Ads by Google X

رواية حجر الشيطان الفصل الحادي عشر 11 - بقلم ندي ممدوح

الصفحة الرئيسية

  رواية حجر الشيطان كاملة بقلم ندي ممدوح عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية حجر الشيطان الفصل الحادي عشر 11


« إختطاف»


قد وهن العظم منها وأشتعل الرأس شيبًا، بعدما مرضت بداء السكر حزنًا وكمدًا، بعد تكدر قلبها مباشرةً، راحت تلهو مع حفيدها الأصغر والأحب لقلبها، وللصدق كلهم لديهم محبةٌ خاصة بقلبها، لكن هذا الصغير شيءٌ آخر للغاية .. ربما لأن أسمه على أسم العزيز ؟ أم لعجبها من نفسه ؟ فهو راجح العقل للغاية يبدوا اكبر من سنه، قاموا بتدريبه فنون الدفاع عن النفس وللعحب تعلم دون أدنى محاولة مرةٌ ثانية، في كل مرة يثير دهشتها وحبها وعجبها.

تمتم الصغير يوسف متسائلًا بسؤم :

- يعني مش هتحكيلي اروى فين؟

رفعت ( لمار) حاجبها تُردد في دهش وهي تهزه من مقدمة ملابسه :

-ولا صوتك بيعلى عليَّ ليه؟ دا انا محدش بيقدر يعملها غيرك كله كان اول ما يشوفني يخاف.

نفض ياقة قميصه منها وهو يعتدل في خيلاء مرددًا:

-هو انا اي حد ؟ أنا يوسف الشرقاوي.

وراح يلامس باعتزاز على مؤخرة شعره في كبرياء، لتنخرط لمار في نوبة ضحك جعلتها تسعل، ما هذا؟ الاسم والشبه والطباع هذا غير ممكن، كأن نسخة مصغرة من اخيها امامها.

يا الله من عوضك كم جميل!

غابت بسمتها بغتة وهي تحيد ببصرها نحو إطار صورة معلقة بغرفتها امام فراشها لأخيها الحبيب ورفيقة البسمة السعيدة تزين ثغورهم وأعينهم بدت لامعة سعيدة مشرقة، وأخذت تتأملهما بعينان حزينتان مشتاقتان قتلهما الحنين وأطفأ بهجتهم، أطرقت بذكرى حزينة حيثُ لم يغب أشهر على موت اخيها ولحق به صديقه .. صديق حياته ويبدوا انه رفيق جنته ان شاء الله....

زهد في الحياة دون شطر قلبه فـ زهدت فيه..


💐 اللهم إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين 💐

وقف خلف نافذة غرفته .. يُطالعها بذات الشغف ككل يوم وهي ترسم احدى لوحاتها، يحفظ حركاتها عن ظهر قلب، ويحفر في قلبه طريقة رسمها بكفها الرقيق وهي تسير بخفة على اللوحة أمامها، أعتاد أن يصحو باكرًا لأجلها فقط، منذُ بدأت تجلس بالحديقة والأدوات حولها وترسم في جوٍ هادئ لطيف، تشد الشال على كتفيها تصمت ساهمة ساكنة عن الحركة تتامل لوحتها بعينان شاخصتان تتخيل الرسمة في ذهنها قبلًا، قبل ان تترك يداها لتبدع، ربما أتخذت من الفرش والتلوين ملاذًا لتخرج به ما بجعبتها؟

لم يمض طويلًا حين نظرت لساعة معصمها لتقف تلملم أشياءها على عجل وتدلف .. فـ أستدار هو ليستعد ليذهب خلفها كم حاله دون ان تدرك انه يتبعها إلى مقر المركز الخاص لذو الاحتياجات الخاصة... ربما تجد سجيتها بينهم، تجد عالمها وأن ثمة من يفهمها وتفهمه بيسر دون عُسر!

هبط الدرج سريعًا وهو يرتدي جاكته على عجل واوقف سيارة أجرى وتبعها، ولم يغادر حتى اطمئن أنها دخلت للمبنى

قاد مجددًا ليذهب لصديقه الذي سيقابله في الجامعة لم تكن بعيدة عن مقر المركز التي به، وقبل أن يهبط من سيارته التي صفها، اغمض عينيه مستحضرًا صورتها في إنتشاء لتغمره الراحة غمرًا... وكذا السعادة، ضحك فجأة متذكرًا حين كانت صغيرة وتاتي إليه راكضة متذمرة تدب الارض بقدميها تبكي بصمت وهي تخبره ان يخبر من تحادثه بما تريده، كان الوحيد الذي يفهمها.. يفهم إشارتها ولغتها .. هل كان الحب هو من جعله هكذا؟

منذُ ذاك الحين وهو يشعر انه مسئول عنها .. لقد بات مغرمًا بها وحسم الأمر .. أسرت قلبه وصار جزءٌ منه غائبًا لديها فقط..

خرج من السيارة وتوجه لداخل الكلية.. ليطلب منه صديقه المكوث مع الطلبه حتى يعود فورًا لأمر هام ..

وقف أمام الطلاب شباب وفتيات وعرف عن نفسه وحكاهم بإيجاز نبذة عن المادة، قبل ان ينصرف وما لبث ان عاد بصندوق صغير وضعه امامه مسندًا كفيه عليه وهو يردد :

- يقول رسولنا الحبيب، صلوا عليه قبلًا.

صلوا الجميع على الحبيب، فأستطرد معاذ قائلًا :

- أن الصدقة تغفر الذنوب وتطفئ الخطيئة.

تقطر الدهش في اعين الطلاب الذين جحدوه بأستغراب، لا يدركون ما دخل الصدقة في مادتهم، بينما تابع معاذ في تفهم وقد قرأ صفح وجوههم :

- هذا الصندوق احضرته اليوم معي صدفة لم تكن محددة،خطرت لي الفكرة الآن، عله يكون لنا جميعًا نجاه من النار.. علكم تتسألون ما الذي أقوله... معكم حق! هذا لا يخص المادة في شيء لانها اهم ربما بالقدر الكافي..

