Ads by Google X

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم ميمي عوالي

الصفحة الرئيسية

     رواية وانقطعت الخيوط كاملة بقلم ميمي عوالي عبر مدونة دليل الروايات


 رواية وانقطعت الخيوط الفصل الحادي و العشرون 21

  
كانت القاعة الكبرى بالجامعة تضج بالتصفيق والتهليل و الصفير الذى اطلقه احمد و انور بهجة بنيل رهف لشهادة الدكتوراة مع مرتبة الشرف
و كانت زينب تطلق الزغاريد بهجة و احتفالا برهف التى ارتمت باحضان مدكور و وجهها تغسله الدموع ، فقال مدكور و هو يربت على ظهرها بحنان لم تذقه رهف الا نادرا : مبروك يارهف .. مبروك عليكى يا حبيبتى ، امك الله يرحمها اكيد حاسة بيكى و بنجاحك النهاردة و فرحانة و فخورة بيكى .. بطلى عياط بقى غلط كده على اللى فى بطنك
لترفع عينيها الى ابيها بذهول اخرس فأومأ برأسه قائلا : رغم انى كنت اتمنى ان انتى اللى تيجى تفرحينى بخبر زى كده .. بس مش وقته ، لينا كلام كتير مع بعض بعدين ، احتفلى دلوقتى بنجاحك و افرحى ، و نبقى نتحاسب بعدين
كانت رهف برغم خجلها و رهبتها من غضب ابيها بسبب عدم ابلاغه بحملها ، الا انها احست براحة تملأ جنبات روحها بعد ان علمت بأنه كعادته يقف على كل مجريات الامور ، فما كان منها الا ان مسحت عبراتها المنسابة على وجنتيها و اومأت رأسها اليه بالموافقة
و ما كادت ان تخرج من احضانه الا و سمعت صوت شريفة تقول برقة : كل يوم بيعدى على معرفتى بيكى بزعل اكتر انى ما عرفتكيش من زمان .. الف مبروك يا رهف .. حقيقى تستحقيها
رهف بامتنان : انا متشكرة اوى و مبسوطة جدا انكم كنتم كلكم حواليا النهاردة
جاسر : الف مبروك يا دكتورة
رهف بخجل : الله يبارك فى حضرتك .. شكرا
مؤمن : الف مبروك .. تستحقيها
رهف : ميرسى
فؤاد : انا حقيقى استمتعت جدا النهاردة بالمناقشة ، رجعتينى لسنين الجامعة و جمالها من تانى
رهف : ده شرف عظيم ليا يا دكتور فؤاد .. متشكرة جدا
سميحة : مبروك يا رهف ، اخيرا شلتنا بقى فيها حد مثقف
رقية بمرح : حقيقى يا رهف ، احنا محتاجين نظهر معاكى الفترة الجاية كتير عشان الناس تعرف اننا مثقفين
بثينة ضاحكة : احنا خلاص هنأسس جمعية خيرية ، و لازما و لابد رهف تبقى عضوة فيها .. انا عارفة اننا كده داخلين على طمع ، بس ده خلاص بقى امر واقع
رهف بامتنان : اد ايه انتو جمال ، انا بجد ممنونة لكم كلكم
لتلتفت رهف على صوت هدى و هى تصيح قائلة : انتى يا ست رهف ، تعالى عشان تيمو تعرف تباركلك
لتذهب اليها رهف ضاحكة و هى ترى معالم الامتعاض على وجه تميمة و هى تضم كتفيها بكلتا يديها و تنظر اليها شذرا ، فتنحنى عليها رهف مقبلة اياها بمرح قائلة : الف مبروك يا تيمو
تميمة باعتراض : المفروض انا اللى اقول لك مبروك ، بس انتى حواليكى زحمة كتير اوى و كانوا هيدوسونى
رهف ضاحكة : يدوسوكى مرة واحدة .. يا خبر ابيض ، حقك عليا ، ادينى اهو جيتلك بنفسى باركيلى بقى
لتبتسم تميمة و تصعد على المقعد المجاور لها و تحتضن رهف و تقبلها قائلة بمشاغبة : مبروك يا دكتورة
رهف بحب : عقبال ما اشوفك انتى كمان دكتورة يا روحى
ثم التفتت رهف حولها و هى تبحث بعينيها بين المتواجدين حتى وقعت عيناها على زينب و امينة فذهبت اليهم من فورها و القت بنفسها بين احضان زينب التى لم تجف دموعها و قد تحشرج صوتها نتيجة اطلاقها الكثير من الزغاريد و قالت لها بفرحة : اخدت الدكتوراة خلاص يا دادة الحمدلله ، كل نجاحى ده .. يرجعلك انتى الفضل فيه
زينب و هى تحتضنها بحنان بالغ : الفضل بعد ربنا يا بنتى لمجهودك و تعبك انتى ، انتى النهاردة بتجنى تعب السنين اللى فاتت دى كلها
امينة و هى تقدم كوب من العصير لرهف : ياللا يا حبيبتى اشربى العصير ده ، زمان ريقك نشف من كتر الكلام اللى اتكلمتيه ده
رهف : لو قولتلك انى حاسة انى اكنى واكلة ديك رومى بحاله و شاربة لتر عصير لوحدى مش هتصدقينى
امينة بمرح : و لا اكنى سمعتك .. اشربى العصير ياللا كده زى الشاطرة و ماتخلينيش اناهد كتير عشان انا ذات نفسى فرهدت من كتر الكلام اللى انتى اتكلمتيه ، ده انتى طلعتى رغاية اوى على فكرة و انا ما كنتش واخدة بالى
رهف ضاحكة : طب خليه لما نروح ، عشان ما اتعبش و انا راكبة العربية و احس انى عاوزة ارجع تانى
زينب : فى دى عندها حق يا امينة .. خلاص ماتغصبيش عليها و سيبيها براحتها و ياللا بينا بقى و اللا ايه
رهف : هروح اسلم على الناس بس و اشكرهم و نمشى على طول
و قبل ان تذهب سمعت امينة تقول : ايه ده .. مش هولاكو اللى واقف هناك ده مع جوز شريفة و جوز رقية
لتنظر رهف الى مكان نظرات امينة لتقع عينيها على مراد و هو فى ابهى مظهر و هو يتحدث الى جاسر و مؤمن و عمه و لكن نظراته كلها موجهة اليها بابتسامة عريضة و كأنه يهنئها على نجاحها و لكنها لم تستطع ان تمنع نظرة العتاب التى اطلت عليه من عينيها بصحبة بعض العبرات التى مدت يدها على الفور كى تزيلها ، لتجد هدى تحتضنها و هى تهمس بأذنها قائلة : على فكرة حضر المناقشة كلها و من اولها
رهف بغير تصديق : بس انا ماشفتوش غير دلوقتى
لتشير هدى بعينيها الى مكان ما بالزاوية البعيدة و تقول : كان قاعد فى الزاوية اللى هناك دى ، و لما احمد لمحه و حاول يندهله يقعد جنبنا ، شاور له انه حابب المكان ده اكتر
لتومئ رهف رأسها بتنهيدة عميقة و قالت : ماتفرقش يا هدى .. صدقينى ماعادتش تفرق
لتذهب لتحيى الجميع مرة اخرى قبل ان تستأذنهم فى الانصراف ، و تهمس لابيها قائلة : هستأذن حضرتك اروح فى عربية انور مع دادة و امينة
مدكور بدهشة: طب و ليه ، ما جوزك موجود و انا كمان موجود و هدى و احمد
رهف : معلش عشان خاطرى .. محتاجة دادة اوى
مدكور : خلاص يا حبيبتى اللى يريحك ، و كده كده هنتجمع كلنا فى الاخر مع بعض
لتذهب رهف من توها الى سيارة انور بصحبة أمينة و زينب دون الالتفات الى مراد الذى كان يقف و هو يرسم ابتسامة عريضة على وجهه و هو يحاول ان يوارى بها غضبه الكامن بصدره
و ما ان وصل الجميع الى قصر العزيزى و ترجلوا من السيارات ، و توجهوا الى داخل القصر ، الا و تفاجئوا جميعا بعدد ليس بالقليل ابدا من الافراد بجيئون و يذهبون بحركة نشيطة و هم يحملون الكثير من الأشياء التى لم يتبينوا ماهيتها ليقول مدكور بذهول : هو ايه الناس دى و يطلعوا مين و بيعملوا ايه هنا
مراد بصوت عالى حتى يتأكد من ان حديثه وصل الى مسامع رهف : دول عشان الحفلة اللى انا عاملها الليلة دى على شرف رهف و الدكتوراة
مدكور بدهشة : ماقلتش يعنى انك عامل حفلة ، ده انا كنت لسه بفكر اقول لكم نعمل حفلة هنا و اللا فى القاهرة
مراد و هو يثبت نظره على رهف : لا ما انا قلت اعملهالكم كلكم مفاجأة
لترتسم سعادة واسعة على عينا رهف و لكنها تماسكت و اتجهت الى الاعلى و هى تقول : انا هطلع اغير هدومى و احاول استريح شوية احسن صاحية من الفجر
زينب : روحى يا ضنايا على ما الغدا يجهز و هطلع اندهلك
و بالفعل اتجهت رهف الى غرفتها و ما ان وضعت جسدها فى الفراش الا و غرقت فى نوم عميق بملابسها دون ان تستطع حتى تبديلها ، لتفتح عينيها بعد فترة من الوقت على صوت مراد و هو يناديها بصوت هادئ جدا حتى كادت تجزم انها تحلم به ، و لكنها انتبهت على صوته يقول : مش كفاية نوم .. انتى نايمة من ساعة ما رجعتى
لتنظر رهف تجاه شرفتها لتجد ان الغروب قد لاح فى الافق ، فعادت بنظرها الى الساعة المعلقة على الحائط لتجد انها نامت قرابة الاربع ساعات لتنتفض قائلة : انا ما صليتش الضهر .. نمت من غير ما اصليه ، مش عارفة ازاى عينى راحت فى النوم بالشكل ده
مراد و هو يهدئ من روعها : دادة زينب طلعتلك و حاولت تصحيكى حتى عشان تتغدى الا انك ماحسيتيش بيها نهائى ، حتى لما لقتك نمتى بهدومك من غير ما تغيرى ، ماعرفتش تعمل اكتر من انها عدلتك فى السرير و عدلت عليكى الغطا و نزلت .. واضح انك كنتى مجهدة اوى
قال جملته الأخيرة و هو يزيح خصلة تمردت من شعرها خلف اذنها ، فانتفضت واقفة ليصيبها دوار شديد جعلها تترنح بوقفتها ليقول مراد بحدة خفيفة : مالك .. انتفضتى كده ليه
رهف بتردد و هى تتجه الى المرحاض : اابداا .. بس هحاول الحق العصر قبل ما المغرب يأذن و يضيع عليا هو كمان
مراد بهمس غاضب : و انتى بقى كده مفكرة انى هسيبك .. تبقى بتحلمى
و عندما خرجت من المرحاض تفاجأت به مازال موجودا بالغرفة ، فاتجهت من فورها للصلاة و هى تتمنى انصرافه قبل انتهائها ، و ما ان انتهت رهف من صلاة الظهر و العصر ، سمعت ترديد آذان المغرب ، و ما ان وقفت لتأدية الصلاة حتى وجدت مراد يخلع حذائه و يقول : استنى اما نصلى جماعة
ليذهب بالفعل و يقوم بفرد سجادة الصلاة امامها و يقوما بتأدية الصلاة معا و ما ان انتهيا من صلاتهما حتى التفت اليها مراد قائلا : مبروك يا دكتورة .. ربنا يجعلهولك علم نافع تنفعى بيه اللى حواليكى
لتنظر له رهف بتيه و كأن كلماته قد الجمتها و سجنتها بداخل تمثال من الفولاذ ، ليستدرك مراد حديثه بصبر قائلا : النهاردة انا كنت فخور بيكى و انتى واقفة بتناقشى الدكاترة بتوعك بثقة و تمكن ، لدرجة انى فهمت منك حاجات انا ما كنتش اعرف عنها حاجة قبل كده
رهف بجمود : رغم انى ماشفتكش طول المناقشة
مراد بابتسامة : خفت تتلخبطى و تسرحى لو شفتينى فجأة وانتى عاملة حسابك انى مش هبقى موجود ، فقررت اقعد فى مكان اشوفك منه بس عينك ماتكشفهوش
رهف و هى تزدرد لعابها : ايه اللى جابك
مراد بعدم استيعاب : تقصدى ايه
رهف و هى تريح ظهرها الى الحائط من خلفها و تعتدل بجلستها : انت سافرت و قلت انك هترجع على فرح انور و امينة ، و كان واضح جدا عدم اهتمامك بحضور المناقشة ، ايه اللى جد و خلاك تحضر ، و اللا حسيت انها مش لطيفة ان جاسر و مؤمن يبقوا موجودين و انت لأ
لترتسم علامات الغباء و الدهشة على معالم مراد و هو يحاول استيعاب ما قالته رهف ، و لكنه استوعب حديثها و قال بنبرة غيظ : هو ده اللى تفكيرك وصلهولك ، انى حضرت بس عشان مايبقاش شكلى وحش قدام جاسر و مؤمن ، طب ما سألتيش نفسك انا امتى حضرت للحفلة اللى عاملهالك تحت دى
رهف بتركيز : حفلة ايه
مراد باستنكار : انتى طلعتى نمتى و اللا فقدتى الذاكرة .. مش احنا لما وصلنا .. شفتى الناس اللى انا جايبها تحت عشان تحضر للحفلة ، بس انتى سيبتينا وطلعتى على طول على هنا
رهف بتذكر : اااه افتكرت ، شكرا ، بس ايه لزمتها الحفلة دى
مراد : لزمتها انى عاوز احتفل بيكى ، ايه .. مش من حقى احتفل بنجاح مراتى
لتنظر له رهف بجمود و قالت : مراتك
مراد : طبعا مراتى .. ايه ، هو انتى بعدك عن حضنى الفترة اللى فاتت دى نستك و اللا ايه
رهف : حضنك
مراد : انتى ايه حكايتك ، مالك بتردى عليا بالطريقة الغريبة دى .. انا كنت سايبك براحتك و مش عاوز اضغط على اعصابك عشان خاطر الرسالة بتاعتك ، لكن دلوقتى خلاص .. ناقشتى الرسالة و حملها اتشال من على اكتافك ، يبقى تفوقيلى بقى شوية و اللا ايه
رهف بندية : و عاوزنى افوق لك ازاى يا مراد
مراد : يا حبيبتى انتى مراتى
رهف بسخرية : حبيبتك مرة واحدة
مراد : و ايه المشكلة لما تبقى حبيبتى .. مش مراتى
رهف : بس انت مابتعرفش تحب يا مراد
مراد : مين اللى قال لك الكلام ده
رهف بتنهيدة : حاجات كتير اوى ، تصرفاتك و كلامك .. كل حاجة بتقول انك مابتعرفش تحب
مراد بنعومة : طب ماتعلمينى
رهف : هو الحب كمان بالعلام
مراد : اكيد .. و الا ماكنتش اتعلمته منك
رهف بعدم فهم : اتعلمت ايه مش فاهمة
مراد : اتعلمت احبك .. هتسالينى امتى و ازاى هقولك ما اعرفش ، بس كل اللى اقدر اقولهولك .. انى لما صحيت من النوم فى بيتنا و مالقيتكيش جنبى و عرفت انك سافرتى و بعدتى عنى حسيت انى هتجنن ، و متغاظ جدا
وقتها كنت فاكر انى كل ضيقتى عشان اتصرفتى تصرف زى ده من غير ما تبلغينى و لا تاخدى رايى ، و لقيتنى بدور على اى حجة عشان اجى وراكى باى شكل
و لما قدرت احصلك ، لقيت قدامى نسخة تانية منك ماشفتهاش قبل كده
رهف : نسخة تانية ازاى يعنى .. مش فاهمة
مراد ضاحكا : نسخة مقاوحة و عنيدة و بتعملى اللى فى دماغك حتى لو كان ايه
رهف و على شفتيها شبح ابتسامة : و يا ترى النسخة دى كان وقعها ايه عليك
ليقترب مراد من مجلسها و يجلس الى جوارها مستندا هو الاخر على الجدار ثم نظر اليها قائلا : هتصدقينى لو قلتلك انى لحد دلوقتى مش عارف انا بحب انهى نسخة منك اكتر ، بس اللى انا متأكد منه انى بحبكم كلكم
رهف : كلنا مين بالظبط مش فاهمة
مراد و هو يعدد على اصابعه : نسختك العنيدة اللى صممت توصل لهدفها و قدفت عكس الريح بكل قوتها لحد ما عملت كل اللى هى عاوزاه
و نسختك اللى قدرت تلفت انتباه و احترام كل اللى اتعاملوا معاها بذكائها و نجاحها و طبعا اخلاقها و قلبها الابيض
و نسختك الهادية المطيعة ست البيت الناجحة اللى بتقدر تدير دفة بيتها بكل بساطة و من غير ما يبان عليها انها عملت اى مجهود
و نسختك الصاحبة الجدعة اللى دايما صاينة عشرة صاحبتها و مافرطتش فيها لحظة واحدة
ثم صمت لبرهة و هو يتجول بملامح وجهها و اكمل و هو يرسم ابتسامة جذابة على وجهه : و طبعا نسختك اللى بتحبنى، و اللى حبها ليا حببنى فيها
رهف بلجلجة : اانت من امتى بتعرف تقول كل الكلام ده
مراد : من خمس دقايق فاتوا ، انا عارف انك يمكن تكونى زعلتى منى و اعتقدتى فى وقت من الاوقات انى بتجاهلك او بتعمد ده ، لكن صدقينى فى وقت معين جه عليا انا و عمى اتعرضنا لضغط شغل جامد جدا و خصوصا اول ما رجعنا من شهر العسل
يمكن غلطت انى ماوضحتلكيش ده و ما شرحتلكيش الموقف ، لكن صدقينى ماجاش فى بالى ابدا انك هتغضبى عليا للدرجة دى
رهف : انا ما غضبتش عليك .. بس انت جرحتنى
مراد : صدقينى ماكنتش اقصد ، و بعترفلك انى فى الاول ماكنتش فاهم ان ده ممكن يزعلك منى للدرجة دى .. بس ماتنكريش انك كنتى مزوداها اوى ، و ان فى موضوع معين زعلنى منك اوى و مش هسيب حقى
رهف : موضوع ايه ده بقى
مراد : حملك اللى خبيتيه عليا لحد دلوقتى
رهف بترصد : مين قال لك
مراد : هو ده اللى فارق معاكى
رهف ببعض الحدة و هى تستند على الجدار و تنهض من مجلسها : مين قال لك يا مراد
لينهض هو الاخر فى محاولة لاسنادها و لكنها ابتعدت عنه بحدة و هى تكرر سؤالها للمرة التالتة بغضب اشد : قوللى حالا مين اللى قالك
فقال مراد باستغراب : انتى ايه اللى قلب حالك كده مرة واحدة وإحنا بنتكلم انا مش فاهم
رهف بجمود : اللى قلب حالى انى فهمت سبب كلامك اللى قلته ده كله ، سبب اهتمامك بحضور المناقشة و سبب الحفلة اللى بتحضرلها و سبب كل اللى بيحصل ده
مراد بفضول : و ايه بقى السبب ده
رهف بحدة : انك عرفت انى حامل ، فبتحاول تلحم الشرخ اللى حصل فى علاقتنا قبل ما يزيد و تتهد .. مش كده
مراد بذهول : انتى مجنونة .. اذا كان انتى نفسك ماعرفتيش بالحمل ده غير من تلت ايام بس ، و انا بجهز لكل ده من اسبوع فات
رهف برفض : مجرد كلام ما عليهوش اى دليل
مراد : اقسملك انه حقيقة .. طب اقول لك .. تعالى معايا
قالها و هو يسحبها من يدها فتمنعت قائلة : سيب ايدى انت واخدنى على فين انا مش فاهمة
مراد : هثبتلك انه مش مجرد كلام .. تعالى بس
ليسحبها معه حتى غرفته ، ليفتح خزانة ملابسه و يخرج منها بعض الاوراق و يعطيها لها قائلا : اتفضلى شوفى التواريخ اللى هنا … من اسبوع بحاله ، ده وصل مكتب تنسيق الحفلات ، و دى تذاكر الطيران اللى كنت حاجزها عشان الحق احضر المناقشة بتاعتك برضة حاجزها من اسبوع .. صدقتى بقى
رهف بامتعاض : مانت لما تعمل كل ده فجأة كده لازم اشك فى تصرفاتك
ليجلسها على حافة فراشه و بجلس امامها ارضا و يقول : مش معنى انى غلطت فى تصرف انك تشكى فى نيتى ، و انتى عارفة انى طول عمرى دوغرى ماليش فى اللف و الدوران ، و عشان كده قلتلك انى زعلان منك جدا انك خبيتى حملك عليا رغم ان كنت المفروض اول واحد اعرف
رهف : برضة ماقلتليش عرفت منين
مراد بتحذير : و مش هتعملى مشكلة
رهف : على حسب
مراد : خلاص مش قايل
رهف باعتراض : يعنى المفروض ابقى مآمنة حد على سر و يطلعه و اسكت
مراد : انتى دماغك راحت لمين
رهف : للى امنتهم على سرى و ما صانوهوش
مراد : ماتخليش مخك يوديكى لبعيد .. انا عرفت من الدكتورة بتاعتك
رهف باستنكار : الدكتورة
مراد و هو يفرك اذنه بخجل : ما هو انتى لما صممتى تخرجى مع أمينة من غير ما تعرفينى انتى رايحة فين غيظتينى بصراحة و نزلت وراكى ، و لما لقيتك طلعتى للدكتورة ، قلقت و كنت عاوز اتطمن عليكى ، فطلعت لها و مارضيتش تعرفنى اى حاجة غير لما وريتها صورة فرحنا على التليفون بتاعى
رهف بفرحة : هو انت حاطط صورة فرحنا على تليفونك
مراد : ااه طبعا ، و لما بتوحشينى بطلع الصورة ابص عليها شوية و اقفله تانى
لتبتسم رهف بفرحة ثم تعود ملامحها للحدة مرة اخرى و هى تقول : بس انت ازاى تراقبنى ، ايه يعنى.. بتشك فيا و فى تصرفاتى
ليضحك مراد بشدة حتى دفن وجهه فى قدميها لتبتسم على ضحكه بامتعاضة لطيفة و انتظرته حتى هدأت انفاسه و اعتدل قائلا : طول عمرى اسمع عن هرمونات الحمل ، بس عمرى ما اتخيلت انى اعيش معاها و تسعدنى للدرجة دى ، ثم مال على بطنها المسطحة و قبلها و رفع رأسه اليها و قال و هو يحتضن ملامحها بعينيه … من هنا ورايح لازم تفهمى انك مراتى و حبيبتى ، و برضة تفهمى ان الدنيا مش كلها حب و كلام حلو
رهف : و لا كلها شغل و اهمال
مراد : و انا اوعدك انى هحاول انى اتغير عشانك ، بس انتى كمان لازم توعدينى
رهف : اوعدك بايه
مراد : انك ماتخبيش عليا اى حاجة بعد كده طالما تخصنا احنا الاتنين ، و تانى مرة لو زعلتى منى لاى سبب .. تقوليلى و تتكلمى معايا .. متبعديش عنى ، و لا تبعدينى عنك بالشكل ده
رهف : و ايه كمان
مراد : و لا تروحى فى مكان من غير ما ابقى عارف من قبلها على الاقل ابقى متطمن عليكى
رهف : انا عارفة ان ده حقك شرعا و عاوزاك تسامحنى انى عملت كده من غير اذنك ، بس انت كنت جارحنى اوى يا مراد
مراد : انا مسامحك عشان عارف ان احنا الاتنين كنا مشتركين فى الغلط ، لكن مش عاوزها تتكرر تانى ممكن
رهف : ممكن
ليقترب منها و هو يقربها من احضانه ليستمعا الى طرقا مزعجا على الباب و صوت هدى ينادى مراد ، لينهض مسرعا من مكانه و يتجه الى الباب و يفتحه قائلا بقلق : فى ايه .. حصل حاجة و اللا ايه
هدى بحدة : فى ان الساعة بقت تمانية و الناس ابتدت توصل و انت طلعت تندهلها نمت جنبها
مراد بذهول : يا خبر ابيض ، ده الوقت جرى بينا بسرعة اوى ، و التفت الى رهف قائلا : قومى يا حبيبتى نصلى العشاء ، وبعد كده اجهزى بسرعة و انا هنزل للناس على ماتحصلينا
كان احتفالا مبهجا بحق ، و كان مكتب تنظيم الحفلات قد اعد حديقة القصر بشكل جميل و راق ، و قاموا بوضع العديد من الموائد التى التف حولها المدعوون ، و كان مراد قد دعا كل من تعرفهم رهف حتى العاملين فى المشغل القديم و قد اسعدها تصرفه هذا و جعل البسمة ترتسم على وجهها طوال الوقت ، حتى اتت اللحظة التى دعاهم فيها مراد لتناول الطعام فقال : و دلوقتى معاد البوفية .. فياريت تتفضلوا كلكم معانا ، بس الاول هنروح مع الدكتورة رهف عشان تشوف هديتى ليها الاول .. اتفضلوا
ليسحب رهف معه و من خلفهم جميع المدعوون لتجده اوقفها امام شئ ما بحجم الفيل الضخم مغطى بستار كبير ثم اشار لشخص ما رفع الستار الذى يحجب الرؤية عن الهدية لتجده عبارة عن مجسم ضخم لقلب كبير مصنوع من النحاس الخالص مقسوم الى نصفين و من حوله رجل و امرأة يقومان بحياكة النصفين معا .. و يوجد من اسفلها حروفا بالانجليزية تكون اسم ماركة تصميماتها .. بروكن هارت
و من وسط انبهار رهف بالمجسم قال لها مراد : ده شعار الماركة بتاعتك اللى هيتحط فى مدخل المقر بتاعك فى القاهرة بس بعد ما اتحط عليه تعديل صغير ، ماهو مش معقول القلب هيفصل مكسور كده كتير .. آن الاوان ان كسره يلحم و يتلم ، و كمان مقر الاتيلية هيتم توسعته خلال ايام ، ثم اخرج من جيب بدلته مظروفا قدمه لها قائلا : و ده عقد للشقة اللى جنب الاتيلية بتاعك ، و اول ما نوصل القاهرة ان شاء الله تقدرى تفتحيهم على بعض و تعملى الديكورات اللى تعجبك

google-playkhamsatmostaqltradent