Ads by Google X

رواية انت سندي الفصل الاول 1 - بقلم ايمان سلامة

الصفحة الرئيسية

  رواية انت سندي كاملة بقلم ايمان سلامة عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية انت سندي الفصل الاول 1

الشخصيات:

١-خالد محامي شاب  عمره ٢٦ سنه طويل ورياضي البنية وسيم صاحب عيون عسلية  وشعر اسود ناعم وذقن حليق دائما بحكم عمله كمحامي 

٢- شمس بنت جميلة ذات  واسعة عسلية ملامح هادئة يشوبها الحزن متوسطة الطول ومحجبه طالبة بكلية أداب قسم ترجمة عمرها ٢٢ سنه

٣- يونس  والد شمس 

٤- أماني والدة شمس توفت عندما كانت شمس طفلة صغيرة ولكنها مذكورة في الأحداث

٤ - صالح والد خالد

٥ - صابرين عمة خالد وهي من قامت برعايته هو واخوه بعد وفاة والدتهم

٦ - هشام اخو خالد الاصغر  عمره ٢٤ سنه يشبه خالد الي حد ما ولكنه يختلف عنه في الطباع  

٧ - يحيي صديق خالد  ودفعته شاب طيب  و مرح واقرب الناس له وهو دائما يستشيره في كثير من الامور خصوصا ما يخص القضايا والموكلين

٨- مأمون : صاحب يونس والد شمس 

         ——————————————————

               ١  -  أماني 

المكان: مدينة الاسكندرية 

الزمان : ٢٠٠٧  

في احد  بيوت الاسكندرية الواقعة باحدي المناطق الشعبية البسيطة جلس يونس علي المقعد المتخاذل وهو منكس الرأس وعينه تبحث في مفرش المنضدة كأنه يعد مافيه من زهور جلست زوجته بجواره والحسرة تملأ وجهها الجميل

أماني : برضه خدت أخر فلوس في البيت وجبت بيها الهباب ده.. 

يونس: ……..

أماني : حرام عليك يا يونس انا مش عارفة ايه اللي جرالك ومش عارفة انت بتعمل كدة ليه ده احنا مكنش فيه حد زينا بيت وشركة وفلوس مين يصدق اللي جرالنا ده 

يونس : ……..

أماني : هو كل اللي يخسر في شغله ولا يواجه مشكله يعمل زيك كدة ويهرب من مشاكله بالشكل ده لحد ماكل حاجة تضيع .. لو كنت مسكت نفسك شوية وصلبت طولك ووقفت من تاني علي رجلك كان زمانك عوضت خسارتك وزيادة لكن بدل ماتعمل كدة دفنت راسك في الرمل ودفنتني معاك بالحيا وهربت بشرب الهباب ده اللي مبيجبش غير الخراب 

يونس : بعد صمت طويل وهو مازال علي وضعه وعينيه تتأرجح علي مفرش المنضدة صاح بها : يوووووووه كفاياكي بقي هتضيعي الدماغ هو كل يوم الاسطوانة دي لو زعلانة ع البيت والفلوس ومش عاجبك ياللا الباب يفوت جمل 

أماني وقد ترقرقت الدموع في عينيها: انا عارفة انك مش في وعيك والا مكنتش تقولي الكلام ده انا رغم كل حاجة هفضل جمبك ومش هسيبك بس لازم ترجع لعقلك الحاجات دي  مش هتخليك مبسوط بالعكس دي هتضيعك وتضيعنا معاك لو مكنش عشان خاطري يبقي عشان خاطر بنتك شمس مينفعش تشوفك كدة كل شوية دي عيلة ولما بتشوفك كدة بتخاف منك 

يرضيك تخاف منك وانت ابوها اللي المفروض يكون الأمان بالنسبة لها

زفر يونس بضيق وقد بدا عليه انه فاض به الكيل : يووووووه كفاية بقي انا ماشي ومش قاعدلك فيها

خرج يونس وصك الباب خلفه بقوه حتي قد بدا انه سينخلع من مكانه  أجفلت اماني ثم نظرت للباب المغلق بيأس  وبدأت الدموع تنهار علي وجهها الجميل وضعت رأسها علي يديها فوق المنضدة وانخرطت في بكاء مرير لا تعلم ماذا تفعل  ليعود يونس الذي كان لها كل الدنيا وقد وقفت امام كل معارض من اهلها لتكون زوجته وتركت مدينتها وحياتها وتعليمها الذي لطالما حلمت باستكماله لتكون معه وبجانبه .. دار امام عينيها شريط الذكريات لتنتبه علي يد صغيره تربت علي رأسها برقه

شمس : مالك يا ماما بتعيطي ليه 

ابتسمت اماني لمجرد سماعها صوت ابنتها الطفولي 

نظرت لعينيها الصغيرتان الجميلتان وقالت لها ابدا يا حبيبتي تعالي اسرحلك شعرك 

اجلست اماني شمس علي قدميها وراحت تسرح لها شعرها الذهبي الطويل الذي كان كخيوط الشمس ليكون لها نصيب من اسمها وراحت تغني لابنتها الصغيرة لتحاول ان تهديء وكي لا تشعر الطفلة بما يعتريها من حزن 

أماني : عارفة يا شموسة انتي احلي حاجة في حياة ماما 

شمس ببراءة : بجد؟ 

أماني : طبعا وانا بحبك اكتر من كل الدنيا دي نفسي تكبري وتبقي قوية ويبقي ليكي مستقبل كبير

ردت شمس بطريقة مضحكة : وابقي عروسة؟

أماني بحنان: طبعا بس الاول لازم تذاكري كويس وتبقي شطورة في المدرسة  عشان افرح بيكي وتكملي تعليمك لحاااااد ماتخلصي الجامعة عشان العلم ده اقوي سلاح

ردت شمس بفضول: يعني ايه؟

أماني : يعني هيخليكي تبقي قوية وتقدري تعتمدي علي نفسك لما تبقي دكتورة ولا مهندسة ولا مدرسة هيبقي ليكي وظيفة ومستقبل ياحبيبتي واوعي في  يوم تسيبي تعليمك عشان اي حاجة انتي فاهمة ؟قالت جملتها الاخيرة وقد تجمعت الدموع في عينيها 

نظرت لها شمس في عدم فهم ولكنها اجابت في طاعة محببة : حاضر يا ماما

اماني بحزن وكأنها تشعر انها لن تكون مع ابنتها عندما تأتي تلك الأيام: انا عارفة يا قلب ماما انك لسة يادوب عندك ٦ سنين ويادوب لسة داخلة المدرسة ومش هتفهمي الكلام ده بس بكرة يابنتي تكبري وتفهمي كلامي ده مين عارف هكون معاكي ولا مش هكون موجودة

شمس بطفولة: امال هتروحي فين يا ماما 

ضحكت اماني بحزن وحملت صغيرتها وقالت لها بحنان خليكي فاكرة الكلام اللي قولتهولك ده يا شمس دايما اوعي تنسيه واوعديني دايما تنفذيه وكل ماتنجحي دايما ادعيلي حتي لو مكنتش موجوده وعد يا شموسة

شمس وقد بدا النوم يتسلل لعيونها الصغيره وبدأت رأسها تغفو علي كتف والدتها وقالت بنعاس : اوعدك يا ماما

ذهبت اماني بصغيرتها الفراش وضمتها لتستغرق  في النوم لتفزع بعد وقت لا تعلم مقداره علي صوت دقات تكاد تفتك بباب البيت وصوت جهوري ينادي : يا يووووونس افتح يا يونس انا عارف انك جوه 

بهتت اماني ودب الرعب في اوصالها احتضنت صغيرتها وتسللت  بها خارج حجرة النوم المجاورة للباب متوجهة الي اخر المنزل لتبتعد بصغيرتها عن الباب وهذا الصوت المفزع حتي لا تفزع الصغيرة ولكن هيهات فالشقة صغيرة ولا تتعدي الصالة بضعة امتار بسيطة 

جلست اماني علي الارض في احد الاركان محتضنة صغيرتها ووضعت  يديها علي اذني الصغيرة حتي لا يصلها الصوت المرعب ووابل الشتائم الموجهة ليونس وسكان البيت 

الرجل بغضب رهيب: مش هسيبك يا يونس النهاردة يا قاتل يا مقتول يا فلوس البضاعة اللي شربتها يا روحك يا يونس 

شمس برعب : ماما هو عمو ده بيزعق  ليه وعايز ايه من بابا وبيخبط جامد ليه كدة

اماني في محاولة يائسة لتُطَمئِن صغيرتها  بصوت هامس لكي لا يسمعه الزائر الغاضب خلف الباب : متخافيش يا حبيبتي بابا هييجي دلوقتي يمشيه 

ركل الرجل باب الشقة بقوة فانكسر الزجاج وظهرت اماني وصغيرتها من خلفه للرجل الغاضب  وما ان ظهرت ملامحه المرعبه ووجهه المليء بالندبات صرخت اماني وراحت تردد في رجاء محموم يونس مش هنا والله يونس مش هنا سبنا في حالنا انا وبنتي ملناش دعوة ولكن الرجل راح يصرخ انت بتتحامي في مراتك وبنتك يا يونس طيب انا هعرف اجيبك

ادخل الرجل يده الضخمة ليفتح الباب من خلال الزجاج المكسور وماهي الا لحظات واصبح داخل الشقة راح يبحث عن يونس في كل مكان دون جدوي واماني تحتضن صغيرتها في رعب وتنكمش علي نفسها كمن تريد ان تختبيء داخل الحائط وليس فقط بجواره 

تعالت صرخات وبكاء الصغيرة فما كان من الرجل الا ان صرخ بصوته الهادر : اكتمي يابت صمتت الصغيرة في رعب 

ارتجفت اماني ووضعت يدها علي فم صغيرتها خوفا عليها من هذا الوحش وهي  مستمرة في الانكماش بجلستها في ركن الصالة وابنتها في حضنها وهمست في اذن صغيرتها متخافيش ياحبيبتي بابا هييجي دلوقتي يلحقنا 

سمع الرجل همسها فضحك بسخرية :  يلحقكم ده هو اللي هيبقي ورا موتكم الليلة دي تقدم الرجل نحو اماني والشر يتطاير من عينيه فارتعبت وغطت وجهها بيدها وهي مازالت محتضنة شمس تحاول ان تخبئها بيدها الاخري 

امسك الرجل بيدها التي كانت تغطي بها وجهها بقوة وجذبها بعنف  لتقف وهو يصرخ بغضب : جوزك فين يا ولية 

بكت اماني بحرقة : معرفش والله ما اعرف خرج من بدري ومقالش رايح فين معرفش عنه حاجة

الرجل : انتي هتنطقي ولا ادبحك الليلة دي انتي والسنيورة الصغيرة دي 

صرخت اماني : لاااا لأ ابوس ايدك بنتي ملهاش دعوة دي عيلة صغيرة اعمل فيا اللي انت عايزه بس سيبها

كانت شمس تشاهد الموقف برعب وهي ملتصقة بالحائط وتبكي بحرقة وتقول بطفولة سيب ماما يا عمو ربنا يدخلك الجنة سيبها يا عمو

الرجل رداً علي اماني : متقلقيش مانا هعمل بس هعمل فيكم انتوا الاتنين وضع الرجل يده علي رقبة اماني محاولا خنقها  انا هدفعه تمن البضاعة اللي شربها دي وهشرب من دمكم 

في تلك اللحظة ارتفع صوت يونس من خلفهم صائحا : سيبها يا سعيد  لحسن اخلص عليك 

التفت سعيد  ليجد يونس يقف علي باب الشقة ممسك بيده قطعة كبيرة من زجاج الباب المكسور 

قفز الشر من عيني الرجل وهم ليفتك بيونس وقد اخرج مطواه  من جيبه وقد فتحها وهو يقترب ليونس لما نشوف مين فينا اللي هيخلص ع التاني الليلة دي يا يونس  يا البضاعة يا موتك واجهه يونس وقد بدا عليه عدم الخوف وقد كان يحاول ان يلم شتات نفسه  بسبب السم الدي تعاطاه وقد امسك الرجل بتلابيبه ووضع المطواه علي  رقبته اهتز يونس وسقطت قطعة الزجاج من يده تاركة جرح غائر في يده لتصرخ اماني يووونس 

حانت من الرجل التفاته باتجاه صرخة اماني ليستغلها يونس محاولا الهروب من قبضة الرجل وقف يونس امام اماني وشمس قائلا لسعيد: اللي بيني وبينك مالوش دعوة بمراتي وبنتي انا قدامك اهو كدة كدة ميت اعمل فيا اللي انت عايزه وسيبهم 

رد سعيد بغضب اعمي:  لا هسيبك ولا هسيبهم يا تجيب بضاعتي يا هموتكوا هنا كلكم وهسيبك للأخر وهخلص عليهم قدامك

رد يونس بثبات يدل علي انه ليس في كامل وعيه البضاعة انت عارف اني خلاص مش هعرف ارجعهالك   حتي لو موتهم مش هرجعلك بضاعتك شوف عايز ايه عشان نخلص الموضوع 

في تلك اللحظة هجم سعيد كالاعصار علي يونس صارخا عايز اخلص عليك يا يونس التفت يونس  ليهرب من المطواة لتستقر بصدر اماني الواقفة خلفه 

حل الصمت مكان الصراخ  وكأن كل شيء توقف نظرت اماني للمطواه بذهول والدماء تنزف منها كالشلال يونس كأن اصابه الشلل وهو محدق لاماني والدموع تتجمع في عينيه صرخت شمس مامااااا وارتفع بكاءها ماما اتعورت

سقطت اماني وقد خارت  قواها ليتلقاها يونس  وهو ينظر لها بصدمه وقد تفق ينادي عليها اماني اماني متسيبينيش يا اماني انا مقدرش اعيش منغيرك انتي عارفة انك كل حاجة ليا 

امسكت اماني يد يونس بضعف و قد بدأت الدماء بالهروب من وجهها يونس وصيتي شمس 

شمس تتعلم يا يونس مهما حصل شمس يا يونس رفعت اصبعها بالشهادة وسقطت يدها من فوق يده وهو ينظر ليدها بذهول وقد سلمت روحها لبارئها .وتركت يونس كالتمثال بجوارها تتساقط الدموع من عينيه بصمت وصوتها يتردد في اذنيه بكلماتها الاخيرة .. شمس يا يونس

google-playkhamsatmostaqltradent