صمت هنيهة وتابع وهو يجوب بعيناه في وجوههم :

- اتدرون ان للصدق باب للمتصدقين فقط..؟

وأضاف يجب نفسه وقد بدأ يتحرك تجاههم :

- باب ينادى منه فقط المتصدقين، تخيل ان تقف يوم القيامة فتسمع أسمك بغته وتدخل في زمرة المتصدقين الجنة من باب الصدقات

لماذا نتصدق؟! نتصدق حتى يغفر الله لنا .. كي يُشفى مرضانا ونتقرب إلى الله حتى ندخل من بابه متهللون الوجه سعداء القريرة من النجاة من النار، ربما كانت صدقتك التي تستهين بها هي نجاتك من جهنم ولا تدري

فـ الرسول قال ( اتقوا النار ولو بشق تمرة)

حل عقدة كفيه من خلف ظهره وهو يعود واقفًا خلف الصندوق مغمغمًا في امل :

- سيبقَ هذا الصندوق هنا لآخر السنة، كل يومًا سنضع به ما تيسر لنا لتحل علينا البركة وتنفرج همومنا، وسنتبرع به لاحدى المستشفيات.. وسأخبر محمود بهذا..

رفع راسه إليهم سائلًا:

- هل احد عنده سؤال لهذا الأمر ؟

هز الجميع رؤسهم بتأثر وبدأ الجميع يقف ليضع به ما تيسر له واولهم فعل معاذ متمنيًا ان تكن ملك من نصيبه.

لم يلبث طويلًا بعد عودة رفيقة، ولم يطل حديثهم وخرج مسرعًا إلى الشركة التي يعمل بها وكذلك حبيبته .. أنطلق بسرعة حتى وقف أمام بناء شاهق الطول، يحيط به الزجاح، وترجل في رزانة وهو يحث الخطى للداخل .. ساقته قدماه إلى مكتبها.. كانت منهمكة في الكتابة على الحاسوب، حين فوجِئت به أمامها يقول :

- ملك! أنتِ جيتِ؟

نظرت تجاه وجهه محركها اناملها بعلامة « أنت شايف مين قدامك يا بني .. ايوه جيت»

قال معاذ باسمًا بتحرج :

- مش قصدي كنت بطمن عليكِ.

في حياء هزت ملك رأسها وقد تخضب وجهها بحمرة الخجل وهي مطرقة وقد علا وجيب قلبها، فتأملها لدقيقة قبل أن يتنحنح قائلًا بارتباك:

- مروحتيش الكلية انهاردة؟

هزت رأسها نفيًا دون ان تلتفت له، فسئل بأهتمام :

- هتخلصي تدريبك امتى؟

هزت رأسها مجددًا .. فنفخ قائلًا في ضيق :

- ملك اطلبي نقلك من الشركة دي؟

رفعت رأسها إليه في حدة، وعينان تشعان غضبًا ليبرر قائلًا برفق :

- بقولك كدا عشان خايف عليكِ..

ضيقت عينيها تشير إليه وقد بدت الحيرة على ملامحها «من اي؟»

قطب معاذ حاجباه قليلًا مفكرًا فما الذي سيقوله لها عن مدير هذه الشركة وانه يخشى عليها منه، تتهد في ثقل ثُم أرتسمت بسمة مطمئنة على محياه بثت الامان في فؤادها وردد في ثقة :

- تشغليش بالك أنا هنا.

أستدار ليغادر إلى مكتبه فأرتطم بتلك اللزجة، لا يحبذها ولا يحبذ هذا النوع من الفتيات .. كم راودته عن نفسه واستعم تلك الفتاة لعوب بدرجة تخيفة لكنه قادر على صدها في كل مرة ... غض الطرف عنها سريعًا وهو يتراجع للخلف في عنف وما همت بالأسف في دلال حتى أجتازها بخطوات سريعة جعلتها تشخص عيناها في صدمة .. وهي تُردد :

- دا تجاهلني!

رأت ملك كل ما دار امام عيناها لكن لم يرف لها جفن، فهي تثق ثقه عمياء في معاذ لا يشوبها شائبة، وعادت بعيناها للحاسوب كأن شيئا لم يكن...

في تلك اللحظة، رنت صديقة الفتاة التي ارتطمت في معاذ مغمغمة في تشفي :

- دا تجاهلك يا سهيلة ، احسن ابعدي عنه عشان شكله مبيحبش غير ملك.

استدارت لها سهيلة منفعلة وصاحت في غضب هادر :

- بقولك اي شوفي شغلك هيحب وحده خرصه؟ ليه خلصت البنات من الدنيا ؟

بعد إنتصاف النهار، وبينما هو في مكتبة إذ دخل زميلٌ ليه وأخبره بأن المدير أخذ ملك معه للأشراف على المبنى الذي يُعد.. فوقف مصعوقًا كأنه يغلي كـ القدر الذي بداخله ماء يُغلي، وسرعان ما تنبه ليجذب جاكته وهاتفه ويسرع ركضًا للخارج بعد ما طلب من صديقه تولي أمره في غيابه ...

أنطلق بسيارته في سرعة فائقة للمكان المنشود، وصل أمام بناء ما زال يُشيد والعاملين يتابعون عملهم في انتظام، طافت عيناه في المكان بدقة وحذر، فأبصرها تُكاد ترَ من بين الرجلين الذين يقفون واجسادهم تسترها لرفع وقصر قمتها، أبتسم بأرتياح لوهلة لم تبق طويلًا إذ تهجم وجهه واتسعت عيناه في خوف وركض بكل قوته تجاهها، على غفلة كانت يد قوية تدفعها بحدة لتسقط ارضًا....


🌸 سبحان الله 🌸


خرجت من الشقة وهي تعدل عويناتها على ارنبة أنفها، وانتفضت فجأة مستديرة بحركة مفأجاة، على صوت ( مالك) الذي تعالت ضحكاته في مرح، وحرك كتفيه متنحنحًا وهو يرَ وجومها وغمغم :

لمياء .. كنت بهزر يا بت اتخضتي ليه كدا؟

رمته بنظرة غاضبة وردت بصوتٍ قوي النبرات لا يوحي للأنوثة بشي '

- أنت شيافني بنت أختك ولا حاجة عشان تخضني؟

قطب ( مالك) حاجباه في غيظ وتمتم بصوت مختنق :

- لا يا عم عبد السميع.

