Ads by Google X

رواية وختامهم مسك الفصل الثالث 3 - بقلم نور زيزو

الصفحة الرئيسية

  رواية وختامهم مسك كاملة بقلم نور زيزو عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية وختامهم مسك الفصل الثالث 3

 

بعنـــــوان “جريمـــة ”

ركضوا الفتيات بعيدًا عندما روأه يتعرض للضرب المبرح، حدقت “مسك” بصدمة الجمتها وشلت أطرافها محلها وعينيها تحدق به وهو ضعيفًا بسبب الخمر الذي شربه وحعله لا يقوى حتى على رفع ذراعه فى العدم وليس لكم أحدهما، ضرب الرجل وجهه بالعصا بقوة لتسقط “تيام” على الأرض وقد نزفت رأسه بغزارة، ظلت واقفة تبتلع لعابها وهى تعد أنفاسها وأغلقت قبضتها لا تتحمل هذا الظلم الذي يتعرض له وهؤلاء أستغله سُكره ليهاجمه كانه يغشوا مواجهته فى يقظته، حاولت كبح غضبها حتى رأت قائدهم يشير لهم بأن يتوقفه ثم أخرج سكينًا من خلف ظهره وأداره بمهارة فى مسك السكين وأقترب من جسد “تيام” المُنهك وهو يحاول الأتكاء على ذراعيه فوق الرمل ليقف، وقف بصعوبة وهو يحدق بهؤلاء برؤية مشوشة تبسم الرجل عندما أصبح على قرب شديد منه ورفع يده حتى يغرس السكين فى يده لكنه صُدم عندما ظهرت “مسك” بالمنتصف من العدم واوقفت السكين بيدها ليشق راحة يدها التى أمتلأت بالدم من قوة دفع الرجل، حدقت بعينيه بضيق شديد وهذا الرجل ينظر لها من الذهول وهذه الفتاة الضعيفة بجسدها الضئيل وقف فى مواجهته لأجل “تيام” قبل أن يتحدث أو يفكر تلقي لكمة قوية على وجهه من يدها الأخر ثم ركلت بطنه بقدمها ليسقط جسده لخلف أرضًا ومع سقوطه سحب السكين من يدها لتتألم بقوة من سحب السكين فى جرحها أكثر، نظروا الرجال إليها بأندهاش من قوتها، رفع شعرها من الأعلي بأناملها ثم قالت بتمتمة:-

-مشكلة جديدة يا مسك!!

هجم الرجال عليها لتتقاتل معهم بمهارة ولكمتها كانت اقوى بكثير من أن تخرج هذه اليد الصغيرة بنعومتها، كانت تعرف جيدًا كيف تضرب الأماكن المُميتة فى أجسادهم، تلقت لكمة على وجهها لتسقط على الرمال، أقترب الرجل منها لتركل أخمص قدمه فسقط أمامها ثم تلقي ركلة من قدمها فى وجهه وسحبت السكين من يده لتحمله فى يدها، وقفت وهى تقطع شرايين اليد والقدم بمهارة، أقترب رأسها لتكسر ذراعه فى ركبتها ثم لفت السكين وبظهرها الخشبي لكمت وجهه ليسقط أرضًا، نظرت على “تيام” الذي سقط على الرمال فاقدًا للوعي بعد أن تلقي طعنه فى قدمه تحديدًا فى فخذه، نظرت لقائد هؤلاء الرجال ووضعت قدمها على صدره ثم قالت:-

-نصيحة تأخدهم للمستشفي لأن فى أقل من نص ساعة هيموت بسبب قطع شرايينهم

ذهبت إلى حيث “تيام” وتركت السكين من يدها، جلست جواره بذعر من رؤية الدماء تلوث وجهه وقدميه تنزف بغزارة، تحدثت بتلعثم خائفة رغم قوتها:-

-يا… قولت أسمك…تيام.. تيام فتح عيونك

حاولت أن تساعده فى فتح عيونه لكنه كان كالجسد الهامد أمامه وباردًا كالثلج، جاء رجال الأمن بعد أن سمعوا بوجود شجار على الشاطيء من الفتيات وصُدم الجميع عندما رأوه “تيام” هو من تعرض للهجوم و”مسك” تحاول مساندته على جسدها الضئيل، أسرعوه غليه يأخذوه منها فنظر “جابر” إليها وكانت فى حالة يرثي لها من الشجار الذي خاضته، نظر إلى جرح يدها وقال:-

-أطلب لك دكتور

تبسمت بعفوية على كلمته وقالت:-

-أنا كفاية

تذكر بأنها طبيبة ماهرة ليذهب الجميع إلى الفندق وسمع “زين” بما حديث وهرع إلى غرفة “تيام” فرأها تجلس على الفراش وتخيط الجرح بهدوء ووجه بارد، سأل بصدمة:-

-حصل ايه؟ مين اللى عمل فيه كدة؟

أجابه “جابر” بنبرة غليظة غاضبًا من هرب هؤلاء:-

-هربوا؟ يمكن لما يفوق يقولنا هم مين؟

تحدثت “مسك” بهدوء وعينيها تنظر إلى جرح جبته وتضمدها:-

-ممكن تروح ترتاحوا هو مش هيفوق غير الصبح؟

-وحضرتك؟

سألها “جابر” لتخبرها بأنها ستظل هنا بجواره، غادر المكان وتركها جواره، فتح “تيام” نظره بتعب شديد ليراها تجلس على المقعد بعيدًا وتتألم من المخدر الذي تضعه على جرح يدها وبدأت تعالج نفسها وتضم شفتيها بأسنانها بقوة تكبح ألمها، أغمض عينيه من جديدًا مُستسلمًا لتاثير الدواء…..

__________________________

فزع “عبدالعال” من مكانه بعد أن علم بأن حفيده تعرض لمحاولة إغتيال، قال بقلق:-

-مش يمكن جايين لمسك

هز “جابر” رأسه بالنفي غير موافقًا على أحتماله ثم قدم له التابلت بتسجيل كاميرات المراقبة ليرى هؤلاء الرجال تركه “مسك” ولم يهتموا لأمرها ولا وجودها وبدأوا فى مهاجمته حفيده قصدًا، أتسعت عينيه أكثر بدهشة اكبر وهو يري قتال “مسك” دافعًا عنه رغم المشاحنات القوية بينهما وقال:-

-هو عامل أيه دلوقت؟

-لسه مفاقش ودكتورة مسك عنده

قالها بجدية ونبرة رسمية ليؤمأ “عبدالعال” بغضب سافر ثم قال:-

-أعرف لي مين اللى عملها، تيام مش هيسكت دا من حظهم أنه كان سكران وألا كان زمان الجثث معبأة القرية

هز “جابر” رأسه بنعم ثم غادر ليلبي طلبه ويحقق بالأمر…

__________________________

فتحت “مسك” عينيها بتعب فى الصباح الباكر على صوت أنينه المتألم أثناء محاولته للوقوف على قدمه المصاب، وقفت من مكانها بذعر وألتفت حول الفراش حتى وقفت أمامه وقالت:-

-أنت بتعمل أيه؟

وقف رغمًا عنه على قدمه بضيق شديد وغضب يحتله مُجيب على سؤالها:-

-أبعدي عن وشي، أنا مش ناقصك دلوقت

مسكته من ذراعيه بالقوة وقالت بغضب سافر كطبيبة:-

-أنت مينفعش تقف على رجلك نهائي، جرحك عميق وسيء

دفعها بقوة فى الحائط غاضبًا وسار بتعب مُتكأ على العكاز الذي أحضره “جابر” من أجل أصابته، أرتطمت رأسها بالحائط لتتألم لكنها ألتفت إلى “تيام” بصدمة وأسرعت خلفه:-

-أنت عايز تروح فين؟ والله أنا غلطانة أني أنقذت حياتك، أنت كنت تستاهل أسيبهم يموتك وأنت مدهول على عينيك

صُدمت عندما مسك عنقها بيد واحد ينفث بها غضبه وأوشك على رفع جسدها عن الأرض من قوته وقال بتهديد واضح:-

-أبعدي عن وشي قبل ما أموتك أنا بأيدي

دفعها بعيدًا عنه وسقطت “مسك” على الأريكة من دفعته ولا تعلم لما هو غاضب هكذا وإلى أين سيذهب، سار للخارج ولن يجرأ أحد على إيقافهن هرعت نحوه بخوف على جرحه وحسها الطبي يمنعها من رؤيته يتعرض للأذي وتتركه لعناده، ظلت تسير خلفه تحاول منعه عن الحركة قائلة:-

-طب فهمني أنت رايح فين؟ لتكون فاكر أنهم موجودين تحت ومستنينك

لم يبالي إلي حديثها وضغط على زر المصعد وصعد به وكادت أن تصعد معه ليرمقها بنظرة مُخيفة أرعبتها رغم قوتها كأنه الآن لن يمزح وسيقتلها حقًا، رأت الموت فى عينيه لتتوقف، أخذ المصعد للطابق الثاني حيث مكتب الإدارة فأخذت الدرج ركضًا خلفه….

_____________________________

جلس “زين” فى المطعم الموجود فى الطابق الأول من الفندق، يتناول طعامه مع “ورد” التى تتحدث ببسمتها العافية وجمالها البريء.. قالت بحماس:-

-لو كنت شوفت جمال البحر والمكان اللى روحنا النهاردة يا زين ولا شروق الشمس على الجزيرة دى لازم نروح فى مرة

أومأ إليها بنعم وبسمة عافية تنير وجهه ثم قال بحب:-

-أكيد نبقي نروح أخر الأسبوع لكن دلوقت أنا عندي شغل

تفحصته بعيني ثاقبة وهو يجلس أمامها مُبتسمًا ويرتدي بنطلون أبيض وتي شيرت وردي اللون بنصف كم، ضحكت “ورد” إليه ثم قالت:-

-وعد!!

أومأ إليها بنعم وكاد ان يتحدث لكن استوقفه صوت صراخ “تيام” الذي دخل للمكان بغضبه الناري ينادي بأسمه:-

-زيـــــــــن!!

وقف “زين” من مكانه بهدوء لم يفهم سبب غضب هذا الرجل وهكذا “ورد” نظرت بأندهاش لـ “تيام” الذي يقترب نحوهما بخطوات ثقيلة ويتكئ على عكازه حتى وصل أمامه وقال:-

-عايز تخلص مني؟ حصلت أنك تبعت ناس عشان يقتلون

أتسعت عيني الجميع بصدمة ألجمتهم فقال “زين” بغضب:-

-أنت بتقول أيه؟ أنا مستحيل أعمل كدة هو أنا قتال قتلة قصادك

ضربه “تيام” فى صدره بغضب قائلًا:-

-محدش له مصلحة فى موتي غيرك عايز تكوش على كل حاجة بس أساسًا أنا قولتله يورثك التركة كلها لكن بمزاجي مش غصب عنى وأفتكر أنك أنت الى بدأت يا زين

تأفف “زين” بنفاذ صبر وعلى وشك فقد أعصابه من هذا الأتهام الذي يلقي عاتقه من غضب “تيام” ووحي خياله ثم قال ببرود شديد:-

-أنا معملتش حاجة؟ عايز تصدق صدق مش عايز أنت حر

أقتربت “ورد” بخوف مما تسمعه وهو يحول حبيبها لقاتل أمام الجميع والكل ينظرون على شجار أصحاب المكان لتقول:-

-زين ميعملش كدة

دفعها “تيام” بعيدًا عن طريقه بينما يقول بغيظ:-

-أطلعي منها أنتِ

أستشاط “زين” غضبًا عندما لمس بيديه القذرتين محبوبته ووردة قلبه وحياته ليلكمه فى وجهه بقوة، كاد “تيام” أن يسقط من لكمة “زين” بسبب فقد توازنه من أصابة قدمه وهو يقف على قدم واحدة لكن دُهش عندما مسكه يدي صغيرة جيدًا قبل أن يسقط، رفع نظره ليري وجه “مسك” تتشبث بذراعه وذراعها الأخر يحيط بخصره لتتقابل عيونهما معًا فى نظرة صامتة يقطعها صراخ “زين” القوي قائلًا:-

-إياك تلمسيها بأيدك النجاسة دى مرة تانية وألا المرة الجاية هتكون ميت بجد وعلى أيدي


وقف “تيام” فى محله بغضب سافر ثم أخذ خطوة واحدة نحو “زين” بتحدي:-

-قولتلك بمزاجك لكن مش غصب عني، عدي 27 يوم يا وزين وحتى منصب الرئيس مش هتطول، أنا لو سيبتك فأنا سيبتك بمزاجي لكن دلوقت مالكش مكان فى ورثي وأبقي قابلني لو قعدت على كرسي الرئيس طول ما أنا عايش…

غادر المكان غاضبًا بعد أن أعلن التحدي بينهما أمام الجميع، نظرت “مسك” إلي “زين” و “ورد” بحيرة من هذا المكان الذي جئت إليه ……

_____________________________

( مستشفــي القـــاضي )

كان “غريب” جالسًا فى غرفة “غزل” ينظر إلى وجهها بهدوء ويتذكر ماضيه مع والدتها “بثينة”، فى الماضي كان يعشقها عشقًا جنونًا، فتاة فقيرة جاء إلى مستشفي والده لتعمل بها كممرضة وبعد فترة وقع عشقها فى قلبه وتزوجها رغم معارضة أهاله ووالده لفقرها أنجب منها ولدًا ثم توأمه “غزل ومسك”، بدأت الخلافات بينهم عندما ظهرت مرأة فى حياته كنزوة لكنها لم تقبل بهذا وقررت أن تنفصل عنه لأجل كرامتها وأخذت ابنها معه وتركت له هذا التوأم الرضيع حتى تعاقبه فى تحمل مسئوليته، رفع “غريب” يده إلى رأس “غزل” وقال بلطف:-

-أجمدي يا غزل، أنا علمتك القوة

لم يتخيل أن بعد موت ابنه بسبب جرعة مخدرات زائة سرقت منه ابنته التى كان لها بمثابة الأم والأب والأن أعادتها له جثة هامدة تتنفس بفضل الأجهزة فقط، خرج من الغرفة حزينًا ليجد “سراج” أمامه فسأله بقلق:-

-عملت أيه؟

-الشقة اللى كانت وأخدها إيجار عشان تضحك عليهم فى ناس راحوا فتشوها النهاردة بالقوة

قالها “سراج” بجدية صارمة، هز “غريب” رأسه بقلق على “مسك” وقال مُتمتمًا:-

-يعنى بيدوروا وراها فعلًا، زود الحراسة فى الدور هنا ومحدش يمر منه غير الدكاترة والممرضين اللى أنا أخترتهم وحتى عمال النظافة، مش أى حد معدي يقدر يدخل لها… الخطر موجود حتى هنا

أومأ “سراج” له بنعم موافقًا على أمره، ضغط على زر المصعد وقال مُنتظر إياه:-

-ومسك!!

تبسم “سراج” بهدوء مُطمئنًا له بلطف:-

-متقلقش يا فندم هي بخير وقوية، مسك غير غزل أنا واثق فى دا، قوية وحساسة مبتأمنش بسهولة فى حد وعدم ثقتها فى اللى حولها هي اللى هتحميها

تأفف “غريب” بضيق شديد ثم قال:-

-كله من أمها، أنا معرفش أزاى أخترت دى تكون أم لولادي، بسبب دمرتهم كلهم حتى مسك، أدي نتيجة سوء الأختيار……

______________________________

(المدينة الزرقاء blue city )

جلست “مسك” على الفراش تطهر الجرح الذي نزف بسبب حركته بأغتياظ شديد من معارضته لأمرها، كان صامتًا لكنه يلتهب من داخله وخارجه، أنفاس كالنار الذي نفثها، ضغطه بالأبرة على جرحه ليتألم أكثر وقال:-

-ااااه ما تخلي بالك

رفعت رأسها إليه بغيظ ثم قالت:-

-تستاهل، اللى ميسمعش كلام دكتورته يستاهل

كز على أسنانه بغضب سافر ويحمل بداخله ما يكفي اليوم حتى تكمل هى هذا الغضب وتزيده فقال:-

-أنا مش طايق نفسي وبعدين مين اللى قال أنك دكتورتي

ضحكت بسخرية وهى تضع اللاصقة الطبية على فخذه بقوة حتى يتألم، قالت بتحدي:-

-ومنقذتك كمان وغصب عنك لأن لولاي كان زماننا بنقرألك الفاتحة وصدقنى كنت هقرأها صدقة

أغمض عينيه بأقتضاب شديد وتحدث دون أن يفتحهم من الغيظ:-

-غورى من وشي

-هى دي شكرًا بتاعتك

قالتها ببرود شديد ثم وقفت من مكانها لتغادر هذه الغرفة، صعدت للأعلي حيث السقيفة الخاصة بـ “عبدالعال” أعطته الدواء الخاص به ودلفت إلى غرفتها، نزعت الشاش المحاط بيدها وتلوث ببقعة من الدماء، تألمت من جرحها ولا تصدق أن يدها أصابتها وهى أثمن من حياتها كطبيبة، لن تستطيع أجراء جراحة واحدة بيد مصابة لكن من حُسن الحظ أنها فى إجازة، طهرت جرحها ثم ألقت بجسدها على الفراش لتغرق فى سبات نومها العميق من التعب…

___________________________

سمعت “زينة” بما حدث داخل الفندق أمس لتقول بجدية:-

-خليهم يمسحوا أى حاجة من كاميرات المراقبة وليكون فى علمك لو الخبر أتسرب هتكون أنت اللى مسئول، إحنا مش ناقصين حاجة تأثر على السياحة كفاية كلام الناس

أومأ الرجل لها بنعم فتأففت بضيق شديد من هذا الأمر ثم قالت مُتمتمة:-

-أنهي غبي اللى فكر يلعب مع تيام؟

صعدت إلى السقيفة وكان “عبدالعال” يبحث فى الأمر مع “جابر” رغم انه طريح الفراش فقال بجدية:-

-تعالي يا زينة؟

-أخبار صحة حضرتك أيه؟

قالتها بلطف وبسمة مُشرقة فأجابها بجدية صارمة:-

-بخير!! عرفتي باللى حصل؟!

أومأت إليه بضيق شديد ثم قالت:-

-الفندق كله بيتكلم، خايفة يطلع أشاعات وتأثر على جودة المكان وترعب السياح حضرتك عارف أن أهم حاجة السلامة عندهم والأمن ودا اللى بيميزنا عن كتر من الأماكن والفنادق هنا الأمن المُشدد اللى بيضمن سلامتهم

هز رأسه بهدوء شديد مُدركًا لحديثها فقال:-

-عندك حق، لازم نطمئنهم ومنديش فرصة لأى عدو أو منافس أنه يستغل دا ضدنا

وافقته الرأي ببسمة خافتة ثم قالت:-

-متقلقش يا جدي أنا هحلها وهعوضهم بحفلات ورحلات بحرية وهعملهم كمان رحلات سفاجا وتسلق جبال بأسعار مخفضة جدًا وكمان فى هدايا

وافق على خطة “زينة” لترحل ثم نظر إلى “جابر” وقال بتعب:-

-أنا عايزك تتصل بالمحامي أنا قررت أكتب وصيتي، حاسس أنى مش هكمل لشهر

نظر “جابر” إليه بهدوء ثم قال:-

-ربنا يطول فى عمرك ويبارك لنا فيك يا عبدالعال بيه

-أعمل زى ما بقولك يا جابر، إحنا مش هنأخد زمننا وزمن غيرنا

قالها بجدية صارمة والتعب يتمكن منه رويدًا رويدًا فسأل “جابر” بهدوء قائلًا:-

-بس مش ظلم لزين أن حضرتك تكتب الوصية حسب الشرع أن حصته أقل وتيام بطريقته دى ورفضه للشغل ميستحقش أنه يكون ضعف زين

-مين اللى قالك أنه رفض الشغل هو تحدي زين على الكرسي يبقي هيأخده يا جابر، أنت متعرفش تيام… تيام فاكر نفسه باللي بيعملوه دا بيربي أبوه على اللى عمله زمن لكن حط فى بالك أنه بيعمل كل دا عناد في أبوه وفيا لكن ما قدام قال أنه هيأخد الكرسي من زين هيعملها

قالها بتعب شديد وتلعثم أكبر، وضع يده على صدره فتنهد “جابر” ومد له كوب من الماء بلطف ثم قال:-

-متتعبش نفسك!! أنا هبعت للمحامي

أومأ إليه بنعم بعد أن وضع قناع التنفس ليغادر “جابر”ورأي “مسك” تخرج من غرفتها مُرتدية بنطلون جينز وبلوزة صفراء بقط فضفاضة وتسدل شعرها على ظهرها وترتدي حذاء رياضي، قال بلطف:-

-مساء الخير

نظرت إليه بحدة صارمة وقالت:-

-مساء النور

ضغطت على زر المصعد وعينيها تنظر فى الهاتف، سمعت “جابر” يقول بعفوية:-

-أخبار أيدك أيه دلوقت؟

وضعت سماعة الأذن فى أذنيها بوقاحة حتى يخبره رد فعلها بانها لا تفضل الحديث معه، تنحنح بحرج على هذه الفتاة ودخل للمصعد معها، وصلوا للطابق الأول فأتجهت إلى المطعم وطلبت عشاءها ثم جلست تتناوله بصعوبة من يدها المصابة ولم تستطيع تقطيع شريحة اللحم فتأففت بضيق ثم أكتفت بشرب الحساء بيدها اليسار، جاء “زين” يقطع هدوءها وعبوس وجهها عندما جلس على المقعد المقابل لها وقال بلطف:-

-مش هقولك ممكن أقعد ولا لا لأني بالفعل قعدت، لكن هقولك كان ممكن تطلبي منهم يقطعوا الأستيك ليكي هيعملوها إحنا هنا بنقدم كل الخدمات عشان نزلاءنا الكرام

تطلعت به بغرور شديد بأندهاش خصيصًا عندما أخذ طبق اللحم من أمامها وبدأ يقطعه لأجلها بعفوية، تعجب لصمتها فرفع نظره للأعلي وكان وجهها يخبره بانه ستقتله فى الحال على لمس طعامها فأزدرد لعابه بأرتباك من نظراتها وقال:-

-حاولت أساعدك كشكر على إنقاذ حياته لأنى واثق أنه مشكركيش

ظلت تنظر إليه بصمتها رغم قوة عينيها ليترك الطبق نهائيًا وقال بعد ان رفع يديه للأعلي:-

-سبته!!

رن هاتفه برقم “ورد” ليستأذن منها كي يرحل وبسمته تنير وجهه فور ظهور أسمها على شاشة الهاتف، أجاب عليها قائلًا:-

-وردتي… ألو

تعجب من عدم حصوله على رد منها نهائيًا، أنهي الأتصال وعاود هو الاتصال بها لكن انقطع الأتصال ثم أغلق الهاتف نهائيًا….

_____________________________

-برافو عليك

قالها “تيام” بحماس وعينيه تلمعان مُتحدثًا فى الهاتف، تابع جملته بسعادة تغمره وبسمة تلمع على وجهه:-

-لا كفاية كدة.. أنا راضي لحد كدة

فتح باب الغرفة ودلفت “مسك” فأندهشت من بسمته وسعادته فى الصبح كان يشبه البركان المُلتهب وأعتقدت أنها ستعود وتراه قد أنفجر وحرقته نيرانه لكنه فى أقصي درجات سعادته لتقول:-

-سبحانه!!

تحدث فى الهاتف بأرتباك شديد من ظهورها وقال بحزم:-

-هكلمك تاني

أنهي الأتصال ورفع نظره إليها بغضب سافر فور رؤيته وقال:-

-أنتِ مين سمحلك تدخلي هنا؟

-لعلمك أنا مضطرة دا متحسسنيش أنى هموت وأشوفك فياريت تسكت لحد ما أغيرلك على الجرح… موضوع خمس دقايق وعدهم على ساعتك

جلست أمامه على الفراش وبدأت تطهر جرح قدمه ثم جرح جبينه فصمت شديد، تطلع بها عن قرب وعينيها لا تفارق جبينته، فتاة قوية وعنيدة لكنها ماهرة ومتقنة لعملها جدًا، تتعامل مع جروحه بلطف أكثر من لسانها ونظراتها مع الجميع، كأنها لا تعرف شيء عن الرحمة واللطف سوى فى معالجة الجروح…

تعجبت “مسك” من نظراته المسلطة عليه فنظرت إليه بصمت وهدوء، تنحنح بحرج ونظر للجهة الأخري لتضع لاصقة طبية بيضاء على جبينه وأثناء فعلها فتح الباب ودلفت فتاة روسية تحمل باقة من الورد وقالت بالروسية:-

-كيف حالك يا حبيبي؟

تبسم “تيام” إليها بعفوية وجلست جواره من الجهة الأخري ووضعت قبلة ترحيبية على شفتيه فشعرت “مسك” بتقزز فى هذا المكان لتغادر دون كلمة واحدة تتركه مع فتاته….

_______________________________

لم تظهر “ورد” من الأمس وهاتفها مغلقًا منذ أتصالها، كاد أن يفقد عقله بسبب أختفاء محبوبته هكذا ولا يعرف عنها شيء، بحث الجميع عنها فى القرية كاملة ولم يجدوا لها أثر، صرخ “زين” بهم فى بهو الفندق بانفعال شديد من قلقه:-

-يعنى أيه؟ فص ملح وداب؟

ربتت “زينة” على كتفه بلطف مُحاولة تهدئة أخاها الذي أوشك على فقد عقله من الخوف والقل ثم قالت بهدوء:-

-أهدي يا زين أن شاء الله خير؟

حاول الأتصال بها من جديد والهاتف ما زال مُغلق تمامًا فقذف بهاتفه فى الأرض من عجزه عن الوصول إلى “ورد”…

جاء أحد رجال الأمن إليه بوجه مُرعب ومُخيف من الخوف الذي أحتله وقال بتلعثم تكاد حروفه تخرج من محلها:-

-أنسة ورد!!…..

كان الجميع على الشاطيء متجمعين فى دائرة والرعب يتملكهم مما يراه، أقترب “زين” مع “زينة” ورجاله عندما وصوله الخبر مُرتعبًا لا يصدق ما سمع به، قدميه لا تقوي على السير أو حمله أكثر ليبتعد هؤلاء عن طريقه حتى وقع نظره عليها وهى جثة هامدة أمامه على الرمال، ملابسها ممزقة بعد الأعتداء عليها وجسدها عاريًا فوقه وشاحًا وضعه المارة عندما رأوها عارية لسترها، أنتفض رعبًا وتوقفت قدميه عن التقدم حينما وقع نظره على وجهها وتأكد بأن الجثة تعود لها حقًا، محبوبته التى سلبت قلبه وروحه بموتها لا بل بقتلها على الأحري، سقط على الأرض بأنتفاضة قوية ورجفة شلت جسده أمامها وأنهمرت الدموع على وجنتيه بأنهيار تام كالشلال من هول الصدمة، خرجت صرخة قوية من الصدمة من “زينة” عندما نظرت إلى “ورد”…

أقترب منها أكثر زاحفًا على ركبيته وحمل رأسها على ذراعيه وقال بتمتمة وعقله شل مكانه:-

-ورد… ورد حبيبتي… فتحي عينيك … ورد

حاول أن يقظها كى تعود له وتجيب علي حديثه لكن لا جدوي من هذا، فمن فعل جريمته بها أنهاءها على أكمل وجه بقتلها تمامًا وتركها جثة إليه، مسح على وجنتيها ينفض عنها الرمال بصدمة ألجمته وقتلت عقله عن الوعي قبل قلبه الذي توقف عن النبض للتو وقال:-

-ورد.. أنا هنا يا حبيبتى فتحي عينيك… أنا زين

كانت “مسك” تركض على الشاطئ بملابسها الرياضة وتحمل فى يدها زجاجة المياه وتركض بسرعة جنونية فى جولتها الرياضية فى كل صباح حتى أوقفها حشدًا من الناس لتقترب بفضول وصُدمت مما رأته و”زين” يضمها إليه ويصرخ بألم قتله للتو:-

-ورررررررررررد لااااااا يا ولااااااد الكلــــــب …..

google-playkhamsatmostaqltradent