رواية قانون ايتن كاملة بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية قانون ايتن الفصل الثاني و الثلاثون 32
واذا بكيت على فراق أحبة
فلتبك نفسك أيها المسكين
لا بد من يوم تفارق معشرا
كنت الوجيه لديهم وتهون
_هاشم كمال الدين
لقد حطمها اعتراف حمزة لها بهذه الحقيقة.. كان جسدها يرتجف من كلماته ..دخلت حجرة الاستحمام ووقفت تحت الماء الساخن ، واحتضنت نفسها وهي ترتجف .. أغمضت عينيها وأسندت رأسها على الحائط.
لقد سئمت من الرجال المخادعة القاسية .. بداية من والدها الذي دمر ذكريات طفولتها .. لخطيبها القواد الحقير .. وصولا إلى زوجها!
ظنت انه يحبها ؟؟
كيف يمثل حبه بهذه الطريقة؟؟
وكيف لقلبها البريء أن يصدقه بكل سهولة
لقد صدقته
صدقت حبه الكاذب
بحق الله… انه كاد أن يدمر حياته من أجل إنقاذها؟
لقد فعل الكثير من الأشياء الرائعة لها
اخفت وجهها بين يديها ومياه الدوش تنهمر فوق رأسها..تتذكر نظرات الإنتصار الذي رمقها بها الممتزجة باحتقار..لم تصدق أنه كان مخطط لهذه اللحظات منذ مقابلة شذى لها..تتذكر غباءها عندما وقعت هي بحبه وتنازلت عن فكرة الانتقام..تذكرت تحذيرات خديجة لها في البداية.. “احذري الا ينقلب السحر علي الساحر وتقعي انت بحبه” وها هي وقعت بالفعل!
لعنت كبرياءها وغرورها الذي اوهمها أنها ستربح تلك اللعبة و ستنتصر بالنهاية..!
بدأت تغسل جسدها…بينما تفجرت دموعها بغزارة..وجسدها لا يتوقف عن الارتعاش..ولكن هي التي دخلت تلك اللعبة بنفسها..لأنها سمحت بحدوث كل هذا..لماذا؟ لأنها احبته..بل عشقته..لم تتخيل أن الشخص الوحيد الذي وثقت به وغيرت كل شيء لأجله كان كاذب ومنافق..حقير
تذكرت طفلها…طفل حمزة..امتدت يدها تلقائيا نحو بطنها..فانهارت مجددا من البكاء
فهو ترك لها تذكارا لن يسمح لها بنسيانه يوما..وكأنها تستطيع يوما ان تنساه..؟!
تردد صدي صوته في اذنيها :
“تمثيل..كل ده كان تمثيل…تمثيل…تمثيل”
اخذت تهز رأسها بهستيرية شديدة..لأنها سمحت لنفسها بكل هذا..لو رفضت منذ البداية مهمة شذي..
ولكن ليست ايتن التي تستسلم هكذا..هي لم ولن تكن ضعيفة يوما ما…هي التي تأخذ حق أي امرأة تلجأ إليها..توعدت لحمزة بأشد عقاب له..لمعت عيناها بالنيران والشر..وقررت أخذ حقها منه..قررت أن تندمه علي كل شيء فعله بها..علي كذبه وخداعه لها
شعرت ان البرد سيصيب جسدها رغم الماء الساخن..اغلقت مصدر المياه..خرجت من حوض الاستحمام.. وهي تتناول المنشفة ، ولكن قبل أن تخرج ، وقفت أمام المرآة المغطاة بالبخار..
هل هذه هي آيتن؟
التي أمامها شخصا آخر غيرها… فتاة باكية عيناها حمراء منتفخة من البكاء…وجهها الجميل كان شاحباً
ارتدت ثيابها علي عجل..عقصت شعرها بدون تسريح..وانطلقت بعد أن عزمت علي القرار الحاسم..ابتلعت ريقها بصعوبة وأدارت مقبض باب الغرفة لتجده واقف في منتصف الغرفة يرتدي سرواله الرياضي فقط.. وكان يتحدث مع شخص ما علي الهاتف..انتبه لوجودها وبعد ثواني اغلق المكالمة..ليسألها ببرود:
-خير عايزة حاجة؟
وقفت أمامه قائلة بهجوم:
-جاية اقولك قراري..انا مش هتطلق دلوقتي
ضحك قائلا بسخرية:
-معقولة؟ ده انا قولت هتتشقلبي عشان اطلقك..
رمقته بغضب شديد:
-لا لو انا عايزة اتطلق..هتطلق غصب عنك..انا بقولك كده عشان سيف ومنة هيكتبوا كتابهم قريب..ولو ده حصل وسيف اخويا عرف كل حاجة جوازتهم هتبوظ
رد ببرود :
– طيب
ايتن بنبرة ساخطة:
-انت مين فهمك اني همووت واتكلم معاك…انا بقيت بكرهك…بشمئز من نفسي ومنك…بستحقرك..
– ماشي تمام
– وبعدين انا في حاجة مهمة لازم اعرفها…هي اللي اسمها شذى دي قصتها كانت كدب برضو؟
ضحك حمزة :
-شذى اصلا انا اللي متفق معاها من البداية خالص…اتفقت معاها تروحلك..وتعمل نفسها عميلة زي اللي بيروحولك..
اتسعت حدقتاها بصدمة:
-يعني انت اصلا مجرحتهاش؟؟
-لا مش بالظبط… هي كانت بتحبني وعايزاني انسى الخيانة اللي حصلتلي..وفعلا حاولت احبها… لكن انا ماقدرتش ومارضيتش أظلمها معايا… لأن كان ليها مكانة خاصة عندي غير باقي البنات اللي عرفتهم قبلها…اللي منهم اللي كانوا شبه تفكيري وقتها..مانكرش أن شذى يمكن اتوجعت وقتها…بس الفرق أنها مقعدتش 7 سنين كده تتعذب بسببي…لا قعدت بس سنة.. وبعدها لما لقيتها لسة بتحبني و واقفة مكانها..قررت اتكلم معاها..وفهمتها ايه اللي وصلني لكده وان مش هي السبب خالص …انا اللي مش قادر احب.. وقفت معاها وخليتها فعلا تتجاوز حبي ليها وكنت ليها أخ…ولما بتحتاج حاجة أو تاخد رأي حد انا اول حد بعد باباها بتلجألي..وحتي ساعدتها تشوف شغل كويس وهي اتغيرت تماما..
– انت اللي طلبت منها تعمل كده ؟
– لا هي … هي كانت عرفت اللي هيحصل… كان خالي موجود وهي اللي طلبت تساعدني من نفسها..راحتلك وعملت نفسها عميلة زيها زي غيرها…علي شوية تعاطف كده ودراما..قدرت تخليكي تكرهيني وتحسي ان الشخص ده ظالم..والمسكينة دي لازم حقها يجيلها..وكانت النتيجة ان انتي اللي وقعتي مش انا
– ولما حاولت تنتحر ؟؟؟
– لا ده كان علامات Fake
هزت رأسها بعدم تصديق:
-مش معقول كل ده كان تمثيل؟
حمزة بجمود:
-لا معقول..انا مش زيك..انا بعرف كويس اوي افرق وافصل بين مشاعري وهدفي..و زي ما انتي شايفة كده كسبت
رمقته بغيظ وهي تغادر الغرفة صافعة الباب خلفها بعنف
إياك أن تعتقد أنك ستجعلها تندم بعد انفصالكم !
لا تتخيل أنها لم تفكر ألف مرة في المغادرة ، ولا تظن أنها ستبقى معك لأنها بحاجة لوجودك.
امرأة قوية مثلها عندما يحين وقت المغادرة ، يمكنها القيام بذلك ببساطة دون تتأثر بأي شيء ..
____________________________
الرجل الحقيقي هو الذي لا يحلم بالنصر على امرأته ، هو الذي يرى خلف جسد الأنثى تلك الطفلة الباكية والخائفة التي تبحث عن الأمان.
في صباح اليوم التالي…
ذهبت خديجة إلى ايتن … فوجدت أمامها امرأة أخرى غير صديقتها التي تعرفها
فكانت عيناها حمراء منتفخة من البكاء، شعرها الناعم متناثر حولها بعشوائية…قبل أن تقل لها شيء احتضنتها بشدة وهي تحاول تهدئتها…
غزاها شعور مقرف بالغثيان .. وسارعت إلى الحمام لتفريغ ما كان في بطنها .. لم تعد تتحمل ذلك .. ما حدث لها فاق قدرتها .. وما أن ساعدتها صديقتها بغسل وجهها وتنظيف أسنانها…
حتى خرجت من الحمام معها.. وهي تقص عليها ما حدث بقهر…
لم تصدق خديجة أن صديقتها وقعت في الفخ معه بهذه الطريقة المخزية .. بدأ شعورها بالظلم ينخر في أحشائها.. فكانت سعيدة لأجلها…سعيدة لأن الله عوضها برجل مثل حمزة ..
خديجة بصدمة مما قصته ايتن عليها:
-انتي اكيد بتهزري يا ايتن صح؟؟ قولي ان انتي بتهزري…معقولة حمزة!! ازاي يعمل كده
زفرت ايتن بنفاذ صبر:
-ههزر في ايه يا خديجة…كل ده حصل
-مش مصدقة ان حمزة يعمل كده
هتفت ايتن بسخرية:
-لا عمل…ويعمل احقر من كده كمان
خديجة بفضول:
-طب وشذي؟ عملت ايه؟
ايتن بغيظ:
-الواطية دي بقي اختفت…وانا اللي كانت بتصعب عليا..لكن طلع البداية كلها منها…
-ازاي؟
-الحقيرة دي طلعت مخططة معاه كل حاجة من البداية…تخيلي هو اللي باعتهالي
خديجة بتوجس:
-طب انتي ناوية علي ايه؟
هتفت بنبرة شيطانية:
-هخليه يندم علي كل حاجة عملها فيا…هكسره واوجعه زي ما كسرني
هزت خديجة رأسها بعدم موافقتها علي تفكيرها، قائلة بعتاب:
-متزعليش مني يا ايتن…انا نصحتك وقولتلك لو هتحبيه بلاش..قولتيلي لا ده مش حب ده تبع اللعبة..والنتيجة أن اللعبة قلبت علي دماغك في الاخر..المهم انتي قررتي تعملي ايه
-مش هنتطلق
شهقت خديجة بذهول:
-نعم؟
– مؤقتاً يعني
قطعا ذاك الحديث بعد سماعها صوت فتح الباب..لتجد حمزة..سلم علي خديجة التي كانت ترمقه بغيظ .. وجلس معهم بعد أن سمحت له خديجة بمشاركتهم الحديث فهي إلى الآن لا تصدق ما فعله مع صديقتها..
هل من الممكن شخص مثله أن يتحول تماما !
– ينفع يا حمزة اللي انت عملتوا ده ؟؟
هي ايتن ذنبها ايه انك تعمل فيها كده
– خديجة…
– أنا حقيقي مش قادرة اصدق… ومش عارفة الاقي من اللي حصل لآيتن ولا من اخواتي
– حصل ايه تاني ؟
خديجة بغضب:
– يا ايتن…انا بجد تعبت من اخواتي…لدرجة اني بقيت بفكر اسيبلهم اسكندرية خالص
حمزة باستغراب:
-ليه كده؟
خديجة بحزن:
-يعني مثلا اختي الكبيرة..دي بتتعب كتير وأهل جوزها المتوفي بيشيلوا أيديهم خالص من مصاريف الدكاترة وبيتعبوا منها ومن مرضها..ومش بيصرفوا جنيه علي علاجها..وانا اللي بوديها وبصرف علي علاجها وهما بيرموها..رغم أن له اخوات ولاد و أبوه كمان عايش…
واخويا بيشم بودرة..ومشكلتي معاه انه صعبان عليا..نفسه يبطل ومش عارف وعلي طول بيقول متسيبينيش هضيع ويبعد شوية ويقاوم و بوديه لدكاترة ادمان ومصحة وعلاجات..وللأسف بيضعف ويرجع تاني ويقول مش قادر متسيبينيش عندي بنات هيضيعوا وطبعا ده ضيع كل فلوسه واترفد من شغله ومبيشتغلش..وانا اللي بساعده في مصاريف دروس عياله..
والتالتة جوزها شغله علي قده..بدفع فلوس مدارس ولبس واساعد في مصاريف البيت.. وغير كده حملها بيكون وحش اوي وجوزها ده بارد جدا وممكن يسيبها تموت ولا يوديها لدكتور..
المشكلة اني تعبت..وجسمانيا هلكت بمعني الكلمة..وشغلي بيتعطل بسببهم..مبقتش قادرة أروح واجي واشتغل زي الأول .. معظم فلوسي راحت عليهم.. ولا عارفة اجيب كل حاجات الجواز لأن مصممة اجيب حاجات بنفسي عشان حماتي اللي طول الوقت فاكرة اني بستغل ابنها او بخليه يصرف عليا وده مش بيحصل.. وفوق كل ده نفسيتي بقت زي الزفت ومبقتش قادرة استحمل..بقالي سنين شايلاهم ومحدش حاسس بيا..ولو سيبتهم هيضيعوا ولو قعدت في نفس الدايرة مبقتش قادرة استحمل ولا احل ولا أساعد..حاسة اني عايزة اللي يساعدني..حتي لما اتخطبت لهاني..فضلوا يقولولي انتي مالك زعلانة انك بتصرفي علينا ما انتي مخطوبة لواحد لو فضل يصرف عليكي طول عمره مش هيخلص فلوسه..
حمزة باتزان:
-بصي هقولك حاجة..حلو منك انك تساعدي اخواتك وتاخدي بالك منهم عشان انتي ظروفك افضل منهم..بس طول ما هما معتمدين عليكي مش هيعملوا حاجة خالص..مش هقولك تسيبيهم خالص..بس علي الأقل تساعديهم لما يتنزقوا ماشي..لكن مش اساس الحياة..لأن كل واحد شاف حياته واختار لازم يتحملوا النتيجة ويعافروا في الحياة…اخوكي المدمن ده لازم يفوق لنفسه ومتصرفيش عليه تاني..وديه مصحة وخلاص علي كده..واختك جوزها طالما نطع مش راجل ومش واقف مع مراته..تسيبه وتطلق ولا تاخد منه موقف حتى..لأن طول ما انتي شايلة هايحملوا بزيادة عليكي..اختك اللي أهل جوزها رامينها دي ممكن تساعديها في علاجها..و اخوكي واختك التانية..اقعدي معاهم وقوليلهم انا هصرف على اختكم دي بس ومش هقدر اساعد اكتر من اني اوديك انت للمصحة..اتعالج كان بها ما اتعالجش يبقى منه لنفسه لمراته وبناته..لكن انتي مش هتعالجيه وتجري وراه تاني..انا عارف انه صعب عليكي..بس انتي عمرك هيضيع علي حياة غيرك
خديجة باقناع:
-عندك حق يا حمزة…انا فعلا لازم اخد موقف
– ياريتها جت على قد كده وبس…دع فضحني قدام حماتي…راح اخد فلوس من هاني!!
– ازاي يعمل كده !!
– عشان انا اخر مرة شديت عليه في الفلوس لجأ لهاني ومعرفش حماتي عرفت ازاي منه
– بس مش معقول هاني يقولها هو مش كده خالص
__________________
نحن نبقى مع أولئك الذين يجعلون الحياة أبسط وأكثر سعادة، مع أولئك الذين لا نحتاج إلى بذل الكثير من الجهد معهم لننال إعجابهم ، الذين يحبوننا بصدق وبدون أسباب.. الذين يتقبلونا كما نحن .. هم الوحيدون الذين يستحقون البقاء معهم.
في شقة منة…
تشبثت منة بجاكيت سيف بعناد ، ولم تكن تريد أن تتركه يذهب:
– يا سيف ماتسيبنيش وتمشي كده…
وقف عمر شقيقها بينهم قائلا بتحذير :
– لا يا منة … ادخلي بقى…هروح اقول لماما انك عايزة تروحي مع سيف
ليركض نحو أمه يبلغها بتصرف شقيقته … صاحت منة باندفاع:
– خد يا واد انت…يخرب عقلك
أمسكته من تلابيبه قائلة:
– عايزة اروح معاك والله
ابتسم سيف برقة محاولا تهدئتها:
– ياريت والله يا حبيبي .. مش بشبع منك أصلا…ولا بلحق اقعد معاكي…
قلبت شفتها السفلى بضيق:
-عمر اخويا السبب كل شوية يسألني في اختبارات تافهة
اقترب عمر وهو يجر والدته خلفه ليشير إلى شقيقته قائلا :
– يا ماما …تعالي شوفي منة ماسكة في هدوم خطيبها ومش عايزاه يمشي
اتسعت عينا امها بتحذير:
– عيب كده يا منة وبعدين…
تركته منة بخجل :
– يا ماما مالحقش يقعد والله
نظر سيف في ساعته قائلا بنبرة ساخرة:
– مالحقتش ايه يا منة بس…ده انا كنت جاي معزوم على غدا…وبقى غدا وعشا….
قاطعته قائلا بتبرير :
– أيوة بس نسيت تحلي بعد العشا…
ابتسم لها سيف قائلا:
– ما انا اكلت يا حبيبتي التحلية بعد الغدا … خلاص بقى يا منة… هجيلك تاني وهنخرج كتير متقلقيش
– خليك طيب شوية صغيرين حتى…
– معلش يا حبيبتي … هشوفك تاني متقلقيش
برقت عينا عمر بغيظ:
– مش كفاية بتكلميه طول الوقت وهيتجوزك وياخدك مننا
– على أساس انك مهنيني على القعدة معاه
هتف عمر بغيرة على شقيقته :
– خليه ينفعك
____________________
اصبحت ايتن بحالة افضل…خبأت جراحها جيداً وظهرت بأفضل شكل لها…حتى الدموع اليوم لا تبكي مثل اليومين الماضيين.. فهي بكت اول يومين فقط
أخبرها حمزة أنه مسافر لمدة ثلاث أيام إلى القاهرة لعمل ما..
في شركة بالقاهرة …
حمزة بمكر:
-تمام…نفذ اللي اتفقنا عليه
الرجل باستغراب:
-ازاي يا باشا..ده ابن عمك؟
حمزة بعصبية:
-نفذ وخلاص
-حاضر…اعتبر أن شركته اتفضحت..بس حضرتك مينفعش تنصحه مثلا يمكن يصلح كل حاجة ويرجع
-نصحت…بس اللي زي حسن عمره ما يقبل نصايح..حسن عايز فلوس..فلوسه تزيد وخلاص
___________________
دلف مهاب إلى العمارة التي تسكن بها ايتن فهو هرب من الرقابة التي عليه اليوم…فيجب أن يتخلص منها أو يمسك عليها شيء ما يهددها به … هي الوحيدة التي هربت منه وهي معها سره وتسببت بأن تصبح العين عليه أكثر
ليوقفه حارس الأمن، قائلا بتساؤل:
-حضرتك طالع لمين؟؟
مهاب بثبات:
-لأصحابي زياد وسمير
هز رجل الأمن الثاني رأسه سامحا له بالدخول:
-تمام..اتفضل
بعد مرور 10 دقائق، هتف الرجل الأول فجأة :
-فيه حاجة غريبة
-ايه هي؟
الرجل بتفكير:
-الساعة 12..يعني غريبة يجيلهم دلوقتي..
-يا عم عادي
الرجل بشك:
-لالا انا حاسس في حاجة…هتصل عليهم اسألهم طيب
وبالفعل قام بمهاتفة الساكن:
-انا اسف يا استاذ سمير..بس هو حضرتك يعني في حد جالكم دلوقتي..ازاي ده قالي انه طالع عندكم..ماشي..اسف علي الازعاج…سلام
____________
اتصل عليها حمزة ليسألها عن شيء ما..فسمعت صوت جرس الباب..نهضت ايتن عن الأريكة وذهبت لفتح الباب، نظرت من العين السحرية فلم ترى شيء أمامها..
– مفيش حد بره…
– ممكن بتاع السوبر ماركت اللي كلمته يجيبلك الطلبات اللي محتاجاها بس مش عارف اتأخر كل ده ازاي…انا قولتله يسيبلك الاوردر من بره بس ويمشي
قامت بفتح الباب، قطعت جملتها حينما الجمتها الصدمة عندما رأت الواقف أمامها “مهاب”…
-نعم؟
اشار علي فمها بالصمت…وأمسك بيده مسدس، واليد الأخرى أشار بورقة صغيرة مكتوب عليها شيء..
حمزة باستغراب:
– لقيتي حد على الباب..ايتن..انتي معايا؟
ايتن بتوتر:
-ده..بتاع السوبر ماركت..
حمزة بحزم:
-ايه وقفه ده…مشيه..عشان انا مش موجود…وانا هبعتله حسابه من عندي
هزت رأسها بقلق:
-اكيد هعمل كده
________
سمعت طرقات علي الباب لينهض مهاب يري من العين السحرية..رجل الأمن…فيقول بتهديد:
-عارفة لو نطقتي وقولتي حاجة!
هزت رأسها بتفهم لتفتح له ، قائلة بحزم:
-نعم ؟
الرجل بتلعثم:
-مدام ايتن…هو فيه شاب جه عند حضرتك من 10 دقايق كده
ايتن بعصبية:
-انت اتجننت ولا ايه؟ راجل مين ده اللي هيبقي عندي وجوزي مش هنا
-انا اسف حضرتك…بس
صاحت بغضب:
-اتفضل مع السلامة
ثم اغلقت الباب خلفه بعنف..
____________
نظرت له ايتن بخوف ظاهر…فقد لمحت نظرته الشيطانية التي رأتها من قبل..تراجعت للخلف تلقائيا..خوفا من ان تتمد اياديه وتصلها..
أما هو فقد تخطي الخطوات الفاصلة بينهما بسرعة..امسك كفها بقوة وجذبها بشدة ناحيته..ثم ألقاها علي الأريكة بعنف…صرخت برعب..لم تتوسل له كما فعلت من قبل.
ايتن بتهديد:
-ابعد عني يا حقير…إبعد
كبل يديها..ثم صرخت مرة أخرى وهي تستنجد بأي شخص .. ليحاول شق ملابسها…
وقبل أن يقوم بشق كنزتها…ركلته بعنف في معدته…ليرتخي جسده على الارض…لتأخذ قطعة معدنية ديكور…لكزته بعنف على ظهره بها..وأخذت سلاحه الملقي بجانبه تهدده به.. ليبتعد عنها..قبل ان تتهور
-خلاص…اهدي..مش هقرب منك
ايتن بعصبية:
-اطلع برة يا واطي
زفر مهاب بضيق، قائلا :
-اطلع ازاي دلوقتي؟ والراجل الزفت بتاع الأمن تحت..وشاكك فيا
ضحكت ايتن بسخرية :
-ها..اوعي تكون فاكر اني هسيبك تقعد هنا عندي كمان
مهاب بمكر:
-هتسيبيني يا ايتن…علي الأقل لحد الصبح…حتى ممكن تقفلي عليا بالمفتاح..لأن لو خرجت هضطر اقول اني كنت عندك..وشوفي بقي هيقولوا عنك ايه…ما انا واطي واعملها
ايتن بتفكير وهي تشير علي غرفة المعيشة:
-ادخل الاوضة اللي هنا دي..
_______________
كان يؤمن بأن الحب ليس سوى خيال يتواجد فقط في الروايات ، لكن عندما رأى عينيها أصبح مؤمن بكل الخيال !
في الساعة الثانية والنصف صباحاً ، كان سيف يقف أمام عمارة منزل منة ، متكئًا على سيارته ، اتصل بها همست قائلة:
– وحشتني أوي
– أنا لسه سايبك من كام ساعة بس !
– ما أنت مشيت بسرعة وكنت عايزاك تقعد معايا وقت أطول
– ممكن تبصي من البلكونة كده…
– لا بتهزر … انت تحت
هز كتفيه قائلا:
– افتحي واتأكدي
فتحت الشرفة خاصتها، لتطل منها فوجدته بالاسفل بحق..ابتسمت مندهشة قائلة :
– تعالى خدني
أجابها وبريق الحب في عينيه:
– قريب يا قلبي
سألته بزهق:
– قد ايه يعني ؟
قهقه سيف ضاحكاً:
– في ايه يا منة؟؟
ليردف قائلا بابتسامة:
– أنتِ عاوزة قد ايه ؟
ردت منة بخجل:
– دلوقتي
-ياريت والله يا حبيبي..بس لسه الشقة ماخلصتش.. هنقعد على الارض كده
زفرت قائلة بضيق:
-طيب خلصها
رفع حاجبه بدهشة :
-طب وأنا بعمل إيه؟
– بتشتغل يا باشا مصر…مشغول مع المجرمين بتوعك
ضحك قائلاً:
-خلاص هسيب شغلي واروح أشطب الشقة معاهم..
ليردف بارهاق:
-والله هقفل معاكي ورايح اجيب حاجات للشقة.. المهندس جاي بكرة الصبح…هيوريني شوية حاجات…هروح أقابله قبل ما انزل شغلي
ابتسمت قائلة بنعومة :
-ربنا يقويك يا حبيبي
– يا رب يا حبيبتي ويتمملنا على خير كده
– بس تعبت نفسك وجيت…انا فرحانة أوي..
همس بصوت أجش:
– وحشتيني … وماقدرتش امنع نفسي اني اجيلك تاني…وحسيت المكالمة لوحدها مش كفاية .. قولت اكلمك وانا شايفك من بعيد.
خفق قلبها بعنف بسبب نغمته المغرية ، فأجابت بصوت خافت:
– طب ما تطلع..
– اطلع ايه يا منة يا حبيبتي … استهدي بالله كده الناس نامت…
وتابع بنبرة جادة:
– وأنتِ كمان تقفلي معايا وتدخلي تنامي…
دخلت غرفتها وهي تشعر بالسعادة…
كن واثقاً بأن من يحبك يبحث عنك في يومه الصعب أكثر من أي يوم آخر ، ويشاركك أفراحه واحزانه ، يعود إليك مثل الذي يعود من غربته ، يخاف أن يمسك سوء
فالعلاقات الناجحة…بالافعال لا بالتجاهل والاستغناء واللامبالاة.
_______________
في الصباح…فتحت ايتن الباب لمهاب لتتركه يخرج..
نزل مهاب من المصعد وكأنه لم يستمع إلى كلام ايتن من الخروج بالناحية الأخرى..ليراه رجل الأمن..فأمسكه هو و زميله
الرجل وهو يلكمه في وجهه، قائلا بحدة:
-بتضحك علينا يلا..فاكر مش هنفتكرك…كنت عند مين انطق
زفر مهاب بهدوء:
-بس بس..من غير ضرب ولا حاجة..كنت بايت عند ايتن مرات حمزة العقاد
صاح الرجل الثاني بغضب:
-انت كداب..مدام ايتن محترمة جدا
ضحك مهاب بخبث:
-تحب أقولك كانت لابسة ايه؟ او اوصفلك شقتها عاملة ازاي؟
________
بعد مرور يومان…عاد حمزة إلى اسكندرية..وبمجرد دخوله إلى العمارة..اقترب منه رجلين الأمن مرحبين بعودته…ثم هتف أحدهم مستئذنا:
-لو سمحت يا حمزة باشا
حمزة بانتباه:
-نعم يا مؤمن في حاجة ولا ايه؟
نظر مؤمن إلى زميله بتردد:
-ااه حضرتك فيه حاجة حصلت كده..ولازم حضرتك تعرفها
رفع حمزة حاجبه باستفهام:
-حاجة ايه مش فاهم؟
-مرات حضرتك كان عندها راجل في البيت امبارح وبايت عندها
امسكه حمزة من ياقة قميصه بعنف قائلا بعصبية :
-انت اتجننت ولا ايه يا روح امك..مراتي ايه اللي كان عندها راجل
الرجل بانفاس لاهثة:
-حضرتك..اسمعني بس الأول..شوف الفيديو بتاع اعترافه طيب
حمزة بغضب شديد:
-فيديو ايه يا بني ادم انت……
حاول الرجل الثاني بإبعاد حمزة عن زميله الذي كاد أن يختنق..قائلا بسرعة وهو يفتح هاتفه ليرى حمزة فيديو باعتراف مهاب..ليترك الرجل أخيرا…
يتبع….
– تفتكروا حمزة هيكون رد فعله ايه ؟ هيصدق ولا لأ؟
__________
مستنية رأيكم وتوقعاتكم…ودعمكم للرواية بلايك وكومنت 😍
لو وصلتوا البارت ده لـ 500 لايك هنزل بارت هدية اضافي قبل ميعادنا يوم السبت
“طبعا اسهل حاجة ايتن تعملها كانت تكلم اخوها وتبلغ عن مهاب الشرطة خصوصا أن كان معاها مسدسه
بصوا انا مش بطول اوي متقلقوش… هي قربت تخلص
يعني احتمال اخلصها على 35 او 36 بارت…حسب لو جه في بالي افكار أو احداث مهمة زيادة
يعني باقي حوالي 4 فصول كده تقريبا وخاتمة
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قانون ايتن ) اسم الرواية