قالها وهبط الدرج راكضًا حتى لا ينال صوتها الطليق، لتدب الأرض بقدميها تتبرم في تذمر:

انا عبد السميع؟ ليه هو مش شايف الحلاوة الأعمى ده ؟

انهى درجات الدرج برشاقة وما زالت الضحكة تظلله، ابصر ( لمار) جالسة فتوجه لها مطوقًا عنقها من خلف المقعد، وقال :

- لمورتي عاملة ايه .. وحشاني يا تيتا والله!

لمست (لمار) على ذراعه في حنان وهي تجيبه :

- بخير يا حبيبي طالما انتوا بخير! رايح فين كدا؟

لثم جبهتها، وقال :

- المشفى يا حبي يعني هكون رايح فين؟

خبطته لمار في كتفه... تفجأ فجأة بمنشفة تضرب وجهه وصوت ( لمياء) يصدح في ظفر وهي تتخصر :

- مش انا عبد السميع ؟ فاشرب بقا يا مالك.

لوت فمها وهي تتخطاه في عصبية وتذمر كالأطفال فـ ارتفعت ضحكاته وهي يضرب كف بكف متمتمًا في بلاهة :

- وحياة عمي زحلف أنتِ عم عبد السميع فعلًا اكدب يعني؟

تعمد علو صوته في آخر عبارته، واختلس نظرة فيما وراءه فوجدها ترفع كفها لتقذفه بمظهرية هذه المرة، فصرخ منفزعًا وهو يستتر منها في لمار.....


🌻 الحمد لله 🌻


وقف ( حمزة) بعد ساعة من مجيئه إلى الفندق برفقة ( أروى) التي كانت تنتظره، فأشار لها لتتبعه إلى موظف الأستقبال، فمال حمزة إلى الشاب الذي استقبلهما باسمًا مرحبًا، وسئله فجأة :

- هل ممكن ان تتصل بغرفة صديقي كريم عبد الله أنه يقيم هُنا!

لم يخف على ( حمزة) أرتجاف الشاب والزعر الذي تجلي عليه وقال متعلثمًا :

- من .. من كريم عبد الله .. بيس لدينا نزيل بهذا الأسم؟

تظاهر ( حمزة) بالتفاجأ وهو يقول في دهش :

- اوه حقًا .. كيف هذا؟ انا متأكد انه هُنا لقد اخبرني بنفسه، لكنه للاسف لا يجيب على اتصالاتي في هذا الوقت!

تحمحم الشاب، وقال بوجهًا شاحب :

- لا أدرى لكنه ليس هنا!

خبط ( حمزة) بقبضته على المكتب صائحًا في غضب :

- كيف ليس هنا يا هذا ؟ هل تود اصابتي بالجنون؟ اين كريم عبد الله؟

تعمد علو صوته وهو يلفظ اسم رفيقه، جذب دفتر المدون بها الاسماء من امام الشاب الذي تفأجأ وهو يقول هادرًا :

- سأرى بنفسي ان كان هنا أو لا؟

ما كاد بفتحه إذ انتشله الشاب سريعًا وقال في نبره يشوبها الحدة :

- لا تفعل سيد حمزة هذا غير لائق، كم أنك تضع عملي في موقف حرج!

رماه ( حمزة) بنظرة متوعدة وهو يغادر صائحًا :

- سأجده يا هذا كريم عبد الله هنا.

لاح شبه ابتسامة على شفتاة وهو يرمق الشاب في طرف خفي وهو يسرع مجريًا أتصال..

صعدا إلى جناحهما، كانت الأفكار تتوافد على ذهنها لا تدرك ما الذي يفعله حمزة بالظبط، رفعت رأسها إليه بينما كان يتحرك امامها ذهابًا وأيابًا في صورة سفرت أنه يفكر، قطعت افكاره وهي تسأله في لهجة حائرة :

- حمزة... انا مش فاهمة حاجة ليه عملت كدا تحت؟

ابتسم ساخرًا ورد في تهكم بين :

- حبيت العب.. يعني اكون عملت كدا ليه؟

ترقرقت دمعه في عينيها ونكست رأسها، وسكنها الحرج للحظات قبل ان يجلس امامها ويتنهد في صوت مسموع وقال برفق راق لها وطابت نفسها :

- معلش يا اروى انا مخنوق شوية أعذريني! دماغي فيها مليون حاجة وبفكر.

رمقته بنظرة سريعة قبل ان تغض الطرف عنه، فقال حمزة بنبرة جادة :

- اسمعيني كويس .. الموظف ده بيخفي حاجة......

قاطعته صائحة وهي تهب واقفة :

- عرفت ازاي؟ وليه مقبضناش عليه؟

مسح وجهه في عنف بكفه وطلب منها ان تجلس بعد ما سيطر على انفعاله، وأستطرد من بين أسنانة :

- متقطعنيش يا أروى لو سمحتِ.

اومأت وهي تنصت في أهتمام، فتابع وهو يميل للأمام :

- بما ان الموظف ارتبك اول ما سمع اسم كريم يبقى يعرف حاجة ومش بعيد يكون مشترك مع الخاطفيين......

قبل ان يتابع كلامه معها أستمعا طرقًا على الباب، فضيق حاجباه وهو يقترب من الباب متسائلًا :

- من ؟

- خدمة الفندق يا فندم.

فتح حمزة الباب، فتفأجأ بهذا العميل يدفعه بحدة ويغلق الباب خلفه مشهرًا سلاحه في وجهه، تقهقر حمزة للخلف رافعًا ذرعاه فوق رأسه، واتسعت حدقتا اروى رعبًا وهي تحدق في السلاح المصوب نحوهما، تبادلت نظرة سريعة مع حمزة، قبل أن يسئل الرجل في غلظة :

- من انتما ؟ ومن أرسلكم؟ هل انتم من المخابرات؟

تقدم حمزة إليه حتى باتت فوهت السلاح ذا الكاتم للصوت ملتصقه بصدره، وحدق في عين الرجل وهو يسئل في لهجة تخلع القلوب من شدتها :

- أين اخفيتم كريم يا هذا؟ أين مكانه؟

زاغت عينا الرجل قليلًا وأرتجفت كفه وهو ينظر له في تزحزح وقد دب الرعب في اوصاله :

- من كريم عبد الله يا هذا وما دخلك به؟

رفع في بسمة ماكرة فوهت السلاح لجبهة حمزة الساكن، بينما شهقت أروى كاتمة فمها، وسحبت أنفاسها حين غمغم الرجل بصوت أجش :

- سلام أيها الرجل كنت اتمنى ان يطول الوقت معك!

