رواية بنت العناني (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم منة عصام
رواية بنت العناني الفصل الثاني 2
ضربت ريان يده في الهواء لتسحب خصلات شعرها من يده بالقوة، لترفع اصبعها في وجهه: اسمع ياولد صابر أنا محترماڪ عشان أنت ولد عمي وڪبير العيله غير اڪده الله في سماه ڪنت حاسبتڪ علىٰ العملته دا.
أنا مش فاهم ڪيف ليڪي عين، ڪيف وأنتي صورڪ ماليه البلد، بدل ما تحبي علىٰ يدي إني سترت عليڪي.
تحدثت بنبرة ساخرة ولڪنها مليئة بالثقة: اسمع يا أبوبڪر أنت ماجبتنيش من سرير راجل، ولا شفتني بعينڪ في حضن حد أنا لو ڪنت في وعيي وقتها ڪنت نزعت قلبه من مڪانه بيدي.
ڪيف يعني ما ڪنتيش بوعيڪ، امال ڪنتي في بيته ازاي ياريان.
ڪيف دي ما تخصڪش، لما أقدر أثبت برائتي وقتها هتعرف لحالڪ، ولوقتها يا أبوبڪر ماتفڪرش إني ممڪن أعيش معاڪ وأنا شيله ليڪ جميل عشان أنت وأنا عرفين إن الجوازه دي ڪلها بالغصب.
جذب زراعها لينظر في عينيها قائلًا: ڪارهڪ ياريان وماطيقش ابص في خلقتڪ، بس ماعرفش ليه ڪل ماتنطقي اسمي بنسى العالم و…جحظت عينيها حين باغتها بقبلة ڪادت لتطول إلا أنها صفعته علىٰ وجهه لتشتعل نيرانه… نظر لها بملامح جامدة ليصرخ في وجهها: أنتي اتجنيتي ڪيف تمدي يدڪ عليا؟!
وانت ڪيف تقرب مني ڪده؟
أنتي مرتي.
وأنا قولتلڪ إني اهنه بس عشان أبوي عشان ڪلمته، وأني أول ما اثبت برئتي هسيبلڪ البيت، ولوقتها أوعاڪ تقرب مني.
أدار زرعها للخلف لتلتصق بظهرها في صدره: اسمعي لو رفعتي يدڪ عليا تاني هقطعهالڪ، أنا أبوبڪر ياريان يعني رجاله بشنبات بتهابني، وأنا مش هسمح أبدًا إنڪ تقللي مني.
ڪانت تستند برأسها علىٰ عضام صدره لتبعدها ومن ثم تضرب برأسها علىٰ صدره بڪل ما أوتيت من قوة: أنت ناسي يا أبوبڪر إني ترباية منصور ولا ايه وإنه رباني وسط اربع صبيان يعني العملته دا أقل هزار بنهزر بيه سوا.
أهو أنا ماخبرش ڪيف اخواتڪ ماشربوش من دمڪ عاد.
ليه وأنت نسيت إنڪ وقفت قصادهم وقولت عيلة اليماني ما تقتلش بت من بناتها مهما حصل؛ وقتها حسيت صُح إن ليا ضهر وإنڪ مصدق إني شريفة لڪن ماڪنتش أعرف إنڪ سبتني أعيش عشان تزلني.
.
ترڪها ورحل ليراه ناصر وهو يخرج من الدوار…أبوبڪر؛ علىٰ فين ياولدي؟
خارج يابوي ماطيقش البيت نار شاعله جواي لو خرجت هتولع في الڪل.
أنت صُح لقيتها مش بنت؟؟
مامستهاش يابوي أنا وافقتڪ وتجوزتها غير اڪده ماقدرش يابوي ماقدرش، ومن ثم ترڪه ورحل …
وقف أبوبڪر بسيارته علىٰ حافة منحدر ليستجمع ڪل ما مر…تذڪر تلڪ القُبلة التي لم تدوم طويلًا؛ تذڪر ڪم عدد المرات التي تمنى فيها تلڪ القُبلة، ثم تذڪر ذاڪ القلم ليشعر أنه يستحقه؛ عاش ثلاثون عامًا يعشقها سرًا يراها تڪبُر أمام عينيه يراقب ڪل خطواتها يسعد حين يراها تُلقن أحدهم درسًا لأنه فڪر فقط في التطاول عليها، يُأنب نفسه ڪيف قصر أيُعقل أن لها أسرًا وعلاقات هو لا يعرفها ڪيف وإن وضعت وسط الرجال ڪانت منهم، لماذا وافقت علىٰ ماحدث طوال عمرها تفتخر بنسبها، شرفها، وأنها فخر عائلة اليماني، تخبط بين أفڪاره، ظل يرتتم بين الماضي والحاضر إلىٰ أن أرهقته الذڪريات فقرر أن يعود ويرتمي بين زراعيها ويسمع منها عن ڪل ماحدث…
.
وصل أبوبڪر لغرفته ليجد ريان نائمة بصورة طفولية حيث ڪانت تلصق فخذاها إلى صدرها وتضمم زراعيها أمامها، ترتدي بيجامه ستان سوداء اللون وشعرها مُبعثر علىٰ وسادتها…ظل ينظر لها بهيام متناسيًا ڪل ما حدث يشعر بطبول تقرع بقلبه هي الأن زوجته، شعور أشبه بالحرب بين الرفض والقبول… اقترب منها أبوبڪر وتمدد جوارها ليحدها تُتمتم بڪلمات غير مفهومه ولڪنها تنتفض، مد زراعيه ليضمها إليه ظل يُداعب خصلاتها إلىٰ أن غلبه النوم ونام وهي بين أحضانه.
في منزل جمال العناني …أنا مش موافق علىٰ البيحصل دا يابوي ريان لازم تم.وت دي خاطية وعاره مايتغسلش بجوازها عارها يتغسل بال.دم.
بس يا أمين ياولدي ريان اتجوزت من أبوبڪر ولد عمڪ ناصر ودا ڪبير العيله ومحدش يقدر يعارضه.
لحد ميتى يابوي هنفضل تحت أمر ناصر وولده، أنا مش موافق علىٰ قرارهم أنا هق.تل ريان واليحصل يحصل.
بدڪ تق.تل ريان عشان عارها ولا عشان عشقتها وخدها أبوبڪر.
ضرب أمين يده بڪل الصحون علىٰ الطاولة، أنا ماعشقش حد يابوي أمين جمال اليماني لو عاز حاجة هيخدها.
وفي دوار منصور العناني…اجتمع منصور مع رجاله الأربع ليتحدث أحدهد…ليه يابوي ماسبتناش نقت.لها ليه يابوي ڪنت سبنا نغسل عارنا.
ڪيف ياولدي اسبڪم تق.تلوا ريان دي رباية أيدي، آه ڪنت حاسس إن قلبي راح يخرج من مڪانه بعد الحصل بس ولو دي بتي أعيش بعارها ولا أعيش وأيدي مليانه بدمها.
والله يابوي دلعڪ فيها دا هو الجبلنا العار، ولولا أبوبڪر ڪنا فضلنا دفنين راسنا في الطين قصاد البلد ڪلها.
.
نرجع لأبوبڪر وريان…في الصباح؛ تململت ريان وتفتح عينيها لتجد نفسها بين زراعين أبوبڪر… استيقظ علىٰ صراخها، ليمسح عيناه بظهر يده لنظر لها مستفهمًا؛ بتصرخي ليه عاد
أنت أي النيمڪ هنا ڪيف تنام جمبي.
قام من حوارها ليتحدث ساخرًا أنا حر أنام مڪان ما حب وبعدين أنتي مرتي، استدار ليدخل الحمام.
أوقفه صوتها؛ أنت مصدق إني مظلومه ياأبو بڪر؟؟
استدار لها ثانيةً ليعود إليها: مصدق أو لا مش هتفرق ڪتير، هتفضلي مرتي وهفضل ادافع عنڪ حتىٰ لو مصدق إنڪ خاطيه.
خدتني في حضنڪ ليه، وليه منعت خواتي يقتلوني.
ترڪها ودخل يأخذ حمامه…بعد أن انتهى وجدها قد حضرت ملابسه وملابسها لينطق: إنتي راحة فين؟
نزله علىٰ شغلي.
شغل أي ياحرم الڪبير.
أنت فاڪر عاد إنڪ هتشغلني خدامه وتمنعني عن شغلي.
اقترب منها: ريان ماتندمنيش علىٰ أسلوبي معاڪي، أنتي مرت أبوبڪر يعني مرت الڪبير، وأنتي تعرفي صُح إن الحُرمه حدانا ماتخرجش من بيتها قبل مايمر شهر علىٰ جوازها.
بتتحدت صُح علىٰ الأصول، ولا خايف من ڪلام الناس؟
ناس مين ياريان، أنا اليتحدت عنڪ اقطع لسانه، أنا مش محتاج أڪدب عليڪي يعدي شهر وتنزلي شغلڪ وماحدش هيقدر يرفع عينه فيڪي.
صعدت فوق السرير وأمسڪت بعبائته لتضعها علىٰ ڪتفه وهي تقول: تڪونش بتحبني ياأبوبڪر.
استدار لها لتضع عمامته علىٰ رأسه لينطق: وأنتي تفتڪري أنا ماقتلتڪيش ودفنتڪ تحت رجلي ليه؛ ماهو لولا الملعون قلبي ماڪانش دا بقى حالي.
بس أنت ڪنت رافض تتجوزني.
ڪنت رافض أڪون بديل، رجولتي منعاني، بس قلبي مانعني هو ڪمان أوريڪي النار البتاڪل فيه.
ترڪها وغادر الغرفه ليدخل المندره حيث اجتماعه مع ڪبار رجال البلد …دخل أبوبڪر وهو رافع رأسه يحمل بيده نبوت والده ليتوسط المجلس وهو يأذن للجميع بالجلوس، نزلت ريان خلفه لتراقبه من بعيد وهي تتأمل شموخه تنظر له وڪأنها تراه للمرة الأولى محدثةً نفسها: ڪيف ڪل السنين دي ڪنت بعيد وبڪرهڪ وأنا معرفش حاجة عنڪ، معقول عمي ڪان عنده حق لما قال إنڪ الڪبير، ڪل دول رجاله مستنيه الأذن منيڪ عشان تبدء شغلها…لمحها أبوبڪر وهو في مجلسه لينظر لها بعينيه لتصعد إلىٰ غرفتها، ولڪن قبل أن تتحرڪ…
أمسڪت والدت أبوبڪر بزراع ريان قائلة: وقفه ليه اڪده وڪيف نزله من غير طرحتڪ معقول الفُجر دا، أنتي نسيتي إن خلاص الحياة الڪنتي فيها دي وعيشاها علىٰ ڪيفڪ انتهت، أنتي اهنه للأسف مرت ولدي مرت الڪبير ولازم تنسي تربايتڪ العفشه دي من اللحظه دي.
أنا اتربيت ربايه زينه يامرت عمي ولو مش عجباڪي ربايتي تقدري تقولي لولدڪ يطلقني لڪن تغلطي فيا وفي تربيتي ما قبلش أبدًا.
رفعت سَعاده يدها في الهواء لتنزل بها علىٰ وجه ريان لتتفاجأ في أخر لحظة……
•تابع الفصل التالي "رواية بنت العناني" اضغط على اسم الرواية