Ads by Google X

رواية حلم الفصل العشرون 20 - بقلم سارة مجدي

الصفحة الرئيسية

  رواية حلم كاملة بقلم سارة مجدي عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية حلم الفصل العشرون 20

 

يقف على باب غرفتها ينظر اليها وهي تكمل زينه وجهها … يتأمل مفاتن جسدها الذي يمتلكة ويتصرف فيه كيفما يشاء … ف عدنان لا يحب عدنان يمتلك فقط … كانت عيونها تنظر اليه عير المرأة وهي تتذكر كل ما حدث حين دخل عليهم في الشالية

الموقف كان حقا اصعب من التخيل صحيح هي معتاده على ذلك لكن احمد كان بعيد تماما عن عدنان ليس من زبائنه المعروفين كيف عرف به … هي واحمد كما ولدتهم امهم ويقف امامهم عدنان واثنان من رجاله

للعجب هو لم يتكلم وذلك جعلها ترتجف من الخوف … إذًا القادم اصعب من التخيل … اشار لاحد رجاله وبدء في التصوير … احمد يحاول ان يخفي وجهه عن الكاميرا لكن لا احد منهم يعطيه فرصه حاولت هي ان تقلب الموضوع لصالحهم حاولت اقناع عدنان انها كانت تحاول اخذ الكثير من المال من احمد كما عودها عدنان ان تأخذ كل ما تستطيع اخذه من زبائنها … وانها لا تستطيع الابتعاد عنه وان كل ما حدث كان مجرد لعبه لكن رده كان صفعه واحده اسقطتها أرضا

بعد ذلك لا تتذكر ما حدث ولم تعرف شيء عن احمد الا بعدها بأسبوعين

هي تعلم انه موجود في الكبارية لكن لا تستطيع الوصول اليه مهما حاولت

دلف عدنان الي غرفتها وقال وهو يجلس براحه فوق الأريكة ولوح لها بشريط فيديو

-السهرة النهاردة مختلفه … جهزي القعدة

وبالفعل قامت بكل ما أمرها به .. من وضع زجاجه الخمر المفضله لديه وبعض التسالي والاشياء الاخرى وارتدت ملابس تكشف اكثر مما تستر وجلست جواره

وبدء عرض الفيلم …. لتشهق بصدمة وهي ترى احمد في ذلك الوضع المخل مع رجل اخر من رجال عدنان … صوت صرخات احمد وتوسلاته كانت تجعل جسدها ينتفض بقوة …. لم تعد تحتمل ظلت تتوسل عدنان ان يغلق الفيديو

ولكنه ظل يتأملها بسعادة … لعدة دقائق ثم اغلقه وخيم الصمت عليهم الا من شهقات بكائها … اقترب من أذنها وقال بصوت كفحيح الافعى

-ده جزائه علشان كان فاكر نفسه يقدر يخدع عدنان وياخد مني اللي انا مش عايز اديهوله

ثم لف خصلات شعرها على يديه وجذبها الي الخلف بقوة حتى تصبح عينيها في عينيه وقال

-اما أنتِ بقا يا حلوه … فده اخر انظار ليكي والا

واخرج من جيب بنطاله زجاجه صغيرة واكمل

-الجمال الحلو ده نشوهه ونقرا عليه الفاتحة

كانت تبكي بخوف وصدمة … رغم معرفتها بجبروت عدنان كونه قواد على مستوى عالي ويتعامل مع شخصيات كبيرة وذو سلطة لكنها ابدا لم تتخيل ان يصل انتقامه الي ذلك الحد

عادت من افكارة على يديه التي تحاوط خصرها مرافقه مع كلماته

-زبون النهاردة ده A كلاس يعني تخلي بالك ومش عايز شكرى مفهوم

اومأت بنعم … وسؤال بداخلها لا تستطيع نطقه لكنها حقا قلقه وتريد ان تعرف مصيرة

وكأنه شعر بها او اراد ان يخيفها اكثر فقال وهو عند الباب

-متفكريش فيه .. هو خلاص بقا طوع ومش هينجيه من اللي هو فيه غير الموت … ده لو انا سمحت انه يموت

وضحك بصوت عالي وهو يغلق الباب خلفه … لتقول من بين دموعها

-شيطان … شيطان ربنا ياخدك

~~~~~~~~~~

مرت ايام العزاء ثقيله على الجميع بين صدمه موت بركات بتلك الطريقه و ما وصلهم من اخبار احمد الصادمه

و قرار مصطفى بعد موت والده … ان العذاء سوف يكون على روح والده و احمد من اليوم سوف يعتبره ميتا .. يكفى ما طالهم من فضائح بسببه .

كانت كل من نوار و عائشه غير قادرين على الاستيعاب و التصديق او حتى تخيل ان ما حدث و شاهدوه بأعيونهم حقيقه و واقع شاهده الجميع ايضا .. متقبلين قرار عمهم .. فهم بالاساس يعتبروا نفسهم ايتام الاب و الام

و كل من الشباب الثلاث فى حاله صدمه لا تختلف كثيرا عن صدمه الفتايات … ان انتقام الله اكبر و اعظم حقا… و لكن ذلك الانتقام سوف يطولهم ايضا كيف يرفعون راسهم امام الناس الان اذا عرف هذا الامر سوف ينتهوا جميعا و بلا رجعه لذلك رحبوا ايضا بقرار والدهم … و لكن ما يشغل بالهم حقا هو من ارسل ذلك الفيديو و ماذا يريد و ما الهدف لم يتصل احد و لا يعلمون مصير عمهم و لا ماذا سيحدث فى المستقبل

كانت جنه تشعر بالصدمه و ينتابها شعور عدم التصديق … ان المظاهر حقًا تخدع انها كانت ترى دائما عائله حلم عائله متكامله قويه و كبيره … عائله حلمت بها كثيرا و حلمت ان تكون جزء منها … لكن الصوره الخارجيه تختلف تمامًا عما بداخلها … و هاله العائله الكبيره و العريقه والمتامسكه خلفها تفكك و مشاكل لا حصر لها … و ايضا فضائح استطاعوا ان يخبئوها لسنوات دون ان يكتشفها احد .. لكن لماذا تندهش فحلم طوال حياتها تتجنب الحديث عن عائلتها .. و هى حقا لا تعلم عنهم سوا الصوره الخارجيه فقط

*********************

كانت نوار تفكر ما هو مصيرها الان مع غسان .. لقد اصبحت لا تصلح له بكل المقايس انها لا تنجب و فضيحه والدها مع اتهاض حماتها لها .. انها لم يعد لها فرصه مع غسان .. و عليها الابتعاد عنه .. قبل ان يبتعد هو .. والدته لن تتركه يبقا معها .. و لماذا يبقا معها .. لما يظل مع عاقر بائسه و لديها والد كوالدها

كانت حلم عكس اختها تماما .. انها هادئه مستريحه .. تنظر الى كل ما يدور حولها و كأنها تشاهد فيلم تعلم نهايته .. تشعر بالسعاده و ايضا الانتصار لا تبالي لنظرات زوجه عمها الشامته و لا بخواء عيون عمها .. و لا بالتفكير الواضح على ملامح غسان .. او حتى النفور على وجه يوسف .. و لا ذلك السؤال العالق فى عيون جنه … و حتى تلك الحيره فى عيون راغب لا تهتم بها .. ان القدر قرر ان ينتقم لهم و لوالدتها بطريقته الخاصه و هى راضيه عنها تماما

تعلم ايضا ان صمام الامان الذى كان يوقف انفجار زوجه عمها قد نزع .. و هى فى انتظار اندلاع تلك النار التى سوف تأتي بالاخضر و اليابس .. ابتسمت ابتسامه صغيره و هى تعد فى عقلها تنازليا 10,9,8,7

و عند عائشه هى لم تشغل عقلها بالتفكير فى حماتها .. او ما هو موقف يوسف و لكن ما شغل عقلها حقا .. اخوتها .. و محاولتها لفهم سبب ما حدث لوالدها

احمد بركات .. الرجل البارد الذى لا يهتم لاحد .. كيف وصل به الحال .. ان يحدث فيه ماحدث.. تعلم جيدا .. ان الجزاء من جنس العمل .. و من استهان بأعراض الناس و شرفهم لابد له من دفع الثمن و بنفس الطريقه .. بداخلها احساس بالسعاده يجعلها تشعر بالتوازن النفسي .. و ايضا حزن قوي … فهم ايضا يدفعون الثمن و يشعرون بالخجل و العار

هي ايضا تعلم جيدا .. ان النهايه قد اوشكت .. و ان الصمت لم يعد خيار .. و ان البركان الخامد لسنوات .. و الذى بدء منذ مده قليله يلقي ببعض حممه عليهم .. وصل به الامر الى نهايته .. و انفجاره وشيك

توجهت الى غرفتها هى حقا لم تعد تحتمل تلك السيدات المعزيات و لا ذلك اللون الاسود البغيض و لا تلك الكلمات الكاذبه التى تقال لهم او يردون بها … تريد ان تطلع على التحاليل الخاصه بنوار و تكتشف الحقيقه التى تستشعرها منذ زمن .

**********************

لم يمر الكثيرمن الوقت على رحيل اخر المعزين .. لتقول رقيه بحقد دفين

– الحقيقه اتكشفت .. و الفضايح بانت و كل واحد دلوقتي عارف مقامه كويس و البيت ده مينفعش يفضل فيه امثال احمد و اشباهه

انتبه الجميع اليها و الجميع فى حاله ترقب ..و قلق الا حلم التي تبتسم بهدوء .. لتكمل رقيه كلماتها السامه

– انا ميشرفنيش ان مرتات ولادي يكون ليهم اب زي ده حتى لو كان اخو جوزي

و نظرت الى حلم بتشفي و اكملت

– و الحمد لله ان راغب موقعش وقعه اخواته نفد بجلده

وقف يوسف امام والدته بعيونه شديده الحمره من الارهاق و الضغط النفسي و ايضا الغضب و قال مستفهما

– تقصدي ايه يا ماما ؟ و عايزه توصلي لايه بكلامك ده؟

– اقصد انك انت و غسان لازم تطلقوا عائشه و نوار .. انا ميشرفنيش ان دول يكونوا مرتات ولادي و لا امهات احفادي

قالت رقيه بأقرار و بشكل مباشر دون مراوغه .. ثم نظرت الى نوار و اكملت بسخريه

– ده لو قدروا يعني يجيببوا احفاد

اقترب يوسف خطوه واحده فى نفس اللحظه الذى وقف فيها غسان بتحفذ و قلق ليقول يوسف مستفهما

– بأي حق بتطلبي مننا نطلق مرتاتنا

– انا مش بطلب يا يوسف .. انا بأمر

اجابته رقيه بغرور و اصرارو اكملت قائله

– و بحق انى امكم

ليضحك بصوت عالى و نظر الى الجهه الاخرى بصدمه ليقترب غسان و قال بأقرار

– انا مش هطلق مراتي .. و محدش له الحق يطلب مني ده مش يأمرني بيه .. حتى لو انت يا أمي

كان مصطفى صامت تماما ينظر الى ما يحدث بعيون خاويه .. هو لم يتخطى صدمه اخيه و لحقتها صدمه موت والده .. و الان يري عائلته تتفكك رغم قراره القوى فى حق احمد الا ان ما يراه الان صدمه

اقتربت جنه من راغب تحاوط ذراعه بذراعيها بخوف .. و كان هو ينظرالى والدته باندهاش .. يعلم انها حزينه على غسان من اجل عدم انجابه حتى الان .. و غاضبه من حلم و كل ما حدث له منها .. لكن ما سبب تحاملها على عائشه .. و ايضا كل ما حدث لا يعني ان تخرب بيت اخوته اوان تفكر فى طلاقهم .. من اين لوالدته كل هذا الكم من الغضب و الكره

ظلت حلم جالسه جوار نوار تضمها الى صدرها بحنان خاصه و هى تبكي بصمت و قهر .. هي لم تشعر بالضيق او حتى لم تفكر فى ان تقف لترد على كلمات زوجه عمها .. هذه المعركه تخص غسان و يوسف و اذا لم يدافع كل منهم عن حقه وكرامه زوجته فالافضل هو الانفصال حقا

– انا قولت كلمتي .. واللى مش هينفذها لا هو ابني و لا اعرفه و هغضب عليه ليوم الدين

ظل الموقف متجمد لعده ثوان يوسف لا يتسطيع تفسير جبروت والدته .. و صمت والده و غسان يشعر ان الامور ستخرج عن السيطره .. لتكمل هي كلماتها

