدأ بـ وضع الطعام في الصحون
______________________
“يا لؤي بطل حش شويه انتَ مبتشبعش؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
نظر إليها لؤي وهو يقطم البصل الأخضر قائلًا:وانا باكل مِنّ جيب أبوكي
جحظت عينين فاطمة بصدمة ونظرت إلى طفليها اللذان كانا يلعبان خلفها ثم إليه واقتربت مِنّهُ جاذبة إياه مِنّ ملابسه قائلة بنبرة خافتة يملؤها الضيق:انتَ لسانك بقى طويل معايا اليومين دول يا لؤي خلي بالك
نظر لؤي أمامه وتناول طعامه مجددًا ببرود شديد وهو يقول:وايه الجديد ما انا طول عُمري لساني طويل
فاطمة:لؤي انتَ عارف انتَ بقيت كام كيلو ولا لا
أبتسم لؤي وقال:عادي … انا أقدر أخس وبعدين انا مش عجل يا فاطمة لِمي نفسك
نظرت إليه بذهول وقالت:هو انا أتكلمت
نظر إليها لؤي وقال:أومال معنى كلامك دا ايه
فاطمة:انا بقولك جايز تحس شويه
لؤي:معلش يا فاطمة مفيش أهم مِنّ كِرشي
سَمِعت كامل صغيرها يقول:بابا عنده حق يا ماما
ألتفتت فاطمة تنظر إلى الصغير ومعها لؤي لـ يُكمل كامل قائلًا:بابا قالي أكُل كتير عشان أبقى قوي
ضربت بـ كفيها في بعضهما البعض وحركت شفتيها يمينًا ويسارًا وهي تقول بـ أستنكار:عشان تبقى ايه يا قلب أمك … أبوك دا كداب يا حبيبي دا بيقولك كدا عشان تبقى زيه ويطلعلك كِرش
سَمِعَت لؤي يقول:قسمًا بـ الله يا فاطمة لو ما سكتي وحطيتي لسانك جوه بوقك لـ أقوم أخليكي شبه الفيل دلوقتي وبـ كِرش كمان
ألتفتت إليه فاطمة وقالت بحدة:إعملها كدا يا لؤي وانا أوريك هعمل فيك ايه
قاطع شجارهما طرقات متواصلة على الباب، نهضت نورسين وركضت كي تفتح الباب بينما أخذت فاطمة حجابها ووضعته على رأسها، فتحت نورسين الباب ونظرت إلى الطارق وقالت بـ أبتسامه سعيدة:عمو جعفر
أبتسم جعفر وعانقها بعدما أرتمت بـ أحضانه ثم طبع قْبّلة على خدها وقال:وحشتني يا جميل
تحدثت نورسين وهي تنظر إليه قائلة بـ أبتسامه:وانتَ كمان
نهض جعفر وهو يحمّلها على ذراعه ونظر إلى لؤي وقال بضيق وقلة حيلة:يالا هو انا كل ما أجيلك ألاقيك قاعد على السفرة هو انتَ لزقت فيها ولا ايه
نظرت إليه فاطمة وقالت:شكله كدا
رمقها لؤي بتوعد بينما نظر إلى جعفر الذي قال:دا صوتكوا انا سامعه مِنّ تحت
فاطمة:بصارع طور
ضحك جعفر وقال وهو ينظر إلى لؤي الذي كان يرمقها بسخط:متبصلهاش كدا يا عجل انتَ عندها حق انتَ مبتعملش حاجه في حياتك يا لؤي غير إنك تاكل وبس
لؤي ببرود:لَما أبقى أكُل مِنّ جيب أبوك إبقى أفتح بوقك
نظر جعفر إلى نورسين وقال:أبوكي دا واطي ومترباش على فكرة
أنزلها جعفر وعانق كامل الذي ذهب إليه وطبع قْبّلة على خده ثم حمّله على ذراعيه وهو يقول:البلطجي الصغير المستقبلي
لؤي:مستقبلي اه
نظر إليه جعفر وقال:خليك في اللي انتَ فيه يا جاموسة انا بتكلم مع الحلو دا
فاطمة:تخيل يا جعفر بيقول لـ الواد كُل كتير قال ايه عشان تبقى قوي شوفت بيضحك عليه أزاي خايف يبقى هو الوحيد هنا اللي بـ كِرش
ضحك جعفر ونظر إلى لؤي وقال بـ أستفزاز شديد:هو لسه هيبقى يا فاطمة طب قولي كلام غير دا نصدقه
نظر لؤي إلى بطنهِ ثم نظر إليهما وقال ببرود:معنديش حاجه يا صورم يا عضمة
ضحك جعفر وقال ببرود:ياض يا غِلاوي يا صورم … هفضل حارقك طول عُمرك بـ الفورمة اللي عاملها … ربنا يخليلنا چيم عم رأفت والله
ضحكت فاطمة وقالت:والله يا جعفر انا مش بحسد بس يا بختك ويا بخت بيلا … دا مكانش كدا انا معرفش ايه اللي حصله
أبتسم جعفر أبتسامه جانبية وقال:على العموم إحنا لسه فيها يا فاطمة أتطلقي وانا هجوزك الأحسن مِنُّه
أبتسم لؤي أبتسامه جانبية وقال:عند أمك يا جعفر … قال أطلقها قال
طبع جعفر قْبّلة على خدّ الصغير ثم أنزله واقترب مِنّ لؤي الذي كان يرتشف مِنّ المشروب الغازي خاصته، أستند بـ راحتيه على سطح الطاولة ونظر إليه قائلًا:انا تعبتلك يا لؤي أقسم بالله عارف يا لؤي انا لو عضو مِنّ أعضاء جسمك دي … انا كنت شتمتك بـ أمك
أبتسم لؤي وأشعل سيجارته ووضعها بـ فمهِ قائلًا:قِر بـ اللي عندك يا جعفر واللي جاي عشانه
أبتسم جعفر وقال:حلو أوي … أحبك وانتَ مفتح … صحصحلي بقى يا حليوة عشان عايزك في حوار
______________________
خرج رمزي مِنّ البِنْاية وهو يقوم بـ إسناد زوجته التي كانت تضع يدها على بطنها المنتفخة، سار بين المارين رفقة تسنيم التي كانت تسير بهدوء بجانبه
خرج جعفر مِنّ بِنْايه لؤي ودوّن أن ينتبه أصتدم بـ رمزي الذي تألم قائلًا:أيُها الأعمى أنتبه
عاد جعفر خطوتين إلى الخلف وهو ينظر إليه قائلًا:ما تفتح يا أعمى
نظر إليه رمزي وقال بحدة:انا الأعمى برضوا
نظر إليه جعفر نظرة ذات معنى ثم نظر إلى تسنيم لحظات وعاد ببصره إلى رمزي وقال بتساؤل:على فين كدا؟؟؟؟؟؟
نظر إليه رمزي وقال:الدكتورة
حرك جعفر رأسه بتفهم وقال بـ أبتسامه خفيفة:ربنا يقومها بـ السلامة يا حبيبي .. لَما ترجع أبقى عدي عليا
حرك رمزي رأسه برفق ثم قال:أستأذنك
حرك جعفر رأسه برفق ثم نظر إلى الجهة الأخرى بينما نظر إليه رمزي بـ أستنكار وهو يرفع إحدى حاجبيه، لحظات ونظر إليه جعفر وعقد ما بين حاجبيه قائلًا:انتَ ممشيتش ليه
رمزي بتهكم:النعجة تقف أمامي كيف لي أن أسير
نظر إليه جعفر ورفع إحدى حاجبيه وقال بترقب:مين دا اللي نعجة يا قليل الرباية يا حقير
أبتسم رمزي وقال بـ بساطة:أنت … أنت نعجة
رمقه جعفر نظرة حادة متوعدة بينما أبتسم رمزي وقال:هيا أيتها النعجة أبتعدي عنّ طريقي أُريد أن أذهب
أقترب مِنّهُ جعفر حتى وقف أمامه مباشرةً ثم جذبه بـ رفق مِنّ قميصه دوّن أن يشعر بهِ أحد تحت نظرات تسنيم المترقبة، بينما تحدث جعفر بنبرة خافتة تحمّل في طاياتها الخبث والتوعد قائلًا:وحياة أمك الغالية يا رمزي لـ أخليك كُل ما تشوف خلقتي تستغفر ربنا ليل نهار … إتقل تاخد حاجه نضيفة
أبتعد جعفر وأشار إليه قائلًا وهو ينظر إليه:عدي يا بجعة
أبتسمت تسنيم رغمًا عنّها ونظرت إلى رمزي الذي نظر إلى جعفر نظرة ذات معنى ثم أبتعد عنه وأخذ تسنيم وذهب وهو يقول بنبرة متوعدة:انا هوريك يا جعفر يا ابن أم جعفر
أبتسم جعفر وقال:براحة على خطواتك يا وحش بدل ما تتكعبل وتقع هيبقى شكلك وِحش أوي
حرك رأسه بقلة حيلة ثم سار وهو يقول بنبرة عالية مرحة:الله ينور عليك يا عم رأفت ربنا يزيدك
أبتسم رأفت ونظر إليه قائلًا:جرا ايه يا بلطجي مش هتيجي النهاردة تكمل السيكس باكس
توقف جعفر ونظر إليه بـ أبتسامه وقال:متقلقش يا عم رأفت بالي يروق واعمل دماغ واجي أخربلك الدُنيا
رأفت بـ أبتسامه:يا عم وانا مستنيك متتأخرش انتَ بس
أبتسم جعفر وسار قليلًا وهو يقول:محدش سامع صوتك يا أم حسن يعني بقالك كام يوم ايه معندكيش حاجه تنكُشي بيها الخلق
توقف أمامها وهو ينظر إليها لـ تبتسم هي وتنظر إليه قائلة:حاجه زي كدا … قولي البت الأجنبية فين
أبتسم جعفر وقال:وانتِ عايزه البت الأجنبية ليه
أم حسن بـ أبتسامه:أتطمن عليها مش جايز أبوها أتجه لـ طريق تاني
جعفر بـ أبتسامه:لا تاني ولا تالت ولا عاشر كمان كله في السليم والورق مية مية لا سكة شمال ولا زوجة تانيه معايا اللي بـ الكُل
أم حسن بـ أبتسامه:ما انا عارفه انا بس بنكُشك وبتطمن على القمورتين دول مش أكتر … قولي رايح على فين كدا
جعفر ببساطة:ولا أي حتة بتمشى في الكومباوند تيجي تتمشي معايا
ضحكت أم حسن وقالت:لا قاعدة في التكييف مش قادرة أتحرك
ضحك جعفر وتركها وذهب قائلًا:خليكي في التكييف بكرا يفصل وترجعي لـ المراوح تاني يا أم حسن واليدوية كمان مش الكهربائية
جلس جعفر أمام محل حسين الذي كان جالسًا وحده وقال:قاعد مهموم كدا ليه يا عم حسين … فُكها شويه يا راجل خلي ربنا يفُكها عليك
أبتسم حسين بخفة وقال:فاككها والله يا جعفر وراضي ومِيت فُل وعشرة كمان … الواحد بس صعبان عليه نفسه مش أكتر … قولي الدُنيا ايه معاك
أبتسم جعفر بخفة وقال:الحمد لله … ماشيه
حسين بتساؤل:إلا الواد مُنصف فين مشوفتهوش بقالي يومين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبتسم جعفر وقال:مُنصف بعيد عنّك بيصارع الضغط والسُكر والقلب وكل حاجه
حسين:ليه كدا وميقولش نزوره ونتطمن عليه
جعفر بعدم أهتمام:وايه يعني يا عم حسين هي أول مرة … يستاهل والله
حرك حسين رأسه بقلة حيلة وقال:مفيش فايدة فيك يا جعفر هتفضل زي ما انتَ طول عُمرك
_____________________
“يا لولو شوفي بابا مِنّ الشباك لَو شوفتيه قوليله يطلع عشان ياكل”
خرجت ليان إلى الشرفة ونظرت إلى الأسفل وهي تبحث عنّ والدها مثلما أخبرتها والدتها لـ تراه يقف مع مُنصف ويتحدث معه، قامت بـ مناداته قائلة بنبرة عالية:أبي
رفع جعفر رأسه إلى الأعلى ونظر إليها ومعه مُنصف لـ يبتسم قائلًا:نعم
تحدثت بنبرة عالية وقالت:أُمي تُريدك
أجابها مُبتسمًا قائلًا:سأصعد الآن حبيبتي
دلفت ليان بينما نظر هو إلى مُنصف وقال:تمام أشوفك بعد ساعة ونص … في چيم عم رأفت الحريف ها
تركه وذهب بينما ضحك مُنصف وقال:هستناك أوعى تتأخر انتَ بس
_____________________
أقتربت ليان مِنّ باب المنزل وفتحته لـ يدلف جعفر حامّلًا إياها طابعًا قْبّلة على خدها، أغلق الباب خلفه بينما شعر بـ قْبّلة رقيقة تُطبع على خده، نظر إليها وأبتسم قائلًا:وحشتيني خالص
نظر حوله يبحث عنّ بيلا ثم نظر إليها وقال بتساؤل:أومال ماما فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابته ليان وهي تُشير إلى الغرفة قائلة:جوه
نظر جعفر إلى الغرفة ثم نظر إليها وطبع قْبّلة على خدها واتجه إلى الغرفة حامّلًا إياها، دلف جعفر لـ يراها تُمشط خصلاتها أبتسم قائلًا بغمزة:جرا ايه يا جميل … ايه الجمال دا كله ما براحه على قلبي شويه لـ أحسن دا مش قدك
نظرت إليه مِنّ إنعكاس المرآة وأبتسمت إليه قائلة:ايه يا جعفر هي أول مرة
نظر جعفر إلى ليان وقال:ولا انتِ شايفة ايه يا مقطقطة
نظرت إليه ليان وقالت بـ أبتسامه:انتَ صح
نظر جعفر إلى بيلا وقال مُبتسمًا:مجبتش حاجه مِنّ عندي أهو
أبتسمت بيلا ونظرت إلى ليان وقالت:أطلعي يا لولو هاتيلي الحاجه مِنّ عند خالتو
أنزلها جعفر لـ تركض هي إلى الخارج لـ ينظر إليها جعفر قائلًا:براحة يا لولو عشان متوقعيش
أغلقت ليان باب المنزل بينما أقتربت بيلا مِنّ جعفر وهي تنظر إليه بـ أبتسامه هادئة، نظر إليها جعفر بطرف عينه قليلًا نظرة ذات معنى لـ يراها تُحاوط عنقه بـ ذراعيها
أبتسم جعفر بجانبية وقال:اه … يعني انتِ وزعتي ليان عند أخويا بـ حِجة إنها تجيب حاجه مِنّ أختك وهي يا عيني متعرفش إن أمها سوسة وبتضحك عليها … عايزه ايه يا بيلا
أبتسمت بيلا وزفرت قائلة:هعوز ايه يعني … وحشتني
نظر جعفر إلى الساعة وقال:أحم … طب انا المفروض هنزل تاني فـ لو عندك أي حاجه ضرورية وعايزه تقوليها يا بيلا قوليها
بيلا بـ أبتسامه:طب مينفعش تلغي حوار النزول دا دلوقتي وتخليك معايا
نظر إليها وقال:انا مش عارف ليه مش مرتاحلك ولـ عِلمك لو فضلتي تتحرشي بـ عنيا كتير هعمل محضر أديني بقولك أهو
أبتسمت بيلا أكثر وقالت:عيونك حلوة أوي
جعفر:تحرش قولًا وفعلًا يا باشا أكتب عندك
ضحكت بيلا قائلة:عينيا أحلى مِنّك
حرك جعفر رأسه برفق ثم قال:فعلًا … ولو مقولتيش اللي عندِك يا أم عيون حلوة هتتفاجئ مِنّ ردّة فعلي
أتسعت أبتسامتها وقالت:ماشي … عندي ليك مُفاجئة
نظر إليها وأبتسم قائلًا:قوليلي المفاجئة على طول مبحبش التشويق
نظرت إليه وهي تدعي التفكير قائلة بخبث:خليني أفكر
نظر إليها نظرة ذات معنى ثم أقترب مِنّها عِدة خطوات وقال:لا يا حبيبتي قولي على طول انا مجنون خلي بالك
أبتسمت بيلا وأوقفته عما كان ينتوي عليه قائلة:خلاص هقولك
أنهت حديثها وهي تُمسك بـ يده اليُمنى وتضعها على بطنها وهي تبتسم إليه، نظر إليها جعفر قليلًا وهو ينتظر سماع المفاجئة، بينما كانت هي تنظر إليه وهي تعلم بـ أنه لَم ينتبه إلى حركتها العفوية تلك
ضغطت بـ خفة على يده قائلة بـ أبتسامه:ها ايه رأيك في المفاجئة
نظر إليها جعفر وقال بتساؤل:أيوه فين هي عشان أقول رأيي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت إليه وقالت:انتَ لسه مخدتش بالك كل دا … طب إيدك اليمين فين
نظر هو تلقائيًا إلى موضع يده قليلًا دوّن أن يقول شيء بينما كانت هي تنظر إليه تترقب ردّة فعله، لا تعلم كم مرّ مِنّ الوقت ولكنّ ها هو الآن يستفيق مِنّ صدمته وهو يرفع رأسه برفق وينظر إليها
أتسعت أبتسامتها وقالت:ايه رأيك … حلوة مش كدا
نظر إليها لحظات ثم قال بترقب:بجد ولا بتختبريني
ألتفتت بيلا وأخذت التحاليل خاصتها ونظرت إليه مجددًا وقالت وهي تفتحها وتضعها أمام عينيه:بيلا فارس عوض
نظر إلى التحاليل خاصتها قليلًا ثم نظر إليها بينما أغلقتها هي ونظرت إليه قائلة بـ أبتسامه:أتأكدت
نظر لها لحظات ثم أقترب مِنّها وعانقها بقوة وهو مازال تحت تأثير الصدمة بينما ضحكت هي على ردّة فعله تلك وقالت:جعفر انتَ كويس
حرك رأسه برفق وهو مازال مصدومًا لـ تقول هي:بس انا مش شايفه الكلام دا ليه … انتَ متكلمتش ولا قولت أي حاجه
شعرت بعد لحظات بـ رطوبة على كتفها لـ تتفاجئ وتقول بذهول:جعفر انتَ بتعيط
حاولت الأبتعاد عنّه ولكنه تشبث بها وهُنا أعلن رايته وبكى، ربتت على ظهره برفق وهي تقول:جعفر … انتَ بتعيط ليه طيب
طبع هو قْبّلة على رأسها وقال بنبرة باكية ودموعه تتساقط على خديه قائلًا:مبسوط …. مبسوط أوي يا بيلا ومش قادر أصدق حاسس إني بحلم
مسدّت على ظهره برفق وأبتسمت قائلة:وانا كمان فرحانة أوي … مصدقتش غير لَما أتأكدت … عارف عملت ايه أول ما عرفت؟؟؟؟؟
حرك رأسه نافيًا لـ تقول هي والدموع تلتمع في عينيها:عيطت زيك
أبتسم جعفر ومسدّ على ظهرها بحنان وطبع قْبّلة على رأسها وشدد مِنّ عناقه إليها، أبتعدت عنّه بيلا قليلًا ونظرت إليه بـ أبتسامه ثم مسحت دموعه بـ يديها لـ تسمعه يقول:عارفه انا مبسوط أوي كدا ليه
نظرت إليه وقالت بـ أبتسامه:عشان حامل
تحدث مُبتسمًا وهو ينظر إليها قائلًا:وعشان حلمت بـ أُمي لـ أول مرة في حياتي وهي بتديني عيل صغير وبتقولي خلي بالك مِنُّه يا جعفر ومتديهوش لـ أي حد … وانا مفهمتش معنى الحلم غير دلوقتي ويمكن دا اللي خلاني عيطت … أتفاجئت بس مبسوط أوي عشان ربنا كرمنا وعوضنا وعشان شوفت أُمي لـ أول مرة … عارفه يا بيلا … حاسس إني أتولدت مِنّ أول وجديد … حاسس دلوقتي إني مبسوط ومش عايز أي حاجه مِنّ الدُنيا انا خدت نصيبي مِنّها حتى لو قست عليا وجت عليا … انا مرضي أوي
حاولت كبح دموعها مجددًا كي لا تتساقط مِنّ جديد ثم عانقته قائلة:فرحتك عندي دي بـ الدُنيا يا جعفر بجد … انا مبسوطة عشان انتَ شوفتها … قولي هي كانت حلوة
نظرت إليه بعدما أنهت حديثها متسائلة لـ ينظر هو إليها قائلًا وهو يتذكر الحُلم:أوي يا بيلا … كانت زي القمر … مش قادر أوصف جمالها وأبتسامتها … وكله كوم ولَما حضنتني كوم تاني … حسيت إني دخلت الجنة بجد … حُضنها حلو أوي … ولَما صحيت لقيت ليان حضناني ونايمة … انا مبسوط أوي يا بيلا
ضمته مجددًا وهي سعيده مِنّ أجله بينما كانت السعادة تغمره وهو يُعانقها وكأن الدُنيا قد أبتسمت إليه أخيرًا وفتحت لهُ أبواب السعادة، قاطع لحظتهما وتأثرهما طرقات رقيقة على باب المنزل، أبتعد جعفر عنّ بيلا ومسح دموعه وكذلك هي لـ يتجه هو إلى الخارج قائلًا:ليان جت
فتح الباب وبـ الفعل كانت صغيرته أمامه تنظر إليه بـ أبتسامه، حمّلها جعفر وطبع عِدة قْبّل على خدها قائلًا بسعادة وهو يرفعها عاليًا ويدور بها:ماما هتجيبلك بيبي صغنون مقطقط بعد تسع شهور يا لولو
نظرت إليه وقالت بسعادة:حقًا أبي
طبع قْبّلة أخرى على خدها وقال بنبرة سعيدة:حقًا عزيزتي
نظرت ليان إلى بيلا التي نظرت إليها بـ أبتسامه ثم أخذتها بيلا وضمتها إلى أحضانها وهي تُقْبّلها بـ حنان، أخرج جعفر هاتفه وفتح الكاميرا وقال مُبتسمًا:يلا سيلڤي بمناسبة المناسبة القمر دي
نظروا إلى الكاميرا لـ يلتقط جعفر الصورة التي أحبتها بيلا وليان كثيرًا، نظرت ليان إلى بيلا وطبعت قْبّلة عميقة على خدها بينما تركهما جعفر وخرج إلى الشرفة بعدما سَمِعَ نداء لؤي إليه
وقف ينظر إليه قائلًا:عايز ايه يا عجل
نظر إليه لؤي وقال:أحلى مِنّك يا صورم … مش هتنزل ولا ايه
جعفر بتعجب:هما الساعة ونص عدو ولا ايه!!!!!!!!!
لؤي:ساعة ونص ايه يسطا إنزل وبطل عبط إحنا في الچيم
جعفر بسخرية:هتروح الچيم وانتَ بتطفح … يارب صبرني روح وانا هحصلك
دلف مجددًا واقترب مِنّ بيلا وطبع قْبّلة على خدها وقال وهو يستعد لـ الخروج:انا نازل يا حبيبتي
نظرت إليه بيلا وقالت بـ أبتسامه:ماشي
تركهما جعفر وخرج بينما نظرت بيلا إلى ليان وقالت:تعالي نشوف أي حاجه نعملها بدل الملل دا
_______________________
دلف جعفر وهو يقول بـ أبتسامه:الله ينور يا رأفت دا انتَ مدلعني على الآخر
أبتسم رأفت وقال:أي خدمة عِدّ الجمايل ها
دلف جعفر وأقترب مِنّ أصدقائه قائلًا:بعدّها يا رأفت متقلقش
وقبل أن يتحدث سمع صوت رسالة قد وصلت إليه توًا، أخرج هاتفه مِنّ جيب بنطاله ونظر إلى الرسالة التي كانت مِنّ مجهول ثم عقد ما بين حاجبيه وهو ينظر بـ تمعنّ إلى تلك العبارة “إفرح قبل ما نفرح عشان لو فِرحنا مش هيبقالك وجود”
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية