رواية زواج بالاكراه كاملة بقلم ملك مصطفي عبر مدونة دليل الروايات
رواية زواج بالاكراه الفصل العشرون 20
بالقصر..
بغرفة فيروز..
كانت مليكة تدور حول نفسها وهي تحمل الرضيع و تجلس أمامها سيليا التي تنظر لها بعدم فهم..
سيليا بهدوء:
– هو احنا رايحين فين!!
مليكة بتوتر :
– اسكندرية
سيليا بصدمة وهي تقف :
– نعم!!!
مليكة بنبرة باكية وهي تنظر لها بترجي:
– والله مش هنتأخر ، انا في كارثة لو محلتهاش انا صقر هيموتني بعد ما يعمل مصيبة في محمد
سيليا و الصدمة مازالت مسيطرة عليها:
– محمد مين و صقر مين و انتِ مين انتِ كمان؟؟
مليكة بترجي وهي تضع الرضيع فوق الاريكة و تقف أمام سيليا مرة أخرى :
– سيليا انا مفيش قدامي غيرك ، انتِ الوحيدة اللي معاكي عربية في البنات
سيليا بغيظ مصدوم:
– شوفتيني بتنيل اسوقها ، ده انا كل ده مشوفتش شكلها حتى
مليكة بجدية:
– انا بعرف اسوق متقلقيش
سيليا بتهكم:
– ولو اتمسكنا في كمين!! حضرتك محدش فينا معاه رخص
مليكة بثقة:
– محدش فينا معاه رخص اه بس معانا مرات صقر الجندي ، محدش هيقدر يعملنا حاجة
سيليا بسخرية:
– لا يا شيخة ، لالا انتِ اكيد اتجننتي ، الله يخربيتك هتودينا في داهية ، آسر مش هيوافق اصلا ، انتِ ازاي صقر وافق
مليكة بتوتر:
– لا ما احنا مش هنقول لحد ، هى ريتال بس و فيروز اللي يعرفوا ، عشان ميحصلناش مشاكل
سيليا بصدمة اكبر:
– نعم يختي!! اومال لما يلاقوا اوض النوم فاضية هنقول ايه
مليكة بتفكير:
– هنقول اننا بايتين عند فيروز ، ريتال هتتصرف انا فهمتها كل حاجة
فيروز بهدوء وهي تخرج من غرفتها:
– انا خلصت ، يلا ولا ايه؟؟
سيليا بضيق:
– يلا ايه بس ، جماعة الموضوع ده هيبقى آخرته وحشة ، آسر عارف اني رايحة اتمشى معاكوا بس ، و جدك هو اللي مستأذن منه عشان انا مبكلمهوش
فيروز بتساؤل:
– هو انتِ عبيطة؟؟ مين آسر ده عشان تستأذني منه اساسا ، هو انتِ صدقتي الجوازة الهبلة دي!!
زفرت سيليا بحنق و غيظ ثم دبدبت قدميها في الأرض و سارت لعند فيروز لتمسك المقعد و تبدأ تتحرك به للخارج فلحقتها مليكة وهى تدعوا الله ان يمر ذلك الأمر على خير و دون مشاكل..
…………………………………………………………………..
في تمام الساعة الثانية عشر مساءاً..
بالقصر..
كانت تجلس ريتال بالردهة و الأنوار حولها مغلقة ليأتي ضوء خفيف للغاية من الخارج لينير تلك العتمة قليلاً ، زفرت بحنق وهي تهاتف مليكة للمرة العاشرة حتى قاطعها صوت اصطدام عكاز الجد بالأرضية فتصنعت اللعب بالهاتف حتى اقترب منها..
