رواية حارة الباشا كاملة بقلم فيروز احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية حارة الباشا الفصل الثاني و العشرون 22
دخل عبدالرحمن الي المنزل يحمل بين يديه تلك الغائبة عن الوعي التي لا يعرف اسمها حتي ..
حاول الدخول من الباب الخلفي للمنزل و التسحب لاحد الغرف دون ان يراه احد .. و لكن اجفلته شهقة بجواره من فاطمة .. و شهقة من امامه من والدته التي هتفت تصيح :
_ يااالهوي ! .. مين دي يا عبدو ؟؟
نظر لها عبدالرحمن محرجا يهتف بضيق :
_ دي .. دي .. معرفش !
لطمت وداد صدرها قبل ان تهتف بعنف و غضب :
_ يعني ايه متعرفش .. مين دي يا ولا .. و لا تكونش جايبها م الشارع زي …………..
صمتت قليلا قبل ان تهتف بصراخ :
_ يا مصيبتي !!
تأفف عبدالرحمن بضيق يخبرها غاضبا :
_ ايوة ياما لاقيتها في الشارع متبهدله زي منتي شايفه كده جبتها علشان نساعدها
_ انت اتهبلت يا عبدو !! .. اي حد نلاقيه عايز مساعدة في الشارع نجيبه علي بيتنا !!! .. انتو ناويين تجننوني ياولاد الباشا !!!
قالتها وداد صارخه بشدة .. و في اثر جملتها كان يدخل كل من فارس و معه مريم و نادين و الصغير .. شهقت مريم بصدمة ما إن رأت الفتاة بيد شقيقها و ركضت ناحيته بفزع تسأل بصدمة :
_ يااالهوي ! .. مين دي يا عبدو ؟؟
نظر لها هو بعبوس هاتفا بضيق :
_ انتي هتعملي زي امك يا مريم !! .. دي بنت غلبانه لاقيتها في الشارع محتاجه مساعدة فجبتها علشان انتي تساعديها زي روسيل
ابتسمت مريم متهكمة تهتف بسخرية :
_ علشان في الاخر تطلع جاسوسة بردو !
قالتها و لم تعي ما حدث بنطقها تلك الكلمة ،، اذ اتسعت عين عبدالرحمن مصدوما يهتف لها بصراخ :
_ جاسوسة ؟؟ .. هي مين دي اللي جاسوسة ؟؟ روسيل ؟؟
تعالت الشهقات في المنزل بأسره حتي انتفضت والدته غاضبه تقترب منه هاتفه بضيق :
_ كنت عارفه ان البت اللي اخوك جابها دي جلابه مصايب و ميجيش من وراها خيير .. و انت تاخد الزفته الي في ايدك دي و ترميها مطرح ما جبتها مش ناقصيين مصايب !!
نظر لها غاضبا يحتفظ بالفتاة بين يديه هاتفا بغضب :
_ لا مش هوديها في حته انا مسؤول عن قراراتي ياما !!!
قالها لها قبل ان يلتفت ينظر لمريم هاتفا بغضب :
_ هتيجي معايا تعالجيها و لا لا يا مريم ؟؟
زفرت مريم بارهاق هاتفه :
_ يلا يا عبدو
اتجهت معه الي الاعلي لتداوي تلك الفتاه التي بين يديه
وضعها فوق الفراش بينما مريم تحضر ادواتها لتداويها .. جلست بجوارها فوق الفراش استعدادا قبل ان تلتفت لذالك الواقف بجوارها قلقا تهتف بهدوء :
_ عبدو انت هتفضل واقف هنا !!
_ ايه .. لا هاخرج .. هاخرج طبعا
قالها و غادر الغرفة مسرعا ، بينما بقيت هي تداوي الفتاة بحرص .. مرت دقائق حتي خرجت له مريم فنظر لها بلهفة يتساءل بقلق :
_ ايه الاخبار يا مريم .. طمنيني هتفوق !
