رواية بلا حب (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سوكه
رواية بلا حب الفصل الثالث 3
بلا حب
بارت٣
كان يقود سيارته على طريق الاسكندرية باقصى سرعة، لا يرى امامه من الغضب، ولا يكاد يسمع صوت الموبايل الذي لا يكف عن الرنين لحظة، فعقله لا يفكر سوى في شيء واحد، وعيناه لا ترى سوى الوجه الذي أحبه لسنوات
وصل الى الاسكندرية بلا حوادث، ربما لان الطريق خالي في تلك الساعة المتاخرة ليلا، وركن سيارته الى جوار الكورنيش ثم أخذ الموبايل واتصل برقم يعرفه وخرج من السيارة وترك بابها مفتوحا، واخذ يمشي ذهابا وايابا على الكورنيش بعصبية وتوتر، لم يرد الطرف الاخر الا بعد الاتصال الثالث، فصرخ بغضب: ملك، متقفليش، لازم اشوفك دلوقت
لم يقبل باعتذارها ولا توسلاتها ان يتركها لحالها وان كل ما بينهما قد انتهى مع فسخ الخطوبة، بل ظل يصرخ في الموبايل: لو منزلتيش دلوقت تكلميني، انا هطلعلك البيت فوق وخلى ابوكي يفتحلي ويحصل اللي يحصل
رضخت ملك لضغطه، فهي تعلم جيدا كم هو مجنون ومتهور وينفذ ما براسه دون رادع ولا يحسب حسابا لاحد، فتسللت من البيت بهدوء والكل نائم وانطلقت الى الكورنيش حيث ينتظرها
بمجرد ان وصلت اليه حتى صرخت: انت مجنون تجيلي لحد هنا!!! عاوز مني ايه!! خطوبتنا اتفسخت خلاص وبابا مش موافق ارجعلك ومامتك واخوك فركشوا الجوازة
قال بالم: يا.. يا ملك انا مش قادر اعيش كده، حاولت ابعدك عن دماغي مقدرتش، حاولت اتجوز غيرك مقدرتش، انا سبت فرحي وجتلك انت، حياتي كلها وقفت عليكي انت
قالت بدهشة: يانهارك اسود، سبت فرحك!! وكنت بتتجوز ليه من اصله!! انت ايه يا اخى، معندكش اي شعور بالمسئولية! اى حاجة تطلع في دماغك تعملها من غير تفكير، مبتقدرش الامور ولا بتحترم مشاعر حد!!
شعر بطعنة مؤلمة في قلبه وقد تحولت دماؤه الى نيران تكوي عروقه، كان جسده يتحرك للامام والخلف بتوتر ودون ارادة منه، وتوقف عقله عن التفكير وبدا لسانه وكانه يتعلم بدايات الكلام: انا.. انا.. انا.. لا.. انت.. انت...
صرخت ملك في وجهه: ايوة انت، مندفع ومتهور وكل ما تبتدي حاجة تبوظها وتفشلها، بابا كان عنده حق، انت مينفعش تشيل مسئولية جواز
كان عاجز تماما عن رد اهاناتها وهو يشعر بان عقله مشلول : م..لك ملك، انا...
قالت بتهديد: اسمع يا حسين انا اتخطبت، يعنى مبقاش ينفع اللي بتعمله ده، ابعد عنى، والا والله هقول لبابا، وانت عارف بابا مش هيسكت وممكن يقدم فيك بلاغ في القسم
ارجع لأهلك ولعروستك، شيل المسئولية وعيش حياتك وسيبني اعيش حياتي
تركته وأسرعت لتعود للبيت قبل أن ينتبه احد لغيابها وانهمرت دموعها بعد ان امسكتها أمامه، كانت تتألم بعمق وذكرياتها معه تجري في عقلها كشريط سينما، لقد احبته بصدق، فحسين كان نعم الرفيق في سنوات الوحدة عندما اضطرت للانتقال من بيت ابيها في الاسكندرية الى بيت عمتها وزوجها في القاهرة، فقد كانت الكلية التي قبلت بها في القاهرة، وحتى تكمل تعليمها الجامعي اضطرت للعيش في بيت عمتها
كانت تعيش كغريبة بعيدة عن اهلها وبلا اصدقاء وكل شيء حولها غير مألوف
ثم ظهر حسين..
زميلها في الكلية، لم يكن سمجا ولا متطفلا، لكن الظروف جمعتهما في عدة مواقف قدرية وفقت بين قلبيهما
كانت تتذكر مواقفه معها، وهو يتشاجر مع شباب يعاكسونها، وهو يساعدها في مشروع الكلية، وهو يسهر طوال الليل ليصنع لها لوحات التصميم بعد أن فشلت عدة مرات في انجازها ورفضها دكتور المادة، لتفاجئ بان حسين قد سهر على لوحاتها حتى انجزها ولم يجد الوقت لينجز لوحاته هو واضطر ان يعيد المادة في العام التالي برغم ان بداخله فنان ويديه تلف في حرير كما يقولون
تذكرت حفلة تخرجهما عندما صارحها بحبه واتفقا على ان يتقدم لوالدها، وهي تكاد تطير من السعادة
حسين نوع من الرجال تشعر معه بالامان بلا حدود، قد يكون مندفع ومتهور ويسبق لسانه عقله، لكنه لا يتعمد الايذاء، ولا يغدر أبدا واذا ما احب احد فهو يتمسك به الى الابد وقد يضحي باي شيء وكل شيء من أجله
لكن....
كما قال ابيها، لا يستطيع ان يتحمل مسئولية ولن ينجح في عمل او حياة
كما ان زواجها في بيت عيلة سيجعل حياتها جحيما
ورغم معارضته الشديدة، لكنه قبل مضطرا بالخطوبة بضغط منها ووعد من حسين أنه سيوفر شقة بعيدا عن بيت العيلة، وسيكون له عمل واضح بمرتب ثابت بدلا من مشاريعه الهلامية الفاشلة
لكن حسين لم يفي بوعده، وقامت الشجارات المتتالية بينه وبينها وبين أسرته والتي لا تتذكر اسبابها ولا من اين بدات حتى استحال اكمال مشروع الزواج ورفض ابوها اتمام الزواج رفضا قاطعا لا رجعة فيه
وانتهت قصة الحب نهاية حزينة جدا وكانت تلك هي آخر فصولها
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يأست من العثور على دوائها الذي نسيت تماما أين وضعته، فانشغلت بخلع ملابسها الضيقة لتمنح رئتيها فرصة للتنفس بعمق وارتدت قميص فسكوز باكمام قصيرة ليمنحها بعض الراحة، كانت تشعر بغثيان وضيق تنفس، تعلم جيدا أنها لن تستطيع التقيؤ فلا طعام في معدتها
ذهبت للمطبخ تتسند بكتفها الى الحائط وهي تضع قبضتها على صدرها من الالم الرهيب الذي لا يتوقف
بصعوبة صنعت كوب ساخن من شاي البابونج بلا سكر، ثم اخذت زجاجة ماء بارد من الثلاجة ثم جلست في غرفة المعيشة على الاريكة تتلوى من الالم وتئن
تحملت الالم لوقت طويل حتى بدأ يهدأ تدريجيا، ثم سقطت في النوم على الاريكة بفعل الاعياء والارهاق الشديد، وهي تتمنى ان تزول آلامها لتستطيع أن تفكر في وضعها الجديد وما ستفعله مع العريس الذي هرب ليلة دخلته
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كان حسن يجلس على فراشه يتصل بالموبايل ويرن حتى يتوقف، فيعيد الاتصال مرات
فتاففت سارة واعتدلت في الفراش: ايه، مش هتنام الليلة دي!!
لم يرد، وبقي على حاله يعاود الاتصال، فقالت غاضبة: مش هنخلص من مشاكل اخوك!! معندوش دم ولا مسئولية، بالموبايل الهم اللي فوق راسك!! البيت والولاد والمصنع والتجارة وطلبات مامتك واختك وكمان مشيلك همه وبلاويه وعمايله السودة!!
صاح بضيق: هتسكتي ولا اسيبلك الاوضه واروح انام في حته تانية
سمعت صوت ابنها الصغير يبكي في غرفته ويناديها، فقالت: لا خليك، انا اللي هسيبلك الاوضه واروح اشوف الولاد، عارفة انك مش هتنام الليلة دي وهتفضل طول الليل تتصل باخوك، ومش هيرد عليك زي كل مرة
خرجت من الغرفة وأخذ هو يكرر الاتصال حتى يأس، ثم لجأ أخيرا للحل الذي كان يتجنبه منعا للفضائح
اتصل مضطرا بشادي صديق حسين يوقظه من نومه، وسأله عن حسين وعندما علم بانه لم يره من بعد الفرح، طلب منه ان يبحث عنه ويتصل به يطمئنه اذا وجده
أغلق الهاتف وهو يتمتم: كده يا حسين تمرمطنا وراك وتخلى اللي يسوا واللي ميسواش يتكلم علينا
امتى هتعقل
سمع صوت زوجته سارة وهي تصرخ في طفلها وتضربه لينام والطفل يصرخ ويبكي
فاخذ يستغفر وقد ضاق صدره بكل شيء
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية بلا حب" اضغط على اسم الرواية