Ads by Google X

رواية وختامهم مسك الفصل السادس 6 - بقلم نور زيزو

الصفحة الرئيسية

  رواية وختامهم مسك كاملة بقلم نور زيزو عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية وختامهم مسك الفصل السادس 6


بعنــــــــوان “وريث بلا ورث”

فحصت “مسك” السيد “عبدالعال” أثناء نومه وحالته تزداد سوء وتأخرًا، رفع يده إلى وجهه ينزع قناع التنفس من محله ثم نظر إلى “مسك” التى تتطلع بوجهه بهدوء فقال:-

-مسك

نظرت “مسك” إلى وجهه بهدوء ثم قالت بنبرة حزينة من حالته المتأخرة:-

-نعم!!

تنحنح بتعب مُحاولًا أبتلع لعابه من التعب ثم قال بنبرة متُقطعة من صعوبة طلوع الكلام من بين ضلوعه:-

-أنا خلاص صح؟ متخبيش عليا

نظرت إليه بصمت لا تقوى على اخباره بأن قلبه على وشك التوقف نهائيًا وسترحل روحه رغم قوتها وجراءتها لكن قلبها ما زال يحمل بين طياته اللطف والقليل من الرحمة، تبسم “عبدالعال” بتعب وقال:-

-يبقي خلاص هموت … قوليها متخبيش عليا، الأعمار بيد الله وأنا مش هأخد عمر غيري

أومأ إليها بنعم ثم قالت بنبرة لطيفة ليس من المعتاد علي شخصيتها وغلاظتها:-

-ونعمة بالله

رفع يديه المرتجفتين بلطف إليها فأخذت إياها فى راحتى يديها، نظر إليها ثم قال بحزن شديد:-

-كان نفسي يطول فى عمري شوية لما أصلح اللى بينهم، مش خايف من مقابلة وجهه الكريم أنا خايف على اللى هيسيبهم ورايا هنا

ربتت على يده بلطف ثم طلبت من “جابر” أن يحضر أحفاده إليه، قليلًا وصعدت “زينة” مع “زين” وبعد دقائق وصل “تيام”، أستقبلتهم “مسك” خارج الغرفة ثم قالت بجدية:-

-مبدئيًا لو كان فى المستشفي كانت الزيارة أتمنعت عنه، لأن حالته حرجة جدًا وفى أيامه المعدودة، لذا رجاءًا منكم بلاش تتعبوا أو تتخانقوا قصاده

نظر “زين” بغضب سافر على “تيام” وهو يكبح غضبه من هذا الفاسق قدر الإمكان ثم دخلوا مع “مسك” التى أخبرتهم أن “عبدالعال” سيفارق الحياة فى خلال الأيام القادمة باى لحظة متوقعة، جلسون أمامه يحدقون به و”مسك” جواره ليقول بتعب شديد:-

-أنا جمعتكم عشان أقولكم على اللى عملته عشان متخونوش بعض بعد موتي، ما أنا عارفكم بتموتوا في بعض أزاى….

توقف عن الحديث وبدأ يسعل بقوة لتضع “مسك” القناع على وجهه لكنه اكمل حديثه بتعب قائلًا:-

-سيبنى يا دكتورة، لازم اقولهم اللى عندي…. دول بيأكلوا فى لحم بعض من كرههم وغلهم، معرفش ربنا بلاني بأحفاد زيهم ليه؟

نظر الجميع فى صمت إلى وجه “عبدالعال” لتقول “زينة” بقلق:-

-متتعبش نفسك يا جدي المهم صحتك


-متعبش نفسي وأنتوا موجودين… قولهم يا جابر

قالها وهو يشير بذراعه المرتجف على “جابر” تحدث “جابر” عوضًا عنه بنبرة قوية يقول:-

-عبدالعال بيه كتب وصيته حسب الشرع، نصيب عادل بيه من التركة كلها راح لأستاذ تيام ونصيب مدام عائشة اللى هو نص نصيب عادل بيه أتقسم بالشرع بين أنسة زينة وأستاذ زين

وقف “زين” بغضب سافر من هذا الحديث صارخًا بجدية:-

-يعني أيه دا، أنت أكيد مش فى وعيك أنت بتكتب نص اللى عندك لبنى أدم دا، لدرجة دي مضحي بتعبك وشقاك العمر كله