_ هتفوق طبعا .. هي كويسه جسمها بس فيه كدمات و خدوش بسيطة .. و اااه صحيح انا لبستها تشيرت من دولابك علشان هدومها كانت مقطعه
_ ماشي يا مريم .. ادخل اشوفها و اطمن عليها عادي صح ؟؟
نظرت له مريم بعبوس تهتف بضيق :
_ عادي اه .. بس انت هتدخل تشوفها و تتطمن عليها بامارة ايه .. هي مين البت اللي جوا دي يا عبدو ، و لاقيتها فين بالظبط ؟؟ .. فهمني بعد اذنك و متتعصبش عليا !
تنهد عبدالرحمن ينظر لتوأمته بقلة حيلة قبل ان يتنهد يقص علي مريم كل ما حدث مع تلك الغريبه .. شهقت مريم مصدومة و متأثرة تهتف بحزن :
_ مسكينة ! .. طيب متعرفش هما مين و لا كانو بيجرو وراها ليه ؟؟
_ ملحقتش يا مريم خدتها و دخلت البيت و اول ما مشيو اغمي عليها !
_ خلاص هي هتفوق متقلقش بس سيبها نايمه و مستريحة شوية ، لما تصحي هنعرف كل حاجه !!!!
###############################
في الاسفل بقيت وداد تضرب كفا علي كف تنعي اولادها تهتف بغضب شديد :
_ كل واحد يلاقي له بت في الشارع مضروبة و متبهدلة يجيبهالي علي البيت .. يا مري في ولادي ياناا !
اقتربت منها سناء تربت علي كتفها تهتف بقلق :
_ خلاص يا ماما بقي احنا مالنا هما حريين في اللي بيعملوه .. و اهو اللي يشيل قربة مخرومة بتخر فوق نافوخه … اهدي انتي متعصبيش نفسك علشان ضغطك
_ قربة ايه و مخرومة ايه يا سناء .. مهي بتغرقنا كلنا .. و اخر مره البت اياها طلعت جاسوسة و مريم بنتي اتاخدت في الرجليين و سيبنا بيتنا و جيتا قعدنا في الحته الهِو دي !! .. ايه هنستني ايه تاني !!!!
علي مدخل الباب وقف كل من فارس و نادين ينظران لما يحدث في داخل البيت ،، مالت نادين بجسدها علي فارس تهمس له :
_ انا حاسه ان ملناش مكان هنا .. و لا انت ايه رايك !!
_ انا بقول يلا نمشي .. وصلنا مريم و اطمنا عليها ، يلا نمشي بقي !
قالها فارس بهمس مماثل لتومئ له مقتنعة تهتف برضا :
_ ايوة يلا بينا
قالتها نادين ليومئ لها فارس قبل ان ينصرف كلاهما من المنزل دون ان يشعر بهما احد ..
اما في المنزل فمازالت وداد تنعي ولديها بكلمات غاضبة و سناء و فاطمة تحاولان تهدأتها بقلة حيلة :
_ خلاص بقي يا ماما متعصبيش نفسك علشان ميجرالكيش حاجه !
_ معصبش نفسي ايه !! .. عيالي بيبلوني بالمصايب و الله .. هلاقيها من الكبير و لا الصغير ، ياا ميلت بختك في ولادك يا وداد .. يا ميلت بختك فييهم !!
ثم ما لبست ان قفزت من مكانها ناهضة تصرخ بتوعد و غضب :
_ بس لا .. ورحمة ابوهم ما هسكتلهم علي اللي بيحصل ده !! .. البت دي مش هتفضل ثانية في البيت .. هطلع اجيبها من شعرها ارميها بره البيت !
قالتها و هي تسرع ناهضه من مكانها تسرع الي حيث اخذ ابنها تلك الفتاة ، و خلفها فاطمة و سناء يحاولا ايقافها تهتف فاطمة :
_ يا ماما استني بس .. يا مامااا !!……
###############################
في مبني المخابرات .. و خصوصا في مكتب علي الباشا .. امسكها من ياقة ثيابها من الخلف ينظر لها بشر يبتسم بخبث هاتفا لها بسخرية :
_ بقي أنا استاهل !! .. انا هوريكي انتي تستاهلي ايه !
قالها يسحبها من ياقتها ناحية احد الصور المعلقة علي الحائط .. ازال البرواز و حملها من ثيابها يعلقها منها علي المسمار موضع البرواز ..
نظرت له مصدومة تهتف بجزع و خوف :
_ هلي بتهملي (بتعملي) ايه يا هلي .. نزل انا يا هلي !
_ لا خليكي كده علشان تبقي تناقري معايا حلو !! .. مش عايزة اسمع صوتك بقي لحد ما اخلص شغل !
_ نووو يا هلي نزل أنا يا هلي .. ياااا هلي .. نزل أنا يااا هليي !!
هتفتها بجزع و خوف اما هو فابتسم بمكر لها و تجاهلها يعود جالسا خلف مكتبه يصلح ما افسدته في اوراق عمله .. اما هي ظلت تصرخ فيه و هي تفرك بجسدها تحاول النزول :
_ هللييي نزل أنا يا هلي .. يااا هلي نزل أنا بلييييز
نظر لها متضايقا يتأفف بغيظ هاتفا بضيق :
_ كده مش هعرف اشتغل .. اخرسي يا روسيل بقي !
نهض من مكانه يبحث عن شيئ يغلق به فمها .. بحث في ادراجه عن لاصق ، ليجد بكره لاصقة في الدرج .. ابتسم بخبث و استقام يتجه ناحيتها ، ظنت انه سينزلها لذا ابتسمت بسعادة .. و لكنه فاجئها باغلاق فمها بقطعة اللاصق الابيض ..
نظرت له مصدومه بينما هو ابتسم بشر هاتفا لها :
_ كده هاعرف اشتغل .. خليكي كده بقي شوية !
_ اممممممممممممممم
لم تستطع الحديث فابتسم برضا و ابتسامته تتسع بشدة هاتفا برضا :
_ حلو كده .. نشوف الورق اللي حضرتك دلقتي عليه العصير بقي !!
ثم جلس خلف مكتبه يعيد كتابة تلك الاوراق التي افسدتها اما هي فتتحرك بشدة تحاول النزول من علي الحائط و لكن دون فائدة ! ….
###############################
خرج فارس و نادين من منزل علي الباشا ليستقلا سيارة فارس مرة اخري .. ركبت نادين بجواره تتنهد بحزن ، و هو جلس صامت لا يعلم ما عليه قوله ،، قبل ان يهتف متساءلا :
_ هنروح فين ؟
_ مش عارفه !
قالتها بانكسار ، لينظر لها متنهدا بحزن قبل ان يهتف بحنان و رفق :
_ ايه رأيك نلف شوية بالعربية و نتغدي سوا و بعدين نطلع علي اي اوتيل نبات فيه النهارده لحد لما اجيب حد يوضب البيت عندي
_ و هو انا هقعد في معاك في بيت واحد لوحدنا ! .. طيب الاول كنا مضطرين علشان هربانين في كوخ و كده انما دلوقتي هقعد معاك في البيت لوحدنا ليه !!
نظر لها بضيق و حزن من حالها قبل ان يفكر يتساءل بتعجب :
_ هو انتي ليه مش عايزة ترجعي بيت ابراهيم ؟؟
تنهدت بضيق تخبره بحزن :
_ مامتي اللي هناك شبه مش بتحبني ،، يعني تفكيرها كله في النوادي و السهرات و الميكب و الشوبينج و البيوتي سنتر ،، و انا كنت مهووسه زيها بالحجات دي و مدلعه جدااا .. فاعتقد بعد ما بابا اتقبض عليه زمانها دلوقتي مش عارفه هتصرف ازاي و منين و لو رجعت لها هتطردني من البيت اكيد !
_ نادين تتجوزيني !!
قالها بتصميم و هو ينظر لها باعين عاشقة متمنية ، نظرت له باستغراب تهتف باستنكار شديد :
_ اتجوز ايه يا فارس في اللي بيحصل حوالينا ده ! ..
_ و ايه المشكلة في اللي بيحصل حوالينا ! .. انا بحبك و هشيلك في عنيا و الله بس انتي وافقي
نظرت له بخجل شديد تهمس له برجاء :
_ طب ممكن تديني فرصه افكر لحد ما عمر يفوق و نطمن عليه !!
_ حاضر يا حبيبتي لما عمر يفوق .. و لحد ما يفوق هعيشك النهاردة يوم لا يمكن تنسيه ♥️
قالها بحب و سعادة قبل ان يدير محرك سيارته و ينطلق الي حيث وجهته .. و هي تجلس جمبه تشعر بالحب ناحيته و الخجل من مشاعرها ! …
###############################
صعدت وداد الي الغرفة التي تبقي فيها تلك الفتاة مجهولة الهوية .. كان عبدالرحمن و مريم يقفان امامها يتحدثان .. اقتربت منهما وداد و خلفها فاطمة و سناء تحاولان ايقاف المشاكل ..
وقف عبدالرحمن امام الباب متحفزا لاي شيئ يصدر عن والدته ..
اقتربت والدته بغضب تحاول ازاحته من طريقها هاتفه بصراخ :
_ ابعد من وشي يا عبدو حالا !
_ هتعملي ايه يا ماما ؟؟
قالها بجزع و ضيق ، لتنظر له غاضبه تهتف بقسوة :
_ هعرف البت اللي جوا دي مقامها و هجيبها من شعرها ارميها بره البيت .. هي فاكره انها هتعرف تضحك علينا و الا اييييه ؟؟
وقف عبدالرحمن حائلا بينها و بين الغرفة يحاول منعها من الدخول هاتفا بضيق :
_ تضحك علينا ايه يا ماما .. ابعدي عنها لما تفوق و نعرف هي مين ابقي اطرديها !
_ ابعد من وشي يا عبدو بقولك !
اقتربتا سناء و فاطمة تحاولان ابعادها عن الباب و عبدالرحمن .. تهتف فاطمة برجاء :
_ يا ماما ما تسيبها اما تصحي و نعرف حكايتها ايه و بعدين نشوف هنعمل معاها ايه !!
_ لاااء و الف لاااااء .. مش هسيب البت دي في بيتي كفايه علينا اللي الباشا جابها !!!
اقتربت منها سناء تهتف بسخرية لاذعة :
_ بس ده مش بيتك .. ده بيت الباشا !
شهقت فاطمة بصدمة تهتف سريعا بجزع :
_ ايه اللي بتقوليه ده يا سناء ،، و هو بيت الباشا ايه غير بيت امه .. ده ماله كله مالها ، عيب تقولي كده !!
التفتت وداد تنظر لها غاضبة تهتف بضيق و نفاذ صبر :
_ لا هي معاها حق ! .. ده مش بيتي ده بيتك انتي و جوزك .. و انا هرجع بيتي و بيت جوزي و اللي يجري يجري .. هي موته و لا اكتر ،، اهو نموت و نستريح بدل الهم اللي انا فيه ده
اتجهت تغادر المكان بينما تهتف غاضبه تكمل حديثها :
_ هم و بلا ازرق .. كل يوم و التاني جيبين لي بت من الشارع .. حنينيين اووووي عيال الباشا جتهم وكسه .. هو انا بختي مااايل كده في ولادي فراغ ! .. اه يانا يا ميلت بختي في ولادي يانا !!!!
اتجهت سناء تسير خلفها تهتف بضيق :
_ طب اصبري يا ماما .. اما عماد يرجع من الحارة ياخدنا و نرجع بيتنا !
_ و هو جوزك فين ده راخر ! .. مش بعيد يرجعلي بمصيبة هو كمان و واحده شايلها علي درعاته ! .. مهو اللي ناقص !!!
قالتها و غادرت متمتمه بغيظ و غضب ،، نظرت فاطمة للشقيقين باحراج و قلة حيلة تهتف لهم :
_ طبعا البيت بيتكو و مال اخوكو هو مالكو .. ملكوش دعوه باللي قالته سناء ده !
_ احنا عارفين .. متقوليش كده يا أبلة بطة احنا فاهمين ،، ربنا يخليكي لينا أنتي و أبيه !
قالتها مريم بلطف تزيح الحرج عن فاطمة .. فابتسمت لها فاطمة بشكر و رفق تهتف لها بامتنان :
_ تسلمي يا مريومة .. انا هنزل احاول اراضي ماما .. و انتو لو احتاجتو حاجه قولولي ماشي !
###############################
انتهي علي الباشا من عمله .. و سلم تقرير ما حدث في منزل معتز ،، ثم عاد اليها في مكتبه .. نظر لها وجدها كما تركها معلقه علي الحائط ..
ابتسم ضاحكا و اقترب يزيل لاصق فهمها يهتف متساءلا :
_ اتربيتي !!
نظرت له عابسة بشدة تصرخ بغضب :
_ اييييه إنتي هملتيه (عملتيه) ده يا هلي .. نزل أنا يا هلي بقي نزززل أنا !!
رفع احدي حاجبيه يخبرها ببرود :
_ مش هنزلك ! .. انا هعلمك تحترميني ازاي !
_ هلاص (خلاص) يا هلي .. i’m sorry .. نزل أنا بليييز يا هلي !
_ هنزلك بس بشرط ! .. اللي حصل ده ميتكررش تاني .. و لو اتكرر تاني هزعلك انتي سامعة !
اماءت له عدة مرات بطاعة ،، ليبتسم برضا قبل ان ينزلها من ثيابها المعلقه ارضا .. ما ان نزلت ارضا حتي نظرت له بغيظ و ضربت ركبته بقدمها بغيظ ليتأوه بشدة بينما ركضت هي سريعا من امامه .. استقام هو ينظر لها بغيظ يخرج خلفها من المكتب و يغلقه هاتفا بغضب و غيظ :
_ يا بنت ال *** … ماشي يا روسيل ، و الله لاربيكي !!
غادر خلفها يتبعها الي ان خرجا من المبني باكمله .. وقفت تنظر له تبتلع ريقها ببعض الخوف .. نظر لها بشر يهمس لها بمكر :
_ هردهالك بس مش دلوقتي .. دلوقتي هنروح علي البيت ، بس قبل ما نروح البيت ، لازم نطلع علي المأذون !
_ لييييه روح هند (عند) المآآآآزون (المأذون) يا هلي ؟؟
_ لان انا كنت متجوز اختك بس باسمك .. لازم اعرف حالنا من الشرع ايه دلوقتي يعني انتي مراتي و لا هي و لا ايه الدنيا !
###############################
وصل علي الباشا الي مكتب المأذون الشرعي و معه روسيل .. جلسا امام المأذون ليقص له علي الباشا ما حدث عند و بعد زواجه من ريانا منهيا حديثه هاتفا :
_ و انا دلوقتي يا شيخنا مش عارف انا متجوز انهي واحده فيهم
_ انت كده متجوز الاختين ، و جواز الاختين في دينا لا يجوز يا علي !! .. فزواج الاختين في دينا لا يجوز !
قالها الشيخ بصرامه لينظر له علي الباشا مصدوما يخبره بصدمة :
_ بس انا لمست اختها و قربت منها علي اسس انها مراتي !!
_ بالفعل اختها زوجتك لانها وافقت علي عقد القران و وكلت وكيل في عقد القران
_ طيب انا دلوقتي عايز اطلقها يا شيخنا و اتجوز من اختها !
_ ممكن تطلق الزوجة اللي علي زمتك بالطلاق الغيابي .. و لكن لا يمكن تتجوز اختها الا بعد ما عدت الاولي تخلص !
_ و عدتها دي قد ايه يا شيخنا ؟؟
قالها علي الباشا متضايقا بينما ينظر للمأذون ، فاخبره الاخير برفق :
_ ربنا سبحانه وتعالي قال ” وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ} [البقرة:٢٢٨] ” و القروء هنا معناها الحيض ، يعني عدة المرأة 3 حيضات .. لكن لو حامل فعدتها بتكون لحد ما تضع حملها !
زفر علي الباشا بضيق قبل ان يهمس لنفسه بضيق :
_ و انا هلاقيها فين دي علشان اعرف الكلام ده ..
نظر للمأذون يهتف متساءلا برفق :
_ طب لو مش بتحيض يا شيخنا ؟؟
_ يبقي عدتها 3 شهور
_ طب يا شيخنا انا معرفش هي دلوقتي فين و لا بتحيض امتي و لا مر عليها قد ايه .. يبقي ايه الحل ؟؟
_ هتطلقها غيابي و تستنا 3 شهور كاملين قبل ما تتجوز اختها !
_ تمام يا شيخنا فهمت ! ..
قالها بينما ينظر بتفكير لروسيل و هو يفكر بما سيحدث تاليا فلا يعلم ماذا سيفعل معها و لا كيف سيقول لفاطمة عليها و علي عودتها !!
###############################
بعد مده وصل علي الباشا الي منزله مع روسيل التي تتبعه في صمت تام لا تعلم ماذا تفعل ..
دخل الي المنزل ليشعر بالصمت القاتل في المكان .. نادي علي من في المكان هاتفا بصوت عالي :
_ ياااا اهل البيت !! .. ياااامااا .. ياااا بطة !!
اقبلت عليه فاطمة مبتسمة ، ما ان رأت روسيل خلفه حتي تبدلت ملامحه و اختفت بسمتها و هتفت بغضب و قسوة :
_ ايه اللي جاب البت دي هنا يا باشا !!!
_ ممكن تهدي يا فاطمة و نتكلم !
_ مفيش كلام في الموضوع ده يا باشا .. البت دي مش هتدخل بيتي !!
قالتها غاضبة و ساخطة بشدة ،، لينظر لها بغضب مماثل يهتف بصراخ :
_ و ده مش بيتك ده بيتي !!
اصفر وجهه فاطمة مصدومة ، و نظرت له بصدمة شديدة دون حديث و عيناها تدمع بشدة لا تصدق انه قال تلك الجملة ، و هي منذ مدة تحاول اقناع وداد ان المنزل منزلها ، حتي رحلت الاخري غاضبة بسبب تلك الجملة !
ابتسمت ساخرة تخبره بمراره :
_ بييتك !! .. طب اشبع ببيتك مع العروسه الجديده انا هروح بيت ابويا .. ليها حق ماما تمشي !
عبس بحاجبيه بشدة يهتف غاضبا :
_ مين دي اللي مشيت !
لم تجبه بل التفتت بظهرها تخبره بلا مبالاه :
_ معرفش !
ثم غادرت من امامه تاخذ ثيابها لتغادر المنزل .. خرجت و بيدها نسمة الصغيرة ،، نظر لها غاضبا يهتف بضيق :
_ راااحة فين يا بطة اعقلي .. اعقلي و متسيبيش البيت علشان خاطر بنتك !!
نظرت له بعبوس و لم تجيبه بينما تتجه الي باب المنزل بصمت .. فهتف يخبرها غاضبا بشدة :
_ طب لو خرجتي من البيت ده هتبقي طالق !! .. طالق بالتلاته كمان !!!…
###############################
في الطابق العلوي ،، كانت مريم تجلس مع تلك الفتاه تنتظر ان تستيقظ ،، بينما عبدالرحمن يقف في الشرفة الخاصة بالغرفة يدخن سيجارته بغضب ..
تأوهت الفتاة بألم تفتح عيناها ،، لتبتسم مريم بسعادة و تنادي عبدالرحمن هاتفه :
_ صحيت يا عبدو .. صحيت !
اسرع عبدالرحمن يلقي سيجارته من الشرفة ، ثم اسرع يدخل الغرفة بلهفة ينتظر استيقاظها ..
فتحت الفتاة عيناها تنظر لمريم متساءلة بالم :
_ انا فييين ؟؟
نظرت لها مريم بحنان هاتفه برفق :
_ متخافيش انتي في بيتنا !
_ آآآآآآآه انتو مين ؟؟
بدأت بالاستفاقة و نظرت لكليهما تشير لعبدالرحمن هاتفه :
_ انت اللي انقذتني صح !!
_ ايوة .. قوليلي انتي مين و كنتي بتجري من مين !
_ انا شمس الدبسي .. ابويا تاجر موبيليا كبير في منطقة **** .. عندنا مصنع موبيليا ،، و ابويا معروف اوي في منطقتنا !
_ انتي بنت الدبسي !!
قالها عبدالرحمن باستنكار ، لتنظر له شمس بصدمة هاتفه :
_ انت تعرف بابا !!
_ مين ما يعرفش ابوكي ! .. انا عبدالرحمن الباشا ، وكالة الباشا في ضهر معرض الموبيليا بتاعكم !
اتسعت عيناها بصدمة تهتف له برعب :
_ يعني انت هترجعني لابويا !
نفي برأسه سريعا يخبرها برفق :
_ لا لا مش هرجعك ليه .. بس احكيلي انتي هربانه من بيتك ليه .. و جاية من منطقتنا لحد التجمع ازاي اوعي تقولي جاياهم جري من الكلاب !
ابتسمت ساخره تخبره بمراره :
_ لا طبعا .. ابويا عاوز يجوزني جواز مصلحه ، و انا لسه 18 سنه عايزة ادخل الكلية و اعيش حياتي زي اي بنت في سني .. و لما قولتله لا ضربي و عدمني العافية و قالي هتتجوزي الراجل و رقبتك فوق رقابتك .. فكنت عايزة اهرب ، اتفقت مع واحده صحبتي نتقابل في مول قريب من هنا .. ندخل سوا اودام الحراسة ، لان ابويا مش بيمشيني من غير حراسه .. و بعدين تخرج هي من غيري تقولهم اننا توهنا من بعض …
تشنجت بشدة و هي تهتف له ببكاء :
_ بس هما عرفو الملعوب و كان معاهم كلاب شمموهم ريحتي و كانو بيجرو ورايا لحد ما قابلتك !
ضمتها مريم بحنان لتبكي شمس بشدة بين احضانه ،، نظر لها عبدالرحمن بحزن و ضيق مما حدث لها قبل ان يهتف متساءلا :
_ طيب هنعمل ايه دلوقتي .. انتي كنتي عايزة تهربي تروحي فين !!
_ معرفش بس اهم حاجه كان اهرب منهم و بس مش عايزة اتجوز الراجل ده !
نظر لها عبدالرحمن مفكرا يهتف بتفكير :
_ لازم نعرف الباشا باللي بيحصل هو هيساعدنا !
_ باباكم يعني !
قالتها ببراءة ليضحك كل من مريم و عبدالرحمن قبل ان تهتف مريم تخبرها برفق :
_ لا كلنا اخوات بابا توفي من زمان .. ده عبدو توأمي و انا مريم .. و في أبيه علي ده كبيرنا احنا بنقوله يا باشا علشان هو كبيرنا يعتبر .. و في أبيه عماد ده اخونا الكبير في السن !
ابتسمت شمس برفق هامسه :
و قبل ان تكمل الجملة استمعو لصوت شجار علي الباشا مع زوجته في الاسفل ، لينزل عبدالرحمن و مريم سريعا علي صوت الشجار … لتشهق مريم بصدمة و تسمع شقيقها الاكبر يخبر زوجته غاضبا :
_ سمعتتي يا بطة !!! .. لو خرجتي من البيت ده تبقي طااالق !! .. طااالق بالتلاتة يا بطة !!!!!!!……..
●●●●●●●●نهاية الثاني و العشرون●●●●●●●●●
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حارة الباشا ) اسم الرواية