Ads by Google X

رواية حلم الفصل الثالث عشر 13 - بقلم سارة مجدي

الصفحة الرئيسية

  رواية حلم كاملة بقلم سارة مجدي عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية حلم الفصل الثالث عشر 13

 

اشرقت شمس اليوم التالي على تلك العائله وكل منهم فى واد لا احد يعلم شىء عن الاخر

بعد عوده الاخوه الثلاث الى البيت كل ذهب الى غرفته مباشره مكتفين بالصمت فلا يجد اى منهم اى كلمات تليق بما يمرون به

حين شعرت نوار برجوعهم اعتدلت و اغمضت عينيها تدعى النوم ليقف هو عند باب الغرفه المغلق يستند اليه بظهره ينظر اليها و بداخله نار مشتعله لن يستطيع ان يطفئها او يتخلص منها بعد اليوم سوف تكون رفيقته طوال حياته … و النتيجه الحتميه و النهائيه له هى خساره كامله مهمها كانت النهايه

تحرك الى الحمام يأخذ حمام بارد عله يهدئه و يستطيع النوم رغم تأكده انه قد فقد راحته للأبد

~~~~~~~~~~~~~~

حين دلف من باب الغرفه وجدها تقف امام النافذه بنفس ملابسها اخذ نفس عميق يحمل الكثير من الخوف و القلق و الهم ايضا

اقترب منها ليضمها من الخلف لتغمض عينيها بقوه و انحدرت تلك الدمعه التى تمسكت بعدم اظهارها طوال تلك الليله الصعبه

لم يتكلم و لم تتكلم لكنه كان يشد من ضمها الى صدره و كانت هى تتشبث بيديه اكثر

و كانهم يعدون بعضهم بدون حديث ان يتماسكوا امام طوفان الايام القادمه

راجين من الله ان يمر على خير دون ان يهد هذا البيت فوق رؤسهم جميعًا

~~~~~~~~~~~~~~~

كانت رقيه كعادتها تشرف على ترتيب طاوله الطعام و يجلس زوجها فى مكانه

الحزن ، الصمت و البرود يغلف البيت بأكمله

و كأن سحابه سوداء تقف فوق البيت الكبير تجعل الظلام يحاوطه من كل الاتجاهات

كان اول المنضمين اليهم يوسف و عائشه الذان جلسا بصمت بعد ان القيا تحيه الصباح بخفوت

بعد عده دقائق حضر غسان و هو مقطب الجبين لتقول رقيه بتحفز

– هى مزعلاك ؟

نظر اليها غسان باندهاش و عدم فهم و قال بحيره

– هى مين ؟

– مين يعنى غير مراتك اللى مش عارفه تجبلك حته عيل لحد دلوقتي

قالت رقيه كلماتها. بعصبيه شديده و صوت عالي فى حين نظر اليها مصطفى بصدمه تشابه صدمه يوسف و غضب عائشه التى لم تتحدث بشىء ليضرب غسان فوق الطاوله و هو يقول

– اااااممممممممي

لتصمت رقيه تنظر الى ابنها بصدمه حين قال

– نوار خط احمر … نوار ملهاش دعوه باللي حلم عملته و لو انت شايفه حلم غلطانه فأبنك كمان غلطان

و اعتدل ينظر اليها بسخريه و فرد ذراعيه جانبه و هو يكمل

– كلنا غلطانين اصلا … احنى اللى شوفنا الغلط و سكتنا عليه لحد ما بقينا شبه الغلط نفسه و نسينا نفسنا

كان راغب يقف اعلى السلم يستمع لكلمات اخيه بوجه خالي تماما من اى تعابير و كآن ما يقوله اخيه لا يعنيه من قريب او بعيد

رغم اندهاش يوسف من كلمات اخيه و حالته الغريبه الا انه يؤيد كلامه بشده

وقبل ان تجيبه رقيه بشىء سمعوا صوت صرخه عاليه ليركضوا جميعا الى الاعلى ليجدوا بركات ممد ارضا و حلم تجلس بجانبه على ركبتيها ليخرج يوسف هاتفه يتصل بالاسعاف فى نفس اللحظه ينحنى ليرى نبض جده

ليصرخ فى محدثه طالبًا منه سرعه الحضور

فى خلال دقائق كانت العائله بأكملها تقف فى رواق المستشفى

على ثلاث مجموعات الفتيات الثلاث يقفون فى مكان بعيد صامتون الدموع متحجره داخل عيونهم و بداخل كل منهم افكار كثيره بين الخوف ، القلق ، البرود … و الامبالاه

و كان غسان و راغب يقفون جوار باب الغرفه التى بداخلها جدهم و معه يوسف صامتون ايضا و كل منهم عيونه باتجاه غسان ينظر الى وجه نوار الباهت الحزين بأسف و ندم كبير لكن لا مجال الان للتراجع فوالدته بحديثها اليوم جعلته بطلها الخارق الذي يضحى من اجلها بسعاده خاصه مع تلك النظره التى شاهدها فى عيونها حين التفت على صوت صرخه حلم و وقعت عينيه على نوار التى تقف خلف راغب جعلته يشعر و كأنه بطل من ابطال الروايات انقذ حبيبته من بين براثن الوحوش

