رواية انت سندي كاملة بقلم ايمان سلامة عبر مدونة دليل الروايات
رواية انت سندي الفصل العاشر 10
١٠- سوف أرحل
عاد خالد وشمس من الحديقة ويبدوا علي كلا منهما التفكير العميق فيما تحدثا به وعندما وصلا لمدخل المنزل قال خالد بحنان : شمس ادخلي ارتاحي بقي انتي عديتي بيوم صعب اوي وانا هخرج شوية
تشبست بذراعه كالطفلة بكلتا يديها قائلة بخوف : لا الله يخليك متمشيش ؟ هتروح فين ؟ وهتسيبني هنا لوحدي ؟
نظر ليديها ثم نظر لوجهها واوشك علي الابتسام
احرجت شمس وازالت يديها سريعا : احم .. انا اسفة
خالد بفرحة يحاول ان يكتمها ولكنه يطمأنها : متخافيش انا مش هتأخر وهنا محدش يقدر يأذيكي ابدا.. فاكرة صاحبي اللي حكتلك انه قعد يقنعني اني ابات في اسكندرية قبل الجلسة
اماءت شمس برأسها
خالد: انا رايح اقابله يحيي صاحبي جدا وكمان محامي محتاج اخد رأيه في القضية
شمس : تمام .. طب خلي بالك علي نفسك
خالد بمرح طفولي : حاضر يا ماما
خجلت شمس واحمر وجهها ونظرت ارضا ثم ذهبت من امامه
شعر خالد بالسعادة البالغة لقلقها عليه وتشبثها به عندما احست بالخوف تأمل ذهابها والابتسامه تعلو وجهه ثم خرج واغلق الباب بهدوء
عادت شمس متجهة لحجرة عمتها عندما سمعت صوت هشام من خلفها يقول
متهيألي انك هنا في المكان الغلط
استدارت شمس تنظر له بعدم فهم وهي تقول : افندم .. ليه هي مش دي اوضة عمتو
ضحك هشام ساخرا : اكيد انتي فاهمة اني مقصدش الاوضة
شمس : امال تقصد ايه؟
هشام : اقصد البيت كله
سكتت شمس وهي تنظر له بتساؤل : يعني ايه مش فاهمة
هشام: بصي يا شمس انا معنديش في حياتي اغلي من اللي في البيت ده ممكن اكون طايش شوية مجنون حبيتين مش عاقل زي خالد كدة ورزين لكن في اي حاجة تخص اهلي مبهزرش
نظرت له شمس محاولة فهم كلامه: بمعني ؟
هشام : انا وانتي عارفين ان وجودك في البيت ده خطر ع الناس اللي فيه
تفاجئت شمس من كلامه ولكنها استدارت لتذهب هروبا من الصدام معه فلم تعد اعصابها اليوم تتحمل المزيد تمنت لو تؤجل الحديث معه للغد وكانت ستذهب له لتفهم لماذا قال ذلك ولكنه لم يسمح لها بالذهاب فقد استدار ليقف امامها ويحول بينها وبين طريقها قائلا بسخرية : ايه هتسيبيني وتمشي كدة ببساطة منغير ماتسأليني حتي بتقول كدة ليه؟
شمس: ياشمهندس هشام انا معرفش انت تعرف عني ايه ولا تعرف اللي تعرفه منين كل اللي اقدر اقولهولك اني استحالة افكر في اذية اي حد هنا ولو حسيت ان ده ممكن يحصل همشي من هنا فورا انا اصلا كنت همشي والله بس خالد
خااالييد قالها هشام كمن وضع يده علي صلب الموضوع ايوة قولي كدة انتي لقيتي ان خالد هو السكة عشان تدخلي البيت ده اكمنه طيب وقلبه حنين
صاحت به شمس باستنكار : انت بتقول ايه ؟ انت فاكرني ايه؟
هشام : ايه المصيبة اللي وراكي يا بنت يونس
ذهلت شمس لاسلوبه فتجمعت الدموع سريعا في عينيها وقالت له :انا مش وحشة يا هشام ربنا وحده اللي يعلم
هشام : جايز بس انتي مش شبهنا ولا احنا شبهك ولا شبه الناس اللي حواليكي انا هكلمك بالذوق لاول ولاخر مرة اخرجي من البيت ده واختفي من حياتنا زي ما جيتي لو بجد يهمك اي حد في البيت ده
شمس : حاضر يا هشام همشي عشان كلكم تهموني .. وانت كمان تهمني لانك زي اخويا
هشام: الحمد لله اني مش اخوكي ربنا بيحبني لاني ابن صالح مش يونس
سقطت عليها الجملة كالصاعقة انهارت الدموع من عينيها ولكنها سرعان ما مسحت عيونها بكلتا يديها حين سمعت صابرين تنادي لها ذهبت لعمتها وهي تحاول ان تخفي اثار البكاء
شمس : نعم يا عمتي
صابرين : تعالي يا حبيبتي تحبي تنامي معايا هنا ولا اخليهم يحضرولك اوضة لوحدك
شمس برجاء : خليني معاكي يا عمتو ..وضعت شمس رأسها علي صدر صابرين وتركت العنان لدموعها واحلامها للانهيار
صابرين : شمس .. اعتبريني امك يابنتي احكيلي وفضفضي معايا انا صحيح متجوزتش بعد المرحوم ومخلفتش لكن كلكم اولادي انتي وخالد وهشام تذكرت شمس حديث هشام القاسي عندما ذكرت عمتها اسمه فاغمضت عينيها والعبرات تتساقط منهما
سألت صابرين شمس بتردد: شمس
مسحت شمس دموعها و انتصبت جالسة بجوار عمتها نعم يا عمتو
صابرين : أماني .. نظرت لها شمس عند ذكر اسم امها ونكست رأسها لتسألها صابرين : من امتي
نظرت شمس للاشيء امامها واجابت :كان عندي ٦ سنين وقتها
سقطت دمعة ساخنة من عيني صابرين : كان قلبي حاسس لو كانت موجودة مكنتش قعدت كل ده منغير ماتسأل عني اصل انتي متعرفيش يا شمس احنا كنا روحنا في بعض ..دي صاحبة عمري واختي ربنا يرحمك يا اماني ربنا يجمعني بيكي في الجنة يا اغلي الناس
الحمد لله ان ربنا عوضني بيكي انتي حتة منها يا شمس
صمتت شمس وهي تتأمل عمتها بحنان ثم عادت لحضنها وهي تهمس عمتو
صابرين : نعم يا قلب عمتو
شمس : ممكن تحضنيني لحد ما انام
ضمت صابرين شمس بحنان وظلت تمسح علي رأسها وهي تردد ايات الرحمن حتي نامت بعمق نوم لم تنعم به منذ ١٧ سنه
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية انت سندي ) اسم الرواية