رواية مسافات مشاعر (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم روزان مصطفى
رواية مسافات مشاعر الفصل الثالث و العشرون 23
مِما جعل مها تُحاوِل قدر الإمكان إبعادُه عنها، كانت تُبعد شفتيها عن خاصتهُ تارة في مُحاولة للتحدُث، فـ يعود هو لـِ يلتقطها بـِ شفتيه مُجددًا، تمالكت مشاعِرها قدر الإمكان وإبتعدت عنهُ وهي تنظُر لهُ بـِ غضـ|ب مُشتـ|عِل، رفعت يدها للهواء في مُحاولة لـِ صفـ|عُه فـ أوقفها بـ يدهُ وهو يقترِب مِنها أكثر، تمايل جسدها على الموقد المُنطفيء فـ قال رحيم: مش من حقِك تمدي إيدك عليا، عيب عشان أنا جوزك وكمان معملتلكيش حاجة تضايقك.
قالت من بين أسنانها: بوستني!
نظر لها رحيم بـِ ضحكة قصيرة وقال: مراتي، حقي.. شرعًا مش عيب ولا غلط.
مها وهي تعتدِل وتُجابهُه: وشرعًا مينفعش تلمسني غصب عني! وجعلنا بينهُما مودةً ورحمة
حاوط رحيم جسد مها بـِ ذراعيه وقال بـِ همس: طب ما ترحميني إنتِ ومتبعديش أكتر من كِدا؟
وضعت كِلتا يديها على صدرهُ وقالت: هو مش إنت روحت إتجوزت وعملت اللي إنت عاوزُه؟ انا بقى مش هسمحلك تقربلي تاني.. إبعد عني!!
إقتحمت والِدة رحيم المطبخ في تِلك اللحظة وهي تنظُر لـِ أثار أحمر الشفاه على شفتي إبنها، وشِفتا مها المُلطخين التي حاولت قدر الإمكان أن تُهندِمهُم.
والِدة رحيم بـِ إبتسامة حاولت قدر الإمكان إخفاؤها: الراجل بتاع كالون الشقة بيسأل عليك برا يا رحيم.
كان رحيم لازال ينظُر داخِل عينا مها فـ قال بـِ تنهيدة مُثقلة بـِ الشوق: قوليله جاي
ثُم همس لـِ مها قائِلًا وهو ينظُر لـِ شفتيها: هنكمل كلامنا بعدين.
ثُم إبتعد عنها حتى يخرُج مِن المطبخ فـ قالت بـِ صوت مُرتفِع حتى يسمعها: الكلام خلِص أصلًا..
ثُم إلتفتت لـِ الموقِـ|د تُشعِلُه وتبدأ في تحضير الطعام.
إجتمعوا جميعهُم على الطاوِلة لـِ تناول طعام الغداء قبل مجييء الناس، لكن مها لازالت واقِفة، قالت والِدة رحيم لها: إقعدي يا مها كُلي لُقمة عشان اليوم طويل.
مها بـِ إعتذار: معلش يا ماما هطلع عشان الولاد وبعدين أنا مش جعانة.
والِد رحيم: إقعُدي يا مها، يعني إنتِ اللي عملتي الأكل ومش عاوزة تاكلي؟
مها بـِ إعتذار: عشان الولاد زمانهُم صحيوا و..
سحب رحيم المِقعد بـِ جانبُه وقال: إقعُدي كُلي وأنا هاخُد بالي منهُم.
نظرت لهُ فرح نظرة ذات معنى وقالت: وإنت اللي ملكش نفس تاكُل يعني؟
في النهاية وبعد عناء جلست مها لـِ تأكُل ولاحقتها نظرات فرح ويارا الساخرة والضحك المكتوم
نديم لاحظ أفعالهُم المقـ|يتة فـ قال بـِ نبرة تحذيرية: في ناس شكلها حبت قعدة البيت أوي وكيفتهُم.
فهمت يارا ذلِك التلميح فـ قامت وهي تقول: الحمدُلله شبعت، هلحق أحمي البيبي وألبسها وأجهزها.
ظلت مها تتناول طعامها مُحاوِلة تجاهُل نظرات رحيم المُتكررِة لها، حتى سقطت مِلعقة رحيم أرضًا فـ إنحنى لـِ يلتقِطها ثُم إعتدل، لـِ يجد مها قد قامت من الطاولة
تلفت حوله فـ قالت والِدتهُ: متدورش عليها، هي هتغسل إيديها عشان هتر|ضع عيالها فوق.
قام رحيم من الطاولة وغسل يديه على الفور ، ثُم ركض للخارِج فـ وجدها تصعد على الدرج بـِ هدوء، ركض ووقف أمامها وهو يمنعها من الصعود ويتأمل عينيها
حركت مها مِقلتيها تنظُر في شتى الإتجاهات عدا عينيه
مِما جعلهِ يُمسِك وجهها ويقول: بُصيلي متهربيش بعينيكِ مني.
مها بـِ هدوء واثِق: المفروض اللي يهرب بـِ عيونه إنت مش أنا، مش أنا اللي خو|نتك وجر|حتك وإتسليت بيك..
رحيم: إتسليت بيكِ إيه! أنا مخلف منك إتنين.
مها بـِ نظرة مُتألِمة: عشان أهلك اللي أجبروك، عن إذنك عايزة أعدي
رحيم وهو ينظُر لها: مها!
رفعت عينيها ونظرت لهُ فـ قال: معرفتش يعني إيه حُب حقيقي غير لما.. لما حبيتك إنتِ!
•تابع الفصل التالي "رواية مسافات مشاعر" اضغط على اسم الرواية