– و من النهارده بنات احمد ملهمش مكان فى البيت ده .. هياخدوا و رثهم و يمشوا من البيت

– فعلا احنى لازم نمشي من البيت لانه كله كذب و خداع و ظلم

قالت عائشه كلماتها و هى تقف اعلى السلم تنظر الى زوجه عمها و حماتها بتحدي و قوه .. تقابله نظرات قويه مغروره من رقيه

بدأت عائشه نزول الدرج بهدوء و عيونها ثابته على رقيه حين اقترب منها يوسف عند نهايه الدرج و قال بغضب مكتوم

– انت بتقولي ايه يا عائشه

نظرت اليه بأبتسامه صغيره و قالت بثقه

– النهاردة يوم انكشاف الحقيقه .. او تكمله انكشاف الحقيقه

شعر ان هناك شئ ما خلف كلماتها لكنه سوف يدعمها مهما حدث فهو يثق فيها و فى رجاحه عقلها .. ليظل صامت لتتحرك من امامه و وقفت امام رقيه و قالت

– انا مش عارفه انت بأى حق واقفه تأمري و تتأمري فينا كلنا

قطبت رقيه حاجبيها بضيق و نظرت الى يوسف و قالت بغضب

– انت هتسكت لها على قله ادبها

– انا مش قليله الادب .. انا صاحبه حق وصاحب الحق مش قليل الادب .. و بما انك مستقويه علينا كلنا خلينا نجيب الحكايه من الاول بقا .. و لا ايه رايكم

قاطعتها عائشه قائله بقوه و ثبات ونظرت الى الجميع بتحدي .. حين رفعت حلم عينها الى اختها بابتسامه صغيره واثقه .. حين اكملت عائشه كلماتها بنفس القوه و الثبات

– تحبي نبدء منين يا مرات عمي .. تحبي نبدء من وقت قصه حبك انت و بابا قبل جوازك من عمي .. و اللى لما اكتشفتي انه مفيش اى حاجه من املاك جدي تحت ايده حولتي العطا على عمي مصطفى و بدات تشاغليه لحد ما حبك و اتجوزك

شهقه مصدومه خرجت من نوار و جنه و نظرات غيرمصدقه مصدومه من مصطفى .. لكنها ليست نظرات اكتشاف الحقيقه بل هى نظرات (( لقد فضح الامر )) و نظرات حاده من حلم التى بدأت تتذكر كلمات والدتها التي سجلتها فى مذكراتها و التي خبئتها فى مكان بعيد عن الجميع خاصه احمد و رقيه التى لم تكن تترك مكان فى البيت الا و لها لمسه فيه حتى تعلم ما يحدث من خلفها .. و التي وجدتها بالصدفه البحته و هى تبحث فى اوراق والدتها التى القيت فى غرفه صغيره ببدروم البيت بعد وفاتها .. حقيقه هي لا تعلم كيف حصلت عليها عائشه لكن هذا رفع عن كاهلها الكثيرخاصه و ان الحقيقه سوف تظهر الى الجميع و تعود الحقوق الى اصحابها و سوف يرد حق المظلوم .. و غضب مكتوم من رقيه و حقد يملئ عيونها و صدمه من الباقي دون رده فعل واضحه

– و لا تحبي نبدء من اول ما قررتي تجوزي امي .. صحبتك اللى كنت بتغيري منها و بتكرهيها علشان اجمل منك لابويا اللى اخلاقه فاسده و اقنعتيها انه هيتهدي بعد الجواز

تراجعت رقيه خطوه الى الخلف بصدمه و حاولت ان تتحدث لكن حلم قاطعتها و هى تكمل كلمات اختها

– و لا تحبي نبدء من اول ما كنتي بتشجعي امي انها تخرج كل يوم ورى ابويا .. علشان تقفشه و هو بيخونها و تنجرح و تتعذب بكل اللى بيحصل و تشوفي دموعها و حصرتها و زهره شبابها اللى بتدبل كل يوم وتعيشي اسعد لحظات حياتك لما يرجع هو يكمل عليها ضرب و هو بيفكرها انه عمره محبها و ان انت حب حياته و كل الستات الدنيا فى عنيه

كانت الصدمه واضحه على الجميع .. صدمه من العيار الثقيل تشبه صدمتهم حين شاهدوا الفيديوا الخاص بأحمد كانت نوار تشعر انها داخل كابوس كبير .. ان العائله التى كانت تتباها بها امام الجميع .. الام التي ضمتهم و احتوتهم طوال سنوات عمرهم ما هى الى اكبر عدو لهم هى سبب عذابهم و المهم طوال حياتهم و غسان كان ينظر الى الجميع و كانه لاول مره يراهم .. جنه اخذت جانب بعيد و جلست و هى تحاوط معدتها بخوف و عقلها يدور فى دوائر الحيره و التفكير و هي تسأل نفسها ما هذه العائله التى دخلتها

اما راغب فكان يلوم نفسه على عدم قدرته على استيعاب كل ذلك من قبل كيف لم يستطع ان يرى الامر بشكله الصحيح و لكن ايضا عقله يفكر كيف استطاعت والدته ان تخدعهم طوال تلك السنوات اذا كان هذا الحديث حقيقي

لتكمل عائشه كلمات اختها .

– و لا نبدء من وقت ما كنتي بتلعبي فى عقل جدي علشان يفضل ساكت عن اللى ابويا بيعمله و ميدخلش و لا على كلامك مع كل واحد فينا من غير الباقي ما يعرف اننا نتجاهل حاله حلم علشان تحس انها طبيعيه و محدش فينا يفكر يخليها تروح للدكتور النفسي

اقترب يوسف من وقفه عائشه ينظر الى والدته بصدمه و زهول لتكمل عائشه كلماتها

– لا و مكتفتيش بكده انت كمان مش سايبه نوار فى حالها .. اهانه و ذل و كل ده و انت مش عارفه العيب من مين فيهم

ثم نظرت الى غسان و قالت بابتسامه مستنكره

– مش كده يا غسان ؟

انتفض غسان واقفا و هو ينظر اليها بتوتر لتتسع ابتسامتها الشامته ثم عادت بنظرها الى رقيه وقالت

– بس ربنا بقا حب يكسرك زي ما كسرتي امي … و يذلك زي ما ذلتي اختي .. و يقهرك زى ما قهرتي حلم و انت بتشمتي فيها يوم فرح راغب وجنه

رفعت التقارير امام عيونها و اكملت قائله

– و سبحان الله يطلع العيب من ابنك .. ابنك اللى عمره ما هيخلف ابنك هو المعيوب مش اختى

لتحجظ عيون رقيه بصدمه و عاد غسان يجلس مكانه بتهالك حين وقفت نوار بعد ان شهقت بصوت عالى و اقتربت من عائشه و قالت بعد تصديق

– ايه اللى بتقوليه ده يا عائشه ؟ انت متأكده ؟ بس .. بس غسان قال

– غسان قالك ان العيب منك انت لكن الحقيقه بقا انه هو الى عنده العقم .. هو اللى مش هيقدر يخلف .. العيب منه هو يا نوار مش منك انت

قاطعتها عائشه قائله بقوه و بصوت عالي و هى تنظر الى غسان الذى ينظر الى نوار بتوسل و مع اخر كلمات عائشه اقترب من نوار وقال

– انا انا انا انا اسف يا نوار بس .. بس .. بس انا كنت خايف .. خايف تسبيني و تبعدي عني انا بحبك يا نوار و مقدرش اتخيل حياتي من غيرك

ومد يده حتى يمسك يديها لتبعدها سريعا عنه و هى تقول بقهر

– قهرتني و دبحتني و عيشتني فى عذاب .. استحمل اهانات امك و نظرات الشفقه من الجميع علشان خوفت ابعد عنك .. ذلتني و كسرتني علشان بتحبني

قالت كلماتها الاخيره بصوت عالى رغم اختناقه بالدموع التي تغرق وجهها

– حب ايه ده ؟ ده مش حب دى انانيه .. ده مش حب يا غسان ده مرض

اقتربت منه خطوه تنظر الى عينيه التى تبكي الان بندم و اسف و اكملت قائله

– مصعبتش عليك و انت بتدبحني .. كل يوم و انا عيني فى الارض قدام كلام مرات عمي الى كان بيطعني فى قلبي مكنتش بصعب عليك و انا بعيط كل يوم .. و انا شايفه نفسي ناقصه و مستهلش اكون معاك و احرمك من انك تكون اب

خيم الصمت على الجميع … فالجميع اصبح مدان … الحقيقه كشفت كل المساوء و الاسرار المخبئه منذ سنوات

و كأن رقيه لم تكتفي بعد من كل تلك الادانات التي القتها عائشه فى وجهها .. لتقول بكل حقد و غل

– انتوا كدابين .. ابني سليم .. محدش فيكم احسن من ولادى .. لا امكم .. و لا نوار اللى الكل بيضرب بيها المثل فى الادب و لا الدكتوره اللي على ما تفرج .. و لا حتى المجنونه حلم

– بس حلم مش مجنونه يا ماما

قال يوسف بثبات و قوه … حين ابتسمت حلم ابتسامه صغيره واثقه و ساخره .. ليكمل يوسف كلمات رغم نظرات رقيه التى تشتعل بنار الغضب و الحقد

– حلم اعقل واحده فينا … حلم عارفه مشكلتها .. شايفه كل الحقيقه … هى الوحيده اللى قدرت تشيل اول طوبه من اساس البيت الواهي اللى كلنا كنا بنداره وراه و اللى كلنا كنا فاكرين انه كيان كبير و هو فى الاساس و لا حاجه

ثم نظر الى راغب و قال بأقرار

– حلم بتروح لدكتور نفسي من تاني يوم جواز راغب .. و انا الوحيد اللى عارف الموضوع

ابتسمت عائشه بسعاده و هى تنظر الى اختها بفخر .. كانت جنه تتابع ما يحدث بصدمه و كل الرسائل الخفيه من بين كلمات الجميع تصل اليها واضحه تماما

خاصه مع نظرات راغب السعيده حين قال يوسف ان حلم تذهب الى طبيب نفسي و بدأت الذكريات تعود لها .. فى نظراته الغاضبه لحلم و عدائه فى الحديث معها خاصه حين فكرت فى ان تسمي ابنتها حلم .. غضبه الغير مفهوم الواضح داخل عيونه و التى تجاهلته هي كما تجاهلات الكثير من تصرفاته السابقه بسزاجه .. كلمات حماتها التي كانت تحمل الكثير من المعاني التى لم تتفهمها فى وقتها لكن الان .. كل المور وضحت وفهمت زوجها يحب حلم .. وتزوجها فقط لانها صديقتها .. انه لا يراها و لم يشعر بها يوما و لم و لن يحبها

اكمل يوسف كلماته

– انا هاخد مراتي و حلم و هنمشي من البيت ده

– و انا جايه معاكم

قالتها نوار و هى تنظر الى غسان بغضب ثم اكملت

– بعد ما تطلقني

– لا لا لا لا لا اعملي فيا اى حاجه .. الا انك تسيبيني .. عقبيني بأي طريقه لكن ما تبعديش عني يا نوار .. لا لا ابوس ايدك متسبنيش

قال كلماته و هو يجلس على ركبتيه امامها يقبل يديها بين كل كلمه و اخرى .. لتسحب يدها منه بقوه ونظرت الى الجهه الاخري ليمسك قدميها و هو يقول بتوسل

– ابوس رجلك يا نوار متسبنيش

لتقترب رقيه منه تجذبه لكي يقف على قدميه و هى تقول بغضب

– تبوس رجل مين انت اتهبلت .. طلقها و انا هجوزك ست ستها

لينظر اليها غسان بعيون مليئه بالدموع .. و قال و كانه لم يستمع لكلماتها

– قوليلها ما تسبنيش .. خليها تسامحني انا عملت كده علشان بحبها .. قوليلها متسبنيش

لترفع رقيه يديها تمسكه من ملابسه و تهزه بقوه و هى تقول

– متعملش كده .. تغور فى داهيه .. انت راجل متعملش كده

جلس ارضا يبكي كالاطفال و هو يقول

– انا اسف .. انا بحبك انا اسف انا اسف

لم تهتم نوار له و لم يأثر بها حديثه … اقترب يوسف من عائشه و قال

– خلينا نمشي من هنا

– لا

قالها مصطفى بصوت قوي و واضح امام نظرات راغب الصامت بصدمه .. وجنه التى تبكي بصمت .. و رقيه التى تنظر الى الجميع و كأنها ملكه الارض و من عليها رغم انها الخاسره الان الا انها لا تستوعب او غرورها يمنعها من التصديق

لينظر له الجميع دون توقع واضح … لكن ظل الصمت سيد الموقف لعده لحظات حتى اقترب من رقيه و قال

– انت اللى هتخرجي بره .. انت اللى ملكيش مكان بينا

ضحكت رقيه بصوت عالي و غرور ثم نظرت الى عمق عينيه و امسكت مقدمه ملابسه و قالت

– انت متقدرش تمشيني انت متقدرش تعيش من غيري متقدرش تبعد عنى انت بتموت فى التراب اللى بمشي عليه

ليمسك يديها و يبعدها عن ملابسه و دفعها الى الخلف بقوه حتى كادت ان تسقط ارضا و قال

– هو انت فاكره انى معرفش كل اللى قالوه ده .. لا انا عارفه من فتره .. انا لاقيت مذكرات دلال اللى انت كنت مخبياها فى هدومك بالصدفه و بعد ما عرفت الحقيقه كامله خبتها فى المكان اللى لقتها فيها حلم … علشان الحقيقه تتكشف للجميع .. لو معتمده على حبك القديم فى قلبي تبقي غلطانه .. لو لسه مفكراني مصطفى القديم اللى بيريل قدام جمالك تبقي غلطانه

اقترب منها خطوه واحده فقط و اكمل قائلا

– غرقتيني فى بحر عنيكي و قدرتي تلفى حوليا زى الحيه لحد ما دمرتيني و دمرتي عيلتي لكن لو فاكره ان ليكي لسه تأثير عليا تبقي غلطانه

صمت لثوان يستمتع بنظراتها المصدومه التى تتحرك بسرعه و توتر ابتسم بشماته و اقترب منها و قال

– أنت طالق يا رقيه … طالق … طالق

و فى خلال لحظات الصدمه التى احتلت الجميع معادا غسان الذى يجلس فى احد الاركان عيونه ثابته على نوار التى لا تهتم لوجوده و لا نظراته التى تعيد اليها القليل من كرامتها المهدوره و التى استباحها هو بأسم الحب اذا فليجرب ذلك الاحساس و ليرى ما كانت تراه

التفت مصطفى ينظر الى الجميع و قال

– البيت ده بيت بركات .. و اللى هيفضل فيه هما ولاد بركات و احفاده .. الخاين ملوش مكان بنا .. و الغدار و اللى كاره الخير لينا ملوش مكان بنا

ثم نظر الى حلم و قال بأقرار

– وجود راغب فى البيت ده قرارك يا حلم .. لانك الاولى منه انك تفضلي فى البيت ده .. زى ما قرار وجود غسان فى ايد نوار .

اقتربت حلم من رقيه و قالت بأبتسامه شامته

– حق امي رجع لما عمي رماكي دلوقتي زى ما ابويا رما امي زمان. و حق اختى رجع و ابنك راكع تحت رجلها يتوسل حبها و رضاها و انها تفضل معاه

اقترب راغب و ضم امه الى صدره و هو يقول

– مش هسمح لك تهيني امي

نظرت اليه حلم و قالت

– تقدر تاخدها و تمشي من هنا .. البيت ده مبقاش بيتكم

لينظر اليها بتحدى و قال

– يلا يا امي

ثم نظر الى جنه و قال بأمر

نظرت اليه جنه و قالت

– انا فعلا هطلع الم الهدوم .. بس هدومي و عايزه ورقه طلاقي توصلني على بيت بابا

ليقطب جبينه بحيره و قال بغضب

– طلاق ايه ؟ ايه اللى انت بتقوليه ده ؟ انت اتهبلتى ؟

ابتسمت بسخريه و هى تقول

– معتقدش ان قلبك هيوجعك لما طلقني .. و لا هتركع قدامي تتحايل عليا علشان افضل معاك .. انا مش فارقه معاك اصلا يا راغب .. و لا هفرق اصلا

ثم نظرت الى حلم التى تنظر اليها بأعتذار و رجاء وقالت

– اديني فرصه ارتب اوراقي و افكاري انا مش عارفه اشوف مين صاحب حق و مين مظلوم و مين ظالم .. انا مش شايفه دلوقتي غير انى انا اللى مظلومه وسطكم و انضحك عليا

وقبل ان تتحرك خطوه واحده دوت صرخه عاليه ولحقتها صوت سقوط و دماء كثيره ليشعر الجميع بالصدمه و تحولت النظرات الى خوف واحساس جديد بالخساره

  • يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حلم ) اسم الرواية

google-playkhamsatmostaqltradent