رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جعفر البلطجي الجزء (2) الفصل السادس و العشرون 26
قاطعه صرخات في الأسفل وامرأة تصرخ وتستغيث بـ الجميع لـ ينظروا إلى الأسفل ويرى جعفر أن التجمع والصراخ نابع مِنّ محل فريد ولذلك ركض إلى الخارج كي يرى ما حدث
كانوا جميعهم يجتمعون حوله وأصوات بكاء وصرخات وأستغاثات، أقتحم جعفر الدائرة ويليه لؤي وسراج ومُنصف، صاح جعفر بصدمة قائلًا:فــــريــــد
أبعد الجميع وهو يجلس بجانبه ومعه سراج الذي كان يتفحصه معه وعلى الجهة الأخرى لؤي الذي حاول إيقاظه هو ومُنصف، ضرب جعفر على وجه فريد بخفة وهو يقول بذعر:فريد … فريد إصحى … فريد
وضع سراج يده على موضع قلبه لـ يشعر بتوقف نبض قلبه أسفل راحته، صُعق سراج واتسعت عينيه بصدمة وهو يقول بهدوء:فريد ما،ت
دام الصمت بينهم لوقتٍ ليس بقصير ألبتة، صدمة، هلع، لا أستطيع إيجاد وصف دقيق لتلك اللحظة سوى الصدمة، الصدمة هي التي تحتل معالم وجوههم جميعًا، نظر جعفر إلى فريد وحرك رأسه نافيًا وهو يقوم بتحريكه قائلًا برفض:فريد عايش … فريد إصحى قولهم إنك كويس … فريد قوم قولهم إنك عايش وبتختبرنا … قوم يا فريد يلا
نظر مُنصف إلى فريد بصدمة كيف يمت هو لَم يعتذر إليه بعد عما فعله معه في الصباح كيف يرحل بهذه السرعة دوّن الاعتذار مِنّهُ بـ التأكيد هم يمزحون، حرك رأسه نافيًا يرفض سماع ما يُقال حوله وهو يُمسك بملابس فريد ويُحركه علّه ينهض ولَكِن كان فريد كـ الجثة الهامدة
صاح جعفر بقوة وهو يصرخ في الجميع قائلًا:حد يطلب الإسعاف أنتوا واقفين تتفرجوا عليه … يــــلا
نظر إلى فريد مجددًا وبدأ يقوم بـ الضـ ـغط على موضع قلبه يقوم بـ إنعاشه علّه ينهض تحت مراقبة سراج ولؤي وجلوس مُنصف بعيدًا عنهم وهو يضم قدميه إلى صدره وينظر إلى فريد بـ عينين تائهتان
نظر لؤي إلى سراج وقال:انتَ متأكد إنه مـ ـيت
صرخ بهِ جعفر بغضب وهو ينظر إليه بعينين دامعتان ويقول:مـــمـــا،تـــش … مـــمـــا،تـــش
تفاجئ لؤي مِنّ هجو،مه العد،واني نحوه بينما عاد جعفر يتفحصه حتى تأتي الإسعافات وهو يُمسك بـ مِعصمهِ ويستشعر نبضه وأيضًا عنقهِ وموضع قلبه، أي مكان ينبض يتفحصه، أقترب حسن مِنّهم وهو يقول بنبرة عالية صارمة:وسعوا كلكوا خلوا بتوع الإسعاف يتحركوا يلا أوعوا
أفسحوا جميعهم ليدلفا المسعفان ويتفحصانه، أقترب سراج مِنّ جعفر وهو يجلس القرفصاء بجانبه ويهمس إليه قائلًا:جعفر سيبهم يشوفوه وإبعد
حرك جعفر رأسه نافيًا وهو يتشبث بـ ثياب فريد لـ يقول سراج:كدا مينفعش يا جعفر سيبه
جعفر بغضب:مش هبعد إفهم بقى … انا مش هسيبه لوحده .. فريد ملهوش حد فاهم يعني ايه … انا مش هسيبه لوحده
نظر سراج إلى مُنصف لـ ينظر إليه أيضًا جعفر نظرة ذات معنى، نظرة تملؤها العتاب واللوم، بينما كان مُنصف في عالم آخر لا يشعر بـ مَنّ حوله
نهض المسعف وهو يقول:لازم ننقله المستشفى حالته في النازل
نظر إليه جعفر وقال:عايش
نظر إليه المسعف وقال:عايش بس لازم ننقله المستشفى محتاج رعايه
جعفر:إحنا هنرعاه هنا مش لازم يروح المستشفى
أشار المسعف إلى مساعديه وهو يقول:مينفعش يا أستاذ لازم يتحط على أجهزة حالته مش أحسن حاجه دلوقتي
وضعوا فريد على الفراش وأخذوه وخرجوا لـ يلحق بهِ جعفر ومعه لؤي وحسن، تقدم سراج مِنّ مُنصف ومدّ يده إليه لـ يرفع مُنصف حدقتيه نحوه وهو ينظر إليه لـ يُحرك الآخر رأسه برفق
أمسك مُنصف بيده لـ يجذبه سراج وهو يعود إلى الخلف، نهض مُنصف ونظر إلى جعفر الذي رافق فريد في عربة الإسعاف، ربت سراج على ظهره برفق وقال:يلا عشان نلحقه
نظر إليه مُنصف بدموع لـ يُربت سراج على ظهره برفق وهو يقول:داري دموعك … مش عايزين كلام وشوشرة
مسح مُنصف دموعه جيدًا وخرج رفقة سراج الذي قال بعدما أبتعد عنّ الجميع:لؤي حكالنا اللي حصل وكلامنا هيتأجل لحين إننا نتطمن على فريد وحاول تبعد عنّ جعفر عشان هو على آخره دلوقتي وشايط
________________________
طرقات متواصلة على باب منزل بيلا التي تقدمت وفتحته لـ ترى فاطمة وشيرين وكايلا ومها أمامها، دلفن أربعتهن لـ تُغلق بيلا الباب وتتقدم مِنّهن، جلست فاطمة وهي تضرب على فخذيها قائلة:شوفتي انتِ وهي اللي حصل … شوفتوا الكارثة دي
مها بحزن:انا زعلت أوي عليه بجد … عمو فريد دا أطيب مِنُه مفيش بجد
كايلا:مُنصف السبب على فكرة بقى
فاطمة:تصدقي عندك حق … مُنصف طول عُمره زي الدبش كل تصرفاته بطيش وماشي ورا عقله على طول عُمره ما فكر يمشي ورا قلبه مرة واحدة زي ما لؤي وجعفر وسراج بيعملوا
مها:مُنصف زودها أوي وبعدين ايه يعني لَما يتجوز أمه مكانتش الأولى والأخيرة بيحسسني إنه بيطلب مِنُه المستحيل
فاطمة:لو فريد حصله حاجه ذنبه فـ رقبة مُنصف وجعفر … جعفر إداه نظرة تخلي الواحد يموت في جلده وهو واقف … دا جعفر يدفنه وراه على طول
مها:بصراحة بقى مُنصف يستاهل أي حاجه هتحصل
صرخت بهما شيرين وهي تقول:بس بقى انتِ وهي ايه مصدقتوا لقيته حاجه تفصصوا فيها انتِ وهي … ما انتِ يا فاطمة يوم قراية الفاتحة مكنتيش طيقاه عشان قالك العصير ماسخ وجوزك برضوا أتفلسف مع إنه كان بيهزر عادي وانتِ يا كايلا هانم مصدقتي تعومي على عومها انتِ مكنتيش موجودة أصلًا يومها … ايه مُنصف بقى وحِش دلوقتي وإبن كلب كلكوا تتهموه
