Ads by Google X

رواية بلا حب الفصل الخامس5 - بقلم سوكه

الصفحة الرئيسية

 رواية بلا حب (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سوكه

رواية بلا حب الفصل الخامس 5

بلا حب
بارت٥
اقتنع حسين ونجاة من اول يوم أن نهاية الزواج حتمية، ولم يحاول أي منهما ان يقترب من الآخر، فقد ادركت نجاة أن لا أمل في الاستمرار في زواج فاشل، ولم يبد حسين أي اعتراض، وكان عليهما أن يصلا لاتفاق لحل المشكلة بأقل الخسائر
وكان الاتفاق هو أن يتحملا الوضع القائم لمدة شهر، وبعده يفتعلان شجار تترك على اثره نجاة البيت، وبعد محاولات صورية للسعي في الصلح، يتم الطلاق الرسمي بعد شهرين، واتفقا الا يخبرا أي أحد، ولا يسمحا لأحد بالتدخل في حياتهما
كان الامر عجيبا، فحسين لم يحسن الاتفاق يوما مع انسان مثلما فعل مع نجاة، فقد كان الاتفاق يناسب تماما اهداف ورغبات الاثنين، فحسين يريد المال من اخيه ولا يريد اغضابه او اغضاب امه، ونجاة تريد أن تصون ماء وجهها أمام الناس وتحصل على الطلاق بهدوء دون ان يؤذيها الناس بلسانهم
كان الاتفاق يسير كاحسن ما يكون، وكل منهما لا يحاول ان يزعج الاخر او يضايقه، والبيت هاديء جدا على عكس ما توقعت اخته وما كانت تخشاه أمه ان جنان حسين وشجاراته مع زوجته، سيسمعان بها كل يوم عن طريق شباك المنور، لكنه لم يحدث ان سمعا صوت احد منهما 
فمن أين سيأتي الشجار والكلمات التي تدور بينهما تعد على الاصابع، فكل منهما غارق في عمله وحياته الخاصة
حسين يعد لمشروعه القادم، ويعمل مع رنا في استوديو لصناعة افلام الكارتون
ونجاة عادت لعملها في المدرسة الانترناشيونال التي تعمل بها معلمة science   مع سارة زوجة حسن
ثم تقدم دروس خاصة لطلبتها أون لين اوقات تواجدها في البيت
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ظنت سارة ان نجاة ستأخذ اجازة زواج طويلة، لكنها فوجئت بها في المدرسة بعد عدة أيام قليلة، فكانت مثار الاحاديث الخاصة لزميلاتها في المدرسة، وخاصة سارة التي كانت تتحدث مع منى زميلتها التي سألتها بدهشة: صاحبتك دي حكايتها ايه! قطعت اجازة الجواز وجاية المدرسة ليه، هو العريس مش عاجبها!! 
قالت سارة متأففة: وهي كانت تطول!! ده هو اللي كتير عليها
قالت : اه، يبقي مش عاوزه تفوت ال summer courses
 انا مشوفتش حد بيجري كده ورا الفلوس، لا وايه، دي اكتر حد بيطلبوه اولياء الامور في الدروس اونلاين وفي ال summer courses
اقتربت منهما رودي التي تعمل في الادارة وسألت سارة: ايه يا ميس سارة!! ما تشوفيلنا حل في قريبتك دي!! داحنا مصدقنا اتجوزت وقلنا هتتهد، راجعه عشان تشغلنا في الصيف كمان
سالت سارة باهتمام: ليه عملت ايه!! 
قالت رودي: عند المدير دلوقت بتعرض عليه فكرة جديدة من افتكاساتها
سالت منى: فكرة ايه
قالت رودي: Science Club في الصيف
سارة: ايه، هو ايه ده، وهو المدير وافق عالكلام ده!! 
رودي: وافق وبس!! ده متحمس جدا ليها، دي عاملاله مهرجانات، وحطت له خطه كورس برمجة للطلبة وهتجيبله مهندسة من بره تدي الكورس والمدير دلوقت بينسق معاها  
قالت منى: هو كل ما هتطلع في دماغها حاجة، المدير هيوافق عليها كده من غير اعتراض
سارة: وهو يهمه حاجة غير الفلوس اللي هيلنها من الطلبة في الصيف
قالت رودي لسارة: هو جوزها ده مبيتخانقش ويتعفرت عليها زي اجوازنا ولا هو ايه حكايته، ما يلمها شوية في البيت مش ناقصين وجع دماغ
لوت سارة فمها : جوزها!! 
ثم اكملت في سرها: اتنين دماغهم ضاربة واتلموا على بعض، واحنا اللي هييجي على دماغنا
في الاخر
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
حاول ان يتهرب من لقاء أخيه، فنزل السلم متسللا حتى لا يشعر به أحد، لكن أمه فتحت باب شقتها وهو يخرج من باب المبنى فنادته: حسين، تعالى عاوزاك
دخل شقة أمه متأففا، فاغلقت الباب وقالت: مش هتبطل العادة المهببة اللي فيك دي، فاكرني مش هعرف انت نازل وطالع امتى
ألقى جسده على الاريكة وهو يعد أذنيه للمحاضرة المملة والتي لا يستمع لاغلبها عادة ويكتفي بهز رأسه وكانما يستمع
قالت امه: أخوك حسن عاوز يتكلم معاك، اتصلت بيه وقلتله اني قفشتك ومثبتاك هنا 
أخذ يهز ساقيه بتوتر ويفرك في أصابعه، ولم تمض دقائق حتى سمع صوت عكاز حسن، فاعتدل في مجلسه، كلما راى اخيه يمشي، تتجه نظراته تلقائيا لساقه العرجاء التي يجرها معتمدا على عكازه، ويتوه وعيه في حركة مشيته البطيئة فينفصل للحظات عن العالم حتى يوقظه احد بالصراخ باسمه لينتبه ويسترد وعيه بما حوله
صوت حسن جعله ينتفض: حسين انت سامعني
قال بارتباك،: ايوة.. أيوة سامعك
زفر حسن بضيق: لا مش سامعنى، عموما أنا جبتلك فلوسك أهيه
نظر حسين فوجد أمامه حقيبة لم ينتبه متى وضعها حسن امامه، لكنه قال بدهشة : انا.. انا مش عارف اقولك ايه يا اخويا، سامحنى لو كنت... 
قال بجديته المعهودة: بطل تعتذر على اي حاجة
ابتسم حسين: طيب انا متشكر وبجد مش عارف اقولك ايه
قالت الام بشك: حسن، جبت الفلوس دي منين
انتبه حسين لما غاب عن باله، فنظر لاخيه ينتظر اجابته بقلق
صاحت بقلق: هتفصلوا من بعض!!! 
قال بضيق: نفصل ايه بس يا امي، دي فلوس المشروع اللي عاوز يعمله
قالت بقلق: اومال جبت الفلوس منين
حسن: جرى ايه يا امي، فاكراني مش هعرف ادبر الفلوس
قال حسين بتوتر: انا مش عاوز اعملك مشكلة، لو الفلوس هت.. 
قال حسن: انا عارف احل مشاكلى كويس، المهم انك تحافظ على فلوسك، ولما اتصل بيك ترد، مش تسيبني اتصل بيك ٢٠ مرة ومتردش على اخوك
شعر بالخجل الشديد امامه ولم يستطع أن يرد
قال حسن فجاة: فين تليفونك، اتصلت بيك الصبح ومقفول
وضع حسين يديه على جيبه الخلفي بتلقائية وتذكر انه عاد من الاسكندرية بدونه فارتبك وطال صمته
فساله حسن بشدة وقد توقع الاجابة من خبراته السابقة مع حسين: تليفونك فين يا حسين
أشاح حسين بوجهه بعيدا، ولم يستطع الرد من الاحراج فصاحت امه وهي تضرب على صدرها: يا لهوي!! ضيعته!! ده تالت تليفون تضيعه، يابنى انت كبرت على كده، دي اختك اللي في ثانوي.. 
لم يستطع ان يسمع كلماتها فنهض بعصبيه وهم ان يخرج لكن حسن صرخ فيه بغضب: حسين
تجمد في مكانه وقد وصل توتره اقصاه، فقال حسن: خد فلوسك
لم يستطع ان يفعل شيء سوى ان يطيعه فعاد واخذ الحقيبه لكن حسن وضع يده عليها، فنظر له حسين لحظة ثم اشاح بوجهه باحراج متجنبا النظر الى وجهه الجاد، فقال حسن: اوعدني انك تحافظ على الفلوس ومتضيعهاش
قال بخجل: او.. اوعدك
اصوات جلبة صاخبة على الباب جعلتهما يصمتا ويبتسما منتظرين الهجوم القادم، وبمجرد ان فتحت ام حسن الباب حتى دخل آدم وآسر بصخبهما، وآسر يوزع قبلاته على الجميع وعلى عمه خصوصا
سألهما حسن: مروحتوش الحضانة ليه النهاردة
ردت امه: صحيوا متاخرين قلت لسارة تسيبهم معايا
نظر حسن لابنه الكبير آدم، مسلمتش ليه على عمك يلا
نظر آدم لحسين نظرة لوم غاضبة وقال وهو يضع كفيه في جيبه: ازيك يا اونكل
صاح حسين بمرح جاذبا اياه من ملابسه: إيه، بتقول ايه، أونكل!! 
قالت امه : بالراحة عليه يا حسين لسارة تزعل زي كل مرة، انت عارف، قمصتها وحشة
لم يسمع حسين كلمة مما قالتها أمه، فقد كان تركيزه كله مع اولاد اخيه، فأمسك آدم من حزامه ورفعه بيد واحده فوق راسه وقال: انت قد الكلمة دي! قول حرمت
انفجر الطفل بالضحك وقال: حرمت حرمت
انزله على قدميه وهو يؤكد عليه: يا ايه!! 
ضحك آدم الذي كان يحب مزاح عمه: يا أونكل
ضحكت جدته:برده!! ده شكله زعلان منك اوي
صاح آدم وهو يضربه بقبضتيه كلاعب بوكس وحسين يتلقى ضرباته بكفيه بمرح: وعدتني انك هتلعب معايا جيمز وكل ما ادور عليك مش الاقيك يا حسحس
كان حسن يراقب حسين وهو يمزح مع طفليه ويجلسهما على ساقيه ويضاحكهما ويلاعبهما ويدغدغهما ويقبلهما  
ابتسم بحنان عندما حملهما على ذراعيه واخذهما الي الشاشة في غرفة المعيشة ليفي بوعده لآدم ويلعب معه جيمز
هز راسه متعجبا وهو يضع كفه على حقيبة الفلوس ويبتسم، هذا هو حسين، ينتقل من وادي الى وادي بسرعة غريبة، وينسى كل شيء عندما يلعب مع آدم وآسر
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، 
يتبع
  •تابع الفصل التالي "رواية بلا حب" اضغط على اسم الرواية 
google-playkhamsatmostaqltradent