و راغب ينظر الى النافذه المفتوحه امامه بشرود يفكر فى كل ما يحدث لكن من وجه نظر جديده تماما وجه نظر تحمل الكثير من الغضب و كسره الروح و الكرامه. قلب ممزق اصبح يرى الحياه سوداء بعد ما كان يراها ملونه بالوان قوس قزح المميزه و المبهجة

و كان الصمت ايضا الرفيق الثالث لرقيه و مصطفي الذي يلوم نفسه بشده على انشغاله بافكاره و زوجته و اولاده عن والده الذي كان بحاجه له و لم يستطع ان يطلب المساعده او ان ينجده احد

كانت رقيه سارحه فى افكارها تنظر الى الفتايات بعيون سارحه تتذكر وقت مقتل دلال و كيف كان حضنها و بين ذراعيها هو الملجىء و الامان لهم …. كانت هى تشعر بهم بناتها التي كانت تحلم ان ترزق بهم

لا تعلم ماذا حدث لكل هذا و لا تعلم كيف القى احمد تلك اللعنه على العائله باكملها

~~~~~~~~~~~~~~~~

مر الكثير من الوقت كان القلق يتصاعد و لكن الصمت هو المسيطر على الجميع رافضين حتى محاوله كسره بأي شكل

كانت حلم جالسه مكانها منذ حضرت لا تتكلم لكن التحدي يرتسم داخل عيونها بشكل واضح و يراه الجميع و لو كان راغب نظر اليها و لو صدفه كان قتلها بيده المجرده خاصه و قلبه الخائن مازال ينبض بحبها و يرفض غيرها ساكنًا له

لكن عقله ، كرامته ، رجولته و كبريائه يرفضها تمامًا و دون رجعه

خرج يوسف من الغرفه و خلفه الاطباء الذى لم يقف اى منهم و لو حتى لثوان قليله اقترب الجميع من يوسف ما عدا راغب و حلم الذان ظلا فى مكانهما ينظران الى ما يحدث بعين بارده

– طمني يا ابنى

قالها مصطفى بقلق و خوف ليخفض يوسف راسه ارضا لتتوقف القلوب خوفًا … و وقفت حلم تنظر الى يوسف بنظره حاده كذلك راغب الذى اقترب خطوه باندفاع ثم وقف من جديد مكانه ينتظر كلمات يوسف

الذى لم يتأخر كثيرا و قال

– جلطه فى المخ

ليشهق الجميع بصدمه و ترنح مصطفى فى وقفته ليدعمه غسان سريعا ليكمل يوسف كلماته

– و علشان متلحقتش عملت شلل كامل

ليعلوا صوت البكاء مصاحب لشهقات عاليه و سقط مصطفى ارضا بصدمه و ترنحت رقيه فى وقفتها لتقترب منها نوار و عائشه سريعا يساعدها على الجلوس و رفع راغب عينيه اليها فى نفس اللحظه التى نزلت تلك الدمعه الحبيسه من عيونها

و داخل كل منهم احاسيس مختلطه لا يستطيعوا وصفها او فهمها

~~~~~~~~~~~~~~~~~~

مر اسبوعان حاله بركات كما هى لا تتحسن ثابته دون تغير حين دلف اليه الجميع بعد ان سمح لهم الطبيب بذلك و بعد ان غادر غرفه الرعايه كانت نظره الانكسار تملىء وجهه و عينيه و الذي شعر بها الجميع و لكن اى كلمات تقال فى هذا الموقف خاصه و هو ينظر الى الفتايات بأعتذار و اسف

و حين عاد الى البيت استقر الحال

قليلا خاصه مع غياب احمد ذلك جعل الهدوء يعم البيت لبعض الوقت

و لكنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفه خاصه مع الحاح رقيه على نوار فى موضوع الانجاب و وقوف غسان امامها بكل عصبيه يجعلها تحمل الضغينه داخل قلبها تجاه نوار و تتعمد ان تضايقها و كان الجميع صامت امام ما يحدث و كان هناك اتفاق ضمني بينهم على عدم جدوى الحديث او التدخل و ان الامور القادمه ابدا لن تكون بخير

~~~~~~~~~~~~~

دلف راغب الى غرفه جده ينظر اليه بلا تعابير واضحه يشعر بالشفقه عليه لكنه ايضا يحمله الذنب كاملًا هو السبب فى كل ما يحدث لهم

اقترب من السرير و جلس على طرفه و ظل ينظر ارضا لعده دقائق مرت بطيئه قاتله

ثم اخذ نفس عميق و هو يقول

– شوفت نتيجه سكوتك … حلو الحال اللى وصلنا ليه ده

ضرب قبضه يده اليمني فى راحه يده اليسرا و اكمل

– كلنا بندفع الثمن … كلنا ظالمين بعض و محدش اعترف مين فينا المظلوم

لتنحدر. تلك الدمعه من عين بركات دون حول منه او قوه ليقف راغب بعد عده ثوان ثم قال

– انا هخطب يا جدي … هتجوز واحده تانيه غير حلم … حلمي بسببك بقا كابوس بس انا هخلق جنتي اللى هتكون جحيم حلم

صمت لثواني يتابع انحدار تلك الدموع من عين جده ثم قال ببرود

– عايزك تخف بسرعه علشان تقدر تحضر فرحي

و غادر الغرفه سريعا فهو لا يتحمل ان يتعامل مع جده بتلك الطريقه

لكن من داخله يشعر ان الحب تحول كره و غضب كبير لا يستطيع السيطره عليه