عبد التواب بنعاس:
– مين؟؟ ريتال!! بتعملي ايه هنا يا بنتي الساعة دي
ريتال بتوتر وهي تقف:
– اصل آآ اصل اتعاركت مع يونس ، قولت اقعد هنا كدة ارتب أفكاري
عبد التواب بجدية وهو يمسك كفها ليجذبها ناحية الدرج :
– مهما كانت حجم المشكلة اوعي تخرجي برة اوضتك ، ده هو اللي يخرج وانتِ اللي تفضلي
ريتال بسرعة وهو تحاول سحب كفها:
– ماشي ان شاء الله بكرة هدخل انا و اكرشه من الاوضة
عبد التواب بإصرار وهو يصعد بها عنوة:
– لا مش بكرة ، دلوقتي ، هي مليكة فين تعالي نعدي عليها الأول
ريتال بخضة و سرعة :
– لالا ، مليكة في سابع نومة مع العيال ، دي فادي نايم معاها يعني من اقل حركة هيصحى و يصوت بلاش بقى عشان البت متكرهش حياتها
عبد التواب بتفكير:
– عندك حق ، الصباح رباح ، يلا عند جوزك
زفرت بحنق وهي تسير معه فهو يجرها خلفه كالتلميذة المشاغبة التي تسير مع معلمها لمكان معاقبتها ، عضت شفتيها بترقب وهى تقترب من غرفة نومها فتفاجئت بالجد يفتح الباب دون طرقه فضربت وجنتها بخوف من ان يكشف انهم ينامون بشكل منفصل..
يونس بخضة وهو ينهض من فوق الاريكة :
– ايه ده في ايه!! ايه يا جدي ده مش تخبط؟
عبد التواب بتعجب و قد بدأ يظهر الضيق و الغضب على ملامحه:
– انت بتعمل ايه هنا!!
يونس بعدم فهم وهو ينظر حوله:
– بعمل ايه فين؟؟ دي اوضتي ولا انت متلغبط ولا ايه ، و بعدين انتِ كنتي بتعملي ايه تحت يا بت انتِ ، هو انا مش سايبك جوا
ريتال من بين اسنانها:
– ايه يا يونس مش احنا اتعاركنا وانا سيبت الاوضة و مشيت
عبد التواب مقاطعاً لهم:
– يونس انت بتعمل ايه على الكنبة
يونس بتوتر وهو يرى إشارات ريتال العجيبة من خلف الجد:
– انا كنت آآ ، اصل انا مبعرفش انام في الاوضة و ريتال مش فيها
ريتال بأبتسامة حب مصتنعة وهي تذهب لتقف بجانبه:
– يا حياتي انا ، ربنا يخليك ليا يا حبيبي
عبد التواب بأبتسامة وهو يراقب محاوطة يونس لزوجته و جذبها بين احضانه:
– ربنا يخليكم لبعض يا ولاد و يبعد عنكم اي زعل ان شاء الله
ريتال وهي تدفن نفسها بين احضان يونس:
– يا رب يا جدو يا رب
ابتسم لهم ثم ربت على ذراع يونس و غادر و ما ان أغلق الباب حتى حتى دفعها يونس بخفة و انحنى ليجلب خفه المنزلي فركضت هى في الانحاء حتى دلفت غرفة النوم و حاولت إغلاق الباب بسرعة ولكنه وضع قدمه فلم تستطع غلق الباب ، دفع الباب بقوة لتعود للخلف عدة خطوات و تبدأ في الصراخ حتى قفزت فوق الفراش لتقف بسرعة و ترفع كفيها أمامها..
ريتال وهي تحاول تشتيته:
– اعقل يا مجنون
يونس بصراخ غاضب:
– نزلتي ازاي انا عايز اعرف نزلتي تحت ازاي عشان انا هطلع عيـ..آآ
صمت بذهول وهو يرى ذلك الشرشف الخاص بالفراش الذي يُعقد بساق الفراش ليتتبعه فيجده معقود في عدة شراشف حتى الشرفة فدلفها ليتفاجئ بتكملة الشراشف التي كانت تحلق في الهواء حتى الاسفل ، ضحك بذهول وهو يعود لها..
يونس بصدمة :
– انتِ نطيتي من البلكونة!! ده بجد؟
ريتال بتوتر و خوف:
– ايوة!!
يونس بذهول وهو يضرب كفيه:
– يا بنت المجنونة ، بقى عشان تهربي مني و من عيشتك معايا تنتحري
ريتال بسرعة وهي تقفز من على الفراش لتقف أمامه و تمسك كفيه:
– لالا انا منطتش عشان اهرب منك ، انا نطيت عشان مليكة ، عشان اظبط لو حد سأل عليها
يونس بعدم فهم وهو ينظر لكفها :
– مالها مليكة!!
ريتال بنبرة باكية وهي تنظر له بترجي :
– سافرت اسكندرية!!
يونس بصدمة وهو يبعد يده بسرعة :
– ايه!! ازاي؟؟ ، صقر عارف صح؟؟
ريتال بخوف:
– لا
يونس بذهول:
– طب عبد التواب!! بطة!! اي حد!! مفيش حد يعرف خالص!!
ريتال و قد دمعت اعينها بالفعل من شدة الخوف:
– لا ، محدش يعرف غيري انا و انت
يونس بغضب وهو يجلس فوق الفراش:
– يخربيت جنانكم ده بجد!! هو انتوا أطفال يا جماعة ده آآ “ثم اكمل بصدمة أكبر وهو يقف مرة أخرى و يمسكها من معصمها بقوة” فيروز و فادي فين!!!!!!!!!
ريتال و قد بدأت دموعها تنهمر بالفعل:
– معاها ، بس والله كويسين هى بس عشان تعرف تمشي من هنا من غير ما حد يشك فيها
يونس بحدة وهو يدفعها بخفة وهو يخرج بسرعة:
– عملتوا ايه في العيال ، اقول ايه بس!!
ريتال بسرعة وهي تركض خلفه لتقف أمامه و تعيق تقدمه:
– رايح فين!!
يونس بغضب:
– رايح اقول لصقر طبعا
ريتال ببكاء وهي تضع كفيها فوق صدره:
– ونبي ما تقوله حاجة ، والله فيروز و فادي كويسين ، اصلا معاهم سيليا والله ، زمانهم اكيد جايين
يونس بتوتر من بكائها ذاك ولكن غضبه مازال يسيطر عليه:
– الموضوع مش فيها هى ، عيال صقر بيتعاملوا معاملة خاصة ، مينفعش يتحركوا لوحدهم كدة طول السكة دي ، كدة خطر على حياتهم ، وسعي انا لازم اقول لصقر
ريتال بخوف شديد وهي تتخيل ما سيحدث لهم:
– بلاش عشان خاطري ، طب لو اتأخروا اكتر من كدة انا هروح معاك و نقوله ، اوعدك
يونس بغضب وهو يحاول تخطيها:
– لا لازم يعرف دلوقتي
استطاع ان يتخطاها بالفعل فزفرت بعنف وهي تمسح دموعها بغضب ثم نظرت في اثره يضيق ليأتي ببالها فكرة ، صرخت بأسمه بسرعة وهي تتصنع سقوطها أرضاً ليعود إليها بسرعة و يجثي فوق ركبتيه و يرفع رأسها فوق فخذه ، قرب وجهه من وجهها بشدة كي يستشعر انفاسها ولكنه رأى ارتجاف جفنيها فعض شفتيه بغضب شديد..
يونس بغضب:
– اه يا بنت اللللل
فتحت اعينها بسرعة فكاد ان يدفعها بعيداً عنه لكنها حاوطت وجهه بكفيها و قربت وجهه وجهها لتلثم شفتيه في قبلة قوية جعلته يجحظ بأعينه بخضة ، ابتعدت عنه بعد ثواني وهي تلهث بقوة كانت لا تستطيع رفع رأسها من شدة خجلها ولكنه امسك ذقنها وجعلها تنظر بأعينه ، استطاع ان يرى تورد وجهها بالكامل فأبتسم ابتسامة جانبية و وقف ليحملها بين احضانه فحاوطت عنقه بسرعة و خضة و خبئت وجهها في رقبته ليدلف لغرفة نومهم و يغلق الباب خلفه بقدمه لتبدأ اول ليالي عشقهم..
…………………………………………………………………..
بالفجر..
دلف صقر الغرفة بهدوء كي لا يزعجها و سار بخطى بطيئة لغرفة النوم و عندما فتحها تفاجئ بخلوها فعقد حاجبيه بضيق ، هل ذهبت تلك البلهاء لابنته مجددا ؟؟ ، زفر بضيق وهو يخرج من غرفة النوم بل من الغرفة بأكملها و يتجه لغرفة فيروز ليطرق الباب ولكن ما من مجيب ، فتح الباب بهدوء ليرى الغرفة فارغة فدلف أكثر و ذهب لغرفة النوم فلم يجد احد بدأ قلبه ينقبض فأخرج هاتفه بسرعة يهاتف مليكة وهو يخرج من الغرفة و يهبط الدرج سريعا..
صقر بغضب وهو يضع الهاتف بجيبه :
– مش فاهم تليفونها مقفول ليه دي؟
ذهبت لغرفة مربية فادي و طرق الباب لتفتح له المربية و علامات النعاس تظهر عليها بشدة..
صقر بجمود :
– مليكة هانم هنا!!
المربية بنعاس:
– لا يا صقر بيه والله ، هي خدته و خدت حاجته مني بعد الغدا عشان يخرجوا و بعد كدة مظهروش بس ريتال هانم بتقول انهم وصلوا من بدري و مليكة هانم اخداهم يناموا معاها في اوضتها
حرك فكه بتفكير ثم ذهب للحديقة ليشعل سيجارته وهو يفكر بشدة ، اين ذهبوا أولئك!! هل من الممكن أن يكون حدث لهم مكروه؟؟؟ انقبض قلبه بشدة ولكنه فجأة ربط كلام المربية بكلام مليكة صباحاً ليلقي سيجارته أرضاً وهو يتذكر ما حدث..
فلاش باك..
استيقظ صقر على صوت تسحب اقدامها ففتح عينه اليسرى ليراها تخرج من غرفة النوم تسير فوق أطراف اقدامها لتدلف الي الشرفة ببطئ فتعجب من ذلك و نهض من فوق الاريكة ليذهب خلفها فوجدها تتحدث بهمس..
مليكة بهمس غاضب:
– والله ما هسكت على اللي عمله ده ، صدقيني هقهر قلبه على اكتر حاجة بيحبها ، انا هوريه اقسم بالله ، لا مش هقولك هعمل ايه انا هخليكي تشوفي بعينك
انتهاء الفلاش باك..
هل قررت تلك البلهاء الانتقام منه في أولاده؟؟ هل فعلت لهم مكروه!! جن جنونه عند تلك الفكرة ليخرج سلاحه بسرعة و غضب و يضع به طلقتين ثم يسحب زناد الأمان..
صقر بسوداوية وهو يسير خارج القصر حاملاً سلاحه:
– صدقيني يا مليكة اول ما المحك هخليكي تحصلي ابوكي!!
صعد بسيارته ولكنه قبل ان ينطلق رأى مكان سيارة سيليا فارغ فعقد حاجبيه بتعجب ولكنه جاء بباله ان مليكة معها فأخرج هاتفه بسرعة ليهاتف آسر ولكن لم يجيب فقرر الصعود له ، كان يركض حرفيا فعقله يصور له ان مليكة الآن تؤذي أولاده بل و أيضا ظن انها ستساومه عليهم ، فتح الباب بسرعة ليتفاجئ بمليكة و أولاده و سيليا و آسر يجلسون فوق الاريكة..
مليكة بتعجب :
– صقر!!
صقر بنبرة حادة للغاية:
– انتِ بتعملي ايه هنا!!!
فيروز متدخلة:
– في ايه ان شاء الله؟؟ انا قولتلها عايزين نروح عند آسيا لأنها عملت حادثة لما خرجنا فقررنا نبات معاها
سيليا وهي تلوح لها بمعصمها الذي يحاوطه الجبس :
– انا اهو ، معلش يا صقر خضيتك عليهم شكلي كدة
صقر بضيق وهو ينظر لمليكة بأعينها:
– لا ولا يهمك ، الف سلامة عليكي يا سيليا ، تعالى يا آسر عايزك برة
آسر بهدوء:
– ماشي يلا بينا
ذهب آسر اليه و خرجوا سوياً فزفرت مليكة بقوة و يليها سيليا ثم فيروز ، تأكدت من خروجهم ثم استدارت لهم و ملامحها شاحبة للغاية..
مليكة بتساؤل:
– تفتكروا شك في حاجة؟؟
فيروز بتهكم:
– شك!! ده مصدقناش اساسا ، بس على الاقل عرفنا نظبط نفسنا
سيليا برهبة:
– انا مش مصدقة لو مكناش وصلنا من خمس دقايق كان هيحصل ايه بجد ، الحمدلله بجد!!
مليكة بخوف:
– انا خايفة اوي بجد يا جماعة ، المصيبة اللي احنا عملناها دي لو اتعرفت احنا مش هنعرف نطلع البلكونة حتى
فيروز بلامبالاة:
– كبري دماغك ، يلا بقى وديني اوضتي عشان انا تعبت و ودي فادي عند الناني بتاعته
مليكة بهدوء وهي تحمل فادي:
– ماشي يلا بينا ، انا اسفة يا سيليا كل اللي انتِ فيه ده بسببي ، انا بجد اسفة اوي
سيليا بأبتسامة متألمة بسبب رفعها لمعصمها بقوة لتلكز مليكة:
– بس يا بت متقوليش كدة ، فداكي اي حاجة “ثم اكملت بمرح” المهم خلصنا مهمتنا بنجاح
فيروز بضحك :
– من ناحية خلصت بنجاح فهى خلصت بنجاح جدا
مليكة بضحك :
– طب يلا يا ظريفة منك ليها ، باي باي يا سو تصبحي على خير
فيروز بأبتسامة وهي تتحرك بمقعدها:
– باي يا سو ، اشوفك في مهمة جديدة
سيليا بضحك :
– ان شاء الله
و عندما خرجوا تآوهت بقليل من الألم لتقف بصعوبة و تسير بتعرج على قدمها حتى دلفت للداخل و جلست فوق الفراش لتتذكر ما حدث..
فلاش باك..
كان الجميع بالسيارة و مليكة هي من تقود ، طلبت منهم جميعا وضع رباط الأمان و بدأت تقود ، كانت في البداية الأمور تسير علي ما يرام رغم افتعالها لبعض الحوادث الصغيرة التي كانت تمر بسلام..
فيروز:
– ده احنا عقبال ما نوصل هنكون بقينا اشلاء صغيرة عشان ست مليكة تستريح ، ما كنا ركبنا اتوبيس ولا اتنيلنا في اي حتة
سيليا برهبة من قيادة مليكة المتهورة:
– انزلي يا مليكة ، ابوس ايدك انزلي خلي حد تاني يسوق
مليكة بضيق :
– هخلي مين يسوق ان شاء الله ، انتِ اساسا حمارة و مبتعرفيش تسوقي ، و فيروز تعبانة مبتقدرش تحرك رجلها ، ايه اخلي فادي يسوق
سيليا بسرعة وهي تشير للشخص الذي يقف أمامهم و يلوح لهم:
– خلي عمو ده يسوق
مليكة بغيظ:
– انتِ عبيطة ولا ايه
سيليا :
– طب اقفي نشوف عايز ايه
توقفت مليكة بالفعل عندما وصلوا عنده فأنحنى بسرعة ليستند بمرفقيه فوق نافذة السيارة بجهة سيليا..
الشخص بإحترام:
– ازيكم يا بنات ، معلش انا اسف بس انا والدتي تعبانة جدا ولازم اسافرلها اسكندرية و صاحبي اللي كان بيوصلني والده توفى و اضطر ينزلني هنا و رجع هو على القاهرة ، ينفع توصلوني
سيليا بسرعة :
– حضرتك بتعرف تسوق؟
الشخص بعدم فهم :
– اه!! بس ليه؟؟
سيليا بترجي:
– ممكن حضرتك تسوق لأن احنا كنا هنعمل مليون حادثة بس ربنا ستر ولسة قدامنا طريق طويل وانا لسة في عز شبابي
مليكة بضيق :
– على فكرة بسوق كويس
الشخص بأبتسامة:
– مفيش مشكلة ، هسوق انا
هبطت مليكة بالفعل لتعود للخلف عند فيروز و فادي ليصعد الشخص و يبدأ بالانطلاق ، غفت مليكة و خلفها سيليا فبقت فيروز تراقب ذلك الغريب وهى تلعن غباء أولئك البُلَهاء لتراه ينظر بالمرآة الأمامية كثيراً ليراقب غفوان مليكة فتعجب من تعرق جبينه بالرغم من برودة الأجواء بسبب مكيف السيارة ، راقبته وهو يسير بطريق غير معلوم فهى قد سافرت عدة مرات من قبل وتعلم الطريق جيداً فأنتصبت في جلستها وهي تسأله..
فيروز بجمود:
– هو حضرتك رايح فين كدة؟؟
الشخص بتوتر:
– رايحين اسكندرية ، ده طريق اسكندرية يا حبيبتي
فيروز بقوة:
– اولا انا مش حبيبتك ، ثانيا ده مش طريق اسكندرية
الشخص بقليل من العصبية :
– لا ده طريق اسكندرية بس جديد
فيروز بسخرية:
– جديد اه ، طب انزلي بقى من العربية دي
توقف الشاب جانباً ليستدير لها و يجذبها من شعرها بقوة ليقرب وجهه من وجهها و يتحدث بهمس كفحيح الأفعى..
الشخص بغضب و همس :
– اخرسي يا بت انتِ ، على تفتحي بوقك لحد ما نوصل ، انتِ سامعة
نظرت له فيروز بسخرية قبل أن تصدمه في وجهه بسرعة ليبتعد فجأة وهو يتآوه بتألم فأستدار لها مرة أخرى و كاد ان يمد يده ليخنقها ولكنها كانت اسرع منه و امسكت يد حقيبتها و وضعتها حول عنقه لتضغط عليها و تحبس انفاسها ليبدأ بالصراخ المكتوم و قد تحول وجهه للون الأحمر من شدة الاختناق فأستيقظت مليكة و تفاجئت من ذلك المنظر لتصرخ بسرعة و تبعد فيروز عنه..
فيروز بلهاث:
– نزلي الكلب ده
مليكة بسرعة و غضب وهي تهبط من السيارة و تركض ناحيته لتفتح الباب و تجذبه من تلابيب قميصه و تلقيه خارجاً..
مليكة بغضب وهي تصعد بالسيارة و تنطلق بها و تراقبه بتشفي وهو يحاول التقاط انفاسه:
– اسفوخس على اللي يثق فيكم ، صنف عرة
سيليا بنعاس وهي تفتح اعينها:
– في ايه يا جماعة ايه الدوشة
فيروز بتهكم وهي تربت على كتفها :
– نامي يا حبيبتي نامي ، انتِ لو اتهدت عليكي حيطة مش هتصحي
لم ترد عليها سيليا بل اغلقت اعينها مرة أخرى لتغط بسبات عميق ، وصلت مليكة اخيرا بعد عدة ساعات و صفت سيارتها جانباً لتهبط منها و تلحقها سيليا..
مليكة بسرعة وهي تدلف البناية ركضاً:
– فيروز خلي بالك على فادي ، انا هقفل عليكم العربية
صعدت بسرعة الدرج لتلحقها سيليا و عندما وصلوا للطابق الخاص بالعيادة تفاجئوا بالباب غير موجود و بمحمد يجلس بالداخل ، دلفت مليكة بغضب شديد كالعاصفة التي ستقضي على الأخضر و اليابس..
مليكة بحدة وهي تقف أمامه:
– هو ايه الهمجية اللي انت بقيت فيها دي!! ازاي تعمل حاجة زي كدة!! انت عارف لو صقر بس شم خبر ، ده يوديك في ستين داهية
محمد بسخرية وهو يقف امامها:
– صقر! هو ده اسم عريس الغفلة
مليكة بغضب :
– احترم نفسك ، و خلصني و قول عايز ايه
محمد بترجي وهو يمسك كفها:
– انا عايز نرجع ، عايزك تقولي أن ده مقلب و انك كنتي بتهزري معايا هزار سخيف
مليكة بجمود وهي تسحب كفها:
– لا مش بهزر ، انا اتجوزت فعلا يا محمد ، مش ذنبي انك مش عايز تصدق والله دي حاجة ترجعلك ، على فكرة انا ممكن احبسك بتسجيلات الكاميرات وانت بتكسر الباب
محمد :
– انا مكسرتهوش انا خلعته بس
مليكة بحدة وهي ترفع سبابتها في وجهه :
– لآخر مرة يا محمد هحذرك ، لو قربت مني تاني أو من عيادتي انا بجد هقول لصقر
سيليا بثقة وهي تقف بجانبها:
– و يا ويلك من صقر ، صقر ده ظابط ، يعني يجيبك انت و اهلك و يرميكوا في الحجز
مليكة بثقة وهي تعقد ساعديها:
– ايوة بالظبط
سيليا بثقة اكبر:
– و يا ويلك من عبد التواب ، عبد التواب الجندي لو عرف صدقني انت اللي هتزعل مش احنا ، و هتوحشنا كلنا
محمد بضيق :
– مين الكتكوتة؟
سيليا بتحدي:
– سيليا ، سيليا الجندي
محمد بذهول:
– لا تمام ، ده الموضوع شكله جد فعلا!! من امتى و انتِ عندك عيلة اب ان شاء الله و بتتجوزي منهم و كمان تجيبي حد منهم معاكي!! كل ده يحصل في أقل من اسبوعين؟
مليكة بلامبالاة لكلامه:
– اديني حذرتك ، يلا اتفضل من غير مطرود ، انزلي يا سيليا ناديلي عمو اللي تحت ده يركبلنا ام الباب و يغير الطبلة بسرعة
خرج محمد بغضب لتنظر مليكة في اثره بضيق و راقبت سيليا وهى تهبط الدرج لتنادي ذلك الشخص بسرعة لينهوا مهمتهم..
و بطريق العودة كان قد حل الظلام الدامس فكانت القيادة أصعب لمليكة و ما قد خشوا حدوثه قد حدث بالفعل فأصتدمت مليكة بسيارة أخرى و لسود حظ سيليا كانت هى المتضررة الوحيدة فقد انكسر ذراعها و اضطروا لمهاتفة آسر الذي وصل في غضون نصف ساعة وهو يرتدي ثياب المنزل ليتحرك بهم سريعا الي المشفى و يعود بهم بعد ذلك للقصر و في كل هذا الوقت كان يعم الصمت عليهم ، فقط وجه آسر المشتعل هو ما يخيفهم و ما ان وصلوا حتى صعدوا من الباب الخلفي حتى دلفوا سريعا الي الغرفة و جلس آسر ليبدأ بأسئلته فتبدأ مليكة اخباره بكل شئ حتى قاطعهم دلوف صقر الحاد..
انتهاء الفلاش باك..
…………………………………………………………………..
بالخارج ..
صقر بهدوء:
– الف سلامة على سيليا
آسر بإقتضاب:
– الله يسلمك
صقر بتساؤل:
– ايه اللي حصل
آسر بقليل من الحدة لغباء زوجته:
صقر :
– هو انتوا لسة داخلين البيت؟؟
آسر بهدوء مصتنع:
– لا من بدري
صقر بشك :
– ماشي يا آسر ، ادخل انت دلوقتي و هنكمل كلام بعدين
اومأ آسر و كاد ان يدلف ولكن سبقته مليكة وهي تفتح الباب و تخرج هى و الأولاد فحياهم و دلف ، تحركت مليكة بشموخ متجاهلة اياه و لحقتها فيروز و كاد ان يلحق بهم و لكن وصلته رسالة محتواها كان كالآتي..
” تمام يا ريس ، انا قدرت اوصل لتحركات العربية ، هي كانت في اسكندرية و وقفت في العنوان ***** الساعة 12 و مليكة هانم و سيليا هانم طلعوا فوق و سابوا العربية و بعدها بحبة نزل شخص ، انا هبعت لحضرتك صورته و بياناته”
و بالفعل ارسل رسالة أخرى يوجد بها صورة للشخص و بياناته فحرك فكه بسوداوية وهو يتأكد من شكوكه ليغلق هاتفه و يضعه بجيبه ليلحق بهم بخطوات واسعة و الشر يقفز من اعينه..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية زواج بالاكراه ) اسم الرواية