صرخ “عبدالعال” بيه بأختناق شديد رغم تعبه:-

-أتكلم بأدب أنا عقلي يوزن بلد وبكامل وعي، دا حقه…

بدأ ينتفض بوجع والألم يسيطر عليه فهرعت “مسك” إليه تحاول السيطرة على تشنجاته بينما “تيام” كان جالسًا محله ووضع قدم على الأخر بغرور فحسب الحصص الموزعة هو الملك هنا صاحب النسبة الأكبر، تبسم “جابر” على ثقته الزائدة وغروره ليتابع الحديث قائلًا:-

-دا مش كل حاجة، لأن كل حاجة هتكون تحت سيطرة أستاذ زين كرئيس للمكان لحد ما يتصلح حالك يا أستاذ تيام وشرط عشان تستلم حصتك من الميراث أنك تتجوز

أتسعت عيني “تيام” على مصراعيها بصدمة ألجمته جعلته ينتفض من مكانه ويسقط غروره أرضًا بعد ان أخبره بان كل أملاكه ستكون تحت قبضة “زين” ألد أعدائه وقال بصدمة:-

-أتجوز؟؟

قهقه “زين” ضاحكًا بسخرية على هذا الشرط مما زاد من غضب “تيام” الذي أتجه إلى “عبدالعال” ودفع “مسك” بعيدًا بغضب ناري لا يقوى على تحمله ولا يري سواه أحد، أرتطم جسدها بالحائط من دفعته بينما “تيام” صرخ بـ “عبدالعال” قائلًا:-

-أنت حتى جوازي عايز تجبرني عليه

-عشان ينصلح حالك، ويكون فى علمك أن كمان حاطط شروط للعروسة وأولهم أنها متكنش من الزبالة اللى بتعرفهم وتكون بنت بنوت…..

توقف عن الحديث بتعب لتدفعه “مسك” بقوة بعيدًا عن “عبدالعال” تقول:-

-أطلع برا… طلعهم برا

بدأت تنعش قلبه بجهاز صدمات القلب وأخراجهم “جابر” بالقوة وظل الجميع ينتظرون أمام الغرفة حتى تخرج لهم تطمئنهم عليه، أعطته المسكن والتفت لكي تخرج إليهم لكن أوقفها “عبدالعال” الذي مسك يدها بتعب شديد وقال بقلق قاتل رغم أن روحه تتسرب من جسده رويدًا رويدًا:-

-تيام… تيام

كان قلقًا على هذا الحفيد من حياته البائسة الفاسقة حتى أخر أنفاسه لتسقط يده تاركة يد “مسك” بعد أن فارقت روحه الحياة وتركت هذا الجسد المريض لتدمع عيني “مسك” بألم وحزن من لحظة الفراق كلما فارقت مريضًا تجهش هى باكية قبل عائلته، وضعت الغطاء على وجهه بيدي مُرتجفة ثم خرجت إليهم لتسألها “زينة” بجدية:-

-عامل أيه دلوقت؟

ذرفت دمعتها من عينيها حتى نظروا إليها وقد أعلنت ملامحها عن وفاته قبل لسانها ليهرع “زين” و”زينة” للداخل بينما تأفف “تيام” بضيق شديد ثم غادر المكان غاضبًا لا يكترث إلى وفاة جده رغم أنه لم يهتم بأحد قدر أهتمامه بـ “تيام” حتى أخر أنفاسه…..

_______________________

“مستشفي القــاضي”

فتح باب غرفة “غزل” من قبل رجل وقبل أن يدخل أوقفه الحارس بجدية يقول:-

-رايح فين؟

نظر الرجل على وجه “غزل” بثقة وألتقط صورة إلى وجه “غزل” دون أن ينتبه الحارس له ثم قال بجدية:-

-ولا حاجة… جيت أوضة غلط

غادر بعد أن تأكد بأن “غزل” طريحة فراش المرض وهذه الفتاة الموجودة فى الغردقة ليست هى..

ترجل للطابق الأول لكنه توقف فجأة عندما محله وألتف ليري عامل ينزع لافتة عن أحد الجدران تحمل صورة “مسك” مع إعلان طبي عن ندوة للأطباء، أقترب أكثر من اللافتة وسأل بأندهاش من هذا الشبه الكبير بينهما فحتى هو لن يستطيع التفرقة بينهن:-

-مين دى؟

-دكتورة مسك بنت رئيس المستشفي

قالها العامل وهو يحمل اللافتة فى يديه وبدأ الرجل يستطلع منه عن “مسك” اكثر حتى أخبره العامل بأن الفتاة الموجودة فى غرفة المرضي هى الأخت التوأم لها فتبسم الرجل من هذا الخبر أكثر وغادر المستشفي بحماس…..

________________________


دق باب غرفة “مسك” بعد أن تركت السقيفة فور وفاة “عبدالعال” وترجلت للأسفل بغرفة من غرفة الفندق ثم قالت:-

-ورد

كانت “ورد” تقف أمامها مُنهكة وضعيفة فرحبت “مسك” بها وأدخلتها للغرفة، جلست “ورد” على الأريكة بحزن وأنطفاء شديد لتقول “مسك”:-

-عاملة أيه دلوقت؟

لم تجيب “ورد” على سؤال بل تحدثت بقلق شديد:-

-زين عايز يتجوزني

تبسمت “مسك” بسعادة عافية وقالت:-

-طب دا خبر كويس، بس مالك مش مبسوطة ليه مش هو المفروض خطيبك يعنى خطوة الجواز شيء أكيد

تحاشت “ورد” النظر إليها بحرج ثم قالت:-

-فى حالتي دى!!

جلست “مسك” جوارها بلطف ثم قالت بنبرة دافئة:-

-إحنا قولنا أيه؟ نقوي ونكمل .. قولي رأي أهلك أيه؟

ضحكت “ورد” بسخرية شديد ثم قالت:-

-أنا ماليش حد غير زين، مامتي كانت بتشتغل فى الفيلا عند مدام عائشة مامته وماتت بعد ولادتي بشهر وربتني مدام عائشة لحد ما ربنا أفتكر الله يرحمها ومالهش غير زين هو اهلي وناسي ودنيتى

ربتت “مسك” على قدمها بلطف ثم قالت بسعادة تغمرها:-

-يبقي رجل محترم وأحسنتي اختياره

-بس هو ميستاهلش دا

قالتها “ورد” وبدأت الدموع تنهمر على وجنتيها بأنكسار فرفعت “مسك” رأسها بسبابتها بلطف ثم أجابت عليها بجدية:-

-وأنتِ كنتِ تستاهلي اللى حصل، محدش بيختار نصيبه ولا اللى مكتوب له وهو ناضج وعاقل كفاية انه يختار الأصلح له وهو اختارك عشان بيحبك

أومأت “ورد” إليها بأستسلام فوقفت “مسك” من محلها بثقة وحملت كوب النسكافيه فى يدها ترتشفه وقالت:-

-عمومًا معتقدش أنه ممكن يفكر فى جواز دلوقت خصوصًا فى فترة الحداد على جده عبدالعال وأهو بقاله أسبوع اه لكن معتقدش أنه هيأخد الخطوة دى قبل الأربعين … وقت كافي تمهدي نفسك وتستعدي نفسيًا وتحاولي تتخطي الحزن دا حتى لو بنسبة 20% هيكون أفضل من أنك تغرقي فى الحالة اللى انتِ فيها دي

أومأت “ورد” لها بلطف رغم خوفها الشديد من التقدم للأمام ….

______________________

صرخ “تيام” بـ “جابر” قائلًا:-

-جواز مين؟ أنا عايز حقي هو هيتحكم كمان فى حياتي بعد موته ونفرض قررت أتجوز ودا اللى هو مستحيل، هجيب له منين بنت محترمة


تحدث “جابر” بنبرة هادئة مُشئمزًا من هذا الرجل قائلًا:-

-المحترمين كتير يا تيام بيه أنت بس اللى قاعد جوا عربية زبالة وبدور فيها على الطهارة

جز “تيام” أسنانه بأغتياظ شديد من هذا الرجل الحديدي الذي لا يتحرك نهائيًا وقال:-

-أنا حر فى حياتي، أنت هتشركوني

هز “جابر” رأسه بالرفض وقال بطريقة أستفزازية أكثر:-

-بالعكس محدش هنا بيشارك حضرتك فى حاجة وكل حاجة هنا ملكك لكن القرار ليك إذا كنت هتمتلكها ولا لا، مع أنى شايف أنك قررت تتنازل لأستاذ زين عن الملكية دي

-دا فى أحلامك أنت وهو

قالها “تيام” بغضب أكبر بعد ذكر “زين” الذي يجلس على العرش الآن بسببه، خرج من المكتب مُستشاط غيظًا…

ذهب إلى صالة الملاكمة الموجودة بالنادي الرياضي وأرتدت شورت أسود يصل لأسفل ركبتيه وفانلة بحمالة سوداء وبدأ جولة ملاكمة يفرغ بها غضبه وأستمر أكثر من ساعة دون أن يتوقف، دلفت “مسك” إلى الصالة ورأت الجميع يتجمعون حول حلبة الملاكمة ويشاهدون اللاعب، نظرت لتراه على وشك الأنفجار من الغضب ويلكم اللاعب المنافس بقوة كأنه يريد قتل هذا الرجل، ضحكت بسخرية على غضبه الموجود بداخله بسبب الوصية وشرط الميراث، أنهي جولته وأستدار للجميع حتى يعثر على منافس أخر لكن الجميع كانوا يهابون الوقوف أمامه خصيصًا بحالى غضبه هذه، رفعت “مسك” يدها فأندهش من هذه الفتاة والجميع مثله كيف لفتاة أن تصارعه، تبتسمت بثقة وأقتربت منه ثم وضعت قفازات الملاكمة الضخمة فى يدها وأغلقتهم بأحكام وعينيها تحدق به ثم قالت:-

-مفيناش من زعل

تحدث بنبرة مُخيفة:-

-أفتكري أنك دخلتي هنا برغبتك

بدأ هو بالهجوم لتتفادي “مسك” لكمته وفى المقابل ردت له لكمة فى خصره ليلكم وجهها بمرفقه بقوة، بدأت جولة ملاكمة قوية وهذان الأثنين لا يُهزم منهم أحد من يتلقي لكمة يردها قبل ثانية واحدة، أندهش “تيام” من قدرتها على القتال فلم ينتبه سابقًا لقوتها حين أنقذته بسبب سُكره، تبسمت “مسك” بسعادة من تحديها له ولم تُهزم حتى أنهت الجولة الأول، كانت سعيدة بمنافستها له بسبب قوته التى تفوق قوتها لكنها تصمد أمامه، كأنها كانت تنتظر منافس بنفس مستواها أو يفوقها لتندمج معه، أسقطها “تيام” على الأرض ووضع يديه على عنقها مُحاولًا انهاء الجولة بنقطة له، تقابلت عيونهما وأنفاسهما المُتسارعة يلهثان، تطلع بعينيها الرمادتين بهدوء كأنه ترك العنان لغضبه للخروج والآن حان الوقت بأن يخمد، تطلعت “مسك” بعينيه بثقة وقالت بجدية:-

-الغضب مبيحلش

رفع يده أمام وجهها كي يلكمها أكثر بعد تخطيها كل الحدود بكلماتها البسيطة، تبسمت “مسك” بعفوية ثم قالت:-

-أعملها

أبتعد عنها بأغتياظ ووقف من مكانه يعطيها ظهره، تبسمت “مسك” على ضعفه من لكمها فى اللحظة التى سنحت له الفرصة بفعلها، خرجت من الحلبة وغادرت بينما تابعها “تيام” بنظره وتذكر الويثة وشرط زواجه فتبسم بسعادة تغمره وخبث شديد…

_______________________

أندهش “بكر” مما سمعه وقال بصدمة:-

-يعنى غزل بنت صاحب المستشفي والبنت دى أختها

أومأ “إيهاب” إليه بنعم فى صمت ليصفق “بكر” بسعادة وبدأ يدور فى هذا المكان وقال :-

-برافو… برافو عليك يا إيهاب والله حلال عليك رقبة تيام وكل اللى يتعرض له… بس الأول أدينى وقت قليل

-بس…..

قاطعه “بكر” بحماس يغمره وقال:-

-أيام يا إيهاب …أحجزلي أوضة فى الفندق دا

هز “إيهاب” رأسه بنعم ثم غادر المكتب ليفعل كما أمره “بكر”…..

_____________________

أستيقظ “تيام” صباحًا ونظر بجواره كانت فتاة أجنبية جديدة ليأخذ علبة سيجارته وغادر الفراش، أشعل سيجارته ثم أتجه بها إلى المرحاض وعقله يفكر فى “مسك” وحدها، هذه الفتاة التى تنطبق عليها شروط جده للزواج لكن كيف سيفعلها، كيف سيجعل فتاة بهذه القوة وتعرف بشأن الوصية زوجة له …

بدل ملابسه وأرتدت بنطلون أزرق وتي شيرت أبيض اللون، وقف يصفف شعره أمام المرأة وأستيقظت الفتاة من نومها تبتسم إليه ثم قالت بالإيطالية:-

-صباح الخير


تبسم إليها فى المرآة دون أن يستدير وقال:-

-صباح النور يا …

توقف عن الحديث عندما رن هاتفه، نظر إلى الهاتف لتتلاشي البسمة عنه وتحولت ملامحه للجدية ثم ودع الفتاة وخرج من الغرفة يستقبل الأتصال:-

-عملت ايه؟…. أسمع انا ميفرقش معايا غير اللى أنا عايزه وهتأخد اللى عايزه أنت كمان وزيادة…. كانت تستاهل أو لا مش دا اللى أتفقت عليه …. بقولك أيه يا روح أمك معاك 24 ساعة جدعنة منى لك يكون اللى طلبته عندى وألا وشرف أمي تحصل ورد …

أغلق الهاتف وكان أنهي مكالمته فى المصعد أثناء نزوله، غادر الفندق بعد أن سأل على “مسك” وأخبره موظف بالفندق بأنها فى ساحة التسلق، تبسم بحماس وأنطلق إلى ساحة التسلق وكان يعرف كل شخص يعمل بهذه القرية حتى وأن كان مجرد عامل، تفحص المكان بنظره ولم يجد لها أثر فأتجه إلى عامل المكان صديقه كمعرفة سطحية وسأله عنه ليخبره بأن الطبيبة نجمة القرية فى غرفة تبديل الملايس وقد أنتهت من التسلق، سار إلى حيث غرفة الملابس ليوقف صديقه ويقول:-

-لا والله ما ينفع تدخل هنا، دا مكان للسيدات

ربت “تيام” على كتفه بحماس وقال وعينيه تغمز لهذا الرجل:-

-طب وهو في أحلي من كدة مكان

كاد أن يدخل ليوقفه صديقه بتردد وخوف من الفصل عن العمل:-

-مينفعش والله وبعدين لو عايز تتكلم معاها أو عايز حاجة تانية برضو مينفعش هنا

-بقولك أيه أطلع من دماغي أنا هدخل يعنى هدخل لأن أنا يا قاتل يا مقتول

قالها “تيام” بخبث شديد وهو يقف أمام غرفة تبديل الملابس الخاصة بساحة التسلق، تحدث صديقه بقلق شديد مما هو على وشك فعله هاتفًا:-

-أعقل يا تيام اللى بتفكر فيه دا ممكن يفضحك

ربت “تيام” على كتفه بحماس شديد ولا يكترث لشيء سوى هذه الفتاة الأستثنائية التى أقتحمت عقله وقال:-

-ما تجمد كدة، أنا قولتلك أنا يا قاتل يا مقتول… أنا مفيش بنت أستعصت عليا ولا رفضتني

خرجت فتاة من غرفة تبديل الملابس فدلف إلى الداخل بحماس بينما يقول:-

-مدخلش حد

ولج للداخل وظل واقفًا أمام المرآة العريضة ينظر إلى وسامته بصورته المنعكسة، فتح باب المرحاض وخرجت “مسك” بعد أن بدلت ملابسها لتُدهش من وجوده بهذا المكان المخصص للسيدات:-

-أنت!! دا حمام سيدات

التف إليها بإعجاب وغرور وكأن هذا السبب الذي ذكرته سيمنعه من الدخول والأقتراب لها، أتجهت “مسك” بغيظ إلى حقيبتها لتحملها ثم أستدارت لتجده خلفها تمامًا وعلى وشك الألتصاق بها فقالت:-

-أنت شارب حاجة على الصبح

رفع يده أمام وجهها وأوشك على لمس غرتها بسبابته وعينيه تحدق بها بإعجاب شديد لكنها أوقفته عندما ضربت يده بأشمئزاز وقالت بسخط قوي:-

