Ads by Google X

رواية حلم الفصل الثامن عشر 18 - بقلم سارة مجدي

الصفحة الرئيسية

  رواية حلم كاملة بقلم سارة مجدي عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية حلم الفصل الثامن عشر 18

 

تسير جواره على شاطئ البحر .. تمسك يده بكلتا يديها كأنها طفله صغير تمسك يد والدها حتى تطمئن من كل العالم المخيف حولها … و داخلها شعور دائم انه البطل الخارق الذى يحميها دائما ابدا و جواره كامل الامان … لقد مر اسبوع على زواجهم .. و تشعر انها داخل حلم جميل لا تستطيع تصديقه … تبتسم بثقه و سعاده كبيره كانها اول مره تغادر منزلها و تكتشف العالم من حولها … و بخجل فتاه مراهقه لاول مره تخرج مع حبيبها و بجرئه عاشقه تذوب عشقا فى زوجها … و كان هو يسير بجانبها عقله سارح فى كل ما يعيش فيه من تخبط .. مر اسبوع على زواجه …غارق فى نعيم جنه … يكتوى بنار فراق حلم و محاوله نسيانها .. يشعر انه خائن لجنه حين يفكر فى حلم و اذا توقف عن التفكير فيها يشعر انه خائن لقلبه الذى لا ينبض الا بأسمها .. واقع بين حيره الحب و الغدر .. و بين الخيانه و الظلم .. و بين قلبه و عقله و ضميره

احاسيس مختلفه تجلعه معظم الوقت سارح بعيد عنها .. و هى تلاحظ هذا و لكنها تخشى ان تسأله حتى لا تصدم بالاجابه او ينجرح قلبها الذى لا ينبض الا باسمه هو

كانت امواج البحر بصوتها المتميز تتغلغل الى روحها .. تناديها برفق و بنغمه ساحره جعلتها تترك يده و تقف فى مواجهه البحر.. تغمض عيونها باسترخاء تستمع بصوت تلاطم الامواج و رائحته البحر المميزه التى تريح القلب و تعد الروح .. و اشعه الشمس الى تدفئ بشرتها ببعض الخجل لتتسع ابتسامتها حين حاوط خصرها برقه و انحنى قليلا يريح ذقنه على كتفها و عطره المميز يتغلغل اليها يملئ حواسها بالسعاده و همس قائلا

– اكيد انا فى الجنه .. معايا حوريه و بحر و جمال ساحر يبقا انا فى الجنه

اتسعت ابتسامتها اكثر ليكمل هو كلماته

– تعرفي نفسي فى ايه ؟

هزت راسها يمينا و يسارا ليكمل هو بصوت هادئ

– نفسي اغرق انا و انت جوه البحر ده … نفضل نعوم و الموج يغطينا و السما تشهد على حبنا

– حبنا !؟

قالتها ببعض الاندهاش و مازالت تغمض عينيها و الابتسامه ترتسم على وجها ليقول هو بتأكيد

– أكيد حبنا … مين يعيش فى الجنه و ميعشقهاش كمان

ربتتات على كتفها جعلتها تفتح عيونها خاصه و هى لم تعد تشعر بذراعيه تحاوطها لتنظر اليه بنفس الابتسامه و نظره الحب التى تحولت لبعض الحزن حين قال هو باندهاش

– انت واقفه كده ليه ؟

ظلت نظراتها ثابته عليه و قلبها يأن بألم هل ما حدث كان مجرد حلم امنيه داخل قلبها .. تتمني حدوثه فقط شعر هو بتلك الدموع التي تتجمع داخل عيونها .. تحول نظراتها العاشقه الى اخرى حزينه ليقترب منها يضمها الى صدره بحنان و هو يقول برفق

– عارف انى مقصر معاكي … بس انا مش رومانسي .. و مش بعرف اعمل زى ما ابطال الروايات ما بيعملوا .. لكن ممكن اتعلم .. و البركه فيكي بقا

نظرت اليه بشك ثم قرصت يدها لتأن بألم ليقول هو باندهاش

– ليه عملتي كده ؟

– علشان اتاكد انى مش بحلم تاني

شعر بالم قوي داخل قلبه و كل دقيقه و اخرى يكتشف كم هو مخطئ بحقها .. و كم هو ظالم ليقبل جبينها بقوه ثم همس امام شفاهها

– اوعدك من النهارده مش هيكون فى خيالات و لا احلام من النهارده هتعيشي فى جنتي يا جنه

و اقترب منها يقبلها قبله سريعه لكنها جعلت قلبها يقفذ داخل صدرها بسعاده كبيره .. لتضمه بقوه و هى تقول بأبتسامه واسعه

– ربنا يخليك ليا يا راغب .. انا بحبك اوى اوى اوى اوى

ليضمها بقوه و هو يغمض عينيه غير قادر على رد الجمله لها .. هو لم يفكر يوم قرر الزواج بها فى ساعه تحدى و غضب انه هو ايضا سيدفع الثمن غالي

******************************

بعد مرور اسبوعين مليئين بالضغط النفسي ، القلق والتوتر بين الجميع …. اليوم يعود راغب الى البيت مع عروسه … و رقيه التى لا تتوقف لحظه عن استغلال المواقف حتى تؤلم حلم او نوار .. اليوم استغلت ذلك الامر بشكل لا يوصف

مع اول خيوط النهار بدأت فى تنظيف المنزل بمساعده بعض الفتايات و اعداد وجبات فاخره من الطعام كانت عائشه تتابع كل ما يحدث بتوتر شديد و هى تشعر بضغط كبير بعقلها و كأنه سينفجر من كثره التفكير و ايضا الخوف و الترقب

ان كل ما يحدث حولها يجعلها فى حاله نفسيه غير صحيه لها او لطفلها

و ذلك حقا ما يقلقها … خاصه مع ذلك الالم الذي بدات تشعر به اسفل معدتها .. كانت تعتزل الجميع حتى تستطيع تحديد ذلك الالم و سببه و حتى لا تقلق يوسف الذى اصبح قلق طوال الوقت بطبيعه الحال و اصبح شديد العصبيه فكل ما يحدث لا يستطيع تقبله من الاساس .. و كم من مره تحدث الى والدته التي لا تتراجع عن ما تقوم به مهما قال لها .. و ايضا تحدث مع والده الذى يقف موقف سلبى تماما فى الحقيقه هو غير راضي عما تقوم به زوجته لكنه لا يتحدث في الامر و لا يحاول ان يوقها .. و اصبح يقضي اغلب وقته فى غرفه والده و كأنه يعتذل الجميع … و لم يعد يذهب الى عمله ايضا و القى الحمل فوق كتف غسان الذى يدير عمله و يتابع عمل راغب حتى يعود و الان يقوم بمهام والده ايضا .. و بسبب كل ذلك لم تستطع تنفيذ ما كانت تخطط له و خاصه بسبب المها المستمر و الضغط المستمر على الجميع

بدء عقلها يرتب افكاره و كل امور تلك العائله تعود الى مكانها الطبيعي .. انقلب حال البيت و بدأت الشقوق و التصدعات تظهر لعيون الجميع .. كل الاخطاء .. الضعف فى اساس تلك العائله و الذي حاول بركات ان يداريها طوال تلك السنوات تتضح للجميع و اصبح البيت الان ايل للسقوط دون شك و الخوف ان يقع فوق رؤؤسهم جميعا .. خاصه اذا ظل اصحابه على تلك الحاله و لم يفكروا فى الخروج من تلك الدائره المغلقه العالقون بها و التي يدورون فيها دون توقف

اخدت نفس عميق و عقلها يصل بتفكيره على حال اختها الذى انقلب .. انها لا تبقى فى البيت وقت طويل .. لا احد يعلم الى اين تذهب او ماذا تفعل .. لكنها تبدوا غريبه جدا صامته و هادئه .. لا تهتم لكل ما تقوم به زوجه عمها و كان الامر لا يعنيها .. و الاكثر غرابه انها يوميا كانت تتحدث الى جنه و اذا لم تتصل جنه بها تتصل هى و تظل تضحك كعادتها معها

هذا كان يثير جنون رقيه بشكل كبير .. و التى اوضحت ذلك ذات يوم حين ظلت واقفه امام حلم و هى تتحدث الى جنه تتابع ما تقوله و بعد انتهائها قالت لها بصوت هادئ لكن يحمل الكثير من الغضب

– أنت عايزه ايه من جنه ؟ عايزه تخربي عليها صح ؟

قطبت حلم حاجبيها بأندهاش و قالت ببعض الحيره

– هخرب عليها ليه ؟ ده انا اللى روحت ابلغها برغبه ابن عمي فى جوازه منها .. و انا اللي كنت معاها فى كل خطوه .

كانت رقيه تستمع اليها بحاجب مرفوع … و غضب كبير واضح داخل عيونها و قالت بحقد شديد

– اوعي تفكري انى هسمح لك تدمري حياه ابني .. انسي انا موجوده يا حلم و مش هسمح بكده

كان الجميع يتابع ما يحدث بصمت و برود و هذا اكثر ما يضايقها و كانت تود التدخل لتوقف زوجه عمها عما تفعل لكن رد حلم جعلها تبتسم و تجلس بأسترخاء

– لو انت ناسيه يا مرات عمى انا افكرك … انا رفضت ابنك قدامكم كلكم و هو ركع قدامي بيترجاني احبه و انا قولته لا يعني هو مش فارق معايا .. اطمني

و غادرت من امامها بثبات وقوه ودون ان تنظر الى اى منهم صعدت الى غرفتها

عادت من افكارها على صوت زوجه عمها التى تغادر المطبخ متوجه الى الخارج و هى تقول

– راغب وصل

تحمد الله ان حلم ليست هنا رغم انها لا تتوقع رد فعل اختها .. ولكن ايضا نوار فى غرفتها .. و هى ظلت مكانها فالالم يزداد و تشعر بانها غير قادره على الحركه و كل ذلك بالتأكيد سوف تفسره زوجه عمها بما تريد و لن يمر مرور الكرام

**************************

دلف راغب و هو يمسك يديها بقوه عيونه تبحث عنها دون ان ينتبه له احد … وكان كلما شعر بالقلق و التوتر ضم يد جنه اكثرحتى صدر عنها اه الم وصلت الى اذنه لينظر اليها باعتذار … لتبتسم له برقه كعادتها دائما … كان ترحيب رقيه بهم غايه فى السعاده و المبالغه ايضا و كانها تريد ان تثبت شيء معين او توصل رساله لشخص معين

تحاملت عائشه على نفسها لتغادر الغرفه الكبيره حتى ترحب بهم فهى ليس لديها القدره لخلق عداوه مع حماتها خاصه و هى ترتب لبعض الاشياء و لا تريد لفت انتباه احد لها

وقفت امامهم وقبل ان تقول اى شئ صرخت بصوت عالى ليقف راغب سريعا يدعمها قبل سقوطها ارضا حين وصل همسها له

– وديني المستشفى بسرعه

حملها سريعا و اتصلت رقيه بيوسف تخبره بما حدث حتى يكون فى استقبالها

ظلت جنه واقفه فى مكانها تشعر بالصدمه و ايضا لم تستوعب ماذا عليها ان تفعل … ولم تمر دقيقتان حتى وجدت نوار تقف امامها بوجه شاحب .. تقول بقلق