- أوه ما هذا .. سحقًا يا رجل!

قالها حمزة وعيناه معلقة فيما خلف الرجل الذي ألتفت ليرى فركل حمزة السلاح ليسقط من يده، وباغته بلكمة اطاحت فكة اعقبها باخرى في معدته ودفعه إلى الجدار جعلته يخر ارضًا، تناول السلاح وصوبه نحوه وهمس في برود :

- ما رأيك الآن يا هذا ؟ كان يجب ان تطلق النار فورًا! والآن ام ان تخبرني أين كريم أم ودع حياتك.

قال الرجل وهو يرتعد خوفًا :

- لن تفعلها .. مستحيل ماذا ستخبر ادارة الشركة والشرطة!

هز ( حمزة) كتفاه في بساطة، وقال:

- لا شيء، كنت ادافع عن نفسي وعن زوجتي!

وقعت الكلمة على قلب أروى صادمة .. سعيدة و وقرت به، وتبسمت في استحياء ما أن دار بخلدها في غير آوانه انها ترتدي فستانًا أبيض وتزف إليه، تنهدت حالمة وأجفلت على صوت حمزة :

- أروى .. أروى.

نظرت له في دهشة كأنها تنبهت أين هي واشار لها أن توثق الرجل بحبل في حقيبته، وانصاعت فورًا تنفذ، قبل ان يهتف على عجل وهو يحثها على تتبعه :

- امشي بسرعة.

لم يجدَ المصعد فأضطرا أن يهبطا الدرج ركضًا، واثناء نزولهما برز رجلين واخرجا أسلحتهما في وجوههما، ارتعدت اروى وهي تتراجع وفجاة صرخة في حمزة :

- انا مش عايزة اموت انا لسه صغيره يا ربي اي اللي وقعني معاك انا يا فاشل.

حدجها بنظرة غاضبة جعلت انظار الشابان تنحرفان عليها، فأسرع بلطم احداهما بالحقيبة في وجهه ثُم انهال عليه لكمًا، واشتد بينهما الأشتباك إذ دفعه الشاب ليترنح للخلف والتحما فجأة بالأيدي فوق بعضهما على الأرض، دفعه حمزة من فوقة وقفز ببراعة واثبًا، فهجم عليه الشاب بلكمة تفاداها حمزة وهو ينحني بمهارة ثُم رفعة في الهواء بذراعيه والقاه أرضًا.

في آون ذلك تراجعت أروى للخلف مرتعدة وهي تتفحص ذو الهيئة الضخمة التي تذيدها اضعاف وبدات ترتجف وهي على وشك البكاء، تنادي بهمس على حمزة كانها تخشى ان يصل صوتها لذاك السمين الباسم في خبث، كأنه مستمتع برعبها ويحلو له ذلك .. أستطاعت الافلات منه قبل ان يسدد لها لكمة، فضربت قدمها في قدمه وسددت له لكمة في معدته لم تأثر به البتًا، لكنه استشاط غضبًا فرفع كفه ولكمها بقوة جوار عينيها جعلها تصرخ وهي تندفع على الحائط من إثر اللكمة، هم الرجل ان يندفع إليها مجددًا، لكن قبضة قوية من الخلف جذبته من ملابسه وهوت به ارضًا، وكـ طلقة مدفع انطلق حمزة عليه بلا هوادة يضربه في غلل مغمغمًا :

- قاتل رجل في قوتك يا هذا ولا تتفاخر!

تناهى له وقع اقدام وتجمع الناس مزهولين حول ما يحدث ليجذب كف اروى على غفلة وأسرع هربًا من المكان.

في بهو الفندق وجد الشرطة قد وصلت فوقف مكانة، واقبل عليهما الظابط وتساءل:

- ما الذي يحدث هنا سيد حمزة ؟

- انتم من ستخبروني ما الذي يحدث هنا؟

احتدت نبرة حمزة وقال منفعلًا :

- لقد كدت اخسر حياتي وأخسر زوجتي لقد تأذت انظر، ولن اسكت على هذا!

تبسمت من وقع الكلمة رغم ألمها، وأغمضت عيناها متمنية، في حيث آتى مدير المشفى واعتذر لهم وعهدهما أنه سيهتم بهذا الامر ولن يحدث هذا مجددًا.

مر كل هذا على مرآى من آجار الواقف يشاهد في ملل، ولاحت منه نظرة إلى أروى وتأملها قليلًا وهو يضع كفيه في جيبي سترته.

بعد قليل كان يجلس أمام رجل طويل القامة اشيب الرأس نحيل الجسد، وغمغم في برود:

- ولما أساعدك يا سفاح؟

اردف السفاح في ثقة وهو يميل للأمام ناظرًا في عمق عيناه :

- لن أأخذ بثائري من قتلكم بـ أخي؟

ران الصمت فور انتهاء جملته عليهما، ثُم تراجع آجار بظهره ورأسه منفجرًا في موجة من الضحك لم تدم طويلاً إذ غابت وأكفهر وجهه و وجم وهو يميل بدوره قائلًا في برود:

- تريد ان تخبرني ان دم اخيك لا يعنيك؟ يا حسرتي كم انا اسف على هذا، وهل تظن نفسك أخ .. ما بك يا رجل قتلنا أخيك قم وقاتل وخذ حقه!

نفى ( السفاح) برأسه في بساطة وقال دون اكترث :

- لا يهم .. هل ستساعدني؟

تصنع ( آجار) التفكير مليًا وهو يتجاهل تساءلت السفاح، ثُم قال وهة ينهض ويدور حوله:

- ربما سأساعدك إذ ... إذ وافقت أن تكون تحت طوعي تلبي ما اطلبه منك دون ادنى أعتراض!

رد السفاح تلقائيًا :

- اوافق.

* غادرها ( حمزة) بعد ما اخبره ان لديه مشوار هام و أن تنتظره ولا تفتح الباب لأي حد، طرق الباب فجأة فاتتفضت وهبت واقفة وهي تفرك كفها في قلق، لم يتوان الطرق بل ذاد بخفوت وبقت هي على حالها لدقائق كانت تتقدم إلى الباب بقدمين مرتعشتين، قربت أذنها ترهف السمع وهي تتساءل عن هوية الطارق، لم يصل لها رد بل تجدد الطرق مع صوت خافت همس كأنه سيشي بسر خطير:

- افتحي الباب يا سيدة ساخبرك بامر هام بخصوص السيد حمزة.

فتحت الباب مسرعة دون تفكير متلهفة .. خائفة عليه وفي لمح البصر كان يظهر آجار ونثر شيءٌ ما على وجهها لتقع للامام فتلقفها ورفعها على كتفه وهو يتلفت حوله...


🌱 الله أكبر 🌱


عاد للجناح فلم يجدها، بحث فلا أثر، جن جنونه وأمسك في المدير وكاد ان يقتله وهو يسئل أين اختفت... فرغ الكاميرات لكن لا اثر لها لم تخرج حتى من الغرفة منذ دخلاها سويًا وتركها.، بلغ القلق في نفسه إلي ذروته، وكاد يموت هلعًا، مادت به الأول تحت قدميه...

رويدًا رويدًا بدأت تصحو وهي تفتح عيناها في وهن، دار بصرها في المكان بتفحص دقيق كانت غرفة منظمة فظلت مكانها حتى دلف إليها آجار، سرت في عروقها الرعب فجمده واذردت لعابها وهي تنكمش على نفسها وتضهما بحماية، فـ أبتسم هو ساخرًا، وقال في برود :

- لا تخافي يا روحي لن أأذيكِ!

مال إليها وأردف في همس رهيب :

- أنتم من الأستخبارت المصرية، ما رأيك أن تدليني ببعض المعلومات وأتركك؟

تحلت بالشجاعة فجأة وبصقت في وجهه صائحةً فيه :

- أقتلني يا حقير لا اخون وطني!

اعتدل في هدوء ماسحًا بمنديل ورقي وجهه، ورفع كفه يود صفعها ألا أنه تراجع قائلًا وهو يكور قبضته :

- لحسن حظك اني لا ارفع يدي على امراءة مهما كانت.

تحرك في الغرفة قليلًا حتى رد على اتصال جاءه وتهللت اساريره وقال لها في فرحة ضاحكًا :

- سيموت رفيقك يا بنت .. سيموت متفجرًا؟

اتسعت حدقتاها صدمه وهي تندفع نحوه كالسهم امسكت ملابسة تصرخ فيه وتهدد فدفعها بحدة سقطت على اثرها واستدار مغادرًا وقد شعر بشوكة حادة توخز قلبه لم يدرك سببًا لها.

في ذاك الحين كان (حمزة) يقود سيارته، لمَ خرجت سيارة في موازته ظلت تقترب من سيارته عمدًا، حاول أن يتجاوزها لكن سائقها لم يسمح له، فلم تتسن له الفرصة ان يرَ وجهه الملثم، حاول ان ينعطف يمينًا ويتخطاها لكنها أبت الا تتركه، وعلى غرة فُتح نافذة السائق الذي كان يشد فتيل قنبلة يدوية بنظرة خبيثة وألقاها في سيارته، اتسعت عينا حمزة وحين كان يلقي القنيلة كانت يده تُسرع لتفتح الباب ويهوى بجسده للخارج قفز سريعًا معتدلًا وركض بكل قوته وهو يسب السيارة التي اندفعت مبتعدة، ودوى صوت الأنفجار خلفه دويًا أرتجت له الأرض....

كان القلق ينهش قلب وعقل أروى، كانت خائفة للغاية أن يموت حمزة قد قُتل ... قُتل؟ لا لا لن يموت ستبعد هذا الأحتمال تماماً ولن يكون له أثر ..

لكن ماذا لو كان هذا الشخص صادقًا وأنهم قتلوه.

أسبلت جفناها تكتم حزنها وقلقها وهي تدعوا أن يكون بخير، تناهى لها طلق نار بالخارج كأن الحرب قائمة فتنبهت كل حواسها و وثب قلبها بترقب شديد...

بالخارج كان حمزة مستترًا خلف إحدى الحوائط يترصد لحارس المكان الذي به أروى بعدما أخبره مدير الشركة بمكانها بعد ما ضربه وهدده، ما أن أعطاه الحارس ظهره حتى انقض عليه مكممًا فمه .. مسيطرًا على حركته وكانت قبضته الاخرى تهوى بشدة فوق عنقه في مكان محدد ليسقط فاقد الوعي، فتناول مدفعه وسار بحذر شديد للداخل، رآه حارس آخر كان يسير فما هم برفع مدفعه حتى أصابته رصاصة حمزة الذي كان أسرع منه... صوت أطلاق النار جعل كل الرجال تتجمهر يتلفتون حولهم بزعر، بينما توارى حمزة عن اعينهم متسلقًا السور وقف بطولة وأخذ يطلق عليهم بمهارة .. قفز من فوق السور بحركة بارعة بعد ما فحص المكان بسرعة ، وخطى للداخل ما كاد بتجاوز البوابة إذ دُفع للخلف بسبب ركلة قوية مفأجأة طرحته على ظهره وظهر آجار فجأة بوجهًا مخيف، قفز حمزة سريعًا وركل المدفع بعيدًا وتلاحما بالأيدي، كل منهم قد نال من الجروح ما يكفي في وجوههما، دفع آجار حمزة أرضًا وانقض عليه يشل حركته وراح كالمجنون يلكمه بوحشية كأنه متغيب عن الوعي ... غمغم حمزة بصوت متحشرج مفعم بالألم :

- اروى فين؟

رد آجار بتهكم:

- من هذه؟

وخلال ذلك صدح صوت أروى وهي تدفع الباب من الداخل تنادي عليه بصراخ .. فنهض آجار من فوقه وأستدار ببسمة مخيفة هامسًا بذات النبرة الساخرة :

- لما لا نخرج رفيقتك لتشاهد موتك؟

أتجه وفتح الباب لتدفعه اروى مهرولة إلى حمزة الذي كاد يفقد وعيه من ذاك الدم السائل من خلف رأسه عندما باغته آجار بضربة مباغته خائنة، أقترب آجار بقلب ميت وأشهر سلاحه لصدر حمزة مغمغمًا :

- ودعيه يا فتاة!

دوى صوت الرصاصة أعقبها صمت .. مخيف .. مهيب طويل...


