رواية بلا حب (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سوكه
رواية بلا حب الفصل الثاني 2
بلا حب
٢
بالفعل كانت ليلة طويلة للغاية بدأها حسين بجملة واحدة: انا عاوز فلوسي
قال حسن بضيق: استغفر الله العلي العظيم، سايب عروستك ليلة فرحكم وجاي تتكلم عن فلوسك بعد نص الليل، انت جرا لعقلك حاجة
قال حسين بتوتر: يا.. يا حسن انا عملت كل اللي انتوا عاوزينه وانت عارف انا محتاج الفلوس دي قد ايه
قال بتجهم: وانا من امتى باكل فلوس عليك او على اي حد!!
تراجع بارتباك: مش.. مش قصدي ياحسن، انا بس محتاجهم عشان المشروع
قال بحسم: وانا قلت هديهوملك يبقي تصدق وتستنى لما ادبرهملك
صرخ حسين: يعنى ايه الكلام ده! الفلوس مش جاهزة!!
دخلت سارة: يا جماعة اهدوا شوية صوتكم.. فيه عروسة فوق تقول علينا
هتف حسن بغضب: ادخلى انت جوة وسيبينا نتكلم
تأففت: بس متتخانقوش عشان ماما الحاجة متسمعش صوتكم
خرجت من غرفة الصالون الى الصالة وفتحت النافذة المطلة على المنور، ثم دخلت غرفة اطفالها
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
في الشقة في الدور الأرضي خرجت ام حسن من غرفتها لتجد ابنتها فاطمة تقف في النافذة المطلة على المنور: بتعملى ايه عندك
التفتت لها وعينيها تتراقصان بإثارة وهزت كفيها وهي تضم شفتيها وتحركهما يمينا ويساره: ولادك فتحوا الفاتوحة وماسكين في بعض فوق
اصغت السمع من النافذة: ده حسين اتجنن رسمي، سايب مراته ونازل يشبط في اخوه!!
اسرعت الي باب الشقة وابنتها تناديها بمكر: رايحة فين يا حاجة، سيبيهم يصطفلوا مع بعض، ماحنا متعودين على جنان الاستاذ حسين
لم تستمع لها واسرعت تصعد للطابق الاوسط حيث شقة حسن، وفتحت لها سارة الباب بمجرد ان رنت الجرس وكانما الامر معتاد
ودخلت خلفها فاطمة التي لا تفوت شجار بين اخويها الا وتكون في اول مقعد للمتفرجين
هتفت الام بهما: ايه، فيه ايه!! صوتكم جايب اخر الشارع
قال حسين : قوليله يديني فلوسي دلوقت
قالت بدهشة: انت سايب عروستك وبتعمل ايه هنا في ساعه زي دي، وفلوس ايه اللي انت عاوزها، ماهو وعدك انه هيديك ورثك
قال حسين : بيقولى لسه هيدبره، يعنى الفلوس مش جاهزة
قالت وهي تنظر لحسن الذي يغلى غضبا: يا حسين وطي صوتك، مراتك هتسمع
قالت فاطمة باستهتار وهي تسند كتفها الى حلق الباب: هي لسه هاتسمع، هو لسه حد في اخر الشارع مسمعش صوتكم
صرخ حسين: اخرسي انت
قالت الام بلوم: يا حسين عدي الليله على خير وبكرة نتفاهم
صارت اعصابه خارج السيطرة، ولم يعد يستطيع التحكم بنبره صوته ولا ايقاف ذلك الاعصار الغاضب الذي يخرج من جوارحه: اعدي الليله!!! يعنى كنتوا بتضحكوا عليا!! وانت بتخدريني لحد ما اقبل بالجواز وبردوا مش هتدوني الفلوس
قالت فاطمة باستفزاز: يادي الفضايح، حد يوطيله صوته بالريموت ليجيبلنا القسم لحد هنا
التفت لها وعيناه حمراوان من الغضب : قلتلك اخرسي ومتدخليش بدل ما الطشلك
صرخ حسن: حسين، امسك اعصابك واهدا عشان نتفاهم
لم يستطع خفض صوته مهما حاول جاهدا: هنتفاهم على ايه، هتساومني تاني على الفلوس، هتطلب مني ايه كمان المرة دي، اجيبلكم حفيد!! ولا اشتغل معاك في المصنع باجرتي
حاولت الام التهدئة: يا ابني اطلع لمراتك دلوقت وانا اوعدك بكره الصبح هدبرلك الفلوس باي طريقة
صرخ بعنف: انت كمان بتقوليلي هدبرلك، يعنى كنتوا بتضحكوا عليا لحد ما اقبل بجوازه مش عاوزها وبتساوموني على الورث
حسن: متكترش في الكلام، فلوسك دايره في شغل المصنع والتجارة، اديني فرصة يومين وهجيبهوملك
كان جسده ينتفض غضبا وعضلات وجهه ترتعش وهو ينظر لهما بياس: يعنى الفلوس مش موجودة!! وكل ده كان لعبة عشان اوافق عالجوازة!!
حاولت الام ان تتكلم لكنه لم يمنحها الفرصة وخرج من البيت يجري دون ان يبالي بنداءاتهم ولا توسلاتهم ان يبقي
دخلت سارة الغرفة: عاجبكم كده! بقى ده ينفع يتجوز ولا يشيل مسئوليه!!
هتف حسن : سارة، مش عاوز كلام في الموضوع ده
قالت فاطمة: عندها حق يا حسن، مش العروسة من طرفها وزميلتها في المدرسة!! وهي اللي وفقت راسين في الحلال، يبقي ليها حق تزعل، زميلتها تقول عليها ايه دلوقت، ده قليل اما بقت سيرتنا في المدرسة على كل لسان، وفي نشرة اخبار التعليم في جريدة الجمهورية
قالت الام وهي تحاول الاتصال اكثر من مرة برقم حسين ولا يرد : حسن، شوف اخوك راح فين
قالت سارة بضيق: وهو ده حد بيعرفله طريق لما بيطلع في جنونته!! وكل مره حسن اللي بيتمرمط وراه والاخر البيه بيرجع لوحده لما يخلص صرمحة
تركهم حسن ودخل غرفته وصفع الباب بغضب
هتفت الام بقلق: يعنى ايه!! هنسيبه كده داير بعربيته في الشوارع!! ده متهور وسواقته مجنونه، ده ممكن يجيب لنا مصيبة
قالت فاطمة باستهتار: مش لما نعرف طريقه الاول يا ماما، اهو كل مره كده، يتخانق ويقلب لنا البيت وبعدها يغطس ومحدش يعرف طريقه، واما بيهدا بيرجع لوحده
قالت الام: طب وعروسته اللي فوق دي!! هنعمل معاها ايه، اطلعي يا سارة طيبي خاطرها بكلمتين
سارة بغيظ: انا!!! لا انا خلاص حرمت اتدخل في مشاكل متخصنيش، وبعد ما خلا رقبتي زي السمسمة قدامها، لما يبقي يرجع يبقي يصلح اللي خربه
اتجهت لغرفتها وهي تقول: لما هو مش قد الجواز، كان بيتجوز ليه ويمرمط معاه بنات الناس
قالت الام وهي تتجه للباب: اطلعلها انا اكلمها؟! بدل ما تطفش
قالت فاطمة بسخرية: هتقوليلها ايه يعني!! اهي اتدبست وخلاص، وشها فقر، دخلتها علينا دخلة بومة
اقنعتها ابنتها ان لا جدوى من الكلام وان الامر بيد حسين وعليه ان يصلح ما افسده، فعدلت عن فكرتها ونزلت الى شقتها
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
لم تخلع بعد فستان الزفاف، تجلس منكسة الرأس على مقعد السفرة بجوار نافذة المنور بعد ان عجزت قدماها على حمل جسدها المنهك وروحها المحطمة
سمعت كل ما دار بين الاخوين كلمة كلمة، وأدركت أنها سقطت في زيجة فاشلة من قبل ان تبدأ
وكان حياتها المأساوية ينقصها فصل من مأساة جديدة
تجمدت كل عضلة في جسمها وعينيها تحملقان في الفراغ لا ترمش وكانهما عينين من زجاج
لكن عقلها يغلي بمعارك ضارية وقلبها يحترق بنار لا يشعر بها احد
بدات معركتها بلوم الذات وجلدها على تسرعها بقبول الزواج دون ان تتعرف جيدا الى من تقدم ليطلب يدها
كيف كانت غبية الى تلك الدرجة ولم تنتبه الى هناك سر كيف لم تشك باستعجالهم لاتمام الزواج
الاغبياء يستحقون الوقوع في الفخ، وهي غبية، بل ضعيفة، استجابت لضغوط المجتمع وخافت من ضياع اخر فرصة امامها للزواج والأمومه، تعلم جيدا ان حظها في الجمال قليل وهذا ما يجعل فرص حصولها على عريس مناسب قليلة جدا مما يعنى انها لن تحيا حياة طبيعية كباقي الفتيات، لن يكون لها بيت ولا زوج ولا اطفال، وكل عام يمضي بها يقلل اكثر من فرصها للزواج، كانت تريد الهروب من كلام الناس الذي ينزل على قلبها كسياط مؤلمه، وترحم روحها من نظرات الشفقة التي تقتلها كل يوم
فقبلت باول عرض قدمته لها زميلتها في المدرسة، فقط لتثبت لنفسها انها انثى يطلبها الخطاب وتستحق حياة طبيعية كباقي النساء
هل غفل قلبها عن ذلك صوت التحذير الذي ملأ عقلها يامرها ان تتروى وتأخذ وقتها في التفكير وصلاة الاستخارة
ام ان وسامة العريس نالت قبول قلبها من اول لقاء وحجبت عنه الاستماع لصوت العقل!!
أيما كان فالنتيجة واحدة، لقد خدعت نفسها بانها أنثى مرغوبة وتستحق عريس
والان تجلت لها الحقيقة المؤلمة، فالعريس قبل بالزواج بعد ضغط وحصار من اهله، ثم افاق نادما ويريد التراجع عن البيعة
كيف لها أن تتصرف الان!!
هل تترك البيت ليلة عرسها وتعود من حيث أتت
سيلوك الناس سيرتها ويتهمونها بابشع التهم، لن يصدق أحد أن العريس هو من أخطأ وتسرع
في تلك الامور الفتاة دائما هي المجرمة الخاطئة امام الناس
شعرت بآلام في منتصف صدرها أخذت تشتد بسرعة
لقد عاودتها الأزمة من دون أن تحسب لها حسابا، أخذت تلهث من الالم وتتلوى وهي تضع كفيها على منتصف صدرها
قامت تجر أقدامها بصعوبة واخذت تبحث في الحقائب عن الدواء الذي تحمله معها دائما في اي مكان تحسبا ان تفاجئها الازمة، لكنها لم تستطع أن تعثر عليه
فكيف لها ان تتذكر في أي حقيبة وضعته بعد ذلك اليوم الطويل المرهق
جلست على الأرض وهي تحتضن جسمها بذراعيها وتئن وتتأوه وروحها تكاد تخرج من جسدها وقد هاجمتها الاعراض بشدة ولا تجد ما يخفف من آلامها
،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية بلا حب" اضغط على اسم الرواية