رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جعفر البلطجي الجزء (2) الفصل الثامن و العشرون 28
صفـ ـعها جعفر صفـ ـعة قوية دوى صوتها المكان وهو يصر خ بها قائلًا بغضب شديد:أُمي مش خا ينة يا زبا لة قطـ ـع لسان اللي يتكلم على أُمي كلمة مش كويسه انا أُمي أنضف وأطيب ست في الدُنيا
رفعت شيراز رأسها مجددًا ونظرت إليه وهي تُحاول أستيعاب أنه قد تم صفعها توًا، بينما كان هو ينظر إليها بغضب جحيـ ـمي وصدره يعلو ويهبط مِنّ شدة إنفعا لاته بينما كانوا جميعهم في صدمة كبيرة مما يرونه ويسمعونه
أبتسمت شيراز بجانبية وتهكم وقالت ساخرة:هستنى ايه مِنّ واحد أمه خطا فة رجالة وإبن شوارع
أكتست الحُمرة عينيه والتمعت الدموع في عينيه ولَم يستطع تمالُك نفسه لـ المرة الثانية وصفـ ـعها أقوى ثم لَم يُمهلها فرصة لـ فعل شيء وجذ بها بعنـ ـف مِنّ خصلاتها وهو يقول بغضب شديد:انتِ كدا حكمتي على نفسك بـ المو ت
وضعت شيراز يدها على يده الممسكة بـ خصلاتها وحاولت التحكم في نفسها ثم قالت بهدوء مُريب وهي تصق على أسنانها قائلة:سيب شعري يا جعفر … انا سكتلك على أول قلم بس مش معنى كدا إني هسكوتلك
نظر هاشم إلى أخيه نظرة ترقب وحذر بينما كان جعفر ينظر إليها وهو يقسم داخله أنه سيقـ ـتلها وجودها أمام عينيه الآن يُثير غضبه وجنو نه
نظرت بيلا إليه بحذر وقالت:جعفر انتَ هتعمل ايه … كدا غلط يا جعفر متتهو رش
جذ بها جعفر مرة أخرى وصق على أسنانه وقال:بقولك ايه بقى … انا جبت أخري معاكي ومبقتش حِمل اللي حصل زمان وبصراحة بقى انا كل ما بفتكر بتجـ ـنن أكتر وجوايا حاجه بتقولي أد فنك مكانك دلوقتي
نظرت إليه شيراز وأبتسمت قائلة:ومستني ايه … خايف مش كدا … خايف تحصل أمك الـ….
جذ بها جعفر وأخفض رأسها إلى الأسفل وقال بنبرة حادة:أمي دي عندي خط أحمر … عارفه الكارت الأحمر … دا معناه فـ الكورة طر د سواء كان لـ لاعب أو مدير فني … وفـ حياة جعفر بقى معناه ر قبة … مش طر د … انا لو طر دتك هكون برحمك يا عليا … انتِ مبتضحكيش على عيل انا عارف إن أسمك في البطاقة عليا … رانسي دا يا حبيبتي يتسمى لـ بنات حلوين كدا وكيوت لَكِنّ ميمشيش مع واحده حر باية زيك … سبحان الله يا شيخة باين على وشك إنك شـ ـرانية ومش سهلة … ولعلمك انا برضوا مش سهل … ولو سألتي عليا أي حد مِنّ اللي قدامك دول أو مِنّ تحت هيقولولك جعفر البلطجي مبيعتقش … يعني اللي بييجي على سكته يبقى الله يرحمه ويحسن إليه … بس لَما اللي تقـ ـع تحت إيدي عليا هانم اللي أمها قتـ ـلت أمي وأبويا بـ د م بارد وكمان حر قت البيت بيهم وهما جثث دي يتوجب معاها أحلى واجب
نظرت شيراز إلى ڤيكتور الذي كان يقف والبرود يُسيطر عليه لـ تقول:أوه … السا حر الملعـ ـون ڤيكتور بشحمهِ ولحـ ـمه هُنا … يا لها مِنّ مفاجأة رائعة … أنت مَنّ تمنعني إذًا مِنّ الأقتراب مِنّهُ
أجابها ڤيكتور ببرود وقال:ثانِ أكبر سا حر بعدكِ ماذا تنتظرين مِنّي شيراز … ثم أن جعفر صديقي وأنتِ تعلمين حق المعرفة أنني أفدي بـ روحي إلى مَنّ أُحبّ أليس كذلك سراج
أبتسم سراج أبتسامه جانبية ونظر إليها وقال:بـ الطبع يا صديقي … أنت أفضل صديق إذًا … يا لـ الحظ شيراز … أُشفق عليكِ كثيرًا
أبعدت شيراز يده عنّ خصلاتها ووقفت أمامه ترمقه نظرة حا قدة بينما نظر إليها جعفر نظرة أشمئزاز، تقدم ڤيكتور ووقف بجانب جعفر وقال:أنا بجانبك يا صديقي … لن أتخلى عنّكَ مهما حدث … أنت صديق وفي وتستحق الدعم والمساندة
نظرت شيراز إلى جعفر وقالت بنبرة تملؤها الحـ ـقد:انا بكر هك … بكر هك وبكر ه جنة ومها وهاشم … بكر هكم كلكم … كلكم المفروض يكون مكانكم التُرب مش هنا … كفاية إن أمكوا د مرت حياتنا وخا نت صاحبة عُمرها وأتجوزت جوزها مِنّ وراها … ايه … مش شايف أمك خر ابة بيوت … أه صح وهتشوفها كدا ليه ها … ما انتَ كنت صغير بقى ومش هتفتكر حاجه
أبتسم ڤيكتور وقال:بلى شيراز
نظرت إليه شيراز بحـ ـقد لـ يقول ڤيكتور:يُمكنه تذكر كل شيء
أنهى ڤيكتور حديثه ووضع راحته على رأس جعفر وهو ينظر إلى شيراز بتحدي، ولـ العلم فَهِمَت شيراز ما ينتوي عليه ڤيكتور ولذلك جاءت كي تمنعه ولَكِنّهُ أوقفها وهو يُشهر بـ يده اليُسرى نحوها لـ تتوقف شيراز مكانها وهي تضع يدها على رأسها وعلّت تأوهاتها وصر خاتها
نظر ڤيكتور إلى جعفر ثم إليها وقال بنبرة متحدية:جعفر سيعلم كل شيء والآن شيراز … لن أدعه في بئر تلك الهواجس والخرافات مِنّ أجل تحقيق ما تودينه … لن أدعكِ تقودين ذِمام هذه اللُعبة القذ رة مِنّ الآن فصاعدًا
نظر إلى جعفر الذي كان في هذه اللحظة يرى ماضيه يمُر أمام عينيه كأنه شريط فيلم مُسجل، يرى حنان والدته وحُبّها إليه والذي سُلِبَ مِنّهُ بـ القوة والقسو ة، يراها وهي تُعانقه بـ حُبّ وحنان، يراها تَحميه مِنّ والده الذي كان يَوَّد ضر به ومعا قبته
يراها تواسيه وتُطمئنه بـ أن كل شيء سيكون بخير ولن تسمح لـ أحد بـ المساس بهِ بسوء، حُبّها إليهم جميعًا وخوفها الشديد يجعله يوَّد البُكاء حتمًا
نظرت جنة إلى ڤيكتور الذي قال:جعفر الآن يرى ماضيه بـ الكامل … يرى والدته أمام عينيه الآن بعد مرور أربعة وعشرين عامًا
ألتمعت عينين مها وهي تنظر إلى أخيها الذي كان وكأنه مُغيب عنّهم، في عالم آخر غير الذي يتواجد بهِ، نظر ڤيكتور إليه وقال:سترى ما حدث في الماضي … وسترى مقـ ـتل والديك أمام عينيكَ الآن
*************
تقدم جعفر مِنّ والدته وهو يقول:ماما خلي مها تسمع كلامي بعد إذنك انا الكبير والمفروض تحترمني وتسمع كلامي
تركت شيري ما بيدها وجلست القرفصاء أمامه وهي تنظر إليه قائلة:مزعلاك فـ ايه مها يا حبيبي
جعفر بضيق طفولي:مبتسمعش كلامي وبتعاندني وتقولي لا مش هعمل كدا ولا هسمع كلامك مين فينا الكبير يا ماما انا مضايق مِنّها أوي
مسدّت شيري على خصلاته الشقراء وقالت بنبرة هادئة:انا هقولها دلوقتي وهخليها تسمع كلامك ومتزعلكش كمان … بس عايزاك توعدني وعد
نظر إليها وقال بتساؤل:وعد ايه يا ماما؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أخذت نفسًا عميقًا ثم زفرته وقالت:أوعدني إنك هتخلي بالك مِنّ أختك … تحافظ عليها … ومتخليش حد يضايقها ولا يزعلها مهما حصل … أختك وأخوك … وجنة … انتَ أكبرهم يا جعفر ولازم تخلي بالك مِنّهم
جعفر بجدية:أكيد يا ماما مها وجنة وهاشم أخواتي الصغيرين وانا هعرف أحافظ عليهم انا بحبهم وهما بيحبوني
ألتمعت الدموع في عينيها وقالت:أوعدني يا جعفر
مدّ يديه الصغيرة ومسح الدموع العالقة على جفنيها وقال:متخافيش يا ماما انا هحميهم وهخلي بالي مِنّهم بس متعيطيش عشان خاطري انا مبحبش أشوفك زعلانه
سقطت دموعها أكثر لـ يمسحها هو ثم ضمها إلى أحضانه وربت على ظهرها قائلًا:متزعليش انا أوعدك إني هخلي بالي مِنّهم
ضمته إلى أحضانها وهي تبكي وكأنها آخر ضمة، آخر دمعه سيمسحها بـ يديه الصغيرة التي عندما تُلامسها تستشعر بـ حنان لا مثيل إليه، وكأن يديه سحرًا لهُ تأثيره الخاص
دلفت شيري إلى غرفة صغيرتيها وجلست على الفراش الخاص بـ مها بهدوء وخلفها جعفر الذي وقف بجانبها وهو يعقد ذراعيه أمام صدره والضيق يحتل معالم وجهه وبجانبه هاشم الذي كان هادئًا
نظرت شيري إلى مها وقالت بهدوء:مها
نظرت إليها مها بينما أكملت شيري وقالت:زعلتي جعفر ليه يا حبيبتي … جعفر جه قالي إنه زعلان مِنّك
نظرت مها إلى جعفر وقالت:انتَ زعلان مِنّي
أشاح جعفر بـ وجهه إلى الجهة الأخرى لـ تحبى نحوه على الفراش حتى أصبحت أمامه، وبدون تردد كانت تُعانقه بـ يديها الصغيرة قائلة بنبرة طفولية رقيقة:انا آسفه يا جعفر
نظر جعفر إليها لـ يسمعها تقول:مش هزعلك تاني انا آسفه
نظر إلى والدته التي كانت تنظر إليهما بـ أبتسامه وحنان لـ ينظر إلى شقيقته مرة أخرى ثم عانقها قائلًا:خلاص يا مها انا مش زعلان مِنّك … انتِ أختي حبيبتي مقدرش أزعل مِنّك
رفعت مها رأسها إليه وقالت بنبرة سعيدة:بجد يا جعفر
نظر إليها وأبتسم قائلًا:بجد
شددت مِنّ عناقها إليه وهي تقول بسعادة:انا بحبك أوي
طبع قْبّلة لطيفة أعلى رأسها وقال:وانا بحبك أوي
نظر إلى جنة التي كانت تجلس في نهاية الفراش وتنظر إليهما بهدوء ثم أشار إليها قائلًا:تعالي يا جنة
أقتربت مِنّهُ جنة بهدوء لـ يُعانقها بحنان مع شقيقته مها، نظر إلى هاشم الذي كان واقفًا بجانبه وضمه هو الآخر وقال:انا بحبكوا أوي
أدمعت عيني شيري وقلبها يتراقص فرحًا وهي ترى ولدها البكري يأخذ أخوته الصغار إلى أحضانه ويُعانقهم بكل حُبّ وحنان في مشهد مؤثر ومُبهج
أعتدلت شيري في جلستها ونظرت إليهم وقالت بـ أبتسامه حنونة:انا مبسوطة أوي عشان قلبكوا على قلب بعض … وأتطمنت عليكوا دلوقتي … أسمعوا كلام أخوكوا الكبير ومحدش يقوله لا هو خايف عليكوا وعارف مصلحتكوا فين … مهما زعق ومهما أتعصب وشخط وزِعل أوعوا تسيبوه … أسمعوا كلامه وقولوله حاضر أخوكوا مش هيرضالكوا الأذى
نظرت إلى هاشم ومسدّت على رأسه بحنان وقالت:وانتَ كمان يا هاشم … انتَ كبير برضوا زيك زي جعفر بـ الظبط … خلوا بالكوا مِنّ أخواتكم البنات وأوعوا تخلوا حد ييجي عليهم مهما حصل أنتوا رجالة دلوقتي … لازم أوعيكوا مِنّ دلوقتي … أخواتكوا البنات دول أمانة … فاهم يا جعفر … فاهم يا هاشم
حركا رأسيهما برفق وهما ينظران إليها لـ تنظر إلى صغيرتيها وتقول:وانتوا كمان … تسمعوا كلام جعفر وهاشم … أتفقنا
حركت كلًا مِنّهما رأسها برفق لـ تبتسم هي وتفتح ذراعيها في الهواء قائلة:هاتوا حضن بقى
عانقوها أربعتهم لـ تضمهم هي بحنان إلى أحضانها وهي تُقْبّل رأس كل واحدٍ مِنّهم
*****************
كان ڤيكتور ينظر إلى جعفر بهدوء وها هو يرى مقتل والديه أمام أعينه الآن وإلى أي مدى ستتحمل جعفر هذه القسو ة
****************
“أيوه جايه يا اللي بتخبط أهو حاضر في ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”
صاحت بها شيري وهي تقترب مِنّ باب المنزل لـ يقول عدنان بـ إنزعاج:في ايه مين الهمـ ـجي اللي بيخبط كدا
فتحت شيري الباب لـ تصيح الأخرى وهي تدلف بعلو صوتها قائلة:انا يا روح الهمـ ـجي
شهقت شيري بينما نهض عدنان وهو ينظر إليها بصدمه قائلًا:انتِ ايه اللي جابك … وعرفتي إني هنا أزاي انتِ مرقباني ولا ايه
أقتربت مِنّهُ وهي تسحب صغيرتها المُمسكة بـ يدها قائلة بحدة وصر اخ:يا سلام دا اللي فارق معاك … بتعمل ايه عندها يا عدنان … ها … ردّ عليا بقولك
خرج جعفر ومعه هاشم وشقيقتيهما وهم ينظرون إليها وهم لا يفهمون شيء ولَكِنّ أستطاع جعفر فَهم ما يُقال وسط هذا الصر اخ المزعج والمتعب للأعصاب
عدنان بغضب:مراتي … أرتحتي كدا … شيري مراتي
نظرت إليه بصدمة كبيرة وهي لا تصدق ما سمعته، إنه يمزح بـ التأكيد، نظرت إلى شيري التي وقفت بجانب عدنان تنظر إليها بتوتر وهي لا تعلم ماذا تقول لها حقًا تشعر بـ الخوف والتوتر الشديد
نظرت إلى جعفر وأخوته وهي في حالة مِنّ الصدمة وكأن عصاه سقـ ـطت على رأسها توًا أو ما شابه، لا تستطيع التفوه بحرفٍ واحد حتى وكأن لسانها شُـ ـل عنّ الحركة
نظرت إلى صغيرتها التي كانت تُمسك بـ يدها تنظر إليها بهدوء ثم نظرت إلى عدنان الذي كان ينظر إليها بهدوء، حاولت تحريك لسانها ولَكِنّهُ يبدو وكأنه مقيد وكذلك ظلت تُحرك شفتيها على أمل أنها ستتحدث ولَكِنّها لا تفعل ذلك
نظرت إلى شيري نظرة تملؤها العتاب واللوم وكأنها تُخبرها لِمَ فعلتِ بي ذلك، أبعدت شيري بصرها عنّ مرماها وهي تشعر بـ اللوم الشديد
دام الصمت بينهم لبعض الوقت ويبدو أنه غير معلوم، وأخيرًا تحدثت والدموع تملئ عينيها وهي تنظر إلى عدنان قائلة:ليه يا عدنان … ليه تعمل فيا كدا وتكـ ـسرني الكـ ـسرة دي … ليه تروح تتجوز عليا مِنّ ورايا وياريتك أتجوزت أي واحده … أتجوزت صاحبة عُمري يا عدنان … جالك قلب تعملها
أجابها عدنان بثبات وهو ينظر إليها قائلًا:الحُبّ مش بـ إيدينا … مقدرش أحب حد أو أكر هه … انا حبيت شيري وطلبت الجواز مِنّها وهي رفضت عشانك بس انا ضغطت عليها … مقدرتش أتحكم فـ قلبي مِنّ ناحيتها إحنا بشر ومبنقدرش نتحكم فـ مشاعرنا وأحاسيسنا … مش دا كان كلامك برضوا
أبتسمت بتهكم وقالت ساخرة:وتروح تتجوز عليا مش كدا
تحدثت شيري بتوتر وهي تنظر إليها قائلة:انتِ فاهمة غلط ومحتاجه تسمعي وهتعرفي هو أتجوزني ليه
نظرت إليها وقالت بغضب وسخط:متوجهليش كلام … انا كلامي مع جوزي
نظرت إلى جعفر وأخوته ثم نظرت إلى عدنان وقالت بترقب وهي تُشير نحوهم قائلة بترقب:مين دول
نظرت شيري إلى أطفالها بخوف ثم نظرت إلى عدنان الذي قال:ولادي
لقد أصابت رصا صته صدرها بكل وحـ ـشية وعنـ ـف، لقد ضُر بت في مقـ ـتل عند سماعها إلى تلك الكلمة، نظرت إليهم مرة أخرى نظرة مطولة ونفسها الأمارة بـ السو ء تدفعها إلى أرتكاب العديد والعديد مِنّ الجر ائم الآن
وما هي إلا لحظة تحمّل في غاياتها الغد ر لـ تكون السـ ـكين في لمح البصر تستقر في ظهر عدنان، صر خت شيري عاليًا وهي تنظر إلى عدنان بـ عينين متسعتان، نظر عدنان إلى زوجته التي كانت تنظر إليه والحـ ـقد والغـ ـل باديان على معالم وجهها
سحبتها بعنـ ـف لـ يسقط جسده أرضًا، نظرت إليه كل واحدة مِنّهما لـ تنظر شيري إلى السـ ـكين التي كانت تحمّل د ماء زوجها وهي في حالة مِنّ الصدمة والذهول، وكأنها تُشاهد إحدى أفلام الأكشن
نظرت إليها الأخرى لـ تركض شيري هار بة في هذه اللحظة ولَكِنّ جذ بتها يد الأخرى مِنّ خصلاتها بعنـ ـف أسقطـ ـتها أرضًا دوّن النهوض مرة أخرى، وبدوّن سابق إنذار كانت السـ ـكين تستقر في ظهرها هي الأخرى
شهقت شيري بعنـ ـف بينما كانت الأخرى تُمسك السـ ـكين وتقوم بـ غر زها بعـ ـنف وحقـ ـد تحت أنظار الصغار الذين تيبست أجسادهم أرضًا، رفعت السـ ـكين وجعلت شيري تستلقي على ظهرها ونظرت إليها قائلة بحقـ ـد دفين:خا ينة … د بحتيني بـ قلب بارد … ايه الجـ ـحود اللي انتِ فيه دا … انا لو كنت شـ ـكيت فيكي واحد فـ المية لَما كنتي بتجيلي زيارة انا كنت خلـ ـصت مِنّك مِنّ بدري .. بس انا كنت غبيه وعا ميه وقتها وفكراكي طيبة … طلعتي زبا لة
أنهت حديثها وهي تغرز السـ ـكين بعنـ ـف في قدمها لتعلو صر خات الأخرى ألـ ـمًا، ويا لها مِنّ مو تة مؤ لمة، نظرت إليها وقالت:أتو جعي يا شيري أكتر … خلي عيالك يشوفوكي وانتِ بتمو تي قدام عنيهم ويعرفوا إنك خا ينه
كان جعفر ينظر إلى ما يحدث بـ عينين متسعتان وصدمه، لقد أصابته صدمة عصـ ـبية قوية لـ الغاية لـ تجعله يقف هكذا ويرى مو ت والديه أمام عينيه بـ أبشـ ـع الطرق
أخرجت السـ ـكين مِنّ قدمها ثم أتجهت إلى عدنان الذي كان يستلقي أرضًا ويتأ لم بصمت، جذ بته بعنـ ـف مِنّ قميصه وجعلته يستلقي على ظهره وقالت بحقـ ـد:وانتَ … انتَ بتمو ت قدام عيالك الخمسة .. بقى انتَ تتجوز عليا وجايب أربعة مِنّها … ست سنين وانا نايمة على وداني زي الهبلة معرفش انتَ بتعمل ايه … بس انا دلوقتي بصلح غلطي … لَما تمو ت انتَ وهي خا ينين قدام عيالكوا انا كدا أكون خدت حقي
نظر إليها عدنان وقال بنبرة متقطعة:انتِ اللي عملتي فـ نفسك كدا … انتِ اللي مكنتيش مهتمه بيا ولا كأنك متجوزة أصلًا … مليش ذنب إني بصيت برا وشوفت نفسي .. دا ذنبك انتِ … ذنبك إنك أهملتي مِنّ الأول … يبقى متلوميش غير نفسك ومتنسيش إني كنت بحب شيري في الأول وانتِ اللي وقـ ـعتي بينا عشان تتجوزيني انتِ وتحر قي قلبها … انتِ تستاهلي تمو تي مشنو قة … وبكرا أبني يكبر ويعرف كل حاجه ويعرف إن عليا أخته وهيعا قبها هي على كل حاجه انتِ عملتيها فينا … وعندي أمو ت مع شيري ولا أعيش لحظة واحدة معاكي … انتِ طالق
صر خت بغضب كـ المجنونة بهِ ثم دفـ ـعته أرضًا وسحبت السـ ـكين وغر زتها في جانبه وكانت تلك الضر بة القاضية لهُ، نظرت إليه شيري بصدمة ومعها جعفر الذي كان على حاله واخوته خلفه ينظرون إلى ما يحدث بهدوء فـ أكبرهم جعفر ست سنوات ويليه هاشم خمس سنوات وخلفه جنة ومها توأم ثلاث سنوات
أخرجت السـ ـكين ثم غر زتها في جسد شيري وفي نفس موضع ضر به عدنان والتي كانت القاضية لها أيضًا، أخرجت السـ ـكين ثم نهضت وهي تراهما يصارعان المو ت لـ تبتسم بحقـ ـد وهي تشعر بـ السعادة الكبيرة
جاءت كي تذهب أنزلقت قدمها وسقـ ـطت أرضًا ومعها صر ختها التي دوت في أركان الغرفة، نظر هاشم إلى والديه وهو لا يصدق ما يرى يشعر أنه تجمد مكانه ولا يستطيع الحراك
نهضت الأخرى وهي تتأ لم وتضع يدها على وجهها التي كانت مليئة بـ الد ماء التي تسيل مِنّ عينها اليُسرى، أبعدت يدها لترى د ماء تتساقط مِنّ عينيها، نظرت إلى عدنان وشيري اللذان كانا ينظران إليها ويبدو على معالم وجههما الرضا فقد نالت عقاب فعلتها عندما خطت خطوة واحدة إذًا ماذا سيحدث عندما تخطو باقي خطواتها
تركتهما وخرجت وهي تتوعد لهما بينما نظرا هما إلى أطفالهما وروحهما تُصارع الخروج والدموع عالقة في جفنيهما، نظر إليهما جعفر وسقطت دموعه أخيرًا بغزارة على وجهه
تقدمت مها مِنّهما ولَكِنّ مَنّعتها يد أخيها جعفر الذي أمسك بها وهو يمنعها مِنّ الذهاب إليهما، حَمّل هاشم شقيقته الصغيرة على ذراعه في نفس الوقت الذي كانت الأخرى تقوم بـ سَكب البنز ين حول جسديهما
نظر عدنان إلى شيري وأبتسم إليها وقال وهو يشهق:أشوفك فـ الجنة يا نور عيني
حَمّل جعفر مها وهو يضع يده الأخرى على عينيها وهي تبكي وتنظر إلى والديها، نظرا إليهم شيري وعدنان لـ المرة الأخيرة بينما في هذه اللحظة ركض هاشم بـ شقيقته ويليه جعفر
أشعـ ـلت الأخرى عود الكبريت وهي تنظر إليهما تحت أنظار صغيرتها، أزداد حقـ ـدها لـ تُلقي العود وتشتعل النيـ ـران سريعًا حولهما، علّت أبتسامه سعيدة ثغرها وبدأت تضحك عاليًا وهي ترفع رأسها عاليًا
ركض هاشم إلى باب المنزل وأنزل شقيقته ثم أمسك بـ يدها وركضا إلى الخارج ويليه جعفر ومها، ركض هاشم في جهة دوّن أن يلتفت خلفه وهو يعلم أن أخيه خلفه بينما خرج جعفر مِنّ البِنْاية وهو ينظر حوله يبحث عنّ أخيه وشقيقته
بينما كانت مها تبكي بجانبه، صرخ عاليًا مُناديًا أخيه قائلًا:هـاشـم … جـنـة
لَم يتلقى ردّ لـ يركض إلى الجهة المعاكسة ومعه شقيقته وكانت تلك آخر مرة يروا بها بعضهم البعض، توقف هاشم وهو ينظر حوله ليرى بـ أن أخيه ليس خلفه، سقط قلبه وهو ينظر حوله وصرخ قائلًا:جـعـفـر … جـعـفـر
وهُنا أيقن أنه أضاع أخيه وشقيقته الصغيرة، جلس هاشم أرضًا وضم جنة إلى أحضانه وهو ينظر حوله وسقطت دموعه دوّن توقف
بينما حلّ الليل سريعًا وساد الظلام المكان وكان جعفر جالسًا أمام شجرة كبيرة وهو يضم مها إلى أحضانه بقوة وكأنها ستذهب في أي لحظة كـ والديه وتتركه
كانت جميلة تَمُر في تلك اللحظة وهي تحمّل الأكياس البلاستيكية في يدها لـ تراهما يجلسان هكذا، توقفت وهي تنظر إليهما بتمعن لـ تقول:دول شكلهم ولاد ناس … أما أطلعلي بـ مصلحة مِنّهم
أقتربت مِنّهما بهدوء حتى وقفت أمامهما وقالت:انتَ مين يا سُكر
نظر إليها جعفر ولَم يتحدث لـ تقول هي:طب فين بابا وماما أنتوا تايهين
سقطت دموع جعفر وقال:لا بابا وماما ميـ ـتين
تحدثت جميلة بداخلها وقالت:ميـ ـتين .. طب دا حلو أوي
نظرت إليه وقالت:طب فين عمتو ولا خالو
جعفر:معندناش
جميلة بخبث:طب ما تيجيوا معايا
جعفر:انا معرفكيش عشان أجي معاكي
جميلة:أزاي بس دا انا خالتو جميلة انا قاعدة بدور عليكوا مِنّ الصبح بعد ما رجعتلكوا وعرفت اللي حصل
نظر إليها جعفر وقال:بجد … يعني انتِ أختك ماما
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه بتخابث لـ ينظر هو إلى شقيقته ويقول بسعادة:خالتو أهي يا مها مش هنقعد فـ الشارع يا حبيبتي خلاص وهنروح معاها
علّت أبتسامه خبيثة ثغرها وهي تقول:نستنفع مِنّكوا بـ قرشين حلوين بقى وتبقى حياتنا فُلّ الفُلّ
***************
أبعد ڤيكتور يده عنّ رأس جعفر وهو ينظر إليه بهدوء، بينما كان جعفر مازال كما هو ولـ الحق كانت تلك نفس الوقفة والصدمة التي كانت تلازمه عند لحظة مو ت والديه
نظر ڤيكتور إلى مها التي كانت ترى معه كل شيء والتي كانت هادئة لـ الغاية، سقطت دموع جنة وهي لا تصدق ما رأته لقد صُدمت حقًا، وضع سراج يده على كتفه ونظر إليهم وقال:جعفر شاف مو ت أمه وأبوه دلوقتي قدام عينيه … ولحظة منتمنهاش لـ أي حد فيكم
نظر جعفر إلى عليا الواقفة أمامه ومشهد مقـ ـتل والديه يَمُر أمام عينيه كأنه شريط فيديو مُسجل، وقفت الأخرى بجمود أمامه وكأن لَم يحدث شيء، تقدم جعفر مِنّها بهدوء وهو ينظر إليها
ظلّ يتقدم مِنّها وهو يقول بنبرة هادئة:أمك قتـ ـلت أمي وأبويا
نظرت إليه بترقب لـ يُردد هو قائلًا وكأنه مُغيب عنّ العالم قائلًا:أمك قتـ ـلت أمي وأبويا قدام عيني وعين أخواتي وقدامك
وقف أمامها مباشرةً ونظر إليها وقال:وانتِ بتكملي مشوار أمك … أمك المر يضة
أنهى حديثه وأمسكها مِنّ عنقها ودفعها على الأريكة لـ تسـ ـقط عليها وهو فوقها يُمسك بـ عنـ ـقها يضغط عليها قائلًا بغضب وصراخ:أمك قتـ ـلت أمي وأبويا
تقدم مِنّهُ سراج ورمزي سريعًا يحاولان إبعاده عنّها بينما كان هو يرفض تركها حية، حاول سراج جذبه عنّها ولَكِنّه كان لا يتأثر وكأنه يملُك قوى العالم أجمع لـ الأخذ بـ تا ره مِنّها
رمزي:أهدى يا جعفر هتروح فـ د اهية
بينما كان جعفر ينظر إليها وهو يقسم على عدم تركها حية لقد جاءت إليه بـ كامل قواها العقلية فلتتحمّل إذًا، أمسكت بـ يده وهي تنظر إليه قائلة بنبرة مكتومة:مش هتعرف تمو تني مهما عملت يا جعفر للأسف … عشان انا دلوقتي ساحرة … وبنتك هتكون تحت إيدي وهحسرك عليها وأخليك تمو ت بقـ ـهرتك عليها
ضمت بيلا صغيرتها إلى أحضانها وهي تنظر إليها بترقب لـ يقول جعفر بغضب:أقسم بالله ما هتلمسي شعرة مِنّها طول ما انا عايش
شيراز:حلو … يبقى تمو ت أحلى .. زي أبوك
جحظت عينين بيلا لـ ينظر إليها جعفر ويضحك قائلًا:تمو تيني … عند أمك يا عليا دا انا أسلو خك قبل ما تفكري فيها بس مجرد التفكير
جذبه سراج ورمزي بقوة لـ يعود إلى الخلف تاركًا إياها تأخذ أنفاسها، نهضت وهي تسعل وتنوي الخروج والذهاب، وقبل أن تخطو خطوة إلى الخارج كان جعفر يجذ بها مِنّ خصلاتها بعنـ ـف مِنّ الخلف لتعلو صر خاتها وهي تُمسك بـ يده وتشعر بـ ضعف قواها التي تنسحب مِنّها
نظرت إلى ڤيكتور الذي أبتسم وغمز إليها قائلًا:نعم أنا الو قح عديم الأخلاق الذي أخذ قواكِ الثمينة
نظر إليها جعفر وقال:صوّتي يا حياتي زي ما انتِ عايزه هنا عارفين إن اللي بيصر خ بيبقى وقـ ـع تحت إيدي وبيتأ دب
أنهى حديثه وجذ بها بعنـ ـف لـ تسقط أرضًا أسفل قدمه وتضع يدها على يده الممسكة بها، صر خت عاليًا ليقول هو بنبرة عالية:أصر خي أكتر مش هييجي حاجه جنب صر يخك شويه انا لسه معملتش حاجه … لسه معملتش حاجه يا لولي دا ترحيب بيكي بس
صر خت بهِ قائلة:انا بكر هك يا جعفر … بكر هك … بكر هك
جعفر ببرود:غنيها عشان جايه على مزاجي أحلى … وانا مبقرفش مِنّ حد قدك يا عليا … قولت هتعقل وتفوق بس طلعت الخلفة زبا لة وخدتي أو سخ صفة فيها … بس مش مشكلة انا بقيت بربي كبير وصغير دلوقتي متقلقيش هربيكي تربية عظيمة أوي
ڤيكتور:لكَ الإشارة الخضراء يا صديقي
أبتسم جعفر أبتسامه خبيثة ونظر إليها قائلًا:أُحبُك ڤيكتور
أنهى حديثه وجذ بها إلى الخارج مِنّ خصلاتها وهي مازالت على الأرض تصر خ، لَحِقَ بهِ سراج وهاشم وجنة ومها وڤيكتور وبيلا
نزل جعفر درجات السُلم وهو يسحبها خلفه مِنّ خصلاتها وهي تصر خ عاليًا لـ يخرج سُكان البِنْاية وهم يشاهدون ما يحدث، خرج جعفر مِنّ البِنْاية إلى الشارع وهو يسحبها قائلًا بنبرة عالية غاضبة:أخر سي
خرجت أم حسن ومعها نورا وكذلك تسنيم التي خرجت إلى الشرفة ومعها والده رمزي تشاهدان ما يحدث بذهول، تدخل هاشم في هذه اللحظة وهو يدفع أخيه بعيدًا عنّها قائلًا:انتَ بتعمل ايه يا جعفر
صاح بهِ جعفر وهو يقول بغضب:أوعى يا هاشم انتَ بتعمل ايه انتَ أتجـ ـننت
حاول جعفر مقاومته وهو يقول بغضب:أبعد انتَ يا هاشم انا هقـ ـتلها
صُدموا جميعهم وبدأو يتهامسون مع بعضهم البعض تعليقًا على حديثه هذا بـ العديد والعديد مِنّ التعليقات الصادمة
“هو دا جعفر اللي إحنا نعرفه يا جماعة” ، “دا أتجـ ـنن مِنّ أمتى وهو بيمدّ إيده على حريم دا مستحيل يكون جعفر”
نظر هاشم إليهم ثم نظر إلى أخيه نظرات عتاب وقال وهو ينظر إليهم:مفيش حاجه يا جماعه خلافات عائلية كبيرة شويه مش أكتر
نظر إلى شيراز التي كانت تتسطح أرضًا وشعر بـ الشفقة وبجزء صغير مِنّ العطف والحنين نحوها ولذلك أقترب مِنّها بهدوء تحت نظرات جعفر الغاضبة والحا قدة إليها
وقف أمامها ومدّ يده إليها بهدوء، نظرت شيراز إلى يده الممدودة ثم رفعت حدقتيها نحوه لتراه ينظر إليها ينتظر ردّاً مِنّها، مدّت يدها وأمسكت بـ يده لـ يجذبها بهدوء وتنهض هي متأ لمة
أسندها هاشم وهو يضمها إلى أحضانه برفق، نظر إلى جعفر الذي قال بنبرة غاضبة غير راضية:سيبها يا هاشم
نظر إليه هاشم وقال بنبرة تحذيرية:أغزي الشيطان يا جعفر دي أختك
صر خ بهِ جعفر بغضب قائلًا:دي شيطا نة … دي متستاهلش تعيش
أم حسن:في ايه يا ولاد مش كدا بتقطعوا فـ بعض كدا ليه دا شيطا ن ودخل ما بينكوا
نظرت إلى جعفر وقالت بعتاب:ليه كدا يا جعفر … ليه كدا يا ابني دا انا طول عُمري بقول عليك عاقل ورزين ليه تعمل كدا فـ أختك دا لحـ ـمك ود مك يا أبني كدا تبهد له قدام الناس كدا
نظر إليها جعفر وكان سيتحدث بغضب ويُنكر هذا ولَكِنّ منعته أم حسن قائلة بحزم:لِم لحـ ـمك يا ابني كدا غلط مهما عملت انتَ الراجل وانتَ توريها الصح مِنّ الغلط متجر جرهاش بـ المنظر المُـ ـهين دا قدام الرجالة
نظر جعفر إليها وهو يُحاول التحكم في نفسه لـ أطول وقت مُمكن فـ الجميع لا يعلمون الحقيقة دائمًا يحكمون مِنّ المظاهر الخارجية ولا يرون ما في الداخل
فَهِمَ هاشم نظرة أخيه ولذلك أخذها معه وعاد إلى شقته مجددًا بهدوء تحت نظرات الجميع، نظرت أم حسن إلى جعفر الذي كانت عينيه تتحدث بـ الكثير والكثير، ربتت أم حسن على كتفه وقالت:أستعيذ بالله وأغزي الشيطا ن وفكر عشر مرات ولو لقيت دا الحل الأنسب إعمله لَكِنّ متتسرعش فـ حُكمك عليها مهما كانت دي بنت وأكيد ملهاش غيرك تلجأله وأسمعها جايز تغير فِكرك
وما إن أنهت حديثها تركها جعفر وعاد إلى شقته مجددًا وخلفه بيلا ومها وجنه، دلف جعفر لـ يقف هاشم أمامها في مواجهة أخيه، وقف جعفر مكانه وهو ينظر إليه ليتحدث هاشم قائلًا بحدة:انا مش هسمحلك يا جعفر كفاية فضا يح
نظر إليها هاشم ثم إليه وقال:خليها تدافع عنّ نفسها … عليا ملهاش علاقة بمو تهم أمها السبب عليا كانت صغيره … وبعدين دي أختنا الكبيرة
جعفر بذهول وسخرية:والله … وايه كمان يا حِنَين هي لحقت تغسل دماغك
هاشم بحدة:جعفر انا مش صغير وعارف مين اللي بيستغفلني ومين لا … وبعدين وقت الحاد ثة عليا كانت صغيرة زينا اللي قـ ـتل أمها مش هي متاخدش حد بذنب حد تاني ملهوش علاقة انتَ أنتقا مك مِنّ أمها عما ك ولا ايه … دا انتَ حتى مراعتش إنها بنت زي مها وجنة … ايه قسو ة القلب دي
أقترب جعفر مِنّهُ حتى وقف أمامه وقال بغضب:وبمناسبة إنها عايزه تقـ ـتل أخوك دا مخلاكش تحس بـ خطر … مش خايف أخوك يتقـ ـتل … البت دي راجعة تكمل مسيرة أمها انا فاكر كويس هي قالت ايه لَما شوفت كل حاجه قدام عيني مِنّ شويه … قالتلها تكمّل عشان إحتمال تمو ت وتخلص علينا عشان تكون حققت غرضها
تحدثت أخيرًا وقالت:محصلش
نظر إليها لـ يلتفت هاشم وينظر إليها لـ تقول هي:هي اه قالتلي كدا بس انا مستوعبتش حاجه وقتها … انا كنت عيلة مش فاهمه حاجه … مش شايفه غير قسو ة أمها … ولعلمك ماما حاولت توصلك أول ما هر بت يومها بس انا أنقذتك وضللتها عنّك وانا عارفه مكانك … انتَ لولايا وقتها كنت زمانك مـ ـيت … ولو حابب إثبات انا مستعدة
أقتربت مِنّهُ ووقفت أمامه وأمام هاشم وهي تنظر إليه بهدوء، لحظات ومدّت يدها ووضعتها على رأسه وهي تنظر إليه عينيه قائلة:دي الحقيقة وتقدر تتأكد مِنّ ڤيكتور
*************
خرجت بعد أن أحر قت جثما نهما بكل قسو ة وهي تبحث عنّ جعفر في كل مكان قائلة بصر اخ:جـعـفـر … انـتَ فـيـن … جـعـفـر
خرجت عليا وهي تنظر إليها وإلى السـ ـكين التي تملؤها الد ماء وعَلِمت على ماذا تنتوي والدتها، نظرت إلى الجهة التي ركض بها جعفر ومعها عليا التي شعرت بـ الخوف وقبل أن تتحرك والدتها مَنّعتها هي وهي تقف أمامها قائلة:انا شوفته هر ب مِنّ هنا ومعاه بنت
أشارت إلى جهة أخرى غير التي ركض بها جعفر لـ تنظر إليها والدتها وهي تتنفس بعـ ـنف والحـ ـقد ظاهرًا على معالم وجهها، نظرت إلى صغيرتها وقالت:انا همشي دلوقتي وانتِ خلي بالك مِنّ نفسك لحد ما أرجع
تركتها وركضت إلى الجهة التي أشارت إليها عليا لـ تنظر هي إليها ثم نظرت إلى الجهة التي ركض مِنّها جعفر بهدوء
**************
أبعدت يدها عنّ رأسه وهي تنظر إليه قائلة:ڤيكتور
نظر إلى ڤيكتور الذي أقترب مِنّها ووقف بجانبها ووضع يده على رأسه لـ يرى جعفر نفس ما رأه مع عليا بـ الضبط، أبعد يده عنّه لـ ينظر جعفر إليها بهدوء مُريب
عليا:انا مليش ذنب … أمي ست شـ ـرانية طول عمرها ياما شوفت مِنّها قسو ة وحقـ ـد ومع الوقت أتعودت … كل ذنبي إني كنت موجوده وقت الوا قعة مش أكتر … ولو كنت أعرف إنها بتخطط لكل دا كنت عملت أي حاجه زي ما ضللتها عنّ طريقك … عدنان أبويا زي ما هو أبوك وأكيد زعلانه عليه ومتأثره بيه لحد دلوقتي … كان بيحبني وانا بحبه وعمره ما رفضلي طلب … بس دي نهايته في الآخر سواء حلوة أو وحشة
مسحت عينيها وقالت:انا أه ساحرة … زي ما حصل مع هاشم وجنة حصل معايا بس اللي خدوني كانوا سحرة … انا مش بطاردك ولا عايزه أأذيك … انا عايزه أقرب مِنّك زيهم لأني مليش غيركوا دلوقتي ويمكن الطريقة اللي كنت بقرب بيها غلط
جعفر بحدة:اه وانتِ عايزاني أصدقك مش كدا … فكراني عبيط مش كدا … بقولك ايه يا بت انتِ انا مبيدخلش عليا الشويتين دول … النسخة التانية مِنّ أمك المجر مة واقفة قدامي بتتمسكن وفكراني هتعاطف معاها بس لا يا حبيبتي انا شوفت كتير أوي في الدنيا دي وخلاص أتعلمت البرود والقسو ة ومبصدقش حد دلوقتي كل اللي بصدقه اللي بشوفه بـ عيني وبس
شيراز:طب ما انتَ شوفت … وشوفت إني مليش ذنب فـ أي حاجه حصلت زمان دي كانت حاجه بينهم هما انا مليش علاقة بيها
جعفر:طول ما جُملة أمك بتتردد فـ وداني صعب أصدقك … اللي أتلسع مِنّ الشربة ينفخ فـ الزبادي
ألتفتت تنظر إلى هاشم الذي كان يُتابع والهدوء يُغلفه وقالت:وانتَ … زيه
نظر إليها قليلًا وهو لا يستطيع تحديد مشاعره تجاهها، لا يستطيع وصف ما يشعر بهِ ولذلك أشاح بوجهه إلى الجهة الأخرى ولَم يتحدث، تفهمت أجابته ثم نظرت إلى جنة التي ما إن رأتها حتى أبتعدت أيضًا، لَم يتبقى سوى مها التي كانت لا تهتم مِنّ الأساس والهدوء يُغلفها
نظرت إلى الأسفل وحركت رأسها برفق ثم زفرت بهدوء، تحدثت وهي تنظر أرضًا قائلة:تمام … منزعلش مِنّ بعض بقى بعد كدا
عقد جعفر ذراعيه أمام صدره وقال ببرود:ودا أعتبره تهد يد ولا إنذار
نظرت إليه شيراز وقالت:تهد يد … انا حاولت أعمل معاكوا معاهدة صُلح بس مِنّ الواضح كدا إنها فشلت
أجابها جعفر بـ اللامبالاة وهو يقول:هي فاشلة مِنّ الأول بس محبتش أزعلك … شرفتي
رمقته شيراز قليلًا ثم حركت رأسها برفق ووضعت الوشاح على رأسها مجددًا، تركته وذهبت ولَكِنّها توقفت عندما سمعت جعفر يقول:شيراز
ألتفتت شيراز تنظر إليه لـ ينظر هو إليها قائلًا:اللعبة مخلصتش … والعد التنازلي بدأ
أبتسمت بجانبية وتهكم ثم في لحظة أختفت، نظر هاشم إلى سراج الذي كان يشاهد بهدوء، مسح جعفر على وجهه وهو يشعر بـ أنه سيفقد صوابه مما رأى
نظر إلى مها التي أقتربت مِنّهُ وعانقته، نظر إلى جنة التي نظرت إليه للحظات ثم أقتربت مِنّهُ لـ يضمها بـ ذراعه الأيسر ويليها هاشم الذي ضمه بـ ذراعه الأيمن، مثلما كان يضمهما وقت الحاد ثة
تحدث جعفر بهدوء قائلًا:لازم نتعلم نقـ ـسى شويه … مهما كانت بريئة وهادية لازم منصدقش … أديكوا شوفتوا أمكوا حصل فيها ايه زمان مش عايزين نكرر نفس الغلط تاني لازم نتعلم
نظرت جنة إليه وقالت:اللي شوفته انتَ ومها مكانش سهل صح
نظر إليها وقال:أيوه … متوقعتش يكون المنظر كدا … أُمّنا ما تت هي وأبونا بـ أبشع الطرق … أتمنى إنك متشوفيش اللي حصل انا حاسس إني عايز أفقد الذاكرة بجد عشان المشهد دا يتمسح خالص … المنظر مُتعب أوي يا جنة وصعب الجَـ ـلد أهوَّن مِنُه والله
شددت جنة مِنّ عناقها إليه وقالت:انا مش عايزه أشوف حاجه … كفاية منظرك مِنّ بعدها
زفر جعفر وقال:أنتوا اللي باقينلي دلوقتي فـ الدنيا … عايزكوا جنبي وفـ حضني انا مليش غيركوا بجد
نظر إليه هاشم وقال:انتَ عارف إني ممكن أفديك بـ روحي لو حبيت
نظر إليه جعفر قليلًا ثم قال:انتَ حبيبي يا هاشم
أبتسم هاشم لـ يبتسم جعفر كذلك ويضمه قائلًا:أينعم كل ما بفتكر إنك السبب الرئيسي في الليلة السودة دي بتجـ ـنن بس بقول أخويا برضوا ووارد يغلط زي ما كلنا بنغلط
أتسعت أبتسامه هاشم وقال:حبيبي يا قا سي
ربت جعفر على ظهرهما وقال بضيق مصطنع وهو يُبعدهما عنّه:خلاص بقى كفاية تلزيق ايه دا
أبتعد هاشم وجنة كذلك وهما ينظران إليه بـ أبتسامه لـ ينظر إلى مها التي كانت على وضعها هذا لَم تتحرك، حاوطها بـ ذراعيه وطبع قْبّلة مطولة على رأسها وشدد مِنّ عناقه إليها وهو يعلم ما تشعر بهِ في هذه اللحظة
__________________
“بس يا ستي دا كل اللي حصل”
نظرت إليه ثريا وقالت بذهول:يعني البت دي تبقى بنت مرأة أبوه اللي قتـ ـلت أمه وأبوه
حرك حسن رأسه برفق وهو يقول:الله ينور عليكي
وضعت أم حسن يدها على ذقنها وقالت بذهول:يقطـ ـعني وانا اللي كنت متعاطفة معاها وبدافع عنّها
أرتشف حسن ما تبقى في كأي العصير وقال:متتعاطفيش مع أي حد بعد كدا عشان بتقعدي تندمي بعدها أسبوع قدام
أم حسن بحزن وحيرة:أودي وشي مِنُه فين انا دلوقتي يا ربي
حرك حسن رأسه بقلة حيلة ثم نظر إلى نورا وأقترب مِنّها وحمّل صغيره الذي كان على ذراعيها وهو يُقْبّله قائلًا:انتَ ايه رأيك يا معلم فـ الحوار دا
أجابته نورا هذه المرة وقالت:وانتَ سيبته لوحده
نظر إليها وقال:جعفر محتاج يهدى ويقعد لوحده شويه
أم حسن:هو مِنّ ناحية يقعد مع نفسه فـ هو فعلًا محتاج يقعد مع نفسه
نورا:ومشكلتكوا محلتوهاش
حسن:أتعقدت أكثر والله يا نورا … معرفش ماله كدا مقفل مِنّ كله
نورا:أكيد هيهدى ويحلّ كل حاجه بهدوء
حسن:أتمنى والله
_____________________
صدح هاتفه بوصول رسالة إليه تتبعها أخرى، أقترب وأخذ هاتفه ونظر بهِ بهدوء ليرى رسالة مِنّ رقم دولي تحمّل بعض الكلمات المعقدة والغير مفهومة ولمعرفته عَلِمَ مَنّ الراسل
“أعرف أترجمها”
نظر إلى صغيرته التي كانت تقف أمامه، مال بجذعه بهدوء وجلس القرفصاء أمامها وقال:تعرفي أزاي
نظرت إليه ليان وقالت:إيميلي منحتني قوة التحدث بـ العديد مِنّ اللغات المختلفة مثل الهندية والبولندية والبرتغالية وغيرهم
وضع راحته على ذراعها وقام بتقريب الهاتف مِنّها قائلًا:ودي معناها ايه
نظرت ليان إلى الرسالة للحظات ثم نظرت إليه وقالت:دي رسالة مِنّ ڤيڤيك
جعفر بهدوء:ومين ڤيڤيك
ليان:مصاص د ماء
زفر جعفر بهدوء ومسح على وجهه ونظر إليها مجددًا وقال:عايز ايه
ليان:بيقول إنه لازم نروحلهم في أسرع وقت قبل ما يمو توا كلهم وشيراز تحـ ـتل الهند وتملاها سحرة
صق جعفر على أسنانه وقال بضيق:كان يوم أسود يوم ما شوفتها وسمعت أسمها
نظر إليها وقال:طيب انا عايزك تتواصلي مع ڤيكتور وتخليه ييجي … انا عايز أتكلم معاه
_____________________
“أقسم أنني لن أجعلها تنال ما تسعى إليه … سيهار نحن لسنا ضُعفاء أفيقي”
نظرت إليه سيهار بضياع وقالت:الأم ستُحـ ـتل لـ المرة الثانية ريشي
“لن يحدث”
نظرت إليه سيهار ومعها ريشي لـ يتقدم هو مِنّهما قائلًا:لن يحدث
عقدت سيهار ما بين حاجبيها وقالت:وكيف هذا
أبتسم ڤيڤيك وقال:الأم لَم تُحتـ ـل أولًا كي تُحـ ـتل ثانيًا … البريطانيون لَم يستطيعوا إحتلا لها لأننا كنّا ومازلنا نملُك جيشًا قويًا … ولن نسمح نحن لهم بـ أحتلا ل بلدنا … الجيش الهندي كان لهُ وصمة مِنّ ذهب في الماضي واليوم سنترك نحن أيضًا وصمتنا الذهبية
نظر ريشي إليه وقال:Vande Mataram
نظر إليه ڤيڤيك وقال:بالضبط … يجب أن نُعلنها مرة أخرى في شوارع مومباي … الجميع يهتف بـ أعلى صوته Vande Mataram … سنُحييها مرة أخرى
نقل بصره إلى سيهار وقال:هيا سيهار لا تستسلمي … مِنّ أجل الأم
نظرت إليه سيهار بهدوء قليلًا لـ يَمُدّ ريشي يده قائلًا:Vande Mataram
مَدّ ڤيڤيك يده ووضعها على يده وقال:Vande Mataram
وُضعت يد أخرى على يد ڤيڤيك وقال:Vande Mataram
نظرا إليه ليرى أبهي الذي تحدث وقال:ستبقى الأم دائمًا
وضعت سيهار يدها أخيرًا أعلى يد أبهي وهي تقول:Vande Mataram
نظروا إليها بينما كانت تنظر إلى نقطة فارغة، تحدثت قائلة:لا شيراز … ولا صمويل … ولا السحرة … ولا البريطانيون سيأخذون أرضنا … الهند الوطن … الأمن … الأمان … الدفء … الطمأنينة … أرض الأمن والأمان دائمًا وإلى الأبد
علّت الإبتسامة وجوههم لـ تنظر هي إليهم قائلة بقوة:لتحيا الأم دائمًا وأبدًا حتى وإن كانت دماؤنا هي الثمن
رفعوا أيديهم عاليًا وهم يصيحون عاليًا بقولهم “Vande Mataram”
_____________________
“أسمعتم ما سيحدث … يقولون أن الهند ستُحـ ـتل مِنّ جديد مِنّ قِبل السحرة”
نظرت سيهار إلى أصدقائها وقالت:أسمعتم … الجميع أصبح يعلم
أبهي:لن نسمح لتلك الفكرة الدنيئة تحتل عقولهم
نظر إليهم ڤيڤيك لـ ينظروا هم إليه بتعجب، تحدث ريشي وقال:فيما تُفكر أيها اللئيم أنا لا أطمئن لكَ
نظر إليهم ڤيڤيك وقال:أجعلوا الجميع يجتمع هُنا مساء اليوم … أُريد جميع الأهالي هُنا مساء اليوم
سيهار بتساؤل:ماذا ستفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليها ڤيڤيك وقال:ستعلمين مساء اليوم … الهند لن تُحـ ـتل
نظرت سيهار إلى ريشي وأبهي نظرة ذات معنى بينما تحدث ڤيڤيك وهو ينظر إلى أبهي وقال:أبهي أنت مَنّ سيتولى إخبارهم جميعًا بـ الحضور … في يديك الوقت … سبع ساعات مِنّ الآن
حرك أبهي رأسه برفق وهو يقول:حسنًا … سأترككم وأذهب حتى لا ينهدر الوقت
تركهم أبهي وذهب بينما تحدث ڤيڤيك وهو يوجه حديثه إلى ريشي قائلًا:وأنت ريشي ستذهب إلى دلهي غدًا وتُعلن ما سأقوله اليوم
حرك ريشي رأسه برفق وهو يقول:حسنًا
سيهار:وأنا ماذا سأفعل
نظر إليها ڤيڤيك وقال:ستكونين معي … سأطلب مِنّكِ بعض المهام
حركت رأسها برفق وقالت:حسنًا هذا رائع … وبقية أصدقاءنا
ڤيڤيك:في طريقهم إلينا لا تقلقي
ريشي:نعم نحن أربعة هنود فقط ولَكِنّ خلفنا جيشًا قوي ولن نُهزم
تحدث ڤيڤيك بقوة وجدية قائلًا:ريشي … أذهب وأجعل الجميع يقرعون الطبول … علامتنا الخاصة طبولنا … أجعل الجميع يخرجون ويقرعون الطبول ولا يهابون أحدًا … ليست سا حرة لعيـ ـنة كـ تلك ستجعلنا نخشى مِنّها ونتراجع … هيا
بدأوا ينصتون إليه ويجتمعون حوله وهذا أسعد ڤيڤيك فـ هذا مُراده الآن، جعل أهل مومباي جميعًا ينصتون إليه
“ستظل الهند كما هي … ستظل بلدتنا … ستظل الأم دائمًا وأبدًا … لا خوف … لا تراجع … لا هزيمة … جميعنا نستطيع هزيمتهم قوة واحدة ويد واحدة وروح واحدة … وبمشيئة الرب سنفوز ونُحافظ على بلدتنا”
“أجــــل”
هكذا أردفوا بها جميعًا بعلو صوتهم وقد أيقظ ريشي روح الأنتماء والعزيمة داخلهم، علّت أبتسامه ريشي بسعادة وأردف عاليًا وقال:فلتحيا الأم
وأخذوا يرددون خلفه بحماسٍ عالِ، نظرت سيهار إلى ڤيڤيك بسعادة وقالت:رائع ڤيڤ … هذا سيساعدنا كثيرًا
أبتسم ڤيڤيك ونظر إليها وقال:وهذا ما كنت أود حدوثه منذ زمن سيهار وها هو يتحقق
نظرت سيهار مرة أخرى إلى ريشي وقالت بهدوء:سنفوز … أنا أشعر بذلك
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية