رواية انت سندي كاملة بقلم ايمان سلامة عبر مدونة دليل الروايات
رواية انت سندي الفصل الثالث عشر 13
عاد خالد للمنزل فوجد هدوء وظلام يدل علي ان الجميع قد ناموا وقف بالحديقة يتأمل نافذة حجرة عمته محدثا نفسه
ياتري صاحية ولا نامت.. اكيد نامت من التعب .. ياتري بكرة مخبي لنا ايه يا شمس صعد خالد لحجرته ومالبث ان استغرق في نوم عميق
استيقظت شمس مع اذان الفجر كما تعودت صلت فرضها وجلست تناجي ربها و تدعو ان ينير بصيرتها وينجيها مما هي فيه لا تعلم اين ستذهب وكيف وهي لاتملك اي شيء سوي ملابسها التي جاءت بها ولكن هشام محق يجب ان تغادر هذا المنزل فقاطني هذا المنزل لا يستحقون ان تتسبب لهم بأي مشكلة اما هي فقد تعودت علي الهموم يجب ان تبتعد وتتركهم في سلام
قامت شمس من الصلاة وقد نوت ان ترحل سيتولاها الله برحمته كما تولاها اول مرة عندما التقت بخالد
خطت شمس لخارج حجرة عمتها المستغرقة في النوم بهدوء لتجد نفسها في بهو البيت الدافيء استرقت النظر لحجرة عمها فدمعت عيناها .. تمتمت داخلها سامحني ياعمي .. حقك عليا يا خالد تسللت لباب المنزل وهي تتذكر كيف تسللت من بيت يونس بالامس احست ان الهروب هو قدرها خرجت للحديقة وراحت تسير مستترة بالاشجار حتي احست بحركة خلفها اختبئت سريعا خلف شجرة وقفت بشموخ محاذية لسور الحديقة راح صدرها يعلو ويهبط وهي تترقب بخوف كادت تصرخ لولا انها وضعت يدها علي فمها تكتم صرختها حين وجدت قطة شاردة تقفز بين الأشجار.. حمدت ربها وعادت تستكمل طريقها تحركت بعض خطوات قليلة باتجاه البوابة لتسمع صوته خلفها وهو يصيح بفزع : شمس !!
استدارت شمس لتجد امامها اخر شخص ارادت لو يراها الأن .. خالد
كان محدق بها بهلع وسألها بحذر وكأنه خائف من ردها : انتي رايحة فين ؟
شمس وقد بدأت الدموع بالتجمع بعينيها: انا اسفة يا خالد .. بس انا لازم امشي من هنا
اجابها بانكسار: ليه يا شمس؟ .. ليه ؟ .. احنا مش اتكلمنا امبارح ووعدتيني ؟
شمس: حقك عليا بس انا مقدرش اعيش وفي رقبتي ذنب اي حاجة وحشة ممكن تحصلك انت او اهلك بسببي كفاية الهم اللي فوق كتافي
خالد: انتي بتقولي ايه ؟انت واهلك؟اهلي دول اهلك يا شمس
⁃ عشان كدة لازم امشي عشان هم اهلي وبخاف عليهم وعشان مدوقتش طعم الحنية والعيلة غير في بيتكم .. عشان في كام ساعة قضيتهم في وسطكم مشوفتش منكم غير كل عطف و حب و احترام .. انا همشي عشانكم والله يا خالد
⁃ انا مش موافق علي ولا كلمة من اللي قولتيها وانا ليا حق عليكي احنا اتكلمنا امبارح واتفقنا اننا هنخوض الحرب دي سوا لحد ما كل حاجة تخلص وانا مش هسيبك ولا اتخلي عنك لحد ما تقفي علي رجليكي وتبقي في امان ساعتها اعملي اللي انتي عايزاه .. اخفض وجهه في ألم واكمل : ولو ساعتها عايزة تبعدي عننا او حتي تسافري بعيد عن هنا خالص هساعدك تعملي كدة
⁃ أغمضت شمس عينيها في ألم والدموع تتساقط منهما و نظرت له بحزن عميق : انا يا خالد لو كان فيه في حياتي حد واحد بس زيك مكنتش شلت اي هم ولا كان جراللي اللي جراللي ياريت كل الناس اللي في الدنيا زيك .. ياريت يونس كان زيك.. ياريتني كنت قابلتك من زمان يا خالد
⁃ رفع رأسه ينظر لها باهتمام مع جملتها الأخيرة لستطرد مستكمله : ارجوك يا خالد سيبني امشي انتوا صحيح اهلي بس انا ماليش مكان في وسطكم انا زي اللي عاش عمره في النار لحد ما بقي حتة منها مهما خرج منها وعاش في أأمن مكان في الدنيا هيحرق المكان ده بناره
شرع خالد في الكلام ولكن قاطعه صوت هشام يقف علي مقربه منهم وهو يضع يديه في جيوبه واثقا :عندها حق .. سيبها تمشي
حدق به خالد بدهشة متسائلا بعدم فهم: انت بتقول ايه؟ تمشي ازاي وتروح فين ؟ ثم انت ايه دخلك بالموضوع ؟
هشام: دخلي ؟!!!! انت بتهزر يا خالد؟؟ دخلي ان اللي عايشين في البيت ده اهلي وبخاف عليهم زيك بالظبط ويمكن اكتر .. وبخاف عليك انت كمان ومن حقي امنعك انك تدخلنا في قصة مش بتاعتنا .. شمس مش صغيرة ومسئولة عن نفسها وزي ما عرفت تعيش وتحل مشاكلها لحد دلوقتي لوحدها تقدر تكمل برضه لوحدها
ذهل خالد من كلام هشام واسلوبه متسائلا بحدة وهو يدفعه في كتفه : وانت تعرف ايه عن شمس عشان تقول الكلام ده؟
هشام وهو ينظر لكتفه حيث دفعه اخوه : اعرف كل حاجة ومن زمان .
اندهش خالد وهو يهز رأسه بعدم تصديق: لا انا مش فاهم ؟معلش يعني ايه تعرف كل حاجة ومن زمان؟ يعني انت كنت تعرف مكان عمك وشمس ووصلت لمعلومات عنهم ومقولتلناش ؟
هشام: ايوة ومقتنع اني عملت الصح مكنتش هاجي اقولكم اني عرفت ان عمي راجل شمال وانه بيشرب وبيبيع مخدرات وان كل ليلة عامل قعدة مزاج في بيته وبنته اللي بتخدم ع المساطيل ويا عالم فيه ايه تاني
صاح خالد بهشام وهو يدفعه بعنف : اسكت يا هشام متفتحش بقك تاني
اكمل هشام باصرار : انا مجبتش حاجة من عندي .. ده اللي عرفته لما لقيتهم ومقدرتش اقولك انت وابوك عشان ميطبش ساكت لما يسمع ولاني عارفك يا خالد وعارف اني لو كنت قولتلك كنت ممكن تعمل اي حاجة تورط بيها نفسك فسكت عشان خفت عليكم
صاح خالد فيه بغضب : ولما انت شهم كدة وخايف علينا مخفتش علي ابوك اللي هيموت بحسرته انه مش عارف يوصل لاخوه ولا انت قررت انهم ميبقوش موجودين في حياتنا عشان الباشا الباشمهندس اسمه وصورته ميتهزوش قدام الناس
صاح هشام بغضب : انا عمري ما كنت بفكر كدا ولو كانوا بس فقرا عمري مكنت هتخلي عنهم لكن دول ناس معندهمش شرف
امسك خالد بتلابيب اخوه وهو يقول له : اخرس يا هشام قولتلك اخرس .انت تعرف منين ايه اللي وصل عمك لكدة .. تعرف ايه عن شمس عشان تتكلم عنها كدة
هشام باستهزاء : يعني ابوها هيبيع مخدرات تفتكر هي هتكون ايه ؟ ولما السُكريا والمدمنين يسهروا كل ليلة في بيت فيه بنت المفروض انا افهم ايه
صرخت شمس التي كانت تبكي ونظراتها ضائعة بينهما وضعت يديها علي اذنيها عندما وصل الحوار لذلك وهزت رأسها بعنف وكأنها في كابوس تريد ان تصحو منه: كفااااية.. حرام عليكم بقي كفاية
متتخانقوش مع بعض بسببي انا مش هقعد ثانية واحدة هنا ولا عايزة منكم اي شيء وانا عمري ما اقدر اتحمل اذية ليكم او مشاكل .. استدارت شمس لهشام ببكاء : وانت يا هشام متظلمش حد وتتكلم عنه وانت متعرفش ظروفه و متخوضش في شرف بنت وانت متعرفش هي اتعذبت قد ايه عشان تحافظ علي نفسها .. انا مش عايزة منك حاجة ومسمحاك ومتخافش انا همشي
استدارت شمس لتذهب امسك خالد بمعصمها قائلا بانفعال : شمس استني
ثم وجه كلامه لهشام : هو انت اللي طلبت منها تمشي ؟
اوشك هشام علي الرد قاطعته شمس : لا يا خالد انا اللي قررت كدة لوحدي
خالد : لا يا شمس انتي اقتنعتي امبارح برأيي وكنتي هتقعدي ايه اللي اتغير من امبارح للنهارده؟
هشام مقاطعا : ايوة انا يا خالد .. لاني لما شوفتها هنا امبارح عرفت ان مفيش خير هييجي للبيت ده من ورا وجودها فيه.. بالعكس دي البداية لكل شر ..تقدر تقولي ابوها مجاش معاها ليه ولا بعتها هي الأول طُعم .. وطبعا انت بقلبك الحنين حتسهلهم الموضوع
رفع خالد يده ليلطم اخوه ولكن وقفت يده في الهواء عندما صاح صالح بحزم : خالد
اخفض خالد يده والتفت تجاه والده الذي كان يقف في مدخل الحديقة ولكنه مكان مناسب لمشاهدة صدام الثلاثي بوضوح
تعالوا ورايا ع المكتب .. كلكم .. قالها صالح بلهجة صارمة وسبقهم للمكتب لم يجدوا بُد من ان يتبعوه في صمت وخوف مما هم في طريقهم اليه
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية انت سندي ) اسم الرواية