~~~~~~~~~~~~~~~

كانت كل الاسره متجمعه حول طاوله الطعام و لاول مره ينضم لهم راغب من بعد ما حدث

كان يبتسم ببرود و عيونه تحمل الكثير من السخريه و الاستفزاز

وذلك جعل الجميع يشعر بالقلق خاصه و هو يقول بابتسامه واسعه بارده

– بقول ايه يا امى

نظرت اليه رقيه باستفهام ليكمل هو كلماته

– بعد اذنك طبعا يا بابا انا قررت اتجوز

انتبه الجميع لكلماته و نظرت عائشه الى حلم التى لم ترفع عيونها عن طبقها

– ده وقته يا راغب ؟!

قال مصطفى ببعض الضيق ليبتسم راغب بسخريه و هو يقول

– لو علشان جدي فمتقلقش انا اتكلمت معاه و هو مش ممانع خصوصًا لما عرف مين العروسه

شعرت رقيه ببعض السعاده و الرضا و ابنها يأخذ بتاره من ابنه احمد التي جرحت قلبه و اهانته امام الجميع و هو يرد لها الاهانه ايضا امام الجميع

– و هى مين بقا العروسه فرحني ؟

– جنه

قالها و هو ينظر الى حلم التى رفعت راسها تنظر اليه بهدوء رغم تلك النار التي اشتعلت داخلها لتقول رقيه بسعاده

– بجد يا راغب جنه بنت مفيش منها و فعلا انا كنت بتمناها ليك

كانت نوار و عائشه يشعران حقًا بالصدمه مما يحدث ان راغب قرر ان ينتقم من حلم بتلك الطريقه البشعه انه يجردها من حبه و من صديقتها المقربه

لكن حلم صدمت الجميع حين وقفت بتحدي رغم تلك الدمعه الساكنه فى عيونها و قالت

– و الله يا زين ما اخترت جنه بنت حلال و انا بنفسي اللى هبلغها و اخدلك معاد كمان

ثم غادرت الطاوله و لم يستطع ان يصمت و يترك الامر يمر هكذا لابد ان تكون له الكلمه الأخيرة

تحرك خلفها ليقف الجميع بقلق لكن لم يتحرك اين منهم خلفه

امسك ذراعها يوقفها امامه قبل ان تدلف الى غرفتها ينظر الى عمق عينيها بغضب و كانت هى تنظر له ببرود

و قال كلماته الغاضبه و كأنها براكين و حمم بركانيه تحرقها دون ان تستطيع الصراخ

– زى ما عشت طول عمرى اتمنى الحلم و احلم بيه … هحول الحلم ده لكابوس انتِ لوحدك اللى هتعيشي فيه

كانت تستمع لكلماته بعيون ثابته قويه … لكن قلبها يرتعش خوفًا و حزنا … و لكن هذا افضل فليذهب بعيدا هى لن تكون له يوما ما … لكنه اراد ان يغرز السكين الاخير فى قلبها لكن دون ان تموت حين قال

– هعيش يا حلم و هتجوز و هحب مراتى اكتر ما حبيتك هعيشها الحياه اللى كان نفسى اعيشها ليكى … اوعدك انى اشوف الالم و الكسره و الذل فى عيونك كل يوم و انا بتنعم بنعيم الجنه و انت عايشه فى جحيم الفراق وده وعد من قلب حبك بجد و انت جرحتيه بكل برود

ابتعد عنها خطوه ثم قال و هو يرفع حاجبه و تظهر علمات التقزز على وجهه

– هستنا تبلغيني بالبشارة بقا يا بنت عمي علشان انا مش قادر اصبر و مستعجل اوى و عرفيها ان كل طلباتهم مجابه و لو اطول اجبلها الدنيا كلها تحت رجلها هعمل كده هى بس تشاور

و ابتسم باستخفاف و تحرك عائدا الى الاسفل ببرود قاتل لتشهق هى بصوت عالي و اغرقت الدموع وجهها لكنها تحركت سريعا الى داخل غرفتها تغلقها عليها تجلس فى المكان المعتاد بين الخزانه و الحائط تبكي بحصره و ندم

  • يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حلم ) اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent