رواية قانون ايتن كاملة بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية قانون ايتن الفصل الواحد و الثلاثون 31
– مين كندة دي؟
لم يجب بل نهض ينزع ثيابه بضيق، فأصرت بالسؤال:
-حمزة…فهمني في ايه ؟؟
هتف بجمود:
-بعدين قولتلك
ضربت بقدمها الأرض بضيق هاتفة:
-لا دلوقتي..من حقي اعرف مين دي
نظر لآيتن وهمس بألم:
-ايتن..لو سمحتي انا دلوقتي مش قادر اتكلم..سيبيني دلوقتي وانا هحكيلك كل حاجة بعدين
عقدت حاجبيها و رآته كم هو متعب..واشتعلت غيرتها..هل من الممكن أنها كانت حبيبتها؟؟
رفعت حاجبيها وصرخت:
-دي حبيبتك صح؟
زفر بضيق ولم يرد فاسرعت تواجهه وهي تصرخ بمرارة:
-ولما انت لسة فاكرها وبتحبها..اتجوزتني ليه؟؟ بتكدب عليا يا حمزة…
زفر بضيق وصرخ بها:
-بقولك مش قادر تعبان..بطلي التخاريف دي بقي..كفاية اللي انا فيه دلوقتي..وانا لما احس ان انا كويس هحكيلك
سألته بغضب:
-وايه اللي انت فيه؟
اشتعل غضبه هو الاخر..اشتعل بقوة..لم يكن يريد ان يتحدث الان..ليس الان على الأقل..فعاود ارتداء قميصه وصرخ بآيتن :
-لو مش هتخليني انام الليلة دي..هشوف مكان تاني..و عموما كندة دي اختي
اتسعت عيناها بدهشة … وتنهدت بغضب وهي تراه يغادر غرفتها .. تبعته لتجده يدخل غرفة الأطفال ويغلق الباب بقوة ..
سالت دموعها بحرقة .. وأغلقت الباب .. هي أيضا اتكأت عليه ..
كيف يستطيع فعل ذلك بها؟؟ هي تعرف أنه وحيد وليس له أخوات .. لم يخبرها عنها قط .. لكن تسرعت أليس كذلك؟
لم تلاحظ كيف تغيرت ملامح وجهه بالكامل وأصبح متعبًا ومرهقًا .. كأنه لم يستطع أن يقول أي شيء .. وهي لم تتوقف عن أسئلتها وتوترها بغيرتها عليه .. يجب عليها الصمود.. وتعلم ما هي قصة كندة وأين هي؟
مسحت دموعها وذهبت إلى الغرفة الأخرى
فتحت الباب لتجد الغرفة مظلمة .. أشعلت الأنوار .. رأته ملقى على السرير فاقتربت ووقفت تنظر إليه وجدته مغمض عيناه..
تأملت ملامحه .. شعرت بدموعه أرادت أن تسقط لتراه يغلق عينيه بإحكام وكأنه يمنع ذلك .. فكرت وهي تقترب لتنظر إلى وجهه .. مدت يدها لتلمس وجهه .. ففتح عينيه .. همست بلوم:
-انا عارفة انك عنيد ومكنتش هتقولي مين دي وخصوصا من شكلك لما جبت سيرتها..بس انا غصب عني غيرتي عليك خليتني اتعصب عليك…بس برضو كان من حقي اعرف مين دي
من يحبك حقًا .. يشعر بك عندما تكون صامتًا .. يرى لطفك عندما تكون غاضبًا .. يشعر بالحنان في قساوتك .. يرى حزنك وراء ابتسامتك .. يأسرك عندما تكون عنيدًا .. ويتسامح معك عندما يراك في أسوأ حالاتك.
قال حمزة بتفهم :
-انا اسف..عشان اتعصبت عليكي…بس انتي ضايقتيني..ولقيتك بتخرفي تقولي كلام مالوش وجود..وبعدين انتي اتطمنتي خلاص
ايتن بعتاب:
-طب ليه خليتني اشك فيك كده..انا اسفة..بس علي فكرة انت اللي غلطان..انت اللي خليتني اتعصب و اعند..بس انت ليه اتضايقت لما جبت سيرتها وبعدين هي فين؟ انا معرفش ان عندك اخت اصلا
قال حمزة بحزن:
-من 6 سنين..كان وقتها كندة عندها 17 سنة كانت احلى حاجة في حياتي..كنت بحب ضحكتها..ببقي مطمن مجرد ما تضحكلي..بتأكد وقتها ان هموم الدنيا كلها اتمحت مجرد ما الاقيها بتضحكلي ومبسوطة..لحد ما تعبت وكانت محتاجة عملية لقلبها..العملية دي مكنتش بتتعمل في مصر..ولما بعت Mail لمستشفي برة مصر قالولي ينفع تتعمل عندهم بس كل دقيقة بتمر خطر علي حياتها ولازم تسافر في اسرع وقت..وللأسف المبلغ كان كبير اوي..بس بالنسبة للفلوس اللي مع عمي اللي سرقها من جدي كلها ومن ضمنهم ورث ابويا اللي حرموا منه..المبلغ كان ولا حاجة..روحتله وطلبت منه استلفه قالي ان المبلغ كبير عليا ومش هقدر اسدده فضلت اترجاه ان انا هقدر حتي لو هعيش عمري كله اسدده قصاد بس ان كندة تعيش..رد عليا وقالي انا راجل عملي..البيزنس عندي اهم من اي صحة وكلام زي ده..وانت مش هتقدر تسدد المبلغ الكبير ده لو قعدت عمرك كله تشتغل..قولتله يعني دي لو بنتك كنت هتسيبها تموت..قالي مش هتردد لحظة واحدة وهخليها تسافر..وقالي جملة لحد دلوقتي مش قادر انساها.. لو اختك ماتت عمرها انتهى وقدرها..مالوش لازمة تسافر ما كلنا هنموت..بس ازاي والدكاترة بتقول كل يوم بيعدي عليها خطر علي حياتها..لازم تعمل العملية في اسرع وقت..و كان رده النهائي من تاني: “يبقي نصيبها وعمرها انتهي”
شهقت ايتن بصدمة:
-للدرجة دي..معقولة ده عم؟؟ طب وابن عمك محاولش
رد بنبرة ساخطة حزينة:
-بالعكس ده كان معاه جدا..انا وقتها كنت حاسس اني هقتله..دي فلوس ابويا اللي تعب بيها واشتغل بيها..ومأخدش ورثه في الاخر..والناس حاشتنا عن بعض بالعافية..و كان هيحبسني يومها..لولا امي فضلت تقوله خلاص وانا هبعده عنك..روحت بالليل ل كندة لقيتها
*******
فلاش باك
في المستشفى..
نظرت له كندة بعتاب:
-ينفع اللي انت عملته ده؟ كنت هتضيع نفسك
حمزة بغضب :
-غصب عني يا كوكي..مقدرتش..استفزني الحقير
همست كندة بتفاخر:
-انا مش زعلانة يا حمزة..انا لو مت..هموت وانا فخورة انك كنت جنبي في كل لحظة..انك عملت كل حاجة..جبت اخرك عشاني
مسح علي خصلات شعره يسترجعها للخلف بعنف :
-انا معرفتش..
قاطعته بابتسامة جميلة :
-لا عرفت..انت احسن اخ في الدنيا…كفاية كل اللي قدرت تعمله..مش محتاجة منك اكتر من كده
هز رأسه بعنف:
-متعودتش اقعد حاطط ايدي علي خدي مستني معجزة
كندة بتبرير:
-بس مفيش في إيديك حاجة تانية تعملها..المبلغ كبير اوي يا حمزة..وانت يدوب جمعت ربعه بس وتعبت في كذا شغل عشان تقدر تجيبه
حمزة بحزم:
-صدقيني هحاول…وهتعيشي…
قاطعته قائلة بامتنان شديد:
-حمزة…كفاية اوي اللي عملته..عشان خاطري متضيعش نفسك ولا تتهور..وانا لو حصلي حاجة فأنا فخورة بيك
انتهى الفلاش باد
********
ليجيبها وبعض قطرات الدموع تسيل منه وكأن ما قصه حدث بالأمس، قائلا بوجع:
-وبعدها بأسبوعين ماتت..
كانت تستمع إليه ، قلبها يؤلمها.
تمددت بجانبه ووضعت رأسه على صدرها .. تحتضنه .. وتربت على شعره برفق .. فضمها محاوطاً بيديه حول خصرها .. أما هي و كأنها تريد إخراج أي ألم بداخله حتى ينتقل إليه.
تعالى بثقل الحزن الذي تتحمله ، إذا لم أستطع أن أنقذك منه ، فسوف أغرق فيه معك …
همست ايتن بحزن:
-انا اسفة عشان فكرتك
هز رأسه بنفي، قائلا بنبرة حزن:
-مانسيتهاش اصلا… الاخوات عمرهم ما يتنسوا
-ربنا يرحمها يا حبيبي..
كان مقتنعا بأنه سيكون دائما قويا ، ولن يتحدث عما يؤلمه..أخفى آلامه وأوجاعه جيداً
لكن كان يجب أن يتحدث .. بإخبار شخص ما ..
فالقوة هي التغلب على الألم وليس إخفائه !
إخفاء الألم يزيد العبء عليك .. يجعلك ضعيفًا لا قوياً .. من الممكن أن تقع أمام موقف أو كلمة .. من الممكن أن تحزن وتبكي .. وأنت لا تستحق ذلك .. نتيجة التراكمات بداخلك
القوة لا تعني أنك لا تتألم أو تبكي .. القوة تكمن في قدرتك على التغلب ، والطريقة الأولى للراحة هي إفراغ ما بداخلك.
______
بعد مرور عدة أيام
كان منشغلا بعمله
قاطعه صوت هاتفه الذي صدح في جيبه أخرجه ثم نظر للمتصل وقال:
-ايه الأخبار مفيش جديد لسة؟
-بصراحة يا باشا الواد مشوفتوش معاه حد شكله بلطجي أو كده
عقد ما بين حاجبيه قائلا بتساؤل:
-خالص؟؟
-هو فيه واحدة كده قابلها في كافيه وكان واضح انه اتعصب عليها جامد..فقولت اوريهالك يعني يمكن الحوار يفيدك
سيف بتسرع :
-انجز…ابعتلي الصورة على الواتساب
-بعتهالك يا باشا
اتصل سيف على حمزة وسأله أن كان يعرف هذه البنت أم لا…فسيف من عادته لا يركز في ملامح الفتيات ولا يحفظها طوال الوقت..
هتف حمزة بصدمة:
-أفنان..معقولة؟؟
-تعرفها ؟
– أيوة كانت خطيبتي زمان…
– انت عارف مبركزش بقى مع البنات ولا بحفظ شكلهم غير اللي يخصوني بس
همس حمزة بحزم:
-خلي حد عينيه على البنت دي الفترة الجاية..وانا هبعتلك بياناتها وتفاصيل عنها
أضاف قائلا:
-و مهاب برضو يفضل تحت المراقبة..عشان محتاجه في حاجة تانية..ولو طلع مفيش حاجة خلاص..المهم تركزلي مع افنان
_______
ذهبت إلى المطبخ لتفقد الطعام الذي كان على وشك طهيه ، بينما كانت تستمع إلى أغنيتها المفضلة “لأم كلثوم”.
“فات من عمرى سنين وسنين شفت كتير و قليل عاشقين
اللى بيشكى حاله لحاله واللى بيبكى على مواله
أهل الحب صحيح مساكين”
أطفأت الموقد عندما تأكدت أن الطعام أصبح ناضجاً ، وصوتها يرتفع مع كلمات الأغنية بحماس ، وجسدها يتمايل برقص بدلال ناعم ، غير مدركة لزوجها الذي دلف ببطء ووقف من خلفها ثم انحنى شفتيه نحو وجنتها يخطف قبلة ناعمة .. لتغلق هي مسجل الموسيقى.
– وحشتني
تمتم من بين قبلاته التي انهمرت على عنقها :
-وحشتيني أكتر أصلا..
ثم سألها :
-بتعملي ايه كده ؟
همست بضيق مزيف:
– المفروض كان في اكل هيتعمل بس للأسف بقى
عقد حاجبيه باستسلام:
– ايه باظ؟ خلاص مالناش نصيب
سألته بدهشة:
– إيه ده ماعندكش مانع؟
هز كتفيه بلامبالاة:
– ما انا جيت لقيتك بترقصي و ده الأهم … مش هيبقى ولا ده ولا ده يعني !
همست بخجل :
– حمزة !
التفت ذراعيه حول خصرها يجذبها أكثر إليه:
-هستغنى عن الأكلة اللي باظت…طالما هترقصيلي موافق
قهقت ضاحكة مغيظة إياه :
– ماتقلقش أنا بعرف اطبخ كويس والأكل استوى خلاص، يعني مفيش حجة أهو
غمز لها بنبرة عابثة قائلا:
– الله …الاتنين يعني ؟ ده كده رضا أوي
ليردف بنبرة جادة قائلا:
– بس كنتي طلبتي ديلفري احسن يا حبيبتي…
هزت رأسها برفض :
-لا انا بحب اعمل الاكل بنفسي..و زهقت بصراحة من الملل الايام اللي فاتت …وبعدين انا بقيت كويسة خلاص
ضغط على زر التشغيل الموسيقى مرة أخرى ليستمعا إلي…
“ياما الحب نده على قلبى ما ردش قلبى جواب
ياما الشوق حاول يحايلنى واقول له روح يا عذاب
ياما عيون شاغلونى لكن ولا شغلونى
إلا عيونك انت دول بس اللى خدونى وبحبك أمرونى
أمرونى احب لقيتنى باحب وأدوب فى الحب وصبح وليل على بابه”
– كأنها بتوصف كل حاجة ليك جوايا…
طال صمته فتجعدت جبهتها قليلا تتساءل باستغراب:
-مالك ساكت وبتبصلي كده ليه..ماتعودتش عليك تسكت كده
همس بنبرة متيمة:
– أنتِ أحلى حاجة حصلتلي
لم تجبه لتضمه إليها بقوة تعانقه بتأثر ، شعر بها تقبل وجنته بحب ..ومن ثم ابتعدت عنه قليلا..
ليردف بنبرة خشنة:
– والله ربنا عوضني بيكي
– بحبك والله
قال بصوت أجش:
– وانا والله يا حبيبي بموت فيكي، انا بجد واثق فيكي إنك هتفضلي معايا ومش هتبعدى عني… أنتِ مش بس مراتي، أنتِ الحب اللي بجد اللي لقيته … إللي فات من عمري وعدى عليا اتبخر من وقت ما حبيتك … اتمسح مبقاش موجود فيه غيرك
همست بنبرة متأثرة:
-وانت ظهرت في حياتي..غيرتها..خليتني اشوف الأبيض والالوان..بعد ما كان كل حاجة قدامي لونها اسود..دقة قلبي اول مرة احسها مطمنة ومختلفة كده…معاك كل حاجة كانت ليها طعم مختلف…خليتني اتخطى الماضي بكل وجعه وخوفه…بحبك يا اجمل هدية ربنا بعتهالي
اقترب منها قليلًا وهو ينظر إلى عينيها ، ثمّ شفتيها..
رفع يديه و وضعهما خلف ظهرها .. يشدها نحوه أكثر بشوق ، وهو ينحني نحو شفتيها … رفعت ذراعيها لتلفه حول رقبته بينما ذراعاه ملفوفان حولها بإحكام ، ليقبّلها بشغف حتى تراجعت عنه قليلاً قائلةً :
–الاكل هيبرد..انت اكيد جعان صح ؟
حمزة باعتراض:
-يستنى
-ها
تمتمت بخجل ، ليقبلها من وجنتها بنعومة وهو يهمس:
-لو برد سخنيه تاني..الاكل ممكن يستنى صح؟
ليمرر شفتيه على رقبتها وعنقها، قالت بشغف:
-امممم..ممكن
اومأ حمزة بثقة:
-ده اكيد..اومال الميكرويف لازمته إيه؟
رفع لها وجهه ، وعيناه تتألقان بمشاعر الشوق والحب ، ليندفع مرة أخرى نحو شفتيها … وأصابعها تشتد حول خصلات شعره .. بينما يعمق قبلاته بجنون وشغف تعشقه .
__________
في منزل منة…
جلس سيف بجانبها قائلا بعتاب :
– حبيبتي اللي مشغولة وسايباني كده
ابتسمت منة بحرج:
– مشغولة والله يا سيفو…ماما وخالتو مش سايبيني كل شوية انزل اشتري حاجات في الجهاز…
هز رأسه بتفهم:
– ولا يهمك يا حبيبتي…انتي نازلة النهاردة؟ لو نازلة مع مامتك رايحة في حتة تاني عرفيني…اكيد مش هقولك لا يعني…بس ابقى عارف
– اكيد طبعا انا بقولك على طول..
اقترب منهم شقيقها الصغير “عمر” قائلا بصياح طفولي:
– منة…اختبار سريع …” كاتش كادر في الالولو ايه” ؟؟؟؟
قبلته منة من وجنته قائلة بضحكة:
-كامننا
ليهرب بعدها ركضاً إلى غرفته، بينما اتسعت عيناها بخجل وهي تعتذر من خطيبها:
– معلش بقى كنت هسقط في الاختبار
قهقه بضحكة, قائلا بنبرة ساخرة:
– هتبقي ام مثالية بجد
أومأت بغرور:
-و عظيمة كمان
لتعقد حاجبيها بحذر :
– انكر بقى ؟
رفع يديه باستسلام :
-وانا اقدر… أنتِ حبيبتي
__________
في اليوم التالي
في منزل والدة ايتن
هتفت ايتن بإلحاح:
– يا ماما..سيف هيزهق كده..خلصتي الاحضان كلها عليه
أبعدت أمها سيف عنها دون أن تترك وجهه من بين يديها..وتمتمت بصوت مختنق العبرات:
– ياااه يا حبيبتي … ده انا لو اطول اخليه جوه حضني عمري كله ماشبعش منه أبداً….ده انا ما صدقت قلبه حن ورجعلي
قبل سيف جبين امه ثم يديها:
– وانا مش هسيبك تاني يا أمي
عادت لتضمه لحضنها بشوق:
-كان عندي امنيتين نفسي احققهم..اني اشوفك يا ايتن مبسوطة بجد مع الإنسان اللي تتجوزيه..والأمنية التانية انا اشوف سيف واحضنه حتى لو مرة
– يا حبيبتي ربنا يخليكي لينا ويبارك لنا في عمرك يارب
______
في المساء
أحضرت ايتن عدة كعكات بالشوكولاتة..وجلسا ليأكلا سويا
ايتن بتساؤل:
-ايه رأيك؟
قبل يدها قائلا بامتنان:
-تسلم ايدك يا بونبوناية
-عجبك الكيك ده؟
حمزة وهو يتذوق قضمة من الكعكة، قائلا باستمتاع:
-تجنن يا عمري
سألته ايتن:
-انت مش ملاحظ حاجة؟
حمزة بتفكير:
– حلوة طبعا كفاية انك أنتِ اللي عاملاها… بس مش هقدر اكتر منها .. أنتِ عارفة ماليش تُقل على الشوكولاتة أوي
احضرت له كعكة متوسطة الحجم نصفها باللون البينك والنصف الآخر باللون الازرق السماوي بالكريمة، وضعتها أمامه:
– طيب سيبك من الشوكولاتة ودوق دي.. و قولي الاول أنت ملاحظ ايه ؟
– ألوانها مبهجة
همست من بين أسنانها :
-حمزة
-عيونه
تأففت ايتن بمشاغبة:
-ركز كده وقولي ملاحظ ايه؟
– شبه الألوان اللي بتلبسها منة
وضعت يدها علي خدها قائلة بضيق :
-طيب فهمت حاجة؟
اخذ قطعة في فمه، قائلا بتجاهل:
– اكل ولا افكر طيب ؟
زفرت ايتن بنفاذ صبر:
– التورتة الصغننة دي نصها pink ونصها Blue معناه ايه بقى ؟؟
ثم مدت يده لتضعها على بطنها .. لتجده بفم مفتوح .. مصدوم
ثم قال بذهول غير مصدق:
-ايه؟؟ يعني…. أنتِ …
ضحكت ايتن بشدة، اومأت رأسها بإيجاب:
– أيوة يا حبيبي انا حامل
أغمض عينيه بإحكام محاولاً فهم ما قالت ، فيما ضحكت هي بسبب صدمته ، ثم قال بتلعثم:
-ايه؟؟؟ بجد حامل؟؟؟ يعني انا هبقي اب؟؟
أومأت برأسها ، لتجده يعانقها بشدة ، قائلاً بلهفة:
– عرفتي امتى؟
– النهاردة عملت اختبار واتأكدت
أكملت وهي تضع يده علي بطنها:
-نفسك في بنت ولا ولد بقى ؟
حمزة بابتسامة :
– اللي يجيبه ربنا كله حلو…..بس لو بنوتة أن شاء الله تبقى قمر كده شبهك
احاطت وجهه بكفيها، قائلة بحب:
– وشبه باباها برضو…أنت هتبقى أحن وأحسن أب في الدنيا…
قبل كفها قائلا :
-نفسك نسميهم ايه
ايتن بتفكير:
-لو ولد مش عارفة..بس لو بنت..هسميها كندة
لمعت عيناه بسعادة عارمة:
-بجد…
– طبعا … على اسمك اختك حبيبتك… ربنا يرحمها
-وأنتِ حبيبتي ومراتي وبنتي وصاحبتي وكل حاجة ليا أصلا
_________
جلسا علي الأريكة امام التلفاز لمشاهدة فيلم
قال حمزة بجدية :
-عايز اتكلم معاكي في حاجة مهمة
-اتفضل يا حبيبي
همس بهدوء:
-انا اتكلمت مع باباكي
صاحت ايتن بعصبية :
-يعني ايه اتكلمت معاه؟؟ و اوعى تكون قولتله حاجة..
حمزة بتبرير:
-سيف هو اللي قاله..وطلب انه يقابلني ويتكلم معايا
ايتن بحدة أكثر:
-انت ازاي تعمل حاجة زي دي يا حمزة؟؟
حمزة محاولا تهدئتها:
-ايتن ممكن تهدي وتسمعيني
صرخت بحرقة:
-اهدى ازاي؟؟ ده واحد دمر حياتي..و بعدين هو عايز مني ايه
-باباكي من بعد ما طلق مراته التانية اللي كانت بتظلمك..فضل يدور عليكي وانشغل بشغله اكتر..ولما سيف دخل كلية واتخرج شغله جاله في اسكندرية فقعد مع عمتو..وباباكي دفن نفسه في الشغل وفضل قاعد في القاهرة زي ما هو بينزلهم اجازات بس يطمن على سيف..كل اللي كان نفسه فيه..أنه يشوفك
هزت رأسها بعنف :
-كل ده ميفرقش معايا…الراجل ده انا مستحيل أشوفه ولا اتكلم معاه
حمزة بنفاذ صبر:
-انتي عارفة مين اللي خلي سيف قلبه يحن ويروح لمامتك
-مين؟
-باباكي
ايتن وقد فاض بها الكيل:
-حمزة..لو بتحبني اقفل الموضوع ده..اذا كان مهاب اذاني فأبويا هو اللي وصلني لكده..وماتقولش باباكي دي تاني
بعد فترة وجيزة ، نامت أثناء مشاهدة الفيلم .. انتهى الفيلم بينما كان حمزة يحدق في ايتن وقال:
-ايتن يلا…
لاحظ كانت تنام نوم عميق.. ابتسم حمزة وحملها بين ذراعيه بخفة .. سرعان ما وضعها على السرير ، وجلس بجانبها.
ارتعش قلبه داخل صدره ، فشد عناقه لها ووضع يده على بطنها وهو يتخيل طفله منها .. هل يكون يشبهها أم يشبهه؟
شعرت به بجانبها ففتحت عينيها لتجد أنه مستيقظًا .. وضعت رأسها بالقرب من قلبه لتسمع دقاته ، وهي مستلقية على صدره .. غمرها شعور بالخوف والسعادة. . خوفا من تكرار ما حدث مع والدتها، سألته:
-هتفضل تحبني الحب ده طول الوقت..مش هتحتاج
تتجوز عليا في يوم من الايام ..
– اتجوز عليكي؟
– الشرع محللك أربعة
-أنتِ بالاربعة يا روحي
داعبت يداه خصلات شعرها السوداء، قائلا بهيام:
– عارفة لو مكنتش لقيت واحدة زيك يا ايتن..لو مكنتش لقيتك يعني…واتجوزت واحدة ماحبتنيش زيك كده ولا أنا حبيتها زي ما بحبك … مش هقولك اني كنت هتجوز لا بس اعتقد كنت هحس بفراغ جوه قلبي…كنت هحس ان ماخرجتش كل حاجة جوايا ليها..لكن انا معاكي تقريبا بفكر كل يوم ازاي هحبك بطريقة جديدة…
ليردف بنبرة متيمة:
-قلبي ده مافيهوش مكان فاضي لحد غيرك
ردت بقلق:
– خايفة تسيبني
مال عليها وهو يكمل بشغف امام عيناها:
– كنت سيبتك قبل كده لما كنتي بتعاندي معايا وبنتخانق.. لكن انا فعلا بحبك وفاهم أن كان غصب عنك عشان مكنتيش لسه اتعودتي على طبعي..
سقطت دموع السعادة وقالت بنبرة تحمل جميع معاني العشق:
-انا بحبك اوي يا حمزة..واسفة علي اي حاجة ضايقتك مني قبل كده
شدد من احتضانه لها وكذلك فعلت بالمثل:
-وانا بعشقك يا ايتن
_____
بعد يومين
فتحت باب الشقة لتجد أمامها والدها، تسمرت مكانها لحظات، شعرت بالخوف..فتذكرت كلمات حمزة، لتستجمع قواها
والدها بشوق وهو يقترب منها:
-ايتن..ازيك يا بنتي…وحشتيني اوي
ايتن بإستنكار وهي تبتعد عنه:
-استاذ محمود !
ردد محمود بدهشة:
– بابا يا حبيبتي انتي نسيتيني !!
ايتن بتصحيح:
-انت اللي نسيتني معنى غالي اوي زي كلمة بابا
تدخل حمزة في تلك اللحظة قائلا بابتسامة:
-اتفضل حضرتك
دخلت ايتن، ثم نظرت بحدة لحمزة :
-برضو عملت اللي في دماغك يا حمزة
دخل والدها خلفها، قائلا بحزن:
-انتي لسه متضايقة مني يا حبيبتي؟
التفتت له قائلة بنبرة ساخطة:
-متضايقة ايه؟! بعد كل اللي عملته فيا ده ومش عايزني ابقى متضايقة منك واقولك يا بابا بكل سهولة كده..انا مانسيتش ولا هنسى اللي عملته فيا..ده انا لو اطول كنت شيلت اسمك من البطاقة..بس للأسف ماينفعش..
ثم اردفت ايتن بغيظ:
-و بعدين ايه متضايقة دي..ده شعور قليل أوي علي إللى انا حساه من ناحيتك.. دي ولا تسوى على اللي عيشته معاك في طفولتي…قول مجروحة منك , مكسورة، موجوعة أوي
فرت دمعة من عينا والدها، قائلا :
-انا آسف..والله يا بنتي عارف اني غلطت جامد اوي..وندمان عليكي بشكل مايتوصفش وكل يوم بعاتب نفسي علي كل حاجة عملتها زعلتك مني
ضحكت ايتن بسخرية :
– ده انا حتى بفكر في حاجة واحدة حلوة عيشتها في طفولتي معاك مش لاقية !
محمود بندم:
-انا عارف اني مهما قولت مش هتقدري تنسي اللي فات بسهولة..عارف اني ظلمتك و وجعتك أوي…وافتريت عليكي و على والدتك…
قاطعته بقوة :
-وماكنش ينفع تبقى اب !!!
ليه عملت فيا كده ؟؟؟
حمزة بهدوء :
-ايتن باباكي ندمان يا حبيبتي..سامحيه وابدئي معاه صفحة جديدة
ايتن بغضب:
-انا لو سامحت اي حد اذاني بعده..ده بالذات مستحيل اسامحه..عشان هو اللي وصلني لكده
حمزة بإقناع :
– حاولي تديله فرصة حتى تسمعيه يا ايتن ..ده بقاله كتير اوي يا حبيبتي مشافكيش
هزت رأسها بحرقة :
– لا أنا شوفته السنين اللي فاتت كتير … شوفته في كذا نوع من الناس…أنا عيطت والله كل ما بشوف أب بيضرب ابنه في الشارع او واحد بيبرر الضرب, ببقى عايزة اخد عيالهم منهم ابعدهم عنهم عشان مايعيشوش اللي انا جربتوا في طفولتي .. انا عيشت طفولتي في مأساة مع الراجل ده والله العظيم
هز والدها رأسه بايجاب:
-حقك يا بنتي..حقك تقولي كل اللي عايزاه… بس انا موجود … و ابوكي موجود يا حبيبتي ومستعد يعوضك عن كل اللي شوفتيه في حياتك
ضحكت بوجع:
– عيشت عمري كله اسأل نفسي يعني ايه حضن الاب؟؟؟ عامل ازاي و اوقات كنت بتخيل انك رجعت بس بعدها كنت بتراجع و اكره نفسي… لأن الوجع اللي سببتهولي..مش سهل اسامحك عليه..كل موقف عدي عليا عيطت فيه كنت انت السبب…عشان انت اللي وصلتني لكل حاجة
لتردف بنبرة وجع:
-الضرب بيسيب ندبات نفسية اسوأ بكتير من الوجع الجسدي.. و ماحدش بينسى..ماحدش بيكبر و ينسى و اللي يقول غير كده يبقى عايش في حالة انكار.. كنت طفلة … ليه عملت فيا كده ؟؟ ليه شوهت طفولتي…ليه ما احترمتش ادمية الطفلة اللي منك.
رد بترجي:
-عندك حق يا بنتي…انا عارف انك صعب تسامحيني..بس نفسي تديلي حتي فرصة..تتقبلي وجودي في حياتك..عايز بس اقولك..والله العظيم انا اتغيرت وبقيت واحد تاني..مش ابوكي اللي كان بيسمع كلام واحدة كرهته في عياله ومراته…انا الزمن دفعني ديون كتير اوي يا بنتي … الزمن علمني الادب من اول وجديد..سددت تمن كل غلطة سببتها ليكي..مش طالب غير انك تديني فرصة..فرصة واحدة بس اصلح كل الاذى اللي سببتهولك..اعوضك عن اي حاجة حصلت مني زمان
قاطعته ايتن بجمود:
-خلصت كلامك صح؟
حمزة بحدة:
-ايتن مينفعش كده…مهما كان ده..ابوكي
رمقته بغضب:
-انا طالعة اوضتي..لما يمشي ابقي قولي
حمزة معتذرا:
-انا اسف…هي..
دمعت عيناه بحزن:
-لا يا بني معذورة هي عندها حق..اللي انا عملته فيها مش شوية..انا همشي…بس بالله عليك تكلمها تاني….
– حاضر
_______
بعد عدة أيام
وقفت أمامه قائلة برجاء:
-حبيبي عشان خاطري تعالى معايا فيلم تامر حسني الجديد بقى
حمزة بأسف:
-يا حبيبتي والله عندي Meeting شغل في ميعاد العرض دا..لو ينفع نحضر طيب اي عرض في ساعة مختلفة معنديش مانع
زفرت ايتن بضيق:
-مش هينفع عشان دا العرض الوحيد اللي ابطال الفيلم هيحضروه هنا في إسكندرية..طب حاول عشان خاطري تلغي الـMeeting دا ويتأجل بعدين
صاح حمزة بزهق:
-ألغيه ايه بس يا ايتن..انتي اكتر واحدة عارفة دا مش لعب عيال و دا ميعاده متحدد من أسبوعين ومينفعش يتأجل خالص…واكيد مش هأجله عشان فيلم يعني
لاحظ ملامحها الغاضبة، فاقترب منها قائلة برقة وهو يقبل وجنتها:
-خلاص يا حبيبي..متزعليش بقي..للأسف ميعاد نهاية الـ Meeting نفس ميعاد نهاية الفيلم..وانا عموما لو عرفت هعدي عليكي اخدك..وصدقيني هنعوضها في فيلم تاني
اومأت بابتسامة صغيرة :
-خلاص ماشي..ربنا يوفقك يا حبيبي
____________
في السينما
بعد انتهاء الفيلم، سمعت صوت أحد العاملين بالسينما يقول بميكرفون:
-معلش يا جماعة محدش يمشي علشان هنعرض حاجة كده صغيرة بعد الفيلم
منة بإستغراب:
-هو فيه ايه؟
خديجة بتفكير:
-مش عارفة دي اول مرة تحصل..بس ممكن فيه تنويه ولا حاجة
ليظهر علي شاشة العرض فيديو قصير لحمزة وهو يتحدث، فاعتدلت بجلستها لتنتبه بينما نظرا منة وخديجة بذهول
“ايتن حبيبتي..انا اسف بجد علشان مقدرتش أحضر معاكي الفيلم زي ما انتي عاوزة وعارف انك زعلانة..حبيت احسسك اني موجود معاكي حتي لو مش موجود جنبك بجد..وهنعوضها في فيلم تاني..بحبك”
وقفت ايتن، تبدلت ملامحها للسعادة، قائلة بذهول:
-اعمل فيك ايه..حتي وانت مش معايا حسستني بوجودك جنبي..بحبك يا حمزة
لتجده خلفها قائلا بصوت عال:
-وانا بعشقك يا بونبوناية حمزة
انتفضت لتستدير خلفها وعينيها تتطلع إليه بلهفة غير مصدقة ما فعله:
-مجنون والله مجنون..ايه اللي عملته ده
قبل يداها وهو يغمز لها قائلا:
-المهم تكوني راضية ومبسوطة
فقفزت ترتمي بأحضانه قائلة بحب:
-رضايا وفرحتي انك معايا..ربنا يخليك ليا يا احن واطيب راجل
– عارفة لما بحس إنك مبسوطة او على الاقل مرتاحة بطمن والله
أنت الحظ الوحيد الذي امتلكته في هذه الحياة .. تشعر بي قبل أن أتحدث .. لقد أخذت جزءًا كبيرًا من قلبي .. لا أستطيع أن أصدق مقدار الفرح الذي فزت به معك ..
_________________
تلومني الدنيا إذا أحببتُه…كأني أنا خلقت الحب واخترعته
كأنني على خدود الورد قد رسمته…كأنّني أنا التي للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته…وفي مياه البحر قد ذوّبته
كأنني أنا التي كالقمر الجميل في السماء قد علّقته…تلومني الدنيا إذا سمّيت من أحب أو ذكرتُه
كأنني أنا الهوى، وأمّه، وأخته
نزار قبانى..
في مكتب ايتن
زفرت شذي بضيق :
-عملتي ايه مع حمزة؟ اظن كفاية اوي كده
اخذت ايتن نفس عميق حبسته في صدرها لثوان ثم زفرته وقالت بشئ من الثبات الزائف:
-حمزة لسة معترفليش بحبه
قهقت شذي وهي تفتح هاتفها قائلة بنبرة تهكمية :
-بجد؟ والفيديو ده يبقى ايه؟؟
نظرت لها ايتن محملقة بصدمة بالمقطع الذي صور لحمزة بالسينما تداوله بعض الناس علي المواقع..فتابعت شذي بسخرية:
-ماكنتش اعرف انك هتبقي أنانية أوي كده وتاخديه ليكي لوحدك..انا كنت واثقة فيكي..واثقة إنك هتجيبيلي حقي منه…زي ما سمعت عنك..
هزت رأسها بنفي:
-ماقدرتش..حمزة كان عنده مشاكل في الماضي وصلته انه يجرحك
ثم قصت عليها ايتن سبب وصول حمزة إلى ذلك
صرخت شذى بغضب:
-وانا ذنبي ايه في كل ده؟؟ ميخصنيش..انا اللي يخصني اني ادوقه نفس اللي عمله فيا
-وانا مقدرش أنفذ اللي انتي عايزاه…حمزة ميستاهلش اعمل فيه كده
قاطعت شذي كلامها الكاذب صارخة بحدة:
-يا حنينة..ولا عشان عجبك و وقعتي..ياريت تبقي صريحة معايا عشان افهم
أغمضت عينيها و زمجرت بصدق:
-أيوة حبيته..
تسمرت شذي بصدمة رغم يقينها من هذه الحقيقة المرة إلا ان سماعها بأذنيها كان وجعها أكثر، لتهتف بتهديد:
-تمام..وانا بقي هروح احكي لحمزة كل حاجة
-وهو هيصدقك؟
شذي بثقة:
-هيصدقني لان معايا اللي يثبت..ده غير كمان هقوله على شغلك وكل حاجة…قدامك حل من الاتنين..يا حمزة يعرف كل حاجة..يا تنفذي المطلوب منك
همست ايتن بنبرة متحشرجة :
– شذى صدقيني حمزة اتوجع أوي في حياته… حمزة مايستاهلش انا كمان اوجعه اكتر ما اتوجع
دمعت عيناها وردت بصوت مخنوق:
– وقلبي ؟؟؟؟ قلبي اللي اتكسر لما سابني من غير سبب.. 7 سنين عايشاهم بوجعي لوحدي…وهو ! هو عاش حياته واشتغل ونجح واتجوزك…
ليه ربنا مانتقمش منه وكسر قلبه زي ما كسر قلبي…ليه؟؟ فين عدل ربنا؟؟…
قاطعتها ايتن بثقة :
-ربنا العدل نفسه يا شذى..
بس عدل ربنا مش بالضرورة يتحقق بمقاييسنا احنا،
كوني واثقة ان ربنا هيردلك حقك سواء في الدنيا او يوم الحساب
سالت دموعها عندما ضعفت مقاومتها:
-ليه عمل فيا كده ليه ؟ ليه كل حاجة كانت كدب.. حرام عليه..انا بكرهه أوي والله
ليه اصلا خلاني احبه وهو عارف أنه هيمشي ويسيبني
وليه انا كنت واثقة فيه أوي كده..دمرلي حياتي كلها..
ليه اتجوزك أنتِ وانا لأ؟؟؟؟
اردفت شذى بنبرة متألمة :
-انا مش مسامحاه… يارب يدوق كل وجع عيشته بسببه… يدوق كل حاجة وحشة وإحساس وحش حسيته بسببه..انا عمري ما كرهت حد قد ما كرهته
همست ايتن بهدوء:
-ابدئي من جديد بصي قدامك صدقيني محدش يستاهل ولا تخلي حد رقم 1 تاني، اتعلمي من الدرس بس اوعي تعيشي فاكراه، انسي وكأنه مجاش وأي وقت يجي على بالك وكلي ربنا، سيبيه يدبرها ربنا حنين وعُمر كسرتك ما هتهون عليه.
هزت رأسها بعدم اقتناع :
-تعبت من كلام انسيه و عيشي حياتك… بس انا حبيته… انا لسه واقفة عند نفس النقطة وهو لا..
انا تعبانة أوي وهو مبسوط؟؟
ثم تابعت شذي بنفاذ صبر وهي تمسح دموعها بعنف:
– بصي يا ايتن … انا هسيبك يومين تفكري..لو مانفذتيش اتفاقنا…هحكي لجوزك كل حاجة عشان انا كان بيني وبينك اتفاق يا تنفذيه..يا انتي عارفة كويس اوي ايه انا ممكن اعمله
ردت ايتن بثبات ممزوج بحدة :
-انتي بتهدديني؟؟
هتفت شذي بحدة:
-انا هوريكي بقي انا هعمل ايه…لو مانفذتيش اللي انا عايزاه في خلال يومين…يومين بالظبط..يا تطلعي انتي اللي كسبانة وتسيبيه وتوجعيه زي ما وجعني…يا تخسري انتي كل حاجة و وقتها هو اللي هيسيبك.
أغمضت عيناها بإجهاد ونبضات قلبها تتسارع بعنف مؤلم:
– في الحالتين هنسيب بعض !!
_______
في المساء…
استمرت الأفكار في اقتحام رأس إيتن.. هل تخبر حمزة بهذا السر أم لا ؟؟
أم أنها تخفي عنه معرفتها بشذى وتحاول حل المشكلة بعيدًا عنه .. تشعر بالخوف منه وهي تعلم الحقيقة .. تتردد كثيرًا .. ولكن يجب أن يعرف كل شيء .. لقد أصبح كل شيء لها وعليها أن تثق به ..
بداخلها تناقض كبير…لقلب يقول اخبريه..وبين عقل يهمس ستندمي
كسر حمزة الصمت، عندما اقترب منها ينادي عليها، وقالت بتردد:
-حمزة!!
-قلب حمزة
ايتن بخوف:
-حمزة انت ممكن تسيبني
حمزة وقد إستشعر خوفها فقال بقلق :
– إيه السؤال ده ؟؟
ايتن بجدية:
-رد عليا ممكن…
شدد على خصرها بقوة أكثر قائلا بنبرة ماكرة:
-هاتي بوسة طيب وانا أرد عليكي والله
– حمزة !!
– لا بوسة والله بتكلم بجد
قبلته من خده برقة ليبادلها إياها بشغف من خدها الناعم… فتنهدت بخجل، فهمس قائلا بالقرب من أذنيها:
– طب ينفع ابقى هسيبك وابوسك
أردف قائلا بنبرة اجشة:
-انا ممكن اسيب الدنيا كلها ولا اسيبك
– بجد مهما حصل؟
تنحنح قائلا بجدية:
-طب اقولك على حاجة…
– ها؟
-اكتر حاجة عمرك ما تصدقيها في الدنيا دي ايه؟
همست بثقة :
– ان انت تخذلني
-زيي بالظبط كده
-يعني انت واثق فيا زي ما انا واثقة فيك ؟
أومأ بإيجاب :
-عمرى ما اصدق انك تبعدي عني، او ماتبقيش تحبيني..بتعصب عليكي ساعات عارف… من خوفي أو غيرتي عليكي…بس عمرك برضو ما هتبعدي عني…و ده مش غرور…انا واثق منك
ابتسمت بخفة وهي تستشعر صدق كلماته التي لامست قلبها بنعومة .. ثم أبعدت رأسها عنه حتى التقت أعينهما .. قبلته من خده قائلة بحب:
– وانا بحبك في كل الحالات..حتى لو كنت ايه
اعادها إلى صدره.. وهتف بحزم:
– أنا ماقدرش اتخيل حياتى من غيرك أصلا
ليردف قائلا:
-خليكي واثقة ان مفيش حاجة هتفرقني عنك ابدا
_______________
دلفت خديجة إلى فيلا هاني … لترحب بها حماتها وخطيبها..
همست حماتها قائلة:
– عازماكي من بدري على فكرة
ابتسمت خديجة برسمية:
– معلش يا طنط … كنت مشغولة جدا
همست والدة هاني بنبرة ماكرة :
– تصوري كنت لسه هطلب من هاني نروح نزور حنان اختك وناخدلها شوية حاجات و ادوية… اصل هاني ابني بيحب يعمل الخير…واعتقد اختك اولى برضو ولا ايه
– هو حضرتك عرفتي ازاي أن هاني جه معايا عند اختي ؟
اتسعت عيناها بصدمة وهي تنظر إلى خطيبها الذي بادل امه نفس النظرات :
– ماما….
رمقته أمه بغيظ لتردف قائلة:
– هاني ابني مش بيخبي عني حاجة خالص…بس الصراحة يعني اول مرة اعرف ان الخير اللي بيعمله…بينول منه اخوكي اللي هو لا مريض ولا حاجة خالص !
صاح هاني بنفاذ صبر :
– ماما لو سمحتي كفاية..
اخذت خديجة حقيبتها وهي تكتم دموعها بعينيها…وكل ما تنوي فعله أن تنشق الأرض وتبتلعها
______________
لا تكن دائمًا المضحي ، تمرّد ، كن الشخص السيئ لمرة واحدة ، استرجع كل الأشياء التي أخذتها منك الحياة عندما كنت مثاليًا جدًا.
في اليوم التالي.. منزل حمزة…
همست ايتن بنبرة متحشرجة وهي مستعدة أن تقص عليه كل ما حدث باتفاقها مع شذى فاليوم هو آخر يوم سوف تنهي به كل شيء ولكن هي لا تنوي جرحه هي ستصارحه بكل شيء وتترك له الخيار :
– حمزة انا يمكن بعد كلامك ليا امبارح مقدرتش انطق ولا اقولك حاجة عشان مقدرش اكسر ثقتك فيا … بس انا هحكيلك كل حاجة حصلت…هحكيلك على سر كان سبب في جوازنا…وهسيبلك حرية الاختيار يا حمزة…إذا كنت عايز تكمل معايا او لا … براحتك .. لكن خليك متأكد أن عمري ما كنت هجرحك…عمري ما كنت هأذيك…
قاطعها حمزة بدهشة:
– ايه الكلام الكبير ده ؟
ليردف بتذكر:
-طب نأجل كلامنا ده عشان عاملك مفاجأة
شهقت ايتن:
– مفاجأة…انا شبعت مفاجأت يا حمزة…بس ممكن دلوقتي تسمعني بجد
حمزة بغموض:
-بس المفاجأة المرة دي هتعجبك اوي..عمرك ما كنتي تتوقعيها
ايتن بفضول:
-ايه هي شوقتني؟
حمزة بتساؤل:
-هتعرفي حالا..صحيح تعرفي حد اسمه كرم عبدالجواد؟
ايتن بتفكير، شعرت كأنها سمعت ذاك الاسم من قبل:
-مين ده..لا معروفش
ضحك حمزة قائلا بنبرة ساخرة:
-طبعا من كترهم مش هتفتكري مين ولا مين..معقولة مش فاكرة كرم عبدالجواد
ايتن بغضب:
-ايه اللي انت بتقوله ده..كترهم ايه؟؟
مسك يدها وهو يفتح باب الشقة:
-تعالي اوريهولك
رفعت ايتن رأسها لتصاب بصدمة كبيرة عندما رأت ذاك الشخص الذي سألها عنه حمزة..قائلة بإرتباك شديد:
-كرم..انت تعرف حمزة منين…ازاي؟؟
قهقه كرم بنبرة ساخطة:
-ازاي دي بقي حمزة يشرحهالك
ثم صفق بيده قائلا بإعجاب :
-برافو عليك يا حمزة…وانا عند وعدي ليك يا حبيبي
التفتت ايتن لحمزة قائلة بعصبية:
-وعد ايه؟؟ ما تفهمني
كرم وهو ينصرف:
-طب استأذن انا بقي..بكرة الصبح تعدي عليا ننفذ اللي اتفقنا عليه
صاحت ايتن بغضب:
-حمزة انا مش فاهمة انت تعرفه منين؟
جلس حمزة علي أقرب اريكة واضعا قدمه فوق الأخرى قائلا :
-انا عايزك تفتكري معايا كده… لما عرفتي مرات كرم..ده واحد عاش طول حياته يشتغل ويبني نفسه بنفسه.. لحد ما ربنا كرمه وبقى ناجح في حياته وشغله وعشان يعمل مكانة صح تنفع مراته وعياله..جيتي انتي بمنتهي البساطة هديتي كل ده..إنسان كان امنية حياته يعيش مستقر مع مراته ويكبر شغله..وبرضو جيتي بمنتهى البساطة حرمتيه من كل حاجة..وانتي عايشة حياتك زي الفل…الراجل ده خسر كل حاجة بيته وفلوسه ومراته وعياله..كنتي متخيلة ممكن يعمل ايه لما يعرف مين اللي كان السبب انه يخسر كل ده ويوصل للي هو فيه…هيسامح وينسى؟؟ ده راجل قعد شهور طويلة في مصحة بيتعالج نفسيا بسبب اللي عملتيه فيه
ايتن بتبرير:
-والله ده واحد خانها وذلها وكان بيضربها..دي وقفت جنبه و ادتله نصيبها من ورث ابوها و اتفق معاها انه يديها الفلوس بعد سنة…واول حاجة عملها أنه غدر بيها..وقالها ملكيش حاجة عندي و اثبتي..كنت عايزني اعمل ايه غير أنها تاخد منه فلوسه وعياله
قاطعها صارخا بغضب:
-تحرميه من عياله ! ومش بس كده..من وقاحتك كمان خليتيها تتجوز واحد تاني ؟؟؟
صاحت بغضب مماثل لغضبه:
-انا مضربتهاش علي ايديها..هي اللي كان متقدملها واحد تاني وعايز يتجوزها ومستني بس تخلص من مشاكل كرم ده هددها أنه هيتجوز عليها وهيسيبها هي كده موقفة حياتها بسببه… كان بيهددها لو اتجوزت هياخد العيال منها ويحرمها منهم…دي ربنا عوضها
نهض من جلسته قائلا بنفاذ صبر :
-وبعدين انتي مين قالك؟؟ مين قالك ان كل الستات اللي كانت بتجيلك دي كان كلامها صح..انتي سمعتي من الطرفين؟؟ عملتي تحريات عشان تتأكدي…الست دي كانت خاينة..وخدت كل فلوسه وسافرت واتجوزت واحد تاني..ولما حاول يعرف منك مكانها لقاكي بتنكري..الست دي كانت كدابة ونصابة..نصبت علي كرم وهدت حياته كلها وانتي السبب انتي اللي عملتي كل ده
شهقت ايتن بدهشة:
-لا مستحيل…دي كانت مظلومة..ازاي؟ طيب وانت ايه علاقتك بكرم؟
امسكها من كتفاها لينهض بها من جلستها تلك…يقف كلا منهما في مواجهة الاخر، ليردف قائلا:
-هحكيلك بقي عن واحد تاني..اللي هو انا..واحد ابوه مات قدامه بسبب عمه…ابوه كان بيتقهر كل يوم بسببه…واحد اخته اللي كانت احلي حاجة في حياته ماتت وهو مش قادر يعملها حاجة وفلوسه حقه موجودين…بس ماكنش ينفع ياخد منها حاجة..
ثم امسك بذراعيها ليجذبها نحوه بقسوة..ينظر في عيناها بثبات قبل ان يردف:
-اما بقي..كرم يبقي خالي
صعقت من ذاك الخبر..علت ضحكاته، وانتشر صوتها بأرجاء المنزل كله ليزيدها دهشة فوق دهشتها
راجعت كلماته في عقلها مئات المرات..ولم تفهم أي شيء..حتي ساورها شك أن يكون يتحدث بلهجة غير مفهومة..سألته بهدوء مخيف وهي ترمش بعيناها بصدمة :
-يعني ايه؟
أردف بجمود:
-بعد اللي عملتيه في خالي..اول حاجة فكر فيها لما فاق ورجع شغله واخد وقت علي ما وقف علي رجليه..عرض عليا عرض حلو..اني اجيبله حقه من اللي عملتيه معاه واكسرك زي ما كسرتيه و وجعتيه لأن هو مش طايل مراته ولا عياله اصلا .. ومفيش قدامه حد غيرك لانك السبب في اللي حصله..مقابل انه هيساعدني ادخل شريك بنسبة معينة قليلة في شركة تبع حسن ابن عمي..وانا هعرف اوقعه…
ليردف بنبرة شيطانية :
-وطبعا رسمت كل الخطة دي اللي كانت نتيجتها انك انتي اللي وقعتي في حبي مش انا..يعني شذى لما راحتلك كنت انا اللي متفق معاها تعمل كده…انا اللي باعتلك شذى بنفسي أصلا…دخلتلك من نفس المصيدة اللي انتي كنتي داخلالي منها…ما هو اصل طباخ السم كان لازم يجي يوم و يدوق اللي طبخه
شلتها الصدمة حتي أصبحت قدماها غير قادرة علي حملها..فسقطت جالسة علي الارض تنظر له في ضعف وصدمة..حركت رأسها يمينا ويسارا اعتراضا علي حديثه ودموعها تهبط مثل المطر علي وجنتيها:
-لا…لا..مستحيل
فلا يوجد أصعب من إحساس..ان تعتقد انك تملك أكبر جزء في قلب من أحببته، فتكتشف في يوم أنك كنت تسلية لوقت محدد، لتنتهي صلاحيتك بربح اللعبة
ثم هبت من مكانها كالعاصفة تقف وبعينيها نيران متقدة.. تشير نحوه بأصبعها في حدة وهي تصرخ بجنون:
-بس انت مينفعش…انت بالذات اخر واحد اصدق انه يعمل فيا كده…لا..مستحيل..
قهقه بنبرة ساخرة:
-هقولك نصيحة..بعد تجارب كتير وخذلان كتير…وصلت لحاجة مهمة أوي ريحتني في حياتي وخليتني امشي في حياتي صح…
ليردف قائلا بجمود :
-توقعي أي حاجة من أي حد مهما وفي أي وقت..مهما كانت درجة قربه ليكي حتى لو كان جوزك !
محدش يستاهل تديلو كل حاجه جواكي…اوعي تفرطي في قلبك ، اوعو تعتبري حد ضمان و باقي ليكي مهما كان ،قلوبنا بتتقلب في لحظة وكل حاجة بتتغير،متديش لحد الأمان ابدا..ماتقوليش دا بثق فيه ومستحيل يعمل فيا كده..و عمري ما كنت أتوقع عشان ده بالذات اللي ممكن تتوقعي منه أسوء حاجة..كل شيء وارد يحصل من اي حد…عشان في النهاية انتي اللي هتتكسري من كتر صدمتك فيه…
تمتمت لتسأله بصوت خالي من اي لمسة حياة:
-وحبك ليا؟
أطلق ضحكة عالية طويلة..لم يبالي بشحوبها..ولا بصدمتها وهو يكمل ساخرا:
-كان تمثيل…
اقتربت نحوه تضربه بكلا كفيها يصدره فيبتعد للخلف عدة خطوات نتيجة بذلك لتصرخ بإنهيار:
-تمثيل..كل ده كان تمثيل..كل الحاجات الجميلة دي كذب..يا حيوان
وهو يجيبها بوقاحة:
-عشان اكون صريح اكتر..اتبسط معاكي..وعجبتيني واعتقد انتي كمان اتبسطتي
ايتن محاولة التقاط أنفاسها غير مصدقة وقاحته:
-ليه..ليه عملت فيا كده…ماصعبتش عليك خالص
يكاد عقلها ان يحترق من التفكير..وألم ماضي يخترق اضلاعها وصولا لقلبها..شعورها بالخداع لا يوصف..خاصة أنه من أقرب الناس إليها.
هز كتفه بإستنكار:
-انتي اللي دخلتي اللعبة دي بمزاجك..و بعدين كنتي متخيلة ان انا لما تجيلي فرصة اخد حقي من اللي ظلمني في حياتي هعمل ايه؟؟؟
انفجرت بهستيريا وهي تضربه بكل قوتها:
– وأنا ذنبي ايه…ذنبي ايه في كل قصتك دي …. انا معملتش حاجة وحشة ليك.. انا وثقت فيك…انت أحقر بني ادم في الدنيا دي كلها
نشب أصابعه في ذراعيها بطريقة مؤلمة، قائلا بحدة:
-اعدلي لسانك..ومتغلطيش
انتزعت يداها من يديه بإشمئزاز، وهي تمسح دموعها.. قائلة بقوة وعصبية:
– انا صحيح اديتك السكينة اللي تقدر تدبحني بيها وهي الثقة…الامان اللي عمري ما سمحت بيه لحد من بعد خطيبي الاولاني….
لتردف بنبرة قوية :
– وجعي منك انا مش هقعد اعيط عليه…انا هعرف اخد حق كسرتي بنفسي….كل اللي مريت بيه ده كوم…وحسابك معايا انا لوحدي كوم تاني يا حمزة..بس انا اللي غلطانة اني دخلت في لعبة فيها واحد زيك واطي…. بس ملحوقة ما يقع إلا الشاطر
اجابها بنبرة محتقرة:
– انا اللي واطي ؟؟؟ ده انتي هدمتي حياة واحد وساعدتي واحدة **** أنها تهد حياته…ده انتي دمرتي حياة خالي…عشان ايه؟؟ شوية فلوس..مقابل النسبة اللي بتاخديها من كل واحدة بتساعديها.. بتخليهم يجربوا قانون خاص بيكي عشان تنتقمي من كل راجل !
رفعت عينينها المحمرتان من الغضب والقهر والصدمة، قائلة بتهديد:
-انا بقى هخليك تجرب قانوني ده .. هوجعك به يا حمزة… هخليك تدوق “قـانـون آيـتـن”
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قانون ايتن ) اسم الرواية