رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جعفر البلطجي الجزء (2) الفصل الخامس و العشرون 25
خرج جعفر وأخذ هاتفه ونظر إلى الرسالة التي وصلت إليه مِنّ خارج مصر وبالتحديد مِنّ أمريكا
“مرحبًا جعفر ڤيكتور يُحادثك رجاءًا أن تُحادثني على الفيسبوك أُريد التحدث معك في أمرٍ ضروري بخصوص شيراز وما سيحدث ولم أجد وسيلة أخرى للوصول إليك غيرها إقبل طلب صداقتي لك في أسرع وقت الأمر جاد”
نظر جعفر أمامه وهو يعقد ما بين حاجبيه ويُفكر في أمر رسالة ڤيكتور وما الذي يُريد التحدث بهِ مِنّ أجل شيراز، يبدو أن الأمر في غاية الجدية وهناك مفاجآت تنتظره بالتأكيد
خرج هاشم وهو يضع الصحون على الطاولة قائلًا:انتَ بتغشني على فكرة ها
أستفاق جعفر مِنّ شروده ونظر إليه بهدوء، أعتدل هاشم في وقفته ونظر إليه قائلًا:في ايه بتبُصلي كدا ليه
جعفر بهدوء:في حاجه متعلقة بـ الموضوع إياه
عقد هاشم ما بين حاجبيه وقال:لا مش فاهم معلش وضح أكتر
أقترب مِنّهُ جعفر بهدوء وأشهر هاتفه بوجهه وهو يقف أمامه قائلًا:إقرأ كدا
نظر هاشم إلى شاشة الهاتف وهو يُمرر حدقتيه بين الكلمات بهدوء ثم نظر إليه مجددًا وقال:شيراز ناوية على حاجه … ڤيكتور مش هيكلمك غير وفي حاجه حصلت أو هتحصل
جعفر بهدوء:تخص بنتي
هاشم بجهل:مش عارف … بس أعتقد لو كانت تخص ليان كان قالك .. ڤيكتور مش هيخبي عليك انا عارف
جعفر:طب لو هو مش كدا … يبقى ايه
هاشم:أسأله
تركه هاشم ودلف إلى المطبخ مجددًا تحت نظرات جعفر الذي كان ينظر إليه بترقب وعدم أرتياح، خرج هاشم مجددًا وهو يضع الصحون لـ يسمع جعفر يقول:انتَ تعرف حاجه ومخبي عليا صح
توقف هاشم مكانه ونظر إليه بهدوء وقال:هخبي عليك ايه
جعفر بجهل:معرفش … حاسس إنك عارف حاجه
هاشم بهدوء:معرفش … انا مسافرتش هناك بقالي شهرين ومعرفش عنّهم حاجه
تركه هاشم ودلف مجددًا إلى الداخل تحت نظرات أخيه المترقبة إليه، ألتفت جعفر خلفه بهدوء وهو شارد الذهن ويُفكر فـ هو غير مقتنع بهذا إطلاقًا، هدوء أخيه مُريبًا بـ النسبة إليه وغموض ڤيكتور يُشتته ويجعله في حيرةٍ مِنّ أمرِه
_______________________
أصوات الطبول تُقرع، ألوان مُبهجة تُزين المكان، ثياب لامعة وساري مُلَون، فريقًا مِنّ النساء يرقصن بـ أنتظام وعلى إيقاع الموسيقى وكأنهن تدربن عليها لـ أشهر حتى تكون رقصتهن بتلك الدقة والمهارة، العروس في المقدمة وهي مَنّ تُمسك بـ ذِمام الأمور وخلفها صديقاتها يرقصن
على الجهة الأخرى الرجال يجتمعون، مِنّهم الذي يتحدث والذي يضحك والذي يُتابع العروس وصديقاتها، ساروا خلف بعضهم البعض بين الرجال وهم ينظرون حولهم بـ الطبع كان الجَو غير مُريح بـ النسبة إليهم ولكن لا يَهُم قد رأوا هذا في التلفاز مرارًا وتكرارًا
ربت على كتفه برفق لـ يلتفت إليه الآخر وهو لا يُصدق أنهم أمامه، أبتسم كين وقال:أخبرتهم أنه غير أخلاقي أن نترك صديقنا وحده في زفاف شقيقته وأن لا نقوم بـ تلبية دعوته ولذلك أصطحبتهم في أول طائرة قادمة إلى هُنا وجئنا لـ حضروا زفاف شقيقتك الصغرى
أتسعت أبتسامة ريشي وقال:كُنْتُ أعلم أنك لن تخذلني كين
أبتسم كين وعانقه قائلًا:نحن أصدقاء يا رجٌل لا تقُل هذا
أبتعد عنّه وقال:أنظر جميعنا هُنا أصغر فرد بنا هو تلك الصغيرة
تفاجئ ريشي وقال بذهول:يا رجٌل هذه إبنتك
حرك كين رأسه برفق وهو ينظر إليه بـ أبتسامه لـ يقول ريشي بسعادة:مُبارك يا رجٌل سعدتُ كثيرًا … ما أسمها
نظر كين إلى صغيرته التي كانت بين ذراعيه وقال مُبتسمًا:ديانا
ريشي بـ أبتسامه:رائع لـ الغاية الأميرة الصغيرة … أميرة عائلة آلبرت
أشار ريشي إلى الجميع وهو يقول بنبرة عالية:مرحبًا جميعًا سعيدًا لـ الغاية بتواجدكم اليوم
أشار إليه سميث قائلًا:أتعلم ماذا فعلنا حتى نكون هكذا
حرك ريشي رأسه ضاحكًا وقال:لست وحدك يا صاح
كين بتساؤل:حسنًا أين شقيقتك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أشار ريشي تجاهها وهو يقول مُبتسمًا:تلك … ذات الساري الأحمر
كين:حقًا حسنًا إنها رائعة … مُبارك لها
أقتحم چون وقفتهما وهو يقول:عذرًا كين والآن أخبرني ريشي لماذا ترتدي شقيقتك الأحمر
ريشي:هذه العادات هُنا مثلما ترتدي نساءكم الأبيض
چون:يا رجٌل هذا شيء غريب ولكن إن كانت هذه تقاليدكم فـ حسنًا … ولكن أتعلم كيف أراها
نظر إليه ريشي وقال:ماذا
چون بحالمية:زجاجة دماء شهية
كين بتحذير:چون تمهّل قليلًا أنت أخذت مِنّ الدماء ما يكفيك لـ ثلاثة أيام وأكثر
چون:أنا أقول ما أراه كين عذرًا ريشي ولكن بـ التأكيد أنت تراها هكذا
ريشي:ولذلك جعلتُها تشرب عصير اليقتين
چون:أحسنت هذا أفضل
أشار چون إلى فتاة وقال:ريشي هل هذه الفتاة متزوجة
نظر ريشي إلى ما يُشير إليها وقال:لا لِمَ السؤال
چون بـ أبتسامه:إنها جميلة لـ الغاية … ذات الساري الوردي … كم أعشق اللون الوردي
ريشي:هذه صديقة شقيقتي المقربة
أعتدل چون في وقفته وهندم بدلته وخصلاته قائلًا:وما المانع في خلق حديثًا معها … ستُهَيم بي أنا واثق مِنّ ذلك
تركهم چون وأقترب مِنّ الفتاة وهو يقول بمشاكسة:كم أنت مثير لـ الشفقة چون كونك جميلًا وجذاب ولكنك مازلت عازبًا حتى الآن
صفع كين رأسه وهو يقول:كُنْتُ أعلم بـ أنه لن يَمُر الزفاف دوّن تغزله بـ فتاة كعادته ويا ليته يُكمل ويتزوج هذا الخبيث
ريشي:أتركه سيقع يومًا
نظر كين حوله يبحث عنّ سميث قائلًا:مهلًا أين ذهب هذا المدعو سميث
أشار ريشي وهو يقول مُبتسمًا:ها هو … يرقص مع الرجال على تلك الموسيقى
نظر كين إلى ما يُشير إليه ريشي لـ يراه حقًا يرقص مثلهم ولَم يتماسك وضحك عاليًا وهو يُشاهده يرقص هكذا رقص لأول مرة، نظر إلى ميشيل وقال بتلاعب:وأنت أيها الذئب المشاكس ألا تُريد الرقص والتغزل بـ فتاة
ميشيل:إن كُنْتَ تُريد فصل رأسي عنّ جسدي لن تنطق بمثل هذه الكلمات لي
كين بتخابث:ميشيل نحن لم نقوم بـ إحضار نساءنا معنا هيا أعطي نفسك فرصة لن تتكرر مرة أخرى چون أول مَنّ وقع هيا كُن أنت الثاني
نظر إليه ميشيل بطرف عينه وقال:حتى تذهب إلى ماريا وتُخبرها بكل شيء أيها اللعوب في أحلامك لن يحدث … ماريا وكفى
رمقه كين نظرة مشاكسة وقال:حسنًا تهانينا إلى ماريا زوجها مخلص إليها
أقترب سميث مِنّهم وهو ينظر إلى كل ثنائي قائلًا:موسيقى لـ ثنائي الحُبّ … كان يجب عليَّ إحضار كاثرين معي
شون بتساؤل:أين چون؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان چون على ساحة الرقص معهم يرقص رفقة الفتاة لـ يُشير ڤيكتور نحوه قائلًا:ها هو العازب يرى حياته … لا يخشى مِنّ شيء
كين:الآن فَهِمت لِمَ لم يتزوج حتى الآن … سأُريك أيها الخبيث المشاكس
سميث:أتعلم ما المشكلة كين
نظر إليه كين لـ يقول سميث وهو ينظر إليه:أن امرأتك تستطيع رؤيتنا الآن
أبتسم كين وقال بـ أستفزاز:وهذه ميزة زوجتي الحبيبة … دائمًا تقوم بـ إفضاحكم وهذا مُمتعًا لـ الغاية … سميث أنت الوحيد الذي يجب عليه أن يخشى مِنّ زوجته أنت متزوج مِنّ وحشًا وليست بـ أنثى
سميث:تقوم بـ إقاعي أيها الخبيث أنت خبيث كـ زوجتك كين
ضحك كين عاليًا لـ يقول ميشيل:دومًا يقوم بـ كشفك كين قُم بتغيير حديثك المرة القادمة
كين بتخابث:ما رأيك في ما يُقال يا إبن آلبرت … وأنت آلبرت هل تراني خبيثًا
نظر إليه آلبرت وقال:ووقحًا ولا يؤتمن على شيء
ضحك كين مجددًا وقال بسعادة:كم يُسعدني هذا حقًا … أنا العائق الوحيد لكم والذي يمنعكم مِنّ التقدم والتحدث مع النساء … كم هذا رائع
نظر إلى صغيرته وقال وهو يرفعها عاليًا:أليس كذلك صغيرتي … جميعهم غاضبون مِنّ والدكي لأنه دومًا يُخبر زوجاتهم أنهم خائنون وينظرون إلى النساء الجميلات … كم أنني رجلًا وأبًا صالحًا
رمقوه جميعًا بشر لـ ينظر إليهم بطرف عينه والابتسامة بادية على ثغره، نظر إلى صغيرته مجددًا وقام بـ تقْبّيلها بحنان وهو يتجاهلهم بسعادة
چون بـ أبتسامه:تبدين جميلة ما أسمك
نظرت إليه الفتاة وأبتسمت قائلة:ميرا … وأنت
چون:أُدعى چون
ميرا:أسمك رائع لـ الغاية چون … تشرفت بمعرفتك
چون:وانا كذلك
ميرا بتساؤل:إلى أي بلدةٍ تنتمي أنت لستُ هنديًا؟؟؟؟؟؟؟
چون:أمريكا
ميرا:رائع … جميع الرجال هُنا ملامحهم تدل على أنهم ينتمون إلى الهند ولذلك عندما رأيتك قلت أنك لستُ هنديًا
چون:ولكنك أيضًا لستِ هندية … معالم وجهكِ تدل على ذلك
ميرا:حسنًا أنا أُمي كندية وأبي هندي … مِنّ أصول هندية
چون:رائع … في كل الأحوال جميلة
أبتسمت ميرا وقالت:مجاملة لطيفة
چون:ولكنني لا أُجاملكِ أنتِ حقًا جميلة …الأجواء رائعة هذا أول زفاف هندي أتواجد بهِ
ميرا بحماس:حقًا … إلى مَنّ تنتمي العروس أم العريس
چون:العروس
تفاجئت ميرا وقالت:حقًا أتمزح معي … هي لَم تُخبرني مِنّ قبل
چون:نعم أعرف ذلك لأن العروس لا تعلم مَنّ أكون … حسنًا أنا صديق أخيها ريشي منذُ زمنٍ طويل
ميرا:رائع لـ الغاية … لقد تفاجئتُ كثيرًا ولكن هذا مُمتع
أبتسم چون وأرتشف مِنّ المشروب الغازي بهدوء وهو ينظر إليها
_______________________
دلف جعفر إلى المقابر بهدوء وخلفه هاشم الذي كان هادئًا، وقفا أمام قبر والدتهما لـ ينظر جعفر إلى أخيه قائلًا:أمك عارفه إننا جايين نقعد معاها
نظر إلى قبر والدته وقال:هي سمعانا وشيفانا … ومستنيه تسمع اللي عايزين نقوله ليها
نظر هاشم إلى قبر والدته ثم تقدم مِنّهُ بهدوء تحت أنظار أخيه، جلس هاشم على ركبتيه أمامه وهو ينظر إلى أسمها المُزين على باب قبرها لـ يَمُدّ يده ويُلامسه بهدوء، مرر أنامله على حروف إسمها بهدوء وهو ينظر إليه بشرود
سقطت دمعة مِنّ عينه وهو يقول:أول مرة أقعد قدام قبرك … بعد تسعة وعشرين سنة دي تكون أول زيارة ليكي … بس مش هتكون الأخيرة … يوم ما تبقى الأخيرة وأبطل أجيلك هكون فـ حضنك في الجنة … الحضن اللي أتحرمت مِنُه في الدُنيا هاخده في الآخره … مش هكون لوحدي … هنكون إحنا الأربعة فـ حضنك … ووقتها مش هنشتكيلك مِنّ قسوة الدُنيا علينا عشان مش هيكون فيه غير الخير والراحة وبس … هتاخدينا فـ حضنك وخصوصًا جعفر ومها … ويمكن أكترنا جعفر … هو أتعذب كتير أوي مِنّ بعدك … انتِ عارفه وشايفه اللي مرينا بيه وبعد خمسة وعشرين سنة أتجمعنا تاني عيلة واحدة … بس بين كل واحد والتاني حاجز مش قادر يكسره … انتِ وحشاني أوي يا أمي … نفسي أترمي فـ حضنك وتسمعيني … زي ما كنتي بتعملي معايا زمان … وزي ما كنتي بتعملي مع جعفر
نظر إلى جعفر الواقف خلفه وينظر إلى قبر والدته قائلًا:كانت بتاخدك فـ حضنها وتطبطب عليك على فكرة … كانت بتحبك أوي انا فاكر كل حاجه … انتَ طبيعي تنسى ومتفتكرش إذا كنت شوفتها أو حضنتها ولا لا بس انا فاكر كل حاجه
نظر إلى قبرها مجددًا وقال:كانت حنينة عليك أوي … مشوفتش فـ حنيتها وطيبتها … مش قادر أتخطى إنك مش معايا انا محبوس لسه فـ يوم قتلك ومش عارف آخرج مِنُه … هاشم الصغير محبوس في ذكريات الماضي يا أمي ومش عارف يخرج ويعيش
جلس جعفر بجانبه وأخذه بـ أحضانه لـ يبكي هاشم وهو يُعانقه، تجمعت الدموع في حدقتي جعفر وهو ينظر إلى قبر والدته بجمود، ربت على ظهر أخيه بمواساة وهو يُشدد مِنّ عناقه إليه قائلًا:طلع كل اللي جواك يا هاشم … إوعى تكتم جواك حاجه حتى لو كانت صرخة … خرج كل حاجه معاها وهي سمعاك وشيفاك
تحدث هاشم وهو يبكي بحرقة قائلًا:مش قادر يا جعفر … مش قادر أتحمل انا مش عارف أطلع ايه ولا ايه انا حاسس بـ نار جوايا مش عارف هطفيها أزاي
ربت جعفر على ظهره برفق وقال:طلع كل اللي جواك يا هاشم هترتاح صدقني انا كنت مكانك مِنّ أربع سنين وطلعت كل حاجه كانت وجعاني … متمنعش نفسك مِنّ حاجه دي أول مرة وطبيعي تضعف وتعيط وتبقى أضعف إنسان في اللحظة دي … دي فطرة
تحدث هاشم بنبرة باكية وهو يقول:انا كنت واعد نفسي إني أول ما أقعد قدام قبرها مش هضعف ولا هعيط … بس معرفتش أول ما شوفت قبرها قدامي … ضعفت
سقطت دموع جعفر رغمًا عنّه فـ حديث أخيه يؤلمه وأيضًا حالته المُحزنة جعلته يضعف في ثانية فقط، مسدّ على ظهر أخيه وقال:هي سمعاك دلوقتي ومستنياك تتكلم معاها … أكيد وحشتها … إتكلم يا هاشم
هاشم:مش عارف … بس أيًا كان اللي قولته مِنّ أربع سنين هيكون هو اللي هقوله دلوقتي … مفيش حاجه هتتغير … مشاعرنا كلنا واحده … كلنا وجعنا واحد ومعاناتنا واحدة … وهنعرف نواسي بعض مش عايزك تخافي سواء عليا انا وجعفر … أو على جنة ومها … بعمل زي ما كنتي بتقوليلي دايمًا … بخلي بالي مِنّ جنة وبخاف عليها وبفضل فـ ضهرها انا عارف اللي كُنْتي بتقوليه … جنة كويسه مش عايزك تخافي عليها … جنة مع الشخص الصح دلوقتي
ربت جعفر على ظهره وهو يضمُه وينظر إلى قبر والدته قائلًا:أمك مخلفة رجالة يا هاشم … أمك خلفت وربت صح حتى لو بنسبة صغيرة بس إسمها ربت … انا هفضل تربيتك مهما كنت انا ايه والبيئة اللي أتربيت فيها ايه … بس هفضل تربيتك وابنك اللي مِنّ لَحمك ودمك … هاشم راجل على فكرة ومبيقبلش كلمة على أخته زيي مع مها … ومتقلقيش هو وعدني إنه هيكسر الحاجز اللي بينه وبين مها زي ما انا قدرت أكسره مع جنة … إحنا بخير وزي الفل ومرتاحين … مش عايزك تخافي علينا أبدًا وترتاحي … وأوعدك لـ أرجعلك حقك عشان ترتاحي … هانت خلاص … الوقت بيقرب ومعاه تصفية الحسابات القديمة كلها … حقك راجع يا حبيبتي … واللي هيرجعهولك انا وهاشم
نظر إليه هاشم لـ ينظر إليه جعفر ويُحرك رأسه برفق وهو يقول:حق أمك أمانة فـ رقبتي ورقبتك يا هاشم
عانقه هاشم وشدد مِنّ عناقه إليه لـ يُبادله جعفر عناقه مُمسدًا على ظهره برفق
________________________
“هـو فـيـن … هـو فـيـن الـلـي يـتـخـفـي أسمُـه”
كان صياحه عاليًا لدرجة أزعجت فريد والذي كان يقف في محل الدجاج خاصته لـ يقول:ولا ولا بطل دوشه ياض صدعتني
نظر إليه مُنصف مِنّ الخارج وقال بتحذير:انا اللي أسكت برضوا … انتَ متفتحش بوقك معايا بحرف انا مش طايقك
أبتسم فريد بتهكم وقال ساخرًا:قال وانا اللي دايب فيك يعني
رمقه مُنصف بغضب لـ يرى البرود والأستفزاز هما الإجابة عليه، صرخ كـ المجنون ثم تركه وذهب لـ ينظر فريد إلى أثره بذهول وهو لا يُصدق ما حدث ولكنه ضحك عاليًا وقال:طول عُمري بقول عليك مجنون وإبن مجانين
ذهب مُنصف إلى القهوة وهو يشعر بـ الغضب يتملك مِنّهُ، جلس على المقعد وأشعل سيجارته، قام بسحب نفسًا عميقًا بغضب ثم زفر الهواء مِنّ فَمِه وهو يمسح على وجهه
كانت شيرين تقف في النافذة تضع الملابس على الحِبال حتى وقعت عينيها عليه، رمقته بنظرة غير راضية وهي تُحدث نفسها قائلة:بقى هو دا إتفاقنا يا مُنصف … لا وبتشربها بـ حُرقة أوي
أقترب لؤي مِنّ مُنصف وجلس بجانبه وقال:مالك … شايفك بتاكل السجاير أكل يسطا في ايه
نظر إليه مُنصف وقال بغضب مكتوم:هو انا ورايا غيره … هتجلط أقسم بالله مش هيرتاح غير وانا مشلول قدامه
لؤي بتهدئة:إهدى بس وفهمني حصل ايه مخليك مش على بعضك كدا وشويه وهتقوم تكسر القهوة على دماغ أبونا كلنا
مُنصف بضيق:فريد … فريد الحربوق هيموتني يا لؤي
ضرب لؤي بـ كلا كفيه وهو يقول:فريد تاني يا مُنصف كبر دماغك مِنُه
مُنصف بغضب:أكبر دماغي ايه انتَ كمان دا هيبقى جوز أمي عارف يعني ايه جوز أمي
لؤي ببساطة:يعني جوز أمك
رمقه مُنصف قليلًا ثم صرخ بوجهه ونهض ذاهبًا بعيدًا تاركًا إياه يجلس وينظر إليه بذهول، نظر إلى الجالسون حوله وأبتسم إبتسامه بلهاء وقال:معلش يا رجالة بنعالجه ودي أعراض مرض … راجل صاحب مرض أدعوله بـ الشفاء
______________________
أقتربت مها مِنّ باب منزلها وهي تقول:حاضر جايه يا اللي بتخبط
فتحت مها الباب لـ ترى جنة أمامها، تفاجئت مها قائلة:جنة
أبتسمت جنة وقالت:أزيك يا مها
مها:كويسه الحمد لله تعالي
دلفت جنة بينما نظرت مها إلى الخارج قائلة:انتِ جايه لوحدك ولا ايه
أجابتها جنة وهي تلتفت تنظر إليها قائلة:نور وصلني ومشي عشان عنده شغل
دلفت مها وأغلقت الباب خلفها وتقدمت مِنّها قائلة بـ أبتسامه:نورتي … فاجئتيني متوقعتكيش تيجي
أبتسمت جنة وقالت:ليه … انا عارفه إني مأثره معاكوا حبتين تلاته كدا بس المفروض تعذروني أومال أنتوا أخوات أزاي
أتسعت أبتسامه مها وقالت:أخوات ونص على فكرة ايه هتخبطي في الحِلَل ولا ايه إوعي هتلاقي جعفر ناططلك ومشرشحلك
ضحكت جنة وجلست على المقعد قائلة بتساؤل:هو فين صحيح وحشني وجيت أشوفه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جلست مها أمامها وقالت:خد هاشم وقالي رايحين مشوار وراجعين وبقالهم ساعة ونص برا .. وبعدين جعفر بس اللي وَحَشك
جنة:وانتِ وهاشم … أصل جعفر كان مكلمني آخر مرة حسيته زعلان مِنّي عشان مبسألش عليه … ولِيه حق بصراحة هو عمال يسأل عليا كل شوية وانا مبسألش فـ قولت أجي وأعملهاله مفاجئة وبـ المرة نتغدى سوى يكون نور خلص الشغل وجه
مها:حلو أوي إحنا كنا ناويين نتغدى مع بعض النهارده هاشم قال لجعفر إنه هيكلمك عشان تيجي بس معرفش كلمك فعلًا ولا لا
جنة بـ أبتسامه:بصراحة لا هو مكلمنيش انا جايه صُدفة
مها بـ أبتسامه:أحلى صُدفة والله
صدح جرس المنزل لـ تنهض مها واتجهت إلى الباب قائلة:جايه حاضر
فتحت مها الباب تحت أنظار جنة لـ تُشير إليه قائلة:خُش يا أسمر حُطهم هنا
وضعهم أسمر في المكان الذي أشارت إليه مها ثم أستقام في وقفته وقال:تؤمري بـ حاجه يا مدام مها
مها:شكرًا يا أسمر كتر خيرك
أغلقت الباب بعدما ذهب أسمر وعادت إلى جنة وهي تقول:أسمر … صاحب جعفر ودراعه اليمين زي ما بيقولوا
أبتسمت جنة وقالت:دا صغير
مها بـ أبتسامه:ما هو دا مِنّ ضمن عصابة أخوكي وقت ما مبيكونش هنا هو والشلة بيوصيه عليا انا وبيلا أوي لحد ما يرجع … قوليلي بقى تشربي ايه
جنة:لا انا مش قادرة صدقيني نور لسه كان بيتحايل عليا عشان العصير وانا مقدرتش
مها بتساؤل:ليه يا بنتي وبعدين دي كوباية عصير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جنة:صدقيني انا مش عايزه هتعب أوي يا مها صدقيني بلاش أحسن انا كويسه كدا
زفرت مها وقالت:وأخرتها يا جنة هتفضلي كدا يعني
جنة:لحد ما ييجي الوقت المناسب يا مها
حركت مها رأسها بهدوء وقالت:براحتك يا جنة انا مش هغصب عليكي
_______________________
“خلاص يا هاشم … أتعامل عادي خالص بقى عشان محدش يشُك فيك”
حرك هاشم رأسه برفق وهو ينظر أمامه بهدوء، ربت جعفر على ظهره برفق ثم قام بـ لَف ذراعه حول كتفيه، أقترب أسمر مِنّ جعفر وهو يقول:جعفر انتَ فين عمال أدور عليك
نظر إليه جعفر وقال بتساؤل:في ايه يا أسمر؟؟؟؟؟؟؟؟
أسمر:مفيش خبرين كدا على السخان
هاشم:انتَ بتشوقنا يا أسمر ما تقول حصل ايه
نظر إليهما أسمر وقال:أول خبر انا عملت زي ما انتَ قولتلي طلعت الحاجه عند الست مها وانا عندها لقيت واحدة معاها أول مرة أشوفها شكلها غريب كدا
نظر جعفر إلى هاشم بتعجب لـ يُبادله هاشم نظراته ثم نظرا إليه مجددًا وقال:والخبر التاني
أسمر:حسن
نظر إليه جعفر بترقب وقال:ماله حصله حاجه
أسمر:مراته في المستشفى بتولد
تفاجئ جعفر وقال:أمتى ومكلمتنيش ليه
________________________
كان حسن يقف أمام غرفة العمليات وهو يدور حوله نفسه وبجانبه والدته تدعو إليها، نظرت ثُريا إلى حسن وقالت:يا أبني أهدى بقى عامل زي النحلة الدايخة رايح جاي
نظر إليها حسن وقال:خايف يا أمي خايف
ثُريا:يا حبيبي متخافش هانت والله والدكتوره نفسها مطمناك عايز ايه اكتر مِنّ كدا
زفر حسن وقال بتوتر:مش عارف أهدى يا أمي مش عارف غصب عنّي كفاية طول الليل رعباني وعمالة تقولي خايفة أدخل مخرجش وكلام خلاني مدوقش النوم
ربتت ثُريا على ذراعه برفق وهي تقول بمواساة:معلش يا حبيبي أول مرة وهي خايفة معلش هانت
أقترب جعفر بـ صُحبة أخيه مِنّهما لـ تنظر إليهما ثُريا قائلة:أهو جعفر وهاشم جُم
وقفا أمامه وقال جعفر متسائلًا:في ايه يا حسن مراتك كويسه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه حسن وقال:مستنيها تخرج … خايف أوي يا جعفر
وضع جعفر يده على كتفه قائلًا:خايف مِنّ ايه يا أهبل مفيش حاجه
حسن بتوتر:مخوفاني طول الليل وعمالة تقولي خايفه أدخل مخرجش
جعفر:يا عم دا كلام ستات عادي يعني انتَ هتاخد بيه ما بيلا كانت مكانها والحمد لله قامت بـ السلامة … متقلقش هتخرج هي وابنك بـ السلامة
تحدث هاشم وهو يُربت على كتفه قائلًا:متخافش يا حسن تفائل بـ الخير
زفر حسن وقال:يارب
تحدث جعفر بهدوء وترقب قائلًا:حسن انا مش عايزك تزعل مِنّ الجواميس دول … أكيد ميعرفوش انا عرفت مِنّ أسمر كنت برا وأول ما عرفت جيتلك على طول انا وهاشم … متشيلش مِنّهم
حرك حسن رأسه برفق وهو يقول:عارف يا جعفر انا معرفتش حد حاجه مكانش عندي وقت وعلى يدك
ربت جعفر على يده وقال:ربنا يطمنك عليهم يا صاحبي
______________________
“هل أستطعت التوصل إلى جعفر ڤيكتور؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
حرك ڤيكتور رأسه برفق وقال:أعطاني الإشارة الخضراء
كين:رائع … شيراز الآن تَمكُث في الهند لـ السيطرة عليها مثلما أخبرتكم سنجعل ڤيكتور يذهب إلى مِصر كي يُحضر جعفر ويعود بهِ حتى نرى ماذا سنفعل
چون:أرى أن نُسرع في هذا فـ الوقت ينفذ وهذا ليس في صالحنا بتاتًا
نظر إليه كين وقال:وأنا كذلك يا رفاق … حسنًا أنصت إليَّ ڤيكتور ستذهب إلى مِصر وتُحضر جعفر إلى هُنا معك وكذلك الصغيرة لا أُريد إهدار الوقت يكفي ما مَرّ يجب أن نكون أكثر جدية الفترة المقبلة أتفقنا
حرك ڤيكتور رأسه برفق ثم قال:حسنًا سأذهب اليوم عبر التنقل السريع ولكنّ إحذر كين مِنّ هذه الملعونة العوالم الثلاثة سيتقابلون في وقتٍ واحد هذا ليس في صالحنا
كين بهدوء:نعم أعلم ذلك أيضًا وأقوم بمراقبة كل شيء
حرك ڤيكتور رأسه بتفهم وقال:هذا أفضل والآن إلى اللقاء
أختفى ڤيكتور مِنّ أمامهم ولَم يتبقى سوى كين وچون، نظر كين إلى چون وقال:أخبر الجميع چون أن الحرب على وشك الإستعداد … بمسافة أن يعلم جعفر الحقيقية ستقوم الحرب بينه وبين شيراز
حرك چون رأسه برفق وقال:لا تخف جميعنا مستعدون
______________________
“مبارك يا سي حسن يا اللي جننت اللي جابونا معاك”
أردف بها هاشم وهو ينظر إلى حسن، نظر إليه حسن وقال بـ أبتسامة واسعة:الله يبارك فيك عقبالك
قام جعفر بتنظيف حلقُه وقال:ألف مبروك يا حسن يتربى فـ عِزك ويجعله ذرية صالحة
حسن بـ أبتسامه:الله يبارك فيك يا صاحبي تعبتكوا معايا
هاشم بـ أبتسامه:تعب ايه وكلام فاضي ايه متقولش كدا
حسن:ولو أنتوا أتحملتوني وجيتوا جَري عليا
نظر إليه جعفر وقال:حسن
نظر إليه حسن ليقول جعفر:إخرس … إخرس بدل ما أخرسك انا خالص
حسن:جاموسة طول عمرك
جعفر:يلا يا نعجة … على رأي رمزي النعجة تقف أمامي
أبتسم هاشم بينما أقتربت ثُريا مِنّهم وهي تقف بجانب ولدها قائلة بسعادة ولهفة:وريهولي يا حسن نفسي أشوفه الواد الشقي دا اللي مغلبنا معاه تسع شهور
أعطاه حسن إليها وهو يقول:سَمي الله ياما
أخذته ثُريا وهي تنظر إليه بسعادة قائلة:بسم الله ما شاء الله ايه يا واد الحلاوة دي كلها
اجابها جعفر قائلًا بغرور:شبهي … أجنبي شبهي
نظرت إليه ثُريا وقالت:تصدق فيه مِنّك معرفش إزاي بس فيه شبه مِنّك
نظر إليها جعفر نظرة ذات معنى وقال:لا انا كنت بتروشن مش بتكلم جد
ثُريا:طب والله فيه شبه مِنّك
نظر جعفر إلى حسن وهو يقول:عملتها أزاي دي يا حسن
ضحك حسن ومعه هاشم لـ ينظر إليه جعفر قائلًا:عملتها أزاي دي يا منيل انتَ انا مش مِنّ العيلة الواد بقى فيه شبه مِنّي أزاي
رفع حسن كتفيه إلى الأعلى قليلًا وقال بجهل:والله ما أعرف حصلت أزاي بس حِكمة ربنا هنقول ايه وبعدين المفروض تفرح
جعفر:يا عم انا فرحان ومبسوط ومصدوم وكل حاجه
نظرت ثُريا إلى حسن وقالت:كبرت فـ ودنه يا حسن
أجابها حسن بهدوء وقال:أيوه ياما
نظرت ثُريا إلى الرضيع وقالت بسعادة:قلب وروح تيتا نورت الدنيا يا حبيبي … هتسميه ايه يا حسن
أجابها جعفر وهو يقف بشموخ قائلًا بغرور:حيث كدا بقى وبما إنه فيه شبه مِنّي يبقى تسموه جعفر على أسمي
نظرت إليه ثُريا وعكصت شفتيها قائلة:يا اخويا إحنا متحملين واحد بـ العافية ناقص يبقوا أتنين عشان يبقى ضغط وسكر
نظر جعفر إلى حسن وقال:شوفت أمك المعجزة بتقول ايه
نظرت إليه ثُريا وعكصت شفتيها مجددًا وقالت:مين دي اللي معجزة يا مقيح انتَ دا انا لسه بنت العشرين
عكص جعفر شفتيه أيضًا وقال:بنت العشرين مين يا ثُريا دا انتِ وشك شَقق
صُدمت ثُريا ونظرت إلى حسن الذي نظر إلى الجهة الأخرى سريعًا وهو يدعي الغباء لـ تقول هي بحزن مصطنع:عاجبك كدا يا حسن سامع البجعة دا بيقول على أمك ايه وساكت
نظر إليها حسن وقال:يا أمي ما انتِ بتعرفي تاخدي حقك ايه اللي جَد
تحدثت ثُريا وكأنها أكتشفت حقيقة كانت تغفل عنّها قائلة:تصدق عندك حق
نظرت إلى جعفر وقالت بقوة:بقى انا مشققة يا مصَدي يا جربان يا عديم الدم والتربية
نظر جعفر إلى حسن الذي قال:أعتبرني مش موجود واتعاملوا مع بعض مليش فيه
نظر جعفر إليها مجددًا وهو يتوعد لها ثم أبتسم سريعًا وقال:برضوا مشققة
رمقته ثُريا بغضب وقالت:لَما أبقى مشققة أحسن مِنّ لَما أبقى مصَدية
جعفر بـ أبتسامه:مشققة الناس هتقول عليكي مبتهتميش بـ نفسك وسيبتي نفسك لحد ما شققتي لكن انا مصَدي مِنّ كتر الاستعمال … We are not Same
ثُريا:إظهر وبان عليك يا غُلام … تصدق ياض يا جعفر انتَ إسم على مُسمعى
أجابها جعفر مُبتسمًا وقال:الله يخليكي انا عارف والله مِنّ غير ما تقولي
أستشاطت ثُريا غضبًا وقالت:وحيوان وواطي وبجح وقليل الأدب
جعفر:ومستفز وبخيل وعنيد وكياد وكل الصفات الزبالة والله وبشهادة معتمدة مِنّ حارة درويش الحمد لله
تشنجت عضلات وجهها غضبًا لـ ينظر هاشم إلى جعفر قائلًا بنبرة خافتة:جبتلها تشنجات يخربيتك
جعفر:هي كدا لَما بتتعصب أوي بتتشل متخافش هترجع تاني
ثُريا بتوعد:إن ما وريتك يا إبن حارة درويش مبقاش ثُريا
جعفر بـ أستفزاز:عالجي التشَقق دا الأول بدل ما تتشَقي أكتر مِنّ كدا منعرفش نجمعك تاني وإبقي وريني هتعملي ايه
نظرت إليه ثُريا بضيق لـ ينظر هو إليها بطرف عينه وقد دامت تلك النظرات لـ لحظات لـ ينظر حسن إلى هاشم الذي قال بتوتر:أنتوا كويسين
نظر جعفر إلى حسن وقال:شيل المشققة دي مِنّ قدامي عشان منمسكش فـ بعض زي القطط الصعرانة
أقترب حسن مِنّ والدته وأخذ صغيره وهو يقول:مع نفسكوا انا رايح أتطمن على مراتي لو قتلتوا بعض محدش لِيه دعوة بيا انا برا عنّها
تركهم حسن وذهب مارًا بجوار هاشم هامسًا إليه:كلبش فـ أخوك عشان أمي مش هتسكت وهتردحله حياني دلوقتي
نظر إليه هاشم وقال ساخرًا:على أساس إن معيش رداح انا يعني
ربت حسن على ذراعه ثم تركهم وذهب إلى زوجته لـ يعود هاشم وينظر إلى ثُريا وجعفر اللذان كانا أشبه بـ أعداء في تلك اللحظة، أبتسم هاشم وهو ينظر إلى ثُريا قائلًا:جبتي لنفسك الكلام يا ثُريا
_______________________
دلف ڤيكتور إلى منزل جعفر مِنّ النافذة دوّن أن ينتبه إليه أحد ليرى الهدوء يُسيطر على المكان، وقف ڤيكتور ينظر حوله وهو يقول متسائلًا:ألا يوجد أحدّ هُنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تقدم ڤيكتور وهو ينظر في كل مكان بهدوء وحذر حتى رأى غرفة أطفال قابعة على الجهة اليُمنى والضوء الهادئ ينبعث مِنّها، تقدم ڤيكتور بهدوء وحذر مِنّ الغرفة حتى وقف على بابها ينظر بحذر إلى الداخل ليرى ليان جالسة وظهرها قبالة الباب تُشاهد الفيلم الكرتوني بهدوء
أخذ ڤيكتور نفسًا عميقًا ثم زفره وتقدم مِنّها بهدوء ولكنّ توقف فجأه مكانه وهو يسمعها تقول:مرحبًا العم ڤيكتور
لحظات وألتفتت خلفها تنظر إليه حيث كان يقف بـ القرب مِنّها ينظر إليها بذهول، أبتسمت ليان وقالت:أعلم أنك هُنا منذ أن دلفت مِنّ النافذة … نسيت أن أُخبرك أنني أشعر بـ السحرة في المكان
تقدم ڤيكتور مِنّها بهدوء ثم جلس القرفصاء أمامها ونظر إليها قائلًا:هذا مدهش … لقد فاجئتيني
أبتسمت ليان وقالت:لقد أسعدني قدومك أين العم كين
نظر إليها ڤيكتور وقال:وأنا سعدتُ برؤيتكِ أيضًا … العم كين في الهند الآن … ألم تتواصل معكِ إيميلي
ليان:لا أنا منذ زمن لا أعلم عنّهم شيئًا ولا أعلم ماذا يحدث ولكنّ تلك العلامة عادت تؤلمني مجددًا
نظر ڤيكتور إلى العلامة البارزة على ذراعها ووضع راحته عليها بهدوء وقال:والآن
نظرت إليه ليان وقالت:لا يوجد شيء
زفر ڤيكتور بهدوء وقال:أعلم أنها تؤلمكي ولكن عليكِ التحمُل قليلًا الأمر على وشك الإنتهاء وستعودين أفضل وستزول تلك العلامة إلى الأبد أعدُكِ
أبتسمت ليان وقالت:وأنا أثق بكَ
أبتسم ڤيكتور وقال:حسنًا أين عناق ڤيكتور يا حبيبة ڤيكتور
عانقته ليان لتتسع أبتسامته قائلًا:أشتقتُ لكِ حبيبتي
ليان:وأنا كذلك
ربت ڤيكتور على ظهرها بحنان لـ يسمعا فجأة صوت بيلا مِنّ الخارج وهي تُنادي ليان، أبتعدت ليان عنّ ڤيكتور ونظرت إليه قائلة:والدتي أستيقظت
نهضت ليان ونظرت إليه قائلة بنبرة خافتة:هيا عليك أن تختبئ قبل أن تراك والدتي
فتحت باب شرفتها وقالت:إبقى في الشرفة حتى تذهب
دلف ڤيكتور إلى الشرفة وأغلقت ليان الباب خلفها ثم ذهبت إلى والدتها قائلة:جايه يا ماما
نظر ڤيكتور حوله حيث كانت المباني أمامه بجانب بعضها البعض، نظر إلى الأسفل حيث الإناس يسيرون والبائعون يقفون في محلاتهم البعض يبيع الخضراوات والبعض يبيع اللحوم، أستند بمرفقيه على سور الشرفة وهو يتأمل المكان بـ إعجاب
________________________
نظرت شيرين إلى مُنصف الذي كان جالسًا على الأريكة ويدخن بشراهة وهو ينظر إلى التلفاز، زفرت بضيق وقالت:وبعدين يا مُنصف دي تالت سيجارة في نفس الوقت حرام عليك نفسك
رمقها مُنصف بضيق وقال:مش عاجبك قومي أقعدي في أي مكان تاني انا على أخرى ومش طايق نفسي
شيرين:كل دا عشان أمك هتتجوز
صرخ بها مُنصف بغضب وهو ينهض وينظر إليها قائلًا:شيرين خلي يومك يعدي على خير معايا انا مش ناقص
نهضت شيرين ووقفت أمامه قائلة بضيق:في ايه يا مُنصف هو انا اللي روحت جوزتهاله ولا ايه مالك مكبر الموضوع أوي كدا ليه مكانتش جوازة وبعدين طالما هي مرتاحة وعايزة كدا يبقى خلاص
تكرر صراخه الغاضب بها قائلًا:لا مش خلاص … انتِ أمك لو كانت مكان أمي مكنتيش هتقبلي بـ دا انا مش عايز حد ياخد مكان أبويا حتى لو كان مين هو انا مش قابل الفكرة ولا هقبلها مهما حصل فجأه نسيت كل حاجه .. نسيت أبويا والعِشرة اللي كانت بينهم نسيت كل حاجه في لحظة
شيرين:الحُبّ مش فـ إيدينا نحب مين ومنحبش مين … دي فطرة موجوده جوه كل واحد فينا يا مُنصف … انتَ ممكن تقول متقدرش تحب بعدي سواء كنت عايشة أو ميتة بس لَما بتشوف واحدة تفكيرك بيتغير وبتلاقي نفسك بتتشدلها مرة ورا مرة ورا مرة … لحد ما تلاقي نفسك واقع فـ حُبّها ومش قادر تعيش مِنّ غيرها … نفس الكلام بينطبق على عمو فريد وماما زينة … عمو فريد مراته ميتة مِنّ سنين … متخيل عايش عشر سنين مِنّ غيرها … عايش عشر سنين وحيد لا عياله بيسألوا فيه ولا حد بيعبره … وبيعاملك انتَ وجعفر ولؤي وسراج وحسن وهاشم وبشير كلكوا بيعاملكوا زي ولاده … ضحكته بتطلع معاكوا أنتوا … فرحتُه بتظهر معاكوا … بس لَما بيدخل بيته اللي مفيهوش بني آدم ويقعد لوحده كأنه دخل السجن تاني … انتَ متعرفش هو بيعاني أزاي مش مهم السن كبير أو صغير … المهم الأخلاق والاحترام … دول حتى أهم مِنّ الحُبّ .. وهو معملش حاجه غلط يا مُنصف هو جالك وحاول يطلبها مِنّك كذا مرة وانتَ كنت بتعمل ايه فـ المقابل … بتكرفله … مراعتش حتى إنه راجل كبير كبرك وجه يكلمك ويستسمحك … وفي الآخر راح طلبها مِنّ جعفر … وجعفر وافق بسهولة عارف ليه … عشان حط نفسه مكان فريد … في راجل بيقفل قلبه خالص بعد أول حُبّ فـ حياته ويعيش لوحده ويفتكرها بـ الخير سواء عايشة أو ميته … وفيه اللي مبيقدرش يكمل لوحده وعايز حد يكمل معاه عشان ميحسش بـ الوِحدة … قبل ما تحكم على الناس يا مُنصف فكر هو شاف ايه لَما كان لوحده متحكمش على المظهر الخارجي عشان كدا كدا ملهوش لازمة ومش هييجي حاجه جنب اللي جواه … فكر كويس يا مُنصف وشوف مشاعرك هتوديك لـ فين ومتمشيش ورا عقلك عشان انتَ الوحيد اللي فيهم اللي ماشي ورا عقله
تركته وذهبت إلى غرفتها بعدما أنهت حديثها ولَم تُمهله الفرصة لـ الردّ أو قول شيء، مسح مُنصف على وجهه وجلس مجددًا وهو يضع يده على جبينه بضيق دوّن أن يتحدث أو يقول شيء
_________________________
سحبت ليان يد جعفر الذي كان يسير خلفها متعجبًا إلى شرفتها قائلة:ها هو أبي
نظر جعفر إلى ڤيكتور الذي كان جالسًا أرضًا والذي نهض توًا عندما دلف جعفر، عقد جعفر ما بين حاجبيه وهو يقول:ماذا تفعل هُنا ڤيكتور
زفر ڤيكتور بهدوء وقال:تأخرت كثيرًا جعفر أنا هُنا منذ الصباح وها هو الليل قد حلّ وأنا هُنا أنتظرك
جعفر:المعذرة ولكنني كُنْتُ مشغولًا لـ الغاية ولَم أعُد إلا الآن
ڤيكتور:لا عليك أنا أختبأت مِنّ زوجتك هي لا تعلم أنني هُنا وأيضًا لا تعلم مَنّ أكون وليان هي مَنّ أخبرتني أن أظلّ هُنا
نظر جعفر إلى صغيرته وأبتسم بخفه ثم نظر إليه مجددًا وقال:يُمكنك الآن أن تشكر ليان على هذا
ڤيكتور بـ أبتسامه:نعم سأفعل ذلك والآن دعنّي أُخبرك ما جئت لأجله
جعفر:ماذا
قص عليه ڤيكتور ما حدث بـ الكامل وما جاء مِنّ أجله وما يجب عليه معرفته ومَنّ هي شيراز تحت إنصاته الشديد، أنهى ڤيكتور حديثه وهو يقول:وهذا كل ما حدث في الآونة الأخيرة وكين مُصِر وبشدة أن تأتي العوالم الثلاثة سيتحدون لأول مرة مِنّ أجل تدمير شيراز وأعوانها ومِنّ أجل صمويل ومملكته الملعونة تلك وأنت وأخويك وابنتك يجب أن تكونوا معنا
جعفر بهدوء:ولكن أنا لا أعلم كيف سأأتي الآن أنت فاجئتني
ڤيكتور:يجب أن تُودع عائلتك وتأتي معي الليلة جعفر
مسح جعفر على وجهه وهو يشعر بـ الحيرة، نظر ڤيكتور إلى ليان التي وضعت يدها على العلامة التي أُضيئت على ذراعها لـ ينتبه إليها جعفر
تحدث جعفر قائلًا بتساؤل:ماذا حدث ليان هل تؤلمكِ؟؟؟؟؟
أوقفه ڤيكتور وهو يقول:أنتظر جعفر
نظر جعفر إليه ثم إليها بينما كانت هي تنظر في نقطة فارغة أمامها ويدها مازالت موضوعة على العلامة، جلس ڤيكتور على ركبيته أمامها وهو ينظر إليها لـ يرى شيراز في حدقتيها، أقبح ما رأى أمام عينيه الآن
دام هذا لوقتٍ لا يعلمانه ولكن ها هي تعود إلى طبيعتها مجددًا وعادت العلامة تنطفئ مجددًا، نظر إليها ڤيكتور قائلًا:ماذا حدث
نظرت إليه ليان وقالت:أخبرتها أنني أصبحت معها الآن
صُدم جعفر ومعه ڤيكتور لـ ينظر إليها جعفر قائلة بنبرة حادة:ماذا فعلتي ليان هل جُننتي
نظرت إليه ليان وقالت:لا أبي … فعلت الصواب
جعفر بحدة:هذه كارثة ليان
ڤيكتور بهدوء:ليان
نظرت إليه ليان ليقول هو:هذه لُعبة أليس كذلك
حركت رأسها نافيةً وهي تقول:لا … هذه حقيقة … أصبحتُ الآن في فريقها هي وقد تخليتُ عنكم
نظر إليها ڤيكتور بقوة وقال:لا ليان … عيناكي تُخبرني عكس ذلك الآن … أنتِ خدعتي شيراز أليس كذلك
نظرت إليه ليان بهدوء دوّن أن تتحدث ليقول هو:أخبريني
نظرت خلفه ومالت عينيها إلى الدكونة لـ ينظر هو خلفه ويرى امرأة الوشاح يُغطي وجهها كاملًا، نهض ڤيكتور وهو ينظر إليها قائلًا بهدوء:شيراز
تفاجئ جعفر ونظر إليها بذهول، فَردت شيراز ذراعيها إلى ليان التي سارت تجاهها تحت أنظار جعفر المصدومة، وقفت ليان أمامها يفصلهما سنتيمترات، أشارت إليها شيراز كي تقترب مِنّها تحت هدوء ليان الغير عادي، لحظة أثنتين، ثلاثة وكانت شيراز تحترق مكانها دوّن أن يقترب مِنّها أحدّ، صرخت عاليًا ومِنّ ثم نظرت إلى ليان وقالت صارخة:أيتها اللعينة سأجعلك تندمين
ليان:إن أستطعتِ … أيتها الحقيرة
أختفت شيراز ولكنّ دوّن أن يراها جعفر، عادت ليان إلى طبيعتها والتفتت تنظر إلى ڤيكتور وأبيها قائلة بـ أبتسامه:خدعة رائعة أليس كذلك
زفر ڤيكتور ونظر إلى جعفر قائلًا:لقد تم خداعك عزيزي مثلي
نظر جعفر إلى صغيرته التي نظرت إليه وأبتسمت، حرك رأسه برفق وقال بقلة حيلة:أصبحتِ شقية ليان لـ الغاية وسنُناقش هذا قريبًا
أتسعت أبتسامه ليان وقالت:أمزح معكَ أبي
جعفر:سنرى ذلك ولكن ليس الآن
قاطعه صرخات في الأسفل وامرأة تصرخ وتستغيث بـ الجميع لـ ينظروا إلى الأسفل ويرى جعفر أن التجمع والصراخ نابع مِنّ محل فريد ولذلك ركض إلى الخارج كي يرى ما حدث
كانوا جميعهم يجتمعون حوله وأصوات بكاء وصرخات وأستغاثات، أقتحم جعفر الدائرة ويليه لؤي وسراج ومُنصف، صاح جعفر بصدمة قائلًا:فــــريــــد
أبعد الجميع وهو يجلس بجانبه ومعه سراج الذي كان يتفحصه معه وعلى الجهة الأخرى لؤي الذي حاول إيقاظه هو ومُنصف، ضرب جعفر على وجه فريد بخفة وهو يقول بذعر:فريد … فريد إصحى … فريد
وضع سراج يده على موضع قلبه لـ يشعر بتوقف نبض قلبه أسفل راحته، صُعق سراج واتسعت عينيه بصدمة وهو يقول بهدوء:فريد ما ت
______________________
البعض مِنّا لا يعلم قيمة صديق قريب مِنّهُ أو شقيق إلا عندما يرحل فجأة بدون سابق إنذار حينها يستفيق المرء على حقيقة بغيظة مؤلمة، ولكن مِنّا لا يقدر قيمة ذلك إلا عندما يحدث ويرى أنه أمام الأمر الواقع وهذا ما شعروا بهِ أبطالنا في هذه اللحظة
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية