رواية مسافات مشاعر (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم روزان مصطفى
رواية مسافات مشاعر الفصل الرابع و العشرون 24
عِندما إستمعت مها لِما قالهُ رحيم لها للتو، شعرت بـِ رجفة تجتاح قلبها، لكن ألم ما فعلهُ بِها وزواجهُ مِن فرح سُرعان ما قضى على تِلك الرجفة، لـِ تحاول تخطيه والإبتعاد عن طريقُه والصعود لـِ شقتها.. لكنهُ أوقفها مُجددًا وهو يقول: مش مصدقاني؟
رفعت مها عينيها ونظرت لهُ ثُم قالت: في حجات لما بتيجي متأخر، مبيبقاش ليها طعم.. رغم إننا إستنيناها كتير، أنا كُنت بفرح لما كُنت أصحى وألاقيك بتقولي صباح الخير، أو لما عيني تيجي في عينك بالغلط ويحصل بيننا نظرة سريعة مش مقصودة.. كُنت لما تشرب مياه وتسيب الكوباية أشرب مطرحك من كُتر ما بحبك.. دلوقتي إنت واقِف قُدامي وعينك في عيني بتقولي بالمعنى الصريح إنك بتحبني.. وأنا مش حساها يا رحيم
إقترب رحيم مِنها ووقف على ذات الدرجة التي تقِف هي عليها، حتى كادت أن تقع للخلف لولا أنهُ حاوط خصرها بـِ يدهُ، سحب جسدها تجاهُه أكثر وهو يهمس أمام شِفتيها قائِلًا: عاوز فُرصة أعوضِك عن كُل دا، عاوز فُرصة كمان عشان أخليكِ تحسي حبيتك إزاي.. وعاوزك إزاي، اكتر من أي حاجة تانية
حاولت مها إبعاد يدهُ عن جسدها لكنهُ كان يشِد عليها داخِل حُضنهُ أكثر، حتى تنحنح نديم وهو يقول: كُنت طالِع أجيب حاجة من شقتي بس.
إحمر وجه مها وتنحى رحيم جانِبًا وهو عاقِدًا حاجبيه وقال: تعالى عدي، كِدا كِدا أنا هطلع الشقة مع مها أجيب ليا غيارات عشان أخِد شاور
وقفت مها وتسمرت مكانها وهي تقول: إتفضل إنت إطلع خُد اللي عاوزُه وأنا هرضع الأولاد تحت في بيت ماما.
رحيم بـِ صوت حازِم: في إيه يا مها هو أنا هاكلِك! تمام ماشي أنا غلِطت، بس بقولك إديني فُرصة! ما جايز الغلط دا حصل عشان يرجعنا لـِ بعض.
إمتلأت عينيها بـِ دموع مُترددة بين خروجها من مقلتيها وفِقدان كِبرياؤها، وبين حبسهُما وكبت مشاعِرها الدفينة لـِ تقول: مفيش أمل ولو صُغير، إن أنا وإنت نِرجع وأعتقِد إنت عارف ليه، إنت إختارت وخلاص.. معنديش حاجة تانية أقولها، وعارف كمان يا رحيم! إحنا عُمرنا ما كُنا مع بعض بجد.. عُمرنا.
صعدت مها إلى الشقة وإنتهى الحديث بينهُما عِند ذلِك الحد.
بدأ سبوع الطِفلة، وإمتلأ منزِل الحاج عبد الكريم بـ المُهنئين والمُباركين، ونظرات الشوق كانت موجهه مِن عينا رحيم إلى مها التي تجاهلتهُم عمدًا، تليها نظرات فرح الحا|قدة تِجاه مها أيضًا، على الرغم مِن أن نِساء العائِلة كانوا يجلِسن كـ الملِكات إلا أنا مها كانت تدور بـِ أكواب ” المُغات الساخِن ” على المتواجدين مع إبتسامتها النقية.. ذلِك الحال لم يُعجِب رحيم أبدًا، لم يوظ أن تكون زوجته حبيبتُه تدور أمام أعيُن الجميع والبقية جالسون، همس في أُذن والِدتهُ أن تُحاول أن تُجلِس مها بـِ هدوء
لإنهُ يعلم جيدًا إن حدثها هي لن تقبل وسـ تُعانِد
بينما كانت تُقدم بقية الاكواب قالت لها والِدة رحيم وهي تربُت على المِقعد بـِ جانِبها: تعالي إقعُدي جنبي يا مها، كفاياكِ عشان متتعبيش
عدلت مها من حِجابها وقالت: مش تعبانة ولا حاجة يا ماما خليكِ مرتاحة إنتِ
قامت نجمة لـِ تُساعِدها عِندما شعرت بـِ الحرج..
وظلت نظرات فرح ويارا تُلاحقها بـِ السُخرية والتهامُس السيء
حتى قام نديم وجذب يارامِن ذراعها وقال لها من بين أسنانُه: مش عارف هتعدي يومك ولا لا لكن قسمًا بالله لو لمحت بعيني إنك قاعدة تتهامسي مع فرح على مها مرات أخويا هعيشك ليلة لما نرجع شقتنا معيشتيهاش قبل كدا، لمي نفسك وإتظبطي أحسن عشان مظبُطكيش
يارا من بين أسنانها: انت إتجننت سيب إيدي الناس بتبُص علينا
نديم بتحذير أخير: مش هكرر تاني الكلام دا ساعتها هقِل مِنك قُدامهم طالما مش عملالي إحترام قُدام أخويا!
يارا بـِ ألم: خلاص قولت! سيب إيدي!
ترك نديم يدها وعاد لـِ يجلِس مرة أخرى، بينما قامت فرح في محاولات عديدة للحديث مع رحيم حتى تُظهِر للجميع أنهُم زوجين سعيدين، لكِنهُ كان غاضِب مِن رفض مها له.. وكان مُشتاقًا لها
إقتحم السبوع المُصوِر وهو يلتقِط صور فوتوغرافية عشوائية للجالسين، عِندما رفع الكاميرا الخاصة بِه ونظرت لها مها عن طريق المُصادفة، أنزل الكاميرا وهو ينظُر لها بـِ إعجاب، ثُم عِندنا إقتربت هي بـِ الأكواب الفارِغة لـِ تضعها في المطبخ، جلس على رُكبتيه أمامها وهو يلتقِط صورة لـِ وجهها ثُم قال بـِ إعجاب: ملامحك بسم الله ماشاء الله، مش محتاجة أي فلاتِر!
إستمع الجميع من بين صوت الموسيقى الصاخِبة والأحاديث ذات الصوت المُرتفِع إلى صوت كوب يتهشم.. نظر الجميع لـِ مصدر الصوت لـِ يجدوا رحيم قد كسر الكوب بين أصابعُه وهو ينظُر بـِ أعيُن تلتـ|هِب نارًا.. وغيـ|رة، وبين يديه الزُجاج الصغير وقطرات دِ|ماء تقطُر على الأرضية
تجاهلت مها كُل شيء وهي تقول بـِ لهفة حقيقية وخوف واضِح عليه: رحيم!!!
•تابع الفصل التالي "رواية مسافات مشاعر" اضغط على اسم الرواية