رواية وختامهم مسك كاملة بقلم نور زيزو عبر مدونة دليل الروايات
رواية وختامهم مسك الفصل الخامس و الثلاثون 35
بعنــــــوان ” قوة العشق لا تُهزم ”
قبــــل ساعتين…
صعد “تيام” إلي الجناح الملكي؛ ليفعل ما أتفقوا عليه. رأي “مسك” تجلس على الأريكة ناظرة فى هاتفها على صورة “غزل” أختها الغائبة، جلس “تيام” جوارها صامتًا يفكر فى بدء الحديث معها ثم قال بهدوء:-
-قومي ألبسي يا مسك، هنروح مشوار مهم
رفعت “مسك” نظرها إليه بأندهاش من طلبه وقالت بهدوء مُتسائلة:-
-فين؟ وليه؟ أمبارح حبستني وقررت أنى مخرجش فجأة قررت أنك تخرجني كدة!!
أخبرها بما قرروا فعله وهى تستمع إلى هذا الحديث بهدوء دون أن تتفوه بكلمة واحدة وأومأت إليه بنعم، بدلت ملابسها وأرتدت بنطلون جينز وقميص نسائي أخضر اللون بكم وأدخلته فى البنطلون من الأسفل ثم قالت بلطف:-
-أنا جاهزة بس مش هروح القسم
نظر “تيام” إليها بأندهاش من جملتها الغريبة ووقف من مكانه بقلق من جنان زوجته المتهورة، يقول بهدوء:-
-مش فاهم
تبسم بخبث شديد ثم أخذت يده فى يدها ونزلت معه إلى الأسفل وكانت “زينة” قد أستعدت للذهاب إليه، مرت من أمام المكتب قبل دخولها وكان “متولي” يقف أمام المكتب فى أنتظار خروج “زينة”، دلفت إلي المكتب وكان “زين” و”جابر” بصحبة “زينة”، تبسمت “مسك” بلطف وقالت:-
-متجمعين عند النبي إن شاء الله، أنا عندي تعديل صغير علي الكلام اللى قولته
نظر الجميع إليها بدهشة وهكذا “تيام”، لا يعلم علما تخطط زوجته؟ لكن ما يُدركه جيدًا أن زوجته ستأتي بفكرة جنونية حتمًا تطلق بجنون عقلها وتهورها، تبسمت “مسك” وقالت:-
-أسمعني يا تيام بس بالعقل بالله عليك بالعقل
تذمر “تيام” قبل أن يسمع أى شيء منها وقال بضيق وأخرج زفيرًا قوي:-
– عقل، معقول أنتِ تتكلمي بالعقل يا مسك، اكيد جنان بس مش مشكلة أسمع
جلست “مسك” جواره ثم نظرت إلي الجميع بهدوء قبل أن تتحدث وقالت بنبرة قوية جريئة:-
-مش زينة رايحة تقابل بكر
أومأت “زينة” بخفوت ونبرة قوية قالت:-
-أكيد
تبسمت “مسك” بحماس ونظرت إلى “جابر” وقالت بجدية:-
-دا معناه أن بكر مش هيكون موجود فى الفيلا وزى ما قال اللى أسمه فؤاد أن غزل محبوسة هناك، وأن أبلغ عنه بتهمة خطف غزل مش مضمونة بسبب ورقة الجواز وكمان تجارة المخدرات فكرة أنه غير الميعاد فجأة بتحط أحتمال أنه يكون عرف أن غزل هكرت الكمبيوتر بتاعه ودا يخليه مُتأكد أننا عارفين الميعاد فلو الأحتمال دا صح يبقي مش هيكون فيه صفقة من الأساس وبكدة مش هنخلص منه وهتكون غزل لبست فى جوازة منه
وافقها “زين” الرأى وقال بجدية:-
-عندك حق بس معندناش غير دا
نظرت “مسك” إلى وجه زوجها الجالس جوارها بقلق مما ستقوله الآن وجمعت شجاعتها لتقول:-
-أنا بقول أن زينة تروح تقابل بكر فعلًا وتماطل معه الوقت وفى الوقت دا هروح مع جابر لفيلا بكر ونخلي اللى أسمه فؤاد دا يخرج غزل وأدخل أنا….
أستمع لكلامها الجنونية حتى توقفت بأخر كلمة فقاطعها “تيام” بنبرة قوية بعد أن وقف من مكانه صارخًا:-
– لا…. لا ومن غير ما تكملي يا مسك أنا مش هجازف بيكي ولا باللي فى بطنك نهائيًا
وقفت “مسك” جواره وتشبثت بذراعه بلطف ونظرت إلى عينيه بثقة وترجي، قالت بنبرة دافئة:-
-أسمعني بس يا تيام، بكر مش هيكون موجود يعنى مفيش خطر عليا أصلًا وكمان مش هيلحق يشوفني خالص، أنا هكون مع جابر ومش هدخل الفيلا دى غير لما أنت تطلع على القسم بنفسك وتبلغ أن بكر خطف مراتك وأول ما البوليس يقرب على الفيلا هتعرف جابر وهنتبدل وقتها …يعنى الوقت كله مجرد خمس دقايق بس هدخل فيهم الفيلا وهخرج مع البوليس
أنقر “جابر” بأصابعه بحماس من ذكاء هذه المرأة وقال بجدية:-
-برافو… سامحنى يا تيام بيه بس دى فكرة مفهاش أحتمالات غير القبض على بكر لأن غزل مراته بالورقة الى معاه وببساطة مفيش واحد بيخطف مراته
هز “تيام” رأسه بالرفض لهذا الأمر وعقله لا يستوعب كيف تفكر فى المخاطرة ولا تكترث لأمرها ولا لطفلهم الموجود برحمها، أتسعت عييه الحادقة بها وقال بجدية:-
0لا أنا مش موافق نهائيًا، طلعوا مسك من الموضوع
تبسمت “مسك” بلطف وظلت مُتشبثة بيديه بإصرار وعناد ثم قالت بنبرة دافئة وقوية:-
-أسمع بس يا تيام، أنا هفضل تحت عين جابر والله ومتخافش عليا
تأفف بضيق وعقله لا يستوعب هذا الأمر والفكرة التى تتحدث عنها، ماذا إذا حدث شيء غير متوقع؟ ماذا إذا خالفهما القدر بشيء غامض من الغيب يجهلوه؟، ظلت ترمقه بعينيها فى صمت دون ان تتفوه بشيء أخر بعد هذه القنبلة التى ألقتها على قلبه العاشق ولا تعلم حاله الآن، كاد قلبه يفتك به الخوف عليها وكيف لعاشق بأن يرسل محبوبته إلى عرين الأسد بنفسه؟ هز “تيام” رأسه بالرفض وعقله لا يقل حاله عن حال محبوبته وقال:-
-لا مستحيل يا مسك، مستحيل
تحدثت “زينة” بهدوء وثقة:-
-أعذرني يا تيام بس أنا موافقة على رأي مسك، وشايفة أنه أفضل
تابع صعقات الحديث المُميت لخلايا عقله ونبضات قلبه بصوت “زين” الذي قال بجدية:-
-أنا كمان ممكن أكلم فؤاد ونرتب معه الأمر ومتخافيش جابر ورجالته مستحيل يسمحوا لحاجة تأذيها يا تيام
صرخ بهما بغضب سافر يبوح عن نيرانه الداخلية يقول:-
-لا، لا …يا جماعة حطوا نفسكم مكاني، دى مراتي وحامل أزاى أعرضها للخطر والأذي، معقول راجل عاقل يعمل كدة
تطلعت بوجهه العابس وتفهمت موقفه وسبب رفضه، تعلم أنه غاضبًا من الخوف عليها وقلبه العاشق لن يقبل بهذه المجازفة، فهمهمت “مسك” بنبرة خافتة ولم تترك يده للحظة وعينيها لا تفارقه ربما تستطيع أن تمتص الخوف منه وتضع مكانه ثقة قائلة:-
-يا تيام أنا مسك، معقول نسيت أنا مين، تفتكر ممكن أسمح لحد يأذينى
-وعشان تدافعي عن نفسك تخسري ابنك ولا معقول أنتِ اللى تكوني نسيتي أنك حامل
قالها بحزم شديد ورفض قاطع لفكرتها، تحدث “جابر” بجدية:-
-تعالوا نسيبهم لوحدهم بس مش كتير لأن أنسة زينة لازم تمشي عشان متتأخرش اكثر من كدة
غادر الجميع لتبتسم “مسك” بعفوية ووقفت أمامه تنظر إلي عينيه وقالت:-
-تيام أنا حاسة بيك وعارف أن حال قلبك مش ألطف حاجة فى موقف زى دا، بس فكر يا حبيبي، بكر مش بيهدد حياتي بس وزينة كلنا خايفين أنها تروح تقابله ومع ذلك أتشجعت ومرفضتش وغزل أختى اللى هناك ومعرفش ناوي ليها على أيه مش يمكن يقرر يقتلها قبل ما يروح للصفقة دى ….
قاطعها بنبرة قوية عندما قال بخوف أكبر:-
-شوفتي قولتي أيه، يقتلها… أنتِ كدة بطمنني يعنى طب ولو أتبدلي معاها أعمل أيه أنا لو جرالك حاجة
أخذت نفس عميق بهدوء وهى تفكر فى الأصلح للجميع لكنه يفكر بها هى فقط ثم قالت بحزم:-
-تيام أنا قولتلك مش هدخل غير لما تقولي أنك أتحركت مع البوليس على الفيلا يعنى الخمس دقايق دول مستحيل يحصل فيهم حاجة وكمان بكر هيكون مع زينة فى المطعم يعنى مفيش خطر صدقني، أنا مش هدفي أنك تقبض على بكر متلبس كفاية أن البوليس يلاقوني فى بيته، دا دليل كافي على أنه خطفي
تأفف بضيق عاجزًا عن الحديث والموافقة وعالقًا بين الخوف من أرسالها وبين الوجع الذي سيصيبها إذا حدث شيء إلى غزل، حتمًا ستعاتبه وتتهمه بقتل أختها…..
_________________________
وصلت “زينة” إلى المطعم ووجدت “بكر” لم يأتي بعد، جلست وجاء النادل لها وقال:-
-أجيب لحضرتك قهوة
هز رأسها بالرفض وقالت:-
-لا
تبسم النادل وقال بجدية ونبرة مُطمئنة:-
-تمام يا أنسة زينة ممكن توقعيلي على الكتاب لتاعك أنا من معجبينك
رفعت نظرها عن الهاتف بأندهاش من طلبه لترى وجهه المألوف وقالت:-
-أنت… أنا شوفتك قبل كدة
وضع الكتاب على الطاولة برسمية ففتحت الكتاب ووجدت رسالة بمنتصفه وقرأتها (أنا هنا لسلامتك بامر من تيام بيه وجابر، إذا حابة تشربي القهوة أنا هتأكد من سلامتها بنفسي)
رفعت نظرها إليه وتذكرت أنها رأته مع “جابر” كثيرًا وفهمت لما طلب “تيام” منها أن تخبره بالمكان قبل أن تأتي، وقعت على الكتاب بهدوء ثم أعطته للنادل ليرحل ونظرت على بقية الطاقم من الموظفين ودُهشت عندما رأت الجميع من رجال “جابر” فأرسلت إلى “زين” بقلق وقالت:-
-زين أنتوا أمنتوا المكان
تبسم “زين” وهو يجلس فى المقعد الخلفي لسيارته على رسالته و ويقود السائق به وبجواره رجل كبير فى السن، أتصل بها وفور أستقبلها للأتصال قال بسعادة وحزم:-
-معقول يعنى أضحي بأختي ولا أعرضك لأى خطر مش بس الموظفين، أنا أشتريت المكان كله عشانك يا زينة، متقلقيش ولا تخافي لأن فى ضهرك أخوكي يا زينة
تبسمت بسعادة على أخاها ثم قالت بلطف:-
-تعرف كنت هندم عمري كله لو مفصلتنيش من منصبنى وعاقبني لأن وقتها كنت هخسر الأغلي من المنصب والوظيفة كنت هخسر أخ يا زين ودا مستحيل أى مال يشتريه
نظر “زين” إلى الطريق من النافذة ببسمة خافتة وقال:-
-مستحيل يا زينة، مستحيل تخسري أخوكي وأنا عمري ما هفلت أيدك من أيدي.. أطمني لأن مهما كنتِ قوية وجريئة أنتِ هتفضلي أختى الصغيرة وهفضل أحميكي وعيني هتفضل طول الوقت عليكي
تبسمت “زينة” بسعادة لكنها أنهت الأتصال سريعًا بعد ظهور سيارة “بكر” أمام المطعم….
وصل “زين” مع الرجل إلى مكان فى البدوي وفور ظهور السيارة النقل أمامهم ترجل من سيارته وأشار للسائق؛ ليخرج حقائب المال من صندوق سيارته ودفعها ثمن إلى حقائب أخر معبأة بالمخدرات فتبسم قائد البدوي وقال (بلهجة البدوي):-
-دى كمية كبيرة لازم تخلي بالك منها وأنت ماشي على الطريق لأن لو أتقبض عليكي هتكون إتجار دى معدية 100 كليو
أومأ “زين” له بنعم وهمهم بنبرة خافتة:-
-ودا المطلوب
وضع السائق الحقائب فى صندوق السيارة وأنطلق بها، إلي “فؤاد” الذي قاطع طريقهم ليخبرهم كيف يدخل الحقائب فى فيلا “بكر” دون أن ترصدها الكاميرات بمكر….
_________________________
كانت “مسك” جالسة فى السيارة بصحبة “جابر” قرب منزل “بكر” حتى رآوا سيارة “زين” وبعد دقائق أتصل “تيام” عليهم وقال:-
-مسك فين؟
نظر “جابر” إليها ببسمة على هذا الرجل الذي أتصل مُنذ مغادرتهم الفندق أكثر من عشرات المرات لأجلها، قال بعفوية:-
-معايا، تحب تكلمها
نظرت “مسك” إلى “جابر” ببسمة خافتة على زوجها، أتاه صوت “تيام” يقول:-
-لا مفيش وقت الشرطة دخلت الكمبوند
نظر “جابر” إلى “مسك” وأنهي الأتصال معه سريعًا ثم أتصل على “فؤاد” ليخرج من المنزل وكان معه “غزل” التى صُدمت عندما رأت “مسك” أمامها وسألت:-
-أنتِ أيه اللى جابك؟
-مش وقت يا غزل، خدها يا جابر
قالتها بحزم وذهبت مع “فؤاد” من الباب السري للمنزل، نظرت “غزل” إلى “جابر” وقالت:-
-أنا مش فاهمة حاجة، هو في أيه؟ ومسك رايحة فين؟
أخذها “جابر” من يديها بالإكراه وأدخلها إلي السيارة وقال:-
-بعدين مفيش وقت
_________________________
تبسم “بكر” بإعجاب ينبعث من عينيه إليها وقال:-
-يبقي أتفقنا بكرة تكون الفلوس عندك
اومأت “زينة” إليه بنعم بوجه حاد ثم قالت:-
-إن شاء الله، أستلم المبلغ وأبقي أبعت لي العقد مع متولي امضي عليه
نظر “بكر” إلي “متولي” الذي يجلس على الطاولة المجاورة وقال:-
-متولي!! تفتكري هبعت عقد برضو بالأهمية دى مع مساعدك مش يمكن ينصب عليا وتأخدوا الفولس وتمضيش
تبسمت “زينة” إليه ووصلت رسالة على هاتفها من “زين” تخبرها بتحرك الشرطة، مدت يدها إلى فنجان الشاي الخاص بها وقالت بمكر ونبرة خبيثة:-
-حقك طبعًا، بس مبتثقش فيا ومبتثقش فى ابن أختك
أتسعت عيني “بكر” على مصراعيها وتحول الإعجاب إلى دهشة فتابعت “زينة” بغرور وعينيها تقتل “بكر” فى محله من نظرات الجراءة وقالت:-
-لتكون فاكر أني غبية هأخد منك مبلغ بالحجم دا بضمان الأسهم فى القرية من غير ما أسال عنك، ولا تكون فاكرة أني سذاجة عشان أثق فى متولي اللى قدمي ليا عرضك وأنت اللى مرشحه ليا… دا أغبي واحد هيعرف أنكم متفقين لكن صلة القرابة دى اللى كانت مفاجأة بصراحة
تنهد “بكر” بصدمة الجمته وعينيه تحدق بـ “زينة” وعقله يترجم مكرها وخبثها وأدرك ان هناك شيء سيء سيحدث، قبل أن يتحدث جاء مساعده يهرع إليه وهمس فى أذنه:-
-امن الكمبوند أتصلوا وقالوا أن الشرطة دخلت الكمبوند بيسألوا عنك
نظر “بكر” إلى “زينة” بصدمة أكبر ورأها كما هى جالسة وتأكل الكعكة بغرور ونظرة الأنتصار تحتل وجهها وبسمتها الماكرة تنير شفتيها، غادر من أمامهم مُسرعًا لتقف “زينة” من مكانها، أقترب “متولي” منها بدهشة من طريقة مغادرة “بكر” وقال:-
-ماله دا، خرج يجري زي المجنون
مسحت “زينة” يدها بالمنديل الورقية بغرور وبطيء ثم صفعت “متولي” بقوة وقالت بغضب سافر:-
-دا عشان تستغباني كويس
أتسعت عينيه على مصراعيها من صفعتها وقال بتلعثم:-
-هو حصل أيه؟
أشارت “زينة” إلى رجال “جابر” الموجودين فى المكان وقالت بحزم:-
-شيلوه من قدامي ..
أخذوا الرجال من أمامها، جلست محلها بقلق واتصلت على “زين” تطمئن على “مسك” و “غزل” لكنه لم يجيب فتأففت بقلق ثم خرجت من المكان…..
____________________________
فتحت الخادمة للشرطة وأقتحموا المنزل وبحثوا فى كل أرجاء المكان وصادرت الشرطة الكمبيوتر الخاص بمكتب “جابر” وعثروا على “مسك” مُقيدة من يديها وقدميها فى سرداب الغرفة بعد أن فعل “فؤاد” ليثبت التهمة على “بكر”، وكان معها فى السرداب حقائب من المخدرات وصندوق خشبي به بعض قطع الأثار كأن القدر يساعدهم، فك العساكر قيودها وأخذوها للأعلي باللحظة التى وصل فبها “بكر”…….
_____________________________
عاد “جابر” بها إلى الفندق دون خدشًا واحدًا كما وعد “تيام” الذي لم يتوقف قلبه عن الذعر والخوف تملك منه وأستحوذ علي قلبه وعقله معًا، رأها “تيام” تدخل للمكتب معه فتبسم بسعادة إليها و فتح ذراعيه على مصراعيها؛ ليرتطم جسدها الصغير بصدره الصلب ولفت ذراعيها حول خصره بقوة فأغلق ذراعيه حولها مُطوقًا إياها بقوة، تنهد بأريحية بعد أن سكنت ضلوعه وشعر بتنفسها ودفئها ثم قال:-
-يا روحي…
هدأت دقات قلبه الجنونية وأطمن هذا القلب العاشق بعد عودتها سالمة إليه، تابع بحُب مُمتنة لسلامة وعينيه تنظر إلى “جابر” الذي يقف فى الخلف:-
-شكرا يا جابر
تبسم “جابر” إليه على سعادة هذا الثنائي المجنون والعناد هذه الصفة التى تشارك فيها الأثنين وبالتأكيد سيورثها هذا الجنين من والديه، أجابه بنبرة دافئة باسمًا:-
-العفو أنا وعدتك… عن أذنك
أخرجها “تيام” من بين ذراعيه وحدق بها يتفحصها من كل أنش بدءًا من الرأس لأخمص القدم ويقول:-
-أنتِ كويسة صح!!
رفعت قبضتها أمام وجهه بحماس وسعادة تغمرها بعد ضربها لهذا الرجل المختل وقالت بعفوية:-
-متقلقش عليا، المفروض تقلق عليه هو يا تيام.. بصراحة معرفش كسرت كام سن له، لحظة تفتكر أكون كسرت ضروسه كمان هههه
قهقه ضاحكًا على كلماتها وشجاعتها فقرص وجنتها بحُب وفخر من قوتها ثم وضع يديه على بطنها بدلال وقال:-
-وأخبار طفلي البطل ايه؟
تبسمت بعفوية لأجل طفلها هذه المرة وقالت بحب:-
-اكيد بطل زى ابوه ومتأكدة أنه مجنون زى أمه
ضحك “تيام” على كلماتها ويده تلمس وجهها ومرر سبابته على شفتيها عاشقًا لهذه البسمة الناعمة التى تخرج منها، بسمتها تكفي قلبه وتغنيه عن هذا العالم بأسره، تحدث بنبرة دافئة:-
-لو تعرفي قلبي كان عامل أزاى وأنتِ هناك يا روحي، والله كان هيقف من الخوف والقلق عليكي
وضعت يديها الأثنين على صدره بعفوية ورفعت عينيها للأعلي تتقابل مع عينيه فى نظرة دافئة وتراقب يديه التى ترفع عن وجنتيها خصلات شعرها هائمة بها، قلبها الناعم يغمره العشق لأجله فهمهمت بدفء قائلة:-
-بعد الشر عنك يا مُتيمي
تبسم إليها وسكنت يده واقفة على عنقها البارد وانحني برأسه قليلًا للأسفل تجاهها لتغمض عينيها بهيام وأغلقت أناملها على مرفقيه الأثنين مُتشبثة به كأنها تتشبث بهذه اللحظة التى تجمعه حتى جن جنون قلبها المتراقص على أوتار العشق عندما شعرت بأنفاسه تختلط مع أنفاسها ويمزق سكونهما بثورة العشق التى نشبت بداخلهما للتو، اعتصرها بين يديه فى لحظتهما الدافئة وتمنى لو تمسك طبيبته الجميلة مشرطها للتو وتشق صدره به وتمزق ضلوعه؛ لتجلس جوار قلبه المُتيم بها، ابتعدت “مسك” عنه تنهي قبلته الرقيقة وفتحت عينيها إليه ترمقه بحنانها ثم قالت بتمتمة هامسة له:-
-خلص، كل حاجة خلصت يا تيام، مفيش خوف ولا قلق ولا اى حاجة ممكن تعكر صفونا ولا حياتنا، مفيش حاجة هتبعدنا عن بعض ولا هتسرق النوم من عينيك يا حبيبي، السعادة والفرح بس اللى جايين يا مُتيمي.. عشق وبس
قبل جبينها بلطف ثم قال بهدوء:-
-أكيد يا حبيبي، يلا روحي أطمني على غزل هتجنن من القلق عليكي وأنا شوية وهحصلك
أومأت إليه بنعم ثم ذهبت إلي أختها….
_____________________________
“مستشفي القاضي”
وصل “غريب” على مكتبه ودلف مع “سراج” مساعده وقال:-
-متعرفش رجعوا القاهرة ليه؟
-لا يا دكتور، كل اللى اعرفه أن باشمهندسة غزل كلمتني وقالت أبلغك بميعاد العشاء والمكان وفضي وقتك
قالها “سراج” بنبرة هادئة جادة، تعجب “غريب” من هذا الطلب فـ “غزل” مُنذ أن ذهبت للعيش مع والدتها وهى لم تتحدث معه نهائيًا، أومأ “غريب” له بنعم ثم أخذ أخذ سترته من فوق المقعد وغادر المستشفي إلى شقة “تيام” من أجل مقابلة بناته، فتحت “غزل” له الباب ببسمة خافتة وقالت:-
-بابا
عانقته برحب ثم دخلوا سويا وكانت السفرة عليها كعكة كبيرة والمكان مُزين بالبلالين وكأن هناك حفل، جلس على الأريكة وكان مقابله “بثينة” ليتأفف بهدوء وقال:-
-ممكن أفهم في أيه؟
تبسمت “غزل” ونظرت بعيدًا لينظر الأثنين معها وكانت “مسك” تخرج من الداخل بصحبة زوجها “تيام” وتتبأطأ ذراعه وترتدي فستان وردي اللون يصل لركبتيها وتسدل شعرها على ظهرها ثم قالت:-
-بابا
عانقته برحب ثم عانقت والدتها وقالت:-
-بصراحة أنا عندي خبر حلو ليكم
نظر الجميع لها فقالت بحماس:-
-أنا حامل
نظر الجميع لها بدهشة وهم يعرفون بالفعل عن حملها لتبتسم بسعادة أكبر وقالت:-
-أعملوا نفسكم أتفاجئتوا طيب، يعني أنا عارفة أنكم عارفين بس يعنى محتفلش بحملي ولا أعمل فرح ليه؟ كتير كدة الصراحة وبصراحة أكبر أنا عايزة أتكلم معاك يا بابا
نظر “غريب” لها بدهشة فأخذته إلى الشرفة وتركت “تيام” يشاهد التلفاز وحده وجلست “غزل” مع والدتها ، تحدثت “مسك” بهدوء:-
-هتفضل عايش لوحدك كدة يا بابا، أنا أتجوزت وحياتي هتكون أغلبها فى الغردقة عشان شغل تيام وغزل قدمت طلبت للجيش ولو أتقبل مش هترجع ألا إجازات قصيرة، بصراحة أنا مش عاجبنى الحال دا، أنت لوحدك وماما لوحدها و….
قاطعها “غزيب” بحزم بعد أن فهم ما تلمح له فى الحديث:-
-مسك، أنا مش هعمل اللى فى دماغك، مش هرجع لأمك
نظرت “مسك” له بهدوء وقالت بوجه عابس مُتذمرة:-
-ليه يا حبيبي ها، أساسًا فكر كدة أنت طلقتها ليه لسبب تافه لأنها حبت تنتقم لموت أبنها أهو الموضوع أنتهي لا بقي فيه انتقام ولا بقي فيه حاجة
-مسك الموضوع منتهي
وقف من مكانه بعد كلماته القليل لكي يغادر فقالت بحزم وعناد:-
-ليه يا بابا، كان فيها مراتك أحسن من ماما ها، أنت سبت واحدة كل جريمتها فى نظرك أنها حزنت على موت ابنها لكن أتجوزت واحدة كل اللى عملته فى حياتها شر وخطفت بنتك وأذيتها، كنت سألتني على اللى حصل وقولتلك متقلبش فى الماضي وأدينى أنا اللى بقلب فيه وبقولك أن مفيش عربية خبطتني وأن اللى خطفي كان مراتك ومش عايزة أكرهك فيها، خلاص هى راحت للى خلقها وخلص الموضوع لكن أنت قبلت بيها فى حياتك يبقي ليه ماما لا …..
جلست “غزل” بالخارج تحاول أن تقنع والدتها بالعودة إلى “غريب” بعد أن قضي على “بكر” نهائيًا وأنتقموا لموت أخاها، خرج “غريب” غاضبًا من الشرفة وتقابلت عينيه مع “بثينة” ونظرت “غزل” إليه بهدوء خائفًا من قراره، تأفف بضيق وقبل أن يتحدث أقترب “تيام” منه وقال هامسًا له:-
-إحنا رجالة زى بعض وبقولك رجعها وأكسب فيهم ثواب وأخلص من زنهم، دا أنت عندك توأم كان الله فى عونك أنا خدت منهم واحدة ربنا يقوينى عليها
نكزته “مسك” فى ذراعه بغضب وقالت:-
-بتقول أيه ها؟ سمعتك وحسابك بعدين
ضحك “غريب” بعفوية على كلماته وأدار رأسه عن “تيام” لتتقابل عينيه مع “بثينة” التى تقف هادئة ترمقه بعينيه وهى تتذكر أيامها معه وكيف كانت تعشق حتى دمر عشقها موت ابنها؟، غمز “تيام” إلى “مسك” بعفوية وهمس إليها قائلًا:-
-كدة وكدة، بضحك عليه عشان يوافق لكن أنتِ روحي يا مسك وأنت عارفة دا
تبسمت بسعادة وهى تقف جواره ليبتسم عليها، تأفف “غريب” بغرور وقال بضيق مُصطنع:-
-طيب خلاص، هرجعها وأمري لله
ضحك الجميع لتبتسم “غزل” بسعادة وضمت والدتها ثم نظرت إلى “غريب” وقالت ببسمة مُشرقة:-
-أنا بحبك يا بابا
-وأنا بحبكم يا غزل
قالها بنبرة دافئة وعينيه تنظر إلى “بثينة” كأنه يعترف بهذا الحب الذي يسكنه من بداية عمره معها بطريقة غير مباشرة…
_____________________________
وقفت “ورد” أمام البحر تنظر عليه كم أشتاقت إلى النزول له والغوص تحت الماء؟، قاطع شرودها حين شعرت بيديه تطوقها من الخلف ووضع “زين” رأسه على كتفها فتبسمت بسعادة:-
-زيزو
-وحشتيني
قالها “زبن” بنبرة دافئة لتبتسم بسعادة ووضعت يديها الأثنين على يديه فوق بطنها وقالت:-
-وأنت كمان وحشتينى يا زيزو، بس أشمعنا الرضا دا كله دلوقت
تبسم “زين” إليها بسعادة تغمر قلبه ثم أدارها إليه لكي تتقابل عيونهما معًا وبدأ يسير على الشاطئ معها وقال:-
-أنا راضي وعاشق بكل لحظة يا وردتي، أنتِ مش بس وردتي أنتِ أجمل وردة ومافيش غيرك فى بستان حياتي كله
نظرت “ورد” إليه بأندهاش من حديثه وهى تعرف زوجها جيدًا وتعلم أن هناك شيء به ويخفيه فقالت:-
-أنا ليه حاسة أنك مخبي عني حاجة؟
هز رأسه بلا ببسمة خافتة وقال بعفوية:-
-لا، صحيح أنا قولتلك أنى عايز بنت، أنسي اللي فات أنا عايز بنوتة يا وردتي
ضحكت “ورد” بسعادة وقبل أن تتحدث سمعت صوت ضجة والأشخاص بدأوا يركضون للأمام فجاء “فادي” ركضًا لتستوقفه “ورد” بدهشة قائلة:-
-لحظة يا فادى لحظة، هو فى أيه؟
تحدث “فادى” بصدمة ألجمته مما سمعه قائلًا:-
-بيقوله لاقوا متولي غرقان فى البحر
أتسعت عينيها على مصراعيها بعد أن ركض “فادي” ليرى ماذا حدث؟ ويري الجثة التى خرجت للتو من البحر؟، أستدارت “ورد” إلى زوجها بدهشة وحدقت به بعيني ثاقبة وهو لم يصدر أى رد فعل عن هذا الشيء وكأنه كان يعلم بهذا الخبر من قبل أن ينتشر، سألته “ورد” بقلق:-
-متولي دا مساعدة زينة مش كدة؟
أومأ إليها بنعم ثم قال مُتجاهلًا الحديث ف هذا الأمر:-
-اه، هنأكل أيه النهار دا؟ ليكون فى حاجة نفسك تأكلها اليوم…
أخذها “زين” إلى المطعم وهى تشك فى أمره كليًا…
_____________________________
خرجت “زينة” من مكتبها ووجدت “جابر” يأتي نحوها مع أحد الرجال ويحمل فى يديه صندوق كرتونية، نظرت إليه بـأندهاش وقالت:-
-جابر
تبسم “جابر” بسعادة إليها وأشار على الصندوق فقال بلطف:-
-الدار بعت أول نسخ لكتاب حضرتك الجديد وأنا أختارته مساعد ليكي بدل اللى الله يرحمه
أومأت “زينة” إليه وقالت:-
-ماشي، حطهم على المكتب
دلف الرجل إلى المكتب فسارت “زينة” مع “جابر” وقالت:-
-اتخلصت من الجثة
-كل حاجة كانت قضاء وقدر، بعد ما عرفنا أن هو اللى حضر على جريمة مدام ورد،كان لازم يموت لأن دا تمن شرف مرات زين بيه، هو اللى أمر وإحنا نفذنا واهو خد اللى بيستاهله وحتى بكر قتله إيهاب فى السجن، عاش عمره كله مهوس باللى قتل بنته واخيرًا خد حقها بأيده
قالها “جابر” بهدوء فأومأت “زينة” إليه بنعم وقالت بحزم:-
-أكيد بيستاهل، عملت أيه ورد البنت البريئة عشان تنال عقاب زى دا، أصلًا لو زين ما كنش اخد حق مراته مكنتش هيرتاح، مين هيقبل أن يفلت واحد أمر بأغتصاب مراته بلا أى سبب… بيستاهل وأصلًا جرايمه كتير وكان لازم يتعاقب، على كلًا راح للى خلقه وميجوزش عليه غير الرحمة، أنا هطلع عندي ندوة فى كلية سياحة وفنادق وهخلص وأرجع
أومأ “جابر” إليها بنعم وضغط على زر المصعد لاجلها ثم أشار إلى بعض رجاله؛ ليرافقوها من أجل السلامة……
_____________________________
وقف الجميع على ساق وقدم من خبر وصول أكبر رجل أعمال بالبلد إلى المدينة الزرقاء وكان “زين” برفقة “جابر” فى أستقباله، ظهرت سيارة روز رايز البيضاء طويلة، أغلي سيارة بالعالم تليق بمكانة صاحبها، توقفت أمام باب الفندق ثم فتح الموظف الباب الخلفي للسيارة وترجل منها رجل الأعمال “جمال المصري” صاحب أكبر شركة للإلكترونيات والذكاء الأصطناعي بالشرق الأوسط ومن ضمن العشرة شركات على العالم، مد يده إلى زوجته لتترجل من السيارة، تبسم “زين” إليهم وقال:-
-شرف كبير لينا إقامة حضرتك فى بلو سيتى
تبسم “جمال” بلطف إليهم وقال بغرور ونبرة شامخة:-
-بتمني تكون كالجنة زى ما مريم قالت
قالها وإشار على زوجته التى تبتسم بعفوية أمامه وتبسمت “ورد” بحماس فور النظر إلى “مريم” وعرفتها جيدًا فهى من أشهر الإعلامين فى البلد وقالت:-
-بالتأكيد هتتبسط، صدقينى المكان هنا كالجنة وزى ما بيقولوا عنه هو مالديف مصر، مُتأكدة أنك هتتبسطي وقت تشوفي كل زاوية بالمكان
أومأت “مريم” إليها بنعم، جاء “تيام” من الداخل مُرتديًا بدلته الرسمي ليشير “زين” عليه برحب وقال:-
-تيام الضبع رئيس المكان
صافحه “جمال” بثقة وقال بجدية حازمة:-
-أهلا وسهلا
أنطلقت “مريم” مع خادماتها ومرافقيها إلى المنزل الخاص بهم داخل هذه القرية بينما تأكد “جمال” من حماية المكان وأمنه مع مساعده، وقفت “مسك” مع “ورد” تراقب زوجها وقالت بسعادة:-
-مُتخيلة يا ورد أن دا تيام الرجل اللى أنا شوفت وقت جيت هنا ما بين الكازينو وما بين الخمر والأوضة، دلوقت شوفي يا ورد قد أيه بقي ناجح وبنجاحه قد يخلي أغني رجل بالبلد يجى عنده بدل ما يفكر يسافر برا زى أى حد، صدقني وصل اللى أسمه جمال هنا دا دليل على نجاح تيام فى الإدارة ونجاح المكان هنا بفضل أتحادهم، تخيلي كان هيحصل أيه لو فضلوا متفرقين وبيحربوا بعض
تبسمت “ورد” ومسكت يدها بسعادة ثم قالت بلطف:-
-اه متخيلة، الفضل بعد الله سبحانه وتعالي بيعود ليكي يا مسك وفعل كنت وما زالتي زى ما تيام قال أن ختامهم مسك، تيام ختم كل علاقاته وحياته بيكي أنتِ يا مسك، لولا وجود ما كنا أتغير كدة ولا كان أتحد مع زين، عمرى ما هنسي أنك اللى أجبرتي يحط أيده فى أيد زين بالعافية … أنتِ كنت هدية ربنا له ومفتاح طريقه للهداية والتوبة
دمعت عيني “مسك” بسعادة من رؤيته بهذا النجاح وتمنت ان تدوم حياتهم بهذه السعادة وتظل عائلتها فى نجاح وسعادة دومًا، ذهبت إلى “تيام” فور مغادرة “جمال” عنه ووقفت جواره، رأى دموعها ليسأل بقلق:-
-حصل أيه؟
-أنا بحبك يا تيام
قالتها بنبرة دافئة وقلبها ينبض بجنون لهذا الرجل، أندهش “تيام” من كلمتها التى جاءت خصوصًا لقولها، لمعت عينيه ببريق العشق وقال:-
-دا ليه؟ قصدي طبعًا وأنا بحبك يا مسك بس من غير سبب
سارت للأمام معه وتشابكت الأصابع معه بسعادة وقالت:-
-من غير سبب بس فرحانة ومبسوطة باللى وصلت له يا تيام، مبسوطة أنك اتغيرت وأعرفت قيمة كل دقيقة فى عمرك، مبسوطة أن غزل رجعت للحياة والأيام الصعبة مرت وبورقة جواز عرفي زورها بكر ورثت كل حاجة بعد موته، تخيل واحدة كانت بتموت الروح رد فيها وبقى عندها أطنان من المال واتبرعت بالباقي منه بعد ما الحكومة صادرت اللى ليها للأيتام والمؤسسات الخيرية ورجعت للجيش، زينة نجحت فى مكانها وزين حط أيده فى أيدك وبقي نائب الرئيس بإرادته ورغبته وأنت بقيت رئيس المكان هنا وناجح ورفعت المكان أكثر وأكثر بمجهود ومبسوطة أن بابا رجع لماما وحياتهم رجعت للحياة بعد سنين فراق، مبسوطة أن ربنا عوضني بيك وقلبي تُيم بك وحبك، معقول كل الحاجات الحلوة دى وبتسأل ليه بحبك وليه مبسوطة
وقفت أمامه مباشرة بعد أن أنهت الحديث ورمقته بعينيه عاشقة وسعادتها تتلألأ بهما ثم رفعت يدها إلى وجنته بحب وتداعب لحيته بأناملها النحيلة ثم قالت:-
-أنا بحبك يا مُتيمي، بعشقك بكل نفس ونبضة فى قلبي
وضعت “مسك” رأسها علي كتفه بحب مُمتنة لوجوده جوارها فطوقها “تيام” بذراعيه بدوره مُستمتعًا بشعوره بدقات قلبها ودفئها الذي بمثابة السحر إليه وهذا العشق الخالد بأضلعه لا نهاية له ولا حدود له بل عشقًا لن ينتهي حتى بالموت بل خالدًا لأجلها وحدها حتى بعد مماته سيظل عاشقًا لها حتى تكن له حورية الجنة وستظل هذه أمنية ودعوته الوحيدة فى كل سجدة فى صلاته، أن تكون “مسك” حوريته وزوجته فى الجنة……..
النهـــــــــــــايـــــة………
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية وختامهم مسك ) اسم الرواية