– مين اللى كان بيصرخ ؟ و فين راغب و مرات عمي ؟

قصت عليها كل ما حدث لتشهق بصوت عالى و اتصلت سريعا بغسان الذى اخبرها انه قادم و تنتظره عند باب البيت الخارجي

كانت جنه تتابعها و هى تتفحص وجهها الشاحب و الارهاق الواضح عليه .. جعلها تشعر بالخوف الشديد عليها فهل من تقف امامها هى نوار تلك الفتاه الرقيه المشرقه صاحبه الابتسامه الدائمه … ماذا حدث لها .. و لما هى بذلك الحال .. هل هي مريضه ؟ تسأولات كثيره دارت فى عقلها حتى قطعت نوار كل ذلك حين قالت

– انا هروح لهم المستشفي خليكي هنا علشان جدي فوق و ميبقاش لوحده

اومئت جنه بنعم دون ان تستطيع الرد .. لتصعد نوار سريعا الى غرفتها حتى تبدل ملابسها

كانت رقيه تقف جانب راغب الصامت تماما .. عقله سارح فى بحور الحيره و عدم الفهم .. ماذا حدث لها .. و اين اخوتها و لماذا شعر ان البيت قد خلى من جميع سكانه .. و كأنه اصبح مهجور … لماذا شعر بالغربه و هو يدلف الى البيت و كانه قد غادره منذ سنوات ليس فقط منذ ثلاث اسابيع .. لماذا يشعر ان قلبه يؤلمه و عقله لا يهدئ ابدا من التفكير .. و الافكار تعصف بروحه و عقله الى بأر سحيق لا نهايه له و لا يوجد به ضوء

وصل غسان و نوار التي لم تتحدث الى رقيه و لكنها سألت راغب قائله

– مالها عائشه يا راغب ؟ يوسف معاها ؟

اومئ راغب بنعم .. ثم قال

– محدش عارف هى مالها لسه .

ابتعدت خطوتان وجلست على احدى الكراسي ليقترب غسان و جلس بجانبها يمسك يديها يدعمها وقال بهمس

– ان شاء الله هتكون بخير

اومئت بنعم دون ان ترد و عيونها ثابته على باب الغرفه … مرت الكثير من الدقائق القلق يزداد الخوف يتصاعد .. فالجميع قلق الجميع يحلمون بذلك الطفل .. اول حفيد للعائله .. و رقيه متعلقه به شبده و لن تتنازل عنه بأى شكل .. و نوار تتمنى ان تحمله بين يديها .. تشتاق لهذا الاحساس ان تشم رائحته و تضمه الى صدرها علها تروى ذلك الشوق الذى يشعل نار الالم فى قلبها

حين فتح الباب و خرج الطبيب من الغرفه وقف الجميع امامه ينتظرون ان يطمئنهم و هو لم يتأخر

– دكتور عائشه حالتها الصحيه غير مستقره خالص ضغطها عالى و حصل انذار بالاجهاض .

لتشهق نوار بصوت عالى و هى تضع يديها فوق فمها و الدموع تغرق وجهها .. و قالت رقيه بصدمه

– ايوه يعني ايه ؟

قال الطبيب موضحا

– هى محتاجه راحه تامه و تفضل نايمه على ظهرها … و كمان محتاجه تبعد عن اى ضغط عصبي او مشاكل .. محتاجه راحه نفسيه كامله

خيم الصمت على الجميع الا من شهقات بكاء نوار التى تخبئ وجهها فى صدر زوجها الان

واستند راغب الى الحائط خلفه و هو يفكرمؤكد هو من ضمن الاسباب التى ترهقها و تتعبها … فهو سبب حزنها على اختها .. ليغمض عينيه بأرهاق و كانه كان بحاجه لشئ اخر يؤلم قلبه و يزيد همه و تأنيب ضميره