-دا أنت شارب بجد

عنفها وقوتها يجذبوه إليها أكثر، رفضها له وكونها صعبة المنال يزيد من رغبته بها وأشعال التحدي به فقال بأندهاش من تقززها له:-

-أنتِ بتعملي كدة ليه؟ ايه اللى مش عاجبك فيا… أنا مفيش بنت خلقها ربنا رفضتنى

رفعت رأسها بشموخ وتحدي ثم قالت بكبرياء مُجيبة عليه:-

-لأن كل اللى عرفتهم زبالة من عينتك، ايه اللى مش عاجبنى فيه طب قولها بصيغتها الصح، أنا أيه اللى يعجبنى فيك… ولا حاجة،، أنت مفيكش حاجة تعجب عامل زى الزبالة اللى بتترمي فى الباسكت معتقدش أنها بتعجب حد

دفعته بقوة عن طريقها لتمر مُغادرة لكنه أوقفها عندما مسك معصمها يمنعها من الرحيل بعناد شديد وكبرياء رجل يدهس أمام هذه الفتاة وقوتها تقتله غيظًا ليقول بتحدي واثقًا من نفسه:-

-هتشوفي الزبالة دى هتعجبك ولا لا، وهتجي ليا يا مسك وبكرة أفكرك..أنا يا قاتل يا مقتول..

سمعت جملته دون أن تقاطعه حتى أنتهي فجذبت يدها من قبضته مُستديرة له تحدق بعينيه بشجاعة وثقة ثم قالت بغلاظة قوية وحادة كالسكين بتهديدها الواضح:-

-تبقي مقتول يا تيام بيه وعلى أيدي أنا…. مسك

غادرت “مسك” بضيق شديد من فعلته، فرك “تيام” لحيته بعفوية من رفضها إليه، خرج مبتسمًا على عكس صديقه الذي أشتعل خوفًا عندما دفعته “مسك” فى خروجها بغضب، تبسم “تيام” وأخرج من جيبه ورقة من النقود وأعطاها لصديقه العامل فى هذا المكان وخرج من هذا المكان…

______________________

“مستشفي القاضي”

وصلت “بثينة” على المستشفي من أجل زيارة أبنتها ودهشت عندما رأت الغرفة فارغة و”غزل” اختفت من المكان فهرعت للخارج بقلق شديد من أن يكن أصاب أبنتها مكروه وسألت الممرضة:-

-غزل فين؟

لم تجيب الممرضة عليها فمسكت “بثينة” ذراعها بغيظ وقالت بصراخ على وشك فقد عقلها:-

-بقولك بنتي فين؟

-أسفة معنديش أوامر أرد على أي سؤال من حضرتك

قالتها الممرضة بحزم شديد، تأففت “بثينة” من الضيق وأنطلقت إلى مكتب “غريب”، فتحت الباب دون اذن وقالت بصراخ:-

-بنتى فين؟

نظر “غريب” إلى “سراج” بهدوء وأشار إليه بأن يغادر، خرج “سراج” من المكان فأستدار “غريب” لها ببرود شديد:-

-ليه؟ لتكوني فاكرة أنك ممكن تلمحي ظلها بعد اللى عملتيه فيه

كادت أن تلطم وجهها من اليأس والحسرة ثم قالت:-

-عملت أيه؟ أذيتها عشان قولتلها أن تجار المخدرات قتلوا أخوها قصد ومكنش من شربه لجرعة زيادة، من قلة حيلتى وضعفي وأنا ماليش راجل أتسند عليه…

صرخ بها بأغتياظ من تفكيرها وهي لا تشعر بالذنب فيما حدث:-

-أديكي أنتِ اللى قتلتها، أنا عيشت عمري كله بحافظ على ولادي وبربيهم وأنتِ جاية تأذي وبس

ضحكت ساخرة منه رغم دموعها المنهمرة على وجنتيها وقالت:-

-تحافظ عليهم!! أنا لو أذيتهم فأنا أذيتهم غصب عني لكن أنت أذيتهم برضاك، ما تروح يا محترم تسأل مسك مين اللى خطفها زمان ولا أنت عارف وبتستعبط، أنا لو أذيت عيالي فأنا أذيتهم لما سيبتهم لراجل زيك بتخدع فى وشوش الناس بيقيس الحنية والطيبة بجمال الوشوش

تلعثم فى حديثه بصدمة من كلماتها وقال بحيرة:-

-قصدك أيه؟

-روح لمسك واسألها لو كان فى عربية خبطتها بجد ولا لا

قالتها بنبرة ساخطة ثم غادرت المكان بأنكسار وحزن على فقد أولادهم الثلاثة فحتى “مسك” لا تعرف أين هى الآن؟ وماذا أصابها؟

_______________________

كانت “مسك” جالسة فى مطعم الفندق تناول الإفطار وعينيها تنظر فى الهاتف حتى سمعت صوت المقعد المقابل يتحرك، رفعت نظرها ووجدت “تيام” أمامها يجلس دون أذن منها فقالت بأندهاش:-

-دا اسمه أيه إن شاء الله؟

-أنت يا بنى.. واحد قهوة زيادة

قالها مُتجاهلًا سؤالها وينظر على النادل، تحدثت بضيق شديد من طلبه للقهوة على طاولتها وقالت:-

-فى أيه؟

نظر نحوها بهدوء شديد باردًا كالثلج ليثير غضبها اكثر فقالت بضيق:-

-معتقدش أننا بالقرب الكافي أنك تقعد على ترابيزتي بالبجاحة دي

انتقل من المقعد المقابل إلى المجاور لها وتتطلع بعينيها بهدوء شديد وبسمة تظهر غمازات وجنتيه ثم قال:-

-يبقي نقرب… أنا مش طالب غير القرب

تركت السكين من يدها ومسحت يديها الأثنين بالمناديل، رفعت نظرها ببرود أشد منه حتى تتقابل مع عينيه وقالت بسخرية:-

-ودا من ايه إن شاء الله؟

تبسم “تيام” وعقد ذراعيه فوق الطاولة بإعجاب شديد بطريقتها الغليظة ووجهها العابس ثم قال:-

-أنا عايز أتجوزك…

أتسعت عينيها على مصراعيها من هول الصدمة التى ألجمتها كأنه سكب دلو من المياه الباردة فوق رأسها الآن ، لم تجد جوابًا على كلمته فنظرت حولها تبحث عن شيء تقتله به على هذا الطلب، تبسم “تيام” على حيرتها لكن سرعان ما تلاشت بسمته عندما سكبت كوب الماء المُثلج في وجهه وقالت بغضب سافر:-

-يمكن تفوق من القرف اللى بتشربه وتعرف أنت بتقول أيه

لم تترك له فرصة للصدمة أو الجواب أو حتى خوض قتال معها وغادرت طاولتها كالبركان الناري الغاضب وخرجت من باب المطعم مُنفعلة لا تري أمامها فأصطدم بشخص وأوشكت على السقوط، مسك معصمها جيدًا قبل أن تسقط وقال “بكر”:-

-أنتِ كويسة؟

اومأت إليه بنعم فأصطنع الأندهاش وهو يشير على وجهها بحماس وقال:-

-غزل مش معقول بتعملي أيه هنا؟

وقفت أمامه كالحجر الصلب لا تتحرك من ذكر أسم أختها ثم تبسمت بعفوية وقالت:-

-حضرتك تعرف غزل، أنا أختها التوأم مسك مش هى

-اه أعرفها دى اعز صديقة ليا، أتعرفت عليها فى الجيش ولما تقعدت فى سن المعاش بقينا على تواصل لحد ما سابت الجيش

قالها بحماس مُصطنع لتبتسم “مسك” بعفوية لأول مرة لأجل هذا الرجل وقالت بحماس من معرفته لأختها كالبلهاء:-

-أه سابته من فترة، عمومًا أنا مبسوطة أنى أتعرفت على حضرتك

-طب ممكن تسمح ليا أشرب معاكي القهوة لو مش هزعجك طبعًا

قالها بلطف شديد يحمل خلف طياته الكثير من المكر الشيطاني، اومأت “مسك” إليه بسعادة وذهبت معه إلى حيث يريد خارج الفندق وعيني “تيام” تستشيط غضبًا من فعلتها وزاد غضبه أكثر عندما رأها تبتسم فى حديثها مع هذا الرجل الخمسيني وغادرت معه، لم يري بسمتها العفوية الساذجة هذه من قبل فتأفف بأختناق وعينيه تراقبها من زجاج المطعم وهو تصعد فى سيارة “بكر” ببسمتها وعينيها اللامعتين……..

google-playkhamsatmostaqltradent