🌲 الله أكبر 🌲


خرجت من غرفة الأطفال المرضى بالمشفى وعلى وجهه بسمةّ مشرقة، وعينان مفعمتان بالبهجة.. كانت سعيدة سعيدة للغاية هذا هو حالها عندما تكون بصحبتهم فـ الأطفال احباب الله وهم مصدر سعادتها صدقًا .. تتألم لألمهم وتسعد لضحكتهم .. تقص عليهم قصص الصحابة وترغبهم في سيرة الرسول، كأنها باتت امٌ اخرى لهم تقوم بتربيتهم وليست دكتور تقوم براعيتهم حتى يتعافون من ذاك المرض الخبيث الذي ينهش في جسد الأنسان دون ذرة رحمة... لم تذرهم يومًا وحيدون بل ستكون معهم دائمًا مصدر أمل، وأمان.

جلست خلف مكتبها وغابت فرحتها... لم تكن متصنعة لقد كانت صادقة .. لكن ماذا تفعل لزكريات تأبى أن ترحمها بزهاء شعره !

تخلو بنفسها فتتواثب الزكريات وتجوب في نفسها تتحسس على ندوبها فتذيدها ألمًا ككلاليب تلتقطها من اي مكان تفر إليه تختبئ منهم.

جذبت دفترها وراحت تدون.. وربما تحكي لوريقتها ما عاشته فتعيشه معها وتشاركها أحزانها عساها تجليه؟

يا ليت الأحزان تمحى ولا تترك بنا أثر ينغص حياتنا وأمننًا، ليت الأفراح تدوم والناس تطيب من حقدها وخبثها .. ليت قلوبنا طيبة تظل بيضاء ونقية كيوم ولدنا، يا الله لو كانت هكذا ..

الشيء الغريب ان تتحول كل أيامي السعيدة والتي كنت احيا كل لحظة بها في فرحة تصبح في لحظة اسوء أيام حياتي لموقف عابر عبر وغاب واثره لا يغيب ..

طافت بسمةٌ على ثغرها وسبحت في ذكرياتها وانكبت تكتب مجددًا :

« لقد سافرت في منحة .. منحة كنت ارجوها من الله و اطلبها في كل صلاة واستجاب وزفت دعوتي بالأستجابة... خررت ساجدة شاكرًة ذاك اليوم وهجرت وطني مبتغية العلم بروحٍ تحلق له شغفًا ولهفةً ونفسٌ راضية سعيدة .. وذات يوم حدث بالمشفى التي كنت اتدرب فيها شيءٌ جلل .. ران صمت غريب في كل الأرجاء مع صوت وقع اقدام ترج القلوب وفجأة ظهر أمامي وهيئته بثت الرعب بأوصالي .. أقترب وأبتعدت وفجأة نطق بصوت هادي يشوبه القلق :

- خديجة تعالي معي يجب ان تنقذي أخي!

جحظت عيناي دهشة .. من أين له ان يعرف اسمي؟

ومن أخيه؟ ولماذا أنا!

قاطع شرودي به وهو يقول في صوت امر :

- لا يوجد وقت لدينا هي!

استجمعت رباطة جأشي ورفعت رأسي قائلة بصوت قوي :

- لا لن أأتي... ولماذا أأتي!

تجاهل عبارتي... بل تجاهلني كليًا وقال دون ان يستدير امرٍ احد رجاله المنتظرين أمام الباب :

- نجيب أمر الرجال بقتل من بالمشفى حالًا.

أرتعدت و وثب قلبي خائفًا وجلاً ونظرت له في عدم تصديق لكن ثباته ومغادرة الآخر اوحى إليّ أنه سينفذ بالفعل.

تنهى ليّ طلق نار وصراخ خلع قلبي فركضت للخلف لكن احد رجاله دفعني لداخل الغرفة وكدت اسقط لولا أن أخذت من الباب ملاذًا استند به، ولم ادرك كيف وصل قبل ان يرتد الطرف ولكم الذي دفعني بقسوة .. أستولى عليّ شعور الخوف لأول مرة لتلك الدرجة بل وصل لأوج مرحلته .. هل هي النهاية... ربما حلم .. يا ليت احد ينقذني، لأول مرة شعرت بعدم الأمان .. كم وددت ان تكون لمار معي، ياسين او عثمان او أبي اي أحد، في تلك اللحظة شعرت بالغربة حقًا.

افزعني صوته وجعلني أجفل وهو يصيح في جنون رافعًا سبابته في وجهي:

- ستاتي حالًا والا اقسم أني ساسحق هذا المشفى بمن فيها في الحال وامام عينك.

ذاب قلبي رجفة ولم ادرك كيف اومأت بخفوت وسرت خلفه ولم اعرف كيف وصلنا ومتى إلى غرفة معدة من كل شيء كانها غرفة عمليات مجهزة، كان شابٌ ممدد فاقد الوعي قد خسر دمًا كثيرًا مصاب بثلث رصاصته جعلتني أشهق وانا اسرع نحوه واقوم بعملي ... فما أن انهيت حتى تنهدت الصعداء وتبسمت في راحة، وكدت أستدر فشهقت عائدة للخلف حين ظهر امامي فجأة قائلًا بقلق :

- كيف حاله الآن ؟

بصوت ضعيف النبرات مرتعش قُلت :

- بـ ... بخير ، أقصد سيكون بخير.

اومأ في راحة كأنه حملٌ ثقيل كان في قلبة، وقال في بساطة وهو يتأملني بجرأه :

- وأنتِ كيف حالك؟

غضضت بصري سريعًا مبتعدة عنه، وقُلت في عنف :

- من أين تعرفني؟

- هل نخرج نتحدث بالخارج!

صحت في أنفعال :

- لا لن اخرج حتى اني سارحل الآن.

هرولت إلى الباب لكنه وقف خلفه قائلًا في ثقة وهو يعقد حاجباه في برود أفلت اعصابي :

- لن تخرجي ولن ترحلي حتى يتعافى!

لم استطع منع بسمة ساخرة هامت على شفتاي وأنا أردد في تهكم :

- حقًا! ومن سيمنعني!

رفع حاجبه دهشه كانه يخبرني ألا تدري من سيمنعك ام تشكين فيّ، ثُم قال في ثقة :

- خديجة ستبقين حتى يتعافى .. وهيا لنخرج!

تراجعت للخلف في دفاع صائحة بعنف :

- لن اخرج!

- ألا تريدين ان تعرفي من اين أعرفك .. حتى اني اعرف كل فرد في عائلتك بدايةً من لمار....

قاطعته في دهش :

- أنت تكذب؟

نفى برأسه يؤكد كلماته وأشار ليّ بالخروج فتبعته، كان المكان فارغ ألا من فتاة تجلس وعلى وجهها غضب كفيل بحرق الاخصر واليابس بجوارها سلاح تطرق في رأسها وتقضم اظافرها وتهز قدميها، رمقتني بنظرة لم أفهمها لكنها عادت لتطرق، ثُم بحدة رفعت رأسها وسألت بقلق :

- آجار .. بخير يا اراس!

اوه إذن من انقذته الآن يُدعى آجار وهذا الغريب المخيف أراس بهم شيءٌ غامض.

أجابها يطمئنها فجذبت سلاحها في غلٌ واضح و وثبت واقفة في طرفة عين وهي تهدر في غضب :

- اقسم باني لن اترك احد على قيد الحياة منهم!

دفعها أراس لتجلس مرة آخرى وهو يصيح محذرًا بأمر :

- إياكِ يا هنا قدماكِ تخطي هذا الباب اقسم اني ساريكِ وجهي الآخر.

هل هم اخوة ؟ سؤال راودني وحير ذهني! ماذا يعنون لبعضهم الكثير هناك شيءٌ يربطهم ثمة رابط متين يضم الثلاثة .

لكن هل المجرمين يعرفون الحب؟

أليس بشر يا خديجة ما بكِ!

لم أشعر بضحكتي الهازئة التي تنبه لها ليسئل :

- ما الذي يضحكك؟

أجبته في غضب :

- وهل حرام الضحك يا أبله؟

كز على اسنانه يكظم غضبه وهمس :

- اتدرين لو احد غيرك حادثني بتلك اللهجة لكانت انفصلت راسه عن جسده فورًا.

رغم الخوف الذي دب بقلبي قُلت :

- ولماذا لا تفصل رأسي؟ من اعني لك......

لجم لسلني حين همس بصوت خفيض :

- الكثير يا خديجة الكثير.

اشار برأسه ليّ لاتبعه فرمقت تلك هنا بنظرة مختلسة وتبعته على مضض وساقاي تتخبطان في بعضهما بعضًا.

جلسنا على مقاعد امام حمام السباحة المكان سبحان الله البديع رائع يسحر البصر ويخلب الانفاس من روعته وكدت اتنفس هواءه المنعش حين فجأني بسؤال وهو يضم ساعديه :

- أراكِ لا تخافين ؟ ام أنك فقط تثبتي عكس ما تشعرين به؟

لم التفت إليه وأنا اتاكد من نقابِ مجيبة في برود متظاهر :

- ولماذا أخاف ؟ ان اردت قتلي لقتلتني؟

ثُم احتد صوتي وانا اسئله في فضول :

- من اين تعرفني؟ ولماذا أنا التي جئت بها لتنقذ أخيك؟

حل عقدة كفيه وهو يجيب في بساطة سارت الدهشة في مهجتي :

- صراحةً لم اكن انوي ان اأتي بكِ لكن ..

صحت منفعلة :

- لكن ماذا ؟

همهم في هدوء مريب :

- قال لي أبي بأنك من ستنقذيه وأنك فقط من يمكنني ان اثق به!

حدقت فترة أمامي في تيهة أشعر اني في دوامة تتلقفني دون هوادة ثم سألته في بهت :

- أبيك ومن هو واين؟

- ابي في السجن!

رمشت بعيني قليلًا وردت بزهول :

- وكيف .. كيف اخبرك!

ابتسم ساخرًا وقال في متهكمًا بكلمات تقطر عبثًا :

- هذا شيء بسيط للغاية يا خديجة أنتِ لا تعلمي شيء عن عالم المافيا!

أغمضت عيني وأخذت نفسًا عميقًا وسألته :

- إذن من اين تعرفني أنت؟

علا رنين هاتفه في تلك الأثناء فستأذني باحترام أثار دهشتي وابتعد مجيبًا فاخذني الفضول لأسير في هذا المكان ربما اتوصل لمخرج وسرت ابحث عن أي بقعة هروب حتى فجأة تراجعت للخلف صارخة مجحظت العينين صارخة بعلو صوتي...

فُتح الباب غفلة وطلت منه الممرضة تقول في عجل :

- دكتورة خديجة لازم تيجي ضروري!

تسارعت دقات قلبها حين تناهى لها اصواتًا تعرفها فتيبست قدميها وهي تسئل بقلبٌ تشعر به يسحب من داخلها :

- مين مين المريض؟

طأطأت الممرضة رأسها وما كادت تجيب حتى نهضت خديجة راكضة للخارج....


🌳 الحمد لله رب العالمين 🌳


يعني اي مش موجود؟ هيكون اختفى فين من امبارح)

هدر بها عاصم في عنف أمام زملاءه وهم في صحراء واسعة .. اختفى خالد فجاة من بينهم، غشاهم الصمت لوهلة قبل ان يذدرد عاصم لعابه في توتر ويقول في خوف :

- ليكون نفذ الخطة لوحده؟

تبادلا زملاءه معه النظر قبل ان ياتيهم صوت من الخلف يقول في هدوء مثير للاعصاب :

- خالد راح فعلًا متقلقوش!

ألتفت عاصم لمصدر الصوت في غيظ ورمق الشاب في حدة وهو يتمتم :

- ليه يا علي ليه خليته يروح.

ران عليهم الصمت بينما الشمس الحارقة قد لفحتهم في قسوة حين قال صوت يقترب :

- انا بخير يا شباب مالكم؟

جحظت اعين الشباب في ذاك الرجل الذي يقترب مرتدي حلة غريبة ذا شعر خطه الشيب وأنف غليظة وعينان ضيقتان منحني الظهر، فصوبوا سريعًا فوهات مسدساتهم تجاهه فرفع كفيه في استسلام قائلًا بينما تتعالي قهقهات علي :

- دا انا خالد استنوا.

قالها خالد وهو ينزع تنكره فـ انقض عليه عاصم يلكمة واقعتهما ارضًا ودار بينهما قتال خفيف مازحًا قبل ان يعتدل خالد موجهًا حديثه لـ علي :

- علي انا جعان جهزت اكل ؟

غمز له علي قائلًا بثقة :

- طبعًا جهزته يا صديقي ومستني بطنك بس!

ضحك خالد وجلس هو وزملاءه يقص لهم خطةً الهجموم بينما يدلهم على اماكن تخبئات المخدرات واماكن الرهائن المفقودة لقد كان في عقرهم وسطهم تمامًا بعد ما خطف شريك زعيم اعداءه وتنكر بشخصه، حركة تعلمها من مدربته الاولى والاخيرة لمار.

ارخى الليل ستاره بظلام حالك طل منه القمر تحيطه النجوم، أنتشرت قوات الشرطة في اماكن منتظمة في أنتظار إشارة من قائدهم، الذي تسلل بمدفعه متهيأ للطلق ليراقب بحذر أعداءه الذين بالفعل لم يتعد عددهم العشرة في الخارج كما قال خالد ، أشار عاصم لهم فصوبوا بندقياتهم المزودة بمنظار نظر وهم يتوارون خلف الصخور ليحتموا بها، اغلقت احدى اعين الجميع بينما الأخرى لُصقت في المنظار، أطلقوا النار في وقت واحد فسقط الرجال جميعًا في لحظة، وهجم خالد ومن معه للداخل كـ الصقعة يطلقون على الرجال الذين تفاجوا بوجودهم وأسروا زعيهم ...

في تلك اللحظة وكالأعصار انقض عاصم ومجموعته لينقذوا المختطفين .. لكنه تسمر حين وجد فتاة بها قنبلة، امر الجنود بان يخرجوا الجميع .. وبقى هو والفتاة المرتعبة يطمئنها وهو يحاول فكها هاجمه احد الرجال من الخلف حتى لا يستطع فكها فـ انقض عاصم عليه وأندلع بينهما قتال حاد سحب منه عاصم فيه كيف تفك تلك القنبلة وابلى بلاءً حسنًا في فكها.

تم القبض على من بقا حيًا، وبينما خالد يدفع احدهم صاح فيه غاضبًا :

- الأحسن لك ايها الشرطي ان تتركني!

لم يتلق ردًا بل دفعًا حادًا من قبضة خالد فصاح مجددًا:

- أنت متعرفش انا بشتعل لحساب مين؟

تمتم خالد في برود وهو يدفعه بعنف:

- والله لو كان الجن لزرق امشي يلا.

وعلى فراشه تمتم خالد وهو ينظر للأسف لـ عاصم الممدد :

- عاصم .. انا زهقان!

غمغم عاصم وهو مغمض العينين :

- نام يا خالد عندنا سفر بكرا!

قفز خالد فجاة واندس بجواره وهو يسئل في مرح :

- بس اي رأيك في المهمة دي، سهلة كدا ولطيفة ولذيدة!

صاح عاصم في غيظ :

- نام يا لذيذ .. نام.....

قاطع كلماته صوت أنفجار تلاه وابل من الرصاص يندفع في عنف من كل حدب وصوب، كان لا يوجد إلا هما وصديق بينما ذهب الآخؤون مع الشحنة و المختطفين!

قفز خالد وهو يتناول مدفعه الرشاش مرددّا :

- يخرب بيت اللذة! هو في كدا!

ألقاه عاصم بحصى وهو يغمغم في غيظ :

- يخرب بيت فقرك وبوزك يا شيخ!

قالها وهو يجذب فتيل قنبلة ويلقيها من النافذة وأسرع بصد أذنية.

في حين تدحرج خالد قافزًا نحو الباب وخرج راميًا نفسه في أتون الحرب وتبعه عاصم وصديقهم علي وكلا منهم يمسك برششين وفجأة ساد صمت غريب .. مهيب وكان عاصم ملقى ارضًا وكذلك علي وكلاهما في جروح بالغة بينما خالد لا أثر له....


🌴 الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه 🌴


قال جومالي امرًا نجيب وهو يقول في صوت مهيب وهما في حديقة منزلة :

- اجهز يا نجيب يجب ان ننزل مصر لأمر مهم للغاية امر شخصي، وربما أنتقام شخصي لا بُد منه يجب ان اواجه لمار الشرقاوي.

اومأ نجيب في إحترام وهو يقف أمامه في كل أدب :

- أمرك يا عمي كل شيء سيكون كما تريد؟

تبسم جومالي في ثقة وقال:

- لم تخب ظني بك ابدًا يا نجيب .

ثم بجدية تابع وهو يميل للأمام بمرفقية على فخذية :

- ننهي فقط الأعمال التي على عاتقنا ونشغل اراس حتى لا يدرك ونذهب لكن احذر ان يعرف اراس اي شيء!

عاد نجيب يومأ في ثقة وقال في تأكيد :

- لا تخف يا عم اراس لن يعرف شيء.


ما الذي يخطط له جومالي.؟

ما الذي سيحدث لحمزة وأروى في جحر المافيا؟

خالد أين أختطف؟

تابعوا القادم من جحر الشيطان ( ما زال للعشق بقية)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حمزة وشيماء ... أبناء أنس وسمر.

أروى ويوسف ... أبناء ياسين وسجى.

خديجة وخالد ... أبناء عمرو و ورد.

ملك ومالك ... أبناء حذيفة وأسماء.

لمياء ومعاذ ... أبناء عثمان ومكة.

عاصم ... ابن رحيم و وعد.

دارين ... بنت عائشة وزين

بسم الله الرحمن الرحيم اي كل ده 😂😂 أنا يلا واخده بالي مين دول نهار اسود انسوا الرواية يا جدعان احم احم هما كتروا كدا ليه 🙂


( حمزة و خالد وعاصم واروى في الاستخبارات المصرية ... معاذ مهندش وكذلك ملك .. مالك دكتور نفسي لأسباب خاصة هنعرفها سوا... لمياء مدرسة... جان ونادرين هنعرف حكايتهم .. وكذلك ماهر ليه دور كبير معانا... وطبعًا اراس باشا،باقي الشخصيات هنعرفها استنوا والله لسه مشفتوش حاجة وفيه شخصيات لسه مقولتهاش نهار ابيض .. ومعلومة مهمة او تهدير محدش ليه دعوة بـ أراس عشان خطبته 😂😂

google-playkhamsatmostaqltradent