غادر الطبيب بعد ان انهى كلماته .. لتجلس رقيه على الكرسي القريب منها و هى تفكر … ان بنات دلال يسرقون احلامها … كل واحده منهم بطريقتها … نوار لم تنجب حتى الان و لم ترى اولاد ابنها الكبير .. و عائشه سوف تحرمها من ذلك الحفيد التى تعلقت به … و حلم كادت ان تسرق عمر راغب لولا ما حدث و لن تسمح لها بتدمير زواجه .. عليها ان تفكر فى حلول سريعه .. لتجعل كل الامور كما تريد هى

***************************

يمسك بيديها ينظر الى وجهها الشاحب و تلك الهالات السوداء حول عيونها … انحدرت تلك الدمعه الحبيسه داخل عينيه و هو يلوم نفسه .. كان يرى كل ما يحدث حولها و لم يفعل شيء يحميها به من كل ذلك الضغط و الحزن

كيف يكون رجلا حقا … و هو يتركها فى كل ذلك الحمل بمفردها رغم انه يقتسم معها كل شيء لكنه قادر على التحمل .. هو لا يحمل داخل احشائه طفل صغير .. كل هذا يؤثر عليه و عليها و لكن هى اهم من كل شئ .. هو لن يتحمل خسارتها و لن يقبل بذلك و اذا استمر وضعها بهذا الشكل .. لن يتردد فى اجهاضها و لو للحظه .. صحتها و حياتها اهم من اى شيء اخر

دلف الجميع الى الغرفه و اقتربت نوار سريعا من اختها تضمها بحنان و هى تبكي بصمت ليقول يوسف بصوت مختنق

– هتكون كويسه … ان شاء الله هتكون بخير

– المهم الولد يا يوسف

قالتها رقيه بصوت قلق و غاضب لينظر اليها يوسف بعيونه شديده الحمره و وجه محتقن من كثره الخوف و الغضب و قال من بين اسنانه

– عائشه اهم يا امي .. ولو هختار بينهم هختار عائشه .. مش هضحى بمراتي ابدا .. ابدا

كان راغب يلاحظ ما يحدث بأندهاش شديد لما كل تلك الطاقه السلبيه و الغضب المكتوب .. و الحزن اسائد بين الجميع و التحفز الواضح فى تصرفات اخويه

دلفت حلم من الباب مندفعه و هى تقول لنوار بقلق شديد متجاهله الجميع

– عائشه مالها يا نوار ؟

اخبرتها نوار بما حدث بأختصار لتنظر الى يوسف و قالت بأستفهام و قلقل واضح

– هتبقا كويسه يا يوسف ؟ مش كده ؟

نظر اليها يوسف ليهولها منظر عينيه و الخوف الواضح فيها ليسقط قلبها اسفل قديمها .. لكنه اومئ بنعم و هو يقول

– ان شاء الله هتكون بخير

ثم نظر الى امه وقال بأقرار غير قابل للنقاش

– ولو الحمل فضل خطر عليها .. هتجهض .. صحتها عندي بالدنيا

لتشتعل عيون رقيه بغضب ثم غادرت الغرفه و هى تقول لراغب بأمر

– تعال وصلني يا راغب .. و كمان مينفعش تسيب مراتك لوحدها انت لسه عريس يا حبيبي

لم تهتم حلم لها او لراغب و اظلت واقفه تضم نوار و تمسك يد عائشه … و كان غسان يقف فى احدى اركان الغرفه يتابع ما يحدث بصمت تام .. يكفى ما هو فيه .. و حال زوجته الذى انقلب .. اصبحت كالاشباح هادئه دائما .. لا تتحدث .. تتقبل كل ما تقوله والدته دون ان تدافع عن نفسها .. الدموع دائما تسكن عينيها .. و الاكثر من ذلك هو عيونها الثابته على الارض انكسارها امامه و هذا حقا يؤلمه .. انها و لاول مره منذ زواجهم تهتم ان تبدل له ملابسه و تخلع عنه حذائه .. و الامر لم يقتصر على مره او اثنان لكنه كل يوم حين يغادر صباحا و حين يعود مساء .. حتى اذا كانت غارقه فى النور حين يدلف الى الغرفه تستيقظ من نومها تفعل ما تفعله و تعود الى النوم من جديد كانها تحاول ان تجد لها سبب او قيمه فى بقائها جواره.. حتى فى علاقتهم الخاصه فقدت شغفها .. يشعر بها جسد بلا روح .. لقد فعل كل هذا حتى لا يخسرها لكن من الواضح انه قد خسرها بالفعل .. و امام هذا هو لا يهتم بأى شئ اخر

انتبه من افكاره على صوت حلم التي تضم نوار التي لم تتوقف عن البكاء

– روحي انت يا حبيبتي و انا و يوسف هنا معاها و هى مش محتاجه غير دعواتك ليها

نظرت اليها نوار بخوف لتبتسم لها حلم بتشجيع و قالت بهدوء رغم انها خائفه وبشده هى ليست حمل خساره جديده وقالت بهدوء

– متقلقيش انا ويوسف معاها .. ولو حصل اى حاجه هكلمك على طول

أومئت نوار بنعم ليقترب غسان من يوسف و وضع يديه فوق كتفه و هو يقول

– انا جاهز على رنه يا يوسف .. ماشي

اومئ يوسف بنعم ليربت غسان على كتف يوسف عده مرات ثم تحرك فى اتجاه نوار حاوط كتفيها بذراعه و غادروا لتقترب حلم و تقف جوار عائشه تنظر اليها بخوف ليقول يوسف بشرود

– تقوم بس بالسلامه و كل ده هيتغير .

لم تفهم ماذا يقصد لكنها لم تعقب على كلماته .. ظل هو يقبل يديها عده قبلات و هو يهمس من بين قبلاته

– هتبقي بخير .. اوعدك هتكوني بخير ان شاء الله .

و كانت هى فى بحر ظلماتها بين تلك السحب الضبابيه تختنق خوفا و رعبا .. قهرا لم تتحدث به يوما لاحد .. و لكن من وقت لاخر يقترب صوته منها كسحابه ورديه تخلق حولها نسمه ربيعيه رقيقه .. تجعلها تستطيع التنفس و لو لثوان قليله

لكن الخوف الساكن داخل قلبها .. قلقها على حلم و ما تفعله دون معرفتهم .. و حاله نوار و وعدها لها بأن تظل جوارها و تجد لها حل .. صحيح هى الاخت الوسطى لكنها تشعر بعاطفا الامومه تجاه اختيها و يتألم قلبها من اجلهم و تشغل عقلها بحل مشاكلهم مثل اى ام تدور حياتها حول اولادها و كان اكثر ما يتعب قلبها احساسها بقطرات المطر التى تلمس يديها من وقت لاخر و قلبها يخبرها انها دموع حبيبها و هذا ما يجعلها تشعر بالاختناق حقا .. و ايضا تعافر من اجل فتح عيونها او تحريك يديها حتى تمسح عنه دموعه

*************************

وصل راغب و رقيه الى البيت الكبير وحين دلفوا الى البيت كان مصطفى يجلس بجانب جنه يتحدثان و حين لاحظوا وجودهم ركضت جنه الى راغب تضمه بقوه وخوف و هى تقول

– عائشه كويسه ؟ ايه اللى حصل لها ؟

ضمها برفق و ربت على كتفها عده مرات حين قالت رقيه بغضب و هى تجلس بجانب مصطفى

– الهانم عايزه تخلص من حفيدي مش مكفيها ان اختها مخلفتش لحد دلوقتي .. لا كمان عايزه تخسرنا الحفيد الوحيد كمان