فاطمة:ما هو اللي حبكها أوي يا شيرين
شيرين بغضب:وانا كلمته وخِلص الحوار … أقسم بالله لو واحدة فيكوا فتحت بوقها لـ تكون آخر معاملة بيني وبينها سامعين
ساد الصمت المكان بينهن بينما كانت بيلا تقف وهي تعقد يديها أمام صدرها وتنظر إليهن دوّن أن تتحدث ولَكِن عينيها تقول الكثير والكثير، قاطعت هذا الصمت وهي تقول:خلصتي انتِ وهي … مسمعش بقى نَفَس واحدة فيكوا زيكوا زي الكراسي اللي قاعدين عليها عشان انا مخنوقة وعلى أخري ولو مسكت فـ واحدة فيكوا هتزعل مِنّي
حركت شيرين قدميها بعصبية وهي تنظر في نقطة فارغة بـ عينين دامعتان تكسوهما الحُمرة، بينما نظرت كل واحدة مِنّهن إلى الجهة الأخرى بضيق وساد الصمت المكان مرةً أخرى، جلست بيلا على المقعد وهي تستند بـ مِرفقها الأيمن على الطاولة بجانبها وتستند بـ رأسها على راحتها ويدها الأخرى على بطنها
_________________________
“وبعدين يا رمزي طب ما تروح وتطمن عليه دول كلهم راحوا معاه”
جلس رمزي على المقعد وهو يقول:رايح حالًا أهو
تقدمت والدته وهي تقول:إبقى طمنا يا رمزي بالله عليك
أجابها رمزي وهو يقوم بربط حذائه قائلًا:حاضر يا أمي إدعوله بس
نهض رمزي وأخذ هاتفه واغراضه ثم نظر لهما وقال:سلام عليكم
خرج رمزي وأغلق الباب خلفه لـ تردّ عليه زوجته ووالدته السلام، زفرت تسنيم وجلست على المقعد وهي تستغفر ربها ومعها والدته
________________________
“يا جعفر إهدى بقى روشتني مش كدا يا أخي إن شاء الله هيكون بخير وهيخرج”
أردف بها لؤي وهو ينظر إلى جعفر الذي كان يدور حول نفسه والغضب والخوف باديان على معالم وجهه بوضوح، وبالطبع لَم يستمع إليه جعفر وظلّ كما هو وهو يُحاول التماسك
تحدث سراج هذه المرة وهو ينظر إليه قائلًا:يا جعفر صدقني هيكون كويس مترعبناش أكتر ما إحنا مرعوبين
وظلّ الحال كما هو وكأنهم لا يتحدثون بينما كان عقل الآخر منشغل وحديث فريد يتردد بـ أذنيه كـ رنات الهاتف المتواصلة
**************
كان جعفر يسير بهدوء ذاهبًا إلى بِنْايته حتى أوقفه نداء فريد، توقف جعفر ونظر نحوه ليراه يُشير إليه بـ التقدم ولذلك لَم يتردد جعفر وتقدم مِنّهُ بهدوء، وقف جعفر أمامه وهو ينظر إليه قائلًا بتساؤل:في ايه يا فريد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه فريد وقال:حمدلله على سلامتك الأول
جعفر:الله يسلمك … خير
فريد:بُص يا جعفر انتَ فـ مقام إبني أو إبني … وعايز أكلمك فـ حاجه مضيقاني
جلس جعفر على المقعد ونظر إليه قائلًا بـ إهتمام:قول يا فريد انا سامعك
سحب فريد مقعد آخر وجلس أمامه بهدوء، نظر إليه فريد وقال:انا مكنتش عايز أكلمك وقولت أتحمل بس بصراحة انا مش قادر أتحمل أكتر مِنّ كدا
جعفر بقلق:في ايه يا فريد انتَ تعبان
فريد بحزن:جعفر انتَ عارف إن انا بعاملكوا كلكوا زي ولادي … وربنا يعلم انا بحبكوا قد ايه وبحب قعدتكوا وهزاركوا معايا بعيدًا عنّ إني ببقى رخم فـ هزاري معاكوا
ربت جعفر على قدمه وهو ينظر إليه قائلًا بنبرة هادئة:متقولش كدا يا فريد … إحنا بنحب هزارك ورخامتك علينا مفيش يوم بيعدي غير وانتَ عاملنا نَوَش في الحارة … يومنا مبيكملش غير بيك يا فريد انتَ مِنّ شلتنا وفرد أساسي فيها أينعم انتَ أكبر مِنّنا سنًا بس بنحبك وربنا يعلم
ربت فريد على يده برفق وهو يقول:عارف يا جعفر … الكلام دا مبيطلعش غير مِنّك انتَ وربنا يعلم انا بحبك أزاي ومبحبش أشوفك مضايق أو مهموم
جعفر بترقب:في ايه يا فريد انتَ عمال تلف وتدور … مالك انتَ تعبان
أدمعت عينين فريد ونظر إليه وحرك رأسه بـ إيجاب، جعفر بذهول:فريد انتَ هتعيط
سقطت دموع فريد وحرك رأسه نافيًا وهو يمسحها قائلًا:لا خالص .. أعيط ايه بس يا جعفر هو انا بتاع عياط ونكد برضوا
جعفر بترقب:لا … بس دا اللي باين قدامي … في ايه يا فريد حد زعلك فـ غيابي صح … قولي أيوه يا فريد حد زعلك مش كدا … متعيطش يا فريد قولي وانا هقطعه قدام الحارة كلها … قولي يا حبيبي مين زعلك قول
نظر إليه فريد وهو يبكي قائلًا:مُنصف يا جعفر
جعفر بذهول:مُنصف
حرك فريد رأسه برفق ودموعه تسقط حزنًا على خديه لـ يقول جعفر:عملك ايه … زعلك ليه وعملك ايه قولي وملكش دعوة
فريد ببكاء:لا خلاص انا مسامح انا عارف إنه أكيد مش قصده
جعفر بحدة:عمل ايه يا فريد ردّ … عمل ايه
تحدث فريد وهو يبكي قائلًا:بيضايق فيا ويعاملني وحش يا جعفر … بيقعد يزعلني كل شويه ويضايق فيا في الرايحة والجايه مِنّ غير ما أعمله حاجه … كل دا عشان هتجوز أمه يا جعفر دا المفروض يفرح زي ما انا فرحان … دا انا فرحان عشان هيكون ليا وَنَس وعيلة بدل الوِحدة اللي انا فيها دي … أموت وسط عيلتي ومموتش وانا لوحدي فـ شقتي … انا حتى طلبتها مِنُه وعلى يدك انا عملت ايه وانتَ شاهد … كلكوا مبسوطين عشاني إلا هو مِنّ ساعة ما قرينا الفاتحة وهو مش طايقني ونظراته ليا بتقتلني يا جعفر انا معملتش حاجه غلط عشان أتعامل المعاملة دي انا إنسان وراجل كبير وبحس … انا مش قُليل عشان يعمل فيا كدا انا واخد على خاطري أوي وزعلان أوي يا جعفر دا انا بعاملُه زي إبني … كلكوا ولادي … أنتوا عوضتوني عنّ ولادي اللي مبيسألوش فيا بقالهم سنين ونسيوني بعد ما ربيت وصرفت وكبرت وعلّمت عشان لَما يكبروا يبقوا سندي وفي الآخر فضلت لوحدي وكل واحد فيهم إتخلى عنّي بعد ما خدو اللي هما عايزينه … وربنا عوضني بيكوا وزرع حُبّكوا جوه قلبي وكلكوا ولادي كمان مش زيهم … ليه يعمل معايا كدا انا معملتش حاجه غلط ولا عيب عشان يعاملني كدا يا جعفر انا مش صغير معاه
أنفجر في البكاء بـ حُرقة لـ ينهض جعفر ويُعانقه وقد سقطت دموعه رغمًا عنّه فقد ألمه حديثه كثيرًا ولامس قلبه، ربت جعفر على ظهره برفق وحنان قائلًا بنبرة متأثرة:متعيطش يا فريد … لا عاش ولا كان اللي ينزل دمعه مِنّك دموعك غالية يا فريد ربنا يعلم كلنا بنحبك أزاي وبنخاف عليك وكلنا فرحنالك لَما أتقدمت لـ طنط زينة … انتَ اللي بتضحكنا فـ عِز همومنا وحُزننا … متعيطش بالله عليك حقك عليا انا انا اللي هجيبلك حقك وصدقني هخليه ميزعلكش تاني ايه يا فريد دا انتَ اللي عُمري ما شوفتك بتعيط بتعيط دلوقتي طب تيجي أزاي
ربت جعفر على ظهره برفق مجددًا وطبع قْبّلة على رأسه وقال:خلاص يا فيرو بقى هتخليني أعيط واسمر ييجي يقفشني وهَيزن على راسي ويقولي بتعيط ليه يا جعفر وهيسيحلي في الحارة وانا ليا وضعي برضوا
نظر إليه جعفر ومسح دموعه بحنان وهو يقول مُبتسمًا:والله لـ أجوزهالك وأكون شاهد كمان عِندًا فيه وعشان زينة بتحبك … وبعدين مش خايف زينة تقفشك وتجري تقولك مالك يا سي فريد بتعيط ليه يا سي فريد وتقلبوها ليالي الحلمية وانا راجل خُلقي ضيق مش هستحمل رومانسيتكوا دي هروح خارج وقايلك متعرفنيش تاني يا فريد
أبتسم فريد ومسح دموعه لـ يقول جعفر مُبتسمًا:وغلاوتك عندي لـ أنفوخلك أمه إتقل عليا
نظر إليه فريد وقال:لا أنفوخه هو ملكش دعوة بـ زينة
جعفر بمرح:أيوه يا نِمس يا خلبوص خايف على حبيبة القلب مِنّي
فريد:فاكر جواباتي اللي كنت بخليك تبعتهالها
جعفر:أيام الله لا يعودها
ضحك فريد وأبتسم جعفر وعانقه مجددًا وهو يُمسدّ على ظهره قائلًا:حبيبي يا فيرو يا هيرو حبيبي
*************
تحدث رمزي وهو ينظر إلى سراج قائلًا:هو جعفر سرحان كدا مِنّ بدري
حرك سراج رأسه برفق وقال:جعفر مِنّ ساعة ما شاف فريد واقع وهو مش مظبوط
تقدم مُنصف مِنّ جعفر بهدوء شديد وهو يسير ببطء تحت نظرات كلًا مِنّ سراج ولؤي وحسن ورمزي، وقف أمام جعفر الذي كان ينظر أمامه بهدوء والذي رفع رأسه ونظر إليه نظرة ذات معنى
أبتلع لؤي غصته بخوف وتوتر وهو يرى نظرات جعفر التي تتحدث عما تكمنه داخلها لـ مُنصف وحديث فريد يتردد في أذنيه وبكاءه أيضًا وحزنه الشديد كـ الأنغام الصاخبة في أذنيه
تحدث مُنصف بهدوء وهو ينظر إليه بعينين دامعتان قائلًا:فريد عايش صح … فريد كويس … فريد كويس
كان جعفر ينظر إليه وهو مازال على وضعه لَم ينطق بحرفٍ واحد والترقب والهدوء مِنّ أصدقائهما، تحدث مُنصف بهدوء بعد وصلة صمت دامت لدقيقة وهو يقول:فريد هيبقى كويس يا جعفر مش كدا
سقطت دموعه وهو يقول:قول اه عشان خاطري … طمني
صفـ ـعة قوية سقطت على وجهه مِنّ جعفر الذي لَم يستطع تمالُك نفسه أو منع نفسه مِنّ صفعه، صُدموا جميعهم وهم ينظرون إلى جعفر بصدمة كبيرة، بـ الطبع صدمة لهم فـ منذ صداقتهم في الطفولة ولَم يجرؤ أحد على صفـ ـع الآخر أو ضر،به تحت أي مُسمى عتابهم وتوبيخاتهم تخرج على هيئة صر،خات غاضبة وليس ضربًا
رفع مُنصف رأسه بهدوء ورفق وهو يضع يده على وجهه وينظر إلى جعفر بصدمة كبيرة وذهول شديد، تحدث جعفر الذي كان ينظر إليه قائلًا بهدوء:أديني طمنتك
صرخ بهِ بغضب وحقد كـ المجنو،ن قائلًا:أتمنى إني أكون طمنتك … لـــيـــه … ليه تعمل فيه كدا ليه ها ليه يا مُنصف ليه ها ليه … بسببك وبسبب كل حاجه عملتها معاه هو دلوقتي بين الحياة والمو،ت بسبب كلامك ورخامتك وبرودك شوفت وصلته لـ ايه … هو معملش حاجه يستاهل يتعا،قب عليها بـ المنظر دا … كل دا عشان عايز يتجوز أمك ها وفيها ايه قولي فيها ايه … انتَ السبب يا مُنصف ولو فريد حصله حاجه أول حاجه ذنبُه في رقابتك ثم إني مش هسكُتلك وأعديهالك كدا لا … انا وعدت فريد إني ليا واقفة معاك وحدود هتتحط
حاول سراج تهدئة الأجواء قائلًا:يا جماعة صلوا على النبي مش كدا
جعفر بغضب:ها معندكش ردّ مش كدا عارف ليه عشان انتَ معندكش ردّ وعارف إنك غلطان وباين أوي على عينيك ووشك بس بعد ايه … بعد ايه يا مُنصف … أتحمقت ومِنّ حقك محدش مغلطك … بتغير على أمك ومتكلمتش بس مش مِنّ حقك تجر،ح مشاعر حد عشان خاطر ترضي نفسك وتقول انا بغيير على أمي لا … فريد حكالي كل حاجه على فكرة قبل ما يحصله اللي حصل دا انا مش نايم على وداني
كان مُنصف يستمع إليه ودموعه تسقط على وجهه وحتى لَم يُفكر في التحدث او الدفاع عنّ نفسه، أكمل جعفر وهو ينظر إليه بعينين حمراوتان وقال:انا أول واحد واقف ضدك بغض النظر عنّ مين هيشفق عليك ومين هيقف ضدك بس انا مبحبش كدا وانتَ عارف كدا كويس … فريد أول ما يعدي مِنّ الأزمة الصحية دي انا بنفسي اللي هنهي كل حاجه ومش هجوزه أمك وهتخلى عنّ وعدي ليه لأول مرة ودا عشان خاطره هو عشان انا مقبلش لِيه الإها،نة مهما كانت شكلها حتى لو هيزعل شوية أحسن ما يعيش اللي فاضله وهو زعلان وإذا كان على قعدته لوحده فـ انا هقعد معاه يومين في الأسبوع وهبات معاه ومش هحسسه بـ الوِحدة اللي هو حاسسها دي … خلينالك أمك إشبع بيها يا مُنصف
أنهى حديثه ثم تركهم وذهب دوّن أن يتحدث تاركًا مُنصف ينظر أمامه ودموعه تتساقط بغزارة على وجهه والحُمرة تكتسي عينيه، نظروا إليه بحزن وشفقة وهم لا يعلمون إلى مَنّ ينحازون ولَكِنّهم ضد مُنصف وما فعلُه هذه المرة، ترددت عِدة عبارات في أُذُنيه وكأنه مازال يقف أمامه ويُوبخه “ليه تعمل فيه كدا ليه ها ليه يا مُنصف ليه ها ليه” ، “انتَ السبب يا مُنصف ولو فريد حصله حاجه أول حاجه ذنبُه في رقابتك” ، “انتَ معندكش ردّ وعارف إنك غلطان وباين أوي على عينيك ووشك بس بعد ايه” ، “انا مقبلش لِيه الإها،نة مهما كانت شكلها حتى لو هيزعل شوية أحسن ما يعيش اللي فاضله وهو زعلان” ، “خلينالك أمك إشبع بيها يا مُنصف”
سقط أرضًا وهو ينظر أمامه بشرود ودموعه تتساقط دوّن توقف، صفعة وراءها صفعة ويا ليته يستيقظ، نظر إليه رمزي قليلًا قبل أن يتركهم ويذهب خلف جعفر
أقترب سراج ولؤي وحسن مِنّهُ بهدوء حتى وقفوا أمامه وهم ينظرون إليه لـ يبكي مُنصف وهو يخفض رأسه أرضًا
________________________
كان جعفر يقف أمام غرفة العناية القابع بها فريد وهو ينظر إليه بهدوء عبر النافذة الزجاجية بشرود، أقترب رمزي مِنّهُ ووقف بجانبه واضعًا يده على كتفه
نظر إليه جعفر ولَم يتحدث بينما قال رمزي:متقلقش هيبقى بخير
نظر جعفر إلى فريد مرة أخرى وقال:أدعيله يا رمزي … لعلك أقرب مِنّي لـ ربنا … أدعيله
ربت رمزي على كتفه بهدوء وقال:بدعيله يا جعفر والله بدعيله
زفر جعفر والتزم الصمت ومعه رمزي الذي نظر إلى فريد بهدوء، دقائق وأقتربت ممرضة ووقفت بـ القرب مِنّهما وقالت:لو سمحتوا
نظرا إليها لتقول هي:مصاريف الأستاذ فريد متدفعتش
نظر رمزي إلى جعفر الذي قال:انا هنزل وراكي أدفعهاله
حركت رأسها برفق وهي تقول:في الإستقبال تحت يا فندم
حرك جعفر رأسه برفق لتتركهما وتذهب، نظر رمزي إليه وقال:تدفع ايه وانتَ عارف المصاريف كام
جعفر بهدوء:أيًا كانت يا رمزي انا هدفعها … هتيجي ولا تفضل هنا معاه
رمزي:لا هاجي معاك طبعًا
وبـ الفعل ذهب رمزي مع جعفر وعندما وصلا وجدا سراج ولؤي وحسن ومُنصف يقفون أمام الإستقبال، لَم يهتم جعفر وأقترب مِنّ الموظفة بهدوء ووقف أمامها وقال:بعد إذنك مصاريف فريد راضي كام
الموظفة:دقيقة بعد إذنك
نظرت إلى حاسوبها للحظات ثم نظرت إليه وقالت:ألف وميتين
تفاجئوا مِنّ الرقم ليقول جعفر بداخله:آه يا ولاد الكلب يا حرامية
أخرج جعفر النقود مِنّ جيب بِنطاله وقام بعدهم بينما فعل رمزي المِثل وكل واحدٍ مِنّهم، نظر جعفر إلى رمزي وقال بهدوء:معايا خُمسُمية
أخرج رمزي خمس مائة جنيه وأعطاه إياهم قائلًا:إمسك
لؤي:كتير كل واحد فيكوا يدفع خُمسُمية إحنا نقسمها علينا كلنا هندفع محدش هيتحمل حاجه لوحده
وافقه سراج الرأي قائلًا:لؤي عنده حق كلنا نشيلها مع بعض
رمزي:يبقى كل واحد يدفع مِيتين جنيه
أخرجوا جميعهم النقود وبدأ كل واحدٍ بإعطاء النقود إلى جعفر حتى مَدّ مُنصف يده إليه بـ النقود، نظر إليه جعفر نظرة ذات معنى ولـ الحق لقد تجاهله جعفر والتفت إلى الموظفة وأعطاها النقود تحت نظراتهم جميعًا
ألتفت جعفر إليهم مجددًا ونظر إلى مُنصف الذي كان مازال يَمُدّ يده إليه لـ يقول:وانا
جعفر ببرود:مش محسوب
مُنصف بهدوء:يعني ايه … أظن إني سمعت صح لَما لؤي قال نشيلها كلنا
جعفر:وانتَ مش محسوب … فلوسك تُحر م على فريد … متقـ ـتلش القتـ ـيل وتمشي في جنـ ـازته
تركهم وذهب عائدًا إلى فريد مرة أخرى، زفر رمزي وذهب قائلًا بقلة حيلة:لا حول ولا قوة إلا بالله … ربنا يهديكم
نظر لؤي إلى مُنصف وقد رَق إليه قلبُه ولذلك أقترب مِنّهُ وربت على كتفه بمواساة وعانقه لـ يبكي الآخر وكأنها كانت الأشارة الخضراء مِنّ لؤي لهُ كي يبكي ويُخرج ما يمكث داخله
_______________________
“والآن والدتكِ لا تعلم أنني هُنا كيف لي المَبيت أيتها الصغيرة الشقية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أبتسمت ليان وقالت:وما المشكلة أبي يعلم ويُمكنكَ المَبيت في الشرفة مثلما فعلت المرة الماضية
عقد ڤيكتور ذراعيه أمام صدره وقال بـ أستنكار:حقًا يا فتاة أنا ساحر ولستُ بـ حيوانٍ أليف حتى تضعيني في الشُرفة
ليان:يُمكنكَ الأعتياد على ذلك حتى يعود أبي
زفر ڤيكتور وقال:حسنًا كم الساعة الآن
نظرت ليان إلى ساعة الحائط ثم إليه وقالت:العاشرة مساءً
ڤيكتور:حقًا نحنُ في أمريكا الآن تكون الرابعة صباحًا
ليان:فارق التوقيت بين مِصر وأمريكا ست ساعات عمي
ڤيكتور:حسنًا سأنتظر ما عليَّ سوى الإنتظار
نظر ڤيكتور إلى الشرفة المقابلة إلى شرفتها وقال:ولَكِنّ ليان ساكني هذه الشرفة غريبي الأطوار … يفعلون أشياء غريبة
ليان:لا تهتم لهم عمي والآن تصبح على خير
تركته ليان ودلفت وأغلقت السيتار خلفها لـ ينظر ڤيكتور إلى أثرها ويزفر بهدوء ويجلس على الأرض مجددًا وهو يقول:كُتِبَ عليكَ المكوث أرضًا ڤيكتور … يا للعا،ر يا رجٌل
________________________
“والآن شيراز ماذا علينا أن نفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
ألتفت إليه شيراز تنظر إليه قائلة:سنحتل الهند … ستكون بلدة السحرة
“ولَكِنّ أرى أن هذا سيكون صعبًا بعض الشيء … مصاصي الد،ماء والمستذ،ئبين يتواجدون وكذلك السحرة … هذا المدعو ڤيكتور”
علّت أبتسامة عابثة ثغرها وقالت:وما المانع … غدًا سيكون عيدًا هذا المدعو الهولي وهذا اليوم هو سيكون وقت إنتصارنا … نحنُ وصمويل سنتحد ضدهم … جيشنا كَبير وسيتغلب عليهم … سنقـ ـتل جميع المستذ،ئبين ويليهم مصاصي الد،ماء وأولهم هذا المدعو كين
“حسنًا سيكون عيدًا حزينًا عليهم وسعيدًا علينا … سيكون إنتصارًا عظيمًا شيراز”
أبتسمت شيراز مرة أخرى وقالت:وهذا ما أنتظره منذ سنوات عديدة … فقط الهجوم في الوقت المناسب … ثم الإنتصار”
______________________
“هو كويس عشان كدا جعفر بيحبه يعني؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
نظر هاشم إلى بشير وقال:أوي … فريد بـ النسبة لـ جعفر أخويا أب … جعفر بيحب فريد جدًا لأنه يُعتبر مِربي جعفر مِنّ وهو صغير
بشير:أصل انا لاحظت كذا مرة يعني إنه بيقعد معاه كتير وبيهزر ويضحك قولت أكيد قُريب مِنُه
هاشم:بُص هو انا أينعم بقالي خمس سنين هنا بس انا أتعلقت بيه زي جعفر … فيه حاجه بتشد الواحد لِيه يا بشير يعني تحس إنه زي المغناطيس بيشدك مِنّ غير ما تحس … وانا أتشدتله بصراحة
بشير:أومال انا مبتشدش زَيُكوا كدا ليه
ربت هاشم على ظهره وهو يقول:انتَ جِبلة يا بشير
أبتسم بشير ووضع راحته على صدره قائلًا:حبيبي يا رجولة تسلم
صمت دام بينهما لـ ثوانٍ ثم قطعه بشير وهو يعتدل في وقفته قائلًا:بقولك ايه تعالى معايا
نظر إليه هاشم بتعجب وقال:على فين العزم
أمسك بشير يده وجذبه قائلًا:يا عم تعالى هَوَريك حاجه مالك هو انا هاكلك
سار هاشم معه وهو يقول:وانا إيش عرفني قُعادك مع شلة المجانين دول مش مُريح ليا
أبتسم بشير ونظر إليه قائلًا:لا يا برو متخافش انا لسه جود بوي لحد دلوقتي
هاشم بـ أبتسامه مرحة:إذا كان كدا ماشي
_______________________
“جعفر مبيرُدّش عليا”
فاطمة:ولا لؤ…
بترت حديثها وهي تسمع لؤي يُجيبها، أعتدلت في جلستها وقالت:أيوه يا لؤي ايه مبترُدّش عليا ليه
نظرن إليها لـ تسمع فاطمة لؤي يقول:مش فاضيين يا فاطمة
فاطمة بهدوء:طب مفيش أي جديد دا أنتوا بقالكوا ساعة ونص
لؤي بهدوء:لسه محدش طمنا محطوط في الرعاية ومنعرفش إذا كان كويس ولا لا … دا غير اللي حصل ما بين جعفر ومُنصف
نظرت إليهن فاطمة وقال:حصل ايه
قص عليها لؤي ما حدث تحت ذهولها وصدمتها وترقبهن، فاطمة بذهول:ودلوقتي
لؤي:دا في ناحية ودا في ناحية … معرفش جعفر ناوي على ايه تاني محدش بيتعامل معاه وواخد جنب كدا لوحده
فاطمة بحزن:لا حول ولا قوة إلا بالله … طب حاول معاه يا لؤي أو خلي سراج يحاول جعفر بيحب سراج وسراج بيعرف يتكلم مع جعفر وهو فـ أسوأ حالاته جرب مش هتخسر حاجه
لؤي:هخلي سراج يحاول هو انا مش ضامنه ممكن يفتكرني مُنصف ويرزعني بوكس يكسرلي صف سناني كله
حاولت فاطمة كبح ضحكاتها وقالت:طيب متنساش تطمني عليه أول ما يبقى كويس
لؤي:حاضر … بقولك ايه يا فاطمة أوعي تحكي حاجه لو واحدة فيهم سألتك
فاطمة:عيب عليك يا لؤي انتَ تعرف عنّي كدا
لؤي بتحذير:فاطمة … شيرين هتزعل
فاطمة:متخافش مش هفتح بوقي قدام واحدة فيهم … سلام
أغلقت معه ونظرت إليهن وقالت:الدُنيا والـ ـعة هناك
أعتدلت بيلا في جلستها وهي تنظر إليها بترقب قائلة:ليه في ايه
فاطمة:جعفر مِسِك مُنصف لطشه حِتت قلـ ـم طرب
أعتدلت شيرين في جلستها وهي تنظر لها قائلة بصدمة:ايه
فاطمة:ومش كدا وبس دا سَمعُه وصلة كلام يشرح القلب وكمان لَما راحوا يدفعوا مصاريف المستشفى قسموها عليهم ومخدش حاجه مِنّ مُنصف وقاله فلوسك تُحر م على فريد وكلهم دفعوا ما عدا مُنصف وجعفر هو اللي دفع أكتر
كايلا:والله جعفر دا إبن حلال … عمل اللي لازم يتعمل … بعيدًا عنّ كل حاجه يا شيرين بس جوزك يستاهل شيلتُه ويشيلها هو
نظرت إليها شيرين وعينيها دامعتان تكتسيهما الحُمرة، تحدثت فاطمة وهي تنظر إلى شيرين قائلة:متأخذنيش يا شيرين انتِ زي أختي بس كلمة الحق تتقال ولو كان جوزي مكانه كنت هسمع نفس اللي بتسمعيه دلوقتي أصل يعنى الراجل معملش حاجه لـ دا كله
بيلا بحدة:كل واحدة تحط لسانها جوه بوقها وتُقطم محدش يتكلم تاني هما رجالة يتصرفوا مع بعض ملناش دعوة وياريت اللي عندها كلمة حلوة تقولها معندكيش انتِ وهي يبقى تتكتمي
صمتت كل واحدة منهن بـ الفعل بينما نظرت بيلا إلى شيرين وربتت على يدها برفق وهي تقول بنبرة هادئة:متزعليش يا شيرين انا عارفة إنك زعلانه على جوزك ودا حقك محدش يقدر يقولك لا … جعفر هيصالحه وهيرجعوا زي السمنة على العسل ومُنصف هيصالح فريد وكل حاجه هترجع متزعليش
نظرت إلى فاطمة وقالت بنبرة حادة:فاطمة طول عمرها دبش زي جوزها … على رأي المثل الطيور على أشكالها تقع
فاطمة ببراءة:الله وانا مالي هو انا اللي قولت لـ جعفر يمسك فـ مُنصف يعني ويلطشه بـ القلم
بيلا بحدة وتحذير:فــاطــمــة … الملافظ سعد .. إكتمي
زفرت فاطمة وعقدت ذراعيها أمام صدرها ونظرت أمامها بضيق، نظرت بيلا إلى شيرين مرة أخرى وربتت على ظهرها وقالت بنبرة هادئة:متزعليش انا عارفه جعفر شويه وهيصالحه
حركت شيرين رأسها برفق وهي تنظر أمامها وتمسح دموعها بينما زفرت بيلا وألتزمت الصمت
________________________
“وحياة أمك يا لؤي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
أبتسم لؤي وقال:اه والله
سراج بـ أستنكار:يعني انتَ خايف تروح تتكلم معاه عشان ميرزعكش بو،كس يو،قعلك صف سنانك وانا اللي أروح عشان يديني بو،كس يعمـ ـيني ويطر،شني مش كدا
لؤي بـ أبتسامه:لا ما البركة فيك بقى ما انتَ مصاص د،ماء قد الدُنيا وهتلحق تسيطر عليه
سراج بـ إحتقار:و،اطي
أقترب سراج مِنّ جعفر بعد مشادات مع لؤي وفي الأخير أصبح هو في مواجهة الوحش، وقف خلفه ولَكِنّ إحتفظ بمسافة وجيزة حتى لا يتعرض إلى الغـ ـدر مثلما قال لهُ لؤي
وضع سراج يده على كتفه لـ يفزع ويعود سريعًا إلى الخلف وهو يرى جعفر يلتفت كـ البرق نحوه ينظر إليه، سراج بهلع:سراج أقسم بالله سراج
نظر إليه جعفر قليلًا ثم زفر وأعطاه ظهره مجددًا، أخذ سراج أنفاسه الهاربة بعجوبة ثم زفر وتقدم مِنّهُ حتى وقف أمامه، نظر إليه قليلًا ليراه شاردًا
تحدث بهدوء وقال:متخافش حاسس إنه هيبقى كويس
لَم يتلقى مِنّهُ ردّ ليقول مجددًا:صدقني … فريد قوي وهيقوم مِنّها زي ما قام مِنّ غيرها … كلنا متأكدين وواثقين إنه هيقوم
جعفر بهدوء:فريد مش بس صاحبي يا سراج … فريد أبويا … هو اللي مربيني مِنّ صُغري … أيام ما كان لسه شاب في العشرينات … فريد صاحبي وأبويا وأخويا هو اللي ياما دافع عنّي وهو اللي كان بيحميني مِنّ جميلة لَما كنت بعمل حاجه غلط وانا صغير … فريد دا روحي فيه لو حصله حاجه انا همو،ت بجد … انا مش عايز أخسر تاني يا سراج مش عايز حد يفار،قني تاني مش عايز أدوق و،جع الفرا،ق والوِحدة … والله لو أطول أديله حياتي هعملها ولا إني أشوفه بيفا،رقني زي اللي فار،قوني
ربت سراج بحنان على كتفه برفق وقال بنبرة حنونة:هيقوم وهيرجع يضايقنا ويرخم علينا تاني … أوعى تقول كدا فريد قوي انا واثق فيه والله وعارف إنه هيعدي زي ما عدى قبل كدا … متخافش يا صاحبي … فريد غالي علينا كلنا وكلنا بنحبه خليك واثق في ربنا … ربنا قادر على كل شيء
زفر جعفر بهدوء وقال:ونعمة بالله
أبتلع سراج غصته وهو ينظر إليه ولا يعلم كيف سيتحدث معه، أيقولها مرة واحدة دوّن تمهيدات أم يقوم بتمهيدها حتى يستطيع التحدث بـ أريحية
نظف سراج حلقُه وقال:جعفر كنت عايز أقولك….
قاطعه جعفر وهو يقول ببرود:لا وأقفل على الموضوع عشان انا دمي لسه محروق ومش ههدى دلوقتي خالص
سراج:طب إسمعني طيب
جعفر بضيق:قولتلك لا يا سراج هو عافية
سراج بهدوء:انتَ عُمرك ما رفضتلي طلب يا جعفر
زفر جعفر ونظر إليه وقال بنبرة حاول أن يجعلها هادئة قدر المستطاع:سراج عشان خاطري انا عارف إني عُمري ما رفضتلك طلب ولا كسفتك بس انا بجد مخنو،ق أوي ومش طايق أبُص فـ وشه قَفل على الموضوع عشان مقولش حاجه تزعلك مِنّي وانا مش واخد بالي … عشان خاطري يا سراج انا ماسك نفسي وانا بكلمك بـ العافية عشان انتَ أكتر مِنّ صاحب ومبحبش أزعلك … بلاش
صمت سراج بينما نظر جعفر أمامه مرة أخرى دوّن أن يتحدث، زفر سراج بهدوء وقال:زي ما تحب يا صاحبي … انا مش هضغط عليك أكتر مِنّ كدا … أعمل اللي يريحك
_______________________
“مَرّت ثلاث ساعات حتى دقت الواحدة بعد منتصف الليل”
دلف لؤي إلى منزله وأغلق الباب خلفه وهو ينظر حوله حيث كانت فاطمة مستلقية على الأريكة وغارقة في النوم والتلفاز يعمل ويبدو أنها غفت عندما كانت تشاهده
وضع أغراضه على الطاولة وذهب إلى المرحاض كي يغتسل فقد قضى اليوم كله في الخارج، عاد مجددًا واقترب مِنّ الأريكة وجلس على طرفها وبدأ يُيقظ فاطمة قائلًا:فاطمة … فاطمة إصحي
أستيقظت فاطمة بـ الفعل ونهضت عندما رأته جالسًا أمامها قائلة بنبرة ناعسة:حمدلله على السلامة
أراح ظهره على ظهر الأريكة قائلًا بنبرة مُرهقة:الله يسلمك
نظرت إليه وقالت:طمني في جديد
حرك رأسه برفق وقال وهو يغمض عينيه:في العناية لحد بكرا لو في تحسُن هيخرج
فاطمة بتساؤل:أومال هو أصلًا مخرجش؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك رأسه نافيًا وقال:لسه … انا جعان أوي يا فاطمة مكلتش حاجه مِنّ المغرب
نهضت فاطمة قائلة:حاضر هقوم أحضرلك الأكل
ذهبت فاطمة إلى المطبخ بينما جلس هو بـ أريحية وأمسك جهاز التحكم وبدأ يشاهد التلفاز بهدوء
________________________
دلف رمزي إلى غرفته بهدوء ليرى تسنيم نائمة بعمق والظلام يسود الغرفة، أنار الضوء الخافت ووقف أمام الخزانة أخذ ثياب نظيفة ثم أتجه إلى المرحاض كي يقوم بتبديل ملابسه والأغتسال
بعد مرور القليل مِنّ الوقت عاد رمزي مجددًا ليقف أمام المرآة وهو ينظر إلى إنعكاس صورته في المرآة، نظر إلى نفسه قليلًا ثم تراجع عما كان سيفعله وخرج قائلًا بتكاسل:لا مش مُهم انا كدا كدا هنام وهيتنعكش لازمتها ايه بقى
دلف إلى المطبخ ونظر حوله ليرى آنية مُغطاه على سطح الرخام أقترب مِنّها وأبعد الغطاء ثم آخذ الآنية وخرج، جلس على الأريكة وبدأ بتناول طعامه بهدوء
________________________
فتح مُنصف باب غرفته بهدوء ليرى شيرين تجلس أعلى الفراش ويبدو أنها تنتظر عودته، نظرت إليه ونهضت بينما أغلق هو الباب خلفه بهدوء وذهب إلى الخزانة دوّن أن يتحدث
أخذ ثيابه ثم أغلقها وذهب إلى المرحاض تحت نظرات شيرين الحزينة التي كانت تُتابعه بهدوء شديد، جلست مجددًا على طرف الفراش وهي تزفر وتضع يدها على جبينها
بعد مرور القليل مِنّ الوقت خرج مُنصف إلى الشُرفة الخاصة بغرفته واستند بمرفقيه على سور الشرفة وهو يُخفض رأسه وينظر إلى الأسفل بهدوء، لحظات ودلفت شيرين واضعة فنجان القهوة على الطاولة ثم أعتدلت في وقفتها واقتربت مِنّهُ ووقفت بجانبه دوّن أن تتحدث
دام الصمت للحظات ثم قطعته هي بدورها قائلة بنبرة هادئة:عيط يا مُنصف … متكتمش جواك حاجه
طَبَق مُنصف على كفيه وضغط عليهما وهو يُغمض عينيه حتى لا تسقط دموعه أكثر مِنّ ذلك يكفي اليوم ما قضاه في بكاء وألم وصدمة، لقد تحمّل ما تفوقه طاقته وأكثر لن يتحمّل المزيد
وضعت شيرين راحتيها على ذراعيه وأدارته إليها حتى أصبح في مقابلتها، نظرت إليه بـ عينين حزينتان وقالت:مُنصف … بُصلي بعد إذنك
دام الصمت قليلًا ثم نظر إليها مُنصف بعدما رفع رأسه لـ تقول هي:حُضني مستنيك
عانقها مُنصف ودفن رأسه في كتفها وبكى، بكى حزنًا وألـ ـمًا، بكى وهو يعلم أنه لن يتوقف مهما حدث ومهما قالت هي لهُ، بكى وهو بداخله نيـ ـران تحر،ق صدره وفؤاده، نا،ر العذا،ب والند،م، كلما تذكر أنه السبب في كل شيء حدث اليوم تسوم لهُ نفسه بـ الإ،نتحار، لَم يتحمل نظرات الجميع اليوم كان يتظاهر بـ القوة الزائفة والصمود الكاذب الذي يقبع خلفه الصر،خات والآ،هات
جميعهم اليوم دوّن أستثاء كانوا يتعاملون معه على أنه شخصًا غريبًا لهم لا يعرفونه ولا يعرفهم، كان هُناك جمود وبرود كـ لوح الثلج في معاملتهم معه بدايةً مِنّ جعفر حتى حسن الذي كان يُعاتبه كُلما نظر إليه بـ عينيه وكأنه يتهمه على ما فعله ويراه المجر،م عد،يم القلب والمشاعر
اليوم وبعد ثلاثون عامٍ مِنّ الصداقة والحب والمودة والغيرة والخوف يُرى أنه المجر،م، المجر،م الذي قام بـ إيذاء روحًا بريئة ليس لها ذنب في شيء، اليوم مُنصف أصبح علامة مُسجلة لهم، هل سيُعاملونه بجفاء بعد اليوم، هل سيتركونه وحيدًا بعد اليوم، سيجتمعون كـ عادتهم على القهوة بدونه، كم هذا مؤلم إلى أقصىٰ درجة
ربتت شيرين على ظهره برفق وحنان وقد تجمعت الدموع في حدقتيها، لأول مرة يبكي مُنصف بهذه الطريقة أو أول مرة يبكي منذ زواجهم، في حياتها لَم تراه يبكي حتى طوال فترة خطبتهما عندما مَرا سويًا بـ العديد مِنّ المشاكل قد وصلت بهما إلى الإ،نفصال لَم يبكي كان ينزعج، يغضب، ولَكِنهُ لَم يبكي ألبتة
شدد مِنّ عناقه إليها وهو مازال يبكي، أن ينظروا إليك أصدقائك بمثل هذه النظرات فـ هو أشبه بـ الجـ ـلد حيًا، مسحت شيرين دموعها ورنت أحاديث فاطمة وكايلا في أذنيها أيضًا عندما كانت في منزل بيلا وكم ألمها قلبها أيضًا، ما يشعر بهِ تشعر بهِ هي الآن ولكنه يفوقها بمراحل
ربتت على ظهره برفق وقالت بنبرة مهزوزة:حقك عليا يا مُنصف … حقك عليا انا يا حبيبي عياطك وحُر،قتك بيقطـ ـعوا قلبي … انا عارفه إنك مُنها،ر دلوقتي ومصدوم بس عياطك بـ المنظر دا مش حل … العياط مش هيرجع حاجه ولا يصلح حاجه والله بـ العكس هيتعبك انتَ … انتَ بس اللي هتتعب وليه توصل نفسك لـ المرحلة دي
تحدث مُنصف وهو يبكي قائلًا:انا أكيد في كابوس وهفوق مِنُه صح يا شيرين … انا فـ كابوس وهفوق مِنُه انا مش وحش لـ الدرجة دي انا مش كدا ولا عُمري كنت كدا والله العظيم … انا مش كدا
شيرين:عارفه يا مُنصف والله عارفه ومصدقاك … عارفه إنك مش كدا
مُنصف ببكاء:انا النهاردة كنت بتجـ ـلد يا شيرين … عارفه لَما يجـ ـلدو واحد مكتفـ ـينه بدون رحمة … انا النهاردة كنت بتجـ ـلد مِنّ جعفر ومِنّهم كلهم … كلهم كانوا بيبصولي وكأني قتـ ـلته بجد … جعفر النهاردة صدمني فيه يا شيرين متخيلتش مُعاملته معايا توصل لـ الدرجة دي انا حاسس إني مخنو،ق وعايز أمو،ت نفسي بجد انا مش طا،يق نفسي ولا طا،يق أي حاجه
سقطت دموع شيرين وقالت بنبرة حزينة:مش صح يا مُنصف … صدقني مش صح … حقك تزعل وتضايق بس انتَ برضوا غلطت … انا وانتَ عارفين إن فريد بيحب يهزر ويرخم فـ نفس الوقت وقولتلك إمبارح يا مُنصف دا راجل عايز وَنَس وعيلة بدل الوِحدة اللي هو فيها دي حُط نفسك مكانه انتَ نفسك مش هتستحمل … انا مكنتش عايزه أكلمك دلوقتي مراعاةً لـ شعورك بس الكلام جاب بعضه
أبتعد مُنصف عنّها قليلًا ونظر إليها قائلًا:غصب عنّي يا شيرين … انا مش مُتخيل إن حد ياخد مكان بابا انا مش حابب جواز ماما مِنّ بعد بابا سواء كان فريد أو غيره انا رافض الفكرة بشكل عام … بابا مكانش وحِش بـ العكس كان حنين أوي وبيحب ماما وهو مأثرش معايا أو مع ماما فـ حاجه … اللي أثبتلي دا مرة مِنّ المرات كان عندي خمستاشر سنة تقريبًا جه قعد يتكلم معايا وقعد يقولي متزعلش مِنّي يا سراج إني مجبتلكش أخ يكون سند ليك وتكون سند ليه .. وقتها ماما كانت بتمُر بمشا،كل صحية وأتمنعت مِنّ الخِلفة عشان متكونش خطر على حياتها … كنت مِنّ قبلها ولحد اللحظة دي مضايق مِنّ الفكرة لحد ما هو وضحلي الأمور ومِنّ وقتها وانا واخد لؤي وسراج وجعفر وحسن أخوات ليا … كان رمزي وقتها سافر وسابنا وبقوا حاجه أساسية فـ حياتي وأخواتي … انا ياما دافعت عنّهم وياما وقفوا فـ ضهري اللي بينا مش سنتين ولا خمسة … دا أحنا مع بعض مِنّ لما كنا صغيرين … انا لما بفتكر كل دا وافتكر اللي حصل النهاردة يا شيرين أنهار انا تعبان والله ومش قادر يا ناس حرام والله العظيم حرام
ضمته شيرين إلى أحضانها وهي تُمسدّ على ظهره برفق ومواساة وهي لا تعلم ماذا عليها أن تفعل أكثر مِنّ ذلك حتى تُخفف الأحمال مِنّ على أكتافه، سمعته يقول بقهرة ودموعه تتساقط بغزارة على وجهه:عارفه لو طلع اللي حصل لـ فريد ملهوش علاقة بيا وطلعت أزمة زي ما بيحصل معاه انا مش هسامح واحد فيهم وهفضل شايل مِنّهم وأولهم جعفر
ربتت على ظهره وقالت:سيبها لوقتها يا مُنصف … المهم نتطمن على عمو فريد وبعدين نشوف هنعمل ايه … حقك عليا يا مُنصف متزعلش دموعك غالية عليا أوي يا حبيبي والله
مَرّت خمس دقائق كان هو مازال كما هو في أحضانها ينظر إلى نقطة فارغة بشرود وهي تُمسدّ على ظهره بحنان وكأنها تُهدء طفلًا، نظر إلى فنجان القهوة لـ يَمُدّ يده ويُمسك بهِ
نظرت إليه شيرين بهدوء لـ يقول هو بنبرة هادئة لـ الغاية:بردت
شيرين:هسخنهالك وأجي
أبتعد مُنصف عنّها بهدوء بينما نظرت هي لهُ بهدوء قبل أن تنهض وقامت بمداعبة خده قائلةً بـ إبتسامه خفيفة:إفرد وشك المكرمش دا بدل ما أفردهولك انا بـ المكوة
أبتسم مُنصف أبتسامه خفيفة لـ الغاية لـ تبتسم هي طابعة قْبّلة على خده ثم أخذت فنجان القهوة ودلفت إلى الداخل، نظر هو إلى أثرها ثم زفر بهدوء وعاد إلى الخلف وأستند بـ ظهره ورأسه على ظهر المقعد بعدما أزاح السيتار قليلًا لينظر إلى السماء المُزينة بـ النجوم اللامعة
_______________________
“في صباح اليوم التالي”
خرجت شيرين مِنّ البِنْاية وهي تسير بهدوء مارة مِنّ أمام القهوة حيث كانوا كلًا مِنّ لؤي وجعفر وسراج في تمام التاسعة والنصف يجلسون، نظر إليها لؤي بهدوء لـ يقول متسائلًا:هو مُنصف منزلش ليه زي ما بينزل كل يوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
زفر جعفر بضيق بينما قال سراج بنبرة هادئة:معرفش … ممكن تكون راحت عليه نومه
نظر لؤي إلى شُرفة مُنصف لـ يراه واقفًا ويستند بمرفقيه على السور ويتحدث في الهاتف، تحدث لؤي وقال:نايم أوي
نظر سراج إلى ما ينظر إليه لؤي وقال:انا قولت ممكن يعني إحتمال ضعيف
على الجهة الأخرى زفر مُنصف ومسح على وجهه وقال:تمام انا عايز أنزل النهاردة … لا انا حابب مش هستنى لـ بُكرا … تمام الساعة حداشر هكون عندك … مع السلامة
أغلق مُنصف معه وزفر بهدوء وهو يمسح على وجهه، نظر إلى الساعة التي كانت تُشير إلى التاسعة والنصف لـ يزفر بضيق وهو يعلم أنهم يجتمعون الآن على القهوة، دلف إلى الداخل وهو يستغفر ربه تحت نظرات لؤي وسراج
أقترب مِنّهم حسن وجلب مقعد وجلس معهم قائلًا:صباح الخير يا رجالة
لؤي:صباح النور … صاحي بدري يعني
حسن:ما العياط منيمنيش
أبتسم سراج وقال:يا حبيبي هو انتَ لحقت
أبتسم لؤي بتهكم وقال ساخرًا:دا بيشتكي مِنّ أول يوم … انتَ طيب أوي يا حسن دا مش حاجه يا قلب أمك جنب اللي لسه هيحصل قدام
حسن بضيق:شكرًا يا لؤي على الطاقة السلبية اللي على الصبح دي
خرج رمزي مِنّ بِنْايته واقترب مِنّهم قائلًا:صباح الخير يا رجالة
سراج:صباح النور على فين يا صايع
رمزي:هيكون فين يا منيل غير المستشفى … مراتي هتولد
جعفر بتساؤل:دلوقتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك رمزي رأسه برفق وقال:عُمرك شوفت واحدة بتولد تسعة ونص الصبح
لؤي:وحياتك فاطمة كانت والدة وأذان الفجر بيقول الله أكبر
نظر رمزي إليه وقال:ما شاء الله وانتَ يا جعفر
نظر إليه جعفر وقال:العصر
رمزي:طب دا توقيت حلو على الأقل واكل وشارب وقاعد موراكش حاجه إنما اللي مراته والده الفجر واللي مراته هتولد تسعة الصبح دا الدكتورة هتبدأ يومها بينا هتكون داخلة أوضة العمليات وهي بتقول أذكار الصباح وكوباية الشاي فـ إيديها وساندوتش … انا مراتي طول عمرها مبتريحش حد سبحان الله
ضحكوا بخفة ليقول حسن:طلعنا بنعاني أكتر مِنّهم يا شيخ رمزي
رمزي:لا يا راجل برضوا ميجيش حاجه جنب وجـ ـعهم طول التسع شهور دول بيتعبوا أوي والله متستقلش بـ و،جع مراتك مهما حصل وأيًا كان ايه هو الو،جع
حسن:انا مراتي طلع عينها بصراحة انا لو عليا أعملها تمثال تكريم لصمودها لحد دلوقتي والله
رمزي:ربنا يعينهم ويجعل تعبهم فـ ميزان حسناتهم … ألا الواد مُنصف فين
سراج:منزلش كان لسه واقف فـ البلكونة بيتكلم فـ التليفون قبل ما انتَ تنزل
رمزي:أكيد زعلان…..
قاطعه سراج وهو يرمقه بتحذير قائلًا:لا لا عادي تلاقيه ملهوش نفس عادي
رمقه سراج نظرة ذات معنى ليقول رمزي:مش هنضحك على بعض يا سراج إحنا عارفين اللي فيها
نظروا إليه فيما عدا جعفر الذي لَم ينظر إليه مِنّ الأساس، مَرّ مِنّ أمامهم ليقول لؤي بنبرة عالية:دا احنا شفافين فعلًا بقى … دلوقتي بقينا مش متشافين
لَم يُعطيه مُنصف أي أهمية لـ يقول لؤي مجددًا بنبرة عالية بعض الشيء:يا طنط زينة جهزي الشربات عشان هنفرح قُريب أوي
توقف مُنصف فجأة عندما استمع إلى تلك الكلمات لـ يلتفت بهدوء وينظر إلى لؤي نظرات غاضبة تحت نظرات شيرين التي كانت قد عادت مجددًا وسمعت ما قيل وتحت نظرات رمزي ولؤي وحسن وسراج المترقبة
توقفوا أهل الحارة أماكنهم يُشاهدون ما سيحدث بين مُنصف الذي كان ينظر إلى لؤي نظرات غاضبة لـ الغاية ولؤي الذي كان ينظر إليه ببرود
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية