رواية بلا حب (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سوكه
رواية بلا حب الفصل الرابع 4
بلا حب
بارت٤
في الصباح الباكر كانت رنا تنطلق بسيارتها بعد أن قضت ليلة حزينة بلا نوم، لا تفكر الا في حسين
الحب الذي ضاع منها
وعندما اتصل بها شادي وأخبرها بقصة العريس الهارب، صرخت بانفعال وارتدت ملابسها في دقائق واتجهت بسيارتها لتنتشله من على الطريق ليبحثا معا عن حسين
كان شادي يعلم جيدا أنها ستهب للبحث عن حسين بسيارتها، مما يعني أنه لن يدفع جنيها في المواصلات
اخيرا رد حسين على تليفون شادي وأخبره بأنه في الاسكندرية
أخذ شادي يضرب جبينه بكفه: هبت منك!! هبت منك عالاخر، هتفضل لامتى تمرمطنا وراك كده!! دا النهاردة كان المفروض تبقى صباحيتك
صاحت فيه رنا بعصبية: اسأله عن مكانه بسرعة قبل ما يقفل المكالمه
أسرعت رنا بالسيارة على الطريق وقلبها يسبقها اليه، فكل لحظة تقضيها مع حسين تساوي سنوات من السعادة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
سار على الشاطئ يركل الزبد بقدمه في غضب وقد ابتل حذاؤه وبنطلونه حتى الركبة، كان يشتم شادي وهو يدس موبايله في جيب بنطلونه الخلفي: جاي ليه دلوقت يازفت!! وكمان جايب رنا معاك!! أكيد حسن اللي اتصل بيك
كانت أعصابه كمادة قابلة للاشتعال، تنتظر فقط عود كبريت لتنفجر، لن يحتمل أن يسمع كلمة من اي انسان
وصلت رنا الى سيارته، وركنت سيارتها واجتازت سور الكورنيش وجرت اليه وامسكت كفه تحاول جره خارج الماء، ولحق بها شادي وهو يقول ساخرا: ايه يا عم المنتحر، خلاص، الدنيا وقفت على الست ملك بتاعتك
صاح في وجهه: اخرس خالص، واياك تجيب سيرتها
قال بمرح: ماشي ياعم مقبولة منك، ادام عندك ازمة عاطفية كنت كلم اخوك يظبطلك سهرة حلوة، اكلة طعمه، شوية مزز، بدل الكآبة اللي انت فيها دي
قالت ملك بغيظ: بس ياض يا اهبل انت، حسين الف واحدة تتمناه
كان يقف شاردا ينظر للبحر وعقله لا يعي أغلب حديثهما، فقالت رنا بمرح وهي تتعلق بكفه وتقفز بأقدامها فوق الموج المتتابع: حسين، انت سامعني، سرحان في ايه
كان غضبه يهدأ تدريجيا ويحل محله برود عجيب وهو ينظر للبحر والسماء والهواء العليل يضرب وجهه وشعره، فأخذ نفس عميق ثم قال لهما: يالله نرجع مصر
قال شادي: أيوة، يالله نرجع احسن اخوك موصيني مسيبكش من ايدي
صاحت رنا: انت عبيط يلا، هو شنطه هترجعها لصاحبها، دا راجل وحلو وزي القمر، وهو بس اللي يقرر امتى يمشي وامتى يرجع
قال شادي: منا خايف اخوه يستعوقنا يبلغ عني، منا اللي في وشه دلوقت
قال حسين بضيق: يالله نمشي
تعلقت بذراعه وقالت بمرح، تمشي فين!! حد ييجي اسكندرية ويمشي من غير ما يشبع من جمالها
قال شادي بخوف: يا ستي اهله بيدوروا عليه وهيقدموا فينا بلاغ في القسم
قالت بعصبية: عارف لو مسكتش مش هاخدك معانا في احسن مطعم في اسكندرية
صرخ شادي: مطعم!! يعنى جمبري وسي فوود!!! لا دانا اروح فيها، خدوني معاكو والنبي متسيبونيش
قالت بمرح وهي تدفعه في الماء حتى سقط وابتل من شعره لقدميه: يبقي اياك تفتح بقك ولا تقول اي كلمة تعصبني
ابتسم حسين ابتسامة حزينة، وضحكت رنا من قلبها بعد ان تجدد املها فيه بقوة
لقد انتهت أخيرا قصه حبه، وصار زواجه مجرد غلطة سيتم اصلاحها قريبا جدا، فما من امراة تقبل على كرامتها ان يهرب منها عريسها ليلة دخلته، ولاشك انها ستدعو اهلها جميعا ليخلصوها من ذلك العريس المستهتر، وبعدها سيكون حسين لها ولن يكون لاحد غيرها
قررت ان يكون اليوم هو اسعد ايامها معه فاخذت تجري على الشاطئ وتدور حوله وترش عليه الماء وهي تضحك وتصرخ من السعادة وتلتقط معه صور السلفي، وهو غير قادر على مجاراتها، فقد تجمد عقله واصاب مشاعره البرود والتبلد، ينظر لشادي ورنا وهما يتشاكسان ولا يستطيع ان يبدي اي رد فعل، وكانما اصيبت احاسيسه بالشلل فلا يضحك ولا يغضب ولا يفرح ولا يحزن، وكل شيء حوله صار رمادي محايد بلا لون ولا طعم ولا رائحة، فلا يستمتع ببحر ولا جو ولا طعام ولا اي شيء
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
استيقظت على صوت جرس الباب فقامت بصعوبة وهي تشعر بآلام في رقبتها وظهرها، فلم يكن النوم على الأريكة مريحا لجسدها، لكنها حمدت الله أن مرت الازمة بسلام واختفت الآلام من منتصف صدرها
ارتدت الاسدال وفتحت الباب وهي تعلم انهم اهل زوجها، ولن يزورها سواهم
فامها وابيها متوفيين واخوتها عادوا جميعا للبلد في نفس الميكروباص الذي استاجروه ليصحبهم لفرح اختهم
دخلت ام حسن واخذت تحضنها وتقبلها وترسم على وجهها ابتسامة ودودة تحاول بها اخفاء خجلها البالغ، وسارة وفاطمة من بعدها، ودعتهما العروس للدخول وجلس الجميع في غرفة الاستقبال
كانت ام حسن تفرك يديها بتوتر وخجل، ثم استجمعت شجاعتها وقالت: والله يا حبيبتي ما عارفة اقولك ايه، امبارح كانت ليلة صعبة اوي على حسين، تخيلي، اعز اصحابه وهو مروح بالليل من الفرح حصلتله حادثة فظيعة، وحسين اول ما جاله الخبر مقدرش يستحمل وطلع يجري عالمستشفى زي المجنون
مالت عليها فاطمة سالتها بسماجة: صاحبه مين ده اللي عمل حادثة
زغدتها بكوعها في جمبها: صاحبه شادي يا بت
ثم نظرت للعروسة وقالت بإحراج: معلش اصل المسطولة دي كانت امبارح نايمة لما جالنا الخبر
متزعليش يا حبيبتي، اصل حسين طيب اوي وحنين، ومش ممكن يسيب صاحبه في وقت ازمة
تدخلت سارة: مش محتاجة اي حاجة؟! قوليلنا بس، ده خلاص بقى بيتك واحنا هنا اهلك
كانت تنقل نظراتها بينهم بصمت، تعلم جيدا أنهم يكذبون، وتلك هي اكثر خصلة تكرهها في البشر، لكنها اعتادت ألا تبوح برايها ولا بما في قلبها، ففي كل الأحوال لا شيء سيتغير
أخذت تتمتم بكلمات قليلة مجاملة، حتى انتهت الزيارة
بمجرد ان دخلت فاطمة شقتهم حتى صاحت: أووووف، ايه البلوة اللي اتحدفت علينا دي، دي عليها تكشيرة تقطع الخميرة من البيت، لأ وتقيلة تقل، بتطلع الكلام من تحت ضرسها
زغدتها امها: اخرسي بقى، عاوزاها تعمل ايه بعد العملة المهببة اللي عملها اخوكي، تقوم تتحزم وترقص
قالت: والله ليه حق يطفش من وشها، دي دمها تقيل اوي
زفرت الام: طيب يا حسين، بس اما ترجع هعرف شغلى معاك، بقى ده موقف تحطنا فيه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عاد حسين أخيرا للبيت مع دخول الليل، وصعد السلم بخطوات ثقيلة، فقد تولى شادي تهدئة اعصابه بالطريقة التي يتبعها دائما كثير من الشباب بسيجارة غير عادية
خرجت امه بسرعة من شقتها، وصعدت معه السلم وهي تلقنه بتكرار ما سيقوله لعروسه: صاحبك شادي عمل حادثة ودخل العناية المركزة وانت فضلت جمبه لحد ما اتطمنت عليه، اوعى تغلط بالكلام وتقول حاجة تانية
كان يهز راسه باستسلام تام وهو يتثاءب بإرهاق، حتى أنهت أمه مهمتها وأدخلته شقته وأجلسته على الاريكة وهي لا تكف عن الحديث مع العروس بالاعتذار والأعذار، ورحلت عندما اطمئنت ان الجو هاديء ولا شجارات
أخذ يهز ساقه بتوتر ويفرك يديه ببعضهما ويبعثر نظراته لليمين واليسار محاولا تجنب النظر اليها، برغم انها كانت هادئة للغاية، ولا يحمل وجهها اي غضب
طال الصمت بينهما حتى مل من الانتظار، فتنحنح ليخرج صوته متحشرجا، ثم قال: أنا، أنا اسف
أخذت وقت لترد عليه: آسف على ايه!!
كان توتره يزداد، فهو حقا لا يجد ما يقوله، لكنها بادرت ومنحته طرف الكلام الذي يخرجه من الموقف بسهولة: صاحبك اللي عمل الحادثة، عامل ايه دلوقت؟؟
تنحنح بارتباك وكانما فاجاته: صا.. صاحبي!! كويس، كويس
كان يتلفت يمينا ويسارا ويمسي ح عرقه بتوتر وكانما وقع في حصار خانق
فجاة ودون مقدمات اندفع يقول بانفاس متسارعة وقلبه يدق : مفيش، مفيش حد عمل حادثة، انا مروحتش المستشفى
رفعت حاجبيها بدهشة، فقد فاجاها صدقه، ثم اكمل بنفس النبرة المندفعة: انا.. أنا مش عارف انا عملت كده ليه وازاى، فجاة تفكيرى اتشلت ومعرفتش اعمل ايه غير اني ابعد، انا.. انا اسف.. حقيقي اسف، مش عارف اقول ايه غير كده
قالت بهدوء غريب: حصل خير، لو تحب تتعشى ممكن أحطلك العشا اللي مامتك جابته
قال بارتباك : لا.. لا.. انا.. انا مش جعان، متتعبيش نفسك يا....
لم يشعر بما فعل الا عندما أظلم وجهها وضاقت عينيها
عض على لسانه بارتباك، وندم اشد الندم على لسانه الذي يسبق تفكيره ويحاصره في مواقف محرجة جدا
قامت من مكانها وقالت بلهجة جامدة: لما تحب تتعشى، ابقى انده عليا
قبل ان تترك الغرفة التفتت له وقالت : أنا اسمي نجاة
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية بلا حب" اضغط على اسم الرواية