كان مصطفى يستمع لكلماتها بضيق شديد ولكن راغب اقترب خطوه و قال بغضب مكتوم

– الدكتور قال ان ضغطها عالي و ان فى حاجه مضياقها و ده اللى ممكن يسبب الاجهاض

– وايه اللى مضايق الهانم .. متجوزه دكتور قد الدنيا جناحها فوق ينضرب بيه المثل من جماله و شياكته عايزه ايه تاني الهانم علشان تحافظ على حفيدي ؟ اصلا انا مش هسمح لها انها تخسره

قالت رقيه بغضب شديد لتتراجع جنه خلف راغب بخوف .. ولم يتحدث مصطفى فى شئ خاصه مع وصول تلك الرساله له ليغادر من جوارها ببرود اندهش له راغب لكنه اخذ جنه وصعد الى جناحه وحين اغلق الباب قالت جنه بخوف

– هو فيه ايه ؟ انا اول مره اشوف ماما رقيه كده ؟

نظر لها راغب بحيره ثم قال بعد عده ثوان

– هى بس خايفه على عائشه و البيبى . متخافيش

اومئت بنعم ثم بدأت تنظر الى جناحها و هى تبتسم بسعاد كبيره .. هذه المره الاولى التى تراه فيه … جميع الحوائط ملونه بألوان مبهجه و بها بعض الاشكال اللطيفه المتداخله و اثاث راقي و مميز .. ظلت عيونها تدور فى كل مكان حتى وقعت عينيها على احدى الحوائط و قالت بأندهش

– ده قرنفل صح .. حلم بتحب القرنفل جدا

جحظت عيون راغب بقلق و خوف .. و هو ينظر الى المكان التى تنظر اليه .. انه كان يعد الجناح لينال اعجاب حلم و كان يضيف فيه كل الاشياء التى تحبها فرسم حائط كامل به زهور القرنفل

اقترب منها سريعا و قال ببعض التوتر

– اصل انا كمان بحب القرنفل .. علشان كده يعني …

نظرت اليه و قاطعته قائله بأبتسامه واسعه

ليبتسم لها بتوتر و قلق لعده ثوان ثم قال

– خلينا نغير هدومنا و نام انا بجد تعبان جدا من السفر و اللى حصل كمان

– عندك حق انا كمان تعبانه اوى .. اعصابي باظت جدا

تحركت تخرج لها ملابس و هى تكمل

– شكل نوار قلقني عليها اوى .. كمان حلم لما شفتها حسيت فيها حاجه متغيره بس ملحقتش اتكلم معاها .. لما ترجع ان شاء الله و نطمن على عائشه هبقا اقعد معاها و افهم ايه الحكايه

كان يستمع الى كلماتها و هو يفكر.. اين كانت و ماهذا الاختلاف الذى لاحظه عليها … لماذا يشعر ان هناك شيء غريب بها .. شيء لا يفهمه و لم يعهده فيها من قبل ..تمدد على السرير و هو لا يستطيع التوقف عن التفكير فيها حتى انه لم يشعر بالوقت نظر الى جانبه ليجد جنه تنام باسترخاء و سلام و راحه و عاد ضميره يؤنبه من جديد ما ذنبها و بما اخطئت حتى يظلمها بتلك الطريقه .. الذنب ذنبه هو فقط

ظفر الهواء خارج صدره بضيق و استغفر الله فى قلبه و عقله و اطفئ النور و اغمض عينيه حتى ينام

******************

يآن بألم .. يبكي بصمت مختنق بتلك القيود لا يستطيع الفكاك منها يشعر بالنار تشتعل فى جسده من كثره الالم و ما يحدث فيه و هو لم يتخيله يوما .. غروره و كبريائه قد دهس تحت الاقدام دون رحمه او شفقه كما كان يفعل فيها … لم يكن يتخيل يوما ان يكون ثمن ما قام به غالي الى تلك الدرجه و هل سينتهى ذلك العذاب يوما او ستنتهى حياته اولا

  • يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حلم ) اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent